اهديتك عمري

By MounaNona

39.6K 541 19

رواية من روايات احلام وضعتها بين ايديكم اتمنى ان تنال اعجابكم للكاتبة آن ميثر More

مقدمة
فصول الرواية
-ممنوع اللمس
ممنوع لمس2
-مشاعر أخرى
-أرض الغموض
-دفــء جــديــد
-أحلام على ضفتيه
-عــاصـفـتـان
نـمـر الـجـبـالــ
-وحدها فى العرين
-أرحــــلــــــى
-اللقاء الأخير

-سـيــدة الـمـنــزل

1.9K 23 0
By MounaNona


أستيقظت جنيفر فى الصباح التالى تحس بثقل فى رأسها وآلام مبرحة فى معدتها وكانت الأنسة تيوبولت قد أتت لتعلم سبب عدم إنضمامها إليهم لتناول الفطور ولكنها سرعان ما أكتنشفت إنها الأنفلونزا فأصرت على أن يستدعى السيد ستيوارت الطبيب
فزفرات جنيفر أنفاسها :
-أنه بعض البرد هذا كل شئ أنسة تيوبولت جيئينى ببعض الأسبرين وشراب ساخن وسألازم فراشى اليوم فيأتى الغد وأنا بألف خير
ولكن الأنسة لم تتراجع وعندما عادت بعد خمس عشر دقيقة كانت كاترينا برفقتها وعلى وجهها تعابير يصعب تفسيرها فكرت جنيفر بمرارة لو أنها شربت أى شئ بعد عودتها إلى المنزل مع نيل ليلة أمس لمالت للشك فى أن كاترينا مسوؤلة عن حالتها , قالت للأنسة:
-السيد ستيوارت خرج إلى الحظائر لذلك طلبت من السنيورا باترفا أن تأتى لتعطينا رأيها
أبتسمت كاترينا أبتسامة شاحبة :
-قالت الأنسة تيوبولت إنك تشعرين بألم هنا! فهل تقيأت؟
-لا!
فأكملت الأنسة تيوبولت :
-يجب أن يرأها طبيب فقد يكون السبب تسمماً من الطعام وهذا خطر جداً
فصاحت جنيفر دون جدوى:
-إنه البرد!
دار تبادل حار للكلمات بين كاترينا والأنسة حول سلامة الطعام وإمكانية التسمم بمأكولات غليظة على الهضم وكان سيستمر دون نهاية لولا إضطرار جنيفر للذهاب إلى الحمام
وما ان عادت ضعيفى ترتجف من نوبة تقيؤ وكانت الأنسة تيوبولت وحدها فلفتها بالبطانية قائلة:
-قلت للسنيورا باترفاه إننى أصر على أحضار الطبيب  
وكانت الفتاة اضعف من ان تجادلها
أعتلت الأنسة بتصميم الجواد ثم قصدت الحظائر حيث أبلغت نيل ومع أنها قبلت مرافقة أنريكو لها أثناء طريق العودة إلا أنها كانت تحس بالإنتصار وهكذا أحضر نيل الطبيب الذى وصل متأخراً بعد الظهر ومع أن جنيفر وأثقة من نواياه الطيبة إلا إنها أحست بأصابعه المتفحصة جسدها وكأنها وخز الأبر
وبعد أن أرضى نفسه بأن لا أثر لورم أو التهابات شخص ما بها على أنه ألتهاب بالمعدة سببه جرثومة فترك لها دواء للألتهاب وأصر على أن تلزم الفراش أسبوعاً
وهكذا قضت جنيفر الأيام القليلة التالية فى الفراش ومع نهاية الأسبوع كانت جنيفر قد غادرت السرير لتتجول فى المنزل من جديد أنها شابة قوية والجرثومة لم تكن قادرة على إبقاءها طريحة الفراش فترة طويلة
مقابلة نيل عند العشاء فى اول أمسية تستطيع فيها النزول إلى غرفة الطعام هزت أعصابها فهى لم تشاهده أو تتحدث إليه منذ تلك الليلة كانت قد جلست على مقعدها متوترة تتمنى لو تقدر على إخفاء مشاعرها أكثر خاصة أن نيل كان يتصرف بشكل مختلف قليلاً عن عادته فعدا عن أستيضاحه عن صحتها لم يحاول الكلام معها مباشرة فأدركت أن الوضع بينهما لم يتغير .
