" إذاً "
قال ارون ، وهو يلعب بالكأس الرطب بأطراف اصابعه ، بينما يرمق كلاً من هاري ولوي اللذان يجلسان جانب بعضهما غير مرتاحين تماماً بنظراته المشككه .
" هل تخطط لمواعدة شخص ما ؟ "
" بربك ارون انها المرة المليون التي تسألني فيها هذا السؤال "
قال هاري بضجر ، هذا بدأ يزعجه حقاً لأن ارون وبطريقة ما .. يتصرف بطريقة غريبة ، حول امر هاري ومواعدته لشخص ما ، ذلك يجعله غير مرتاحاً تماماً .. خصوصا في وجود لوي جانبه .
" وفي كل مره اسألك ، انت تنجح في التهرب عن الإجابة بطريقة ما ، الا يفعل ذلك لوي ؟ "
قال بأبتسامة ماكرة ، لما يجب على لوي ان يدخل في هذه المحادثة المزعجة الآن ؟
يبدوا بأن لوي منزعج من الأمر ايضاً ، لذا ضرب شوكته الممتلئة بخيوط المكرونة الطويلة على الصحن ، ورمق ارون بنظرات لا تُبشر بشيء جيد
" اوه ، بما انه يتهرب من الإجابة في كل مره ذلك يعني شيئاً ما اليس كذلك ؟ "
اقترب اكثر من وجه ارون قبل ان يقول بصوت خافت
" ذلك يعني انه لا يريد الإجابة ، هل فهمت ؟ "
ارون بدا مرتعباً في هذه اللحضة ، لذا رفع يديه مستسلماً قبل ان يقول
" حسناً ، سأتوقف عن الكلام إذاً "
زفر كلاً من هاري ولوي براحة في اللحضة ذاتها ، ذلك جعل الجو الطف قليلاً .
بالتفكير بسؤال ارون .. هل يرغب هاري في مواعدة احد ما ؟
بالتأكيد هناك لوي لكن .. هو ليس متأكداً تماماً من بضعة امور .
اولها ، ان لوي بالتأكيد لا يرغب بذلك
وثانياً ، هو يحمل مشاعراً مختلطة حول الأمر ، ليس متأكداً تماماً حول ذلك .
شوب ارون الباقي من البيرة في نفس واحد قبل ان يرطم الكأس بقوة فوق الطاولة مُخرجاً هاري من افكارة
" إذاً ، انا علي الذهاب ، هناك من ينتظرني .. تباً لقد تأخرت "
قال وهو ينظر لساعة هاتفه ، توسعت عينا لوي قبل ان يقول
" لكن .. ماذا عن السينما ؟ الم تقل بأنك تـ-"
" تغيرت الخطة ، اسف لوي ، ولكن يمكنك ان تكمل باقي الليلة مع هاري "
قال قبل ان يرسل غمزة لهاري ويخرج ، اللعنة . هو خطط لذلك .
رفع سترته من خلف الكرسي وهاتفه من فوق الطاولة قبل ان يلوح لهما ويخرج ، لم يدع مجالاً لأياً منها بالتحدث اكثر ، حسناً الوضع بدأ يصبح مُحرجاً بعض الشيء ، لم يكُنا وحدهما منذ فترة طويلة .
ادار هاري رأسة ليُلقي نظرة على لوي ، حسناً ، هو متأكد انه كان يحمل ابتسامة ولكنه اخفاها فورما نظر هاري إليه .
ذلك كان .. لطيفاً ، بالنسبة لهاري .
" إذاً .. "
قال هاري ، مُنتظراً من لوي ان يبيعه بعض الاهتمام
" إذاً ؟ "
قال لوي بنبرة لعوبة بعض الشيء قبل ان يُدير رأسه ، ليقابل هاري بتلك الاعيُن التي كان يتوق هاري لمقابلتها لأيام ، الهي لا يهم عدد المرات التي ينظُر بهما إليه ، ففي كل مرة تحمل نفس التأثير .
في كل مرة يضيق نفسه ، تزداد نبضات قلبه ، لا يستطيع ان يُركز على شيء آخر عداهما ، يبدوا كل شيء ضبابي ومبهم ، عداه ، عدا لوي بتلك النظرات المعتادة .
