سلام ~ ♡
~ إقتباس :-
(( كلّ النّاس تغيّرت إلاّ القهوة !
أجملُ ما في هذه السّمراء أنّها لا تشبهُ أحداً . )) ~
~ إسلام :-
" أستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات ِ والسّكون ".
~ معلومة ع السريع :-
" عند شراء أيّ شيء من البقّالة ، إستبدل قطع الحلوى أو العلكة لعدم وجود فكّة بزجاجة ماءٍ باردة ، وأعطها لأول عامل نظافة يقابلُ عيناك ، قد تكون سبباً في التهوين عليه من حرّ الشّمس فيهوّنُ عليك ربّك حرّ جهنّم ".
~ تذكّر/ي سيّد-ي/تي :-
" لا تهتمّ لما يقال عنك ، فأنتَ تعرف من أنت والله أعلمُ بحالكَ ونيّتك ، لا تقّلّل من قيمتك بتبرير أفعالك ، فسرُّ الفشل في الحياة هو محاولة إرضاء الجميع ".
~
HAVE FAN BABIES :) !
__________________
| 14 . أغسطس . 2015 |
~ نيويورك.مانهاتن ~
تجلس بأريحية على المقعد البلاستيكي الأبيض بجانب السّرير الأبيض البارد الخاص بالمُستشفى ، على يمين السرير وُضعت منضدة صغيرة بنية اللون ، وعلى يساره علاقة أنبوب التغذية الحديدية المتصلة بذاك الجسد الهزيل ، في هذا الجوّ الكئيب لا يوجدُ أفضل من تلك النافذة المطلّة لحديقة معشوشبة مُزهرة .
" لا أعلم أنا فقط يزعجني التّفكير في الموضوع ، مينا تعتقد أنّي واقعة في حبًه ولا كنّني أعلم كلّ العلم بأنّها تهذي ، ابي ! بالتأكيد أنا أحبه ، لا يمكنني تخيّل يةمي من دونه ، في العمل وفي المنزل أيضاً أستمتع بالوقوف بجوار شرفته وسماع ثرثرته التي لا تنتهي ، لكن هذا فقط لأنّه صديقي ، بل أخي من بطنٍ ثانية بالطّبع " ،أنهت كلامها بضحكة وزفرت ْتنهيدة ثمّ أردفت ، " فلنغلق هذا الموضوع لأنّه يجلب لي الصّداع " .
قامت بمسحِ الصّابونِ عن ذقنه الأشقر .
" هذا يكفي ، ذقنُك ممتازٌ جدّاً ، لو رأتك إليزابيث لوقعت في غرامك مجدّداً " وكزتهُ بمرفقها مازحة ضاحكةً وحدها كالبلهاء .
" أتعلم " ، تحمّستْ قليلا ، " ذهبتُ بالأمس مع مينا للجامعة وقابلتُ أستاذها ' ثيودر ' ليتك رأيتهُ يا أبي وهو يمدحها ويطيلُ الثّناء حول كم هي متفوّقة وذات حضورٍ مميّز ، حتّى أنّها ذات مرة أحرجته بسؤال لم يستطع الإجابة عنه ، يا إلهى ، لا تعلم كم شعرتُ بالفخر والسًعادة العارمة '' صرختْ في آخر الحديث بحماس وحضنته .
" أمّا جايك فبالأمس وبعد جهدٍ وتعب وصراخ ونواح ، نطق إسمي ، مايبي " .
ضمّت وجهها بسعادة وأمسكتْ مقلمَ الأظافر .
" انتهينا من الحلاقة وسننتقل الي تقليم الاظافر ، أعلمُ أنّك لا تحب هذا ، لكن انضر إلى شكلها ، تبدو مقزّزة ، يعع ".
تحادثُ أباها كل يوم دون تعب أو ملل ، تأتي إليه لتقصّ عليه كل ما جدّ من تغيير على حياتها أو حياة أسرتها مؤمنة بداخلها أنّه ينصت إلى كل كلمة تنطقها وإلى كل حركة تحذو بها ، رغم أنّه لم يبدي أية ردة أو تحسّن منذ أول مرة لامس فيها جسدة الهزيل هذا السرير البارد ، أي منذ الخامس عشر من يناير قبل 7 أشهر .
قال الأطباء أنه سيمكث في هذه الغيبوبة حتى يأتي أجله فالأمل في إستيقاظه كالأمل في رؤية سماء تمطرُ أموالاً كلاهما مستحيل ولكن لازالت القلوب تتمنى حصول ذلك .
يهتزّ هاتفها ليوقضها من شرودها الحزين ، تلقي نضرة نحو الهاتف لترتعش كأنّما سرى بها تيّارٌ كهربائي ، تلتقطُ حقيبتها وتقبّل رأس والدها على عجل .
" كن بخير أرجوك وتعافى بسرعة " .
