روايات عبير / وحدها في شهر ال...

By Rawan117

131K 2.6K 80

الملخص: - لو انك أحببتني لكنت وثقت بي . هل كان كل احد في منطقة هاموند يعرف ان سبانس غرينفيلد على علاقة بسك... More

الملخص
المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر

الفصل السابع

7.5K 176 2
By Rawan117

الفصل السابع

كانت شرلي ستنهض ببساطة وتغادر الكوخ لو كانت عندها القوة لفعل ذلك لكنها شعرت انها متلاشية تماما وكأنها لن تملك القدرة على الحركة ثانية .
تساءلت لماذا هذه المشادة الخاصة تزعجها الى هذا الحد ؟ انها صغيرة جدا اذا ما قورنت بالمشاجرة الأولى تلك التي وضعت حدا لخطبتهما وفي الواقع ان هذه المشادة ما هي الا تتمة لتلك المشاجرة .
فكرت بطريقة حالمة المشاجرة الأولى لنا ففي خلال فترة خطبتهما التي دامت نحو الشهرين لم يتشاجرا قط لا على خطط الزفاف ولا على تزيين الكوخ ولا على ما سيفعلانه في الوقت الذي يقضيانه معا ...
تجهمت قليلا هل هما لم يتشاجرا قط لأنهما كانا متفقين دائما او ان اختلافهما كان ببساطة غير ظاهر مدفونا ؟ وبدت مشاعر سبانس تجاه شارلوت تشير بالتأكيد الى احتقار كان يجيش في صدره منذ وقت طويل الأمر الذي لم تكن شرلي تشك فيه قط لكن كانت هناك أمور أخرى أيضا وقد بدأت تفكر فيها . ربما انها أمور ليست مهمة جدا بحد ذاتها بالقدر الذي ظهرت به . الم يهتم سبانس حقا بنوعية الإطباق التي اختارتها ؟ أم ان مرونته الظاهرة كانت جزاء من برنامجه غير المعلن . خطة لإبقاء شرلي سعيدة بأي ثمن ؟ هل كانت شارلوت محقة عندما فكرت ان سبانس لم يكن مهتما بــ شرلي لشخصها أنما لكونها قريبة مارتن هدسون ؟
ان كانت تلك هي اللعبة التي يلعبها فان كل شيء قد انهار بالتأكيد ذلك النهار في كوخ البستاني .
قالت في نفسها
– لا أهمية للأمر ألان .
فكرت في المضي الى غرفة نومها حيث يمكنها ان تكون وحيدة وتبكي قدر ما تريد انها تكره ان تكون مريضة لو انها تستطيع فقط ان تزحف الى زاوية حيث تكون بمفردها متفجعة لبرهة ... اللعنة على الأنفلونزا لم عليها ان تصيبها ألان .
قالت في نفسها
– لان مقاومتك ضعيفة جدا فأنها مرهقة متعبة وحزينة .
إضافة الى ذلك ما كانت العلة لتاخد هذه الصورة لو ان أوجاعها العاطفية لم تتحرك وكان عليها ان تعترف انه منذ بضع لحظات عندما قبلها سبانس كادت اللم راسها وصدرها وانقباض معدتها تزول .
فكرت شرلي بالطبع ما من احد قال ان سبانس ليس بارعا في ذلك النوع من الأمور فمنذ لقائهما الاول معا في حفلة رأس السنة كان قادرا دائما على أبعاد أية فكرة أخرى عن تفكيرها تاركا المجال له وحده بحيث يمكنه ان يعانقها بحرارة تجعلها تتوق وتتلهف  الى اليوم الذي تصبح فيه عروسه عناقا جعل من الصعب جدا عليها ان تستمر بالتفكير ... أكان هذا السبب هو الذي دعاه يتحول الى وندي ؟ لان شرلي كانت مصرة على مبدئها .
لا تجهدي نفسك بأسئلة سخيفة ان كان هذا هو السبب الذي دفعه الى ذلك . فيجب ان يغمرها السرور على ما ألت اليه الأمور .فأي رجل يعتقد ان ذلك سبب كاف يسمح له بإنشاء علاقة فانه لا يصلح لان يمنح اسم زوج لقد كان ذلك مؤكدا .