" إذاً ، هل تريد ان تبقى هنا ؟ ام نعود ؟ "
ادار لوي رأسة نوح المكان ، قاطعاً اتصال الاعين بينهما .. حسناً عينا هاري لا يمكنهما انكار الاحباط لفقدان ما كانتا تُتيقان لرؤيته .
" الجو هنا بدأ يصبح مكتظ ، اريد العودة "
قال بعد ان رأى بعض السكارى في طاولة في الزاوية ويبدوا انهم يحظون بوقت ممتع حقاً مع كل هذا الضحك .
خرجا بعد ان دفع هاري قيمة الطعام الذي لم يتناول منه كثيراً ، وذهبا مباشرة نحو سيارة لوي ، استطاع هاري ان يشعر بلوي يرتجف قليلاً جانبه ، الجو بارداً حقاً في الخارج .
بالرغم من ان هاري لا يرتدي شيئاً دافئاً حقاً خلف معطفه ، لكنه خلعه ليضعه فوق كتفي لوي ، جاعلاً منهما يبدوان ك إحدى المناظر في تلك الأفلام الرومنسية .
في البداية حاول لوي ان يوقفه ، ولكن هاري كان مسراً كثيراً ، حاول لوي ان يخفي ابتسامتة هذه المرة ولكنه فشل تماماً ، لذا لم يكن له خياراً سوى ان يُدير رأسة للجهه الاخرى .
كان ذلك جميلاً ، رائعاً ، كل ما يفعله لوي ، كل تصرف بسيط يفعله ، يجعل من هاري يذوب ، ويتأمله بكافة حواسة ، لاحظ هاري انه يحدق به كثيراً لذا تنحنح قبل ان يزيح عينيه ويسأل لوي .
" إذاً .. هل ذكرت شيئاً حول الذهاب إلى السينما قبل ان يذهب ارون ؟ "
عقد لوي حاجباه للحضة قبل ان تذكر ما يقصده هاري .
" اوه اجل ، لقد خططنا لمشاهدة فلم ما كنت اريد مشاهدته منذ فترة .. لكنه احمق قام بتغيير الخطة "
" واو ، عجباً ، يبدوا انكما كنتما تخططان الخروج في موعد لولا قدومي "
قال هاري قبل ان يفتح باب المقعد الجانبي
" حسناً ، من يعلم "
قال قبل ان يغلق باب السيارة ، لم يقضوا وقتاً طويلاً في المطعم لذا لم تفقد السيارة سخونتها تماماً ، وضع لوي المفتاح لتصدر محركات السيارة صوتاً ، مُعلنة عملها .
القى هاري نظرة على ساعة السيارة.
.8:37
الوقت متأخر بعض الشيء ، حرك هاري ظهره ضد المقعد واراح رأسة على النافذة ، مستمعاً لسلسك الاغاني التي بدأت بالعمل عندما شغل لوي المسجل .
كان الوقت هادئاً ، لم يتحدثا كثيراً ، كان لوي يقود المقود بيد وبيده الاخرى يحمل هاتفه ، بينما هاري مغمضاً عينيه ويستمع لكلمات الاغنية التي تصف الكثير عما يشعر به الآن .
وكأنها كُتبت عنه تحديداً .
بعد خمسة عشر دقيقة وقف لوي امام مبنى سكن الطُلاب ، لم يشعر هاري حتى بتوقف السيارة قبل ان يضع لوي يده على كتف هاري وقام بتحريكه قليلاً .
" هل نمت ؟ حقاً بهذه السرعة ، نحن وصلنا على اية حال "
قفز هاري من مكانة قليلاً قبل ان يبتسم بإعتذار ويعمك عينيه
" ليس تماماً ، كنت على وشك ان انام حقاً "
هذه المرة ، لم يحاول لوي ان يخفي ابتسامتة ، بل عرضها بكل وضوح اسفل لمبة الرصيف التي تقبع امامها مباشرة ، جاعله من وجه لوي يشُع كالقمر .
