.. Writer ..
"بحقكم لمَ جميعكم جاء الآن ؟"
قالها بيكهيون بأنزعاج ليأمر الطارق بالدخول ..
لتختفي ابتسامة الجميع في لحظة ..
"أعذروني صغاري .. لدي بعض الأعمال ..وأنت بيكهيون أعتني بنفسك جيداً .. وإن لم تأتي للحفل سأقطع لك رأسك أميري الصغير "
قالتها والدته بأبتسامة مصطنعة مجبرة ..
فدائماً ما تلعن نفسها على أنجاب فتى أختار تلك كحبيبة له ..
"أوه سيدتي .. آسفة أهلاً بكِ "
قالتها لتنحني بسرعة ..لتتخطاها والدة بيكهيون دون تكلفة نفسها بترديد كلمة واحدة ..
خرجت أولاً ليتحدث تشانيول .. محدقاً بنايون بطرف عينيه ..
"سنخرج انا وجيسو كذلك .. هيونغ ! هل ستأتي ؟"
"أجل بما أن كلامنا أنتهى .. فلا بأس ! بيكهيون لا تنسى الحضور للحفل "
قالها سوهو ليتقدم بيكهيون نحو نايون ..
"مهلاً هيونغ .. أُعَرفكَ بنايون ..حبيبتي "
قالها ليشبك يده اليسرى بيدها ..
رمش سوهو عدة مرات وعيناه تنتقل بين يديهما المعقودة ووجه بيكهيون المبتسم ..
"ما بك ؟"
قالها بيكهيون مطلقاً قهقهةً لطيفة ..
" أوه آسف .. أنا فقط لم أتعود على رؤية بيكهيون مع حبيبة .."
قالها ليحك رقبته بتوتر .. لتضحك نايون بخفة واضعة يدها على فمها بلباقة جاعلة الآخر يبتسم ..
"هذا غير مضحك "
قالها بيكهيون مجارياً حبيبته
"عفواً .. علينا الذهاب !"
قالها تشانيول بصرامة ماسكاً ذراع سوهو ليسحبه للخارج ..
"مهلاً جيسو .. أحضري القهوة معكِ "
قالها بيكهيون متوجهاً لمكتبه ليجيب تشانيول
"هل هي لنايون !؟"
"هل تكلمت معك أنت ؟ ثم أجل أنها لنايون .."
قالها عاقداً ذراعيه لصدره
"إذاً أحضرها أنت "
قالها تشانيول ليحرك عينيه بملل نحو نايون ..
سحب جيسو وسوهو للخارج ليغلق الباب خلفه ..
تنهد بيكهيون ليضع رأسه بين كفي يديه ..
ليُفتحَ الباب مرة أخرى ..
رفع نظره لتشانيول ..
"ماذا تريد مجدداً "
قالها بملل ليجيبه تشانيول..
"نسيت أغلاق الباب بقوة..وبالمناسبة نحن خارجان مع سوهو هيونغ! "
أجابه ليغلق الباب خلفه بقوة هزت مكتب بيكهيون للحظة .. تنهد مجدداً وعاد لوضعيته ..
"لمَ لا تقوم بطردهما فحسب "
قالتها نايون ..
"لا أستطيع طردهما .. لعدة اسباب لا حاجة لكِ لمعرفتها"
تنهدت لتخلع سترتها الصوفية .. قامت بتعليقها لتحدق ببيكهيون الذي بدأت عيناه باللمعان مع إبتسامة مائلة صغيرة ..
إبتسمت كذلك ليفتح يديه بالهواء ..
ما هي إلا لحظات لتقفز وتجلس على ركبتيه ليدفن رأسه برقبتها بعدما طوق ذراعيه حولها ..
"ما سبب مجيئكِ ؟"
قالها بأنفاسه الساخنة التي بدأت ترتطم برقبتها البيضاء
"لم أستطع توديعك صباحاً ..لذا قررتُ زيارتك"
"مم .. جيد أبقي هكذا للحظات .."
