~عقاب قاتل~
هدوء يشعرك بأنك اصبحت اصمّاً! واللون الاسود الذي ظهر امام عينيه جعله يوقن بأنه قد فقد حياته؟
ذلك ماشعر به بيكهيون عندما فتح عينيه فقد نظر حوله ولم يرى سوا السواد القاتم ، قليلاً قليلاً حتى اتضح له اين يكون
صور من ذاكرته اعادته للماضي ليتذكر التعذيب الذي تلقاه في هذا المكان فعاد بالزمن قليلاً ليعلم مالذي حدث بالتفصيل ومالذي جعل تاو وسوهو يحضراه الى هنا!
شعر بقميصه المبلل ليضع يده عليه ويدرك ان جرحه قد فُتح وان اضاء احدهم الغرفة سيفقد وعيه بسبب رؤيته للدماء
وضع كفيه على الارض ودفع نفسه قليلاً ليقف ويتحسس الجدار حتى وصل لمكان بارد فأدرك انه وصل للباب
ابعد يده ليضربه بقوة مرة مرتين وثلاث حتى سمع صوت الباب يفتح فتراجع بتردد ليتمكن من رؤية النور قليلاً
دخل احدهم واغلق الباب ليضيئ المكان حوله بالنيران التي على الحائط
"هل تذكر هذا المكان؟"
قالها تشين عندما ظهر وجهه ليبتلع بيكهيون ويتهدا بالحائط
كان امله الوحيد هو عدم رؤيته للدماء التي تسيل منه وعدم تذكر تشين لمرضه
"هل تذكر هذا الصوت؟"
امسك بأحد القضبان ليضربه بقطعة خشب ويصدر صداه في انحاء الغرفة لينتفض بيكهيون ويتحدث بصوت مرتجف
"لـ لماذا اء انا هنا؟"
ابتسم تشين وحرك رأسه بالنفي ليتقدم من بيكهيون ويشير بالقضيب نحو جرحه
"ليس لك ان تسأل هذا السؤال اتفقنا؟ سيأتي والدي بعد قليل لتتحدثا بهدووء حول هذا الموضوع...مابك الا تريد ان تنظر لثيابك؟"
تقدم نحوه ليضع يده حول رقبة بيكهيون لينزلها قليلاً
"هل مازلت تخاف الدماء؟"
قاطعه صوت فتح الباب ليبتعد عن بيكهيون وينحني لوالده الذي دخل الى تلك الغرفة
"لقد مضى وقت طويل.. سيد بيون بيكهيون"
جسد بيكهيون كان يرتجف بسبب التقاء عينيه بعيني ذلك الرجل الضخم فكل الذكريات التي تربطه به هي عن الضرب والقتل والتعذيب والدماء
"سمعت انك بدأت تلعب بنا ايها الطفل الصغير.. هل اشتقت لي ولهذه الغرفة؟"
"سـ س ـيدي"
"ممم ماذا بيكهيون هيا اظهر صوتك"
"انا اعتذر حقاً .. لقد اخطأت.. ارجوك سامحني"
قالها وقد بدأت دموعه تنهمر خوفاً ليقهقه الاكبر ويتقدم منه
"حقاً هل تعترف بخطأك ؟ هذا امر رائع لكن.. مالذي علي فعله؟ يجب ان تدفع ثمن خيانتك صحيح"
"سيدي"
"اشش اصمت"
تحول صوته من المستهزأ للغاضب ليركل بيكهيون مكان الرصاصة التي تلقاها ويسقطه ارضاً بألم لا يطاق
"تخوننا ايها الوغد؟ لقد مر وقت طويل على ترويضك"
"ارجوك امهلني فرصة أخرى سيدي.. ارجوك"
بيكهيون يعلم بالطبع مالذي سيحصل له لو لم يترجى ويدنئ نفسه كي بتقبل رئيسه اعتذاره
"اجل اجل هذا الشيئ الذي يمكنك قوله فقط صحيح؟ اسمع ياهذا سأمهلك فرصة أخرى وسأضع شخص من بينهم كي يراقب تصرفاتك ان فعلت شيئاً لصالحهم ستكون نهايتك"
ابتعد عن بيكهيون لينظر الى تشين ويتحدث بحقد
"هل كل شيئ جاهز؟"
"اجل"
"ابدأ اذاً"
خرج من الغرفة ليتبعه تشين ويضغط احدى الازرار ليبدأ السقف بالتحول للون الاحمر وقطرات الدماء تلطخ الارض وتلطخ بيكهيون الذي توسعت عينيه وبدأت انفاسه تزداد شيئاً فشيئاً ليقع مصارعاً لمرضه محاولاً التغلب على خوفه من الدماء!
~*<الساعة السادسة صباحاً>*~
نهض تشانيول بعد أن شعر بصوت هاتفه لينظر في انحاء الغرفة ليجد يوري نائمة على السرير وهو يضع يده على طاولة الطعام ويسند رأسه بها
امسك هاتفه ليجد رقم بيكهيون فطار النوم من عينيه سريعاً واجاب بينما كان يخرج من المنزل ويغلق الباب بهدوء كي لا تستيقظ يوري
"بيكهيون!"