مع معرفة كل ذلك فلماذا لا تزال تشعر وكأنها ستبكي نامت في شكل متقطع نحو ساعتين لكن يبدو ان ذلك لم يجد نفعا كبيرا فسواء كانت مستيقظة او نائمة فان أفكارها لا تتغير سمعت نفسها تقول ذات مرة اذا كنت تحبها يا سبانس فلم تقدمت بطلب يدي ؟
اصطدام صدى تلك الكلمات في رأسها جعلها تنهض مرتاعة عن الأريكة لكن ذلك كان مجرد حلم لابد انها كانت تحلم لأنها عندما نظرت الى ما حولها كان سبانس قد أدار رأسه فوق مسند مقعده وقال
– ماذا تريدين يا شرلي ؟
تمتمت قائلة
– لا شيء واستلقت ثانية شاكرة لأنها على الأقل لم تتلفظ بذلك السؤال لكن الارتباك لم يفارقها .
أكان المال هو السبب ؟
التوقع انها ستكون وريثة مارتن وهكذا فانه سيكون متا كذا ليس فقط من توافر العمل له في شركة منتجات هدسون وإنما من سيطرته النهائية على الشركة .
كان قلبها يقول لها لا سبانس ليس ذلك الرجل القادر على ذلك النوع من المكر وبرغم ذلك فقد كانت ستفهم الأمر فيما لو كان هذا هو الحال لقد حصل على القيل من الأمان في حياته حتى منحه مارتن فرصة لذلك أكان من العجب ان نظر سبانس الى الأمام بإمعان وقرر ان  يرسخ مركزه بان يصبح المالك التالي لشركة منتجات هدسون أيضا ؟
لكنه لم يفعل ذلك قالت شرلي في نفسها
– فالرجل الذي أحبته لا يستطيع القيام بأمر كهذا لقد كان سبانس مهتما بها فعلا .
كان من الصعب عليها أقناع نفسها بأنها خدعت في هذا الشكل الفاضح .
هزت رأسها بتعب وقالت لنفسها
– الا تكون مخبولة فالرجل الذي أحبته ... وهل كان هو أيضا الرجل الذي ما زالت تحبه برغم كل شيء .؟
غمرها أحساس عندما واجهت ذلك السؤال كالهزة الأرضية ليحرك كل خلية في جسدها .
عندما يحب الإنسان بصدق ليس من السهل ان يخفي ذلك الشعور عند أول صدمة محتومة تصاب بها تلك العلاقة الرومانسية وحتى عندما تكون تلك الصدمة الأولى قوية جدا كما صدمت شرلي فان الحب لا يختفي بومضة عين ويمكن ان يظهر ويختفي حسب مجريات الأحداث لكنه لا يجف ويتطاير كما أعشاب الحديقة مع أول نسمات فصل الخريف .
سيتطلب الأمر وقتا لتتغلب على ذلك .
قالت في نفسها ذلك غير مرة في خلال الأسبوع المنصرم لكن ماذا ان لم تكن هناك مدة كافية من الوقت ؟ برغم الحادثة في كوخ البستاني وبرغم فسخ خطبتها برغم الكلمات القاسية والمشاجرات عندما ينتهي كل ذلك تجد نفسها ما زالت مغرمة به ؟
مغرمة به وتريد يائسة ان تصدقه ؟ أكان من الممكن حتى ان تفعل ما طلبه منها ؟
لقد قال لها
– كلمتي موضع ثقة ان كنت تحبينني كفاية .
لكن ذلك أعادها الى البداية مباشرة كان يتوقع منها ان تصدق انه بري لكن ان كان كذلك فيجب ان يكون هناك سبب لما حدث في الكوخ اذا لماذا ؟
ان كان يمكن شرح ذلك فهو لم يخبرها ما الذي حصل فعلا ؟
أغمضت شرلي عينيها وتعمدت ترك أفكارها تعود الى ذلك المساء المشرق عندما كان العالم ما زال جميلا ويشع بالحب والفرح والأمل لقد تركت الباب مفتوحا أم انها أقفلته ؟ لقد استعملت المفتاح الذي يخصها عرفت ذلك لكن هل كان الباب موصدا فعلا ؟
سالت نفسها وما الفرق في ذلك ؟ ان كان يتوقع ان يكشف أمره لما قام باستخدام الكوخ على الإطلاق من الواضح انه كان يشعر بالأمان هناك أكان الباب موصدا أم لم يكن تجهمت شرلي لقد بدا يتشكل في أعماق تفكيرها انطباع غامض ثم اختفى قبل ان تتمكن من فهمه .
