|| اليوم الرابع : ضقنا ذرعا بما نحن فيه !! ||
..
..
**ملاحظة مهمة قبل القراءة :-
حين ذكر الاسم دون علامات التنصيص فهذا يعني أنني أقصد جسد الشخص ... أما الاسم الواقع بين علامات التنصيص و أسفله خط فيعني روح الشخص داخل الجسم ..
على سبيل المثال ( ذهب يوكي "أسوما" إلى المنزل )
فـ يوكي هنا هو الجسد ... أما الروح داخله فهي روح أسوما !
مما يعني أنه أسوما لكنه داخل جسد يوكي ذي الشعر الأسود و العينان الزرقاوتان !!
--------------------------
في اليوم التالي ... و في مدرسة هاكوسين المتوسطة كان جرس الحصة الثانية قد رن في جميع أنحاء الدرسة ... و فور انتهاء رنينه علا صوت المعلم الصاخب أنحاء صف من صفوف الصف الثالث متوسط و هو يقول : لديكم الآن اختبار مفاجئ في مادتي ... أي في مادة الرياضيات !!
لم يستوعب الطلاب ما قاله المعلم فقالوا بصدمة و صوت واحد : مــاذا تقووول !! ... لا بد أنك تمزح !
قال لهم بصرامة : أنا لا أمزح و لا شيء آخر !! ... اسألوا الصف الذي بجواركم فقد كانت لديهم عندي حصة رياضيات جعلتها لهم اختبار !
تعالت أصوات الطلاب و الطالبات المعترضين على قرار ذلك المعلم الذي رفض كل كلمة نطقوا بها ... و ما هي سوى لحظات حتى وزع الورق عليهم ليسلموا أمرهم للواقع المرير ... فلم يستطع أحد منهم استذكار حرف واحد !
باشر الطلاب بقراءة تلك الأسئلة الأشبه بالطلاسم و الشعوذة بالنسبة لهم ... و بما أنهم لم يفهموا كلمة واحدة بدأوا بتعبئة الورقة بما يشابهها من كلمات غير مفهومة لا بالنسبة لهم و لا بالنسبة للمعلم ... فقد كانت أولويتهم القصوى هي تعبئتها و لو بأي شيء فقد يكون من تلك الطلاسم التي كتبوها ما يكون صحيحا.
مضت تلك الحصة الثقيلة المزعجة ببطء شديد ... أحسوا فيها بالدقائق بل بالثواني و هي تمر ... و في النهاية سمعوا صوت جرس المدرسة الذي أحسوه بمثابة منقذ لهم من تلك الحصة و من ذلك الاختبار الكئيب.
ترك الطلاب أقلامهم بيأس على طاولاتهم فيما بدأ المعلم بجمع الورق منهم ... و حين خروجه تعالت صيحات أولئك المساكين و قد شتموه بأسوأ ما يمكن أن يشتم به ... فقد عكر مزاجهم منذ بداية الدوام و ذلك لأن حصة الرياضيات اليوم هي الحصة الثانية !
مضت الحصص المتبقية بشكل ثقيل و ممل لا يمكن وصفه ... و أخيرا أتت فترة الاستراحة فخرج الطلاب من صفوفهم علهم يجدون الراحة بعد تلك الحصص الكئيبة ... و كالعادة تجمع الأصدقاء في مكانهم المعتاد ... و أول شيء تحدثوا به هو الاختبار الرياضيات المفاجئ !!
فقال يوكي "أسوما" بانزعاج : نحن الآن نواجه مشكلة صعبة لذلك لم استطع استذكار الدروس التي أخذناها جيدا ... أشعر بأنني لم استطع الإجابة كالعادة ... لكن على الأقل استطيع أن أضمن تسعون في المئة من إجاباتي !
أيده سوما "سينشو" : حالي كحالك تماما ... لكننا في النهاية أفضل حال من بعض الطلاب الذين لم يستطيعوا حل حرف واحد !
بينما قال أسوما "يوكي" بحزن : أنتما محظوظان ! ... على الأقل أنتما تضمنان تسعون بالمئة من إجاباتكما على عكسي ... فأنا ما أضمنه فقط خمسون بالمئة ! ... لا أعرف كيف يمكنني أن أعوض ما حصل لليوم لك يا أسوما !
