هارِبة؟ || JJK

jkrvxu tarafından

6.7K 510 1.3K

ألا يَكُف اللَعب أنْ يَتوَقف عن جعلِنا حَمقى أو جَعلي على الأقلِ؟ إننـي ما عُدتُ أُدرى بالحِقيقة و حَالي؟ أه... Daha Fazla

𝐈𝐍𝐓𝐑𝐎
𝐏𝐀𝐑𝐓 𝐎𝐍𝐄
𝐏𝐀𝐑𝐓 𝐓𝐇𝐑𝐄𝐄
𝐏𝐀𝐑𝐓 𝐅𝐎𝐔𝐑
𝐏𝐀𝐑𝐓 𝐅𝐈𝐕𝐄
𝐏𝐀𝐑𝐓 𝐒𝐈𝐗

𝐏𝐀𝐑𝐓 𝐓𝐖𝐎

734 71 186
jkrvxu tarafından

أهلاً بكم في الجزء الثاني

فضلاً أضف لمساتك اللطيفة بين الفقرات

☆VOTE☆

قِراءة مُمتِعة

_________________________

مُبادرتها هذه المرة كان بِمثابة مُعجِزة بالنِسبة له ، لأجلها سكن في مكانه لِمدة طويلة ... كَي ينعشُ روحهُ بِدُفئها لَم يبرح مكانه و بقى يمسح على طولِ شعرها يسند ذقنه على رأسها يُناظر الفراغ بِشرود

لَكْن حين عودته إلى رشده و أدراكه لِلواقع فوراً أخذ يتنفس بِعُمق و بِشكلٍ مُفاجئ لَها هوَ حملها بين أحضانهِ كالعروسة لِذا تمسكَت بِعنقه فوراً خائِفة مِن الوقوع تزدرد ريقها بِتوتر

رفعَت رأسها تُناظر بِهرجٍ فبادلها الأنظار بِأُخرى هادِئة يَبْتَسِم لَها جعل مِن عينيها ترتعشان تتنفس بِأضطِراب ثُم تُبلل شَفتيها تتستعد لِلتحدث

"هل يمكنك تقبل أحتضاني لكَ كرد الدين على خروجكَ بِرفقتي اليوم؟ لقد أستمتعتُ بِرفقتك لِذا أشكركَ!" نبسَت بِتقطع جعلته يوسع عيناه فوراً يُناظرها بِعدَم تصديقٍ و فوراً توقف مكانه بعدما كان يخطو نحوَ غرفتهما

إذاً هيَ لَم تعني حديثها السابق عن معانقته و كان فقط تمهيد لِحديثها الحالي!!

"أنا؟ أنا زوجكِ و تعتبرين كُلّ شيء أفعلهُ لأجلكِ كدينٌ عليكِ؟" تساءل يتمنى أن تنفي له لَكْنها فقط التزمت الصمت و عينيها كانت توضح لَه أنها حقاً تُفكر بِذلك ... هيَ تعتبر كُلّ شيء يبدرُ منه لأجلها كدينٌ عليها!

و على إثر ذلك هوَ أخذ يُقهقه بِعدَم تصديق يشعر بِسُخطٍ شَدِيدٍ ثُم ناظرها بِحدة يبْتسم لها بِسُخرية "إذاً أنتِ مُدينة لي بالكثير يا زوجتي ... لأنني أفعلُ الكثير لأجلكِ أتدركين؟" دنى منها يرفع حاجِبيه بِغضب

فسُرعان ما حاولت الأبتعاد عنهُ بِرأسه تغمض عينيها بِقوة تتمنى أن لا يحصل بينهما أي ملامسات مهما كانت بسيطة

هوَ حقاً لَم يرغب بقولِ ذلك ولا التصرف معها بهذا الشكل لَكْنها حقاً تُغضبه بِأفكارها و بِعدَم تقديرها لِمحاولاته بِرفقتها ... لا يصدق إلى أي درجة هيَ قاسية القلب

"أنتِ مُدينة لي بالكثير يا ديلارا ... لِذا أنا مَن سيُقرر كيف يجب عليكِ أن تردين الدينَ لي!" دنى مِنها أكثر يتمسك بِها بِقوة لِكَي لا تقع مِن بين يديه ...

كانت تتحرك كثيراً تُحاول التملص مِن بين يديه و لو كانت تدرك بأنهُ سينفعل و يغضب هكذا ما كانت ستنبس بِذلك أبداً ... هيَ في هذه اللحظة تستحقر نفسها كثيراً لأنها من جنت ذلك على نفسها

في بعض الأحيان هيَ أيضاً يغضبها تفكيرها المتخلف لَكْن ذلك ليس بيديها ... لقد أعتادت التصرف هكذا و مُحال أن تعتاد بِسهولة و لِسوء الحظ أن زوجها لا يتفهم ذلك

"أنزلني جيون ... لستُ معتادة!" هذه هيَ حجتها ... لا تتحجج سِوى بِذلك لِذا سيضع حداً لِهذه الحجة و لِتتوقف عن قولِ ذلك و الابتعاد عنه بِواسطة هذه الحجة في كُلِّ مرة تسنح لها فرصة

"إذا لَم أتقرب منكِ فلَن تعتادين على قُربي أبداً ... لنضع أتفاقاً ديل!" همسَ بِحدة بعدما وضعها أرضاً و ألصقها بالحائط ليُحاصرها لا يزال يُناظرها بِحدة يُعبر عن غضبه

"لن نتفق سوياً في الوقتِ الحالي جونغكوك ... لنخلد إلى النوم و نتحدث في الغد!" نبسَت بِهدوء تُحاول السيطرة على نفسها تقبضُ على كفِّها تلتصقُ بالحائط لَعِل لا يحدث تلامس بينهما

لَكْنه قطع كُلّ تلك المسافات بينهما و ألصقَ جسدهُ بِجسدها يكادان يشعران بِتفاصيلِ بعضهما و ذلك جعلها في حالة توترٍ شَدِيد حتّى باتَت يديها ترتعش لتتمسك بِقميصه بِقوة تتنفس بِتهيج

"لا أضمنُ لكِ خلودي إلى النوم في هذه الليلة ، أيخلدُ المرء إلى النوم و هوَ لديه زوجة مثلكِ؟ و أن فعل بِكُلِّ تأكيد سيكون أحمقاً و جاهِلاً!" نبسَ بعدما دنى مِن وجهها يسند جبينه على خاصتها

فأخذت تزدرد ريقها بِصعوبة تضع يدها على صدره كحاجز بينهما إلى أنهُ فوراً أخفضَ يديها يلصقها بالحائط ينفث أنفاسهُ قِبال وجهها جعلها تغمض عينيها بِقوة تكتم أنفاسها بِخشية

"لا أرغبُ بِأجباركِ على شيء لَكْنكِ لا تساعديني في الصمود ، تارةً تخبريني أنكِ لستِ مُعتادة و تارةً تُعانقيني و تخبريني هذا رداً على الدينِ! لِما تتلاعبين بي بهذه الطريقة القاسية؟ أخبريني!" همسَ بِغضب يلصق جبينها أقوى بِخاصتها

"لستُ أتلاعب بِكَ صدقني ... حسناً أنا آسِفة إذا شعرت بالسوء حول حديثي لَكْنني هكذا ... لا أرغبُ من أي أحد أن يفعل شيئاً ما لأجلي دون مقابل ، لأنهم في ما بعد سيذكرونني بِكُلِّ ما فعلوه لأجلي و يجعلونني مُثيرة لِلشفقة!"