دخلت الى غرفة الجلوس الصغيرة ولاحظت وجود المقعد الجلدي المزدوج الجديد ومؤخرة رأس سبانس وشعر وندي الغزير كالشلال على كتفه ...
لا . لم يكن هناك اي خطا في ذلك أيضا كانت وندي بين ذراعيه لأنه عندما قفز على قدميه كادت تسقط على الأرض .
فكرت شرلي لعل وندي خططت ليبدو ذلك على هذا النحو . ربما سمعت وقع خطوات شرلي ورمت بنفسها بين ذراعي سبانس ...
هزت شرلي رأسها وقالت في نفسها انك تتعلقين بقشة وتحاولين ان تجدي له عذرا .
لم يكن هناك بكل بساطة وقت لدي وندي لتتدبر ذلك المشهد الامل المفقود وأيضا لم يكن هناك شيء يظهر ان سبانس كان مكرها على ذلك الوضع لقد صدم عندما واجه شرلي لكن كما بدا واضحا ليس من شيء قامت به وندي في اللحظات القليلة الماضية لأنه في اللحظة التي رأته فيها شرلي حتى قبل ان يعرف انها موجودة هناك بدا مرتاحا جدا وفي الواقع بدا وكأنه كان يجلس على المقعد المزدوج منذ بعض الوقت و وندي مائلة نحوه .
ماذا قال ؟ لا يمكن ان يستمر الأمر هكذا يا وندي او شيئا كهذا لا من الواضح ان سبانس كان يعرف تماما في ما يتعامل حتى انه لم يكن يحاول ان يفكر في حبيب منبوذ كان الأمر واضحا وكأنه كان يضع قانونا . برغم ذلك لم يكن يبدو نوعا ما وكأنه يصدر أمرا كانت هناك نبرة من الألم الحاد في صوته وكأنه كان يقدم تضحية مؤلمة جدا .
لكن اذا كان يحب وندي ...
شعرت شرلي بصراع في رأسها فقالت في نفسها على ان أتوقف عن هذا علي ان اخرج من هذه الدوامة .
تركت رأسها يسقط على مساند الأريكة الخلفية واعترفت انها تستطيع ان تربط معا كل الأعذار المنطقية التي تعجبها لكن حتى ذلك فلن يحدث اي تغيير وان تجادلت في ذلك الشأن في دخيلتها لأسابيع فسيبقى عقلها يملي عليها أمرا فيما قلبها يملي عليها أمرا أخر والحقيقة انها كانت تريد ان تصدق قلبها .
فكرت ذاك لأني ما زلت أحبه لا فرق لما يحدث او لماذا كان هناك معها فانا ما زلت أحبه .
تأوهت بألم فنهض سبانس عن مقعده واتجه نحوها ليضع يده على جبهتها .
قال
– لا تبدو حرارتك مرتفعة ما رأيك في بعض البرتقال ؟ اعتقد انه ما زال لدينا بعض منه .
اومات شرلي برأسها ونهضت حتى أصبحت شبه جالسة على الأريكة فقد جعلها ذاك الجهد تصاب بدوار وعندما عاد سبانس أعاد ترتيب الوسادات خلف ظهرها لتجلس في شكل ملائم .
ملا سبانس ألكاس بالعصير وقدمه أليها فابتلعت شرلي نصفه تقريبا دفعة واحدة ثم لاحظت انه طوال مدة تناولها العصير سيبقى سبانس جالسا الى جانبها لذا قررت ان ترتشف البقية رشفا .
بالطبع ان هي أطالت فعل ذلك فلا بد ان يقول شيئا اليس كذلك ؟
لم يكن تفكيرها واضحا انها بالتأكيد لا تمتلك سرعة بديهة ولا قدرا مؤثرا من التبصر النفسي تجاه مشكلاتها وقد أزعجها افتقارها الى ذلك وقبل ان تتوقف عن التفكير قالت بفظاظة
– أريد ان أصدقك لكن كيف يمكنني ذلك ؟
اعتقدت لحظة انه سيتجاهلها كليا لكنه قال
– لا جواب عندي عن سؤالك يا شرلي فإما ان تستطيعي تصديقي او لا . هل انتهيت من تناول العصير ؟
قالت
– لا لم انته .
وضغطت على ألكاس وكأنها تريد سحقها ثم أضافت
– سبانس أرجوك اخبرني فقط ما الذي حدث ؟
زم شفتيه وقال بصوت هادئ
– لن يجدي نفعا اذا أخبرتك لكن بالطبع ستزداد الأمور سوءا .