قال يوكي "أسوما" بلطف : لا بأس كان مجرد اختبار مفاجئ لذا لا تلق للأمر الكثير من الاهتمام.
شعر أسوما "يوكي" بالراحة مما قاله فقد خاف أن يغضب منه كونه في جسده .. ثم نظر ناحية كاي "أرايدي" و سأله عن الامتحان ... فأجابه و هو يقول في مرح : لم استطع أن أحل أي كلمة ! ... لذا قررت ترك القلم فقد تعبت بالأمس و أنا أنجز الأعمال باليد اليسرى بينما أنا شخص أيمن ... هذا مرهق و مؤلم للعقل و الجسد !
قال أسوما "يوكي" بعدم تصديق : و ... و لكن ... كيف أمكنك ذلك ؟؟ ... خصوصا و أنك في جسد المبالغ كاي !!
فقال أرايدي "كاي" في برود : لست أهتم ففي النهاية حتى أنا لم أبالغ و أكتب أي شيء على الورقة !! ... فبحكم جسدي الأيسر و جسد هذا المبالغ الايمن ... فإن الكتابة و كما قال بكل مبالغة صعبة ! ... لذا بالغت و تركت القلم و وفرت على نفسي عناء الكتابة رغم أنني أعرف و بدون مبالغة كل الإجابات مسبقا !
نظر الجميع إليه في دهشة من بروده و هدوء أعصابه ... فصرخ كاي "أرايدي" و هو يقول باستنكار : تعرف كل الإجابات ... و لا تقوم بحل سؤال واحد ؟؟! ... تبا لك كان بإمكانك أن تحل و لو سؤال واحد من أجلي !!
نظر أرايدي "كاي" إليه ثم قال ببرود شديد : و ما الذي فعلته أنت من أجلي حتى أفعل لك شيئا من أجلك ... أنت لم تحل و بكل مبالغة و لا كلمة في ورقة الامتحان فكيف لي أن أحل لك سؤالا واحد في الاختبار؟؟
شعر كاي "أرايدي" بالصدمة من جواب أرايدي "كاي" بينما قال تداسي "جيلبرت" و عيناه تكاد تدمعان : لأول مرة في حياتي المدرسية كلها أدخل امتحان و لا أفهم منه كلمة واحدة !! ... أحسست أن ما أمامي مجرد خزعبلات لا أساس لها من الصحة !!
ثم نظر لجيلبرت "تداسي" و قال له : آسف تداسي ... لم استطع أن احل شيئا لك !!
ضحك جيلبرت "تداسي" بمرح ثم قال : لا تلق للأمر بالا فأنا حتى و إن كنت بجسدي لم أكن لأحل كلمة واحدة !! ... لذا لا داعي للاعتذار !!
بينما قال سينشو "سوما" بابتسامة : كم أنت محظوظ يا تداسي ... لم تخضع لاختبار مفاجئ مثلنا !!
رد جيلبرت "تداسي" بنبرته السابقة المرحة : أجل ... أشعر بالسعادة حقا !!
بينما نظر سوما "سينشو" لحيث سينشو "سوما" و سأله عن الامتحان و هو يقول : كيف أبليت في الاختبار ؟؟
أجاب سينشو "سوما" بلا تفكير : لم استطع حل كلمة واحدة !!
فجأة تلقى ضربة قوية على رأسه ... شعر سينشو "سوما" بالألم الشديد فنظر لسوما "سينشو" و قال له في انزعاج : ما بالك يا رجل لم ضربتني هكذا ؟؟
أجابه سوما "سينشو"و هو يقول بعصبية : كيف يحق لك قول ذلك ! ... كنت كل يوم استذكر الدروس لك حتى لا توقعني في المشاكل بسبب كسلك !! ... و في النهاية تقول و ببساطة أنك لم تحل شيئا !!
شعر سينشو "سوما" بمدى غضب سوما "سينشو" منه و عندما أراد التحدث كاد أن يتلقى لكمة أخرى منه فابتعد بسرعة متفاديا اللكمة و هو يقول : سينشو ما بالك ؟؟ ... للتذكير فقط الجسد جسدك و الدرجات ليست هي كل شيء ...
- بل هي كل شيء بالنسبة لي !!
ركض سينشو "سوما" هربا من سوما "سينشو" فهو فعلا لا يود الشجار معه ... إلا أن سوما "سينشو" كان مصرا على ضربه.