حسناً هُنا بعد حديثها هوَ فوراً أفلتها مِن بين قبضته و أبتعد عنها يُحدّق بِها بِغرابة مِن حديثها يُشاهدها تضع يدها على صدرها تتنفس بِصعوبة و ذلك دفعهُ على الأبتعاد عنها أكثر يُشاهدها تقاوم للتنفس بِقلبٍ مفطورٍ ... غِرارها يؤلمه لِلغاية يشعرُ بالندمِ الشَدِيد لأنهُ السبب بِذلك!

"أنا لا أثقُ بالبشر سِوى عائلتي صدقني ... كُن مُتفهماً بأنني أمتلكُ الكثير مِن المشاكل في الثقة و أعدكَ أنني سأحاولُ بِرفقتكَ!" همسَت بعدما أخذت أنفاسها بِراحة تُناظره بِهدوء

كان هوَ أيضاً يُناظرها بِهدوء لَكْنهُ في الآخر تَبْسَم بِأنكسار يؤشر على نفسه "ألستُ من عائلتكِ؟ ألَم تفسحي لي مجال في قلبكِ بِرفقة عائلتكِ؟" كان واضِحاً أنهُ مُتألماً لِلغاية مِن حديثها و تعابيرهُ المنكسرة يوضح كُلّ شيء

"أحتاجُ إلى بعضٍ مِن الوقت بِرفقتك" تحاشَت النظر إليه أثناء حديثها ثُم تخطته فوراً تتجهُ نحوَ غرفتهما تارِكة إياه يُناظر الفراغ بِصمتٍ و الكثير مِن الأحاسيس الحزينة تُداهمه مِن تصرفها و حديثها البارد معه

هوَ ليس بِشخصٍ حساس لَكْنهُ كشخص هائِم و عاشق ... لا يستطيع أن يتقبل بِسهولة أن شريكته لا تُبادله ذات المشاعر ، يؤلمه فكرة أن حبّهُ من طرف واحد ... هيَ حقاً لا تبادله ذات المشاعر!

بعدما التزمَ مكانهُ لِمدة طويلة و أخيراً تحركَ أقدامهُ نحوَ غُرفتهما يلحقها ثُم فتحَ الباب بِهدوء بعدما طرق عليها و سمعَ أستئذانها لَه فدخلَ دون أن يلقي أي نظرة عليها يفتح أزرار قميصه بِصمت

كانَت هيَ فوق السرير مستلقية تُناظره بِتفحص ، كان واضِحاً لَها بأنهُ يتجاهل وجودها لِذا تنهدت بِهدوءٍ تُعدل مكانها على السرير تستعد للنوم

و عَقِب ذلك هوَ أيضاً لَحقها بعدما غيّرَ ملابسه يستلقي بِجانبها و هذه المرة لَم يعانقها ولا حتّى تحدث معها ، فقط أكتفى بِأعطائها ظهره يغمض عيناه ناوياً الخلود إلى النوم

التفاعل بينهما باردة للغاية و لا شك بأن ايامهما القادِمة ستكون صعباً لِلغاية عليهما أن بقيا على هذه الحالة

.

.

.

.

.

أسبوعان أضافيان مضت على ذلك اليوم و لأكن صادِقة حتّى الآن لا يوجد أي تطور بينهما ... هيَ لا تبادر ولا تُحاول أبداً و كأنها ليست تِلك الّتي كانت تخبره مراراً و تكراراً بِأنها ستحاول

و حسناً مِن ناحيته هوَ أيضاً لَم يعد يبادر ولا يتحدث معها ... قليل جداً يتحدث و إذا تحدث فيتحدث معها عبر الهاتف أثناء عمله يتساءل عن مستلزمات المنزل يتفادى التساءل عنها

هوَ لا يزال يشعر بالأنكسار منها و مِن حديثها في آخر حديث لهما لا يستطيع نسيان أنها تراه كباقي البشر و تُفكر بِه بِنظرة سيئة ... لا يرغبها أن تعامله كباقي البشر ، يكفيه أن تتعامل معه كصديق لا أكثر!

لَكْن حتّى معاملة الصديق هيَ لا تعامله فكيف سيستطيع تقبل ذلك؟

على كُلِّ حال لا يزال هوَ لا يُبادر ليس كما السابق ... فها هوَ لِتوهِ يدخلُ منزله بِملامحٍ مُرهقةٍ يفتح أول أزرار قميصه بِضيق كون الطقس في هذه الايام حقاً لا يُطاق و حارٌ للغاية

هوَ حقاً يشعر بالعطشِ الشَدِيد لِذا أول وجهة له كان نحوَ المطبخ ناوياً أرتواء عطشه إلا أن زوجته الّتي تقدمت إليه فوراً و وقفت بِجانبه تمنعهُ من دخولِ المطبخ لِذا توقفَ مكانه بِتعب يُشاهدها تُناظره بِتلبك

"أهلاً بِعودتكَ ...!" نبسَت تَبْتسمُ لَه بِخفة فأخذ يومأ لَها بِهدوء ناوياً أكمال طريقه نحوَ المطبخ و بالفعل ، تخطاها يدخل المطبخ يتجه نحوَ الثلاجة لأجلِ المياه الباردة

كان يتنفس بِعُمقٍ لا يُصدق متى يرتوي مِنها فبدا مُتهلِفاً جداً للبحث عن قارورة المياه حتّى التقطها و أخذ يرتوي مِنها بِنهمٍ دون أن يأخذ أي نفس حتّى أنهى القارورة كاملةً مِن المياه ليضعها جانِباً يتنفس بِعُمقٍ

كانَت هيَ شاهِدة على كُلِّ شيء و كَم أن ملامحه تبدو مُرهِقة فأخذت تُكشر ملامحها بِأسى تقترب منه مُترددة بما ستقوله الآن فعندما لاحظها واقِفة بالقُرب منه رمى بِكامل أهتمامه نحوها يستند على الثلاجة

تحمحمت بِخفة تفركُ أصابعها بِخفة تستعدُ للتحدث "أيان هُنا منذُ الصباح الباكر ... اممم هل لا بأس أن تتصرف بِشكلٍ عادي أمامه كي لا يشك بِشيء!"