ضغطت شرلي أسنانها لتجلس دموعها وقالت
– اكره ذلك عندما تتصرف على هذا النحو . تبدو منطقيا جدا يا سبانس غرينفيلد حتى وان تحدثت بلغة أهل المريخ فلا بد انك تخفي حقيقة ما وراء ما تقول وارتجفت يداها بشدة مهددة عصير البرتقال بان ينسكب عن حافة ألكاس التي تحملها .
انتزعها من يدها وقال
– اعلم انك تعتقدين بأنه من السخف ان لا أخبرك .
هزت شرلي رأسها وقالت
– انه أكثر من مجرد أمر سخيف فأنت تتصرف على نحو مقيت و ... عدائي .
شحب لون وجهه وقال
– صدقيني . يا شرلي .ذلك أفضل .
سألته
– وأنت من يقرر ذلك ؟ ليس لي ان أقول شيئا حيال الأمر ؟
قال
– من الصعب ان أقول لك الحقيقة ثم أسالك ان كنت ترغبين في ان اسحبها واستبدلها بأكذوبة أيمكنني ذلك ؟
قالت
– الحقيقة لا يمكن ان تكون أسوا من هذا .
قال
– اجل قد تكون يا شرلي وحين تقال ما من طريقة تعيدها الى الخفاء .صدقيني أتمنى لو استطيع المحاولة .
كانت نبرة الألم واضحة في صوته مما جعل شرلي تشعر بضيق شديد في حنجرتها لم يمكنها من التكلم .
ترك سبانس الصمت يسود للحظة قبل ان يقول
– واجهي ذلك يا شرلي لا شيء سيسوي الأمر بيننا لا يسعك ان تحملي نفسك على الوثوق بي وأنا ... أنا لا استطيع ان اهتم أبدا بامرأة لا تثق بي فلم التسبب بالمزيد من الألم لكل منا ؟
انسي الأمر وكفي عن الكلام في هذا الموضوع سميه تعادلا كأنه لم يحصل قط .
هزت رأسها لكن ذلك كان أشارة يأس أكثر منها عدم موافقة قالت في نفسها لقد انتهى الأمر انه محق في ذلك لينته الأمر بكرامة يا شرلي . انه الأمر الوحيد الذي يمكنك القيام به .
أضاف سبانس بهدوء
– قمنا بما يكفي من الأخطاء فلم نضيف إليها واحدة بعد ؟
كان عليها ان تتنحنح مرتين قبل ان تستطيع الكلام وجاء صوتها بعد ذلك اعلى بقليل من النفس حين قالت
– اعتقد انه من الصعب ان يكون لذلك أهمية ألان .
ترك نفسها تأمل بعد كل الأذى الذي أصابهما بان شيئا ما قد يسوي الأمر بينهما كان أمرا سخيفا حسب مقوماته كما الاعتقاد بان شارلوت يمكن ان تكون قد دبرت الحادثة برمتها لتبقي شرلي الى جانبها فقط .
قال
– تماما وربت على يدها واتجه الى المطبخ وهو يحمل كأسها بيده .
جلست شرلي بهدوء وأخذت تنظر الى ظاهر يدها حيث لامست رؤوس أصابعه البشرة الرقيقة بدا ان كل خلية فيها ترتعش وكأنما قد مسها تيار كهربائي . أرادها ان تكون أشارة طمأنينة كانت شرلي متأكدة من ذلك لكن بدلا من ذلك فقد شعرت بحزن عميق .
تحركت شرلي بصعوبة بينما كانت تغرق ثانية في تفكيرها . مدركة فقط انها تشعر بالتعب الشديد وفكرت انها تريد ليبي وليس شارلوت برغم مرضها الشديد او ربما بسببه فشار لوت لم تكن تأتي بنافعة في غرف المرضى لكن مدبرة شؤون منزل أل هدسون تعرف ماذا تفعل انها تعرف كم يعطي مجرد ارتداء ملابس نوم نظيفة ووضع الرأس على وسادة باردة شعورا بالتحسن .