قالها بصوته الدافئ لتفعل المثل وتبدأ بالمسح على رأسه .. مع اللهو قليلاً باللعب بخصلات شعره ..
"نايون-آه .. أحتاج النصيحة "
قالها مغمض العينين لتومئ له الآخرى ..
"إن أكتشفتِ أن أحدهم قام بخداعكِ .. "
لحظات حتى صمت ..فتح عينيه ورفع رأسه ليحدق بها مباشرةً
"مالذي سوف تفعلينه ؟؟"
"ما الذي تتحدث عنه بيكهيون ؟"
قالتها بإبتسامة ساخرة يغطيها نوعع اللامبالاة ليجيبها ..
"أنا لا أمزح .. مالذي سوف تفعلينه؟"
تمتم بكلماته تلك قبل أن يضع رأسه على صدرها وعاد لأغماض عينيه ..
مرت دقيقة ونصف ولا إجابة منها ..
"ممم؟ ما هو جوابكِ ..كيف تنصحينني؟"
قالها ليمسك بكفها حتى بدأت أصابعه تتخل بأصابعها ليداعبها ..
"في الواقع بيكهيون .. أنا لا أعلم كيف أجيبك الآن .. عندما أمر بنفس الموقف سأخبرك حينها "
قالتها ليبتسم ..
"لنختصر الأمر .. هل ستبقين مكتوفة اليدين ؟"
قالها بهدوء ..أمسكت بوجنته بيدها الأخرى بلطف ..
"بالتأكيد لا "
قالتها بجدية ليتكلم الآخر ..
"إذاً .. هل ستأخذين بثأركِ؟"
"إن كان الأمر يستحق ! فسأفعل "
قالتها ليبتسم الآخر هذه المرة بتكلف ..
"لكن لمَ السؤال ؟"
أكملت ليقوم بتعديل جلسته ..
"لا لا شيء .. فقط احتجتُ لهذه النصيحة.. "
"لماذا هل من أحد قام بأزعاجك ؟ سأقوم بكسر أسنانه !"
قالتها رافعة قبضتها ليحدق بها الآخر بنظرة فارغة ..
"ماذا هناك ؟؟؟"
قالتها ليطلق قهقهة ساخرة ..
"ولكن ما بك ؟ هل الموضوع مضحك لهذه الدرجة؟"
تمتمت بكلماتها لتصر بأسنانها على كلمتها الأخيرة ..
"ليس بالشيء المهم .. بالمناسبة نايون-آه ..هناك حفل سوف يقيمه السيد كيم ..تحت أشراف والدتي ..هل تريدين الحضور ؟"
تبدلت ملامحها لتشيح بنظرها ارضاً ..
"لا أظن أنه يمكنني الحضور ..أنت تعلم أنا--"
"سوف تحضرين ! بأمر مني !! مع من سأرقص إذاً"
قالها محدقاً بها بطرف عينه ليبتسم ..
تنهدت بثقل لتستقيم وتتوجه للجلوس بالكرسي المقابل له ..
أدخلت يدها اليسرى بجيبها لتخرج هاتفها ..
"ها قد بدأنا "
قالها بملل قالباً عينيه لمكتبه ..ليبدأ بفتح الملف الموجود أمامه ..بدأ يقلب بالأوراق بين حين وآخر ..
__________
.. Baekhyun ..
أقتلوني بأشد الطرق تعذيباً ولا تكذبوا علي .. أكره الكذب ! وأكره كل من يكذب ! أنا بالفعل لا اطيقه ..التعامل مع الأمر صعب بشدة ولكنني سأحاول بهدوء .. سأكون كاشف الكذب لأصحاب الأنوف الطويلة ..
وهنالك شيء آخر بدأتُ أكرهه أكثر الآن ..
