لحظات | Moments || H.S

By marwah_606

10K 506 1.2K

Highest rank in #قصصالهواة : #2 Highest rank in #حب : #33 Highest rank in #رومانسية : #6 Highest rank in #عشق... More

الفصل 1
الفصل 2
الفصل 4
الفصل 5
الفصل 6
الفصل 7
الفصل 8
ملحوظة
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17
الفصل 18
الفصل 19
الفصل 20
الفصل 21
الفصل 22
الفصل 23
ملحوظة
إيقاف

الفصل 3

471 33 129
By marwah_606

*صورة غابة هاييجت وود*

#لارا

دخلنا المطعم والصمت يعم المكان... هناك بعض الجالسين متفرقين هنا وهناك ويأكلون بصمت

المطعم لم يكن شكله من الداخل بهذا الملل... كانت جدرانه مطلية باللون الأحمر الغامق ومضاء بإضاءة صفراء خافتة يجعل من يدخله نهارا يظن أن الليل قد حل داخل جدران هذا المطعم

تقدمنا إلى طاولة البائع وتناول هاري قائمة الأطعمة ثم سأل الموظف الذي ما إن رأنا تأهب ووقف وأمامه الطاولة

- هل لديكم خدمة الطلبية الخارجية

- أجل سيدي... تستطيع أن تأخذ طعامك معك

أومأ هاري ولا زالت عيناه على قائمة الطعام ولم يعر بالا للموظف

- جيد

أخذ يحدق بالقائمة لدقائق وأنا أقف بجانبه وكأنني ابنته الصغيرة... قررت البقاء صامتة فلا يهمني إن أختار الطعام هو أو أنا

نظر لي وناولني القائمة ثم أردف

- ماذا سنشتري؟

أخذت أحدق بالقائمة وأنا أحاول استيعاب ما يجري داخل هذه الورقة الكرتونية... بالكاد الكلام يبدو ظاهرا... لهذا أخذ وقتا وهو يحدق بالقائمة ويبدو انه استسلم ولا يريد محاولة قراءة هذه الطلاسم

رأنا الموظف وقد قضينا قرابة الخمس دقائق في التحديق ثم اقترح علينا ان نجلس على طاولة لنختار ما نريد ثم ننتظر الطلب حتى يجهز

أخذنا طاولة في زاوية بعيدة عن كل الغرباء الذين أخذوا يحدقون بنا كوننا الواقفين منذ وقت

لا زلت احاول فهم شيء من المكتوب... ومع هذه الاضاءة الشبيه بكأننا في مكان لكاهنة تتنبأ بالمستقبل وتحديق هاري المستمر بي فكل هذا يوترني... وكأنه يدرسني ليبدأ برسمي أو ما شابه!

أخيرا استطعت استخراج بعض الكلمات من هذه الطلاسم

- أظن أننا سنطلب نودلز بالدجاج والخضار... هذا كل ما استطعت قراءته بصراحة

ازحت له القائمة ليحدق فيها مجددا وحاجباه معقودان ويضع إصبعه على فمه... يبدو وكأنه يلعن من وضع هذه القائمة بداخله... أشار لأحد أسطر الطلاسم ليقول:

- أظن أن هذه فطائر لحم

أخذت أنظر وأمعن النظر لأجد أن كلامه صحيحا

- أجل اظن ذلك... لنطلب ذاك النادل لنتحقق من هذه الكتابات الهيروغليفية

ضحك ضحكة صغيرة ثم رفع يده للنادل الذي كان ينتظرنا منذ البداية أن نطلب فهب من مكانه سريعا ليصبح أمامنا

أشار هاري على نفس السطر وسأله:

- لو سمحت أهذه فطائر لحم؟!

- أجل سيدي

- إذا سنطلب منها... (فهمس لي بحيث لا يكاد يسمعنا النادل) كم واحدة سنأخذ؟

أخذت أهمس له كذلك

- لحظة أعد... (أخذت أعد على أصابعي) واحدة لك ولي ولآريا وزين وليام ونايل ولوي... سبعة إذا

- لنجعلهما عشرة لأن هناك وحوش جوعى تنتظرنا

ضحكت بخفة وهو كذلك... يبدو لطيفا وهو يضحك ولكنه لم يعبس طول الوقت؟!