نعم كان عدم معرفة شارلوت بوجود شرلي هنا في الغابة أمرا حسنا بمفردهما كما انها وحدها ومريضة تجهمت شرلي عندما حاولت ان تتبع تلك الأفكار الى النهاية وتحديدا لم يجب الا تعرفه شارلوت ؟
لكانت قلقت بالطبع ولم يكن حسنا لها ان تقلق لكن برغم ذلك فان شرلي امرأة ناضجة لها الحق في ان تكون مريضة ان أرادت ذلك .
حاولت ان تبتسم لسخافة الفكرة ربما كان لــ سبانس رأي خاص في شارلوت صحيح انها كانت متملكة قليلا ومفرطة في العناية بنفسها لكن ما من احد يستطيع ان يجادل بان لدي شارلوت شيئا ما سوى دوافعها النبيلة كانت تفعل ما تعتقده صحيحا كما يفعل اي شخص فإذا كان أبقاء شرلي منشغلة يساعدها في تخطي هذه المحنة فيجب شكر شارلوت على ذلك وبالطبع انها تريد ان تبقي شرلي قريبة منها فابنة أختها هي الشخص الوحيد لها الى جانب مارتن بالطبع لا . ان سبانس قاس جدا عليها بوضع اللوم على شارلوت المسكينة فيما لا شان لها بكل هذا ...
غرقت شرلي في النوم ثانية .
لم تعرف كم من الوقت كان قد مضى عندما نهضت لترى شكلا مبهما وقد انحنى فوقها يداه تمسكان بكتفيها وكان يهزها بقوة جعلتها تشعر وكان ألعابا نارية تنطلق داخل رأسها وأطلقت صرخة صغيرة مخنوقة وقد تملكها الرعب .
قال بصوت أجش
– لقد استيقظت اخيرا .
نظرت شرلي اليه شزرا كان الظلام قد خيم تقريبا وقد غشي بصرها قليلا وقالت بصوت غير واضح تماما
– تهانينا يا سبانس .
قال لها
– لم استطع ان أوقظك كنت أحاول إيقاظك لأرى ماذا تريدين ان تتناولي في العشاء .
مجرد التفكير في الطعام جعلها تشعر بالتقيؤ فقالت
– لا أريد شيئا فانا مريضة .
قال
– اعرف انك مريضة لم أدرك من قبل كم انت مريضة تعالي يا شرلي انهضي .
قالت
– لقد أصبت بالأنفلونزا . دعني ... أستريح .
قال
– لا انها ليست الأنفلونزا يا شرلي .
تجهمت وقالت
- ... سقطتي هي السبب ؟
قال
– غلطتك ؟ ماذا فعلت ... اللعنة لا يهم الأمر ألان لا استطيع التفكير في شكل صحيح تماما لا تجادل معك علينا ان نخرج من هنا انه أول اوكسيد الكربون يا شرلي .
عرفت ان ما قاله كان مهما بالنسبة إليها لكن لم يكن في أمكانها ان تتذكر مدى الحياة . لماذا أول اوكسيد الكربون ... عليها ببساطة ان تستلقي بهدوء وتفكر فيه قد تستطيع تذكر ذلك عندما يتوقف الم الصداع في رأسها .
كانت نبرة صوت سبانس حادة عندما قال
– أصغي جيدا ان اضطررت فسأجرك من شعرك . اللعنة يا شرلي عليك المساعدة لا استطيع ان أحملك .
وخز ذلك كبرياءها قليلا فاعترضت بوهن قائلة
– أني لست ... سمينة جدا .
كان الجو باردا جدا في الكوخ نظرت الى ما حولها بترنح ولاحظت ان البابين مفتوحان وبدا وكان أحدا ما قد ضرب النافذة القريبة بمطرقة أيضا .
قالت بقليل من الوقار استطاعت إظهاره
- سبانس لن يسر مارتن بما فعلته بكوخه .
أجابها