و أخيراً ها هيَ تدرك أن الأوضاع بينها و بين زوجها ليش جيداً بتاتاً و علاقتهما على وشكِ الأنهيار و الآن ما يهمها فقط أن لا يشك شَقِيقها بِشيء و موجب عليهما التصرف بِشكلِ عادي أمامهُ؟

هذا حقاً جعلهُ يستضحك بِسُخرية يُناظرها بِهُزُؤ "حينئذٍ ستكونين مُدينة لي!" كان واضِحاً أنهُ يستهزء مِنها و كَم شعرت بالأحراج حيال ذلك فأخفضت رأسها تزدرد ريقها لا ترغبهُ يسخر مِنها بِهذه الطريقة

لِذا تبدلت ملامحها إلى أُخرى حادة لِترفع رأسها تُناظره "لا بأس ، سأردُ لكَ الدين متى ما أردت!" نبسَت غير ناوية على قطعِ التواصل البصري الّذي بينهما و حسناً هوَ أيضاً غير راغِباً بِذلك ، أُهناك أجمل مِن عينيها و تفاصيلها؟

إلا أنهُ كان مُجبر عندما داهمهما أيان بِمرح يقترب مِنهما بِحماس و بِأندِفاع هوَ رمى نفسه على زوجِ شَقِيقته يُعانقه بِحرارة كترحيبٌ بِه "جونغكوك هيونغ! شرفتنا يا عظيم!" هوَ مُحال أن يخرج أي كلِمة جادة مِن ثَّغْره و هذا جعل مِن الأكبر يقهقه بِخفة يربت على ظهره

"مِن المُفترض أن أقولُ أنا ذلك ، لأنك في منزلنا الآن!" في نِهاية حديثه قهقه مُجدداً يبتعد عنه فشاهد الأصغر يُناظره بِهُزُؤ يتخصر أمامه و هذا جعل مِن شَقِيقته تضحك بِخفة تضع يدها على ثَّغْرها

و جدياً ضحكتها جذبَ أنتباه زوجها الّذي فوراً أخذ بِأنظاره و كامل تركيزه نحوَ ضحكتها الجميلة يتأملها بِأندهاشٍ و كأنه لَم يُشاهدها تضحك قبلاً .. لقد بقى حقاً هكذا إلى حين أن صدح صوتِ أيان في الأرجاء

فعاد إلى وعيه فوراً يُشاهده لا يزال يتخصر و يضع خصلات شعره الطويلة وراء أذنه "عُذراً ، ماذا قُلت؟" في نهاية حديثه فوراً أخذ أيان يَتبْسم بِخُبثٍ يُراقص حاجِبيه ثُم نظرَ إلى شَقِيقته يضرب كِتفه بِكتفها يؤشر عليه

"أُنظري إلى زوجكِ الّذي كان يرمي بِكاملِ أهتمامه نحوكِ لِدرجة لَم يستمع إلى حديثي ... يا حظكِ بهذا العاشق!" حديثهُ جعلها تشعر بالخجلِ تُناظر زوجها الّذي بالفعل كان يُناظرها مُسبِقاً يَبْتسِم بِخفة

"و ما الضرر بِتأملِ زوجتي؟ أهُناك نُسخة إضافية مِنها؟ بِكُلِّ تأكيدٍ لا لِذا لَن أفرط بِها و سوف أتأملها كُلّ ما تسنح لي الفرصة!" نبسَ بِغرورٍ يستند على الرُخامة

و سُرعان ما أقتربَ منهُ الأصغر يقف بِجانبه يُناظره بِحماسٍ "على كُلِّ حال ، متى ستبشرانا بِثمرة حُبّكما؟ متى سيأتي أيان الصغير!؟" كان حقاً مُتحمِساً في حديثه حتّى أنهُ أخذ يتحرك بِحماسٍ إلا أنهُ فوراً توقف عن ذلك عندما تلقى ضربة مؤلمة على رأسه و لَم تكن سِوى مِن شَقِيقته الّتي ناظرته بِحدة

"أنت حقاً مُدلل خبيث و قليل أدب ، هذا لا يخصك!" نبسَت بِحدة ترفع سبابته أمامه جعلتهُ يعبس بِخفة يُناظر زوج شَقِيقته و كأنهُ يشتكي إليه

"و ما المُشكلة يا عزيزتي؟ هوَ يرغب بأن ننجب طفلاً و نُسميه أيان على أسمهِ ... لقد راق لي فكرة أن نُسميه أيان!" قالَ حديثه بعدما أقترب مِن زوجته يُعانق خصرها يُقربها منه و في ختام حديثه ناظر أيان يغمز له جعلهُ يتحمس كثيراً يراقبهما بِحماسٍ

كان واضِحاً لِلغاية أن زوجته تشعر بالكثير مِن الحرج و الأسْتِحياء أذ بدأت تحاول التملص مِن بين يديه تضع يدها على صدره في محاولة دفعه بعيداً عنها تَبْتَسِم بِخجلٍ لَكْنهُ لَم يتزحزح مِن مكانه بَل أحكمَ على خصرها يُقربها منهُ أكثر

ثُم دنى مِنها يلثم وَجنتيها بِعُمقٍ مُرسلاً بِذلك الصاعقة الكهربائية إلى كاملِ بدنها فالتزمت مكانها تكتم أنفاسها تشعر بِه يضغط على خصرها بِخفة

"لا تقلق أيان المُدلل ، قريباً ستصبح خالاً و سترى أيان الصغير بين يديك!" هتفَ بِمرحٍ يبتعد عن زوجته الّتي فوراً أخذت تتنفس بِعُمقٍ تحاول استرجاع أنفاسها تعطيهما بِظهرها كَي لا يشك بِها شَقِيقها

"على كُلِّ حال سأذهب و أُغيّر ملابسي يا حَبيبتي لَن اتأخر ، و أنتَ يا أيان ... لا تجعلها ترهق نفسها كثيراً فمِن المُمكن إنها في الوقتِ الحالي تحملُ أيان الصغير بين أحشائها! حافظ عليها!" غمزَ لَهُ في نهايةِ حديثه

و فوراً هتفَ الأصغر بِحماسٍ يومئ لَه يُعانق شَقِيقته الّتي لا تعلم أين تُخفي نفسها مِن الخجلِ و الأحراج تتحاشى النظر بِشَقِيقها الّذي يُثرثر كثيراً ولا يتوقف عن الثرثرة أبداً

بَينما جيون أكملَ طريقه نحوَ غُرفته المُشتركة مع زوجته يَبْتسم بِجانِبية و ما أن دخل الغُرفة بدأ بِنزعِ كامل ملابس يرميها على السَرير دون أي مُبالاة يتوجه نحوَ الحمام يرغبُ بالأستحمام لَعِله يشعر بالأنتعاش

و لقد أستغرق وقتاً قصيراً في الحمام فقد خرجَ عارِياً بالكامل يعكف حاجِبيه بِحدة و كان ذلك تزامن مع دخول زوجته إلى الغُرفة بِهمجية و هيَ أيضاً تبدو ملامحها حادة إلا أنها فوراً شهقت بِقوة عندما شاهدتهُ بِذلك المنظر فتوسع عينيها بِصدمة تضع يديها على عينيها تحجب المشهد على نفسها تعطيه ظهرها

بَينما الأكبر فوراً أخذ يُغطي أنحاء جسده بِأرتباك يضع يداه على صدره و مِن المُفترض أن يضعها على جزء الأهم إلا أنهُ و لِشدة الأرتباك لَم يدرك ماذا يفعل ،

لَكْن عندما أستوعبَ أنها زوجته فوراً أخذ يخفض يداه يتنفس بِعُمق لا يعلم ماذا دهاه و لِما أرتبك؟ هل لأنها داهمتهُ فجأة دون أي سابق أنذار؟ ... لا يهم فهوَ أخذ يكمل خطواته نحوَ الخزانة يبحث لهُ عن منشفة لِيغطي عُريه و عاد يعكف حاجِبيه بِحدة

