أنتَ طفل،ذلك كل ما قد يمنعني من الرحيل..
ينفثُ دُخانَ سِجارته العاشره،يؤلمه صدره،وتختنق أنفاسه لَكِن لايُهمه،هوَ يعشقُ رائِحة الدُخان،إختلاطه مع أنفاسِه،بِـ داخل رئتيه....
كان الأسمرُ يقود بِـ سرعةٍ جنونيه،هوَ لايريد أي خطاءٍ فيه عملية خطفه،وإلا سيكونُ في القبرِ مدفوناً على يدي الرئيس لي.
الظلامُ يحيط بِه،مذاقُ دموعِه المُنهمره بِـ طفوليه هوَ مايشعرُ به،لايُمكنه الصراخ،فقطَ يُردد أبي،أبي،بينَ أنفاسه،مع كُلِ دمعةٍ تسقُطُ من مجرّتاه-عيناه-...
كانَ الجميعُ مجتمعاً في مقرِ العصابه،ينتظرون المُجرم الأسمر،بِـ رفقةِ ضحيتهم البريئه..
لَكِن سيهون كانَ يشعرُ بالقلق؟شعورٌ غريب غزى قلبه،لايعلم ماصدرُه،لم يشعُر بِهِ قبلاً...
أوقفَ كاي السياره وأسترجلَ منها لِـ يُغلق البابَ بسرعةٍ ويتجه إلى صندوق السياره،لِـ لأتقاط الغزالِ الطفولي،المسجونِ فيها بِـ قسوه..
فتح صندوق السياره بِـ سُرعةٍ مُضاعفه،ألقى بِـ نظرةٍ قاسيه على الطفلِ المُلقى بإهمالٍ في الظلام الدامِس،تخلل نور القمر بينَ طياتِ ملامحه الفتى الصيني،لمعت دموعه كَـ نجومِ السماء،أكسبتهُ منظراً جعلت الفتى الأسمر يتسائل لِماذا يخطفون فتى كأطفال الروضه،ويجلبونه إلى مكانٍ قذرٍ كَهذا..
تنحنح الأسمرُ ونفضَ الأكفار اللتي غزت رأسه،لِـ يهمسَ للصينيّ"أيُها الفتى،هيّا لِـ ننزل،لاتُحدث ضجه،إتفقنا"؟.
حاولَ كاي التحدُث بِـ لُطف،هوَ مجبرٌ على ذلك بِـ سبب منظوِ الفتى الباكي!!.
لُوهان"ك-كَيف سأنزل وأنا مُقيدٌ هَكذا"؟.
كاي"صحيح،أه ههم هيا سأُحررك مِنها".
مشى الشابانِ في ظُلمات الغَابه،مُتجهين إلى مكانٍ مجهول،بِـ النسبه لِـ لُوهان،اللذي يرتجفُ خوفاً من مصيره المجهول...
صوتُ طرق الباب الحديدي،تسلل إلى مسامع العِصابه،فأيقظت الحاد من سرحانه،طرقاتٍ جلبت لهُ قلق وترقُبٍ مُضاعفان~.
ذهبَ فتىً مِن العصابه لِـ ينظرَ للطارق ويهُمَ بالفتحِ لهم..
الجميعُ كانَ قلق،مُترّقِبٍ وفضوليٍّ لِـ معرفة هويةِ ضحيتهم!!.
الرئيس لي"طِفلُنا المُدلل،أهلاً بِكَ،يا إبنَ المُحقق"نَطق بأخر كلمة،بنظراتٍ أرعبتَ الطِفلَ اللذي يقبعُ بينَ يدي الأسمر~.
نبضاتٌ مُضاعفه،تحديقاتٌ مُتفاجِئه،تعرقٌ وحيره،مِن الوردي اللَطيف،والحاد القَاسي...
لم يكُن لوهان أقلَ دهشةٍ من المُجرمِ الحاد،كانَ يتبادلاً النظراتِ،نظراتُهما تحكي قِصصاً لاتُروى~.
إنقطعت نظراتُهم،وقِصصهم،تأمُلاتهم الحنينيه المُندهشه،قطعها صوتُ الرئيسِ الغليظ وهوَ يقول"سيهون،ستكونُ مسؤلاً عن الفتى،ستتفقدُ أكله وشربه،والمُهم حمايته،نحنُ لانود الموت،بِـ سببِ خدشٍ أصابَ طِفل المُحقق،الجميع سيذهب إلى لوس أنجلوس،لإتمام مُهمةِ القضاء على الخنزير فراكلين،ماعدا سيهون وكاي،ستكونان هُنا لِـ حماية ضحيتنا،سنذهبُ عند شروق الشمس،هيا إذهبوا لِـ تنالوا قِسطاً من الراحه،أمامنا رحلةٌ طويله،كاي إذهب لتتأكد من صلاح السياره،سيهون خُذ الفتى إلى غُرفته".