– اللعنة على مارتن واللعنة على كوخه ان قدرا كافيا من الأوكسجين لا يصل الى دماغك ماذا تقترحين علي ان افعل ؟ ألوح لك بصحيفة ؟ ثم رفعها على قدميها كانت تشعر بدوار شديد لذا لم يمكنها المحافظة على توازنها فسحبها سبانس في شكل عملي نحو الباب وعجزت عن المشي على الفناء المتجمد وبرغم ما قاله من انه لا يستطيع حملها فقد رفعها ببساطة .
أمرها قائلا
– لا تتحركي . ومشى الأمتار القلية نحو سيارتها احتارت شرلي لذلك لقد أدركت لتوها بعدما وضعها بفظاظة على المقعد الذي الى جانب السائق انها لو تحركت حينها لأفقدته توازنه وسقط على الجليد .ترك باب السيارة مفتوحا وعاد في اتجاه المنزل اضطجعت شرلي وأمسكت بحافة المقعد بكل قوتها لتحفظ توازنها شعرت وكان العالم اخذ يدور في شكل أسرع فسألته
– الى أين انت ذاهب ؟
أجابها
– لأجلب الرماد الذي نظفته من المدفأة .
قالت
– لكن لماذا تريد ان تاخد ...
قاطعها قائلا
– سوف انثره على هذا المنحدر فبقليل من الاحتكاك الالتصاقي الإضافي قد نستطيع إخراج السيارة من هنا .
قالت شرلي متجهمة
– ألان وقد خرجنا من الكوخ فأننا بخير اليس كذلك ؟
أجابها
– ليس بتلك البساطة يا حبيبتي انت بحاجة الى علاج طبي . وانحنى فوقها لحظة واخذ يدفع شعرها الى الوراء بعيدا عن جبهتها وجعلتها لمسات أصابعه الدافئة على وجهها تشعر بالارتياح .
اعتقدت انه على حق برغم انها لم تبد قادرة على الإحاطة بالأمر كله بمفردها ما الذي يحصل لتفكيرها بأية حال ؟ من الواضح ان تفكير سبانس ما زال يعمل . لماذا لا تستطيع هي التفكير ؟
أمرها بفظاظة
– لا تنسي كيف تتنفسين .
لم تعرف شرلي كم مضى من الوقت عليها قبل ان يعود . أغلق باب السيارة وجلس خلف المقود ولاحظت ان معصميه قد كانا ناصعي البياض عندما أدار المحرك برغم ان يديه كانتا ملوثتين بالرماد .
استطاعت ان تسأله
– وماذا عنك ؟ لقد كنت هناك أيضا .
أجابها
– أني بخير لم ابق هناك بقدر ما بقيت انت .
تأخر المحرك لحظة قبل ان يدور ورأت سبانس يغمض عينيه لحظة ليعبر عن راحته .
قالت
– تعني لأنك كنت تجلب الحطب بعد ظهر هذا اليوم فيما كنت أنا أقوم بالتنظيف ؟
قال
– تماما تنفس تنفسا عميقا ثم أضاف
– ها قد انطلقنا رددي صلاة يا حبيبتي .
بكل طاعة بدأت شرلي بتلاوة الصلاة
– ألان أني مستلقية للنوم أني اطلب من ...
قال سبانس بحدة
– لا ليست تلك اللعنة أرجوك ليست تلك .
لم تستطع ان تفهم ما قاله تماما لكن قبل ان تتمكن من ان تطلب منه ان يشرح لها أوقف السيارة وداس برفق على دواسة البنزين وتأرجحت السيارة على الفور على جوانب الطريق الى جانب الهضبة وترنحت شرلي بعنف على مقعدها
– انها مثل الدوامة تماما .
قال
– نعم تابعي استمتاعك بالرحلة وبدأت القوة الدافعة تخف بينما علقت العجلات في الجليد وحاول سبانس ان يعيد السيارة الى الوراء حيث الممر مغطي بالرماد ثم قطعا الهضبة بالحركة الأمامية الصغيرة الأخيرة .
قالت شرلي بابتهاج
– لقد نجحت .