- نريد عشر فطائر لحم ونريد أخذها لن نأكل شيئا هنا

أومأ النادل ثم سجل ما طلبه هاري وذهب

جلسنا ننتظر لا نفعل شيئا سوى التحديق ببعضنا وبمن حولنا... شعرت برغبة في الدخول لدورة المياه... بالأحرى برغبة بتحريك جسدي فقط اذهب لأحدق بالمرآة وأعود

استأذنت من هاري وتحركت اتجاه دورة المياه ودخلت... كانت دورة المياه نظيفة ولكن معتمة ولا تفوح منها أي رائحة لا سيئة ولا جيدة!

نظرت لنفسي بالمرآة... حالتي مزرية... أبدو ذابلة

وأنا هكذا دخل رجل يرتدي معطف طويل ورأسه مغطى بقبعة ومتلثم بوشاح... وكان طويلا كذلك ويرتدي نظارات سوداء بعدسات دائرية سوداء

نظرت ليداه واذا به يرتدي قفازا واطراف أصابعه لا يغطيها القفاز... فتح صنبور الماء وأخذ يحدق بالماء الخارج من الصنبور

قررت تجاهله ففتحت الصنبور أمامي وغسلت وجهي بالماء ثم اقفلت الصنبور... نظرت للرجل بجانبي ولا زال يحدق بماء الصنبور!

لم يلبث إلا وأغلق الصنبور ثم وجه نظره إلي... شعرت بشيء من الخوف والغرابة... ما بال هذا الرجل؟

أدار جسده كاملا نحوي... شعرت بقشعريرة سرت في ظهري كاملا... واللعنة ما خطبه؟!

- سيدي هل تريد مساعدة؟

لم يتحدث بل أخذ يجر ساقاه ببطء نحوي... لم أشعر إلا وقدماي اخذتا بالرجوع إلى الخلف بنفس سرعته... ابتلعت ريقي ببطء ثم تكلمت بصوت خائف... واللعنة لم دورات المياه هنا مشتركة؟!

- ماذا تفعل عندك؟ ما الذي تريده مني؟!

أيضا لم يرد... بدأت أشعر بالهلع... والأحمق ستايلز لن يساعدني حتى لو ناديته

- اسمعني جيدا... أنا هنا فتاة بمفردي والأخرق الذي ينتظرني في الخارج غالبا لن يساعدني ولكن لديه مال أكثر مني... وأيضا أستطيع الدفاع عن نفسي لذا لا تقترب مني لمصلحتك رجاءا

لكنه لا زال مستمرا في عدم الرد ومتابعة سيره ببطء... واللعنة كم طول دورة المياه هذه؟! متى سيصطدم ظهري بالحائط؟!

خوفي وهلعي يزداد مع كل خطوة يخطوها هذا الرجل المخيف فصحت به

- سحقا توقف أيها الغريب وإلا أذيتك!

ماذا فعل يا ترى؟... بالتأكيد لم يفعل شيئا سوى الصمت وخطواته البطيئة... ثوان واصطدمت بالحائط... حسنا لم يترك لي هذا الرجل خيارا فهاجمته

قفزت فركلت رأسه بقدمي فصرخ وسقط على ركبتيه... أخذت إحدى يديه بين يدي ولففتها خلف ظهره فراح يصرخ وهو يضحك بصوت عرفته

- أنا هاري أيتها النينجا المجنونة توقفي قبل أن تقتليني!

تركت يده لأنزع تلك القبعة فيظهر شعره البني الطويل المموج... الفتى مستغرق في دوامة ضحك... تحدثت بصوت خال من اي ردة فعل

- أحقا يا أحمق؟! مقلب؟ والآن؟!