همست له وضغطت على الزر الأخضر لتجيب .
" أنا في الطريق الان ، دقائق وأكون هناك " .
تلعثمتْ كاذبة وهي تركض بين ممرات المشفى ، الناس تحدق بها بإستهجان وآخر ماتفكر به أن تهتم لنضراتهم .
" إنّ المدير في ذُروةِ غضبه ، إذْ لم تأتي في غضون عشر دقائق ، ستُطردين بدون شك " .
حذّرتها ' جيمّا ' من وراء الهاتف بقلق ، فالتأخير من عادتها السيئة .
" سآتي لا تقلقي " .
اقفلت هاتفها وهي تغادرُ المشفى ، قفزتْ على دراجتها النارية بخفّة مرتديةً خوذتها بسرعة ، أعادت محركها للحياة وانطلقت بسرعة فائقة ، تجتاز الشاحنات الكبيرة والصغيرة ، تصعد على الرصيف تارةً و تنزل للطريق تارة أخرى ، إن رأيتها سيخيّلُ لك أنها مجنونة أو مبتدئة ولن تفكر مطلقاً أنها معتادة على القيادة منذ 4 سنوات .
" يا الهي ساعدني ، يجب أن أصل بسرعة ، ليس لدي مزاج لتحمّل صراخه " .
همست من بين شفتيها القرمزيتان المنتفخة آملةً بمعجزة توصلها في غضون عشر دقائق حقاً .
شعرها الأشقر المصبوغ أطرافه باللون الوردي يتراقص مع الريح في توافق وإندماج ، أناملها البيضاء النحيلة والطويلة تمسك بالمقود بحذر خوفاً من الانحدار خارج الطريق ، جسدها النحيل يختال اليك حين رؤيته انه سيطير مع هذه السرعة .
وصلت للمقهي بعد خمسة عشر دقيقة تماماً ، تنهّدت ونزعت خوذتها وركضت بخفّـة إلى الداخل متسللةً كأنها حرامية تود أن تسطو على مصرف ولكن في وضحِ النّهـار ، حينما أوشكت على دخولِ المطبخ بسلامٍ أوقفها صوتُ مديرها الغامض الّذي تلقّبهُ بصوتِ الخنزير لتتجمّد أوصالها ولا تقوى حتى على رمشِ عينيها .
May bell :
.
.
" ماي بيل عزيزتي ، لماذا أتيتي الان ؟! ، لازال الوقت باكراً ، كان يمكن أن تأتي بعد ساعة أو ساعتان " .
تحدّث بصوت يدل على المرحِ البغيض .
يا إلهي سأُطردُ دونَ شكّ ، إستدرتُ بخفّة وأنا متجمّدة حدّ الهلاك أبتسم بغباءٍ كمعتوهةٍ بلهاء .
" سس ... سيدي كانت هناك أزمةُ سير ، لهذا تأخرت " .
تلعثمت بشفتين ترتجفان خوفاً آملةً وبشدّة أن يصدق كذبتي السريعة ، فلستُ بمزاج ٍيسمح لي بتحمّل عصبيته اللعينة .
" حقا ؟! " .
قال بسخرية ثمّ صرخ في وجهي مما جعلني أنتفضُ وأرجعُ إلى الخلف خطوة مغلقةً عيناي بقوة كبيرة .
" وهل تضنيني أحمق لأصدّقك أيتها الكاذبة اللعينة ، الطريق فارغة مثل عقلك يا غبية ، إلى متى ستقومين بأفعالك اللامبالية هذه ، تأخّرٌ في الحضور ، تكاسل في العمل ، ظُروف طارئة ومستعجَلة في منتصف الدوام ، وتَفاهات كثيرة لا تنتهي ، لا أعلم حتى لماذا وافقت علي توظيف حمقاء مثلك ! " .
" آسفة سيدي ، أعدُكَ أن لا أكررها " .
مثّلتُ الأسفَ الشّديد بعينيْ جروٍ بريء تكادُ تذرفُ دمعاً كيّ يصدّقني .
" حقّاً ؟ ، هذه المرّة المليون التي تعدينني فيها ، ولكنني ولآخر مرة أعدك يا ماي بيل جوينز ،إن كررتي أيا من أفعالك الغبية حتى وإن كانت دون قصد سأطردك ولن أشفق عليك حتى " .
ألقى كلماته وإنصرف كثور هائج .
أتعلمونَ ماذا أتمنّى ؟ ، أن تصدمَه شاحنةٌ كبيرة وتدهسهُ بقوّة مهشّمةً عظامهُ عظمةً عظمة ، ثمّ ترمي به في البحر كي تلتهمهُ أسماكُ القرش بتوحش وتقرمشه ، تقرمشه إلىٰ أن ... ، صرخت بشدة وضربت برجلي الأرض .