"أين وضعتِ رَوبي؟ لَم أراه في الحمام!" تساءل بعدما نقلَ بِأنظاره نحوَها لا تزال تعطيه ظهرها و تُغطي عينيها تتمنى أن ينشق الارض و يبلعها بَينما هوَ يتحدث بِأعتيادة و كأن شيئاً لَم يحصل

و بِسببِ ذلك هوَ استضحك بِهُزُؤ يُغطي جزئه السفلي بِمنشفة طويلة يُركز بِأنظاره عليها "ما هذه الدرامية؟ أنا زوجكِ ليكن بِعلمكِ و هذه غُرفتي أيضاً مِن حقي أن أتجول كما أشاء!" بعدما أنتهى مِن سترِ جزئه السفلي بالمنشفة أخذ يضع يداه على خصره ينتظرها أن تلتف إليه إلا أنها التزمت مكانها جعلهُ ذلك يحرك رأسه بِقلة حيلة

"أنظري إليّ لقد سترتُ نفسي!" نبسَ بِغيظٍ فأخذت تلتف إليه بِتوترٍ تقبض على كفَّيها بِقوة تتحاشى النظر إلى صدره العاري و أخذت تُركز بأنظارها إلى عيناه تزدرد ريقها بِصعوبة

"كان ذلك خطئي ، لقد نسيتُ أن أطرق الباب قبل دخولي أعتذر!" نبَست بِحرجٍ تُفرك أصابعها بِقوة إلا أنهُ نفى لَها بِرأسه يخبرها أن لا بأس بِذلك و أخذ يعطيها بِظهره يبحث لِنفسه عن ملابس منزلية

هيَ و لِشدة التوتر تناست لأجلِ ماذا هيَ دخلت الغُرفة فأخذت تتقدم إلى داخل الغُرفة بِتوتر تتجه نحوَ السرير حيثُ ملابسه المُلقى هُناك و لِكَي تُلهي نفسها عن أفكارها أخذت تعكف حاجِبيها بِحدة تحمل ملابسه

"كم مرة أخبرتكَ أن لا ترمي ملابسك هكذا!" نبسَت بِغضب تحمل ملابسه و فوراً هوَ ألتفَ إليها عَقِب حديثه يعض على شَفتيه بِندم ليداعب فروة رأسه ينقل بِأنظاره بينها و بين ملابسه المُتسخة

"أعتذر ، لَم أقصد ذلك لقد تناسيت!" يدرك أنهُ مُخطأ حيال ذلك لِذا أعتذر منها كَي يوضح أنهُ حقاً لَم يقصد أي شيء و فعل ذلك لأنهُ أعتاد لا أكثر!

لَكْنها نظرت إليه شزراً تقتربُ منه ما أن تذكرت شيء ثُم رفعت سبابتها في وجهه تتنفس بِغضب فسُرعان ما أخذ بأنظاره نحوَ سبابتها لا يُصدق أنها ترفعها في وجهه بِكُلِّ وقاحة

"لِما تماديتَ في تمثيلك؟ لِما تعمدتَ بِأحراجي أمام أخي؟ أكان يُعجبكَ ذلك!؟" همسَت بِحدة فسُرعان ما رفعَ بِأنظاره نحوَ عينيها يلتزمُ الصمت و الهدوء جعلها ذلك مُرتبكة لِلغاية و سُرعان ما أخفضت سبابتها ما أن تداركت نفسها تشعرُ بالندم حيال ذلك

لَم تعلم كيف تُبرر لِنفسها لَكْنهُ تحدث بِنبرة مظلمة يمنعها عن التحديث لا يزال يُطالعها "أولاً ليس من اللائق أن ترفعي سبابتكِ أمام زوجكِ و تكسري حدود الأحترام بينكِ و بينهُ ، ثانياً أخاكِ أرادَ المعرفة و أشباع فضوله لِذا حققتُ مراده لا أكثر!" أنهى حديثه بِنبرة باردة يعطيها بِظهره ناوياً أرتداء ملابسه

فقابلتهُ بالصمتِ تزدردُ ريقها بِصعوبة ثُم تراجعت تبتعدُ عنه تخرجُ من الغرفة دون أن تنبس بِبنتِ شفة ... لقد أرادت الشجار معه لَكْن موقفها في لحظة غضب جعلها تبدو كالوَقحة ، لِذا لا ترغبُ بالتحدث معه أبداً

أستمع إلى صوتِ اغلاق الباب فأدرك أنها خرجت مِن الغُرفة لِذا أسند رأسه على الخزانة يغمض عيناه يتنهد بِأرهاقٍ "لَم أتوقع أبداً أنَّ الحال سيصل معنا إلى هذه الدرجة بعد الزواج ، كنتُ مُخطِئاً لِلغاية عندما اعتقدتُ بأنني سأستطيعُ التقرب منكِ أكثر بعد زواجنا ، لأننا ابتعدنا أكثر يا حَبيبتي!"

همسَ يشعرُ بقلبه مُنكسراً للغاية مِنها ، نفورها منه بعد الزواج أزداد أكثر و دائماً تُحطم أماله بالتطور ، هيَ تثبت له أنها حقاً لا تُحِبّه و ليس لهُ أي مكان في دواخلِ قلبها إلا أنهُ سيحاول ... لَن يتركها تذهبُ مِن بين يديه هوَ يُحِبُّها للغاية!

أعتدلَ في وقفته يُكمل أرتدائه لِملابسه ثُم صففَ شعره و أنهى ذلك بِرشِ بعض العطر على نفسهِ يخرجُ مِن الغرفة نحوَ الصالة فكان أيان هُناك جالِساً لِوحدهِ يتصفح هاتِفه بِمللٍ

لَكْنهُ فوراً وضعَ هاتِفه جانِباً عندما لاحظ زوج شَقِيقته يتقدم نحوه و أخذ يَبْتسم بِوسع يتعدل في جلستهِ "لقد تحممت! نعيماً هيونغ هيا أجلس هُنا ، دقائق و ستحضرُ أختي الغذاء!" هتفَ بِمرح يؤشر له بالجلوس على الأريكة فقهقه الآخر ينفي له بِرأسه

"شَقِيقتك تُحضر الغذاء و أنتَ هُنا لا تساعدها؟ يا لك من مُدللٍ كسولٍ!" حركَ رأسه بِقلة حيلة في نهاية حديثه يتخصر أمامه إلا أن الأصغر لَم يتأثر بِحديثه بَل أسند ظهره على الأريكة يكشر ملامحه بِأنزعاج

"لَم أُساعدها عندما كانت في منزلنا سأساعدها في منزلِ زوجها؟ هذا ما ينقصني!" نبسَ بِسُخرية يضع أحد قدميه على الآخر فرفعَ الآخر حاجِبيه بِعدم تصديق يتكتف أمامه و بِنبرة صارِمة نبسَ بعدما وضع تعابير جادة على ملامحه

"هيا أمامي لِنُساعد شَقِيقتك في تحضير الغذاء ... أنت لست فقط مُدلل كسول بل حقير أيضاً!" و عَقِب حديثه أخذ أيان يتذمر منه يرفضُ التحرك مِن مكانه إلا أن الأكبر أجبرهُ على مُرافقته و أمسك بيده يجره ورائه يعاتبه على تفكيره الخاطئ

فقد أخبرهُ أن المطبخ هوَ مقبع النساء و ليس لِلرجال و ذلك لَم يعجب جونغكوك أبداً فأخذ يُعاتبه كثيراً يوضح له أن تفكيره مُعاق و هوَ معاق أكثر مِن تفكيره .

