آلام خفية"قيد الكتابة"

By mmariamkhalill

11.9K 952 775

هل تدرك قسوة الحياة وأنت بدون مأوى مشردًا في الشوارع، وما مدى صعوبة البقاء وحيدًا بدون والدين، حتى يتخلى عنك... More

اقتباس بسيط 🤍
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
رجاء بسيط بمناسبة يوم عرفه 🤍
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
تنوية
الفصل الثامن
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
تنوية 🍉
الفصل الثالث عشر
خطوة لذيذة 😂♥️

الفصل التاسع

337 32 60
By mmariamkhalill

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 👀 💗
أولا بتمني الرواية تكون عجبتكم
ثانياً بقا تفاعلكم مع الرواية بيشجعني اكتر أني اكتب وعدم التفاعل بيحبطني جدا ف ياريت تتفاعلو شوية 😂👀💗
........

شاورما بس أنا مش جعانه شكرا.
قالت ذلك من خلف قلبها كانت تتضور جوعا لكن كبريائها منعها من الاستسلام له وتناول الشطيرة،

ظنت أنه سيضغط عليها لتأخذها، لكن وجدته يضعها في فمه ويأكلها، صدمت مما فعله لكنها سرعان ما شاحت بوجهها بعيداً عنه بضيق،لم يمر وقت طويل حتى سمعته يضحك بصوت عالٍ دون أن يقول أي شيء وبعد ثوان قليلة أخرج شطيرة أخرى من جانبه ودون أن ينظر لها مد يده بالشطيرة إليها،

لم تفكر هذه المرة وأخذتها فرأته يبتسم بهدوء وساد الصمت بينهما من جديد، وبعد مرور ما يقارب من النصف ساعة من القيادة توقف محمد أمام صيدلية وترجل من السيارة ،

حدجته رنوة بغرابه لكنها لم تعلق على ما يفعله، تابعته بهدوء فوجدته يدلف إلي الصيدلية، غاب في الداخل لما يقارب الدقيقتين ثم عاد مرة أخرى حاملاً كيسًا بلاستيكيًا بداخله شيء لم تتمكن من التعرف عليه، تظاهرت بعدم الاهتمام بالأمر فجلس محمد مرة أخرى وقاد السيارة،

لم ينبس بشيء طوال الطريق حتى اقتربوا من الوصول إلى المنزل تقريبًا فأعطاها الكيس، أخذتها رنوة منه على استحياء ونظرت إلى داخله فوجدت فيه مناديل مبللة، ثبتت نظرها على محمد ففهم ما تريد أن تسأل عنه، فقال:
_" عينك باين عليها أنك معيطه ومتبهدله شويه من الكحل اللي كان محطوط فامسحيه عشان محدش جوه ياخد باله او يضايقك بسؤال".

ظهرت ابتسامة الإمتنان على محياها لكنها لم تقل أي شيء بادلها محمد الابتسامة وترجل من السيارة تاركها تهندم وجهها بإرتياح، لم تشعر بمن يختلس النظرات إليها بين الحين والآخر،

كان كلما نظر إليها أصابته غصة حزن في قلبه ، يرق قلبه لحالتها وهو يرى الضعف والهزيمة في عيناها ورغم ذلك ترسم قناع القوة والثبات على وجهها ببراعة لتخدع به الجميع، فهم أنها تفعل هذا معتقده بأن هذه هي الطريقة التي تحمي بها نفسها وشقيقتها،

فوجئ بها تخرجه من شروده وهي تطرق علي زجاج السيارة ، تحمحم وهو يدلف إلى السيارة مرة أخرى وانطلق إلى المنزل، عندما اقتربو وجدت رنوة "غرام" تنتظرها في الشرفة والقلق واضح على وجهها، هبطت رنوة من السيارة ووجهت حديثها لمحمد قائلة:
_"شكرا علي مساعدتك ليا في كل مره".

قالت ذلك وكانت على وشك المغادرة، لكنها توقفت مرة أخرى وكأنها تذكرت شيئًا:
_"عاوزه أعتذر لك برضو علي أسلوبي معاك الصبح".