وجد سينشو "سوما" و هو يركض أنبوبا متصل في صنبور ماء موجود في الزاوية ... فركض ناحيته ثم أمسك بالأنبوب و فتح الصنبور ليسكب الماء على سوما "سينشو" و عن طريق الخطأ سكب الماء على بقية الأصدقاء.
شعر سوما "سينشو"بالغضب فأمسك بسطل كان في الجوار و كان ممتلئا بالماء و بحركة سريعة سكب الماء على سينشو "سوما".
بدأ كلاهما بالشجار بالماء و قد تدخل الأصدقاء الذين كانوا مظلومين فقد سكب الماء عليهم بدون سابق انذار ... و شيئا فشيئا بدؤوا باللعب في الأنحاء و قد كانوا مستمتعين للغاية ... إلا أنهم أحدثوا ضجيجا في المكان ... لذا و في النهاية تم الإمساك بهم من قبل أحد المعلمين ليأخذهم لمكتب المدير !
و هناك وقف الثمانية أمام المدير و قد كانوا مبللين بالكامل ... نظر المدير إليهم ثم تنهد و قال مشيرا على كل من تداسي "جيلبرت" و سوما "سينشو"و أرايدي "كاي" : هؤلاء الثلاثة لا استبعد منهم أي تصرف ...
ثم أشار ليوكي "أسوما" و جيلبرت "تداسي"و أكمل : و رغم أنكما منضبطين إلا أنكما قد تشاركونهم فيما يفعلونه ...
و بعدما أنهى جملته نظر لكل من أسوما "يوكي" و سينشو "سوما"و كاي "أرايدي" و قال بأسى : أما أنتم !! ... فقد خيبتم ظني كثيرا !! ... أنتم أعضاء مجلس الطلبة ... و هذا يعني أنه و من المفترض أن تكونوا الأكثر انضباطا و احتراما للقواعد !! ... و لكن للأسف ... خذلتوا ثقتي بكم اليوم ...
فسكت لمدة من الزمن ثم رفع نظره نحوهم و قال بجدية : سأسامحكم لأن هذه المرة الأولى التي تخالفون فيها القواعد ... و لكن إن تكرر منكم أي تصرف طائش آخر فستعرضون للعقوبة و سيتم طردكم من مجلس الطلبة ... مفهوم !!
قال الثلاثة بصوت واحد و هادئ : مفهوم ...
- يمكنكم الانصراف !
خرج الثلاثة و قبل أن يخرج الباقوون أوقفهم المدير قائلا : إلى أين أنتم ذاهبون ؟؟ ... لم ننتهي بعد من الحديث !
نظر الخمسة إليه في خوف فيما بدأ المدير بتأنيبهم ... و في النهاية أعطاهم العقوبة و هي تنظيف المدرسة كاملة لمدة أسبوع ... و عندما أرادوا الاعتراض نظر المدير إليهم بتهديد ثم قال : حاولوا الاعتراض ... لأنني سأزيد لكم العقوبة إن نطقتم بحرف واحد !!
فسكتوا مرغمين ثم خرجوا من المكتب و الغضب يشتعل منهم و عادوا لصفوفهم.
--------------------------
مضت الحصص سريعا ... و عند انتهاء الدوام خرج كل من سوما "سينشو" و تداسي "جيلبرت" و أرايدي "كاي" و كذلك يوكي "أسوما" من الصف ليبدأوا عقابهم ... و لكن قبل ذلك ساروا لحيث سينشو "سوما" و هناك وقف سينشو "سوما" من على مقعده و قال بمرح : مرحبا يا ...
و قبل أن يكمل جملته لكمه سوما "سينشو" ليسقط أرضا ثم سحبه من ياقة قميصه و أخذ يهزه بعنف : أعد إلي جسدي أرجــوك !! ... ضقت ذرعا بما نحن عليه !! ... بسبب جسدك تورطت و ها أنا ذا سأقوم بتنظيف المدرسة كاملة !! ... لأول مرة في حياتي كلها أقوم بعقاب كهذا !!
قال سينشو "سوما" مهدئا بارتباك : ما بالك يا صاح لم أصبحت عنيفا مؤخرا !! ... أصبحت تغضب من اللاشيء !!