قال
– أخشى انها عقبة أولى من عدة عقبات . كان الطريق الجانبي ينحدر في اتجاه الطريق العام وبدأت سرعة السيارة تتزايد ورفع سبانس المكبح بحذر لكن الاستفادة منه كانت ضئيلة فأمرها قائلا
– تمسكي .
وتأرجحت السيارة واندفعت الى الطريق محدثة صوتا هائلا .
قال
– أسف على ذلك لكن أبقاء ثلاث عجلات على الطريق في هذه الحالة ليس بالشيء السيئ مطلقا ونظر أمامه الى الهضبة التالية وتنهد .
تثاءبت شرلي .
قال سبانس محذرا
– لا تبدائي بذلك أرجوك افعلي ما في وسعك للبقاء مستيقظة يا شرلي اللعنة كان علي ان اعرف ان هناك خطبا ما الرائحة الفاسدة ... اعتقدت ان المكان بال ومتسخ بسبب أقفاله لمدة طويلة وكان علي ان تساورني الشكوك في تكاثف البخار على النافذة كان هناك ما يكفي من الرطوبة في الهواء لجعل الأدراج عسيرة الانزلاق وذلك ما لا يجب ان يحدث في هذا الطقس لقد كنت على حق .
سألته
– كنت كذلك حقا ؟
وبرغم ان شرلي كانت ترتعش من شدة البرد ظلت تشعر بالنعاس .
قال
– بكل تأكيد عندما لا يحترق الوقود تماما تنبعث منه رطوبة إضافة الى الغاز السام انها واحدة من العلامات التقليدية واحدة من العلامات فقط طالما انك لا تستطيعين تنشق رائحة أول اوكسيد الكربون بمفرده لكني كنت مقتنعا تماما ان الكوخ فيه الكثير من الثقوب الأمر الذي جعلني لا ابحث مطلقا عما هو واضح .
استطاعت شرلي ان تقول
– ما كان ذلك ؟ اعني ذاك الذي سممنا . هل هي المدفأة ؟
قال
– لا اعرف مدخنة متشققة قد تسبب أعادة الغازات ثانية الى الكوخ او منفذ مسدود في فرن المطبخ ربما سنجاب قد بنى عشه في اعلى قسطل الموقد . ما كنت لأبقى وابحث عن السبب .بجهد بطيء اتجهت السيارة نحو قمة الهضبة وكانت تبدو في بعض الأحيان تتجه بضع أمتار الى الجوانب كما الى الأمام لكن سبانس قاد السيارة بحذر ولم يرفع قدمه عن دواسة البنزين ووصلا أخيرا الى القمة .
سالت شرلي
– لماذا لم يلاحظ مارتن وجود خطب ما ؟
أجابها
– ربما لم يكن هناك اي خطب ليلاحظه في أخر مرة جاء فيها الى هنا لقد مضى على ذلك نحو سنة على الأقل اليس كذلك ؟
اومات شرلي لكنه لم يرفع عينيه عن الطريق فقالت
– اعتقد ذلك .
قال
– ولم يكن هناك من سبب لجو باكستر ليهتم بالكوخ جيدا لأنه لم يكن يتوقع استعماله هذا الشتاء لقد كان سوء عناية منه بالطبع ان يلقي نظرة على الكوخ عندما اتصل به مارتن لكنه على الأرجح فكر بالطريقة ذاتها التي فكرت أنا بها ان المكان فيه الكثير من الثقوب ولن يكون هناك مشكلة في تسرب الهواء النقي الى الداخل .
نظرت شرلي الى الهضبة التالية لقد كانت اعلى من تلك التي استطاعا للتو بلوغها وقد سقط في منتصفها فرع شجرة قطعت الطريق جزئيا أغمضت عينيها وفكرت ان سبانس سيتدبر الأمر .
قال سبانس بمرح
– أتساءل ما اذا كان الجليد هو ما اقفلها بأحكام انه كإحاطة المبنى بكامله في
كيس من البلاستيك وكلما طال بقاؤنا في الداخل ... أدار رأسه بحدة وأمرها قائلا
– اللعنة استمري بالتحدث ألي لا تستغليني ألان يا شرلي ابقي معي ...
تزحلقت السيارة في اللحظة التي غفل فيها انتباهه وجاهد حتى يعيدها تحت سيطرته فتحت شرلي عينيها ونظرت بقليل من الاهتمام وبدا ان السيارة تقترب أكثر ناحية قناة الطريق عند كل مرة تتأرجح فيها .
توقفت السيارة على بعد قيد أنملة من القناة لكنها كانت قد فقدت قوتها الدافعة كليا وهكذا كان على سبانس ان يعود الى أسفل الهضبة ويعاود الصعود من جديد كان ذلك أسوا ما في الأمر وبعد بضع دقائق أشارت شرلي الى منزل ظهر وكأنه أكثر بقليل من طيف مظلم الى جانب الطريق وقالت
– هناك يقطن ال باكستر .
تنفس سبانس الصعداء بينما كان يقود السيارة بلباقة بعيدا عن الطريق العام نحو الطريق الفرعي الضيق كانت يده ترتجف عندما أطفا المحرك وقال
– يبدو وكان التيار الكهربائي مقطوع هنا أيضا ابقي هادئة ترك باب السيارة مفتوحا واتجه نحو المنزل .
أرادت شرلي ان تتذمر من التيار الهوائي لكن القدرة على فعل ذلك خانتها وبدأت تحاول ببطء ان تنزل من السيارة عوضا من ذلك شعرت ان قدرة عضلاتها على الحركة قد تحسنت أنما ليس بالقدر الكافي .
رأت سبانس يضرب على الباب ورأت الباب ينفتح وظهر رجل يرتدي فرو دب رماديا .
قال سبانس بحدة
– احتاج الى إيصال الآنسة كولينز الى المستشفى .
شرلي ؟ بالتأكيد ادخل وسنتصل بالإسعاف .

