بـسـم الله
تـستيقظ فـي الصـباح باكـراً كـعادتها لـتأخذ حماما منعشا صباحي بمساعدة خادمادتها
فتقوم أحداهن لتُلبسها ثـوبها الزهري المصنوع من الحرير ليلائم جسدها الناعم
والاخرى تمشط لها شعرها الطويل الاسود کسواد الليل ثم ترفعه ليصبح ملائماً لاميرة جميلة مثلها
والثالثة تُلبسها العقد الذي أهداه لها والدها الحاكم
ثم يبتعدن لكي ترى أنعكاس تلك الجميلة في المرأة فتبتسم
ليبدء من حولها بالهمسات عن جمالها
تاخذ كتابها و تجلس في الشرفة التي تطل على حديقة القصر مع فنجان القهوة طبعا ليعدل مزاجها
تدخل احدى الخادمات وهي تنحني قائلة
-أميرتي السيد الحاكم والدكِ هنا يريد رؤيتك أنستي
لترد عليها مع ابتسامه هادئة تلائم رقيها فتقول بأدب
-حسناً دعي والدي يدخل
دخل والدها لينبهر مثل كل مرة من جمال أبنته قائلا
-أميرتي أيمي صباحك خيراً
تمسك بأطراف ثوبها وتنحني بأحترام وابتسامه خفيفة تزين وجهها
-صباحك خيراً والدي الحاكم فالتجلس ارجوك
عندما جلسا أتت احدى الخادمات لتقدم كوب قهوة لوالدها ليبدء بالحديث
-أميرتي ألم تقرري بعد
-يا والدي لا اظن بأني مناسبة لحكم شعب روما وحتى أنه لديك اخي هو اكبر مني
-ولكنه طائش انتي تعرفينه اكثر من أي شخص اخر
-أبي أتريدني أن ارهق نفسي كما فعلت انت ..انت حتى لاتنام كفايتك
-حسنا جميلتي أهذا قراركِ في النهاية ؟
-أجل والدي العزيز ارجو المعذرة
تندفع أحدى الخادمات لتقتحم سكون المكان فتصرخ وتصرخ وتصرخ وكل مرة يرتفع صوتها أكثر ثم تركض بأتجهاها وهي تحمل دلو ماء
-أيمي أيمي تباً لك
أيمييي ألن تنهضي سأرمي هذا الدلو حقا
لتصرخ الاخرى مشتكية وتتأفف بضيق
-أهكذا توقظين أميرة الا تخجلين سيأتي يوما ما واقتلع لك هذا الرأس الكبير حقا ستندمين
فتتقدم والدتها لتجرها من أذنها وهي تقول بغضب
-أتقتلعين رأس والدتك يااميرة اللعنه
تبكي الاخرى ولكنها لاتستسلم فتقول
-لاتشتميني هكذا انا سأفعلها حتما أه آه تبا
- ألن تسبقيني للنزل جميع الضيوف يريدون الطعام وانتي هنا تحلمين بتفاهاتك المعتادة ألم تسأمي
تضع يديها على خصرها وتقول بدلع
-ألستي من خطفتيني من امام القصر انا أميرة وسيأتي يوما ما ارجع الى عائلتي المالكه وعندها عندها
تقترب والدتها منها ممسكة السكين الذي كانت تطبخ به
-عندها ماذا اميرة أيمي الغبية
-لاتناديني هكذا وثانيا انا لا اخاف من سكينك الاحمق
تدخل أختها ايفا الغرفة ممسكة رأسها بيدها
-ألن تنتهي هذه المسرحية كل يوم كل يوم ياللهي لقد سئمت
تتجه لاختها وتجر يدها
-أنزلي بسرعة هيا انزلي الجميع غاضب تحت
-حسنا سأنزل واخبرهم بأنكم خطفتموني علّهم يرجعوني لاهلي
فتصرخ أمها بغضب
-كل هذا بسبب هرائك الذي قلتيه منذ الصغر ايفا سأقتلك بدل عنها انزلا حالا
فتصرخ ايفا وهي تنزل الدرج
-اناا نادمه بالفعل اشد الندم اكاد اعض اصبعي لم اكن اظنها غبية لتصدق هراء بشأنها
فتصرخ ايمي غاضبة هي الاخرى
-تبااا لكم لاتنادوني غبية
فتتنهد الام وتضع يدها على بطنها الذي يحتوي بداخله طفلاً أبتسمت وقالت بهدوء
-أرجوك كن عاقلاً لاتكن مثل اختك الاكبر منك
كن رجلاً رائعا عندما تكبر لتفتخر والدتك بك
ونزلت بعدها لتساعد بناتها
.........