"لَن أتي إلى منزلكما مرة أُخرى ... جونغكوك هيونغ أزعجني كثيراً!" نبسَ فجأة بعدما تكتفَ أمام شَقِيقته يُناظر زوجها بِغيظٍ إلا أن الآخر تَبسمَ لهُ بِاستفزاز يُسلمه الصحون لِكَي يضعهم على الطاوِلة

"لا تُثرثر كثيراً ، الثرثرة ليس مِن شِيَمِ الرِجال!" في خِتامِ حديثه طبطب على كتفهِ بعدما سلمهُ الصحون يدفعهُ نحوَ الطاولة فقلصَ الأصغر عيناه يرمي عليه نظرات حاقِدة

ديلارا كانَت تلزمُ الهدوء لا ترغب بالتحدث مع زوجها ولا النظر إلى عيناه لا تستطيع نسيان موقفها معهُ في الغُرفة و طوال الجلسة هيَ كانَت هادِئة لا تتفاعل معهما و ذلك جعلَ مِن شَقِيقها يُقلص عيناه بِشكٍ ينقل بِأنظاره بينهما

همهمَ بِتفكيرٍ فسُرعان ما نظرا له الزوجين بِتساؤل حتّى تحدث الأصغر يتعدل في جلسته "أشعر أنكما متشاجران! أتشاجرتما عندما كنتما في الغُرفة بِرفقة بعضكما؟" تساءل يمسح على ذقنه بِشكٍ

فسُرعان ما تجَهَم ملامح الاثنان ينفيان له "لا!" و معاً قالا ذلك بَينما ديلارا نظرت إليه شزراً تقبض على كفِّها

"أيان ، أحذركَ بعدمِ الدخول بِشؤننا أنا و زوجي مرة أخُرى! و إلا سأخبرُ والدي فحينئذٍ هوَ سيتصرف مع تطفلكَ!" حذرتهُ بِنبرةٍ حانِقة و بِملامحٍ غاضِبة جعلتهُ يتراجع فوراً يزدرد ريقه بِخشية

لقد أدرك أن شَقِيقته حقاً غاضِبة منه ولا تمازحه ليخفض رأسه يُكمل طعامه دون أن يصدر أي صوت و ذلك أحزنَ جيون الّذي أمسكَ بيدِ زوجته يجذب أنتباهها و أنظارها إليه

"لا بأس هوَ يشعر بالفضول لا أكثر يا عزيزتي!" لَكْنها سحبت يدها مِن بين يديه تنفي بِرأسه و مجدداً نقلت بِأنظارها نحوَ شَقِيقها تتنفس بِغضب

"هوَ ليس طفل كَي يشعر بالفضول ، ألا تراه يُثرثر كثيراً و يتدخل في ما لا يعنيه؟! ما شأنهُ بِما يخصنا؟!" هيَ حقاً غاضِبة ... غاضِبة مِن كُلِّ شيء لِذا هيَ الآن تُفرغ غضبها بِشَقِيقها الّذي يشعرُ بالكثير مِن الأحراج لا يقوى على رفعِ رأسه و النظر إليهما

هوَ فقط يلتزمُ الهدوء و يناظر صحنه يتنفس بِأهتياج في محاولة السيطرة على مشاعره ، لا يرغب بأن يضعف أمام زوج شَقِيقته ولا الدِفاع على نفسه كونهُ يدرك بأنهُ سيغضب كثيراً و مِن المُمكن أن يصل معهما الحال لِلشجار ... و أيضاً لا يرغب بأن يُقلل مِن قيمة شَقِيقته أمام زوجها لِذا التزمَ الصمتُ فقط

"عزيزتي! الفضول لا يتطلب لهُ عمر مُحدد ، ثُم ما الضرر بأن يتساءل عن أحوالنا؟ هوَ فقط مُهتم بِنا و إلا لَم يكن سيتساءل ولا يلقي بالاً علينا!" حاولَ تهدأتها و تهدئة أعصابها لأنها حقاً تبدو غاضِبة و نظراتها الحارِقة نحوَ شَقِيقها يوضح ذلك جيداً

ليكتفي بالصمتِ فقط ، لا نحتاجُ إلى أهتمامه و ثرثرته!" بِحقدٍ قالَت حديثها تقبضُ على كفِّها أكثر

و عند ذلك النُقطة أيان شعر بالكثير مِن الأنكسار مِن حديث شَقِيقته و الّتي لأولِ مرة تتعاملُ معهُ هكذا ... لا مشكلة لديه لو تعاملت معهُ هكذا لِوحدهما لَكْن أمام زوجِها؟ هوَ أيضاً لديه كبرياء و غرور

و بالرُغمِ مِن أنكسارهِ الشَدِيد و حُزنه المُفرط إلا أنهُ لَم يتحدث بِشيء ... فقط أكتفى بالأستقامة مِن مكانه يزدرد ريقه بِصعوبة

"لقد أكتفيتُ مِن الطعام ، سأذهب إلى المنزل و شكراً على حُسنِ ضيافتكِ أختي!" نبسَ بِأنكسارٍ يبتعد عن الطاولة فسُرعان ما تركَ الأكبر زوجته و لحق الأصغر ينده إليه بالتوقف

لِذا أيان أحتِراماً له توقفَ في مكانه يلتف إليه يناظره بِهدوء "أيان ، فضلاً لا تذهب مِن المنزل هكذا و عُد للجلوس في الصالة ... لا بُد أنها تُعاني مِن مُشكِلة ما سأتفاهمُ معها و أجعلها تدركُ خطئها لا تحزن حسناً؟!"

نبسَ بِوقارٍ يضعُ يده على كتفهِ إلا أن الأصغر نفى له يتنفس بِعُمقٍ "لا بأس هيونغ ، سأعودُ فيما بعد عندما تهدأ أختي ... أنا أتفهمها" أخفى حزنه و خيبة أمله وراء بَسْمته الخافِتة جعلَ مِن الأكبر يتنهد بِقلة حيلة يرخي جسده بِأستسلام

"كما تشاء ، أعتذرُ لكَ عما حصل! رجائاً لا تأخذها على خاطركَ منها أنت تعلم أنها تُحِبُّكَ لِلغاية!" تحدثَ بِبَسْمة خافِتة يربت على ظهره بِخفة فأومأ لهُ الآخر بِهدوء و دون أي حديث إضافي خرجَ مِن المنزل يشعر بالكثير مِن الأنكسار في دواخله بِسببِ حديثه شَقِيقته الجارح له

"لِما أنفعلتِ هكذا؟ هوَ لَم يخطأ بِشيء و فقط تساءل عن ما شعر بِه لا أكثر!" قال حديثه بِحدة بعدما عاد لَها و شاهدها لا تزال جالِسة في مكانها تسندُ رأسها على كفَّيها لَكْنها فوراً رفعت رأسها تنظر إليه بِسُخطٍ

أستقامت مِن مقبعها تدفعُ الطاوِلة مِن أمامها ثُم أقتربت منه تُناظره بِحنق "أسيعجبكَ أمر أن يتأكد بأننا متشاجرين و لسنا على وفاق و يذهب ليخبر والدي فيأتي والدي و يتدخل بِشؤننا؟ أسيعجبكَ ذلك؟ إذا حقاً لا بأس معك فأذهب و أخبرهُ بِكُلِّ شيء و ليدرك الجميع بالأمر!"