سيهون لم يكُن قادراً على تحريكِ رجليه،هوَ يُريد التحرك،لَكِن وكأنا قدماه مُلتصقةٌ في الأرض؟...
كاي"سيهون،مابِك،هيا لِـ تأخُذ لُو إلى غرفته".
إرتفعت أنظارُ لوهان إلى وجهِ كاي،مُتعجباً من اللقب اللذي ناداهُ بِه الفتى الأسمر؟..
بعدَ دقائقٍ مضت بِـ بُطءٍ بالنسبه للفتى الأطول،تحركت قدما سيهون وأخيراً،لِـ يقترب ويهمس أمام كاي ولوهان،"ه-هيا لوهان،سنذهب".
تحرك لوهان لِـ يتحررَ من يدي كاي،ويمشي بِـ رفقة سيهون لِـ يختفوا عن عيني الأسمر،الغارقِ بِـ وحلٍ من الحيره،لِماذا
كانوا يتبادلون النظرات؟ بل لِما سيهون كانَ مُرتبكاً على غيرِ عادته!.
مُطأطأً رأسهُ بحزن،كتفهُ يصتدم بِـ كتف سيهون،اللذي لم يكُن مُدركاً ماللذي يجري من حوله؟...
إمتدت يد الفتى الكوري،لِـ يفتح باب الغُرفه،اللتي تقبعُ بأخر الرِواق،بعيداً عن الغُرف المتبقيه،بعيداً عن مُخططات القتل،المُخدرات،وكلُ مالا يستوعبه عقلُ الفتى الصغير،حُلو الملامح...
سيهون"لِـ تدخُل لوهان،سأذهبِ لِـ جلب بعض الطعام،أنت ج-جائِعٌ بالتأكيد".
لم يكُن لوهان يعي كلام سيهون،دخلَ إلى داخل الغُرفه،لِـ ينظُر إليها،ويكتشف مكان مبيته،اللذي سيبيتُ بِه مُدةَ غير معروفه،مُدةً مجهوله..
إستلقى على السريرِ لِـ يُصدر صوتاً يدلُ على أنه قديم،أعتقد لوهان أنهُ من عصرِ الفراعةِ رُبما؟لِـ يؤكدَ إعتقاده منظرُ الغرفةِ القديم،الأثاثُ اللذي تُغطيه حباتُ الرمل،الساعةُ المعلقه على جِدار الغُرفه،متوقةٌ عن العمل،كأنَ المللَ أصابها فَـ قررت التوقف عن العمل،وجذب حباتِ الرمل كَـ حالِ باقي أثاث الغُرفه~.
يفتح الثلاجه،لِـ يوزع نظرُه على زوايها الفارغه،لم يجد غير بعض الخُبز اليابس،وبعض الجبن اللذي أعتقد أنه سيفي بِـ الغرض،ويسدُ جوع الطِفل القابع هُناك...
وضع الأكل فيه الصحون،بالإضافةِ إلى كأسِ ماءٍ دافئ~.
أيقظَ لوهان من شروده صوتُ تحرك الباب وإنفتاحُه بِـ بُطء،لِـ تظهرَ هيئةٌ طويله،تعرف عليها لوهان سريعاً،سيهون،مُنقذه،وخاطفه بِـ نفس الوقت،يالِـ قسوةِ الحياة،وغرابةِ القدر،هذا مافكرَ بِه لُوهان~.
سيهون"لم أجد شيئاً كثيراً،أيكفي هَذا،ل-لُو"؟.
لم يُكن وقع إسم لُو على مسامعِ الصيني نفسهُ في كل مره،لِما لم يشعر بِـ الدفء عندما نطقُه الأسمر،عكسَ الإحساس الغريب اللذي شعرَ به بسبب نُطق الحاد،بِـ لُو؟..
لوهان"ن-نعم سيكفي،أشكرُك".
سيهون"لاداعي،أحلامٌ سعيده،أراكَ غداً".
أُغلق الباب،ذهبَ الدفء اللذي يُحيط بِـ هيئة الأصغر،أحس بالوحِده،الضياع،بعدما أنفصل هواء سيهون عن هوائِه~.
