للحظة حدق بها بصمت معبر ثم تراجع على المقعد ليضع مسافة كافية بينهما وقال:
_كنت مستعدا للزواج لو لم اكن كذلك لما وافقت مطلقا على طلبات والدك بغض النظر عن رغبتي في الحصول على شركة تصدير زيت الزيتون التي يملكها.
كان مستعدا للزواج؟فتحت جيسي فمها وفكرت في كل ماقراته عنه يوما سمعته مع النساء كانت دائما مصدرا للاقاويل والملاحقة لم يعرف عنه يوما انه راغب في الزواج وام كان فعلا كذلك فقد اخفى ذلك بطريقة جيدة.
_لم لم تتزوج واحدة من عشيقاتك الكثيرات؟
_ماهذا التعبير الجذاب انه انكليزي عتيق.
ابتسم ريكو ابتسامة باهتة وهو يعترف بما قالته ثم تابع:
_العشيقة لها دور معروف تسورو! اما وضع الزوجة فيحمل مسؤوليات مختلفة لهذا السبب اردت امراة من نوع اخر اردت فتاة صقلية.اماريج
_انا نصف انكليزية .
_والدك صقلي وانت نشات في صقلية.وهذا امر جيد بالنسبة لي.
_اتقصد انه يفترض بس ان اعرف ماهو المطلوب من زوجة رجل صقلي؟
جلست جيسي مستقيمة الظهر ورفعت ذقنها عاليا,متذكرة تلك الاوقات التي عملت فيها جاهدة على تكرار هذه الجمل في ذهنها.
قالت متابعة :
_حسنا! لدي اخبار هامة لك انا زوجة سيئة جدا من الافضل لك ان تعمل على الطلاق بسرعة ريكو قبل ان ابدا باظهار التصرفات التي تؤكد على دمي البريطاني.
جمدت ملامح ريكو للحظة ثم قال بنبرة هادئة وحازمة :
_لاخر مرة اقول لك,لارغبة لدي في الطلاق ابدا ! فانا لااؤمن بالطلاق انت زوجتي وستبقين كذلك كلما اعتدت على هذه الفكرة بسرعة اكبر كلما شعرنا كلانا بارتياح اكبر.
**************************************
2_الى سجن جديد
الا رغبة لديه حقا في الانفصال؟!
جلست جيسي صامتة وقد تجمدت اوصالها تساءلت ان كانت قد اساءت فهمه .
كانت تعلم انها ستقف يوما ما وجها لوجه امام ريكو لكنها كانت تعزي نفسها وتخفف عنها بالقول انه في نهاية الامر سيوافق على الطلاق .
تصرفاته يوم زفافهما برهنت انه لايفكر بها او يهتم لامرهاوان زواجهما لايعني شيئا له من الناحية العاطفية.
اصبحت الشركة له الان والدها توفي,فلماذا يريد ان يبقي على زواجهما؟
قال بسرعة :
_يمكننا ان نحظى بطلاق سريع وهادئ انا لااريد منك مالا او اي شيء كما انني لن اثير اي ضجة حيال الامر.اماريج
قال وهو يحدق بها بقسوة :
_يمكنك ان تنسي ذلك فاحتمال الطلاق ليس واردا ان كان حبيبك ينتظر طلاقنا ليتزوج بك,فلا جدوى من انتظاره.
فتحت جيسي لتنكر ان كارلو ليس حبيبها ثم اغلقته من جديد وبدا عقلها يعمل بسرعة قصوى.
ريكو رجل صقلي ذو نزعة للتملك بطبيعته من المؤكد ان هناك امرا واحدا قد يدفعه الى الموافقة على الطلاق وهو اعتقاده انها اقامت علاقة غرامية مع رجل اخر انها خطة مليئة بالخطر لكن.....اماريج
قالت بهدوء وهي تراقب ردة فعله بحذر:
_كارلو وانا لانهتم بشان الزواج كل مانريده هو ان نكون معا.