بسبب الفراغ الكبير من وقتها راحت تكتشف المبنى وكانت عندما تعلم أن نيل خارج المنزل تدخل مكتبته الغنية بالكتب على مختلف أنواعها وشاربها فكانت تمضى الساعات تقلب المجلدات الملئية بالغبار وعلمت أن بعضاً منها كتب أمتلكها نيل خلال سنوات دراسته لكن بالإضافة إلى كتب الهندسة الميكانيكية وتقنية البناء كان هناك مؤلفات لـ ديكينز وسكوت إضافة إلى مؤلفات فيتزجيرالد وهمنغواى بل وجدت أيضاً نسخة مترجمة لـ الأوديسة فأمضت ساعات بعد الظهر غلرقة بين صفحاتها
لكن الكتاب الذى أصار اهتمامها أكثر كان دروساً مكتوبة لتعلم الأسبانية فبدأت العمل على تعليم نفسها هذه اللغة فمعرفتها بالفرنسية ساعدتها على التعرف على الكلمات وميلها الفطرى إلى اللكنة جعل أولى محاولاتها لتنطق الإسبانية مقبول وهكذا تشجعت على أن تبقى أدنيها مرهفتين لكل كلمة تسمعها فأذهلها تقدمها السريع فى تعلم هذه اللغة
بعد ظهر أحد الأيام سمعتها كاترينا تردد جملة بصوت مرتفع من وراء باب مكتبة نيل فدخلت عليها لا تكاد تستطيع إخفاء غضبها وهى تقول بالأسبانية :
-ماذا تفعلين هنا؟
فأجابتها ببرود وبلغتها نفسها:
لوى....تريدين شيئا؟
-لماذا تستخدمين مكتبة نيل ؟هل طلبت إذنا منه للقراءة هنا؟
فأغلقت جنيفر الكتاب بحدة ووقفت وسألتها بصوت أجش:
-ولما أحتاج إلى إذن منه؟أنه ليس هنا ولا أظنه سيعترض...أنا أقرأ فقط ولا أتطفل على شئونه الخاصة
فأتسعت فتحتى أنف كاترينا :
-إلام تلمحين سنيوريتا ؟
دهشت جنيفر عندما رأت ردة فعل المرأة الدفاعية :
-ما قصدت شيئا
-أعلم قصدك سنيوريتا فأنت سريعة فى الإجابة الذكية....أهذا ما تقولينه له...؟أبهذه الطريقة تأملين ان تلفيه حول أصبعك الصغير ؟خاصة وأنا لست موجودة لأدافع عن نفسى؟
-كاترينا...
فقاطعتها مدبرة المنزل:
-لا....! أنت إذن تتعلمين الأسبانية كذلك؟ربما تحاولين إقناع الباترون بالبقاء هنا إلى الأبد؟
وضحكت بخشونة :
-أنت حمقاء ! لا تخدعك أوهامك فحالما تبلغين سن الرشد سيعيدك إلى بلادك حيث تنتمين!
مغادرة كاترينا الغرفة ترك أحساساً بالمرارة فى الجو ووجدت جنيفر نفسها غير قادرة على إكمال عملها فأعادت الكتاب مكانه وغادرت معترفة أن كاترينا قد ربحت جولة فى هذه المعركة
أستيقظت جنيفر فوجدت نوافذها مشبعة بالمطر والستائر مبتلة بسبب تسرب المطر من أبواب الشرفة فهرعت إلى النافذة لتحدق فى الجو الرمادى المكفهر الذى حجب التلال وراء ستارة من الضباب
أرتدت سروالاً صوفياً دافئاً وكنزة صوفية ذات ياقة مرتفعة تحيط بوجهها ونزلت إلى الفطور تحس بالإكتئاب وقد زادت رؤية نيل يجلس على طولة المطبخ يشرب كوباً من القهوة من إضطرابها ولكن ما أثار دهشتها وجود الأطباق غير نظيفة وهذا يعنى أن كاترينا ليس هنا
نظر إليها ثم وقف بدأ نحيلاً قوياً فى سترته وسرواله الجلديين وحذاء طويل الساقين قال لها بإنحناءة مؤدبة من رأسه:
-أستيقظت باكراً....أتريدين بعض القهوة؟
-أستطيع صبها بنفسى
أخذت تنظر حولها تفتش عن إبريق القهوة
فوجدته يغلى فوق النار ثم قالت بطريقة عفوية :
-أين كاترينا؟
-فرفع قدمه ليضعها على الكرسى وإتكاء على الطاولة : 
-ألم تقل لك؟
عندما بدت الحيرة عليها أردف :
-إنها ليست هنا ريكو أقلها بالسيارة إلى فالفيدرا أمها مريضة!