" أووه كم أنتِ طيبة عزيزتي ماي ، فهذا قليل علي جشعٍ شرير بائس مثله " .
قال هانتر من ورائي وهو يقهقه بخبث وينضر إلى طيفه الذي اختفى وراء الباب المتصل بغرفته .
" أوه ، هل كنت أفكّر بصوت عالي ؟ " .
سألت بذعر وسرعان ما إستدرت أنضر يُمنةً و يُسرةً لأتنهد برويّة حينما لم ارى أحدا يحدق بي .
دخلت للمطبخ و وجدتُّ جيما و إليزابيث يتبادلانِ أطراف الحديثِ لأحيّيهنّ وأبدأ بتحضيرِ الكعكِ المحلى و بسكويتَ المربّى .
بعدَ أن وضعتُ كل شيءٍ في الفرنِ وقمتُ بتنظيفِ مكاني دخل هانتر بوجهٍ شاحب و يبدو عليه المرض .
" هان عزيزي ما بك ؟ " .
سألتهُ وأنا أقتربُ منه ليبتسِم لي برقّة .
" لا شيء ، فقط أشعُر بالدّوار " .
أجلستُه على الكرسيّ وأحضرتُ له كوب ماء ممزوجٍ بالسكّر ، لابدّ أنّه يعاني من الهبوط .
بعد نصف ساعة أكملتُ تحضير الحلوى وبدأ الزبائن بالتوافد شيئاً ف شيئاً .
" كوبي إسبرسّو ، وثلاثة أكواب موكا مثلجة وقطعتي بسكويت بالمربى " .
بدأت الطلبيات تنهمرُ علينا كالعادة و أخذَ كلُّ واحدٍ فينا مكانه ، أنا وسالي نُحضّرُ الحلوى والوجباتِ الخفيفة ، جيمّا وإليزابيث يحضّران القهوة والشّاي ، بينما هانتر وكاترين يأخذان الطلبات .
.
.
| 10:00 مساءً |
.
.
أغلقنا المقهى وبدأ كل واحدٍ فينا ينضّفُ فوضاه وتركنا المكان كلٌّ ذاهبٌ إلى وجهته ، ركبتُ درّاجتي وإتجهتُ نحو حانة " Debris " .
إن ما يميّز هذه الحانة هو شكلها الفوضوي الذي يوحي لمن رآها ولأوّل مرة وكأن عاصفة قد صارت بها ، وكأنّ حرباً عالميّة قامت بها .
دخلت و إجتاحت أنفي رائحة الخمر التي تفوح في المكان ، أغلقتُ أذناي فور سماعي للموسيقى الصاخبة وبدأ الصداع يحتلّ دماغي شيئاً فشيئاً .
دخلتُ الغرفة الخاصة بالعمّال وإلتقطتُ زيّي من الخزانة ، قميص بنصف أكمام أسود اللون وتنّورة قصيرة باللّون الأحمر القاني تغطّي نصف فخذاي مع مئزر بسيطٍ أبيضَ اللّون .
بدأت بأخذ الطّلباتِ بسرعة دون حتى أن أحيّي زملائي .
" لو سمحتِ !" .
قال أحدُهم لأستدير وأتوجّه ناحيته ، كانو ثلاثة أشخاص حول المنضدة .
" مرحباً سيّدي ، ماهو طلبكم ؟ " .
قلتُ بكلّ أدب و أنا أضمّ يدايَ أسفل خصري بابتسامة وديّة .
" فودكا " ، " مارتيني " .
" وانت سيدي ؟! " .
حدّثتُ ثالثهم ليرميني بنضرةٍ عميقـة دون أن يتكلّم .
" ما هو طلبُك ؟ " .
إن أجابني الحائط سيجيبني هذا المعتوه ، أطلتُ الإنتضار فلم تتحرّك عينيه من مكانهما ، كما لو أنّه سيخترقُني بعينيهِ السّوداء القاتمة المدجّجة بالكحلِ القاتم ، كلوحةٍ مُتقنة .
" ألا تريدُ شيئاً ؟ " .
صرختُ بنفاذِ صبرٍ ، لقد مللتُ الوقوف .
" لا أريدُ شيئاً ، أغربي عن وجهي " .
تلعثم بلسانٍ ثقيل ويبدو أنّه وصلَ إلى حدّ الثّمالة .
" متعجرف احمق " .
تمتمتُ بغضبٍ واستدرت لأجلبَ لهم طلبهم لأتسمّر في مكاني أستشيطُ غضباً حينما مرّت على مسامعي كلمتُه البذيئة .
" عاهرة " .
استدرتُ ناويةً لكمه بأقصى ما لديّ من قوّة ، ليس لأحدٍ الحقّ في المساس بشرفِي أيّا كان يكن ، وأيّا كانت حالته ، وحينما قبضتُ يدي و وجّهتُها نحوه إستوقفني صديقه الّذي يملك شعراً كفرو الكلب غزيرٌ للغاية بلون الكاراميل وعينان بنّية بلون خشب الصنوبر مدجّجتان بالكحل الأسود الغامق .