ظهرت التماعة خطيرة في عينيه السوداوين لكن عندما تكلم بدت نبرة صوته هادئة:
_اذا عليك ان تعدي نفسك لحياة مليئة بالبؤس فالنسبة لي الزواج عهد لمدى الحياة.
_عندما تقول ذلك يبدو ماتقوله خاليا من اي رومنسية.
ضحكت ضحكة خالية من المرح,وهزت راسها قليلا وهي تتابع:
_اتحكم علي بالسجن بينما تذهب انت لتستمتع بحياتك؟ تزوج ابي بامي لمدى الحياة وانا افهم ماتعنيه بالتحديدهذه الكلمة بالنسبة لرجل صقلي انس ذلك ريكو! لربما كان لهذا الزواج امل بالنجاح في الماضي لكنك قضيت عليه عندما دعوت تلك الفتاة الى حفل زفافنا انت لم تكن مخلصا لي حتى يوم زفافنا فاي فرصة حقيقية لنا؟
_لااعتقد انك في وضع يسمح لك بالقاء محاضرة عن الاخلاق.
علق ريكو بنبرة ناعمة كالحرير فاغمضت جيسي عينيها للحظة مدركة انها وقعت في الفخ الذي نصبته له كل ماتستطيع القيام به الان هو اللعب على رغبته بالتملك.
_انا لست فتاة عذراء,ريكو !اتريد حقا امراة تفكر برجل اخر؟
بقي صامتا لفترة ثم قال:
_حدث ذلك في الماضي ,يتطلب الامر مني اقل من خمس عشرة ثانية حتى انسيك انك عرفت رجلا سواي.
تابع بتفاخر طبيعي في شخصيته:
_اما بعد ذلك فسيكون الاسم الوحيد على شفتيك هو اسمي.
احمر وجهها من شدة الخجل وصدمتها الصورة التي تشكلت في مخيلتها وقالت:
_لااستطيع ان اصدق انك قلت ذلك.
قال ينصحها بنبرة ناعمة كالحرير:
_حاولي الثبات على مبدا واحد كاراميا !لايمكنك التباهي بحبيبك في لحظة ما ثم التظاهر بالبراءة في اللحظة الثانية,اتخذ قرارك!من انت ؟عذراء ام فتاة عابثة.
ارادت ان تصرخ به:انا عذراء !لكنها تعلم ان ذلك لن يساعد قضيتها قالت بصوت مضطرب:.
_لايمكنك ان ترغمني على البقاء هنا اتيت الى هنا لرؤية امي ان لم تكن هنا فسارحل على الفور.
_لن تغادري الى اي مكان,انت زوجتي وماان نصل الى الفيلا حتى اذكرك بتلك الحقيقة.
.
هل سيقدم على اقامة علاقة معها ليتاكد مما قالته؟لا! هذا غير ممكن.اماريج
شعرت جيسي بقلبها يقوم بعدة وثبات في صدرها وفجاة ادركت انها لاتملك اي فكرة عما يجدر بها القيام به الان.
انها ليست معتادة على القيام بالاعيب لاسيما مع رجال مثل ريكو فجاة ندمت على لحظة التهور التي قادتها الى الكذب.وقالت:
_انت تحاول فقط ان تتاكد مما قلته وكانك حيوان مفترس يريد ان يحدد ممتلكاته حسنا ! لست بحاجة الى ذلك كذبت عليك عندما قلت لك انني اقمت علاقة مع كارلوقلت ذبك لانني اعتقدت انه سيدفعك الى الطلاق.
_لاشيء سيجعلني اقدم على الطلاق وتغيير قصتك لن يغير الوقائع.اماريج
بقيت عيناه مسمرتين على وجهها وهو يتابع:
_قلت لك من قبل انني لااريد ان اسمع باسمهلكن هذه المرة وفقط هذه المرة سنعاين الوقائق معا وهكذا لن يكنون هناك مجال للخطا بيننا هربت معه يوم زفافنا والان تتوقعين مني ان اصدق ان العلاقة بينكما كانت بريئة؟
_كارلو ساعدني فقط على الهروب من هنا,هذا كل شيء,كان ينقذني!