-أمها؟
لم تكن جنيفر تعلم أن ام كاترينا حية فأكمل نيل بقوة:
-هذا صحيح! وصلت رساله يوم أمس عبر الطبيب فى بورتو نوفا فالسنيورا غوميز كانت مريضة منذ بعض الوقت ولكنها الآن أدخلت إلى المستشفى وطلبت رؤية ولديها
-أهـ...فهمت...إنها لم تذكر شئ أمامى
أرتشفت قليلاً من القهوة وكشرت وجهها لمذاقها المر فهى لم تضع السكر أوالحليب عندها أنزل نيل قدمه إلى الأرض وأستقام
-لا....لم تكن تريد الذهاب....ولكنى أقنعتها بالذهاب
-وهل فعلت هذا؟
أحست بغباء سؤالها ولكنه الشئ الوحيد الذى خطر لها . أحست بطريقة ما أن لهذا علاقة للطريقة التى كلمتها كاترينا بها فى اليوم السابق وتحرك نيل ليشعل سيجار من الموقد :
-أجل....طبعاً كانت قلقة بشأن عملها هنا إنها مدبرة منزل حية الضمير
-أنا واثقة من هذا...كم ستغيب؟
-من يعلم ربما يوم أو يومين أو ثلاثة....أو أسبوعاًّ هذا يقف على حالة أمها
-صحيح....هذا طبيعى....أتمنى لأمها الشفاء بسرعة
-أحقاً تتمنين هذا؟
وقفت لتجمع الأطباق القذرة ثم وضعتها فى المغسلة تجنباً لرد مباشر فقد أحست برضى بينما كانت تعمل أخذ ذهنها يعمل كذلك. إذا كانت كاترينا بعيدة فهذا يعنى أن لا أحد يعتنى بالمنزل أو بالمطبخ ودون ريكو سيكون المنزل لها وللأنسة تيوبولت فقط لأن نيل وأنريكو سيمونان فى العمل
فتحت الحنفية فوق الأطباق فى المغسلة لكنها فوجئت بـ نيل يتقدم منها ليغلقها قائلاً بخشونة :
-أنا واثق أنك فى شوق لإثبات مقدرتك ولكن هذا غير ضرورى فالطاهى تشان سيطهو لنا مع الآخرين وزوجة باتريك تتوق إلى خدمتنا هى وأبنتها
التوت شفتا جنيفر غضباً فصاحت به:
هل تمتعت بقولك هذا؟أنت تعلم أننى أقصد ان أكون مفيدة لمرة واحدة ولكنك تتمتع بإفساد الأمر على
نظر إليها ساخراً :
-لعبة البيوت قد تروق لك فى هذه اللحظات ولكننى لا أعلم كم ستغيب كاترينا ولا يمكننى رفض عرض باتريك بينما سأضطر بعد أيام لطلب العون منه مجدداً
-ومن تظنه أعتنى بأبى ستة أشهر قبل موته؟لم نكن نستطيع دفع أجرة خادمة فكنت أهتم به وبالبيت وبالحديقة!
-ولكن ذلك فى منزل صيفى فى أنكلترا لا يقارن بمنزلى...أيمكن هذا؟ أنسيت الأنسة تيوبولت؟
-أنها لا تحب كاترينا أكثر مما أحبها وأظنها ستكون سعيدة بمساعدتى
-لا....جنيفر
-ماذا تعنى لا؟من المفترض أن يكون هذا منزلى كذلك
-لا
-ولماذا لا؟
-لا أنوى الجدال معك
فرفعت كتفها دليل الهزيمة :
-أراهن أنها جعلتك تعدها بأن لا تجعلنى أقوم بشئ ؟ما هى السلطة التى لها عليك؟لماذا تتصرف دائماً وكأن لها الحق هنا ؟الأنسة تيوبولت تعتقد إنها عشيقتك......فهل هى كذلك؟
تفرس فيها نيل للحظات ثم تلاشى البرود من عينيه ليحل محله مكانه الأعجاب:
-أتدركين عما تسألين؟لو أن رجلا قال هذا....