-    هل يمكن لسيارة الإسعاف ان تصل الى هنا ؟
كانت شرلي تسمع الحوار الذي يدور بينهما بينما كانت تمشي متعثرة نحو المنزل بقليل من الاهتمام سيارة إسعاف ؟ لها ؟ لم يحدث طوال حياتها ان مرضت الى درجة تكون فيها بحاجة الى سيارة إسعاف . وبدأت الاعتراض .
استدار سبانس قائلا
– قلت لك ان تبقي هادئة .
قالت بتذمر
– شعرت بالبرد .
حملها بين ذراعيه وفتح جو باكستر الباب على مصراعيه .
فيما هو يضع شرلي على أريكة طويلة قرب باب المدخل قال سبانس
– هل جهاز الهاتف لديك يعمل فعلا ؟
-    لا . لقد تعطل بسبب تساقط الثلوج لكن لدي جهازا لاسلكيا ما هي المشكلة ؟
كان في إمكان شرلي رؤية علامات الارتياح تظهر على وجه سبانس حين جلس بقوة على مسند كبير بقربه واضعا وجهه بين يديه وهو يخبر جو باكستر بما حدث في الكوخ .
شد جو على فكه لكنه لم يقل أية كلمة واختفى متجها الى وراء المنزل
مدت شرلي يدها لتمسك بيد سبانس لكنها لم تستطع أمساكها وكانت متعبة جدا لتنهض فتمتمت قائلة
– سأكون بخير ألان .
حاول سبانس ان يبتسم ثم قال
– نعم سيكون الأمر على خير ما يرام حالما تصل سيارة الإسعاف .
فكرت ان ذلك سيبعث على الارتياح فهي لم تكن تشعر بأنها أفضل حالا في نهاية الأمر .
اومات برأسها وهي مستلقية على الأريكة .
كانت الأريكة الى جانب موقد حطب كبير قديم الصنع وبسرعة لم تعد شرلي ترتجف وغفت ثانية لكن ليس في نوم فعلي بل في شبه غيبوبة وعلى نحو غير واضح سمعت جو يقول ان سيارة الإسعاف في طريقها الى هنا لكنها لم تعر الأمر الكثير من الاهتمام فذلك كان يتطلب الكثير من الجهد . برغم انها توقعت ان يصرخ سبانس في وجهها لتبقى مستيقظة الا انه لم يفعل .
حتى صخب المسعفين لم يوقظها تماما شعرت في شكل متقطع بهم وهم يأخذون ضغط دمها ونبضها وعرفت تماما متى وضعوا لها قناع الأوكسجين على وجهها لأنه جعلها تشعر وكأنها تختنق وقاومته حتى انطلق الأوكسجين البارد واخذ يلطف رئتيها المهتاجتين ولم تلاحظ كم ألمها التنفس حتى بدا الألم يخف .
قال جو باكستر
– أنكما محظوظان فان هولاء الشبان كانوا هنا في المنطقة .
نظرت الى سبانس واتسعت عيناها بذعر شديد عندما أدركت لأول مرة كم كان الأمر جديا .
ابعد شعرها عن وجهها بعيدا عن القناع وقال
– ستكونين بخير ألان يا شرلي . سيعتنون بك جيدا .
في حين كانت شرلي غير قادرة على الحركة وغير قادرة على المساعدة رأت سبانس وقد انحنى وسقط على الأرض كدمية قطعت خيوطها.

انتهى الفصل السابع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

Continue Reading

You'll Also Like

1M 62.7K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
149K 5.8K 31
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
1.2M 37.1K 29
the original story ........الرواية الأصلية 𝑩𝑬 𝑴𝑰𝑵𝑬 / 𝟐𝟐𝟎𝟏 عندما تقوم بيرلا بزيارة ألمانيا كرحلة للترفيه والمتعة تجد نفسها عالقة مع رجل...
1.4M 105K 78
هي عنيدة، متمردة، تُحب الظهور بشكل لائق يسر الناظرين، بشكل متبرج.. ! لاتعرف شيئـًا عن الله أو الإسلام، كل ماتعلمه هو أنها مسلمة فقط ! تحب نفسها جد...