دخلَ سيهون الغُرفه ليجد كاي غارقاً بالنوم،وبأحلامه اللتي يُزعج سيهون بها،حيثُ يصرخ طوال الليل،بِـ حُكم تأثره بأفلامِ الرُعب،اللتي هيّا من إدمان كاي،فهوَ لاينام قبلَ أن يُشاهد فلم رُعبٍ مُثيرٍ يُشعل حواسه،إبتسم سيهون لِـ منظر صديقه،لِـ تجه إلى سريره الخاص،يُسقطُ جسده بِـ تعبٍ وإرهاق،فما مرَ عليه اليوم كثير،كثيرٌ جداً،هوَ لم يكُن يعلم أن الفتى اللذي أنقذه هوَ نفسه إبن المُحقق،بل هو نفسه الفتى اللذي قاموا بإختطافه!.،تطابقت أجفانُ سيهون لِـ يغُط بنومٍ عميق،بعد تخيُله لِـ منظر الطِفل وهو نائم،مُتحلفاً بِـ الغطاء الصغير،يحلمُ بأحلامٍ تمنى سيهون أنها أحلامٌ سعيده~.
لَكِن لم تتحقق أُمنيته،لم يستطع لوهان النوم،هوَ خائِفٌ جداً،البردُ يحيط بِه،بجسده الصغير،وظلام الغُرفه لم يساعده،هو أشتاق لحضن أبيه،لِـ همساته الحنونه قبل النوم بِـ"لُو،فتاي الصغير،أحلاماً سعيده،أُحبك صغيري".
دمعت أعين الصغير،هو خائف،جاهل،محطم،مُشتاق،يشعرُ بِـ كل شيئ دُفعةً واحده،دموعه والبردُ والظلام الدامس،كانوا اصدقاءَ لوهان،في ليلته القَاسيه....
صوتُ طرق باب،أيقظ الأسمر من نومه،ذهبَ ليفتح الباب فأنزل نظرُه قليلاً،لِـ يجدَ الفتى الصيني مُمسكاً بِـ فراشه،بِـ رفقةِ خُصل شعره المُتناثره بإهمال،وقميصه المُتدلي من على كتفه والكاشف عن بشرته الحليبيه،اللتي جزمَ كاي بأنه قام بتمزيقِ جلد طفل وإستعارته لِـ نفسه!!.
لوهان"ه-هل يُمكنني النوم هنا،هذه أقرب غُرفةٍ وجدتها،أنا خائف،لم أعتد على النوم بِـ مكانٍ كهذا"..
أعاد كاي إنتباهه لِـ لوهان،ليبتعد من الباب قليلاً ويسمح لهُ بالدخول،أشفق عليه بالفعل،هو لم يعتد على أماكنٍ كهذه،بِـ الحُكم على مظهره اللذي يكسوه الدلال؟..
كاي"تفضل،تستطيعُ النوم بِجانبي".
لوهان"ل لا،أشكرك أُريد النوم على الأرض".
كاي"جيد،أحلاماً سعيده".
لُوهان"لكَ أيضاً".
ألقى لُوهان نظرةً صغيره على سيهون القابع أعلى السرير،إبتسم على منظره اللَطيف،وذهبَ لِـ أرض الأحلامِ،اللتي لم تكُن تضم سِوى والده،وذكرياتهم السعيده...
فتحَ أجفانهُ بِـ ثقل،وأقام جسدهُ بِـ كسلٍ مُضاعف،تحركَ لِـ يذهب لدورة المياه،توقفت خُطاوته فجأه بسببٍ شيئ عرقل مسيرته،أخفض بَصره ليرى هيئةً صغيره،مُختبئةٍ بأكملها داخِل البطانيه،إنخفض لِـ يتفحص ويرى لِـ من هذه الهيئه؟ إبتسمَ بِـ دفءٍ وحنان،عندما شاهدَ الفتى الصيني،ولُعابه اللذي يتدلى من على شفتيه،لِـ يسقُطَ على ذقنه بِـ طفوليه،أكمل مسريه بعد جولةٍ من تأمُلِ وجه الغزال لُو،أستيقظ الجَميع لِـ يجتمعوا بِـ المكان المُعتاد، يقف كاي يتبعه سيهون وبِـ جانبه الطِفل اللذي لا يعلم مايجري حوله؟..
إقترب الرئيس لِـ يربُتَ على كتف لوهان وترتفع يده لتُرتب أيضاً على خُصلاته الحريريه لِـ يقول"أيها الطفل، لا أنوي إيذائك،ستكونُ رهينةً فقط،إلا اذا لم تتبع الأوامر؟سيكون هَذا جحيمك،بأختياركَ أنت،إتفقنا"؟.
هز لوهان رأسه بعد فهم،هوَ حقاً لايعي مايجري حوله!.
نظراتٌ ثَاقبله يرسلها الحاد،لِـ رئيسه اللذي ينظرُ بِـ لطفٍ مُضاعف لِـ لُو!!. هوَ لايعلم لما الأمر أغضبهُ قليلاً؟ هو لايعلم هل قليلاً أم كثيراً؟...
الرئيس لي"إلى اللقاء،هُوناه،أيها السيد الغَامق،أعتنوا بِـ هان جيداً أوه"؟.
هتَف الإثنان بِـ "دييه". بعدما أُغلق الباب...
