أعَتذِرْ ! لَكِنها مِلْكيْ ||...

By Byuna_S

1.6M 147K 65.7K

بيـــنوكيــو.. مَــنْ لـا يعــلمُ بِقــصةِ ذلـكَ الصغــيرْ الخشـــبي.. والــدهُ كــانْ يحلــمُ بإبــن لتمنحـ... More

Report | 00
Chapter | 01
Chapter | 02
Chapter | 03
Chapter | 04
Chapter | 05
Chapter | 06
Chapter | 07
Chapter | 08
Chapter | 09
Chapter | 10
Chapter | 11
Chapter | 12
Chapter | 13
Chapter | 14
Chapter | 15
Chapter | 16
Chapter | 17
Chapter | 18
Chapter | 19
Chapter | 20
Chapter | 21
Chapter | 22
Chapter | 23
Chapter | 24
Chapter | 25
Chapter | 26
Chapter | 27
Chapter | 28
Chapter | 30
Chapter | 31
Chapter | 32
Chapter | 33
Chapter | 34
Chapter | 35
Chapter | 36
Chapter | 37
Chapter | 38
Chapter | 39
Chapter | 40
Chapter | 41
Chapter | 42
Chapter | 43
Chapter | 44
Chapter | 45
Chapter | 46
Chapter | 47
Chapter | 48
Chapter | 49
Chapter | 50
Chapter | 01.SP
Chapter | 02.SP
Chapter | 03.SP
Chapter | 04.SP
END | Writer
First

Chapter | 29

26.8K 2.4K 910
By Byuna_S

.. Jina ..

"عفواً ؟"

'تشابه اسماء.. تشابه اسماء.. تشابه اسماء.. تشابه اسماء.. تشابه اسماء'

"بيكهيون ؟؟"
اردفتُ لأرفع حاجبي الأيمن مستفسرة..

"أجل.. بيكهيون.. بيون بيكهيون"

اطلقتُ قهقهة صغيرة رقيقة.. دامت لأحدى عشر ثانية بالتحديد.. تعالت نبرتي لأضع يدي على معدتي لتمتد تلك الثوان..

ألتقطت انفاسي بالنهاية لأفتح عيناي بصعوبة؛ بحق هذه المزحة تفوز بجائزة مزحة السنة..

"أوه آسفة.. "
تحدثت لأجدها مبتسمة بأوسع ما لديها..

"ضحكتكِ لطيفة.."
هي تحدثت لأقهقه مجدداً.. اللعنة هذا إحراج بحد ذاته..

"بيون بيكهيون!! أأنتِ متأكدة !؟"
أجبتها بملامح بلهاء متجاهلة جملتها الأخيرة.. الأمر مضحك للغاية ! بحق هذا هراء !..

"أ..أجل.. بيون بيكهيون .. هل--"

نطقت آخر حرف لها لتبادر عيناها بالتوسع..
هي أنتفضت لتمسك بكلتا يداي مسرعة بسحبي نحوها ببعض انشات..

"أتعلمين من يكون ؟!"
تحدثت لأبعد وجهي للخلف مرتعبة.. هذا مفاجئ بصورة مخيفة.. أهي تعني ما تقوله !! بيون بيكهيون ليس بيون بيكهيون خاصتي صحيح !؟

"أرجوكِ تحدثي.. أتعرفينه !"
اكملت لتحاوط نبرتها المرتعشة خلايا قلبي المتحركة.. هي تبدو مرعوبة بحق!

لم اعلم كيف أستنتجت أمر معرفتي له لكنها على أتم الحق..

"هناك العديد من بيون بيكهيون في هذا البلد.. كيف يمكنني أن اعرف !؟"

كذبة ساذجة أطلقها لساني لأطبق بعيناي.. غبية بلهاء !.. نادرون هم من يطلق عليهم بــ 'بيون' في هذا البلد..

"أوه.. حسناً.. أعتذر لكِ.."

أنطلت عليها !؟ بهذه السهولة ؟!

اكتفت بسحب يدها للخلف لتتموضع جالسة بهدوء.. مطأطأة برأسها؛ محمرة العينين..