أنهت جملتها وتركته دون أن تنتظر منه الرد، ظل محمد يحملق بها حتى اختفت عن مرآي عينه، تفاجئه كثيرا بأسلوبها معه تارة توبخه دون أن يفعل لها شيء وتارة أخرى تشكره ، حك ذقنه النابتة بمقدمة يده وهو في حيره من أمرها.

....................
صعدت رنوة إلى الطابق العلوي فوجدت غرام تنتظرها ويبدو أنها تحضر زمرة من الأسئلة، طلبت رنوة منها التمهل حتي تتمكن من التقاط أنفاسها، ظلت غرام وروانا يحدقان بها حتى هدأت فباغتتها غرام قائله :
_"كنتِ فين كل ده يا رنوة و مبترديش علي تليفونك ليه و..."

قاطعتها رنوة بجدية:
_"استني ثواني و هجاوبك علي كل أسالتك"

أشارت لها غرام أن تستمر فتنهدت رنوة وتذكرت ما حدث لها في الصباح وأخبرت أختها و صديقتها بكل ما حدث فكانت تتغير ملامحهما من الصدمة إلى الغضب والحزن مما حدث لها حتى استوقفتها غرام قائله بعتاب:
_"بس حرام عليكِ تحرجي عمر بالطريقة دي وكمان محمد برضو معملش حاجه تستاهل تعامليه كده، مش كفاية الناس واقفين معاكِ لحد اخر لحظة و بيجبولك حقك".

زفرت رنوة بقوه وقالت بنبرة يشوبها الحزن:
_"عشان اللي بتقوليه ده يا غرام كان لازم أعمل كده، مينفعش بعد اللي بيعملوه معانا ده يبقا جزائهم أني ادخلهم قسم الشرطة وابهدلهم ورايا".

ثم أكملت بوجه عابس:
_"كل اللي بيقرب من حياتي مصيره بيبقا انه يتأذى وانا مش عاوزه اعرضهم للأذى أنتِ شوفتي بعينك والدة محمد بتعاملني ازاي لأنها شايفه ان أبنها هيوقع نفسه في مشكلة بسبب بنات لا تربطها بيهم صله، عاوزاني أعمل اللي هي خايفه منه عشان تكرهني أكتر ".

خفضت غرام رأسها بحزن كل ما قالته كان صحيحا، ربتت على كتفها بحنان قائله:
_"يا حبيبتي أنتِ شايله فوق طاقتك اوي".

لامست جملتها الأخيرة قلبها فتجمعت العبرات في مقلتيها وقالت بمرارة:
_"الحمدلله، ربنا مبيديش لحد ابتلاء غير لما يكون مديله المقدرة علي التحمل".

أخذت غرام رأسها وضمتها إلى صدرها وربتت على ظهرها بحنان بالغ و تجمعت العبرات في مقلتيها هي الأخرى حزناً على حال صديقتها
.........
كان "يوسف" يجلس على مقعده في المقهى الشعبي الواقع في أزقة الحي الذي يسكن به، ينفث دخان سيجارته قبل أن يأتيه صوت صديقه الجالس بجانبه قائلاً:
_"مالك كده من ساعة ما قعدنا وانت ساكت، وبعدين دي السيجارة الرابعة اللي تشربها في 10 دقائق، ما تحكيلي حصل معاك أيه مبوظ مزاجك كده"

أخذ يوسف النفس الأخير من سيجارته وداسها تحت قدمه، موجها حديثه لصديقه قائلا:
_"في موضوع كده شاغلني بحاول أخلصه"

غمزه صديقه بخبث:
_"مصلحه جديده ولا أي؟!"

قهقه يوسف قائلا:
_"وحشتك انت المصالح اللي من النوع ده"

لعق صديقه شفتيه قائلا:
_"البت كانت حلوه أوي الصراحة"

لكن تبدلت نظراته إلى الضيق وقال متأففا:
_"بس معرفش أنت مسيبتهاش نتسلي معاها شويه ليه"

قاطعه بإستخفاف وهو يرمقه بنظرات دونية:
"ما الواد اللي بعته لأبن عمها هو اللي غبي راح بلغه علي طول مستناش نخلص مصلحتنا معاها الأول"

أجابه بضيق:
_"فعلا عيل غشيم"

ضيق صديقه نظرته وقال بتوجس:
_"لكن مقولتليش برضو ايه اللي شاغلك الفترة دي؟!"