فأحمر وجهها ولم تتمكن من فهم حقيقة نظرته فأخفضت عينيها بحرج وتساءلت كيف تجرأت على سؤال كهذا
-لا تظنى أن ما حدث بيننا يعطيك الحق بمعرفة من أقضى ليالىً معها...وإذا كنت نمت فى فراش كاترينا فهذا شأنئ أنا وحدى..... هل هذا واضح؟
فطأطأت برأسها: 
تماماً
فأبتعد عنها :
-جيد...ماذا ستفعلين اليوم؟
لم تستطيع منع الأرتجاف من صوتها :
-أوهـ...حقاً...تبدو تماماً مثل الأنسة تيوبولت ! بالله عليك! لماذا تصر على معاملتى كأننى فى الثانية عشر من عمرى
-لقد بحثنا هذا الأمر من قبل
ثم وقف فى النافذة ينظر إلى هذا الطقس :
-تباً لهذا الطقس ! أريد أن...حسنا...لدى عمل
ومد يده ليأخذ معطف المشمع الواقى من المطر فسألته:
-هل انت خارج؟
-ألا يبدو لك هذا؟
-أجل
-إذن فأنا خارج
-وهل ستذهب راكباً؟هل أستطيع المجئ معك؟
-فى مثل هذا الطقس؟لا أظن
-أستطيع أن أتدثر جيداً
فرد بغضب:
-أسمعى أنت لم تستردى عافيتك بعد من الأنفلونزا ولا شئ أسوأ من الجنون سوى أن اسمح لك بالركوب فى طقس كهذا
فتنهدت:
-لكنك لا تسمح لى القيام بأى شئ أخر
-أنت تصعبين الأمر على جنيفر!
-أسفة
-يا إلهى....حسنا بإمكانك العناية بالمنزل أثناء غياب كاترينا...و...
ولم يستطيع إكما لما سيقوله فقد رمت نفسها عليه تعانقه بتهور وتطبع قبلة حارة على خده يداه اللتان تبعدانها عنه أتخذتا فجأة ردة فعل معاكسة فأنزلقتا إلى خصرها تجذبانها إليه
أنتزع نفسه بعيداً عنها عندما سمع الباب الخلفى يفتح كانت النظرة التى رافقت أنسحابه متجهمة فقد دخل أنريكو متجنباً النظر إلى رئيسه وأخذت جنيفر تجذب كنزتها إلى الأسفل لتغطى خصرها الذى بان من تحتها  ثم واجهت رئيس العمال بكل رباطة جأش إستطاعت أن تجدها
تبع أنريكو إلى المطبخ فتاتان موحلتان كل منهما تحمل غطاء فوق رأسها للحماية تنورتهما مبللتين بسبب ركضهما من السيارة إلى المنزل فقط وجودهما منع أنريكو من أى تعليق بشأن المشهد الذى رآه لكن عينيه السوداوان كانتا تشيران إلى خبث ما...عندئذ أملت أن لا يوبخ نيل على صغر سنها....
فما هم كم تبلغ من العمر ؟ عندما يضمها بين ذراعيه,عندما يضغطهما إلى جسده القاسى تحس أن لها عمر حواء ولها نفس اللهفة لتذوق الفاكهة المحرمة
قال أنريكو يقدم الفتاتين لـ جنيفر :
-هاتان لوسيا والينا
فأبتسمت لهما كانتا متشابهتين صغيرتان سنا وبدينتين وسمراوين لهما معاً قسمات جميلة لكن نظراتهما إليها كانت خجولة
أستدار أنريكو إلى رب عمله الذى كان يضع القبعة الواقية
-لقد قلت للوليزا إننى سأطلبها أن أحتجت إليها هنا
فألتفت نيل بهدوء إلى الفتاتين :
-السنيورا هانت ستقول لكما ما تريدكما أن تفعلا أنتما تفهمان الأنكليزية قليلاً...أليس كذلك؟
فتمتمت جنيفر بحذر :
-أبل وأن بوكو أسبانول...وأنا اتكلم القليل من الإسبانية كذلك نيل
-أتتكلمين الأسبانية....ومن علمك؟
-علمت نفسى
فهز رأسه مستغرباً ثم إستدار إلى الفتاتين