أنتابني نوع من غصة القلب لثانيتين لأبادر بأمساك كفيها مجدداً بتوتر طاغٍ على نبرتي..

"إن كان الأمر يزعجكِ لهذه الدرجة فيمكنكِ إخباري عنه.. الأفصاح عما في القلوب أمر جيد في بعض الأوقات !؟"

هي بدت لي كمسالمة بسيطة لا خوف منها..

رفعت عينيها لترمش عدة مرات سامحةً لقطرات الكريستال بشق طريقها..

"يمكنكِ الوثوق بي.."
أكملتُ لأشد قبضتي غير مبالية لمرور تلك الثواني.. فلتسرعي رجاءاً ولتتكلمي !

"بيون بيكهيون.. هو كان أول حب لي.."

تسارعت نبضات فؤادي بغير انتظام لأبادر بالكلام..

"ثم ؟.."

"ثم أختفى فجأة.. ليمحى من ذاكرتي.."
اردفت لتذرف كريستالة أخرى..

حدقت بها بفراغ وعلامات الأستغراب ترسم طرقها على وجهي..

رفعت كفها الأيمن لتمسح تلك الدموع بخشونة مبتسمة..

"لا أذكر منه سوى الأسم.. "

كلامها كان كافياً ليتوسع فاهي مرافقاً عيناي المستغربتين..

"بيون بيكهيون.. هو كل ما اذكره منه.. حاولت البحث عنه لأستسلم عند آخر دقيقة.."

صمتت لعدة لحظات لتبتسم بأنكسار مكملة

"الدقيقة التي اخبرني بها يونغ بسفره خارج هذه البلاد.. أستسلمت لواقعي الأليم بعيدة عنه"

"لا بأس.. سيكون كل شيء بخير.."

كان هذا أسخف ما نطقتُ به في حياتي.. واكثره وعياً واختصاراً للموضوع..

'سيكون كل شيء بخير..'
جملة تخفف بها عن المقابل تلقاء إيقاد مستوى إرتباكك..
أكان سيكون كل شيء بخير إن لم يظهر ذلك الغبي المتعجرف يونغ على حقيقته ؟..

أكان سيكون بخير إن لم التقي بهذه البريئة ؟..

أكان سيكون بخير إن كان بيون بيكهيون خاصتي
هو المقصود بكلامها ؟..

وإن حدث وإن كان هو ! اسأكون أنا بخير حينها ؟

"أخبرني أنه تركني وحيدة بعد ذلك الحادث ظناً منه انني متوفاة !"

إبتعدتُ عنها لأجلس مقابلة لها بعينين فارغتين.. أأبكي على حال هذه المسكينة الفاقدة للذاكرة أم على حالتي المزرية المثيرة للشفقة ؟!..

"كيم جينا.. "
اردفت بأسمي لأرفع عيناي تجاهها..

"سمعتُ أنكِ كنتِ على معرفة بــهانا ويونغ.."
ادرفت مبتسمة..

كيف تفعلها بهذه السهولة ؟ إبتسامتها تبدو كمن قضى يومه سعيداً.. أتتوقع مني الأجابة بعد كل ما سمعته للتو !

"كنتُ حبيبة ذلك المعتوه..وصديقة هانا.."

أجبت ببساطة بالغة غير مبالية لما قلته في الواقع.. توسعت عيناها لتضع يدها على فمها بلطافة..

"يونغ لم يخبرني بهذا الأمر بتاتاً سابقاً..!! "

تكلمت مقهقهةً لأبادر بقولي..

"وهو لم يخبرني عنكِ بتاتاً كذلك !..!!"

إبتسمت بأتساع سامحة لعينيها الضاحكتين بالتألق..

"سأخبركِ لماذا.. "

هي اقتربت بكرسيها لتلتصق بي.. أشارت لي بتقريب أذني اليسرى.. حركت رأسها يميناً ويساراً محدقة حولها لتتنهد بإرتياح.. قربت وجهها مني لتردف هامسة..

"هذا لأن يونغ--"

"كيــــم جـــــــينا !!.. لما لا تجيبين على هاتفك !"