فليصرخ أحدكم رجاءاً ..هذا الهدوء يسبب الصداع القاتل لي ..
تركت القلم من يدي وأسندت جسدي للخلف .. التقطتُ انفاسي وأنا أحاول التعود على الأمر ..لكن لا فائدة .. ذلك الهسيس الذي أسمعه الآن يدمر خلايا دماغي ..
أمسكت بهاتفي وقمت بتشغيل أغنية هادئة ..
أخيراً هناك القليل من الأزعاج ..
رفعت نظري لأجدها تحدق بي ..
"القليل من الموسيقى لن يضر ! لا تسأليني لماذا !"
أجبت على سؤال نايون قبل أن تطرحه .. أومأت لي بأستغراب وعاودت النظر بهاتفها .. يا إلهي ذلك الهاتف .. لا أعلم لمَ بدأتُ احبه بشدة ..
....
ثانية .. أثنان ..ثلاث ..
وأنا أعمل بصعوبة بالغة ..
أجل ها هي آثار متلازمة جينا بدأت بالظهور ..
كنتُ أدفع عمري لتتركني أعمل وأنا الآن ادفعه لصرخة صغيرة ..
بحق أبدو مثيراً للشفقة ..
حسناً قد ادفع عمري الآن أيضاً لمعرفة ما تفعله ..
بدافع الفضول فقط .. لا غير
________
||5:34PM||
.. Jina ..
"هيا جينا .. فقط تناولي القليل ! سيبرد بعد قليل"
قالتها جدتي محاولة سحب الغطاء الذي أُكُوِر به نفسي لأنعزل عن العالم الخارجي ..
" لست جائعة .."
قلتها بحنق لأعاود سحب الغطاء منها ..
"يا إلهي جينا .. إلى متى ستبقين على هذه الحال؟ ستمرضين على هذه الحال .."
"للأبد .."
قلتها ببرود لتتنهد ..
إنها محقة .. سأصاب بالمرض بالتأكيد .. أجلس بزاوية الغرفة المظلمة مختبئةً تحت الغطاء أحاول لملمة قطع قلبي المكسور الذي تعرض للخيانة ..
تعبت من البكاء حتى وصلتُ لدرجة النحيب ..
حتى النحيب يأس مني ليتلبسني اسوأ كوابيسي ..
ألا وهو البرود !
الذي لطالما لازمني منذ كنتُ صغيرة ..
مر يوم واحد على تلك الحادثة .. لا بل نصف يوم وأنا أشعر به قد مر بسنين ..
أشعر بالأرهاق النفسي .. بالتعب .. بالخمول ..
لأتأكد بعدها أنها أعراض الكآبة ..
جدتي لم تتركني للحظة .. وأنا لا أريد رؤية أحد ولو للحظة .. أريد البقاء وحدي .. حتى أموت هنا تحت الغطاء وأتعفن بعدها ..
سأتزوج من يونغ .. كُسِرَتْ ثقتي بأكثر من وثقتُ به .. وهو يتسكع مع حبيبته ..
"بيون بيكهيون أنا اكرهك"
قلتها بصوت مسموع بدون وعيٍ مني لتنزل الدمعة الأولى .. بالجولة السادسة والأربعون من جولات بكائي ..
"أنا كذلك .. لكنه لطيف "
أقسم أنني سمعت هذا الصوت سابقاً .. لكن لا وألف لا .. لن أتخلى عن كرامتي وأرفع الغطاء لمحاولة معرفته ..
بثانية واحدة رُفِعَ الغطاء من فوقي ولم أتمكن من أيقافه لشدة قوته .. أغمضت عيني لثانية وبدأت بفركها ..فعيناي تعودتا على الظلام ..
بدأت الرؤية تصبح أوضح لأميز ملامحه ..
"مـ .. مالذي تفعله هنا ؟"
تمتمت بكلماتي بصدمة ليجيبني بصوته الغليظ اللطيف ..