-حسنا...ربما ستتمكنون من التفاهم
ثم ألتفتت إلى جنيفر وكأن قوة خفية تدفعه :
هل كنت تقرئين كتبى؟
-بعضها
-إذن هذا أنت....هل تظنين أن بإمكانك النجاح؟
-سأحاول
شاهدت فى عينيه أرتجاف السرور المتردد والإعجاب لكنه أدرك فجأة أن نظراتهما وحديثهما الحميم تراقبه ثلاثة أزواج من العيون فتحرك نحو الباب قائلاً بإختصار
-حسنا...هل أنت قادم أنريكو؟  
لم ينتظر أنريكو كثيراً ليلحق به لكنه أرسل غمزة من عينيه بإتجاه جنيفر بعد ذهابهما أنطلقت الفتاتان تتحدثان همساً فلزم جنيفر كل رباطة جأشها كى تبقى حيث هى إلى ان التفتتا إليها فقالت:
-أيستابينى...هل نبدأ العمل الآن؟أنت لوسيا وأنت أيلينا...سى؟
فردت لوسيا الكبيرة:
-سى...وأنت السنيورا هوت
-هانت...ولكن لكما أنت تناديانى جيف...سى؟
فقالت الفتاة الصغرى التى هى بعمر جنيفر تقريباً
-جييف.....سى جييف
أخذت لوسيا وأيلينا تغسلان الأطباق الوسخة وأقبلت الأنسة تيوبولت فكان أول ما فعلته فتح النافذة على مصراعيها ليخرج منها الهواء المشبع برائحة المطبخ لكن هذا سبب ضغطاً فى جو المطبخ أثر على عمل المدخن فأسرعت جنيفر لإقفاله وقالت:
-كاترينا ستغيب بضعة أيام لذا فأنا المسؤولة هنا...هل أعطيك بعض القهوة؟
نظرت الأنسة إلى الفتاتين اللتين كانتا تنظران إليها بتوتر لم تستطيعا إخفاءه ثم قالت:
-أستطيع تحضير فطورى
تناولت فنجاناً من الخزانة وأقتربت من أبريق القهوة :
-اين ذهبت السنيورا باترفاه؟
-إلى الفيدرا أقنعت نيل أننى قادرة على إدارة المنزل أثناء غيابها
-وهل ستقدرين؟
فاجأ السؤال جنيفر لكنها لم تستطيع إخفاء حيرتها :
-غنها مسألة إيجاد الأشياء كاترينا لم تخرنى من قبل أين تحتفظ بأى  شئ وعندما تنتهى الفتاتين من عملهما لا أدرى ما سأكلفهما به
-فليرتبا الأرة وفى هذه الأثناء نرى محتويات هذه الخزائن
أكتشفت جنيفر قرب المطبخ غرفة مؤنة كبيرة تحتفظ فيها كاترينا بمعظم ما تحتاج إليه من أكياس الأرز والحنطة والمعلبات إلى اللحوم والخضروات الموضوعة فى برادات وقد أذهل جنيفر تنوع الأطعمة الموجودة هناك وصممت فى غياب كاترينا على أن يكون لخا نظام مثير أفضل من النظام الثابت الذى كانوا يتناولونه من اليخنة التى تطبخ فى الأطباق وتقدم على المائدةكما كانت تفعل كاترينا ستتحدث إلى تشان لتقول له إنها تنوى أن تطهو وجباتهم بنفسها وعندها سيكتشف نيل الفرق بنفسه. ثم راحت تتصور نفسها معه يتعشيان على ضوء الشموع
أكتشفت كذلك أن كاترينا لم تكن مدبرة منزل كفوءة كما توهم الجميع فلم تكن نظامية وقد وجدت الأنسة تيوبولت مآزر مدبرة المنزل وأعربت عن إشمئزازها من الطريقة التى تركت العديد من أدوات المطبخ تتلوث وتفقد بريقها ووجدت بعض مواد التلميع فأمضت هى والفتاتين ما تبقى من الصباح ينظفن أوعية المطبخ ليحولن خارجها الأسود إلى نحاس لامع براق