" أرجوك آنستي ، إعذري أسلوبه الفظ ، فهو كما ترين ثمل ولا يفكّرُ بما يقولُ مطلقاً " .
توقّف كحاجزٍ بيني وبينه لأرمقه باشمئزاز وأتمتم .
" حثالة " .
أتوجّه نحو المنضدة الخاصّة بالمشاريب وأعودُ حاملةً الكؤوس الخاصة بهم لأقبض ثمنها وأغادر دون أن أنبس بحرف .
مع مضي الوقت بدأ عدد الزبائن بالإزدياد وأنا أخطو من مكان لآخر أوزّع المشاريبَ ، أنضّفُ الأوساخ ، وأحاولُ قدر الإمكان على البقاء مبتسمةً وهادئة .
~ | 2:00 صباحاً | ~
.
.
حان وقتُ إغلاق الحانة وبدأ الجميعُ في إرتداء كماماتٍ معطرة إزاء الرائحة النفاثة التي إستحوذت على المكان ، خمرٌ ، قيءٌ ، بول ، وعرق .
بدأنا في التظيف ولسوءِ حظي وجدتُ أحدهم قد غفى من السُّكر .
" سيّدي ! ، بحقّ السماء إستيقظ " .
ولكن دون جدوى ، بحثتُ في ملابسه عن أي محتوى يدلّني عن مكان إقامته أو حتى أحدَ معارفه وبالصدفة وجدتُ محفظته .
" ستيفن ! ، قم بطلبِ سيّارة أجرة لو سمحت ؟ " .
تقدّم نحو الهاتف الخاص بالحانة و قامَ بالطلب .
بيــب بيــب !
حملتُ الرجُل على ظهري ولحسنِ حظّي كان خفيفَ الوزنِ وسهلَ الحمل ، خطوتُ به نحو الخارج بخطواتٍ متثاقلة تعبة وأشعُر بأن قدماي لم تعُد تقوى على حملي .
وضعتهُ في السّيارة وناولتُ السّائق العنوان وأعطيتُه مالهُ الّذي أخذتُه من محفظة هذا النّائم منذُ قليل .
أكملتُ عملي بعد نصفِ ساعة وها أنا أقودُ درّاجتي عائدةً إلى منزلي بمعدةٍ خاوية وعينٍ ضبابيّة جائعةً للنّوم .
المكانُ يبدو موحشاً ، الظّلام يغزو المدينة من جميعِ النّواحي ، أصواتُ مشيٍ وهمساتٌ مجهولة أسمعُها في الأزقّة الضيّقة ولكن لا أثرَ لإنسٍ هنا ، أكياسُ القمامة تصدرُ صوتاً مريباً ، مواءُ القطط ، و نباحُ الكلاب يجعلُ الوضع يبدو وكأنّني في فيلمِ رعبٍ أو ما شابه .
وأخيراً أرى منزلي من هنا ، زدتُ من سرعتي وأطلقتُ نفساً لا أدري أينَ خبّأته ، فتحتُ الكاراج بالقفلِ وركنتُ درّاجتي بجانبِ سيّارة أمّي ، أغلقتُ المكان ودخلتُ للمنزل .
توجّهتُ لا إراديّاً نحو المطبخِ أسكُب كوباً من الماء البارد وشربتهُ جرعةً واحدة ، نضرتُ نحو الثلاجة لأرى إن كان هناك أي تنبيه يخصّني وكان حدسي في محله.
" هناكَ باستـا لكِ في الثّلاجة~♡ " .
قفزَ قلبي من مكانه و كنتُ على وشكِ الصّراخ لولا أنِ إستدركتُ أنّ الجميع نائم وكبحتُ فرحتي .
" أحبّك يا آنسة إليزابيث " .
علّقتُ بهدوءٍ لأخرج الطبقَ من الثلاجة ، وضعتهُ في المسخّن الكهربائي وضَبطتُ العدّاد ، أخرجتُ عصير الأناناس كالعادة وسكبتُ كوباً وضعتهُ على طاولة الطّعام ، أخرجتُ طبقي من المسخّن ، جلبتُ شوكةً ، و جلستُ ألتهمُ الطعامِ بسرعة .
" لو رآني أبي لفرطَ من شدّة الضحك " .
قلتُها بمزاحٍ لأتوقّف عن الأكل و أتنهّد بضيق ، ما كان يجبُ أن أذكر إسمه ، ما كان يجبُ عليهِ أن يخطُر ببالي ، ما كان يجبُ عليّ فعلُ ما فعلت .
جلتُ بذاكرتي نحو الماضي ، ماضٍ لا زلتُ أعيشهُ حتى الآن .
.