"جئنا للأطمئنان عليكِ .. أحضرتُ معي جيسو كذلك "
رفعت نظري لأراها تلوح بيديها بالهواء تجاهي ..
"بخير ..شكراً"
قلت بملل مشيحة بنظري عنهما لأسحب الغطاء من يده وأعاود وضعه على جسدي ..
وها قد تم سحبه مجدداً ..
"جينا ! جاءا لزيارتكِ ..أظهري بعض الأحترام"
قالها أخي لأحدق به لثوانٍ
"هل تم إرسالهم من طرف بيكهيون ؟"
قلتها مستهزئةً لتبدأ تلك الجيسو بالضحك بهستيرية ..
"أنا لا أتبع أوامر ذلك الأبله .. فقط في الشركة له السلطة علينا .. جئنا بأرادتنا عزيزتي "
قالتها بثقة عمياء ..
يا لها من رائعة.. ليتني كنتُ بتلك الشجاعة لأرفع رأسي وأقابل وجهه من جديد .. وأخبره بكل ثقة أنني اكرهه وأكره نطق أسمه حتى ..
طأطأتُ برأسي للأسفل ليتم سحب الغطاء كاملاً من قِبَلِ أخي المعتوه ..
"هيااا جينا .. لا يجب أن تبقي على هذه الحال "
قالها لأبتسم بسخرية ..
مع من يمزح هذا اللطيف ؟ حسناً ..لن أنكر أنهم يحاولون بأقصى ما لديهم مساعدتي ولكن لما لا يُقدّرون أن تركهم لي وحيدة هو أفضل ما قد يفعلونه تجاهي ..
ما هي إلا لحظات ليتم بتر خيط أفكاري بصراخ مدوٍ ..
"ولكن كيــــــــف ؟ هذا مستحــــــيل ! المرحلة المئة والواحد والستون كيف قمتِ بفعلها جيناا .. هذا راائع !!!"
قالها ذلك العملاق محدقاً بي بدهشة ..
كنتُ احاول جاهدة كتم إبتسامتي لمنظر جيسو المُحرَج من منه وصوت قهقهات سوهو المضحكة ..
"لستُ أنا من وصل لتلك المرحلة .. "
قلتها بملل لأستقيم بعدها ..
"حــ ..حقاً إذاً فهو سوهو .. وااه سوهو هيونغ هذا رائع "
قالها بهالة أستغراب ودافع الفضول يكاد يقتله ..
أكتفيتُ بأبتسامة متكلفةٍ هذه المرة ليجيبه أخي ..
"لست أنا كذلك .."
قالها مبتسماً لتعاود هالة الفضول الحوم فوق رأس تشانيول ..
"أنا من فعلها ! .."
قالتها جدتي بأنتصار لأبتسم بصدق هذه المرة .. تصرفاتها الطفولية تستطيع الوصول بسرعة لصندوق الضحك لدي ..
لأسمع قهقهات تشانيول .. حسناً هذا لن يعجب جدتي .. للأسف كان شاباً صالحاً وبشوشاً ..أرقد في سلام ..
أقتربت جدتي عدة خطوات منه لتمسكه من أذنه الكبيرة تلك .. ليبدأ بالتأوه كالطفل ..
" أنا جدة أيها الصغير .. أظهر بعض الأحترام .. هل تظن أنني سأنسى طبق الكعك الذي قمتُ بأعداده لتسرقه بعدها أنت وذلك البيكهيون وصديقكم سوهو ؟"
"مهلاً أي طبق كعك ؟..اااه أذني "
"منذ عشرون سنة بالتحديد .! ألا تذكر ؟"
"بحقكِ سيدتي .. أنا لا أتذكر مالذي تناولته على الغداء .. كيف سأتذكر تلك الحادثة "
قالها ليهاجمه عدوٌ آخر ويمسك به من الأذن الأخرى ..