_ينقذك؟!
رفع حاجبيه بسخرية وتابع:
_مم بالتحديد تسورو؟امن حياة ثرية مدللة ؟ام من مال يفوق ماقد تحلمين بانك قادرة على انفاقه؟ام من فريق عمل بانتظارك ليؤمن ماتطلبينه.
حدقت به باحباط واضح وبعدم تصديق انه تماما مثل والدها يقيس كل شيء بمقاييس الثراء والتملك.
_انا لااهتم لكل ماذكرته.
للحظة فكرت بان تقول له ان اكثر مايهمهافي الحياة هو الحرية,لكنها تعلم ان رجلا مثل ريكوكاستيلاني لن يفهمها مطلقا,كيف يمكن له ان يعرف اي شيء عن حياتها ؟كيف له ان يعلم كيف نشات في منزل ابيها؟ اماريج
؛قررت انني لااستطيع الزواج من رجل لايهتم مطلقا لما اشعر به او اجتاجه.
علق ريكو بنبرة متعالية:
_الهذا فضلت الهرب مع ذلك المراهق الاحمق؟هل كنت سعيدة معه ؟هل حققت العلاقة معه احلامك؟اتذكر تلك المرة الاولى في حديقة والدك,عندما عانقتك .....او بالاحرى انت من عانقتني ..لااستطيع تذكر الظروف بالتحديد,كل مااذكره هو انك بدوت شغوفة وانت تضمينني اليك.
تدفق اللون الاحمر الى خديهاوشعرت جيسي فجاة بالحرارة تجتاح جسدها عرف ريكو بالتحديد ماالذي عناه ذلك العناق الوحيد لها وكم كانت بائسة ومحبطة .
لقد جعلت من نفسها حمقاء بالفعل !في السابق اعتقدت انه يجدها جذابة واعتقدت انه يهتم بها لكن سرعان مااكتشفت انه لايهتم لها مطلقا وان الامر الوحيد الذي يهتم له هو توقيع الاتفاق مع والدها والحصول على زوجة تقليدية انها علاقة والديها تعاد من جديد!لماذا لم ترذلك من قبل؟
قبل الزفاف كانت تشعر بالدوار من شدة السعادة لاول مرة منذ سنوات رات ومضة نور في مستقبلها المظلم الغامض اخيرا ستتمكن من الهروب من والدها وستتزوج من رجل تحلم به ملايين النساء.اماريج
اخيرا ستتمكن من الرحيل عن صقلية وستسافر وستحظى بحياة خارج الفيلا استعادة شيئا من احترامها لذاتها وهي تتخيل نفسها في حياتها الجديدة.
لن تعيش بعد الان في وحدة قاتلة,ولن تبقى نكرة فزوجة ريكو سيتم الترحيب بها في كل مكان,اما اولئك الفتيات النحيلات في المدرسة التي ترددت عليها والواتي كن يسخرن من طول قامتها وشكل جسمها فسوف يشعرن بالحسد والانزعاج ماان تتزوج العازب الاكثر وسامة في العالم اغلربي:ريكو كاستيلاني!
نظر ريكو الى ماوراء طولها وجسدها وخجلها الواضح وراى المراة الحقيقة التي تكمن في داخلها ..او هذا مااعتقدته اما في هذه اللحظة فارادت ان تذوب وتنكمش على ذاتها من شدة الاذلال.
_لاداعي للمراوغة ريكو! فهذا امر سئ لكلينا.
بالكاد استطاعت ان تجبر نفسها على التلفظ بهذه الكلمات,فما يحدث يزيد من احراجها وخجلها.
تابعت قائلة:
_انت لم ترغب بالزواج بي اخبرني بصدق,كم دفع لك والدي لتزيحني عن كاهله؟
لم يبعد ريكو نظراته عن وجهها وهو يقول:
_امضت مايكفي من يومي وانا اتحدث عن الاعمال ولاارغب في متابعة ذلك مع زوجتي.