رميت القبعة في حجره... نزع النظارات وهو لازال مستمرا بالضحك وهو جالس على ركبتيه ... نظر إلي وحاول أن يكف عن الضحك ليتحدث لكنه لم يستطع... وجهت له نظرة باردة وتركته غارقا في ضحكه

عدت لنفس الطاولة وجلست... يبدو أن الطلب لم يجهز بعد... أظن أنهم بدأوا بخبز الفطائر الآن ولم يكن هناك أي شيء تم تحضيره سابقا... لربما لقلة الزبائن هنا... أراهن أن عملاء هذا المطعم هم نفسهم كل يوم

لازلت أسمع صوت ضحكات هاري قادما من بعيد ويبدو أن من حولي سمعوه وأخذوا يحدقون بي... يخفت صوت الضحكات ثم يرتفع مجددا

لم ألبث قليلا إلا وقد رأيته يخرج من دورة المياه وأخذ يوزع الملابس على الموجودين... تلك المرأة المسنة الجالسة بعيدا تحتسي حساءها بصمت استعار منها القفازات السوداء والقبعة السوداء

وذاك الرجل الذي يبدو وكأنه صياد سمك ويتناول قطعة من اللحم مع البطاطس استعار منه معطفه الأسود الطويل

وامرأة لا تجلس بعيدا عنا تبدو في الثلاثينيات أعاد لها وشاحها الصوفي ذو اللون الزيتي الغامق الذي كان يغطي به وجهه

وأخيرا رجل وكأنه يقود دراجات نارية أصلع ذو لحية طويلة أعاد له نظاراته الدائرية السوداء

وضع يديه فيه جيبه وأقترب وعلى وجهه الأحمر ابتسامة... لو فقد التحكم في نفسه لأنفجر ضاحكا

جلس بجانبي وشعرت به يهتز... انه يضحك بصمت واللعنة لم لا يتوقف؟!

- لم فعلت هذا يا أخرق؟ أتعلم أنه كان من الممكن أن أكسر ذراعك بتلك الحركة!

زاد ضحكه وصرت اسمع شيئا منه فأخذ يكتمه بيده وأغلق أنفه حتى يتوقف عن الضحك... تمالك نفسه أخيرا واستطاع التكلم بدون ان يضحك

- لم تري وجهك هناك كنت مثل...

لم يكد يكمل كلامه حتى عاود الضحك بصمت مجددا

نظرت له بنظرة حادة ثم أطلقت نظري لكل شيء عداه هو... سيموت الفتى اختناقا ان لم يتوقف عن الضحك!

صمت اخيرا ولكن وجهه لا يزال احمرا وهناك ابتسامة بلهاء على وجهه... تنحنح قليلا ثم أخذ نفسا عميقا وصمت... لا زالت تلك الابتسامة تعلو وجهه ولكن أخذ يخف احمرار وجهه... تحدث بصوت منخفض ونبرة مهزوزة تشعرني بأنه سيعاود الضحك مع أي ثانية قادمة

- لم أعلم أنك تجيدين الفنون القتالية

نظرت له من طرف عيني ثم أردفت بصوت بارد ومنخفض ووجه خال من التعابير

- تسمى فنون الدفاع عن النفس فأنا لست مقاتلة... وأجبني عن سؤالي : لم فعلت كل هذا؟!

نظر لي وعلى وجهه ابتسامة تبدو لطيفة الآن لا بلهاء... وددت صفعه منذ قليل ولكنني تماسكت... همس لي بصوت منخفض جدا حتى لا يسمعنا أحد

- أنا آسف لارا... شعرت بالملل وكنت أنت الضحية فكل هؤلاء غريبي أطوار خفت أن يقتلونني إذا ضحكت أمامهم فقط!

شعرت بشيء غريب عندما ذكر اسمي... هذه أول مرة يذكر فيها اسمي... شعرت وكأن اسمي أصبح مختلفا جدا عندما ذكره هو!

هذه المرة نظرت له بغضب وهمست من بين أسناني

- وتستطيع طلب ملابسهم منهم إذا ولا تستطيع الضحك أمامهم... جدا غريب لدرجة لا تصدق... لم لم توقع النادل بمقلبك السخيف؟ يبدو من شكله انه جبان وقابل للوقوع في المقالب أكثر مني!