"مالذي تعنيه بلا أتذكر ؟؟ لقد تعبت بأعداد الغداء لك اليوم !! لقد قلت لي بأنه ألذ ما تناولته في حياتك !.. هل كنت تكذب ..هااه ؟"
مسكين .. أذناه أصحبتا حمراوتان من الشد ..
بدأتُ أضحك هستيرياً بملامح متعبة ..لقد عددتها ! أستمرت ضحكتي سبع ثوان فقط .. لأشعر بعناق من الخلف .. وقبلة لطيفة تطبع على وجنتي ..
"لا أحب ان أرى صغيرتي مقوسة الشفتين بحزن .."
ذلك الدفئ ! أقسم إنني إ قمتُ بمعانقة كل من على هذه الأرض لن أحصل على الدفئ مثلما يمنحه لي سوهو .. إنه شمسي التي تنير لي طريقي وتدفئ لي قلبي دائماً ... وملجأي في كل محنة ..
أستدرت تجاهه لأدفن رأسي بصدره ..
الجولة السابعة والأربعون قد بدأت ..
ها أنا أبكي مجدداً .. هذا متعب ومزعج ..
شعور الحرقة بعد كل جولة بكاء مؤلم للقلب ولبشرة وجهي التي أصبح اللون الأحمر ملجأها منذ البارحة ..
لستُ بمتصنعة .. وإنما أنا اتألم .. أعلم أنه من أعراض الكآبة هو تمني الموت .. وأنا أتمناه حالياً
لاحظتُ أن الصمت قد ساد مراعاة لي ..
لذا أكتفيتُ بأبعاد جسدي عن أخي ومسح تلك الدموع محاولةً بجهد تغيير ملامح وجهي ..
"لا بأس أنا بخير "
قلت ليومئ لي أخي بأبتسامة مطمئنة ..
علمتُ أنهم سيقومون بفتح موضوع جديد لتغيير هذا الجو المشحون ..
"سيدتي ! أنا أتحداكِ بجولة واحدة من هذه اللعبة .."
بالتأكيد يريد الموت .. من يتحدى بطلة هذه اللعبة ..مجنون هذا الفتى ..
حاولت سحب نفسي من أي سؤال قد يُطرَح تجاهي وتوجهتُ لحقيبتي التي لم أفكر بفتحها منذ ليلة البارحة .. جيد أن جدتي لم تقم بفتحها مراعاةً لخصوصياتي ..بدأت أقلب بين ثيابي باحثة عن دفتر تصاميمي .. فرسم تصميم بسيط الآن قد يرفع معنوياتي بنسبة أثنين بالمئة ..
"هل تتحداني ؟؟ حسناً إذاً إن فزت أنت فسأعد لك خمس أطباق من الكعك .. وإن فزتُ أنا فستنظف صندوق الكلب بالخارج "
يا إلهي .. إلا صندوق الكلب .. موقفه الآن اسوأ من موقفي .. تباً أين ذلك الدفتر اللعين ..أكملت البحث ..
"مهلاً ماذا ؟ أنظف صندوق الكلب ؟ هذا مقرف سيدتي !"
"أنت من تحداني يا صغير .. هيا سأريك "
"حسناً لا بأس"
قالها متوتراً محاولاً زرع الثقة في قلبه ..
"جيسو أنتِ تشجعينني بالتأكيد صحيح ؟"
قالها لتنظر له الأخرى بملل
"هل تمزح ؟ أنا بصف الجدة .. "
قالتها لتبتسم جدتي بأنتصار ليتكلم هو ..
"مهلاً ماذا ؟؟ إذاً هيونغ سيكون بصفي ! أليس كذلك هيونغ ؟"
قالها لأحدق بسوهو الذي كان يطأطأ برأسه للأسفل متفادياً نظرات جدتي المشتعلة وكأنها تقول
'كن معه أو ستموت'
كتمت ضحكتي بملامح مصدومة نوعاً ما ..أين هو بحق الأله ؟
"ماذا حتى أنت هيونغ ؟ إذاً جينا ستكون بصفي !"