_االاعمال؟!انا اتحدث عن زواجنا ريكو.....يفترض الا يكون لزواجنا اي علاقة بالاعمال انه امر يخص شخصين تعهدا بان يمضيا حياتهما معا.
_انا التزمت بذلك التعهد .
بدا ماقاله ان زواجهما هو مجرد اتفاق جديدخاص بالعمل ادارت جيسي وجهها لتتمكن من اخفاء الالم الذي ظهر في عينيها لا مجال مطلقا لان تدعه يرى مدى المها وحزنها او تسمح له بان يعرف ان هذا الاتفاق اهانها وجعلها تشعر بالذل.
_جيد !اعطاك والدي الشركة يوم زفافنا وهكذا حصلت على ما تريده.
ابتسم باستياء واجاب:
_حتى الن مازلت امضي ثلاثا وعشرين ساعة في اليوم في محاولة التخلص من الفوضى التي كان والدك يسميها شركة اخيرا بدات بعض التحسينات الايجابية تظهر واصبحت الان جاهزا لاركز على زواجنا.
ابعدت جيسي نظرها عنه وحدقت الى الخارج النافذة مدركة فجاة انها لم تنتبه الى مايحيط بها.
_الى اين نحن ذاهبان؟اماريج
_الى المنزل بالطبع! في اي مكان اخر يمضي المتزوجون اوقاتهم؟نحن بحاجة الى مكان يمكننا ان نكون فيه بمفردنا من دون ان يزعجنا احد.
تابع بصوت ناعم كالحرير:
_الفيلا التي اعيش فيها هي اكثر الامكنة توفيرا للخصوصية ونحن بحاجة فعلا الى الخصوصية لنتمكن من معرفة بعضنا بصورة افضل كاراميا.
_لماذا؟ هل صديقتك الحالية منشغلة؟
_هذا تعليق بمنهتى السخافة.
_اين نحن؟
_الم تتعرفي على المنطقة؟
قطب جبينه مستغربا وكانه تفاجا من سؤالها تساءلت ماالذي سيقوله لو عرف انه لم يسمح لها يوما بالابتعاد عن القرية والتوجه الى عمق الجزيرة الكبيرة.
_لم ات الى هنا ابدا.
_هذا يفاجئني......بيتك ليس بعيدا من هنا.
نظر الى وجهها ثم رفع كتفيه وهويعدد اسماء المرافئ في البلدة ثم يتابع:
_الفيلاالتي اسكن فيها ليست على الارض الاساسية لصقلية للذهاب اليها تحتاجين الى رحلة قصيرة في القارب عبر الخليج هذا كاف ليذكرك ان المياه تفصلك عما تبقى من العالم فلا تفكري ابدا بالعودة الى حبيبك.اماريج
_هل تعيش في جزيرة؟
لم تفكر حتى في ان تساله اين يعيش سمعت دقات قلبها في اذنيها وقالت بغضب:
_لااريد ان اسجن في جزيرة اخرى! اكتفيت من الجزر حتى اخر يوم في حياتي لااريد ان استقر فوق الماء! اريدالذهاب الى البلاد الواسعة لاحظى بتجارب جديدة ....اريد ان .....
قاطعها ريكو بنبرة منخفضة مليئة بالايحاء:
_حياتك معي ستكون تجربة لاتنسى اؤكد لك ان لااحد يمكنه الوصول الى المكان الذي سنمكث فيه كل ماانا بحاجة اليه هو غرفة مغلقة لاذكرك انك عروسي بعدئذ لن تبقى لديك اي رغبة في الابتعاد عني.
_كيف يمكنك ان تقول ذلك؟
_لم لا؟انها الحقيقة.اماريج
_انت متفاخر وهذا امر مثير للسخرية فانت حقا تعتقد انك حبيب لايمكن الاستغناء عنه اليس كذلك؟
ظهرت ابتسامة باهتة على شفتي ريكو ثم قال:
_انا بطبعي احب المنافسة اشعر دائما ان علي القيام باالفضل في كل ماافعله مالغاية من القيام بالامر ان لم يكن الافضل؟
حاولت جيسي ان تبقي نبرة صوتها هادئة وهي تجيب بسخرية:
_حسنا ! مع انني اكره اان اقلل من غرورك ريكو لكن يجب ان تعلم انك لاتعني اي شيءلي فانا افضل الرجال اللطفاء.