في مكان اخر داخل ذلك القصر الهادئ
رجل يدور حول طاولة الاجتماع ويزفر بغضب يكتمه بصعوبة ثم يتوقف ليضرب يده على الطاولة فيرتجف خوفاً كل من يجلس عليها فيقول أحدهم
-أرجوك جلالة الملك فالتهدء
-ماذا قلت لم اسمع جيدا
فيكمل بأستهزاء
-أهدء وقد اكتشفوا الجواسيس حتى أنهم سيلجؤن لنا لنؤمن حياتهم مثل الاغبياء فيكتشفوا الامر الاخر وهو نحن روما من دستهم في قصرهم يالروعة هذا الامر
يقوم مستشاره ليهدء شيء من اعصابه ليقول
-جلالة الملك الى الان نحن بخير ولكن هنالك امر لابد من حصوله
-ما هو هذا الامر
-الكل يعرف أذا دس أحد الممالك جواسيس في مملكه اخرى يعني أنه يعلن الحرب
يقترب من الملك اكثر ويقول
-وخاصة كـ مملكة بريطانيا والامر الاخر الذي يعلمه الجميع جيدا بأننا نحن ايطاليا لا نعادل نصف قوتهم لذا انت يا جلالة الملك تعلم مايجب فعله حاليا والامر الاخر يجب أن نعد جيشاً حتى وان كنا ضعفاء امامهم يجب أن لانخذل شعبنا
رجع الملك الى عرشه ليعلو فوقه فيقف الجميع احتراما له سكت برهة ثم قال
-الان ونحن في هذه الحالة يجب علينا فعل شيء ما نحن مملكه ضعيفة لكننا سنجعلها قوية بأيدينا حتى وان كلف ذلك ارواحنا لذا اول شيء سنفعله الان هو قتل كل شخص من مملكه بريطانيا يسكن هنا لانهم سيعتبرون جواسيس
فيقوم أحد الوزراء معترضاً
-لكن يا جلالتك هكذا نعلن الحرب رسميا أمامهم
أبتسم الملك وقال
-سنفعل ذلك سراً حتى نحن لن نعلم بأمر مقتلهم
نظر له الوزير فعلم مقصده ليبتسم هو الاخر
ثم اكمل الملك
-الامر الثاني الذي سنقوم به سنفتتح الابواب لجميع الناس لكي يلتحقوا بالجيش نحتاج تغير القادة الضعفاء سيقومون في كل يوم بمعركة ليبقى الاقوى وليموت الضعفاء الذين لايستحق احد منهم البقاء
الامر الثالث أغلب الاموال أموالي وأموالكم ستذهب نصفها للأسلحة سنعزز جيشنا بها لن ننقص من اموال شعبنا لان كل هذه الاشياء سنفعلها سراً هل فهمتهم
أنحنوا جميعا امامه وليعلو صوتهم جميعا معا
-سمعاً وطاعة جلالة الملك
فيبتسم الاخر برضى وتنتهي تلك الابتسامه بسرعة خوفاً من مستقبل سيذل به
........
نرجع لايمي التي أنهمكت بالتنظيف وغسيل الصحون وهي بالطبع لاتسكت عن الحديث عن كونها اميرة
فقاطعت ايفا حديث اختها وهي تكتم غضبها
-ايمي كفى ارجوكِ كفى
فصمتت ايمي وهي تنظر لاختها
تنهدت ايفا وتحدثت معها فقالت
-أيمي ارجوكِ لقد اصبح عمرك عشرون عاما بالفعل
-وماذا في ذلك
-أن والدتنا تعبة جدا حتى انها ستنجب هذه الايام ونحن لانقوم بمساعدتها
-ولكن الاميرات لايقمن بتلك الاعمال
تركت أختها الصحون التي بيدها وأمسكت بكتف أيمي وقالت
-اسمعي فقط الاميرات الجشعات اللاتي لايهتمن سوى بجمالهن يفعلن هكذا بينما الاميرة التي يحبها شعبها ويحترمها هي من تساعد الناس جميعا وأمي اعتنت بكِ و أطعمتكِ طوال هذه السنين الا يجب ان نريحها ولو لعدة ايام
-أممم حسنا سأعمل اكثر فقط لاني أميرة قلبها رقيق
أبتسمت أيفا والنصر يلوح من بين عيناها استطاعت أن تقنع أختها اخيراً
فنادها والدها ليعلمها بوصول صديقها المقرب باسيل
ركضت بالبداية ثم وقفت وكأنها تذكرت لباقتها فتقدم هو منها
أمسكت بأطراف ثوبها وانحنت قليلا وقالت
-باسيل صديق الاميرة مسائك خيرا
فأخذ بيدها امام فمه وقبلها برقة وهو ينحني واضعا اليد الاخرى خلف ضهره
-مسائك خيرا يا جميلة
فأبتسمت بخجل وترك يدها فقالت
-كيف حال دواجنك سمعت بأنها مريضة
فأبتسم وهو يأخذ كأس الماء الذي امامه
-بخير انها تصبح اجمل مثلك يا أميرة
فقامت من الكرسي وهي تفتح عيناها بأتساع
-كيف تجرأ أتشبهني بالدجاج يا معتوه هل تسمي هذه رومانسية
-ههههههه اقسم بأني قرأتها باحد الكتب
فضمت يداها الى صدرها بغضب