فأتاه صوت يوكي "أسوما" و هو يقول بانزعاج : سينشو محق فيما يقوله !! ... لم أعيد أطيق العيش بهذه الطريقة !!
قال تداسي "جيلبرت" في حزن : أجل ... كلامه صحيح !
و قال أرايدي "كاي" مضيفا : و بما أنك السبب لذا عليك أن تتحمل العواقب المبالغة و تساعدنا في المبالغة و التنظيف !
قال سينشو "سوما" بقلة حيلة : لا بأس سأساعدكم !
كان كاي "أرايدي" قد شهد على ما حصل و هو يمر بالصف فقرر السير بهدوء و الخروج من المدرسة فهو لا يود أن يعاقب و يساعدهم لكن صوت سوما "سينشو" أوقفه و هو يقول بعدما لاحظ وجوده : إلى أين أنت ذاهب ؟؟
نظر كاي "أرايدي" إليهم ثم قال بارتباك : لدورة المياه.
- و هل من يذهب لدورة المياه يحمل معه حقيبته ؟؟؟
و هكذا تم سحب كاي "أرايدي" معهم ... بعدها قدم جيلبرت "تداسي" لأنه معاقب مثلهم و عليه التنظيف أما عن أسوما "يوكي" فقد أرغم كذلك على مساعدتهم.
أخذوا ينظفون المدرسة بأركانها ... كان سينشو "سوما" يقوم بالتنظيف و هو يقول في نفسه بانزعاج : ما هذا العقاب ؟؟ ... إنه مرهق بالفعل !!
كان ينظف الممر المجاور لغرفة المعلمين و كان الباب مفتوحا فتحة صغيرة نسبيا ... فاختلس النظر من تلك الفتحة ليجد معلمة العلوم تقوم ببعض الأعمال على مكتبها ... ثم نهضت و اقتربت من الباب ...
ابتعد سينشو "سوما" بسرعة و أخذ يدعي أنه ينظف الأرض فيما خرج المعلمة من الغرفة و كأنها ذهبت و ستعود عما قريب.
عاد سينشو "سوما" و نظر للغرفة مجددا ليجدها فارغة ... فدخل بهدوء ثم سار لحيث المكتب ... و هناك قام بفتح درج المكتب ليجده مفتوحا و يجد المفتاح الخاص بالمعمل ... فقال بسعادة : لا أصدق !! ... مفتاح المعمل بين يدي !!
فخرج من الغرفة بهدوء قبل قدوم المعلمة و تابع التنظيف ...
--------------------------
مضى الوقت و غابت الشمس و استطاع الأصدقاء الإنتهاء من التنظيف ... و حين اجتمع الأصدقاء أخرج سينشو "سوما" المفتاح و هو يقول بمرح : انظروا ماذا أحضرت ؟؟
قال الجميع باستغراب : ما هذا ؟؟
أجاب سينشو "سوما" بثقة : مفتاح المعمل !! ... فكرت في أنني لو أحضرت المفتاح سنستطيع الدخول للمعمل و محاولة صنع المادة التي سببت في تبادل أجسادنا !!
نظر الجميع إليه بدهشة فلم يتوقعوا من سينشو "سوما" أن يفكر في حل رائع كهذا ... فقفزوا عليه و احتضنوه بسعادة ... و قال سوما "سينشو" بفرح : و أخيرا تصرفت تصرفا رائعا !! ... كم أنت رائع يا سوما كم أنت رائع !! ... أنا ممتن لك !!
بعدها فكر الأصدقاء أن يقوموا في الغد بدخول المعمل فهم مرهقون للغاية من التنظيف ... و بما أن الغد هي عطلة نهاية الأسبوع فقد أخذوا يحاولون إيجاد طريقة للتسلل للمدرسة ... و بالفعل استطاعوا أن يجدوا طريقة ...
عادوا لمنازلهم و قد اتفقوا أن يلتقوا صباح الغد في المدرسة ليبدؤوا بصنع المادة.
و هكذا انتهى اليوم الرابع منذ تبدلت أجسادهم ...
..
..
رأيكم بما حصل مع الاصدقاء في هذا اليوم ؟ ... سواء من ناحية الاختبار المفاجئ أو حتى من العقاب ؟
رأيكم بتصرف سوما في سرقة المفتاح ؟
هل سيتمكن الأصدقاء من صنع المادة يا ترى ؟
..
..
و للقصة تتمة.