تملص يوسف من الإجابة وقال وهو يغير مجرى الحديث:
_"بقولك أيه تعالا ورايا مصلحه كده علي السريع"

نظر إليه صديقه منزعجًا من تهربه وشعر أنه يخفي عليه شيئًا ولا يريد أن يعرفه لكن في النهاية امتثل له ودفع ثمن مشروباتهم وذهب معه.
.....................
في منزل رنوة كانت غرام تحزم أغراضها وتستعد للذهاب، وقفت أمام المرأة تهندم ملابسها لكنها توقفت لثوانٍ و نظرت إلى وجهها قائلة بمرح:
_"هي الرجاله أتعمت ولا أيه؟!"

حدجتها رنوة بذهول وقالت مستفسرة:
_"اشمعنا حصل أيه؟!".

أجابت وهي تغازل نفسها:
_"يعني واحده في جمالي أزاي محدش حبها لحد دلوقت".

رفعت رنوة حاجبيها قائله بتهكم:
_"والله؟!، وبالنسبه للسبع عرسان اللي اترفضو قبل كده ؟!".

نكزتها غرام مشاكسه إياها:
_"كلهم كانو طمعانين في جمالي"

وتابعت وهي تشير إلى نفسها:
_"لكن محدش فيهم حبني لشخصي"

لوت رنوة ثغرها بسخريه قائله:
_" لا وأنتِ شخصك تتحب أوي الصراحه"

حدجتها غرام بغيط قائله:
_"بس بس وأنتِ تفهمي أيه في الحب"

نظرت غرام إلى ساعتها فنهضت مذعورة وهي ممسكة بحقيبة يدها، ذهبت سريعاً إلى رنوة لتوديعها:
_"يالهوي انا اتأخرت اوي، بابا المره دي لو قفشني هتيجي تعزي فيا"

ضحكت رنوة وقالت وهي تحاول طمأنتها:
_"ممكن أكلمه واعرفه أنك معايا"

نكست غرام رأسها بحزن قائله:
_"أنتِ عارفه أن بابا مانعني أني أشوفك او أكلمك تاني من ساعة اليوم اللي مرات عمك جت فيه عندنا وسؤت سمعتك قدام بابا عشان تضمن أنك متجيش تقعدني عندي وتضطري ترجعيلهم تاني".

تنهدت رنوة بحزن وهي تتذكر ما فعلته بها زوجة عمها وحجم الضرر الذي ألحقته بها، وكل ذلك من أجل المال تمنت لو أنها أخذته دون أن تفعل كل ذلك لهم، لاحظت غرام تشتت انتباهها فقالت :
_"يلا تعالي معايا عشان تودعيني، عارفه أني بوحشك"

ضحكت رنوة على مزحة صديقتها ونزلا معًا لتوديعها، كان محمد واقفاً في الحديقة يتحدث عبر الهاتف وحينما رآهم أغلق المكالمة وذهب إليهم مستفسراً:
_"محتاجين حاجه؟!"

أجابته رنوة بهدوء:
_"لا غرام كانت ماشيه ف كنت بودعها".

أبتسم محمد إلي غرام قائلا بنبره هادئة:
_"ماشية ليه دلوقت ممكن تباتي مع رنوة وتمشي الصبح"

بادلته غرام الابتسامة قائله بإمتنان:
_"شكرا يا بشمهندس وبعدين لسه بدري الساعة 9 ونص"

أكملت حديثها مازحه:
_" وبعدين بيات بره البيت الحج ممكن يتبرأ مني فيها دي ".