أخذت انظر بعيدا عنه فلا أطيق رؤية وجهه الان... أقترب مني أكثر كون المقاعد شبيهة بأريكة منحنية نحو الداخل باتجاه الطاولة... يكاد يفصل بيننا سنتيمترات قليلة ونصبح متلاصقين... أخذ يهمس وكأن هناك ضحكه ستهرب من فمه ولكنه لا زال يمسك بها

- أنا آسف ولكن أريد من الطلب أن ينتهي بسرعة... فبعدما ذهبت أنت قمت لأتفقده فوجدت باب المطبخ مفتوح ولا يوجد إلا طباخ واحد والنادل يساعده... وهذا يعني تعرضي لخطر القتل فلربما يطعنني أحدهم بسكينة من حولهم

نظرت له نظرة حادة من طرف عيني وتابعت تحديقي للأمام

وكزني بطرف ذراعه فنظرت له بنظرة حادة فوجدته يبتسم لي ثم أردف بهمس

- هيا لارا قلت لك مرتان أنا آسف... هيا مقلب صغير ولم يحدث لك شيء سوى أن خفت فقط... ذراعي تؤلمني الآن ولكن وقتها لم أستطع الشعور بالألم فالضحك كان سيد الموقف

تكلمت بصوت جامد ومنخفض وأشحت بنظري بعيد

- تقصد سيد المقلب

كاد أن ينفجر ضاحكا ولكنه استطاع التحكم بنفسه وعدم الضحك... وكزني مجددا فنظرت اليه وقد ضم يديه لبعضهما وأخذ يرجوني ولكن هذه المرة لم يهمس فكان صوته واضحا لمن حولنا

- هيا لارا لقد اعتذرت... أضفيت جوا على جو هذا المطعم الكئيب... هيا أرجوك سامحيني... أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك

جميع من في المطعم أخذ يحدق بنا ومن كان يتناول طعامه توقف عن ذلك... الكل يحدق بنا ببغض وكأننا دخيلون على حياتهم وقتلنا أحد أحباءهم... يبدو أن طريقة إعتذار هاري لم تعجبهم خاصة عندما ذكر كلمة "الكئيب"

همست له وقد أنزلت يديه لحجره ليصمت

- حسنا يا سيد فضيحة سأسامحك ولكن اصمت فكل من في المطعم سيقتلنا

فورا تغير وجهه من وجه شخص يرجو إلى وجه شخص يمدح بمبالغة... تحدث وهو يشير إلي باصبعه ثم غمز لي

- أنت الأروع لولو

نظرت له وضيقت عيني له بعدم فهم... ما باله هذا الفتى الغريب الاطوار؟!

- لا تناديني لولو فهذا اسم مقزز

عاد لابتسامته البلهاء مجددا... هل من الممكن ان اصفعه رجاءا فوجهه يستفزني!

- إذا ماذا أناديك؟

- ناديني لارا هذا يكفي... هل لي أن أسألك بضعة أسئلة؟

وأخيرا غادرت تلك الابتسامة البلهاء وجهه وظهر بدلا منها ملامح جدية مستعدة للإجابة عن سؤالي

- أجل تفضلي... فاليوم متاح لك أن تسألي ما شئت لهذا نحن هنا

- في أول لقاء لنا عندما صرحت بأنني لست من المعجبات أصبحت غير مهتم بي فجأة وكأنك تريد رحيلي بأسرع ما يمكن وبدوت كأنك تكرهني وتبغضنيد.. ثم ماذا كان بك هذا الصباح؟ ولم نفثت دخان سيجارتك في وجهي؟... ثم رافقتني لهذا المطعم ووجهك تقريبا لا يفسر أو كأنك مغصوب على الذهاب معي مع أنك تتطوعت بنفسك للذهاب... بعدها توقعني بأحد مقالبك وتضحك علي ثم تترجاني لأسامحك والآن تتحدث معي بشكل طبيعي وكأنني صديقتك أو زميلتك؟! بحق السماء من أنت؟!

