شوكٌ سام في نهايه الحبل المليء بالورود كافي لجعل عشقك للورود أن يقتلك ،، إن أسوأ شئ في الحياه أن يكون السبب في قتلك هو أكثر ما تحب ،، كذلك حبك للامتلاك ، إن النفس البشريه طماعه بطبيعتها ، لا تكتفي بما قدره الله اذا سنحت لها الفرصه للامتلاك تتحول الروح الى شيطان أعمى يسعى لتملك ما أنت بحاجه اليه ..
خسرت أعز صديقه لي ،، شاهدت موت صديقين لي ،، انتقلت الى عالم الجن مرتين، تبا لي أمزح معكم ..
إن حياتي أفضل من ذلك بكثير ،، أنا ذو المال و الحسب أتجول في طريق تفرش لي الأرض وردا و تبنى لي القصور ، إن هذا لا يهم ، ما يهم حقا هو ما أشعر به أنا ، رغم كل ما أملك إلا أنني ارغب بالمزيد إن كانت الجبال للبيع لاشتريتها ، شاب بالعشرين من عمره استطاع بأن يشتري حبيبة صديقه فهل سيفكر إذا عرضت عليه الأهرامات ؟؟
هناك أشياء يجب ان تتخلى بها عن مبادئك أهمها هذا المبدأ الوقح ..
إن الطمع لدى الإنسان العاقل وسيله للتنعم بالحياه و لكنه لأمثالي يعني قتل كل ما يندرج تحت كلمه "معنويات" و لكني أظل بشري .
قتل الخوف ، الحزن ، الحب ، الندم..الخ يجعلك نصف بشرياً ..
و عبوديتك نفسك و دفنها في أي شعور من هؤلاء يجعلك لا-بشريا ..
لذا قررت بأن أكون الجزء الأكثر بشريا ..
كل شئ في حياتي رائع أسيطر على ما أريد ، لا أعرف ما هي الخساره !!
كان والداي دائما يربياني على أنني الفتى الذي لا يقهر حتى اصبحت كذلك ، لا أعرف معنى للضعف ، تأقلمت على هذا الوضع و أصبحت أقنع نفسي بأنه لا يمكن الخساره أياً يكن ..
فليتركني من يريد فأنه لا محاله خاسر ..
-ألو ؟
أهلا من معي ؟ ؟
-معك سكرتيره الشركه يا فندم
أهلاً هل هناك أمر ما ؟ ؟
-نعم إن هناك مشكله كبيره و نريدك الحضور الآن
كبيره ! حسنا أنا قادم
وصلت الى الشركه مسرعا ، وجدت الأمور مختلفه تماماً الجميع يقف في انتظاري و هذا غريب !
* كان النظام يسير على أن العمل لا يتوقف أبدا لأي شئ كان حتى قدومي !
-لا أحد يقف لتحيتي يكفي رفع اليد
-عامل النظافه ثاني أكبر مرتب بعد الرئيس
-لا أقرباء في العمل !
-يستطيع أصغر موظف في الشركة التحدث معي
نعم إنني متغطرس متكابر ولكن هناك أولويات ! عملك هو أكبر اهتماماتك فلا داعي للتخاذل فيه و لا زال هناك بعض الصفات الآدميه بداخلي .. *
" كان هذا قبل أسبوع قبل أن يأتيني أحد التافهين الذي يدعي و أنه مالك شركه ورثها لها والده و يخبرني بأن نهايتي محتمه في السوق بعد إجراء صفقه كبرى ستهدد موقف شركتي ..
لم يكن علي أن اتوقف و انظر ما سيحدث ! إن هذا الرجل أدنى من أن يهزمني !
أجريت إتصالاتي ، أمرت كل فرد في الشركه تجميع المعلومات ، ، كان الأمر كاملاً في يدي ..
ما كان علي سوى أن اشارك في تلك الصفقه حتى لا يتهدد أمري ولكنني كنت أناني ، لا أرغب في نجاح أحد سواي !
شاركت بكل أموال شركتي في الصفقه واثق الخطى ، حلمت بالقصور و المباني و الشهره بعد تمام تلك الصقفه ولكن كما قلت *حلمت* "
خسرت الصفقه بسبب طمعي ، ألهث حول كل ما هو زائد عن حاجتي لمجرد رؤيتي إيااه و هذا ما يترتب عليه الحسد الغيره من الآخريين ، لا راحه نفسيه أبدا ما دام هناك شئ لا أمتلكه ..
وصلت الشركه و قابلت السكرتيره كانت بارده الوجه ، يدين مرتجفتين ، يبدو و أنه حدث انهيار للجهاز العصبي .
أخبرتني بأن الشركه قد خسرت جميع أموالها في الصفقه الأخيره !!!!
أاصابتني الهلوسه ؟ أم هو صوت نابض من عقلي الباطن ؟ ؟
إختناق ، ضيق تنفس ، ثقل بالرأس ، عدم توازن ، هبات متتاليه من الحراره و البروده ، إقتراب أكثر و إن صح التعبير إلى الجنون...
لا داعي لإخباركم بأني سأموت أو أني في غيبوبه أو كلاهماا .
*يومان في المستشفى*
عقلي مغيب ، نوبات فزع متكررة وغير متوقعة، ويتبعها خوف مستمر من حدوث نوبات أخرى ، ، أصبح الأمر كالوسواس القهري و أن كل شئ سأمتلكه سيختفي يوما ما ، الأموال لي كالبلازما للمريض تغذيه ، كانت الأموال و الصفقات تغذي روحي ..