ارتسمت علي ثغره ابتسامه عريضة من مزحتها قائلاً:
_"لا لا خلاص"

كانت على وشك أن تطلب الإذن بالذهاب، لكن محمد أوقفها وطلب منها الانتظار بضع ثوانٍ،
وقفت رنوة وغرام ينتظران محمد واحتارتا لماذا طلب منهما الانتظار لكن الأمر لم يستغرق وقتا وعاد سريعا، لكنه قام بتغيير الملابس الرياضية التي كان يرتديها إلى بنطال وقميص أسود اللون ، وقف قبالتهم قائلاً:
_"معلش اتأخرت عليكم، اتفضلي يا أنسه غرام أوصلك".

حدجته غرام بحرج قائله:
_"لا لا شكراً أنا هاخد تاكسي أو هطلب أوبر"

وافقتها رنوة قائله:
_" متتعبش نفسك يا بشمهندس غرام هتعرف تروح لوحدها"

عبس وجه محمد وقال بعتاب:
_"يعني مش عيب ابقى موجود وصاحبتك تمشي فالوقت ده لوحدها وبعدين المنطقة عندنا بتبقا شبه مهجورة شويه بالليل ومفيش أمان تركب مع تاكسي أو اوبر"

كادت رنوة أن تعارضه لكنه قاطعها:
_"لو مش واثقه فيا ممكن تيجي معانا عشان تبقي مطمئنه عليها".

لم تقصد رنوة ما فهمه، فتراجعت عن كلامها وقالت:

_"لا مش قصدي أحنا بس مش عاوزين نتعبك".

_"لا مفيش تعب"

وجهه حديثه إلي غرام:
_"أتفضلي".

أومأت له "غرام" ونظرت إلى رنوة وودعتها للمرة الأخيرة قبل أن تغادر، ودعتها رنوة وظلت تنظر إليهم حتى ابتعدت السيارة عن مرآي بصرها، دلفت إلى البيت من جديد وصعدت إلى الطابق الذي تقطن به، تنهدت بضيق تشعر أنها أثقلت على محمد بوجودها هنا منذ قدومهم أخذ على عاتقه مسئوليتهم وتعامل معهم كأنهم من أفراد عائلته.
...............

في السيارة كان محمد ينظر إلى الطريق ولم ينبس بشئ منذ أن ركبا السيارة، لكن غرام أصابها ملل شديد من هذا الصمت حيث كان هذا عكس شخصيتها المحبه للثرثرة فسألت محمد :
_"وحضرتك بقا شغال أيه "

لاحت ابتسامه صغيره علي ثغره وهو يجيبها:
_"مهندس"

قاطعته قائله:
_"أيوه ايوه عارفه لكن قصدي شغال مهندس أيه".

أجابها محمد بنفس الابتسامة المرتسمة على وجهه وهو ينظر إلى الطريق:
_" مهندس ديكور".

فسألته غرام مازحه:
_"شكلك كنت دحيح بقا".

ضحك محمد قائلاً:
_"مش أوي يعني ".

_"مدخلتش ليه طب زي والدك وأخوك".

_"عشان كنت علمي رياضه".

_"وليه مدخلتش علمي علوم؟!".

تفاجئ محمد قليلاً بأسلوبها وطريقة إعطائها وأخذها في الحديث كما لو أنهما صديقان منذ فترة، لكنه أجابها بابتسامة:
"محستش أن عندي شغف للمواد الطبيه وكمان.."

أبتلع ريقه متظاهرا بالخوف وهو يقول:
_"وكمان أنا بخاف من شكل الجروح الكبيرة يعني لو دخلت طب هشوف جروح المرضي بدل ما أعالجهم هيحجزولي سرير جمبهم ونشوف حد يعالجنا كلنا".

ضحكوا سوياً مما قاله، لكن قاطعته غرام قائله:
_" خلاص خلاص نزلني هنا".

تلفت محمد حوله قبل أن يقول:
_"بيتك هنا يعني ؟!".

_"أيوه".

حدجها محمد متسائلا:
_"تمام مش محتاجه مني اي حاجه قبل ما أمشي؟!".

نظرت له "غرام" بإمتنان قائله:
_" لا شكرا جدا والله مش عارفه اقولك أيه علي تعبك معانا".

أبتسم لها محمد بود قائلا:
_" مفيش تعب ولا حاجه".