أخذ يستوعب ما قلته وحاجباه معقودان... أخذ نفسا عميقا ثم نظر لي واستعد ليخرج كلامه

- لا أعرف... لم أشعر بالراحة تجاهك عندما رأيتك أول مرة وعندما قلت أنك لست من المعجبات تضجرت فهذا يعني قضاء مزيد من الوقت معك وأنك إحدى الصحفيات النزقات كثيرات الكلام... في الصباح لا أعلم ماذا حدث معي فقط استيقظت وأنا عكر المزاج وعندما نفثت الدخان في وجهك كنت أستمتع بوقتي ولكن عندما رددت علي ضايقتني... ثم إنني أردت مرافقتك الى هنا لأنني شعرت بالملل وودت قيادة السيارة قليلا ولكنني كرهت ان تتكلمي كثيرا مثل اول يوم ولكنك كنت صامتة وهذا أعجبني... وكما ذكرت سابقا شعرت بالملل فقمت بالمقلب... وترجيتك لتسامحيني لأنني فقط شعرت بأنني أغضبتك بشدة وضايقتك وهأنا أحادثك بشكل طبيعي لأنك أول فتاة طبيعية أقابلها بدون أن تصرخ أو تنظر لي كأني نوع من المخدرات تستعد أن تستنشقه!... وأخيرا أنا هاري ستايلز

وختم حديثه بابتسامة عريضة على وجهه... أومأت برأسي بفهم وصمتت... لم يعد هناك ما أقوله عن حالته المريبة

أخذت أحدق بمن حولي... كيف خطرت له فكرة هذا المقلب؟!!

- هاري... كيف فكرت بهذا المقلب؟

نظر لي وابتسامة علت وجهه وهو يشعر بالفخر

- لا أعلم فقط تخيلت أن يدخل عليك أحد من الجالسين فما الذي ممكن أن يحدث؟! ثم فكرت قليلا وقلت لنفسي: ماذا لو كنت أنا من يدخل عليك ولكن متنكرا... أخذ مني الموضوع شجاعة كبيرة حتى تجرأت وطلبت الملابس من أصحابها وجميعهم ينظرون لي بدهشة حتى دخلت دورة المياه ورأيت عدم انتباهك لي فسعدت بداخلي أنك لم تتعرفي علي فسار المقلب كما هو مخطط له

- أنت مبدع... ولكن لو تضع إبداعك هذا في شيء مفيد للكرة الأرضية لكنت انقذتنا من الاحتباس الحراري وسددت ثقب الأوزون وأوقفت تلوث البيئة

أخذت أضحك بينما هو ضربني ضربة خفيفة على مؤخرة رأسي

- حسنا سخرت مني توقفي الآن كفاك ضحكا

نظرت له نظرة غاية في البرود لوجهه المنزعج

- لم توقفني عن الضحك... منذ قليل ضحكت انت حتى كادت تتقطع امعاءك من شدة الضحك!

نظر لي ثم ضحك... هدأ سريعا ثم ابتسم

- لا أمانع ضحكك... فقط كنت أجربك لا أكثر

- أها تجربني... أقنعتني كثيرا... لا تحاول كذبتك سيئة أسوأ من ذاك الكلب في الخارج الذي يشاهد الصياد وهو يأكل قطعة اللحم

أخذت أضحك وأنا أغلق فمي بيدي... أما هو فألقى نظرة للنافذة ليجد كلبا بني اللون يلعق الزجاج الذي يجاور الصياد وطعامه والصياد يتجاهله تماما... كاد أن يضحك بصوت عال لولا أنه وضع يداه على فمه وأخذ يضحك وهو يحاول أن يخفض صوته قدر الامكان

ونحن على حالنا أتى النادل ومع ثلاثة أكياس وطبق فيه دفتر جلدي... أراهن ان الفاتورة بداخله... كلانا التزم الصمت وعلى وجهنا ابتسامة