"تـ تشانيول.. ارجوك.. انقظني"
"ياه اين انت..مالذي يحدث معك تكلم"
اعطاه بيكهيون العنوان ليصعد الى سيارته كالفتى المجنون وينطلق بها نحو ذلك المكان بلهفة
نزل منها ما ان وصل الى العنوان المقصود ليترك بابها مفتوح ويبدأ بالبحث في الازقة حتى رآى قطارت من الدماء على الارض فتوسعت عيناه وتبعها حتى رأى جسد بيكهيون المغطى بالدماء
سار نحوه بسرعة وامسك به ليساعده على النهوض ويدخله الى سيارته لينطلق به الى المشفى وفي الطريق حاول ان يتحدث مع بيكهيون الذي بدا في حالة هستيرية لكن بيكهيون لم ينطق بأي كلمة
~*<الساعة الواحدة ظهراً>*~
"هذا غريب لا وجود لأي خدش في جسده سوا اثر الرصاصة لكنه كان مليئاً بالدماء"
"لابد ان احدهم يعلم ماهي نقطة ضعف بيكهيون واستغلها ليهددنا به"
"ممم انني ارشح ذلك ايضاً"
كان افراد العصابة يتحدثون حول بيكهيون الذي رغب بأغماض عينيه على فتحهم ومشاركتهم في الحديث هو كان يسمع كل شيئ لكنه يتظاهر بأنه فاقد للوعي لكن صوت تلك الفتاة جعلته يفتحهم لا ارادياً
"اوه اخيراً وجدتكم.."
نظر اليها لتسارع نحوه بينما كان الجميع ينظر بإستغراب لبيكهيون الذي استيقظ فجأة ما ان اتت يوري
"بيكهيون مالذي حدث؟ لماذا لم تعد بالامس؟"
هي لم ترى وضعه مسبقاً فقد بدل له الطبيب ملابسه ونظفوه من اثر الدماء
"اعتذر يوري لقد كنت متعباً قليلاً"
"حقاً هل ارتحت الان"
"ممم انني ارتاح"
"هذا جيد لكنـ.. مالذي كنتم تتحدثون عنه؟"
"لا شيئ مهم لقد كنا نناقش امر مستقبل العصابة"
اجابتها سوني بسرعة لتهمم يوري وتنظر لبيكهيون الذي ابتسم لها ليبعد القلق عنها فبادلته الابتسامة وتنهدت بإرتياح
Baekhyun p.o.v
علي أن انسى صداقة تشانيول والاعجاب بآيلي والعطف على سوني وسيهون
عل ان اعود كالسابق وافكر بموت عائلتي فالشخص الذي ارسل الشاحنة لتصطدم بنا كانوا هؤلاء الاشخاص لذا علي ان اعود لواقعي واتجرد من مشاعري قليلاً
قاطعت تفكيري يوري بالتحدث مع آيلي والضحك لابتسم تلقائياً كما نظرت هي الي وابتسمت لي بعفوية ان هذه الفتاة شيئ اخر!
مرت عدة ايام وكانت يوري تعود من المدرسة الى المشفى مباشرةً ولا تذهب حتى يأتي احد افراد العصابة مساءً ويجبرونها على الذهاب وهكذا حتى خرجت من المشفى
"بيكهيون هل ستعود الى منزلنا ام الى مركز العصابة؟"
سألتني لانظر لها من مرآة سيارة تشانيول واجيبها
"اظن انني سأعود مع تشانيول "
قلت كلماتي لأشعر انني اخطأت في قول ذلك لكن تشانيول اصلح الامر
"بالتأكيد يوري لن تنامي بمفردك في المنزل عليكي القدوم معنا أيضاً.. سأوصلك للمنزل كي تجمعي اغراضك بعدها سنعود معاً الى مركزنا"
"لكنـ.."
"لا لكن لقد طلبت سوني مني ذلك شخصياً"
جاء اتصال لتشانيول قاطع حوارهم ليجيب بيد ويمسك المقود باليد الاخرى
"سيدي.. أجل انه معي الأن.. لقد اقتربنا من مركزنا..اوه حسناً سنأتي بسرعة "
اغلق الهاتف لانظر اليه واسأله بإستغراب
"هل الرئيس يريد رؤيتي؟"
"أجل انه في مركزنا ، يوري سنذهب في الغد لحزم اغراضك وغداً يوم عطلة على أية حال"
"ممم لا مشكلة"
لا اخفي عنكم انني بدأت ارتجف خوفاً من كلمة الرئيس فرئيس عصابتي يكفي ليجعلني اخاف من جميع الرؤساء!
وصلنا الى المركز لأجد عدد الحراس قد ازداد عن سابقه وجميعهم ذو بنية جسدية مخيفة
دخلنا الى المنزل لأجد احد الحراس يتقدم نحوي ويشير نحو مكتب الرئيس
"انه في انتظارك"
قالها بإحترام لاومأ له واتجه نحو ذلك الباب الضخم لأقرعه عدة مرات ثم افتحه وادخل
انحنيت بينما كانت قدماي بالكاد تحملانني لاشعر انه نهض فرفعت رأسي بسرعة مستعداً لأي هجوم
تقدم نحوي ليضع يده على كتفي وهو يبتسم بإشراق
"لقد علمت بكل مافعلته من أجل تشانيول وسيهون واود ان اشكرك على ذلك ، هل جرحك بخير الان؟"
"اه..اجل انه كذلك.."