قالها لينظر إلي لأردف صارخة ..
"لااااا .."
صدم الجميع من صوتي المدوي ليردف تشانيول بتوتر ..
"هل تكرهييني لهذه الدرجة ؟"
لم أهتم لسؤاله وبدأت ابحث أكثر ..
"ليس أنت ..يا إلهي .. أين هو .. أين هو "
قلت كلماتي بنبرة متوترة غاضبة
"عن ماذا تبحثين ؟"
قالتها جيسو محاولة التقرب مني لمساعدتي في البحث .. حدقت بها وأنا أحاول أمساك نفسي.. فسيغشى عليّ الآن بأي ثانية ..
أصبحت رؤيتي مشوشةً لتمسكني جيسو وسوهو يكلمني بقلق ..
"جينا ما بك ؟"
"لقد ..لقد نسيته عنده "
قلتها لأمسك بياقة سوهو وأردف دون وعيي مني ..
"لقد نسيت أغلى ما أملك عند ذلك البيكهيون !"
قلتها كالمجنونة ليمسك الأخر بيدي اللتان كانتا ستخنقانه ..
"ما هو جينا ؟"
قالت جدتي قاطبة حاجبيها بأستفهام لأحدق بها بهلع ...
"ذلك الدفتر الأحمر ذو الخطوط السواء .. دفتر تصاميمي ! لقد نسيته عند بيكهيوون!"
قلت ليعم الصمت الأرجاء .. مؤكد أنهم يعلمون مئة لا بل دشليون بالمئة أنني لن أقوم بمقابلته أو التكلم معه أو حتى التفكير به !
حسناً لنستبعد النقطة الأخيرة ..
ولكن بحق ماذا سأفعل الآن ؟؟
"سأمر عليه غداً صباحاً ..يمكنني أن --"
تمتم تشانيول بأقتراحه الذي كان سوف ينقذني من ورطتي ليقاطعه أخي بأسخف أقتراح في التاريخ ..
"يمكننا الذهاب معاً اليوم لأحضاره .. يمكنكما إصلاح الأمور بينكما على الأقل "
قالها لأحدق به لثوان .. حتى أطلقت قهقهة ساخرة لتتحول إلى ضحكة مرتفعة بعد لحظات ..
_________
.. Baekhyun ..
"هياا لمَ لا يفتح هذا اللعين .. "
تكلمت من بين أسناني وأنا أحاول أيجاد المفتاح المناسب لباب الشقة.. عادة ما أستغرق ثوانٍ معدودة لفتحه لكن هذه المرة .. ثلاث دقائق كانت قليلة !
"تباً"
قلتها بعدما أوقعتُ سلسلة المفاتيح من يدي .. تنهدت بغضب لأركل الباب بقوة ..
بعد عناء طويل تمكنتُ من فتحه لأدخل شقتي متكاسلاً كمن ثمل بخمس كؤوس نبيذ لاذع الطعم ..
توجهتُ بصعوبة للأريكة لأرمي نفسي وبكل ثقلي عليها .. بدأت اتأوه بتعب ..فكل أنش في عضلاتي يصرخ من الألم .. طوال اليوم وأنا لم أحظى بوقت حتى للراحة ..
عمل .. محاولات أرضاء .. خيبة أمل .. وعمل مجدداً
كان هذا كل ما دار برأسي اليوم .. من الجيد بأن الأريكة باردة فأنا أشعر بالحر .. رفعتُ جسدي بصعوبة لأخلع سترتي وأفتح ازرار قميصي .. لأعود لوضعيتي السابقة .. ضربت قدمي بالأرض ثلاث مرات لتفتح الأضواء الخافتة ..