حلَ السكون طيات المخبئ،وقف الثلاثةُ بِـ سكوت،لايجدون مايتكلمون عنه؟..
كاي"ما رأيكم أن نبداء بتعليم لوهان مهارة التصويب،لِـ توخي الحذر مُستقبلاً"؟.
سيهون"فكرةٌ جيده،هيا لِـ نذهب".
ألقى سيهون كلماته بِـ برودٌ أخاف الغزال قليلاً،لما إحساس الدفء اللذي صاحبه بالأمس أختفى؟ لِما سيهون مشى من غيرِ أن يُعيره إهتمام؟كُسرَ قلبُ الغزال خاصتنا...
كاي"لُوهان،لُووو،ماللذي يُشغل بالك،آه تشه.. هيا لِـ
نذهب،سيكونُ أولَ درسٍ صعباً وشاقاً عليك"!.
مشى الإثنان قاصِدان ساحةَ تعليم الرمايةِ والتصويب،حيث كثرة المُسدسدات والأسلحة أثار إعجاب لوهان!. هوَ لم يكن له القدره على إمساكها قبلاً،إذ إنَ والده قلقٌ جداً!!. والده؟.... تذكر لوهان والده،لِـ ينتشر الحُزن بينَ طياته،ويسرحَ بأفكار بعيدهً...
سيهون"هيه،لوهان أتسمعني"؟.
إنتفضَ لوهان قليلاً خارجاً عن أفكاره،بسبب صوت سيهون اللذي كانَ مُرتفعاً قليلاً..
لوهان"أ-أسمعك نعم".
ناوله سيهون المُسدس و هَمس"هيا،أرني مهارتك".
لوهان"أنا لا أعرف كيفَ تُريد أن أريك مهاراتي"!.
سيهون"نحنُ بِـ مأزق،إقترب هيا،سأُعلمك".
إقتربَ لوهان ليُصبح أمام سيهون،ظهرهُ مقابل صدر حاد الملامح،لايفصلهم عن بعضهم سوى إنشات؟..
إرتعاش،نبضٌ غريب،حالما إقترب سيهون،لِـ يُمسك بيدي لوهان،يوجهها نحوَ مكان الرمايه،حالما ألتصق صدرهُ بِـ ظهر لوهان،حالما كادت شفتيه أن تحُطَ على أعلى أُذن لوهان،بِـ حُكم فارق الطول بينهما،تخللت أصابع سيهون بينَ خاصة لوهان،يمُسكها ويشدُ عليها،لِـ تغزو الرعشات جسد لوهان،تُفقده تركيزه،حواسه،أنفاسه أيضاً،تقود لوهان للجنون؟..
سيهون"هيا مابِك،هل سنقف هكذا فقط"؟.
لوهان"أ-أسف شردتُ قليلاً".
إقتربَ سيهون للحد اللذي جعلَ عضوه يصتدم بِـ مؤخرة الآخر!!.
قلبانِ على حافة الجنون،إرتعشات أجسادٍ وإنقاطعُ أنفاس....
حاولَ سيهون تملك نفسه والتركيز على مايفعله،لَكِن الأمر لم يكُن مُشابهاً لدى الأقصر،يداهُ لم تكن قادره على التصويب بِـ سبب إرتعاشهما،وتعرقُهما اللذي تسبب بِـ إنزلاق المُسدس للأسفل لِـ يسقطَ على الأرض فجأةً..
أحس لوهان بالفراغ وتخلل الهواء بِـ جسده،بعدما إبتعدَ سيهون لِـ يهمس بقسوه"أنتَ لاتُجدي نفعاً،أتعبتُ نفسي لأجلك،هه مُثير للسخريه".
أنكسر قلب الأقصر بسبب كلمات سيهون القاسيه،هوَ لم يستطع السيطره على نفسه!. حرفياً هو لم يستطع،وهذا ليس خطأه،إنما خطاء الأطول عندما أقترب منه بهذه الطريقه،لِـ يُصبحَ مُلاصِقاً له،أفقدهُ عقله حقاً!.
نفضَ لوهان هذه الأفكار سريعاً لِـ يذهب للداخل،يتمشى ويتفحص المكان،فهوَ جديدٌ عليه تماماً..
في مكانٍ آخر،الأسمرُ كان ينظرُ لِـ ماكان يحدث،تعلوا حاجبيه علامات الإستفهام،لِـ نقُل شعور غريب بداء بِـ غزوا دواخله،دوامةُ تفكيرٍ عميقه..
------
تَادا✨.
انتَهينا مِن الاجَزاء الثَلاثه الاُولى 💕، الجُزء الرابِع قَريب بِـ أذن الله 🌸~~ ، تَحفيز و دَعم كَافي ؟ 💫، الى اللقَاء صَغيراتي 🌈.