.
18.نوفمبر.1999 :
~ وميـضُ ذكـرى ~
.
.
" أبي ، أنضر للوحتي الفنية ! " .
ركضت نحوه بخفّة خوفاً أن تسقط مني لوحتي وتتلطّخ الأرضيّة بالألوان المائية ، لقد قضيتُ ثلاثة أيام بلياليها أرسمُ وألوّن حتى أنهيتها .
" هذا أنت ، هذه أمّي ، وهذه مينا " .
أشّرتُ على أشخاصٍ بالكاد يشبهون عائلتي ، فلازلتُ مبتدئةً بالرّسمِ ولا أتقِن منهُ سوى القليل .
" واين جوش ؟ " .
سألني وهو يمعن النضر باللّوحة لأحدّق فيه بإشمئزاز .
" حقّا يا أبي ، تودّ مني رسم كتلة القرف هذه ، بالطّبع ستصبح لوحتي بشعة للغاية ! " .
أجبتُه بعدم تصديقٍ ولا زالت نضرةُ الإشمئزاز تكسو وجهي ليضحكَ بشدّة ، يبعثِرُ شعري ويحملني لأجلس في غمره .
.
.
| 14.أغسطس.2015 |
~ عودة إلى الحاضر ~
.
.
أتوقُ للحظة التي يصرخُ فيها الطبيبُ مبتسماً .
" لقد فاق من غيبوبته " .
مسحتُ الدموعَ التي سقطت على وجنتاي دون إرادتي وأكملتُ إلتهامي بهدوء .
صعدتُ لغرفتي ورأيتُ مينا نائمةً بعمقٍ على سريرها البني متغطيةً بلحافها الوردي ، أخرجت ملابسَ النّوم الناعمة ودخلت لاستحم ، ملأتُ الجاكوزي بالماء الساخن ، نزعتُ ثيابي ، وأدخلتُ جسدي دفعةً واحدة لتسري قشعريرةٌ لعينة بسائر جسدي ، بدأتُ أعتادُ على سخونة المياه و وضعتُ رأسي على حافةِ الحوض وبدأتُ أفكارُ عديدة تتزاحمُ أمام مخيّلتي تشعرني بالدّوار .
بدأ الخمولُ يسري في شراييني وبدأت عيناي في الثقلانِ شيئاً فشيئاً ، حاولتُ المقاومة ولكن شبحَ النّوم كان رقيقاً و بارعاً في جعلي أحتضنهُ دون أن أدري ، وبعد ثواني أغلقتُ عيناي تاركةً حمولة الدّنيا ومصاعبها طارقةً أبوابَ الأحلامِ الورديّة .
.
.
4:34 صباحاً
.
.
طـق طـق !
طـق طـق طق !
" ماي بيل جوينز ، أيتها العينة أخرجي ، أكاد أفعلها على نفسي ، معدتي ستنفجر " .
صرخت مينا بغضب وإشتعال وتكاد تخلعُ الباب من مكانه .
فتحتُ عيناي بصعوبة غير قادرة على إستيعابِ ما يحدث ، أحاولُ النهوض لأسقطَ في حوضٍ من الماء وتسري القشعريرة بسائر جسدي وأنتفض في مكاني ، أنتصبُ بسرعة شاعرةً بالبردِ يلتحفُ جسدي .
طـق طـق طـق !
طـق طـق طـق طـق !
" إن لم تخرجي في غضون عشر دقائق ستندمين حقا " .
هددّت بفارغِ صبرٍ وأسمع صوت قفزات و شتمات .
نهضتُ وأفرغتُ الحوض وترنّحتُ نحو البابِ ألتقطُ مئزري .
فتحتُ الباب لأحصلَ على صفعةٍ قوية وأتشنّج بمكاني .
" هذه لأنكِ جعلتني أنتضر " .
دخلت للحمام ، شتمتُها وأخذتُ مرطّب الجسم برائحة الّافندر ووضعتُه على جسدي ، إرتديتُ ملابس النوم وقفزتُ إلى فراشي ، بدأتُ أتقلبُ في مكاني شاعرةً بالأرق .
" يا إلٰهي لم آخذ حصّة تكفيني من النّوم ، ورائي يومٌ طويل " .
" هذا جزاءُك " .
تحدّثت مينا من أسفل الغطاء لأرميها بوسادتي وتضحكَ باستهزاء .
جلستُ بعد أن علمتُ أنني لن أنام ثانيةً ، تناولتُ هاتفي وبدأتُ أقلّبهُ ولا يوجدُ شيءٌ مثيرٌ للإهتمام ، لا زلتُ لا أفهم كيفَ لباقي الفتيات أن يبقين ساعاتٍ طوال على الهاتف ، أقصد ما الذي يفعلنهُ مع هذه الآلة الحديدية الباردة .