صوته المدوي من الخلف اصابني بقشعريرة جاعلاً جسدي ينتفض من الرعب..

"اللعنة لقد ارعبتني جونميون !.. لا تصرخ في الاماكن العامة !"
أجبته لأضع يدي على صدري؛ قفصي الصدري يرتفع وينخفض بقوة.. !

"مرحباً بك سيدي.."
أردفت نارا منحنية لأخي لتستقيم؛

"لا تناديني بجونميون .. ثم إنني اتصل بكِ منذ ساعة ! ظننتُ أنكِ قد ضعتِ هنا..لا تعلمين كم كنتُ مرعوباً !"

"آسفة بالفعل.. لن اكررها"

شعرتُ بالغرابة لأستسلامي التام له هذه المرة؛ ليس لدي الطاقة لأدخل بجدال معه.. سينتهي بنا الأمر بالصراخ وبكاء مني يثير شفقته ليشفق على حالتي..
أأنا بهذا الرخص لأبكي على كل صغيرة !

هو تنهد بوجه منزعج ليضع كفه على جبينه.. لابد وأنه حقاً مرعوب الحال عليّ! جونميون لطيف..

"ما كان عليَّ تركك بمفردك.. أين كان عقلي عندما وافقتُ على فكرته.. بيـــ--"

"اجل اجل اجل فكرته سيئة وانا مخطئة فقط لنذهب.."

استقمتُ وكفاي لا يكفان عن الأرتعاش.. إن كان وقد نطق سوهو بأسمه ! لكانت ستحدث مشكلة قومية بحد ذاتها !!

أستدرتُ لنارا لأنحني لها شاكرة.. التقطتُ حقيبتي محاولة إخراج محفظة نقودي لتمسك بيدي..

"لا بأس بذلك.. سررتُ اليوم بالحديث معكِ.. فقط زورينا مجدداً ! شكراً لكِ كيم جينا"

هي بادرت بعناقي بقوة..

بارك نارا تذكرني بنفسي بالفعل.. 'عادة' حاولت تركتها بسبب بيون بيكهيون !
القاعدة الخامسة من شروط العيش معه..
'لا عناق عند الشكر..'
في الواقع لم استطع أبداً

"أعدكِ سأزوركِ مجدداً.."

بادلتها العناق بملامح خائبة باردة.. أحقاً سأفعل أم إنها أحدى كذبات بينوكيو البيضاء ! .. مجرد تحريك نظري للأعلى جعل قلبي يخفق بقلق..

ذلك الفتى التي قامت بدعوته بأسم 'سيهون'

تحديقته المرعبة أصابتني برعشة مفاجئة.. لكن لا حياة لمن ينادي.. فقد اكتفيت بمبادلته بنظرة باردة متظاهرة
بـــ 'اللا أبالي !'


...............

جالسة وسامحة لخصلات شعري بالتطاير عبر الهواء الذي يتخللها من نافذة السيارة..

أفكر بحياتي المحتمة.. أسأعيش طوال حياتي كالدمية !.. أم أن هناك من سيمنحني قلباً لأتماشى من صعوبات هذه الحياة..

'انتن لن تصبحن مكان نارا ابداً'

جملته التي كان قد مضى عليها فترة ما زالت عالقة برأسي..

هل القدر يقسو عليَّ لهذه الدرجة ليجمع بيون بيكهيون مع بارك نارا !

أكانت هو من تقصد ! وأكان هي من يقصد !
أسأكون أنا وسيلة ربطهما مجدداً..

بالحديث عن ما قالته نارا.. أحقاً بيكهيون بتلك القسوة ليترك تلك المسكينة خلفه !.. إن كان وفعل لِمَ يتحسر عليها بالفعل !

يبدو أن سوء الحظ يأبى تركي استمتع بحياتي..

"جينــــــا !!"

"ما الذي تريده ؟"
اردفت بصوت هادئ لأرد على ازعاجه..

"هذه المرة الخامسة ! أين شردتي..؟"

"انا متعبة سوهو.. "

أجبته مختصرة كل ما حصل لي اليوم..
هو ابتسم بملائكية ليعود عشر سنوات للوراء.. أرأيتم في حياتكم من يصغر بالعمر عن طريق إبتسامة !