مهما حاول هاري ، هو لم يستطع ان يتوقف عن التحديق ، مهما حاول وحاول هو فقط لا يستطيع .
الاغنية ما زالت تعمل في الخلفية ، ارتكزت عينا هاري بخاصة لوي مجدداً ، وقع تحت تأثيرهما مجدداً .
تلك الاعين التي ترافقه في منامة بإستمرار .
" قضيت وقتاً ممتعاً برفقتك "
قال هاري بصوت خافت ، كالهمس ، ولكن لوي سمعه جيداً ، او لأكن اكثر دقة .. هو قرأ حركة شفتيه اكثر من انه سمع ما قال .
لم يجيب لكن ابتسامتة اتسعت اكثر ، يده التي كانت فوق كتف هاري بدأت ترتفع حتى تصل وجنته ، لليوم فقط ، بدا لوي طبيعياً جداً .
كأي فتى طبيعي ، لم يبدي اياً من ردات فعله المعتادة ، التي كان سيصدرها ان اقترب هاري له اكثر ، كما يحدث الآن تماماً .
اجل ، دون ان يشعر هاري ، هو يقترب اكثر فأكثر ، هناك سحراً ما في عينا لوي ، وهو يمكنه الجزم بذلك .
بدأ هاري يتنفّس أسرع بأنفه ، وضع يديه اسفل ظهر لوي وبطريقة ما استطاع ان يرفع لوي بسهوله من مقعده ، ليجعله يجلس فوقه تماما ً .
الهي ، هو انتظر هذه اللحضة لأيام ، كل شيء كان مثالياً ، الضوء ما زال يسطع على وجه لوي ، جاعلاً من عيناه اكثر زرقه من المعتاد ، الاغنية في الخلفية بدأ هاري يقع في حبها تدريجياً ، والأهم من ذلك ، لوي .
هو قريب ، قريب جداً ، يداه تلمس جسد هاري ، هل سبق وان تحدثت عن تأثير لمسات لوي على هاري ؟
اجل ، من اكثر الاشياء التي تجعل هاري يفقد وعيه ، لمسات لوي .
اصابعه الصغيرة ، عندما تلمس وجنتيّ هاري ، كما تفعل الآن ، او عندما تحيط بتروقتيّه ، او عندما يضعهما فوق صدره ليستند عليه ، جميع ما يفعله بتلك الانامل الصغيرة ، هو كالسحر .
لم يبدوا لوي منزعج كثيراً مما فعله هاري ، بدأ نفسه يضيق بالفعل ، وقام بعض شفته السفليه ومما يعلمه هاري انه يفعل ذلك عندما يكون غير مرتاحاً تماماً ، لكنه لم يعارض على اية حال .
بلع هاري ما تجمع في حلقة ، واخذ يحدق في شفتيّ لوي اكثر مما كان يحدق في عينيه ، كان محرجاً من ان كان لوي يشعر بنبضات قلبه القوية ضد صدره .
احاط لوي يداه حول رقبة هاري ، انفاسه ايضاً بدأت تصبح اسرع وذلك بدأ يخطف هاري تدريجياً ، عدل لوي جسده فوق جسد هاري قبل ان يضع جبينهما معاً
" فقط ، افعلها ، توقف عن اغاضتي "
لم يستطع هاري منع ابتسامته اللعوبة ، اذاً لوي يريد هذا ايضاً ، لم يضيع لحضة اخرى قبل ان يُلحم شفتيهما معاً ، بجميع المشاعر التي يحملها .
كانت من اجمل القُبل التي حصل عليها من لوي ، وهو فقط ، لا يمكنه ان يشعر بالحب اكثر من ذلك .
مسح بيديه حول خصر لوي ، ظهره ، رقبته ، قبل ان يُركزهما حول وركيه ، ويتعمق في شفتيه اكثر ، ويجعل لسانه يكتشف شفتي وفم لوي اكثر .
اجل ، عليه ان يشبع رغبتة من لوي قدر المستطاع ، لأنه ربما قد تكون المرة الاخيرة .
-
Hey im back !
شكراً ع اللي حمسوني وخلاص مابسحب بس بطول بين كل تشابتر وتشابتر .
Your opinions?