شبح من الماضي "شانتيل شاو"...

By amira_iq

233K 4.7K 386

خافيير هيريرا دوق أسباني ومليونير عديم الرحمة، علمته الحياة بأسلوبها الشائك ألا يقع في الحب مطلقآ. اما الان ف... More

1.شبح من الماضي
تكملة البارت الاول
2-عرين الأسد
3- خدعة أم حقيقة؟
4- اين المفر؟
5-اعتراف وندم
6-أسيرة!
7-لا.....أرجوك!
8-لست أكرهك
9-صدمة ومفاجأة
10-لا تبعدني عنك!
12-سيدة القصر
note🙂

11-هروب إلى المجهول

14.1K 293 10
By amira_iq

-غرايس! افتحي الباب أو أقسم أنني سأكسره .
ربضت غرايس على طرف السرير تراقب الباب الخشبي الثقيل . إن خافيير لا يمزح ، لذا خشيت أن يسقط الباب تحت وقع ضرباته خلال دقائق . هل تجرؤ على إدخاله؟ ماذا يمكنها أن تقول له؟ وكيف تواجهه من دون أن تكشف انكسار فؤادها الذي أدى بها الى البكاء والنحيب بصمت على الوسائد خلال الساعة الأخيرة الماضية؟
-غرايس! هل انت مريضة؟ توريس يقول إنك لم تكوني على ما يرام . اللعنة ... تكلمي!
تبعت تلك الكلمات موجة من اللعنات أطلقها خافيير بنبرة إسبانية خافتة، تلاها صمت وجيز ، ثم سمع صوت شيء ثقيل يرتطم بالباب . بدا لها كما لو أنه سيحطم القصر بأسره . شعرت غرايس بالغضب فيما تعثرت وهي تهب واقفة عن السرير ، ومشت بخطوات واسعة نحو الباب . أدارت المفتاح ، ثم جذبت الباب ففتحته فيما كان خافيير يوشك على إسقاط ضربة أخرى عليه مستخدما إحدى كراسي خشب السنديان الصلبة التي تقبع عادة في الممر .
-ماذا تريد؟
-ماذا أريد انا؟
أخفض خافيير ببطء الكرسي وحملق بغرايس . بدا جذابا ومثيرا بشكل مدمر ، أحست غرايس بالوهن في ركبتيها ، فقبضت على إطار الباب حتى تسند نفسها . تشدق خافيير متهكما :" هل هنالك سبب مقنع لنوبة الغضب هذه أم أنها ببساطة محاولة للفت الانتباه؟"
ردت غرايس بلطافة :" أنت على الاقل تتمتع بالصدق الكافي لتعترف أنني مضطرة لأن أفعل شيئا ما حتى اجذبك من تحت وقع سحر لوسيتا اليافعة. أخبرني بصراحة خافيير ، لماذا لم تتزوجها بكل بساطة عوضا عن جعلي أخوض هذه المهزلة البائسة؟"
زمجر خافيير بوحشية :" عل استنتج أنك تقصدين زواجنا (بالمهزلة البائسة)؟"
التمعت عيناه بالغضب الشديد فيما دفع بغرايس الى الخلف في الغرفة ، وتابع دفعها حتى ارتطمت رجلاها من الخلف بالسرير ثم سقطت على الفراش . استطاع خافيير ان يلاحظ الدموع على خديها تحت ضوء الغرفة ، فضاقت عيناه واستفسر بنبرة أرق :" ما سبب هذا كله ، هممم ؟ هل قالت لوسيتا شيئا أغضبك؟ أدرك أنها مغيظة احيانا ، لكنها لا تقصد أي اذى ".
أطلقت غرايس ضحكة مريرة ، وقالت :" أهذا صحيح؟ حسنا! أنت تعرفها أفضل مني . أتظن أنني لم ألاحظ كيف التفت ذراعاها حولك هذه الليلة؟"
قال خافيير بنزق :" أعرف لوسيتا منذ كانت طفلة! أعتقد أنني أنظر إليها كما لو أنها شقيقة صغرى لي لم أحظ بها يوما " .
-كم هذا لطيف! وهل تأتمن (شقيقتك) على أسرارك ، خافيير؟ هل تطلعها على أسرارك الشخصية جدا ... كسبب زواجك بي مثلا؟
أنكر خافيير بقوة قائلا :" أنا لم أخبر أحدا . الشخص الوحيد الذي يعرف الشروط التي فرضها جدي في وصيته هو محاميه رامون أغويلار ".