صاحَت عليه بِحدة جعلت مِن ملامحه تتجعد بِغضب ليمسك بِكتفها يُثبتها في مكانها يرسل إليها نظرات غاضِبة يتنفس بِغضب "أنتِ الّتي تُعقدين الأمور بيننا أتعلمين؟ وضعنا الحالي هوَ بِسببكِ أنتِ فقط! لستُ منزعجاً منكِ ولا حتّى أحقدُ عليكِ لكنكِ أنتِ الّتي تحقدين عليّ ولا ترغبين بِقُربي منكِ و كأنني سأكلكِ و ما شابه! أنا زوجكِ أستوعبي ذاتكِ يا ديلارا! أنتِ متزوجة و أنا زوجكِ!!"

صاحَ عليها بِغضب و دعونا لا نتحدث عن تعابيره كونهُ حقاً من يراه الآن سيعتقد أنهُ يرغب بِقتلها حالاً ،

لَكْنها قابلتهُ بالصمتِ تُناظره بِخشية و ثوانٍ فقط حتّى بدأ شَفتيها بالأرتعاشِ تبدو أنها على مشارف البُكاء "لا تصرخ!" نبسَت بِصوتٍ مُرتعش ٍ تقفُ ساكِنة في مكانها فسُرعان ما أخذها إلى أحضانهِ يحتويها داخل قلبه جيداً يُقبل فروة رأسها بعدما لانت ملامحه

"حسناً أعتذرُ على صُراخي عليكِ ، أعتذر بِحق لقد أخطئتُ بِذلك!" نبسَ بِأسى يتنفسُ بِصخبٍ ثُم أخذ يمسح على ظهرها في محاولة أرسال الطُمئنينة إليها يشعرُ بالحُزنِ الشَدِيد على حالهما

"لا يجوزُ أن نبقى كذلك ، بيننا علاقة شرعية و رسمية يا وردتي رجائاً لا تجعليني أشعر و كأنني مُحرماً عليكِ ... نفوركِ يكسرُ قلبي أتدركين؟" بِأسى شَدِيدٍ نبسَ حديثه يسند ذقنه على رأسها

و فوراً عَقِب حديثه أستمع إلى شهقاتها الخافِتة إذ بدأت بالبُكاء تشدُ على عِناقه بِقوة تدفنُ رأسها في صدرهِ كانَت تبكي بِحُرفة فجلعها تُكمل بُكائها دون أن يتدخل أو يهدئها لَعِلها تحاول تهدئة نفسها بالبُكاء

لقد التزم الصمت و السكون يربت على ظهرها تارةً و يمسح على شعرها تارةُ أُخرى يتنهد بِضيق بين الحين و الآخر حتّى شعرَ بِها تتوقف عن البُكاء فأبتعدَ عنها قليلاً يُناظرها تتحاشى النظر إليه تشهق بِخفة

لِذا أخذ يمسح مدامِعها بِرُفقٍ أسفل صمتها التام مُستسلِمة له ليفعل ما يشاء ... و رغم تعجُبه مِن ذلك إلا أنهُ لَم يُعلق على الأمر و استمرَ بِتنظيفِ دُموعها و ختمَ الأمر يُقبل جَبينها بِعُمق يُرتب لَها شعرها

"لِنُحاول سوياً ، لِمرة واحِدة ساعديني كَي ننقذ علاقتنا مِن الأنهيار ... نحنُ لَم نبدأ بعد يا حَبيبتي امامنا العمر بِطولهُ!" بِنبرة لينة للغاية قالَ حديثه لَها يُطالعها بِلُطفٍ ينتظر ردّها

فبعد ترددٍ شَدِيد بادلتهُ ذات الأنظار بِعيناها المُحمرتان تومأ لهُ بِخفة لتحتل بَسْمة واسِعة جِداً على ثَّغْرهِ يمسد على وجنتيها بِسبابته لا يزال يُحدّق بِها يتمَعَّن النظر بِتفاصيلها

"أعدكِ أنكِ لَن تندمي على ثقتكِ بي ... أميرتي أنتِ ديلارا و سأضعكِ في قلبي!" مسحَ على شعرها بطريقة رقيقة جداً عَقِب حديثه يُشاهدها تبدو خجلة لِلغاية فأخذ يضحك بِخفة يتوقف عن ما يفعله

"أخي! لا بُد أنهُ شعر بالأنكسار مِن أنفعالي عليه!" فجأة نبسَت بِأسفٍ تفركُ أصابعها بِتوترٍ ، تعلمُ جيداً أنها كسرتهُ بِحديثها فهوَ شخصٌ حساس لِلغاية ولا يتسامح مع من كسرهُ بِسهولة و تدركُ جيداً أنها ستُعاني بِرفقته حتّى تجعلهُ يتصالح معها

"حسناً ، لَن أكذب أيان كان يبدو حزيناً للغاية لَكْن لا بأس سأتحدثُ معه لأجلكِ!" بِحنانٍ مُفرطٍ قال حديثه يمسح على طولِ ذراعها في محاولة مواساتها إلا أنها فوراً نفَت له بِرأسها تتنهد بِعُمقٍ

"لا رجائاً ، سأتحدثُ معه بِنفسي و أحاول طلب المغفرة منه لدي طُرقي الخاصة!" تبسَمت بِخفة في ختامِ حديثها تتحاشى النظر إليه ألا أنهُ و لِشدة أستلطافهِ لها أخذها فوراً بين أحضانهِ يُقبل فروة رأسها بِحُبٍّ شَدِيدٍ

كانَت تشعر بالراحة الشديدة بين أحضانه لِذا التزمت الصمت تُبادلهُ العناق تَبتسم بِخفة ، لا بأس ستحاول بِرفقته و تُبادر .

.

.

.

.

.

.

٢٧/٥/٢٠٢٣ السبت ، ٧:٢٥ مَ

بِهدوءٍ و صمتٍ ولجَ الغُرفة يلقي بأنظاره نحوَ زوجته الجالِسة أمام المرآة تضعُ المستحضرات التجميل بِتركيزٍ غير منتبهة لِوجودهِ و ذلك دفعهُ على التَبْسمِ بِخفة يغلقُ الباب خلفهُ بِذات الهدوء

و حينئذٍ زوجته أدركَت بِوجودهِ فأخذت فوراً تلتفُ نحوهُ تناظره بِأرتباك تزدرد ريقها بِخفة "آسِفة حقاً ، سوف أنتهي مِن تجهيز نفسي فوراً!" نبَست تبدو منحرجة مِنه لِلغاية إلا أنهُ فوراً أقتربَ منها ينفي بِرأسهُ ثُم أستند بِيديه على الكُرسي خلفها ينحني إليها يُناظرها عبر المرآة

و هيَ أيضاً أخذت بأنظارها نحوَ المرآة تُناظره بِصمتٍ و بِشكلٍ مُفاجئ شاهدتهُ يُقبل وَجنتيها بِخفة جعلها تنتفض مِن مكانها فوراً ترمش لِعدةِ مرات

بالرُغمِ مِن مرور أسبوعاً كامِلاً على أتفاقهما بالمحاولة مع بعضهما و التقرب مِن بعضهما إلا أنها لا تزال تتوتر بِقربه ولا تعلم كيفية التصرف ، حسناً هيَ كانَت صادِقة و بالفِعل هيَ تحاول معه و الأعتياد على تصرفاته و قُربهِ المُفاجئ منها

لَكْن الأمر نوعاً ما صعباً عليها ، أن تضغط على نفسها بالتبادر و مبادلته اللمسات ، القُبلات ، الأحاديث الشفافة و كُلّ شيء حميمي يبدر منه ...