دخلتُ على الرسائل وقمتُ بإرسالِ رسالة إلىٰ هانتر .
" هان ، هل أنتَ صاحٍ ؟ ، أرسل لي رسالة إن كنت كذلك :) " .
وضعتُ هاتفي بجيبي ونزلتُ نحو الأسفل ، شعرتُ بهاتفي يهتز لأبتسم بسعادة .
" أجل ، هل قمتِ بالإستحمام ؟ " .
إستغربتُ من سؤاله لأجيبه بـ : " أجل " .
" ونمتِ في منتصفِ الحوضِ مجدّدا ؟ :) " .
بدأتُ بالضحك رغماً عنّي وقمتُ بالإتصال به .
" مرحباً " .
أجابني بصوته المرح لتتسعَ إبتسامتي وأتنهّد بسعادة .
" مرحباً ، كيفَ علمتَ أنّني نمتُ في منتصفِ الحوض ؟ " .
" لأنّني أعرفُكِ أكثر من نّفسك صدّقيني " .
" حقّاً ، إذاً أتودُّ أن تخرُج قليلاً ؟ " .
" إلى أين ؟ " .
" نتمشّى ، إن أردتَ النّوم لا عليك ، سأخرُجُ وحدي " .
" إرتدي شيئاً ثقيلاً وجفّفي شعرك ، لا بدّ أنّه لا زال مبتلّا ! " .
وضعتُ يدي على شعري لأبتسم ، إنهُ يعرفُني حقّاً .
" حسناً لا تقلق ، أنا بانتضارك " .
أغلقتُ الهاتف وصعدتُ بسرعة لأجفّفَ شعري ، أخرجتُ ملابسَ عاديّة وإرتديتُ جاكيتً وقبّعةً ، خرجتُ من المنزلِ ووجدتُه أمام الباب .
" مرحباً " .
إبتسمتُ بإحراجٍ ولا أدري لماذا ! .
" أبعدي هذه الإبتسامة الغبية وكوني طبيعية ولو لمرة ! " .
تحدّث بهدوءٍ لأكشّر ، لماذا عليه أن ينتقدَني كلّ مرّة .
" إذاً هل سنظلُّ صامتينِ هكذا ؟ " .
سألتُ بعدَ أن أمضينا قرابة الخمس دقائق صامتين .
" لا أدري ، تحدّثي إن أردتِي " .
" كيفَ حالك ؟ ، كيفَ كان يومُك " .
" جيّداً ، وأنتِ ؟ " .
" عاديّ ، كأي يوم " .
مشينَا بهدوء في هذا الشّارعِ الساكن ، لا صوت ، لا حركة ، فقط صوتُ أقدامنا وهفهفةُ ريحٍ خافتة .
" هان ، قم بالغناءِ من أجلي " .
لا أدري لما أطلُبُ منه الغناء من أجلي ولكن صوتهُ يجلبُ الطمأنينة إلى قلبي ، لديهِ تلك النّبرةُ المختلفة التي لم أسمعها من أي شخص ، الرقّة و البحّة الذّانِ يتوفّرانِ في صوتِه يجعلانِه مميّزاً بطريقةٍ مذهلة .
" ماذا تريدينَ بالضّبط ؟ " .
" أيّ شيء فقط أطربني " .
تمتمتُ واحتضنتُ يده وأكملنا السير بهدوء .
" حسناً ، سأغنّي لكِ أغنية سمعتها منذ أسبوع وقد أعجبتني حقاً " .
إبتسمتُ له كإجابة فردّ لي الإبتسامة .
" لماذا تبدو حزينا ؟
الدموع في عينيك
هيا تعال الي الآن " .
بدأ الغناءَ بهدوء لأغنيةٍ مجهولة أسمعُها ولأوّل مرة ، هه ، كما لو أنّني من مدمني الأغاني مثلاً ! ، إبتسمتُ وشددتُ على ساعده وهو يكملُ غناءه الّذي بدأ وكالعادة يلامس قلبي بخفّة وإنسيابة .
" لا تخجل من البكاء .
دعني أراك بوضوح .
لأني أنا أيضا رأيت الجانب المظلم .
عندما يتلبسك الظلام ولا تعرف ماذا ستفعل !
لا شيء مما ستبوح به لي سيقلل من حبي الكبير لك .
سوف أقف معك ، سوف أقف معك .
فلا تدع أحد يؤذيك لأني سأقف معك " .
" اذا شعرت بنوبة غضب فاغضب !
لا تحبس كل شيء في داخلك .
تعال وتكلم معي الآن .
فماذا عندك لتخفيه ؟ .
فأنا أيضا أغضب مثلك .
حسنا أنا أشبهك كثيرا !
عندما تقف في مفترق الطرقات ،
ولا تعرف اي طريق ستختاره !
دعني أرافقك :)
لأنك حتى وان أخطأت .
سأقف بجانبك .