أفقت من الغيبوبه بذاكره نصفيه مزمنه ..
و لكن ماذا !!؟ ما هي الحياه ؟
هل خلقت الحياه للتلذذ بها ؟ هل يجب الجري وراء جميع الشهوات أي كان الثمن الذي ستدفعه ؟
هل خطأ واحد يستحق بأن يقضي عليك ؟
هل هناك أشياء لا تقبل المغفره؟
تظن أنك تعيش و لكنك تعذب نفسك بخطأ اقترفته يوما يجعلك تتمنى الموت في كل لحظه تفكر فيها و تتمنى العوده بالزمن ..
حياه مغيبه ،، حلم في حاله اليقظه ،، هلوسات ،، انفصام ، إحساسات مشوهه ،، وعي بمحسوس غير موجود ،، جنوون .
مقدمات ،، نعم كل شئ و لديه مقدماته .. الموت ؟؟ هل له مقدمات ، أسباب ؟
الكثير سيختلف حول هذا و لكني أرى بأنه نعم .
حاجتك للموت هي بدايه له ،، حبس نفسك في سجن الندم هو موت ،، الطمع في تملك كل شئ هو علامه أيضا له ،، كذلك إقناع نفسك و أنك المعصوم ....
-حديثي لا يتضمن القضاء و القدر ..
وجودك على قيد الحياه في كثير من الأحيان يعني تلذذك بالموت ، إن الحياه مرآه نفسك الراضيه ، رؤيه الخراب ورود هو قتل للروح ، وجودك في الحياه قد يعني أنك تعيش الموت في أقسى مراحله ..
فلنترك تلك الهواجس و لنتحدث قليلا عن حياتي المقبله ..
أتريدون تلك الحقيقيه أم التي وضعتها في مخيلتي و جعلتها واقعا ملموسا ؟
حسنأً أذهب الى الشركه اعيش حياتي و الآمي الجميله ، ، أستنشق دخان مصيبتي ..
لازلت الرئيس الجميع تحت إمرتي ! نعم ها أنا ..
إن الحياه قاسيه جدا لدرجه أنه لا مجال للخطأ !
فهل الموت بتلك القسوه ؟ أظن لا .
إن الحياه تقرر معاقبتك في كل مره تتذكر فيها و أنك أخطأت ، لا تترك لك الفرص للاستمتاع بخطأك ، تغرز كل الآلام فيك حتى تستنزف قواك حتى يأتي دور الموت !
يأتي الموت في مائه شكل و لباس و لكن أقساها هو أن يأتي الموت في هيئه حياه وهميه تجعلك تظن و أنك ذا الذي صاحب الأرض بينما أنت لا تماثل ذره واحده مما كنت تعيشه ..
إن هذا ليس سيئا !! إنه فقط قاسي عندما تعلم ذلك و لكن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تتجاهلها حتى تكمل مسيرتك !
أنه مثل أن تجعل نفسك رئيس الجمهورية و تعيش هذا الواقع و كأنك ذاهبا إلى القصر الرئاسي كل يوم بينما أنت لا تسير الا بالمستنقعات .. حياتك الحقيقيه ليست سوى قطره ماء و قطعه خبز و مرتب يكفي لشراء السجائر و لكنك لا تعيشها ، إنه المغيب منك إنه هذا الذي رضى بالواقع و وافق تلك الحال ، أصبحنا الآن ثلاثه ، أحدهم الذي لا زال يعيش في ماضيه الرائع ، ثانيهم المغيب الذي يقبل الحياه بكل آلامها دون مقاومه ، ثالثنا و هو أنا و أنا من سيأخذ فتره أطول ..
أعيش حياه بين الإثنين أذهب العمل مع الأول و أاكل مع الثاني ، أصبح الأمر أقرب لانفصام في الشخصيه و لكنه ليس كذلك ، إن هذا ما هو الا الموت في صوره حياه مغيبه لا أعرف ما هي حقيقتها ؟ ؟
فعل هذا يجعلك تتمنى الموت في كل لحظه انها مثل "الرجل المعلق بالأحبال من رقبته رافضاً جسده أن يموت ،
حتى اذا سنحت له الفرصه المناسبه و حصل على سكين بدلاً من قطع الأحبال رمى السكين ..
يعلم بأن النهايه قادمه و كل هذه الألام ستزول فلِم لا يجرب أشدها ؟؟
_______________________________
و كان هذا ما تبقى لي من أفكار دائره في رأسي ..
إننا لا نعيش بمفردنا ،، نظن و أننا لمجرد رؤيتنا هؤلاء البشر و ان كل شئ طبيعي ، لا نعلم بأن معظم هؤلاء ماهم الا أحياء أموات ، ارواح متحركه داخل ذاك الجلد ، لا تستطيع تحديد الحي من النصف حي ،، أما هؤلاء الموتى فهو غالبا أنت ولكنك لا تعلم ذلك ،
الموضوع أكثر تعقيدا من الأمراض النفسية الجميع يعلم أنك مريض الا انت ، بينما هنا لا أحد يعلم حقيقتك كما أنك لا تعلم هل مازلت على ذاك الكوكب ؟
هل حقا مازلت حيا !
أم هذا ما تبقى من كل تلك الآلام و الضربات التي نالت منك فجعلتك ذاك المغيب اللاحي ..