و بالرغمِ من ذلك هيَ لا تنبس بِبنتِ شفة حولَ ذلك ولا تعترض بَل تتخذُ الصمت تتركهُ يفعل ما يشاء ... هوَ زوجها و مِن حقهُ أن يتقرب منها ما المُشكلة؟

أجل ، منذُ أسبوع هيَ تقنع ذاتها بِهذا التفكير و حسناً ذلك يُفيدها كثيراً كونها لا تلتزم السكون دائِماً ولا تحاول ردعِ لمساته الحميمة و مبادلته الاحاديث و القُبلات ... هيَ لا تتفاعل كثيراً لَكْنها تتقبل تقربه منه

و مَن يدري؟ مِن المُمكن أن تُبادر مثلهُ و أكثر في المستقبل؟

"لا بأس يا وردتي ، لا تتسرعي أبداً و تجهزي كيفما تشائين لسنا على عجلة مِن أمرنا!" ختمَ حديثه يمسح على كتفها بِرفقٍ ليطمئنها لِذا فوراً هيَ همهمَت له بِراحة ترخي جسدها ثُم عادت تُكمل تحضيرها لِنفسها ترمي بِكامل تركيزها على عملها

بَينما هوَ أبتعد عنها قليلاً لِكَي تأخذ راحته و أخذ يجلس على السرير يُراقبها تضع آخر لمساتها ثُم أستقامت مِن مكانها تلتف إليه تعرض عليه حِلتها بِتوتر و بعد ترددٍ شَدِيد نَبسَت حديثها تَبْتسم بِخفة "كيف أبدو؟ جميلة؟" تساءلت مُهتمة بِرأيه تُشاهده يتمَعّن النظر بِها يَبْتَسِم بِأنبهار

و بعد تأملٍ طويل المدة هوَ أعتدل في جلسته يُحدّقُ مباشرةً في عينيها لا تزال تِلك الأبْتِسامة المُنبهِرة تُرافقه "جميلة أنتِ كزهرة الربيع!" نبسَ بِأنبِهارٍ يستقيم مِن مقبعهِ يتجه نحوها حتّى وقفَ بِجانِبها يأخذ كفَّيها بين كفَّيها

"جميلة لِلغاية لِدرجة لا أستطيع عدَم تأمل حُسْنكِ!" همسَ بِصدقٍ يُقبل ظاهر كفَّيها بِعُمق و على إثر ذلك هاجم القشعريرة سائر جسدها تتنفس بِأضطِرابٍ و لَكْن هذه المرة مِن تأثير مدحهِ و قُبلته العميقة لِكفَّيها

لَم تشعر بالأرتباك كما العادة و استحبت ذلك الشعور الّذي هاجمها بِسببِه ، بَل و تَبْسَمت بِخفة تُشاهده يُطالعها بِعُمقٍ و كأنهُ يحاول تخزين كُلّ تفاصيلها داخِل ذاكرته كَي لا ينساها أبداً ... هوَ حقاً يبدو مُنبهِراً بِها

"و أنتَ أيضاً ... تبدو .. وسيماً!" نبسَت بِخجلٍ تتحاشى النظر إليه دفعهُ ذلك على الضحك بِخفة يُشاهدها خجلة لِلغاية مِن قولِ ذلك لِذا أخذها فوراً إلى أحضانه يربت على ظهرها ينثر قُبلاته على فروة رأسها كشُكرٍ لَها على هذه المُبادرة منها ... أجل هوَ يرى ذلك ثميناً للغاية

فبادلتهُ العناق بِخفة تَبْتسمُ بِأرتِباكٍ لا تعلم كيفية التصرف ... فقط أكتفت بِمُعانقته ثُم أبتعدت عنه تضع خصلات شعرها وراء أذنها تبحث في الأرجاء عن حقيبتها حتّى ألتقطته ثُم نظرت إليه "أنا جاهِزة الآن!"

"إذاً لِنذهب الآن يا مَلِكَتي!" بِنُبلٍ مدَّ يدهُ إليها ينتظرها أن تضع كفِّها بين كفِّه لِذا دون أي مُماطلة هيَ وضعَت كفِّها بين كفِّهِ تَبْتَسمُ بِخجلٍ و أزداد خجلَها عندما أخفضَ رأسهِ يلثم ظاهر كفِّها يسيرُ بِرفقتِها نحوَ الخارج

"إذا شعرتِ بعدَم الراحة في حفلة الزفاف فأخبريني ولا تشعري بأي أحراج حسناً؟" نبسَ بِحُنُوٍ بعدما ولجا السيارة معاً و جِدياً حديثهُ أرسلَ الأطمِئنان إلى دواخِلها لِتفهمهِ لَها ، هذا يعني أن ليس هُناك أي أدنى مشكلة معه إذا طلبت منه فجأة العودة إلى المنزل! لأنها حقاً لا تحبذُ الأجواء الصاخِبة و المُكْتظة

"أشكركَ على هذا الحديث ، أنهُ يُعني لي كثيراً!" نبسَت بِأمتِنان تومأ لَه فشاهدتهُ يربت على يدها بِرفقٍ كأطِمئنانٍ لَها بعدما زينَ ثَّغْرهُ بَسْمة خافِتة ... تعابير ملامحهُ هادِئة و مُطِمئِنة لِلغاية لَها يرسلُ الكثير مِن الأسترخاء إلى دواخلها و هذه المشاعر جديدة كُلياً عليها بِرفقته!

"على الرَحبِ و السعةِ يا حَبيبتي ، لا يهمني سِوى راحتكِ!" في خِتامِ حديثه طبطبَ على رأسها كوالِدٍ حنون يتعامل مع طفلته الصغيرة و يا إلهي كم كان ذلك مُخجِلاً لَها لِذا سُرعان ما تحاشَت النظر إليه تُلهي نفسها بالنظر إلى الطريق

بَينما هوَ أخذ يشغل المُحرك بعدما قهقه على خجلها الواضح لَكْنهُ فقط التزمَ الصمت يشرعُ بِقيادةِ السيارة في أجواءٍ هادِئة يروقُ لَها كثيراً

و بعد قيادة لِمدة عشرة دقائق أوقفَ السيارة في كراج الصالة يترجل مِنها بِرفقة زوجته الّتي بدت أنها مشغولة بِتفقدِ حقيبتها تبدو مُرتبكة فأقتربَ مِنها زوجها يعكف حاجِبيه بِأستغرب ليتساءل عن مُشكلتها لَكْنها رفعَت رأسها بِتوترِ تُناظره بِصمتٍ