الشروط ! اذا هنالك من شرط ، ولوسيتا لم تكن تكذب . لاحظت غرايس مرتعشة .
لا بد أن الشرط النهائي في وصية كارلوس هيريرا هو ضرورة إنجاب خافيير وريثا قبل أن يحصل على موقعه في رئاسة مصرف هيريرا . فجأة أحست بالارهاق حتى عظامها ، قذفت غرايس الاتهامات نحو خافيير :" حسنا! لوسيتا تعرف ، وانت اخبرتها. لا بد أنك فعلت ذلك .... كيف تراها علمت اذا؟"
اضافت غرايس جملتها الأخيرة حين ظهر خافيير فوقها وقد تراقص لهب الغضب في عينيه الكهرمانيتين .
تابعت بمرارة :" ظننت أنني أستطيع أن اثق بك . لكن يبدو ان احكامي في ما يتعلق بالرجال تخطئ على الدوام!"
أحست بارتعادة تمر بجسدها ، فتراجعت الى الوراء مبتعدة عنه عندما حاول سحبها بين ذراعيه ، وقالت :" لا تلمسني ! لا اريد ان تكون لي أية علاقة بك بعد الآن . من الآن فصاعدا سوف انام في غرفتي الخاصة حتى ننهي هذا الزواج المهزلة ".
-لا تحلمي بذلك مطلقا !
أحبط خافيير محاولتها للنهوض عن السرير ، فرفعها عن قدميها ورماها على الفراش بوحشية تكاد لا تخفى . ثم قال :" انت توجهين الاتهامات من دون ان تسمحي لي بقول أية كلمة دفاعا عن نفسي ، لكنني لا آبه البتة لما تظنينه عزيزتي . انت لي . اشتريتك ودفعت ثمنك ، وسوف أسمح لك بالانصراف من سريري عندما اكون انا مستعدا. وليس قبل ذلك ".
همست غرايس من بين اسنانها وهي تقاومه بوحشية:" لا يمكنك أن تفعل ذلك. انت .... أيها البربري!"
قال خافيير بضحكة خشنة :" من سيوقفني؟"
التوى فمه في ابتسامة فظة فيما راقب حدقتي عينيها تتسعان . الامر الوحيد الذي يثق به هو انجذابها إليه ، وهو الآن بالذات لا يأبه لأي شيء آخر.
-انت لن توقفيني غرايس، وكلانا ندرك لماذا .
كيف تراها تستطيع ان تكون ضعيفة الى هذا الحد بحيث ان لمسة واحدة من يديه كافية لجعلها تشعر بمثل هذا الوهن؟
نعقت غرايس تسأله :" لماذا؟"
لم يظهر أية لمحة من الرقة في عينيه اللامعتين حين رد عليها وعيناه تلتمعان بوهج الانتصار :" لأنك لا تقدرين على مقاومتي. لأنك تحتاجين إلي".
للحظات قليلة بدا لغرايس كما لو ان قلبها توقف فعلا عن الخفقان ، فلعقت شفتيها متوترة برأس لسانها .
راحت تجاهد لكي تبدو باردة ومسيطرة على نفسها فيما فشلت بشكل مريع بذلك .سألته :" ما الذي يجعلك تظن ذلك بحق السماء؟"
رد خافيير ببساطة وهو يلاحظ عينيها تغشيان بالارتباك :" انت أخبرتني. لعلك لم تقولي ذلك بالكلام لكن تصرفاتك قالته . لماذا اذا جئت الى غرفتي في مدريد ورغبت بأن نقيم علاقة حميمة؟ كنت متصلبة الرأي بخصوص إقامة علاقة حميمة مع رجل لا تحبينه".
ذكرها خافيير بذلك فيما بدت غرايس فاقدة للقدرة على الكلام ، ثم تابع :" لكنك لا تقدرين على نكران الشغف الحاد المحترق بيننا ".
آه! كيف استطاعت ان تكون واضحة جدا بمشاعرها؟ لا بد أنه كان يضحك منها في سره خلال الاشهر الماضية . أحست بالاذلال التام ، فارتعدت منتفضة . استجمعت شجاعتها ، وأجبرت شفتيها على إظهار ابتسامة .