_يمكنني ان اكون بمنتهى اللطف .
شعرت بالحرارة تجتاحها وبالضعف يدب في اوصالها فحاولت ان تبعد تلك الحقيقة عن افكارها.
_انا حقا لايمكن ان اشعر بشيء تجاه رجال صقلية المتفاخرين.
_لا تشعرين حقا بشيء نحوي؟لاشيئ على الاطلاق؟
سمعت صوته اجش عميقا بعدئذ مال نحوها ثم اخفض جفنيه ما جعل من الصعب عليها ان تقرا مايفكر به.اماريج
_لا مطلقا! فانت لاتؤثر بي مطلقا.
_لاادري كيف كانت علاقتك مع ذلك المراهق لكن ماان تشرق الشمس حتى تصبحين يائسة من شدة تعلقك بي كاراميا لكن العبي اوراقك بوضوح فربما استطيع ان اسامحك .
_ايها الوغد المتفاخر.
بحماس يتخطى كل منطق رفعت جيسي يدها وصفعته بقوة على وجهه.
_ياالهي!
امسك رسغها بيده ولمعت عيناه بغضب بركاني,ماجعلهاتنكمش على نفسها ابتعدت عنه بحركة لاارادية وكانها تدافع عن نفسها .
لم تستطع ان تصدق جراة تصرفها في الواقع لولا الالم في يدها التي لسعتها من شدة الحرارة,ولولا اثر الاحمرار الواضح على خده البرونزي لاعتقدت جيسي ان ذلك العنف موجود فقط في مخيلتها.
كم من المرات قضيت الليل مستيقظة تتخيل ماسيكون عليه شعورها ان تمكنت من الدفاع عن نفسها.....كم من المرات تخيلت نفسها تخيلت نفسها تواجه وتقاتل مدافعة عن نفسها وعن امها بوجه والدها.....اماريج
في الواقع فعلت ذلك مرة واحدة ومواجهتها تلك سببت لها اثارا لم تنسها مطلقا,منتديات ليلاس,منذ ذلك الوقت تعلمت ان تحدق بالارض وهكذا لن يظهرالغضب الكامن في عينيها لاحد .... تعلمت ان تضغطباظافرها في راحتي يديها بدلا منه ان تضرب ...حتى اليوم...
اعدت نفسها لنوع من الانتقام,لكن مع ان اصابع ريكو الطويلة القوية التفت حول رسغها كانها اصابع من فولاذ,فهو لم يسبب لها اي الم.
شدة بقوة لتفلت يدها لكنه لم يتركها قالت:
_دعني ! لاتتوقع مني ان اعتذر فانت تستحق ذلك.
_من الواضح اننا سنستمع بعلاقة عاطفية رائعة,وهذا يناسبني تماما.اماريج
حاولت جيسي سحب يدها لتتمكن من الابتعاد عنه بدت محبطة وهي تقول:
_دعني !انت لن تتمكن من اجباري على الصعود الى ذلك القارب ريكو! ان حاولت ان تفعل ساصرخ وساخبر الجميع انك تخطفني....
ماتت الكلمات في حلقها,ماان اقترب منها ريكو وعانقها بقوة,جردتها حرارة عناقة من قدرتها على النطق ,فغاصت بين ذراعيه وتمسكت يداها بسترته.
شعرت بلمسة اصابعه ,فشعرت بالعالم حولها يدور في عاصفة من الاحساس ,لايمكنها مطلقا ان تهرب منها.
العواطف المكبوتة في داخلها بدت قوية,لدرجة انها لم تستطع ان تفكر ان تتنفس بدلا من ذلك غاصت اكثر في عالم ليس فيه الا تبادل احاسيس لم تشعر بها من قبل.