عندما اقترب أخذت أسحب محفظتي من جيبي فأمسك هاري بيدي ليوقفني

- أنا سأدفع لا عليك

- ولكن انا علي أن ندفع لأنكم قدمتم بطلب منا

- يا فتاة لن يكون بالمبلغ الذي يذكر... أنا سأدفع لا مشكلة

- وأنا أيضا لن يكون بالمبلغ الذي يذك... لا لحظة... أنت الوحيد الذي لم يستمع للحديث الذي جرى قبل ذهاب الأمهات صحيح؟

ضيق عينيه بتعجب ثم تحدث ببطء

- لا... لم.. أكن.. هناك... ما الذي جرى قبل ذهاب الأمهات؟

- والدتك على معرفة بأمي وسألتني إن كنت ابنتها لأنها رأت الشبه بيني وبينها وعرفت والدي ووالدا آريا أيضا

صمت للحظة ثم تحدث وحاجباه معقودان

- ومن يكون والداك؟

في هذه اللحظة وقف النادل أمامنا فرفع هاري يده إشارة بأن يصمت النادل وينتظر

- والدتي تكون ميرنا جبر ووالدي قصي مراد

شهق الأحمق شهقة بصوت عال فسمعه كل من في المطعم وصرخ ب"ماذا"

صفعته على كتفه ليكف عن الحماقة التي يقوم بها

- أصمت يا أحمق سيطردوننا... أنتظر سيدي قليلا ريثما أخرج النقود

أخرجت محفظتي وأعطاني النادل الفاتورة فأخرجت المال وناولته إياه وأعطاني النادل الأكياس وهاري لا يزال مصعوقا مما قلته

- تحرك ستايلز لنخرج من هنا وسأكمل لك خارجا

توجهت نحو الباب وهو خلفي يمشي ببطء وهو مشدوه... لم أتحمل مشيته البطيئة فسحبته من ذراعه ليستعجل في مشيه وخرجنا من المطعم للهواء الطلق في الخارج... أظن أن الساعة الآن الخامسة عصرا أو ما شابه!

صاح بي المغفل خلفي وهو يكاد لا يصدق ما سمعه وتوقف عن السير

- من المستحيل أن تكوني ابنته... بل من سابع المستحيلات!... أعني كيف ذلك فهو لم يصرح أبدا بوجود أبناء وبنات له

نظرت له بلا أي تعبير وأردفت خلال سيري

- لا يحب إدخالنا في الموضوع فهو يريد منا أن نصنع اسمنا بنفسنا في سوق الأموال كما فعل هو ووالد آريا

تابع سيره بخطوات كبيرة ليصل بجانبي لأنني سبقته مشيا ثم قال:

- واللعنة كيف لم ألحظ ذلك... كنت مع والدتي يومها كيف لم أنتبه للشبه!

نظرت له وأحد حاجبي مرفوع ثم قلت:

- لأنك أحمق هذا ما حدث... والآن هل ستقود أنت السيارة أم أقود أنا؟

- بالطبع أنا سأقود

وهاقد عاد لوعيه مجددا... وكأنني قلت له بأنني أخته المقتولة وقد عدت للحياة مجددا!... فهذه أكثر ملامح مندهشة لشخص رأيته في حياتي بأسرها

ركب السيارة ووضعت أكياس الفطائر على الكرسي الخلفي وجلست مكاني بجانبه... أخذت أفكر بما قاله عندما كنا جالسين بعدما أعتذر مني... لا بد أن هناك تفسير لحالته في علم النفس!

بدأ بالقيادة بصمت وأنا أيضا كنت صامتة أفكر... رائحة الفطائر كانت شهية جدا ملأت السيارة حتى كدت أن أشعر بطعم الفطائر

لم أنتبه لنفسي وانا اتمتم بصوت مسموع

- اكتئاب ثنائي القطب

عندها انحرفت السيارة بحدة فخرجت من أفكاري لأستوعب ما يحدث حولي وعجلات السيارة تنعق من شدة احتكاكها بالاسفلت... اوقف هاري السيارة بحدة على جانب الطريق ثم تحدث وهو يلهث