شكرته غرام مرة أخرى وكادت أن تنزل من السيارة لكنها عادت إليه مرة أخرى وقالت:
_"أنا كنت عاوزة أعتذر لك كمان بالنيابة عن رنوة علي اللي قالته ليكم النهارده في القسم، لكن عاوزة اقولك برضو أنها بجد طيبه جدا وساعات بتقول كلام دبش لكن قلبها أبيض"

أكتفى محمد بالابتسام دون أن ينبس بشئ فلم يجد ما يقوله لها، تركته غرام وذهبت إلى الشارع المؤدي إلى منزلها، ترجل محمد من السيارة وخرج يتأكد أنها وصلت المنزل بأمان، حينما أطمئن عاد وأدار سيارته ليغادر المكان.
...........

كانت رنوة تتفحص الشرفة بين الحين والآخر لتتأكد من عودة محمد للاطمئنان على غرام لأن رصيدها نفد ولم تتمكن من الاتصال بها، كانت روانا تحملق بها بتعجب من توترها الزائد، فسألتها :
"انتِ قلقانه كده ليه؟!".

انتبهت رنوة لسؤالها، فأجبتها بصوت هادئ:
_"مستنيه محمد يجي عشان أتطمن أن غرام وصلت البيت".

فركت روانا عينيها وهي تشعر بالنعاس وتثاءبت قائلة بصوت نائم:
_"معرفش ليه لما باخد البرشام ده ببقا عاوزة أنام"

ربتت رنوة علي كتفها وهي تجيبها بألفة:
_"معلش العلاج بتاعك مفعوله قوي عشان الجرح يلم بسرعه، خشي نامي انتِ دلوقت وأنا شويه وهجيلك".

أومأت لها روانا برأسها وذهبت إلى الغرفة تتمايل يمينًا ويسارًا من شدة النعاس، وبمجرد دخولها الغرفة استلقت على السرير ودخلت في نوم عميق،

ذهبت رنوة خلفها ودثرتها باللحاف وجلست بجانبها مررت يديها على شعرها بحب وهي تتأمل ملامحها البريئة، كانت روانا تتمتع بنفس ملامح والدهم الهادئة، عيون بنية واسعة، وحواجب غير كثيفة، وأنف صغير منمق،

على العكس هي كانت لديها عيون بنية آسيوية صغيرة، وحواجب كثيفة، وأنف صغير، وبعض النمش المتناثر على وجهها، لذا فهي تشبه والدتها أكثر من غيرها، خرجت من شرودها عندما سمعت صوت سيارة محمد تصطف تحت المنزل، توجهت سريعاً إلى الشرفة للتأكد أنه هو من آتي،

التقت أعينهما لثوانٍ معدودة ارتسمت فيهم ابتسامة صغيرة على فم محمد وهو ينظر إليها لكنه اخفض عينه سريعاً ودلف إلى المنزل، تنهدت رنوة وبداخلها مشاعر متضاربة لا تعرف كنهها، وبينما كانت تغلق الشرفة سمعت صوت رنين هاتفها، توجهت رنوة إلى الهاتف ونظرت إلى شاشته لتجد أن محمد هو الذي يتصل، ترددت في الإجابة لكن قبل أن تنتهي المكالمة أجابت فوجدته يقول بحرج:
_"اسف أني بتصل عليكِ دلوقت، بس كنت عاوز أطمنك أني وصلت غرام لحد البيت".

أجابته رنوة بهدوء :
_"مفيش مشكلة انا اصلا كنت قاعده مستنياك ترجع عشان أطمن عليها".

سائلها محمد قبل أن يغلق المكالمة:
_"تمام محتاجه حاجه قبل ما أقفل".