لن أدع أحدا يؤذيك .
خذني في أحلك الأوقات ولن أهجرك .
سأقف معك وبجانبك .
وان جثم الظلام عليك !
وشعرت بالوحدة .
لن تكون لوحدك ، لأني سأكون معك .
ولن أترك أحدا يؤذيك .
سأقف بجانبك . ".
أكملَ غناءه لأشعُر بالدّموع تتزاحمُ حولَ عيناي كأنها تودّ الفوز في مسابقة من سيقفزُ أولاً ، بدأت بالإنهمارِ واحدةً تلوة الأخرى وبدأت شهقاتي بالتسلّل من حنجرتي إلى مسامِع هانتر .
" ماي ، ماي عزيزتي ، ماي ما الّذي حدث ؟ ، لماذا تبكين ؟ ، أخبريني ماذا حصل ؟ " .
حضن وجهي بقلقٍ وعيناهُ تلوذُ به متفحّصةً إياهُ هنا وهناك آملةً أن تحصلَ على إجابة .
إبتعدتُ عن حضنه مجهشةً بالبكاءِ المرير ، لم أعُد أحتمل حقّاً .
" لماذا كان عليهِ أن يغادر هان ؟ ، لقد وعدني بأنّه لن يتركني ، كلُّ تلك الوعود الّتي ردّدتَها في الأغنية قد قام بترديدها لي مراراً وتكراراً ... " .
شعرتُ بحجرٍ يتوسّطُ حنجرتي يسدُّ مخرجَ كلماتي ، إقتربَ منّي هان ثانيةً وهو يمسّدُ ظهري لأسقُط في حضنه مكملةً أنّاتي وآهاتي .
" لا عليكِ إهدئي ، أنا بجانبك ماي ، لا تقلقي عزيزتي ، سأكونُ بجانبك دائماً " .
" لقد وعدني أيضاً ، قالَ بأنّه سيضلُّ بجانبي في السّراءِ والضّرّاء ، و قال لي عندما أحزن يجبُ عليّ الرّكضُ إليه وإحتضانه وهو بطريقةٍ سحريّة سيخفّفُ من آلآمي ويجعلُني سعيدة ، و .. وعندما أغضب أذهبُ وأنفّسُ عليّ في جسده ، وّ .. و عندما أودّ أن أبكي ، آتي وأبكي في حضنه ، ولكن أين هو الآن ؟ ، أين هو ؟ ، أنا حزينة ، أنا أودّ أن أبكِ ، أودّ أن أضربه ، أودّ أن .. ، أن يأتي وحسب ، فقط عليه أن يأتي هان ، قل لّه أن يأتي ، قل لّه أنا محتاجةٌ إليه وأريده " .
" ليسَ عليه أن يأتي فأنا هنا ولن أترككِ أبداً ، أعدك ! " .
تحدّثَ بلطفِ لأوبّخه .
" لا تعدني بشيءٍ هان ، فقط كن بجانبي متى إستطعت ، أرجوك لا تعدني بشيء ! " .
" حسناً عزيزتي ، سأكونُ بجانبك متى استطعت ".
بدأ بتحريكِ يده حول ظهري مشكّلاً دوائر وهمية تجعلُ جسدي يسترخي ، توسّدتُ كتفه ولازال جسدي يرتفع ويهبط مسرّباً شهقاتٍ خافته .
.
.
| السّاعة 6:45 صباحاً |
.
.
ترررن تـررررن !
" ماذا هناك ؟ " .
بدأت بتفحّص جسدي وأخرجتُ هاتفي لأرى من .
" ماذا تريدين ؟ " .
أجبتُ مينا بصوتٍ يغمرُه النّوم وأنا أتثاءب بنعاس .
" أينَ أنتِ ، أمّي قد صرعَت رأسي وهي تسألني عنك ، إنها قلقةٌ عليك أيتها البائسة ، كان بإمكانك تركُ رسالة ، هاي أنا سأذهبُ وأنام عندَ صديقتي ، صديقي أياً كان ، أنا سأسافر ، سأنتحر ، سـ ... " .
أغلقتُ الهاتف بوجهها ورميتهُ بجانبي وتقلّبتُ نحو الجهة الثانية من الفراش ، فراش ! .
نهضتُ بسرعة وأنا أبحلقُ في المكان متفحصةً إيّاه بدقّة ، أين أنا ؟ .
" يا إلٰهي هل تمّ خطفي ؟ " .
تحدّثتُ بذعرٍ لأشعُر بيدان تلتفّانِ حولَ عيناي .
" أجل لقد قمتُ باختطافك " .
قال أحدُهم من ورائي بنبرةِ صوتٍ غريبة لأستدير بقوة وأقومَ بضربة على رأسهِ بأقصى ما يمكنني .