إبتسمتُ بخفة عندما تذكرت أنني قد عطلتُ هذا النظام بالفعل .. جينا كانت تزعجني بالقفز هنا وهناك لتفتح وتطفئ تلك الأضواء .. وها أنا أعدتُ تفعيله ..
وضعتُ يدي على معدتي بعد أصدارها أصوات أستغاثة لشعوري بالجوع .. أنا فعلاً ليس لدي القوة وحتى الصغير منها لأعداد وجبة خفيفة أسد بها جوعي ..
لذا أكتفيتُ بأخراج هاتفي من جيبي وطلب الدجاج .. وضعتُ يدي اليسرى على عيني والأخرى أعدتها على معدتي وبدأت أتحسس عضلاتي ..
لقد مر زمن طويل وأنا لم أشعر بالراحة هكذا .. وجود جينا معي كان يقيدني .. وأبسطها أنها كانت ترمي كل ما في يديها تجاهي عندما أخرج عاري الصدر بسبب نسياني أرتداء قميصي .. كانت تكره ذلك حقاً ..
عاد ذلك الهسيس مجدداً لأضع يديّ على أذنيّ بأنزعاج ..
مالذي سيقوله لي الطبيب إن أخبرته أنني بدأت أعاني من رهاب الهدوء ؟!
مزعج هذا مزعج .. الهدوء أصبح كل ما أخشاه بسبب تلك الجينا .. تباً لكِ يا صغيرة ..
مددتُ ذراعي لأبدأ بالطرق على طرف الطاولة القريبة مني .. هذا أفضل الآن ..القليل من الصوت يبعث الراحة ..
قاطع تفكيري صوت طرق أقوى من طرقي .. لأتأكد من أن الباب قد طرقتِ الآن ..
هل يجب أن أقطع كل تلك المسافة لفتح الباب ؟؟ تمزحون صحيح ؟
تنهدت بثقل وأنا أحاول رفع جسدي الذي قد أخذ وضعية الأستلقاء ..
___________
.. Jina ..
"سوف تموت اليوم ! أعدك بذلك"
قلت بصوت مخنوق بنبرة قاتلة لأخي الغير مبالي ..
نحن واقفان أمام باب شقة بيكهيون ننتظر من حضرته أن يفتح لنا الباب .. أقسم لولا أن جدتي أقعتني بالذهاب لما خطوت خطوة واحدة لشقة ذلك الحقير !
"ارأيت ؟ ليس هنا فالنذهب "
تمتمت له بسرعة لأستدير وأخطو خطوتان ليمسك بياقة سترتي الصوفية ويعيدني لموضعي ..
"لا تتسرعي .. سيفتح الآن "
قالها مبتسماً لأزفر بملل .. ما أن سمعتُ مقبض الباب .. طأطأت برأسي محاولة أخفاء ملامحي عنه .. وضعتُ يداي في جيوب سترتي لترتعشا عند تخلل نبرة صوته العذبة الباردة في طبلة أذني ..
"مرحباً هيونغ ..ماذا تفعلان هنا ؟"
إنه ليس بيكهيون مستحيل ! بيكهيون لا يتكلم بهذه الطريقة اللامبالية تجاه سوهو !
"جينا ستخبرك "
قالها ليضع يده على كتفي ويكمل ..
"سأعود لأخذها بعد ساعتين "
علمتُ بأنه قد رمق بيكهيون بنظراته القاتلة تلك لملاحظتي نبرة الآخر ..
"لا .. بأس يمكنها البقاء "
قالها ليربت سوهو على كتفي ليومئ له ..
لأسمع صوت خطوات أقدامه تبتعد حتى تلاشت ..
بقيت على وضعيتي فالوضع موتِرٌ نوعاً ..أنا حتى لم اشأ رفع رأسي لتتقابل عيني معه ..
في هذه الساعة بالتحديد !!