-أنت محق خافيير . انت قلت بنفسك ان الشغف القائم بيننا إحساس قوي جدا ، وانا ذهبت إليك يومها لأنني قررت أنه حان الاوان لأتوقف عن التصرف كراهبة .قررت الاستفادة من مهارتك المعروفة . انها سمعة تستحقها جيدا ".
رد خافيير بلطافة ، لكن ابتسامته لم تخدعها اذ قال :" يسعدني ان هذا ما تظنينه ".
أحست غرايس بالغثيان يطوف في داخلها ، فوضعت يديها لتمنعه عن ذلك . بالرغم من كل شيء عرفته الليلة فهي ما تزال تحبه . بالرغم من ان هذا الادراك جعلها تشك في سلامة عقلها ، إلا انها لا تحتمل أن يتصرف معها خافيير بغضب وقوة ، فيحول كل ما وجدته جميلا في علاقتهما الى عمل انتقامي بدائي .
فكرت بهلع : ماذا عن الطفل؟ بعد كل ما أخبرتها به لوسيتا ، لم تجرؤ على إخبار خافيير أنها قد تكون حاملا بطفله . إنها بحاجة الى تمضية بعض الوقت بمفردها لتتعمق بحقيقة حبلها ، قبل أن تواجه خشيتها من انه سيرغب بانتزاع الطفل منها حين يطلقها .
توسلته غرايس :" لا أرجوك . لا تجعلني أكرهك".
زمجر خافيير بوحشية :" أتظنين أنني أهتم؟ الحب .... الكراهية ... إنهما سيان بالنسبة إلي ".
لكنه لاحظ التماع الدموع في عينيها ، فأطلق لعنات طويلة وقاسية .
-يا إلهي! غرايس، ما الذي تفعلينه بي؟
قفز ناهضا على قدميه . أما عيناه فالتمعتا بالمقت والغيظ .
-لا يمكن ان تكرهيني أكثر مما أكره نفسي. لطالما عرفت أنني شخص غير محبوب ... سمعت ذلك مرات عديدة .
أخبرها خافيير ذلك بنبرة عادية خالية من الاحاسيس كذبتها ملامح الألم البادية في عينيه . ثم اضاف بخشونة :" كيف تراني أملت بأنك مختلفة عن الآخرين ، وبأنك رأيت في شيئا ليس باردا ومريرا؟"
-خافيير!
أحست غرايس ان البؤس البادي على تعابير وجهه يمزق قلبها، فمدت يدها نحوه . لكن يدها سقطت الى الوراء ضعيفة الحيلة حين تصلب خافيير واستدار مبتعدا عنها . قالت :" أنا لم اقصد أبدا ... أنا لا اظن أنك من دون قلب ...".
توقفت عن الكلام وغشيت عيناها عندما تذكرت تلميحات لوسيتا اللاذعة ، حين قالت لها إنه تعمد جعلها تحبل منه لأنه بحاجة الى وريث .
قال لها ببرود :" اذا اقترح عليك ان تراجعي رأيك بي، عزيزتي . لأنني عديم الرحمة تماما كأسلافي الاربعة الذين عاشوا هنا في قصر الأسد."
أطلق خافييؤ ابتسامة قاسية وقال :" هل أخبرتك ان كارلوس رفض السماح لوالدي بزيارة جدتي حتى وهي على فراش الموت ، مع انها توسلته لكي ترى أبنها؟ كان فرناندو ابنها الوحيد ، لكنه عارض رغبات جدي فتزوج من والدتي ، لذا طرده من القصر نهائيا . منذ وصولي الى هنا وانا صبي نحيل تعلمت ان القوة هي كل شيء ، اما الحب فلا قيمة له ".
أحست غرايس كما لو ان يدا باردة من الخوف والهلع تطبق على قلبها ، فهمست :" وهل ما زلت تؤمن بذلك ، خافيير؟ هل أنت مستعد حقا لأن تفعل اي شيء لتستلم السيطرة المطلقة على مصرف هيريرا؟"
أجابها خافيير وهو يسير متجها نحو الباب :" انت تعرفين الجواب على ذلك . لا تظهري الدهشة الى هذا الحد . عزيزتي ، عرفت جيدا ما الذي ستواجهينه حين قبلت بهذا الزواج ، وما زالت أمامك ستة اشهر او ما يقاربها كزوجة لي . عليك ان تعتادي الفكرة ، لأننا عقدنا اتفاقا ولن اسمح لك بالمغادرة حتى تسددي الجزء المتعلق بك منه ".