- واللعنة ماذا قلت لتوك؟

نظرت له ووجهه متفاجئ إلى أقصى حد فقلت بكل براءة... فعلا هذه المرة لم افعل شيئا ولم اتكلم كثيرا جل ما قلته ثلاث كلمات فما الذي جعله يوقف السيارة بهذه الطريقة وكأنه غاضب

- قلت : اكتئاب ثنائي القطب

وجهه المندهش تحول إلى حاجبين معقودين وعينين ضيقتين وتحدث بنبرة يشوبها العجب

- سحقا كيف عرفت بذلك؟

نظرت له وشعرت بأفكاري تشوشت... أخذت أنظر في عينيه لوهلة ثم استوعبت ما قاله... يبدو أن هناك من شخصه بهذا المرض قبلي

- أعني عرفت ذلك من الأعراض... تقلب مزاج سريع وكثير خلال يوم واحد وبدون سبب وعدم سيطرة على التصرفات... من أخبرك بهذا قبلي؟

- طبيب زرته بوقت ليس ببعيد... وقال أنني سأبقى هكذا دائما

ضحكت فنظر لي نظرة مشككة وغاضبة بنفس الوقت... هل يظن أنني أعتقده مجنون أو ما شابه!

- يا فتى لا تنظر إلي هكذا... لا أعلم إن كان هذا الطبيب غبيا أم أن أحدا أرغمه على قول هذا الكلام لك... ولكن تقريبا كل شخص أصيب بهذا المرض على وجه الكرة الأرضية بفترة ما في حياته وشفي منه... غالبا ما يكون مؤقتا ويشفى المريض من تلقاء نفسه... إلا في بعض الحالات يتفاقم الوضع ويحتاج المريض لعلاج يخفف من حدة الأعراض لا أكثر

نظر لي وعلى وجهه ملامح تدل على أنه صدقني ولكنه يحتاج لبعض الحديث المحفز ليرتاح... الجيد انه لا يعلم أنه حتى وإن كان كلامي كذبا أن صدقه فسيشفى بذلك

- ولكنني مصاب به منذ سنتين أو ثلاث سنوات ولربما أكثر

- هل بدأ مع بداية شهرتك؟

- أجل أظن ذلك

- إذا عرف السبب بطل العجب... فقط حاول أن تسترخي ولا تهتم بأمر المعجبين والإعلام قليلا وكن على طبيعتك وستكون بخير... أغلب المشاهير يعانون منه ثم يشفون هذا شيء طبيعي جدا

- وكيف لي أن اصدقك؟ من أين أتيت بكلامك؟

- أنا أدرس طب ومتخصصة في علم النفس وتسألني أيضا؟! أساسا مقابلتنا هي مشروع نهائي لهذه السنة

- بالتوفيق لكما إذا

عاد ليشغل السيارة ويكمل قيادته بصمت وأنا مندهشة مما حدث للتو... بالأحرى مما حدث معنا منذ أن خرجنا لنجلب الطعام... لا زلت أحاول استيعاب شيء من كل ما حدث... لا شيء يجعل ما حدث معقولا اصلا!

توقفنا في الطريق عند أحد محلات البقالة لينزل هاري بمفرده ويشتري علبة مناديل ومجموعة أكواب وقرابة الست قارورات ماء ذات اللترين ولربما كانوا أكثر من ستة وبعضها كان مجمدا

وصلنا ونزلنا وحمل هاري الاكياس ثم أخذنا نمشي... دقائق لنصل لأرى آريا تكاد تموت من شدة البكاء وليام يهدأها وبقية الفتيان يقفون حولها فصرخت بهم

- سأقتلكم جميعا... ماذا فعلتم لها أيها المجانين؟!

