خبز الفداء (سميرة عزام )

By RaghadMohammed7

1.5K 16 20

حب يولد في اغرب الاوقاات وحتى غرابة الوقت لم تمنع هذا الحب من الاستمرار باختصااار : قصة حب فلسطينية عفيفة وس... More

note
Part 1
Part 3
Part 4. The End

part 2

250 3 7
By RaghadMohammed7

لقد انقضى اسبوع لم يرها خلاله , فأين عساها تكون ؟ لماذا يحس بأنه مدفوع الى الاهتمام بها ؟ مدفوع الى محبة القميص الذي حاكته؟ ولقد اكتشف بالامس شيئا , فحين قام يلبس في الصباح , حمل القميص في يده وراح يتأمله , لقد عاش اياما بين يديها وهي تبنيه غرزة على غرزة دون ان تدري لمن يكون , لعلها رسمت في ذهنها صورة للرجل الذي سيرتديه , وهي بالتأكيد قد اختارته ان يكون طويلا عريض الكتفين , رجلا تعلق عليه امل البطولة . والتفت الى نفسه في المرآة المعلقة على الحائط وتحسس ذراعيه المفتولتين .

وضحك على سخفه وهو يتأمل نفسه , ولكن اي ضير في ان يكون سخيفا فيرفع مثلا القميص , ويشمه طويلا , ويقبله ايضا ؟

ورآها في الطريق . لم تكن في ثياب الممرضات , فاعترض طريقها قائلا :

رامز : كدت لا اعرفك , فما كنت يوما الا بيضاء .

واعطته يدها يصافحها  , وقالت :

سعاد : لقد غادرنا المستشفى , انني لا اجد ما افعله اليوم , وانت ماذا تفعل ؟

رامز : طوابير تدريب في النهار , خفارة في الليل , ولا شاي !!!

ورنت ضحكتها الفضية , وضبطته يتطلع اليها فاحمرت , وهمت بان تمضي , وبسرعة قبل ان يضعف امام خجله , سألها شيئا :

رامز : ارجو الا تظنيني وقحا , هل استطيع ان اراك في مكان ما ؟

سعاد : بلدتنا اصغر من ان تتسع لنا .

رامز : ولكننا اخوان سلاح , انني ادرب طوابير من الجنسين على استعمال البندقية , تعالي الى نادي الميناء سنتحدث قليلا بعد ان افرغ من التدريب .

واتفق على حضورها في الثالثة , ثم انهمك في تدريب طابور ناعم , كيف يقف وقفة لا ترتعش تحت بندقية ثقيلة , ولمحها تدلف , وتجاهلها حتى انتهى وصرف تلميذاته , واتجه يحييها ويقدم لها كرسيا ويسحب لنفسه اخر .

سعاد : ألست متعبا ؟

رامز : وأينا لا يتعب ؟ ولكن بعد ان عرفت ما يدور في مستعمرات الصهاينة من تأهب وتعبئة , تمنيت لو كان يومنا ستين ساعة ... ان امامنا عمليات رهيبة .

سعاد : أخائف انت ؟

رامز : متحسب , لسنا في موقف هين , يخيل الي ان اليهود زرعوا مواسمهم اسلحة , وملؤوا بطون مستعمراتهم بها , لقد اكتشفنا اشياء كثيرة

سعاد : هل ذهبت بنفسك ؟

رامز : كثيرا قبل ان يتوتر الموقف , اما الان فلا استطيع , انني على لائحتهم السوداء .

رآها تتأمله ثم انفرجت شفتاها , وتألقت في عينيها تلك النظرة الحازمة .

سعاد : أتدري لقد بت اصدق انك بطل ؟

رامز : بطل ... لا اظن , ولكن بطاقتك توحي الي بان اكون .

سعاد : أما زلت محتفظا بها ؟

رامز : هي ذي .

وأعطاها لها , ولما مد يده ليسترجعها ضغط على يدها قليلا ثم ارخاها , وتركها تداري خجلها متطلعا الى البحر الازرق امامه .