تلك الليلة نامت غرايس نوما متقلبا متشنجا ، ثم استفاقت لتجد نفسها وحيدة في السرير الضخم . لم تكن لديها ادنى فكرة أين أمضي خافيير ليلته .لكن حين ضربتها موجة من الغثيان استوجبت منها رحلة طارئة الى الحمام ، شعرت بالامتنان لعدم وجود خافيير حتى يسألها عن سبب توعكها .
لا يمكنها البقاء في هذا القصر وهي تعلم ان هذا الكائن الحي الحساس الذي ينمو في احشائها ، هو آخر دفعة في حساب هذا العقد التي أجرته مع خافيير . إن مصلحة طفلها وتربيته ليستا مسألة قيد المناقشة والبحث . ما دامت تمتلك نفسا وروحا في جسدها سوف تحارب لأجل الحصول على حضانة وريث آل هيريرا .
طفلها سوف يتربى بأمان معها هي التي عرفت الحب غير المشروط ، على العكس من والده الذي حرم من العاطفة خلال سنوات عمره الاولى .
أحست غرايس ان الدوار بدأ يزول عنها ، فرمت بسرعة القليل من أغراضها الى الحقيبة ، بينما حرصت على ان توضب فقط الاغراض الاي احضرتها معها من انكلترا ولا شيء مما اشتراه لها خافيير . عندما تسللت الى الطابق السفلي بدا القصر هادئا على غير عادة ، لكنها ما ان دخلت غرفة الطعام حتى توقفت تماما لدى رؤيتها للوسيتا فاسكيز .
استفسرت غرايس بحدة :" أين خافيير؟"
وهي مدركة لشحوبها مقارنة مع جمال هذه الفتاة الاسبانية الرائعة الجذابة .
قالت لوسيتا بتجهم :" انطلق مسرعا الى مكان ما مع لوكا بعد ان ألقى علي محاضرة نلؤها التأنيب . هل كان عليك ان تدخليني في عراككما السخيف؟"
أطلقت غرايس ضحكة خشنة ، وقالت :" انت ادخلت نفسك . اذا كان خافيير غاضبا منك ، فلا تلومي إلا نفسك . حان الوقت لكي يقول لك احدهم بءن تنضجي ".
قطعت كلامها وعضت على شفتها عندما حدقت لوسيتا مشككة بحقيبة أغراضها .
استفسرت المرأة اليافعة بنبرة حلوة عذبة :" آه ،يا آلهي! أنت لست راحلة ، أليس كذلك؟"
غمغمت غرايس :" انا ذاهبة لزيارة والدي ... لبضعة ايام ".
فيما رفضت ان تعترف ان لا نية لها بالعودة .
التمعت عينا لوسيتا السوداوين فجأة وقالت :" أحقا؟
بعد ان تبتعدي عن طريقي ، سوف تسنح لي الفرصة لأتصالح مع خافيير".
رمت رأسها الى الوراء بحيث تطايرت خصلات شعرها المجعدة حول كتفيها ، وتابعت تقول :" اسديني خدمة ، ولا تسرعي بالعودة".
تمسكت غرايس بكرامتها ، فأخرجت مفاتيحها ومشت مسرعة خارج القصر ، لكنها احست بالدموع تغشى عينيها وهي تركض نزولا على الدرج . كانت يائسة للابتعاد من هنا قبل عودة خافيير ، لذا انزلقت وراء مقود السيارة الرياضية الفاخرة التي كان قد اشتراها لها وأدرات المحرك .
ان الثلوج التي تغطي عادة قمم جبال السييرانيفادا لم تصل الى مستوى القصر ، لكن الأمطار الغزيرة كانت تعيق رؤيتها ، بالرغم من ان مساحات الزجاج الامامي كانت تعمل بسرعة مزدوجة . بعد دقائق عاى مغادرة غرايس القصر بدأت تحاول يائسة ان تقطع الطريق المنحدرة الملتوية . قبضت بقوة على المقود، فيما تذكرت أول مرة قادت فيها سيارتها الى قصر الاسد .
تساءلت غرايس فيما انهمرت الدموع بغزارة على وجهها ، لو أنها علمت حينها أنها سوف تخسر قلبها لصالح الدوق المتصلب الوجه ، هل كانت ستأتي؟ أما الجواب فهو نعم بكل صراحة . كانت مستعدة لأن تفعل أي شيء من أجل مساعدة والدها ، أما الآن فيجب ان تحمي طفلها .
ما ان استدارت حول المنعطف التالي ، حتى رأت سيارة متجهة نحوها ، ولصدمتها الكبرى أدركت ان الرجلخلف المقود هو خافيير . أصابها الذعر فضغطت على دواسة الوقود ، بحيث انطلقت السيارة الرياضية القوية بسرعة الى الامام ، فانحرفت الإطارات على الطريقةالمبللة بالماء ، وفجأة بدأت غرايس تندفع بعنف نحو الاشجار التي تقف حاجزا بين الطريق والهاوية السحيقة .
راحت تندفع بسرعو قصوى ولم تقو على التوقف ، فصرخت قبل ان تغوص في السواد والظلام .