"هذا رائع.. أظن انك قد اجتزت الاختبار وستتمكن من الدخول الى العصابة كفرد عادي
"شـ شكراً لك"
أنزل يده وابتعد عني ليشير نحو احد المقاعد كي اجلس وجلس هو بالكرسي المقابل لي
"لكن يجب ان تعلم ماهي الشروط الاساسية لانضمامك.."
قاطعه صوت قرع الباب وظهور آيلي مع يوري
"أبي انتهيت من التحدث مع بيكيهون؟ ارغب بـ تقديم يوري اليك لقد اخبرتك مَن تكون مسبقاً ويمكنها البقاء هنا صحيح؟"
"بيكهيون استمع الشرط الاول اياك ان تنجب اطفالاً"
"ابييي"
نادته آيلي بإنزعاج ليضحك وينهض وفي الواقع شعرت بالاطمأنان عندما ضحك فلم ارى رجل يضحك منذ عدة سنين
"ممم حسناً يمكنها البقاء معنا لكن هل يوجد غرفة فارغة؟"
سكتت آيلي وهي تفكر ثم حركت رأسها بالنفي فنهضت بسرعة وتحدثت لا ارادياً
"يمكنها النوم في غرفتي"
التفت الرئيس نحوي وعقد حاجبيه
"ماذا!؟"
"لقد اعتدت النوم على الكنبة ويمكنها النوم هي على السرير"
"اجل لقد كان بيكهيون يسكن معنا لعدة ايام وقد اعتدت قربه مني"
قالتها يوري ويبدو انها شعرت بالاحراج لتدخلها من دون اذن ليتنهد الرئيس ويتحدث
"حسناً ابقي مع بيكهيون حتى نجهز لك غرفة خاصة"
"شكراً لك"
قلتها بصوت واحد مع يوري وآيلي لنبتسم بعدها بخفة
"بيكهيون يمكنك الذهاب الان سنكمل حديثنا لاحقاً"
"حسناً"
انحنيت بسرعة وخرجت لاغلق الباب واشعر ان قلبي عاد لينبض بإنتظام لكن يوري عادت لتوقفه بسبب قفزها امامي وهي تبتسم
"لقد نجح الامر"
"اء اه لقد نجح هيا دعينا نذهب لنرتب المكان"
حركت رأسها بالموافقة لتتبعني والفرح يكاد ان يخرج من عينيها
End p.o.v
توجها يوري وبيكهيون نحو الغرفة لتوقفهم سوني
"انتظروا لماذا لا تنام يوري في غرفتي؟"
"ذلك أفضل فأنتن لستن معتادات على النوم الا على الفراش لذا لا بأس"
اجابها بيكهيون من دون تردد لترفع كتفيها وتتحدث
"حسناً كما تريدون.. يوري سأحضر لك بعضاً من ملابسي حتى تتمكنين من إحضار ملابسك"
"حسناً شكراً لكِ"
دخلا الى الغرفة لتتوسع عيون يوري وتتقدم نحو السرير لتجلس عليه وهي تتلمسه بفرح
"ياللهي هل كنت تنام على هذا السرير! لابد أنك محظوظ حقاً"
"هههه لقد اصبحتي محظوظة ايضاً هيا تعالي هنا وساعديني في تجهيز الكنبة"
"حاضر سيدي"
قالتها بصوت خشن ليبتسم بيكهيون بينما تقدمت هي وبدأت بمساعدته حتى احضرت سوني ملابساً ليوري لتبدلهم وتخلد الى النوم
في تلك الليلة اظهر بيكهيون النعاس ومثّل انه غرق بالنوم بسرعة لكنه في الواقع اراد ان يستمع الى ما ستقوله يوري وبالفعل بعد عدة دقائق بدأت يوري بالتحدث
"أمي.. لابد أنكِ تسمعينني الان ، لقد انتقلت الى هنا .. انه مكان مريح وجميل والافضل من ذلك كله هو انني بجوار بيكهيون ههه.... اه امي اتمنى لو انكِ بقربي وتنامين معي على هذا السرير لتعلمين كم هو مريح.. هل تعلمين؟ كنت ارغب ان اطلب منك الموافقة على ذهابي لرحلة المدرسة .. كم تمنيت ان اذهب لمرة واحدة فقط واضع سماعات الهاتف في اذني لاستمع الى اغنيتي المفضلة لكن كل ذلك سيبقى حلم فليس لدي اي هاتف نقال او حتى اموال لاذهب الى تلك الرحلة المدرسية.. امي .. لقد اشتقت اليكِ حقاً"
اغلقت عينيها لتغرق في نومها بينما فتح الاخر عيناه لتتساقط منها الدموع ويضع في باله فكرة ذهاب يوري الى تلك الرحلة لكنـ.. هل ستذهب وتعود بسلام؟