عندما سمعت آريا صوتي جرت نحوي لتحتضنني ودموعها تبلل وجهها... رفع لوي يديه وهو يستسلم وبدا انه لا يقول إلا الصدق

- أقسم أننا لم نفعل شيئا ولكنها قلقت عليك وأخذت تبكي فلقد غادرتم لثلاث ساعات وهذا كثير

وضع هاري الاكياس على الطاولة وجلس على أحد الكراسي ثم أردف

- لقد كان الطريق طويلا... ثم إن المطعم الذي ابتعنا منه الطعام تأخر في تحضيره

همست لآريا وأنا أمسح دموعها

- أنا بخير وأنت بخير لم البكاء؟... ثم إننا أحضرنا فطائر لحم لا يصح أن تأكلي وأنت تبكين

ومن همساتي الخافتة سمعني نايل فصرخ ففزعنا

- فطائر لحم!... أنتما الأفضل يا شباب

انقض نايل على الاكياس كدب جائع بينما اخذنا نضحك جميعا ونايل أخرج فطيرته وهاري اكتفى بالابتسام... حتى آراب أخذت تضحك من بين دموعها

بدأنا جميعا بالأكل... كان نصيب الفطائر الثلاث الإضافية واحدة لنايل وأخرى لآريا والاخيرة أخذاها مناصفة ليام وهاري

شربنا بعض الماء انا وآريا ثم أخذنا نرتب أوراقنا استعدادا لإكمال حرب الأسئلة لننتهي

ونحن نرتب أوراقنا سألنا ليام سؤالا فامتقعت وجوهنا وتوقفنا عن الحركة حتى كدنا نتوقف عن التنفس

- هل من الممكن أن تخبروننا ماذا حدث لكم في الغابة؟ أظن أن هذا هو الوقت المناسب لتلك القصة

كان زين يشرب الماء فتوقف ليسأل هو كذلك

- أي قصة باين؟! عم تتحدث؟!

كلهم الخمسة نظروا لليام والفضول ينهش وجوههم فاجابهم ليام بإجابة أثارت فضولهم أكثر... وليام تجاهل ردة فعلنا المريبة ليحكي لهم تفاصيل معرفته بأمر قصة ما تتعلق بنا وبالغابة

-لقد تحدثتا كلاهما عن شيء سيء حصل لهما في هذه الغابة وبدت آريا كأنها تمقت الغابة... كلاهما كانتا متضايقتين عند قدومهن... حتى إن لارا عندما اتصلت بها وأخبرتها عن موقع تجمعنا قالت إنها تعرف هذه الغابة بالذات... وأخيرا قبل ان نلتقي بكم قالت لارا بأنها ستحكي لي ما حدث لاحقا فتذكرت الآن سألتها

ترك لوي كأسه على الطاولة وبدا مهتما جدا بما حدث ووجه نظره إلي ثم قال:

- إذا ما القصة؟... جميعنا سننصت ولن نقاطعك أبدا

نظرت لآريا التي كان وجهها ممتقعا كوجهي... أخيرا أومأت لي وهذا يعني السماح بإخبارهم بما حدث... أخذت نفسا عميقا وزفرته ثم أردفت

- حسنا سأخبركم

أغلقت طرف جهازي المحمول دون أن أقفله واستدرت بكرسي نحوهم فجميعهم تحلقوا حولي بكراسيهم حتى آريا جلست بجانبي لتسمع ذاك الكابوس مجددا

جميع الفتيان ينظرون لي بأعين واسعة كأطفال ينتظرون قصة ملحمية من جدهم المحارب!

أخذت نفسا عميقا مجددا لأنفض الغبار عن هذه الذكريات التي عفى عنها الزمن وبقيت محبوسة في ذاكرتي لمدة سنتين!

------------------------------------

لا تنسوا التصويت والتعليق ونشر هذه الرواية :)

وشكرا ❤

Continue Reading

You'll Also Like

383K 12.1K 88
"I have a secret, a well-kept secret for the last almost seven years. The real reason why I went into hiding." After years in a complicated relatio...
135K 8K 94
"Great news! Wei WuXian has died!" "Wait- WHAT?!" "But I'm still here." The juniors (Lan Sizhui, Lan Jingyi, Jin Ling, and Ouyang Zizhen) accidentall...
797K 48.2K 120
Y/N L/N is an enigma. An outgoing, cheerful, smiley teenage boy. Happy, sociable, excitable. A hidden gem in the rough of Japan's younger soccer pl...
380K 33.3K 94
Sequel to my MHA fanfiction: •.°NORMAL°.• (So go read that one first)