أجابته بنفس النبرة الهادئة:
_"لا شكرا "

أنهى محمد المكالمة فتنهدت رنوة بعمق، لم تعرف سبب حبس أنفاسها عندما تتحدث معه على وجه الخصوص، تحاول دائمًا السيطرة على انفعالاتها معه حتى لا يسيء فهم قصدها، لذلك تكون باردة بعض الشيء وقاسية في محادثاتها معه، تذكر نفسها دائمًا بأنها لا تستطيع إطلاق العنان لمشاعرها مرة أخرى، يكفي ما حدث لها في الماضي سوف تقضي بقية حياتها لرعاية أختها فقط.
..............
كان حسن يتحدث عبر الهاتف وقد تهللت أساريره عندما زف إليه صديقة هذا الخبر السعيد، كانت والدته تنظر إليه بشوق لتعرف ما هو هذا الخبر الذي أسعده، وتمنت في نفسها أن يكون ما تفكر به صحيحاً، نكزته ليقوم بأغلاق المكالمة وإخبارها بما يحدث، أبعد يدها عنه وأشار لها بإحضار قلم وورقة، سرعان ما أحضرت له الورقة وبدأ في كتابة عنوان ما، بعد لحظات أغلق حسن المكالمة وتنهد بارتياح قائلاً:
_"جبت عنوان بنت الأبالسة دي ".

أتسعت مقلتيها علي أشدهما وتهللت اساريرها:
_"بجد أزاي؟".

أجابها "حسن" وهو رافعا رأسه بفخر:
_"عيب عليكي أنا مش سهل برضو".

نكزته والدته وهي تقول بإمتعاض:
_"خلص يا واد مش وقتك".

تأوه "حسن" قائلا بغيظ:
_"براحه ياما أيدك تقيله".

اشتعلت عيناها حنقاً فأكمل "حسن" بحذر :
_"الهانم عامله محضر في واحد صاحب شركة"

حدجته والدته بأهتمام فأكمل حديثه بنبرة متهكمه:
_"قال ايه كان عاوزه يعتدي عليها باين".

شعرت أن الكرة في ملعبها فحدجته وهي تقول بلهجة عدائية:
_"شوفت يا ابني كلام أمك عمره ما خيب أزاي، تلاقيها لقته راجل غني قالت تعمل الفيلم ده عشان تقلبه في قرشين".

وضعت يديها علي كتفه متظاهرة الحنان والشفقة:
_"شوفت أمك بتحبك ازاي ونجدتك مش شباك العقربة دي ".

اشتعلت عيناه غضبا عندما تذكر أنه قد خدع بها وبقناع البراءة الذي أتقنته بمهارة شديدة، هتف بصوت محتد ومتشنج:
_"يوووه ياما مش كل ما أنسي تفكريني".

ربتت "عواطف" على كتفه بخبث وتظاهرت بحبس الدموع في عينيها:
_"خلاص يا حبيبي متضايقش نفسك وتوجع قلبي عليك بكره أجوزك ست ستها ".

في ثوان تغيرت نبراتها وسألته بتوجس :
_"ناوي تعمل أيه بقا ؟!".

ضغط علي شفتيه بقسوة وقال بنبرة عدائية:
_"بكره هتشوفي هعملك فيها أيه".

Continue Reading

You'll Also Like

447K 21.9K 19
الأموال التي انبهرتِ بها يا خالتي بالنسبة لي عتمة أخاف ان اخطو خطوة واحدة داخلها هل تريدين التخلي عني اذا لماذا قمتِ بتربيتي لماذا لمَ تتركيني في ملج...
14.5M 1M 71
صرت اهرول واباوع وراي شفت السيارة بدأت تستدير ناحيتي بمجرد ما يجي الضوء عليه انكشف أمامهم نجريت من ايدي وگعت على شخص ردت اصرخ سد حلگي حيل بعدها أجان...
155K 11.7K 6
عاصفة الهوى هي الجزء الثالث من جانا الهوى وتعتبر الجزء الثالث من العاصفة الدراما مع الرومانسية ، الحب مع القسوة ، الشوق واللهفه وقصص حب سنعيش مع أبطا...
235K 27.9K 11
سَفير كوريّ يقطُن في سويسرا ، يعيشُ حياة هادِئَة مع زرجتهُ بعد ان تزوجا عن قصة حُبٍ عظيمَة ثُمّ فجاة ! تظهرُ فتاة من العدم و بين يديها طِفلَة تزعمُ ا...