" خذ أيّها اللعين ، كيفَ أمكنَك أن تخطِف فتاةً بريئةً مثلي أيها الوغد ، كيف أطاعكَ قلبُك أيها السّافل " .
صرختُ عليهِ لأسمعَ صوتَ صراخٍ مألوفٌ لديّ .
" هان ! ".
" أجل هان أيتّها المتوحّشة ، ماذا قلتِ بريئة ! " .
بدأ بالأنين والإمساكِ برأسه ثمّ أردف : " أضنُّ أنّكِ قد تسبّبتِ لي بارتجاجٍ دماغيّ أيتُها البريئة " .
" بربّك ، هل هناك من يمزحُ مع أحدٍ إستيقظَ ولتوّه من النّوم ؟ " .
" هل تعدّينَ هذا نوماً ؟ ، إنّه غيبوبة ، تعبتُ وأنا أوقظُك لكي تعودي للمنزل ، ولكنّكِ كنتِ كالجثّة " .
صرخَ لأحدّقَ فيه بغضب وأنضر للسّاعة .
" يا إلـٰهي تأخّرتُ على آيزر " .
صرختُ وخرجتُ للشّرفة مسرعة ، لحسن الحظّ أن شرفتي ملاصقة لشرفة هانتر وإلّا ما كنتُ سأصلُ بسرعة أبداً .
دخلتُ وقمت بتجهيز نفسي ، وبّختني أمّي ولكنّني كنتُ مستعجلة لذا لم أتشاجر معها ولم أفسّر لها أيّ شيء ، أخذتُ كوب قهوة مينا ، شربتهُ بسرعة وخرجتُ قبل أن تلاحظ ، ركبتُ درّاجتي وانطلقتُ نحو منزل السيّد " دايفد هيليكس " .
" إنّها أنا ، ماي بيل " .
تحدّثتُ لتفتح لي ماريانا مدبّرةُ المنزل .
" صباحُ الخير عزيزتي ماي بيل " .
حيّتني بابتسامتها المعتادة ، رغم كبرِ سنّها إلاّ أنّها لازالت تتمتّعُ بإشراقة جميلة تكتسحُ وجهها المليء بالتّجاعيد .
" صباحُ الخير ماري ، إستيقظَ آيزر ؟ " .
" أجل ، إنّهُ بغرفته " .
قالت وهي تفسحُ ليَ المجالَ لأدخل ، توغّلتُ نحو الدّاخل ، صعدتُ الدّهليزَ وتوجّهتُ نحو غرفته لأسمع مزيج ضحكاتِ آيزر والسّيدة إيلينا ، أمّه .
" أدخل " .
صرّحت لأفتح الباب وأرى السيّدة ترتدي لباساً رسمياً كالعادة .
" جيّدٌ بأنّكِ أتيتِ فلقد تأخّرتُ عن عملي ، ماي لدينا موعدٌ رسميّ للغداء لذا عليكِ تحضيرُ آيزر وإلباسهُ ملابس جميلة وبسيطة ، وإيّاكِ ثمّ إيّاكِ أن تجعليه يأخُذ قيلولة مهما أصرّ . حسنا ؟ ".
أمرتني لأومئ بإيجاب فتقّبلُ صغيرها وتخرج .
حمّمته وأخرجتُ له ملابس هادئة يسودُها الأزرقُ الباهت لتعكسَ لون عينيهِ اللّطيف ، أطعمتُه وإهتمتمتُ به حتى جاء موعدُ عودة السّيد والسيّدة ، أخذو طفليهما ، ودّعتُهم وخرجت بعدما أنهيتُ عملي .
امامي الآن ساعتان حتّى موعد إفتتاح المقهى لذا سأقضي بعض الوقت مختليةً بمفردي ، شققتُ طريقي نحو ' Central park ' ، جلستُ في أوّلِ مكان رأيتُه مناسباً ، لا أحبُ التوغّل فيها كثيراً ، ليس لأنّني أكرهُ هذا المكان أو شيئاً من هذا القبيل ولكنّ هذا المنتزه ضخمٌ للغاية وأخافُ التّوهانَ فيه .
ترجلتُ من درّاجتي وأخرجتُ من صندوقها الخلفي عدّة الرسمِ الخاصّة بي من ألوان ، أقلامِ ، وأوراق .
جلستُ على الكرسيّ الخشبي وبدأتُ بإمعانِ النّظر نحو رسمتي النّاقصة ، لمحتُ بعض العيوبِ الّتي لم أنتبه لها سابقاً ، تناولتُ الممحاة وبدأتُ بالمسح بحذرٍ شديد خوفاً من إفسادها ويضيع تعبي سدىً .
" جميلة " .
بعثر تركيزي صوت شخص ما من ورائي ، لقد سمعتُ هذا الصّوت مسبقاً .
.
.
.
-----------------------------------------
ترقّبو الفصول القادمة ~ ♡
.
.
love ya fantasticeny ❤