ونظفت جنيفر الخزائن والرفوف التى بدأ أنها لم تمس منذ سنوات وكان وجهها مبتلاً بالعرق متسخاً بالغبار عندما وصل تشان ومعه الغداء ووضع الطاهى طبق اللحم الممزوج بالطماطم والحرّ الأحمر على الطاولة فصاحت جنيفر : 
-أهـ تشانأريد التحدث إليك طلب منك السيد ستيوارت تحضير وجبة الطعام لنا حسنا سأطهو طعامنا بنفسى فلاداعى إلى أن تزعج نفسك  
-ما من إزعاج أتعنين أنك لا تريدين عشاء الليلة؟
-لا...فسأحضر للسيد ستيوارت عشاء إنكليزياً من قبيل التغيير لن تمانع أليس كذلك؟
أبتسم تشان بقلق :
-لا....إنه قرارك سنيوريتا...أتمنى لك الحظ
-شكراً لك
أقفلت جنيفر الباب خلف الطاهى الصينى ثم ألتفتت إلى الأنسة تيوبولت بشجاعة وشرعت تصب اللحم المطبوخ فى الأطباق
توقف المطر عن هطوله بعد الظهر ولكن الجو الكئيب أستمر فأشرفت الأنسة تيوبولت على الفتاتين وهما تنفضان السجاد وبسط الطابق الأرضى وتزيلان الغبار عن المفروشات وتلمعانها إلتقتت جنيفر باقات من الزهور لتضعها فى المزهريات فى الردهة ولما حان إعداد الطعام كانت تشعر بالتعب حتى تمنت لو تركت تشان يحضره لهذه الليلة فقط أما الأنسة تيوبولت فقد استحمت بعد أن جاء باتريك ليرافق أبنتيه إلى المنزل
قررت جنيفر تحضير طعام إنكليزى تقليدى من الروستو والفطائر يتبعه فطيرة تفاح لكنها وجدت بعض الصعوبة فمن الصعب تقدير قوة الموقد فلا ميزان للحراة فيه لكن إذا كانت كاترينا تعاطت مع ذلك بنجاح فهى قادرة أيضاً
جعلتها رائحة الروستو اللذيذة تستريح وتطمئن أصبح كل شئ الأن على مايرام فاللحم على النار والكريما جاهزة للحلوى والخضار معد ولم يعد أمامها سوى تحضير الطاولة وتبديل ثيابها قبل التحضيرات الأخيرة للعشاء
صعدت إلى غرفتها لتستريح حتى تخرج الأنسة تيوبولت من الحمام فأستلقت على الفراش تاركة طراوة الفراش تحتضن جسدها المتعب.هل هى حقاً أمضت أحدى عشر ساعة من العمل؟بدأ لها الوقت أطول من ذلك حقاً لقد حدث الكثير منذ هذا الصباح بدأ لها وكأن أيام مرت لا ساعات
ما هذا اليوم! مددت ذراعها بكسل فوق رأسها لقد بدأ اليوم ممطراً ثم تحول إلى نعمة لأنها ستبقى مع نيل...مدت لسانها لترطيب شفتها العليا...نيل...تنهدت
تلك اللحظات الساحرة مع نيل فى المطبخ دعمت قوة تحملها طوال النهار قوة ذراعيه حرارة جسده لا يهم إنه فقد صبره معها قد ينكر أنه تمتع بعناقها لكن عاجلاً أم أجلاً سيعترف
وأرتفعت بسمة عند أطراف فمها وأغمضت عينيها وقبل أن تشعر تغلب عليها النوم.......

Continue Reading

You'll Also Like

67.1K 4.2K 43
𝗕é𝗻𝗶𝘀 𝘀𝗼𝗶𝗲𝗻𝘁 𝗰𝗲𝘂𝘅 𝗾𝘂𝗶 𝘁𝗼𝗺𝗯𝗲𝗻𝘁, 𝗰𝗮𝗿 𝗶𝗹𝘀 𝗼𝗻𝘁 𝗰𝗼𝗻𝗻𝘂 𝗹𝗮 𝗹𝘂𝗺𝗶è𝗿𝗲. Au début, tout était calme. Gabriel viv...
86K 6K 24
Le couple parfait existe-t-il ? Pour le savoir plongeons dans l'univers de Sokhna Khadija et Abdoul Lakram 🎉
644K 31.7K 112
{} 𝘓'α𝘮𝘰𝘶𝘳 𝘴ı𝘯𝘤𝘦̀𝘳𝘦 𝘦𝘴𝘵 𝘵𝘳𝘰𝘱 𝘱𝘳𝘦́𝘤ı𝘦𝘶𝘹 𝘱𝘰𝘶𝘳 𝘦̂𝘵𝘳𝘦 𝘱𝘦𝘳𝘥𝘶.
39.4K 3K 17
Suite "les murmures d'une orpheline"
Wattpad App - Unlock exclusive features