" لِمَ تبتسم ؟"

"يبدو أن جميلتي الصغيرة قد حصلت أخيراً على صديقة.. !"

"هي ليست بصديقتي بعد !.."

"أجل أجل فهمت.."
اجابني بإبتسامة مائلة ليتنهد براحة..

أيقوم بمجاملتي ! آخر من قد أفكر به كصديق لي هي بارك نارا.. إن حصل وأصبحت صديقتي.. فسيطول أنفي بالفعل ! غريزة بينوكيو ستتحرك في داخلي لتكذب على جميع الأطراف.. !

شعرتُ بتوقف السيارة لتتوقف نسمات الهواء عن الارتطام ببشرتي..

"لماذا توقفنا ؟"
أردفتُ دون الأضطرار لتحريك جسدي وحواسي..

"أزهار التوليب.. ألا حاجة لكِ بها ؟"

"همم"
أكتفيت بأطلاق همهمة طفيفة؛ لحظات ليتنهد خارجاً من سيارته..

'هو منزعج مما افعله.. وأنا منزعجة مما يفعلونه.. الجميع منزعج مما يتم فعله حولهم !!'

لا أحد مرتاح بالكامل في الواقع.. أكاد أشك بأن اكثر العضلات التي يتم استخدمها لدى البشر هي المسؤولة عن تحريك الفك للأبتسام.. الإبتسامة اصبحت تباع بالنقود في الوقت الراهن !

نادرون هم من يفعلونها بإرتياح.. صنع إبتسامة مرتاحة ليس بالموضوع السهل !

لكن بالتفكير في الأمر؛ فأبسط الأمور قد تكون أفضل من غالية الثمن أحياناً.. ففيما يتعلق بإبتساماتي السعيدة التي أرغمني ضميري على رسمها عند رؤية وجه بيكهيون اليوم !

هو خير مثال لما سأضربه إن تم سؤالي عن قائمة الأشياء التي تجعل قلبي يرفرف..!

أطبقتُ عيناي لأعود بذاكرتي لتلك الدقيقة اليوم التي تجرأتُ وبأحدى ثوانيها على عناقه في المركز التجاري.. رائحته الرجولية ما زالت عالقة بأنفي.. هو قام بوضع العطر ذو الزجاجة السواء الموضوع في الدرج الأعلى من الجهة اليمنى من خزانة عطوره !

الغريب وفي الواقع هو ليس كيف له أن يملك خزانة عطور !! بل كيف استطعتُ تحديد نوع عطره وبكل سهولة ممكنة !


......................

"ياه جونميون أسرع ارجوك !!"
اردفت له لأتقدمه مبتسمة داخلة تلك الحديقة الخلابة.. او بما سأدعوها بمتنزهي المفضل!

"أكان علينا الجيء إلى هنا جينا ! إنه الصباح الباكر ! مالذي قد ترغبين بفعله هنا !"

هو اردف ليتثائب متعباً.. أستدرتُ له بوجهي المترجي لأحاوط وجنته بكفي الأيسر وقرصة طفيفة من الجهة الأخرى..

"جينااا"
أردف متمللاً ليطبق عيناه بنعاس بالغ..

"هيا سوهوو.. أحضرتُ معي بعض الطعام لنتناوله معاً"

"أأنتِ مصابة بالحمى ؟"
وضع كفه على جبيني قاصداً قياس درجة حرارتي.. أبعدتها بإنزعاج لأتصنع امامه..

"ألن يكون قضاء الوقت معاً ممتعاً.."

"إنها الخامسة فجراً !"
هو زمجر بها محدقاً بي بإتساع أعينه المفاجئ

"وماذا في ذلك ؟.. هيا أحضر الطعام واتبعني.."
رمشت عدة مرات لأبتسم تجاهه.. ربتتُ على رأسه لأستدير متجاهلة إستغرابه المفاجئ..