-لابد من أن الكاتب مزارع غبي لايعرف الحب ولم يجد سوى الدواجن ليصف بها أمرأة
-هههههه بالفعل هو كذلك
شرب الكأس كله فغمز لها وقال
-ألن تذهبي اليوم يا جميلة
فضحكت برقة واضعة يدها امام فمها ثم قالت
-بالطبع يا وسيم أتعلم أمرا ما باسيل سأجعل لك وظيفة في القصر
فأبتسم لخيالها الواسع فهو دائما ما يجاريها في الحديث لانه يعلم بأنه لا يوجد حل لغبائها هذا
-ماهي أيمي
-سأجعلك حارسي الخاص عندها سيحترمك الجميع
أتت أختها وهي تقدم طلب باسيل لتضعه على الطاولة فتحدثت
-لابد من أن اميرتنا تحبنا فاليوم توزع وظائف في القصر لنا
-هههههه هي بالفعل كذلك انها طيبة القلب
-اووه باسيل المحتال هل تريدها أن تعطيك وظيفة عالية هذا غش
فأبتسمت فرحة عندما تسمعهم يتحدثون بشأنها هكذا هي تعرف جيدا بأن ماقالته ايفا في صغرهما مجرد مزاح ولكنها تدعي التصديق.. لاتعلم كيف هي حياة القصر الحقيقة لذا تحلم كغيرها من الفتيات بمنصب أميرة
فقاطعت حديثهم وقالت بحماس واضح
-أنا ذاهبة الان
فتكلمت أختها
-أمي ستلد اليوم اين تذهبين
صمتت ايفا برهة ثم وضعت يدها على خدها وقالت
-للقصر اكيد
فضحكت أيمي وهي تدور حول نفسها وقالت
-بالتأكيد لن يصيني الملل ان ابعدوني مرة او مرتين
-هم ابعدوك عشرة مرات بالفعل
فهزت كتفيها بلا مبالة
-لا بأس في عشرة اخرى اذا
-ااه الحديث معك بدون جدوى اذهبي ولا تتأخري
ذهبت للقصر بعد أن امتطت حصانها وهي مبتسمه للهواء الذي يتسلل الى شعرها فيبعثره قليلا
نزلت من حصانها وسمعت تأفف حارس البوابة لتضحك عنادا به
وقفت امامه وقالت
-مرحبا يا حارس
-لا مرحبا بكِ ماذا تريدين مرة اخرى لقد سئمت بالفعل
فقالت وهي تضع يدها على جبينها بطريقة درامية وتتحدث بهدوء
-اووه ايها الحارس انا ايضا اقسم لقد تعبت
-لن يأتي تضاهرك هذا بنتيجة توقفي وحافظي على طاقتك تلك لفعل شيء ما جيد فأنتي شابه
فصرخت به غاضبة
-أيها الاحمق اقول لك بأني احد افراد العائلة المالكه لقد تم خطفي منذ الصغر ولكنهم اعترفوا لي أليس من حقي أن ألتقي بأهلي على الاقل
فقال الاخر بضجر
-اسمعي يامجنونه لااعلم من قص عليك تلك القصة لكنه حقا حقا حقا بمنتهى الغباوة ليجعل احمق مثلك يصدق أي شيء يستمع له
-أسمعني ايها الاحمق حسابك لن ينتهي معي سأعود مرة أخرى ولكن سأفصل رأسك عن جسدك وقتها
-هههههه وهل يستطيع احمق مثلكِ حمل سيف حتى
أبتسمت بغرور
-لاتستعجل الحكم يااحمق
فسمعوا صوتا أحدهم غاضب
-ماذا هناك لماذا كل هذه الضجة امام القصر
أنحنى الحارس احتراما ولكن أيمي بقت واقفة بصدمه -سيدي الامير أعتذر منك حقا أن هذه فتاة مجنونه لا تمل من المجيئ الى هنا
أنتبه الامير نيفيك الى أيمي المتصنمة مكانها فأستغرب أنها لم تنحني له فقال
-أنتِ ألن تنحني لي ألم تسمعي بأني الامير
فنظر لها الحارس بغضب وقال لها بهمس
-أنحني يا لعنه حياتي انحني انه الامير
فتحت عيناها بأتساع وانحنت بسرعة له وقالت
-اعتذر سيدي الامير أعذرني فانا لم اعرف حضرتك
أبتسم بغرور وقال بعد ما علم من الحارس ماتريد فقال لها
-ما هو اسمك انتِ
أمسكت بردائها وقالت وهي تبتسم
-أيمي جلالة الامير
-حسناً ايمي سأطلب معروفا ما منك هل يمكنني
اندهشت لما سمعت فقالت بسعادة
-اجل جلالتك بالطبع سأفعل أن استطعت
-ههههه جيد اذا لدي رحلة غدا لمكان ما خارج روما ولكني لا اعرف المكان جيدا هل يمكنكِ المجيئ معي غدا
هي لاتعرف سوى روما ولم تخرج منها طوال حياتها ولكنها بالطبع لن تفوت هذه الفرصة
-بالتأكيد سيدي أنا اعرف ايطاليا كأسمي تماماً
فأبتسم الامير نيفيك ورجع لقصره لتعود ادراجها هي الاخرى والامل يتطاير من حولها كل ماتفكر به أنها ستستطيع ان تغري الامير علها تصبح زوجة له
لكل من يقرأ رأيكم يهمني❤❤