سلمني ليونغ بيديه .. وها أنا أعود له كالمغفلة لأطلب الصلح منه .. في احلامهم أنا لن أعتذر !!
على ماذا قد أعتذر ؟ ربما قد أشكره لأقامتي معه لكنه أعادني للجحيم .. كل ما حصل هو أنني خسرتُ صداقته ! وخسر هو حبي تجاهه ..
طأطأ برأسه لمحاولة منه لرؤية ملامحي لكنني أشحت بنظري بعيداً ..
"ألن تدخلي ؟؟ "
قالها بكل برود .. لقد أصبحت نبرته كالقطعة الجليدية التي لا تكسر حتى ولا تذاب .. حسناً ليس هو فقط .. بل كلانا ..
"لن أدخل لهذه الشقة مجدداً"
قلتها له بحزم دون النظر بعينيه لأسمع صوت تنهيدته الساخرة ..
"كما تشائين "
قالها ليغلق الباب لتصطدم بمقدمة رأسي ..
ذلك الحقير التافه المعتوه .. زفرت بغضب وضربت بقدمي الأرض بقوة ..
أخي قد غادر وهذا العاهر أغلق الباب بوجهي كالبلهاء ..
هل سأبقى هنا بمفردي ؟ ..
جيد أنني تذكرت شقة سوهو لأتوجه لها راكضة..
"يا إلهي نسيت الرمز .."
رائع نسيت الرمز ولا مفتاح لدي .. وإن أتصلت بذلك الأحمق سيوبخني ويجبرني على العودة لشقة بيكهيون ..
فاء وياء ! في أحلاامهم !!!
جلستُ أرضاً لأربع ساقاي ..
أسندت برأسي على كف يدي اليسرى
"رائع جينا .. تبدين كالمتشردين "
قلتها لنفسي بملل بصوت مسموع لألمح شخصاً قد طرق باب بيكهيون حاملاً بيديه صندوقاً قد أنتشرت رائحته الشهية بأرجاء المكان .. حركت عيناي بملل بعيداً عندما صوت بابه قد فتح ..
"هل ستبقين هكذا ؟؟"
قال لأشتعل غضباً هذه المرة ..أدرت عيناي تجاهه لأجده يحدق بي بطرف عينيه بنظرة سيطر عليها البرود وهو يقوم بأعطاء عامل التوصيل النقود ..
ما شدني أكثر ! عضلات معدته .. لمَ أزرار قميصه مفتوحة .. ولمَ انا احدق به كالبلهاء بأعين واسعة ؟؟ أدرت عيناي بعيداً عندما لاحظت تورد وجنتاي لأسمع صوت تنهيدته الساخرة مجدداً ..
كل ما سمعته الآن هو صوت أغلاقه للباب ..
سأقوم بقتله لا محالة .. أستقمت لأتوجه لبابه والدخان يخرج من أذناي ..
"بيون أحمق هيون .. أنا اكرهك ! هل تعلم ذلك ! أنا اكرهك أيها الحقير ! أنت أحقر من في هذا الكون !"
قلتها صارخة وأنا متأكدة بأن صوتي وصل لجميع الشقق .. كنت مستعدة لردة فعل منه .. وكنتُ محقة عندما وجدته قد فتح الباب لأصدم بعيناه اللتان تحولتا لماستان مرعبتان تكادان تخرجان من مكانهما لشدة غضبه ..
أمسكني من ذراعي ليسحبني للداخل بقوة لم أتوقعها منه ..
أغلق الباب ليلصقني به لأطلق صرخة طفيفة نتيجة أرتطام رأسي به بقوة ..
قرب جسده مني أكثر لأشعر بالضغط وضيق النفس ..
"أعيدي ما قلته "
قالها مبتسماً بتكلف لأبادله الأبتسامة
"أنت أحقر شخص قابلته في حياتي !! "
قلتها محاولة تخليص نفسي لـــ ...
__________