ما المانع من التنزه مع شقيق لك في الساعة الخامسة فجراً.. سيكون ذلك لطيفاً.. أخرجتُ سماعات الأذن لأربطها بهاتفي.. قصدتُ إختيار أغنية إيقاعية تناسب هذا الصباح المنعش..

جونميون سيلحق بي بالتأكيد.. لذا قررتُ إختيار مكان لطيف لتناول الطعام.. بالتأكيد لن أفكر سوى ببحيرة هيوري تلك..

شردتُ بجمالها الساحر.. فأنا لم أزرها منذ فترة طويلة؛ هي مجرد بحيرة صغيرة في الجانب الأيسر من المتنزه محاطة بالأشجار لتتحول لشبه غابة صغيرة..

سبب تسميتها بهذا الأسم يعود لفتاة صغيرة كانت تدعى بهيوري الملاك.. جُلُّ وقتي مع والدتي كنا نقضيه هنا.. قد تسمى ببحيرة هيوري لكنني أفضل تسميتها ببحيرة أزهار التوليب..

والدتي! ازهار التوليب! شيئان كانا يبرقان بالقرب من هذه البحيرة..

ألتقطتُ انفاسي لأشهق بقوة عند إرتطام أحدهم بكتفي من الخلف.. جيد أن جسدي لم يتزحزح لكن هاتفي..
سماعات الأذن لم تكن بتلك القوة لتتشبث به ليسقط متهشماً على الأرض لقطع أشبه بالصغيرة !

"اوه إلهي.. أنا اعتذر بالفعل.."

صوت أنثوي مألوف أقترب مني عارضاً علي المساعدة.. ما أن انحنت لتجمع القطع تعرفت عليها بسهولة تامة ..

"بارك نارا ما الذي فعلته أيتها الحمقاء !"

صوت آخر ظهر خلفي ! اللعنة على تلك الأصوات المألوفة !.. الأمر بدا مرعباً لي عندما تكلم بسبب نبرته التي اخترقت قلبي كالرمح..

"بيكهيون ساعدني لقد ارتطمت بها بالخطأ.. لقد تحطم هاتفها ما الذي سأفعله .."

اردفت هي ليتقدم بخطواته من خلفي.. إذاً فحواسي لم تخذلني في التعرف على نبرته ! طاطأت برأسي بقلب مرعوب دون إستطاعتي على إبتلاع ريقي..! لمحة منه ظهرت لأشيح بنظري بالأتجاه الآخر.. ليس هو ! يستحيل ذلك !

"حمقاء بلهاء! أعتذري الآن!"

"أعتذرت بالفعل لكن الهاتف بيكهيوون ما الذي سأفعله الآن.. أرجوكِ سامحيني آنستي لم أقصد ذلك"

جسده أنحنى بجانبها ليبدأ بتفحص قطع هاتفي المتناثرة.. حركتُ بنظري تجاهه ببطئ ليبدأ قلبي بالخفقان بقوة متعبة.. توقف أنا اترجاك !

"هو تحطم بالكامل.. أعتذر لكِ آنستي هي لم تقصد ذلك.."

قالها بعدما حرك رأسه خائباً.. أستقام وعيناي تتبع كل إنش من وجهه..

إبتسم تجاهي بأسف لينحني لي معتذراً عن فعلة نارا..

"بيون.. بيــ--بيكهيون"

تكلمت بحيرة تامة .. بيون بيكهيون وبارك نارا معاً !!

حدقت بي الأخرى بنظرات حائرة ليستقيم هو مجدداً مانحاً إياي نفس النظرة..

"أتعرفين أسمي؟.."
هو ادرف بأستغراب لأبتسم بإرتجاف دون وعي مني..

"بيكهيون لابد أن رأسك يؤلمك تعال معي"
تحدثتُ لأمسك بذراعه غير مبالية لعيني المحمرتين لأستدير لأسحبه خلفي..

"ولكن ما الذي--"
لم يكمل جملته الأخيرة لأشعر بتوقفه المفاجئ..

"هو لن يذهب لأي مكان آنستي.. سأعوضك عن هاتفكِ لكن.."
أدرفت الاخرى لتمسك بيدي المتشبثة بقميصه قاصدةً إبعادها ..