                    ***************
-غرايس ، افتحي عينيك .
سمعت غرايس مجددا هذا الصوت غير المرتبط بشخص محدد ، فأجبرت نفسها على فتح جفونها لتحدق الى الاعلى نحو وجه غير مألوف .
-من.....؟
همست غرايس ذلك بوهن ، فابتسم الشخص الغريب برقة ، وقال :" تعرضت لحادث سيارة ، لكن كل شيء سيكون على ما يرام . ان زوجك هنا ".
بالكاد سمعت غرايس كلمات الطبيب التي بدت لها مبهمة ، وراحت تومض في ذهنها صور متكسرة : الاشجار تتسارع باتجاهها بسرعة لا تصدق ، صوت الزجاج الامامي يتكسر .... ملأها شعور بالهلع التام وقالت :" طفلي....؟"
سمعت تأوها متقطعا من الجانب الآخر للسرير ، لكن جل انتباهها كان مرتكزا على الطبيب وهو يهز رأسه ببطء .
-أنا آسف . كنت في المراحل الأولى للحملة، وقد بذلنا كل ما بوسعنا . ادرك ان ذلك لا يواسيك الآن بالتحديد ، لكن جراحك خفيفة نسبيا . وليس هنالك من سبب يمنعك من ان تنجبي طفلا آخر في المستقبل .
ربت الطبيب على كتفها بلطف ونهض ، ثم تمتم قائلا لخافيير :" سوف ادعكما بمفردكما الآن . زوجتك محظوظة جدا ، فالاشجار عملت كحاجز منع سيارتها من السقوط والتحطم على جانب الجبل . جراحها سوف تشفى ، لكن لا بد ان خسارتكما لطفلكما أمر مدمر بالنسبة اليكما".
أغمضت غرايس عينيها ، فتسربت الدموع من تحت جفنيها . أحست كما لو ان قلبها قد انتزع من مكانه ، ورغبت في البقاء بمفردها حتى تبكي خسارتها .
هل رحل خافيير؟ فتحت غرايس عينيها فلاقت نظراته الغامضة . بدا وجهه كما لو انه منحوت من الرخام ، ولاحظت وهي تحدق به أن الغضب يكاد يقفز من عينيه . فهمست :" أنا آسفة!"
بالرغم من انها لم تعلم لماذا هي آسفة . انها تأسف على نفسها في الحقيقة وعلى طفلها الذي خذلته بشكل مريع .
انهمر المزيد من الدموع من عينيها ، فيما راقبها خافيير من دون ان يبدو اي وميض من الاحساس على وجهه . ثم قال بصوت خشن :" انت لم تنوي إطلاعي على خبر حملك بهذا الطفل . أليس كذلك؟"
اجابته غرايس بمرارة :" كيف يمكنني ان أفعل ذلك بعد ان علمت من لوسيتا انك تعمدت ان تجعلني احمل بولدك .وأنك كنت تنوي ان تأخذه ... أو تأخذها مني بعد طلاقنا".