ضمته بين ذاعيهاواقتربت منه اكثراستمر بها من قبل,ضمته بين ذاعيهاواقتربت منه اكثر.
استمر في عناقها وهو يشدها نحوه ,فتح معطفها بمهارة وراى انها ترتدي كنزة وقميصا فتمتم وهو يبتسم:
_انت ترتدين الكثير من الثياب لاتفعلي ذلك بعد الان.
فتحت جيسي فمها لتقول له انه لايستطع ان يوجه لها الاوامر لكن عناقه اسكتها,تمتم ريكو بكلمات باللغة الايطالية,ومرر يده على شعرها ليمسكهابثبات ثم عانقها من جديد.اماريج
استمر العناق للحظات وعندما رفع راسه اخيرا كانت تشعر بالانبهار والدوارلدرجة انها لم تقدر على الاعتراض عندما رفعها بين ذراعيه وحملها في ذلك اليل ال\افيء نحو القارب.
بالكاد سمعت صوت رجل يتحدث باللغة الايطالية ثم سمعت ريكو يجيبه بهدوء وحزم معا.
_ريكو!
قالت ذلك بنبرة مضطربة,وحاولت ان تتحرك بين ذراعيه لكنه ضمها اليه بقوة ثم صعد الى الجسر المتحرك وهو يعطي التعليمات باللغة الايطالية حملها الى داخل القارب نحو غرفة جلوس انيقة .
_اسف لمقاطعة ذلك المرح لكن علينا ان ننطلق سنصل الى الجزيرة في اقل من عشرين دقيقة عندها سنكمل مابدانا به الان.
وضعها على لاريكة وسار نحو خزانة ليسكب لنفسه شرابا في الواقع بدا هادئا ومسيطرا تماما على نفسه وكانه انتهى على الفور من لقاء عمل اصيبت جيسي بالرعب والارتباك بسبب ردة فعلها هي ليست معجبة به,مع ذلك نسيت كل شيء عندما عانقها.
ضمت معطفها الى جسدها وقالت:
_لم احضر معي الكثير من الثياب .اماريج
_اشترى ثيابا جديدة او ...افضل لاتفعلي الفيلا مكان خاص جدا.
_هل تتوقع مني ان اتجول هناك شبه عارية؟
_لاباس بالامر مادامنا نحن الاثنان فقط هناك.
لكن هذا لايناسبها ابدا فهي تكره جسمها,في المدرسة كانت تبدو مختلفة عن صديقاتها النحيلات,ولطالما شعرت بالاحراج بسبب ذلك.
لطالما تمنت لو انها تملك صدرا مسطحا واوراكا نحيلة لكنها حظيت بجسد مختلف تماما راقبته بصمت وهو يشرب كوبه محاولة ان تتجاهل ماتشعر به فهي مازالت ترتجف من تاثير عناقه ماالذي حدث لها؟
قالت جيسي بقسوة وهي تضغط باصابعهاعلى حافة معطفها:
_اذا انا سجينة الان!
قال بنعومة :
_لا كاراميا!انت زوجتي وانا اريد ان اتذكر هذه الحقيقة وابدا بالتصرف من خلالها.
_هل تذكرت ذلك يوم زفافنا؟
_صديقتي ليست هنا وانت المراة الوحيدة الحائزة على اهتمامي وعنايتي.
تراجعت الى الوراء على الاريكة فيما راح قلبها يدق بسرعة هي لاتريدان تكون مركزاهتمامه.
الفكرة تحدث اضطرابا في اعماقها حاولت ان تواسي نفسها بالتفكير ان ريكو رجل اعمال ذو شهرة عالمية وانه لم يحصل على شهرته من خلال حجز نفسه في جزيرة نائية في البحر المتوسط .
عاجلا ام اجلا سيغادر وهذا ماستفعله هي ايضا حتى لو اضطرت الى السباحة فهي لن تبقى محتجزة في صقلية.اماريج
_متى ستعود الى نيويورك؟
ابتسم ريكو ابتسامة باهتة وقال:
_عندما اشعر بالسام من علاقتنا.