"بيون بيكهيون تعال معي أرجوك.. بمفردنا!"
أدرفتُ بصرامة محدقة بعينيها مباشرة..هي رسمت ملامح مندهشة ليحرك الآخر نظره بيننا .. كنتُ بعينيها كمن تعدى على ممتلكاتها الخاصة..

"عفواً آنستي.. لا يمكنني ذلك.. وبالنسبة للهاتف--"

"فليذهب الهاتف للجحيم ..بيون بيكهيون عد لواقعك ! هل قمت بضرب رأسك؟"

صرختُ لأمسك بياقته وأقربه مني بصورة مفاجئة..

ما هي إلا لحظات لأشعر بنفسي وأنا اسحب من الخلف..

"جينا أهدئي فقط"

جونميون يتدخل بأوقات خاطئة..!

حدقت بنارا المتشبثة بقميص بيكهيون من الخلف.. لأحرك نظري تجاه عينا بيكهيون المدعيتان الثبات والقوة..

"جونميون إنه يتجول مع فتاة غيري!"
اطلقتها دون وعي لأقوم بالتأشير على بيكهيون مباشرة ليعم الصمت للحظات.. قد يكون ما فعلته خطأ بالغ..

كيف علم بأمرها وكيف هي عملت بأمره !
لماذا لم يتعرف علي ! وما الذي يجري !

"هل تعرفينه ؟!"

أدرف سوهو ببساطة لأحدق به بغرابة هو الآخر..

"ولكن ما بك أنت الآخر !"
صرختُ بوجهه بإرتعاب..

هم يدبرون مكيدة ضدي او مقلباً او شيئاً من هذا القبيل !!

جسدي بدأ بالأرتعاش للحظة

"ما الذي يجري هنا !.. ثم من أين تعرفين هذا الشاب"
اردف لأبتسم بأستخفاف تجاهه .. تمزحون معي صحيح ؟

"هذا ما اردتُ سؤاله للتو.. من أين تعرفينني يا آنسة"
أدرف بيكهيون عاقداً ذراعيه لصدره بهدوء بارد..

طأطأت برأسي مستوعبة الأمر أخيراً..

أطلقت تنهيدة خفيفة لأصمت للحظات تحت تسائلاتهم.. أستدرت بالجهة المعاكسة للبحيرة ونظراتي معلقة على الأرض فحسب..

"دعني اتأكد إن كان كابوساً أم لا!"
رسمتُ إبتسامتي المائلة المعتادة لأتراجع عدة خطوات للخلف..

صوت أخي الآمر بالتوقف بدأ يتلاشى لحظة بلحظة..
لأشعر بإرتطامي بطبقة سائلة صنعت موجة نتيجة الأرتطام.. شعرتُ بإختناقي المفاجئ لأطبق عيناي بقوة..

لم أعلم كيف رفعت جسدي للأعلى لكنني فعلت !
فتحت عيناي بهدوء؛
ثانية.. أثنان.. ثلاث.. أربع؛ لأطلق تنهيدة مرتاحة..

أأبكي لما رأيت أم أضحك لأنه كان مجرد كابوس فضيع..

وضعت كفي على صدري لأشعر بنبضات قلبي الراكضة..

حالة من الهلوسة قد اصابتني بتلك اللحظة.. فلم ألمح اين انا بالتحديد إلا بعد عدة ثوان.. كنتُ مستلقية على سريري بنفس الثياب التي خرجت بها مع بيكهيون..

غصة قلب أصابتني بمجرد ذكر إسمه.. قلبي يؤلمني بشدة عن التفكير به او حتى التفكير بأن افكر به !

بعد عدة إستنتاجات وتحليلات وجدتُ أنه قد تم حملي من قبل سوهو لسريري بعد نومي في سيارته..

هذه ليست أول مرة في أفعلها في الواقع..

بحق لماذا أنا !
لماذا أنا من تنام في السيارة لِتُحمل من قبل الآخرين للسرير وتستيقظ مرعوبة بعد كابوس فضيع !

أهذه مكيدة من قبل من يكتب الرواية كذلك!
أأنا دمية بيد الجميع !