كان الوقت ربيعا , وربيع فلسطين بحر ازرق تتهادى عليه اشرعة المراكب البيضاء نهارا , وترصعه فوانيس قوارب الصيد ليلا , وبساتين برتقال يكثف عبقها الهواء , وفي ربيعها ذاك عرف شيئين : الحب والحرب ,وكان الاول يعطي معنى للثاني , فالحرب ليست عدوا يُقتل لشهوة , انما هي حق حياة للارض التي يحب , والفتاة التي يحب , ان فلسطين ليست بحرا ومراكب صيادين , وليست برتقالا يتعلق كالذهب , وليست زيتونا وزيتا يملأ الخوابي  ... انها عينا سعاد السوداوان ايضا . وفي عيني سعاد رأى خير فلسطين كله , رأى ظل بيت سعيد له , وزوجة تنجب له ابطالا صغارا , وتجعل من حبها معنى لوجوده .

ومع كل اطلالة صباح , كان يستقبل خيالها , جنبا الى جنب مع انباء المعارك في صحف الصباح , معركة القسطل , هجوم قومه من مثلث الرعب على قرى الاعداء , غاراته واخوانه على المصفحات اليهودية المتسللة على طريق حيفا-عكا نهاريا , بطولة قومه في سَلَمَة , في كل مكان ...

ثم كانت كارثة حيفا . 

لن ينسى ذلك المساء , كان مشغولا بصف التدريب , حين التفت الى البحر فاذا بعشرات المراكب المحملة بالناس , وتجمهر اهل مدينته على السور , وفي منطقة الميناء يستطلعون ... كانوا على علم بالمعارك التي تدور في حيفا , وكانوا يدرون ان سلطات الانتداب قد مكنت الصهاينة من المراكز المحصنة سرا , في حين ادَّعت أنها لن تتخلى عن المدينة الا بعد انتهاء فترة الانتداب بشهور , ولكن فجأة اعلنت عن اضطرارها لاخلاء المدينة .

وانصب الهول من الكرمل على العرب الذين يعيشون في السفوح , ومهدت السلطة لحالة ذعر بحرب اشاعات فتحت معها الميناء , وأطلقت سفنها تحمل كل راغب في رحيل , فتكدسوا فيها والنار تلفظ هولها عليهم من الجبل , ولفظتهم السفن على ساحل عكا كتلا بشرية , يئن بعضها من الجروح , وبعضها من الجوع , وبعضها من الفزع .

وامتلأت بيوت مدينته , مساجدها , اديرتها , ساحاتها , بهم .

وتحملت مدينته الصغيرة عبء تدبير طعام ومأوى لهذه الآلاف .

وفي تلك الليلة رأى سعاد مع عشرات المتطوعات , يستقبلن الجرحى في الميناء , ويوزعنهم على المستشفيات والبيوت , وبدأت حرب الاشاعات تلعب لعبها في الاعصاب .

استيقظ في صباح اليوم التالي على قرع شدييييد على باب غرفته , وفتح الباب وذهل اذ رآها , كانت تبكي .

(ملاحظة : الصورة اللي فوق صورة لميناء عكا )

stoooooooooooooooop

خلص البارت لهون

مين بتتوقعوا كانت تبكي وليييش ؟؟

كل هاد ببارت 3

ان شاء الله عجبكم البارت والاقي تفاعل وكومنت وفوت

thank youuuuuuuuu

love you allllll <3 <3 <3 


Continue Reading

You'll Also Like

1.9M 27.1K 36
𝐉𝐄𝐎𝐍 𝐉𝐔𝐍𝐆𝐊𝐎𝐎𝐊 & 𝐑𝐔𝐉𝐈𝐍 رجل تعرض للخيانة ليصبح وحش متعطش للانتقام يجوب الأرض بحثًا عما يخفف من غليانه الدفين.... تحت إسم الإنت...
100K 3.7K 16
تلمع عيناه بشكل خبيث وهو يبتسم في وجهي "من الواضح انك لا تعرفين من انا" حقًا هو يتوقع مني ان اعرفه؟ ضحكت بشده لأمسح دموعي "من الواضح انك لست مهمًا بم...
35.6K 2K 13
" لن نهتم بلعنة ابنتك، تكفينا حياتنا نحن.. " • تم التخلي عنها من قبل والــدتهــا، و اصبح ملجأها الوحيد * اخوتها *
52K 1.4K 30
رواية سودانية بقلم وفاء الكردي