_ان كنت تتوقع مني ان اصدق انك مستعد للتخلي عن عملك من اجل زواجنا فلا بد انك تعتقد انني غبية.اماريج
_لم اقل كلمة واحدة عن التخلي عن عملي.
لمعت عيناه وهو يتابع:
_نحن في عصر التكنولوجيا والاتصالات السريعة ,تسورو!لدي كل ماانا بحاجة اليه للعمل في في الجزيرةللاسابيع القادمة لاشيء سيعمل على ازعاجنا,الا حاجتنا الى تناول الطعام والاستراحة بين علاقات غرامية مليئة بالشغف والحب.اماريج
نهضت جيسي على الفور وهي تشعر بتوتر كبير بسبب التوهج الواضح في عينيه والابتسامة الساخرة على شفتيه.
_كيف يمكنك ان تتحدث عن الامربهذه البساطة؟الزواج بالنسبة اليك يعني الحصول على زوجة مطيعة ترغب في البقاء في المنزل بانتظار ان تعود اليها.
حدق ريكو بوجهها للحظة ثم وضع كوبه جانبا وقال:
_وانت ماذا يعني الزواج بالنسبة اليك؟
_انه شراكة فعلية,انه يعني الاحترام وال.....
توقفت عن الكلام مدركة ان التلفظ بكلمة الحب امام رجل مثل ريكو هو منتهى السخرية انهت كلامها بالقول:
_الكثير......من الامور.اماريج
_لااحترام ؟!اهو ذلك الاحترام الذي قدمته لي عندما غادرت زفافنا مع رجل اخر؟
تابع بنبرة هادئة اثارت مخاوفها:
_الموظفون لدي يشعرون بحماس شديد للترحيب بعروسي في الجزيرة من فضلك!تذكري ذلك.
بكلمت اخرى يجب عليها الا تسبب اي احراج له ,فجاة لمعت فكرة في ذقنها فقطبت جبينها وسالته:
_لكنهم بالطبع يعلمون اننا كنا منفصلين طوال الاشهر الستة الماضية.
_لااحد يعلم بذلك عدت الى نيويورك ليلة زفافنا وافترض الجميع بمن فيهم والدك انك كنت معي.
_هل اعتقد والدي انني كنت معك؟
_بالطبع ! انت لم تفكري الا بنفسك عندما هربت تلك الليلة.
اصبح صوته قاسيا جدا وهو يتابع:
_والدك لم يكن بصحة جيدة مع ذلك غادرت من دون التفوه باي كلمة.توفي من دون ان يحظى بفرصة ليودعك ومع ان العائلة يجب ان تكون اهم مافي الوجود فانت لم تحضري جنازته.
وقفت جيسي بلا حراك,وكانها تجمدت في مكانها لايملك ريكو كاستيلاني اي فكرة.......لايملك اي فكرة عما كانت عليه حياتها.
اخترقت كلماته افكارها:تاخر الوقت على الشعوربالذنب تسورو!والدك مات وفات الاوان على اصلاح ماحدث.
_اصلاح ماحدث!؟
اختنق صوتها وهي تحاول ان تتكلم عليها ان تخبره اي نوع من الرجال هو والدها لكنها معتادة على الاحتفاظ بافكارها لنفسها فكيف تستطيع الوثوق برجل صقلي متفاخر يشبه والدها؟
شعرت بالياس والرعب يمتزجان مع الدم الذي يجري في عروقها الزواج من ريكو حررها من والدها لينقلها الى سجن اخر.اماريج
_ريكو !
_الماضي اصبح وراءنا وكل مايهمنا الان هو المستقبل.
مد يده ليساعدها كي تقف ثم شدها اليه متابعا:
_هاقد وصلنا اهلا بك في منزلك الجديد,علي القيام ببعض الاتصالات الهاتفيه,فقد غادرت نيويورك على وجه السرعة,اذهبي الى السرير واستريحي قليلا انت بحاجة الى ذلك.
نهاية الفصل الثاني