تنهدت بأنزعاج مفرط لأستقيم بصعوبة.. حملت وسادتي وغطائي دون التفكير حتى بتغيير ثيابي لأخرى مريحة..

----------------

..Writer..

جالس على سريره بهدوء يردتي نظارته الطبية المخصصة للقراءة ؛ يفكر بأحدى الحقائق العلمية التي قد جذبت إهتماه بهذا الكتاب..

صوت طرق لباب غرفته قطع حبل تفكيره ليقطب حاجبيه متسائلاً عن الطارق..

"أيمكنني النوم بجانبك ؟"
ادرفت بعدما فتحت الباب بهدوء بالغ لتقف نصف مختبئة خلفه..

هو تسمر متفاجئاً من ما يجري أمام عينيه الآن..
جينا تكلمت معه الآن !

"بالتأكيد يمكنكِ ذلك.. صغيرتي"
أردف ليبتسم بغرابة متوترة تجاهها..
هو لم يتوقع من صغيرته أن تبادر بالكلام معه يوماً ما..

"راودني كابوس.."
أكتفت بأختصار ما تحمله من ثقل داخل فؤادها؛ من زواج؛ مشاكل؛ كوابيس وما شغل تفكيرها بالأونة الأخيرة بالحب الأول لزوجها المستقبلي..

إبتسم الطرف الآخر إبتسامة لن يلاحظ ما تحمله من حنان سوى إبنته الضعيفة أمامه..
تقف متهشمة الروح والجسد تطالب بعناق والبكاء بحظن من منحها الدفئ والحنان مع والدتها..

هي شعرت للحظات بأن تسوية الأمور يجب أن تجري بين الطرفين.. هو والدها في النهاية؛..

ركضت خائبة المشاعر لترتمي بين أحضان والدها لتفجر ما بداخلها من بركان هائج.. صرخاتها المدوية بدأت تهز قلبه ليمسح بهدوء على ظهرها..

"أريد الموت أبــــــي ! أريد ملاقاة أمي ارجوك دعني ارحل ارجوك ! دعني ارحل عن هذه الحياة !"

صرخت بحواسها مجتمعة تحت هدوء والدها..
هو كان ينتظر هذه اللحظة في أحلامه فقط.. أن ترتمي صغيرته بين أحضانه قاصدة مسامحته عن بخله وجشعه..

مشاعرها ما زالت حائرة بالحكم على والدها بالطريقة الصحيحة.. هي لن تنسى أن زمام الامور معلقة فعلياً من أجل توحيد الشركتين لا أكثر.. هي لن تسمح برؤية شركة والدها مدمرة لكنها تحتاج بعض الوقت لأستيعاب أنها مجرد دمية !

الكلمات المتناقضة دائماً ما تهمش خلايا دماغك لتشوشك عن الفعل الصحيح من الخاطئ..

هي تمر بتلك اللحظة بمراحلها المتقدمة..

أتعيل شركة قامت عائلتها ببنائها بعرق الجبين أم تستسلم لحلمها؛ أتعيش مع من تحب بحب من طرف واحد أم تستسلم لتركه مع حبه الأول؛ أتفكر بأنسانية لتجمع بين قلبين فرقتهما الأحداث ام بجشع لتخفي الأمر كالبينوكيو!

مجرد التفكير بالأمر يصيبني بالدوار.. فكيف معها!!

هي إبتعدت عنه لبرهة لترمش عدة مرات محاولة إيضاح الصورة أمامها..

يد دافئة أكتفت بمسح تلك الدموع لترفع وجهها تجاهه..

رفع إصبعه الخنصر لصنع علامة صلح سرية تناقلاها معاً منذ نعومة أظفارها..
هي دائماً ما كانت توبخ من قبله لأفعالها الطائشة لينتهي بها الأمر رافعة أصبعها الخنصر لطلب السماح من والدها..

تكرر الأمر ذاته في هذه الدقيقة لتحدق بإصبعه للحظات.. شهقة خرجت لتحاول كبتها بصعوبة بالغة..