تلعثمت غرايس وقالت مجبرة نفسها على المتابعة :" أنا أعرف بخصوص الشرط النهائي في وصية جدك"
زمجر خافيير وهو يبذل جهدا لإبقاء صوته منخفضا :" يا إلهي! ليس هنالك شرط نهائي . ان ما سمعته واخترت تصديقه هو نتاج مخيلة حقودة مكايدة لفتاة مدللة أصبحت مهووسة بي أكثر مما تصورت ".
حدقت غرايس به باستغراب ، وهي غير قادرة على استيعاب ما يقوله لها فقالت :" لكن لوسيتا..."
-أخبرتك برزمة من الأكاذيب . أنا لم أخبرها ابدا بسبب زواجنا ، لكن جدي ووالدها كان صديقين ، فسمعت بالصدفة كارلوس وهو يخبر ميغيل عن شرط الزواج الذي أضافه الى وصيته . أما بقية ما قالته فهو مبتكر.
-لكنها بدت مقنعة جدا .
همست غرايس بذلك فيما استوعبت فداحة ما فعلته حرمت خافيير من فرصة الدفاع عن نفسه ، وعوضا عن ذلك استمعت بكل بساطة الى فتاة مراهقة تشعر بالغيرة منها . ها هي قد دفعت ثمن عدم ثقتها بخافيير فخسرت طفلها الذي لم يولد بعد . من النظرة التي ظهرت في عيني خافيير ، أدركت انها خسرت ايضا أية فرصة لأن تربح حبه ، وهذا الادراك لا يحتمل . لذا أدرات راسها بعيدا عنه .
-غرايس......!
النبرة اللطيفة غير المتوقعة مزقت قلب غرايس تمزيقا فرفضت ان تنظر إليه . إنها غير قادرة تحمل المقت الذي ستراه في وجهه . خبأت وجهها بيديها ، فقالت :" أرحل ، خافيير! فقط ارحل ، ودعني لوحدي".



نهاية البارت 😍
اليوم اخلصها الكم 😎 وأله طحين 😜

Continue Reading

You'll Also Like

57.9K 1.2K 8
الوقت من ذهب ... اما وقت سوريل فهو من تراب ... مدلكة تعمل عند مونيكا المقعدة . اعتقدت سوريل ان الحب ينبت بعيداً عن هذه المنطقة النائية ويقطفه فقط سعد...
828K 66.9K 71
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
125K 2.6K 11
الاحلام كالغيوم تتجمع في وديان القلب منها ماتدفعه رياح الايام بعيدا... فينسى ويمحى من الذاكرة ومنها مايمطر قطرات سعيدة فيتفتح زهر الحب . احلام آلين...
428K 16.7K 52
هل الجمال الخارجي للمرأة ما يجذب الرجل ام جمالها الداخلي ؟ ماذا ستفعل 'جميلة' حتى تحافظ على منزل العائلة الذي تكاد ان تفقده بسبب الديون ؟ هل سيقع "كم...