رفعت إصبعها الخنصر كذلك لتعقده مع إصبع والدها لتبدأ بنوبة بكاء أخرى..

هي تكره ذلك؛ تكره تلك الطريقة المثيرة للشفقة؛ البكاء ثم البكاء ثم البكاء..

حتى وإن حاولت إستجماع قواها مع من حولها متصنعة القوة لينتهي بها الأمر باكية على سريرها بعزلة..

لا يجب أن تظهر هذا الجانب امام بيكهيون بتاتاً..
أخذت إحتياطها سابقاً بشأن قدرها المحتم معه..
'إن حصل ومكثت مع بيون بيكهيون ! فأتبع قانون الغابة ! ألا وهو البقاء للأقوى..'

"لن تحصل على رضى أميرتك مهما حاولت!"
تكلمت بشهقة تبعت كلمتها الثالثة متسببة بقهقهة الآخر..

"عدم تصديقي بأن أميرتي الصغيرة قد التجأت لي هذه المرة يشعرني بالفرحة الغامرة.. فهذا يعني أنها قد بدأت تهتم لأمري.."

تكلم لتطلق الأخرى قهقهة مسموعة متعبة..

"أنت والد سيء !"
ادرفت ليضع هو كفه على الجهة اليسرى من صدره..

"قلبي يؤلمني.. لقد جرحتِ قلب والدكِ يا فتاة"

"أعلم أنك تشعر بالغيرة من جدتي وشقيقي.. أنت لم تكن تستطيع النوم ليلة واحدة دون الأستماع لأحدى قصصي التافهة خلال اليوم ! كيف إستطعت تحمل أشهر من الخصام بيننا ؟"

"أنتِ تعترفين بأن قصصكِ تافهة إذاً.."

"لا تغير الموضوع مولاي! أنت تتصدر القائمة السوداء في قلبي!"

"أي فتاة تقول لوالدها هكذا !.."
تكلم بتعجب مع إبتسامة لتبادله الأخرى بإبتسامة غرور متسلطة..

"أنا ! كيم جينا !.. إبنة صاحب أكبر شركة إعلان في البلاد ! أظن أن الأمر واضح ! .."

"دمكِ ما زال ثقيلاً.. هيا إلى النوم سنتفاهم غداً.."
أجابها بحماس لتستلقي بجانبه..

"آخر مرة مولاي! لن اسامحك"

"سنرى في النهاية.."

تكلم ليضع الغطاء فوقها بالكامل..
أطلقت قهقهة صغيرة لتدفن جسدها تحت الغطاء..

إستطاعت اليوم رغم كل ما مرت به؛ من رسم إبتسامة صغيرة على وجه شخص نسي الشعور بها منذ فترة طويلة..

إستطاعت وبكل بساطة زحزحة السيف المثبت بباطن تلك الصخرة.. هي ستحاول سحبه مستقبلاً..لتكسب ثقة شخص ذو رتبة مرتفعة في قلبها.....

'كيم جينا أحرزت هدفاً في المرمى الصحيح هذه المرة!"


__________

Continue Reading

You'll Also Like

5.3M 145K 59
عِش العراب. روايه صعيديه... من الصعيد الچوانى فتاه تحمل على عاتقها خطيئة أختها تؤخذ بذنب لديها يقين أن أختها لم ترتكبه عنوه تُغصب أن تكون الزوجه ا...
389K 34K 22
كلَوحـةِ دافِـينشي، كَمَعزوفَـة بيتهوفِـن، جـَمالها نـادِر... كمَنجَـم الـماس، شَعرها الفَحم ومُقلتاها الجَواهـِر... كبـَحر مُتلاطِـم الأمواج عَينـاه...
1.4M 137K 51
عـِطرُكِ لـَا يَـزالُ سَمـيِكًا...يَـربِطُ قَـدَمِي...أَنـَا كَـالعَبْدِ لأَحْـلامِك! كَزهـرَةٍ وحـِيدةٍ تَـنمُو فـِي الظّـلامِ.. نـَظراتُـكِ بـَاردَ...
6.7M 384K 67
(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخيال✔ - المغامرة✔ - المركز الثاني في الرو...