"هل رأيتَ هاتفي؟ ... هل هوَ معكَ؟" لا يعلم أبداً لِما كُل هذه الأرتباك و التوتر الشَدِيد لأجلِ هاتِف؟ مؤخراً هوَ يلاحظ جيداً أن متعلقة للغاية بِهاتفها ولا تبرحهُ ، ما الشيء المُهم في ذلك الهاتف العادي و لِما هيَ مُهتمة بِه و كأنهُ قطعة مِن رُوحها؟

و بالرُغمِ مِن فضولهِ الشَدِيد هوَ نفى كُلّ تلك الأفكار مِن رأسه لينفي بِرأسه يخبرها أن هاتِفها ليس معه و في ذلك الحين هيَ تنهد بِعُمقٍ تبدو مُرتاحة لِلغاية لأن هاتِفها ليس بِرفقته و هذا أثار شكّهُ كثيراً لتتبدل نظراته إلى أُخرى مظلمة يُراقبها بِصمتٍ

"لا بأس ، يبدو أنني نسيتهُ في المنزل!" ملامحها تبدو مُسترخية لِلغاية ، بَل و أغلقت حقيبتها تُعدل هندامها ثُم حدّقت بِه بِصمتٍ تنتظره أن يسير نحوَ الصالة

فعندما أدركَ ذاتهُ فوراً تبدلَ ملامحهُ إلى أُخرى عادِية يتنفس بِعُمق و مُجدداً أجبرَ نفسه على نفي كُلّ تلك الأفكار يتقدم إليها بِصمتٍ يحاوط خصرها بِذراعه يُحدّق بِها بِهدوء

"هل أنتِ بحاجة إلى هاتفكِ؟ هل نذهب إلى المنزل لأحضاره؟" لقد خطرَ على بالهُ لِرُبما هيَ ترغب بِألتقاط الصور و ما شابه و بالرُغمِ من ملامحها الّتي تبدلت إلى أُخرى حزينة إلا أنها نفَت له بِرأسها تتنهد بِصخبٍ

"لا بأس ، لندخل الصالة لستُ بحاجته لِلغاية!" نبسَت بِهدوء تُرتب شعرها فأومأ لَها بِهدوءٍ دون أي ردة يسيرُ بِرفقتها نحوَ الداخل بعدما أحكمَ على خصرها

و فور دخولهما إلى الصالة هوَ أخذ يبحث بِعيناه في الأرجاء عن شخصٍ مُعين حتّى شاهدهُ واقِفاً وسط مجموعة حينئذٍ هوَ تَبَسمَ بِوسعٍ يُناظر زوجته بِمرح ليؤشر لَها على الواقف وسط المجموعة

"ذلك الرجل الّذي واقِفاً وسط مجموعة الرجال هوَ العريس ، ما رأيكِ أن نذهب و نُبارك له؟" مالَ بِرأسهِ قليلاً ينتظر جوابها ... بالتأكيد إذا لَم ترغب بالأمر هوَ لَن يأخذها معه و سيذهب لوحده لِكَي لا تشعر بعدم الراحة

لَكْنها فقط أومأت له بالموافقة ترفع كِتفيها و ذلك جعلُ فرحاً لِلغاية يُقبل جبينها لَأنها وافقت على مُرافقته لِمُباركة رفيقه ، كان يعتقد أنها لَن توافق و ستفضل على البقاء لِوحدها و أنتظاره لَكْنها خيبت ظنه

شكرها بِأمتِنانٍ ثُم سار بِرفقتها نحوَ رفيقه الّذي ما أن لاحظه فوراً تركَ المجموعة و تقدمَ إليه يُرحب بِها فعانقا بعضهما بِحرارة يُعبران عن أشتياقهما لِبعضهما "مُباركاً لكَ يا صديقي على فرحةِ العُمر ... أتمنى لكَ حياة سعيدة للأبد بِرفقة شريكتك!"

هتفَ بِسعادة لِرفيقه بعدما فصلَ العِناق يَبْتَسم بِوسعٍ فأخذ رفيقه يُقهقه بِسعادة يشكرهُ على مُباركته له ثُم نقلَ بِأنظاره نحوَ الواقِفة بِجانب زوجها تمدُّ يدها له و كان ظاهراً له بِوضوح أنها تبدو مُرتبِكة و متوترة لِذا بِلُطفٍ صافحها يشكرها على قدومها إلى حفلة زفافه ثُم سحبَ يده ينقل بِأنظاره نحوَ زوجها

"مِن الجيد أنكَ أتيتَ الآن ، دقائق فقط و سأذهب لأحضار عروسي و سنبدأ بِطقوسِ زواجنا!" كان يبدو مُتحمِساً لِلغاية و سعيداً بِزفافه فتبَسمَ الآخر بِفرح لِسعادة رفيقه يربت على كتفه بِخفة

"سعيداً لِلغاية لأجلكَ و أخيراً حصلت عليها!" لِلصراحة قصة رفيقه هذا بِرفقة عروسه مُعقدة لِلغاية نوعاً ما ، حيثُ كانا دائِم الأنفصال و الشِجار تارةً يتصالحان و تارةً ينفصلان

لَم يتوقع أحد بأن ينتهي بهما الحال للزواج و كان ذلك بِمثابة صدمة لِلجميع لِذا هوَ نبسَ بِذلك يتقصد علاقتهما المعقدة و بالفعِل العريس فهمَ مقصده جيداً لِذا أخذ يضحك بِقوة يلكم كتفه بِخفة

"أعلم أن لا أحد منكم توقعَ بأن ينتهي بِنا الحال بالزواج ، لَكْن الحُبّ و ما أدراكَ الحُبّ ... نحنُ نُحِبُّ بعضنا لِلغاية!" هوَ يبدو هائِماً لِلغاية بِزوجته و نظراته توضح ذلك

"نامجون! كُن حذراً لا تفقد عقلكَ بِسببِ الحُبّ!" ضحكا الاثنان بِقوة في ختام حديثه و مُجدداً تعانقا سوياً و العريس أخذ يشكرهُ مرة أُخرى على مجيئه ثُم أبتعد عنه يستأذنهما بالذهاب لأحضارِ عروسه

و فور ذهابه جيون عاد يُحاوط خصر زوجته مُجدداً يسيرُ بِرفقتها نحوَ أحدِ الطاولات و طِوال الوقت هيَ كانَت تلزمُ الصمت تتفقد أجواء الحفلة لا تبرح مكانها أبداً و بالطبعِ زوجها أيضاً كان كذلك إلا أنهُ كان يتحدث معها بين الحين و الآخر لَكْنها فقط كانت تكتفي بِإيماء خفيف و التبَسم بِخفوتٍ

بدأ فصل الرقص و جميع الثُنائيات شاركوا في الرقص و الأجواء كانت تبدو مُمتعِة لِلغاية ، جونغكوك كان راغِباً بِطلبِ الرقص بِرفقة زوجته و كان على وشك أن يطلب منها لَكْن ...

"هل تسمحين لي بأن أنالُ شرف الرقص معكِ يا سيدتي؟" فجأة مِن العدم خرجَ شابٌ يبدو في العشرينات يمدُّ يده بِنُبلّ لِديلارا الّتي فوراً نظرت له بِغرابة تتمسكُ بِزوجها الّذي أحتدت نظراته فوراً مِن وقاحة هذا الشاب الغليظ

فأخذ يحكم أكثر بالأمساك بِخصرِ زوجته يرص على أسنانه حتّى أحتدت فكِّه و ذلك يوضح كمية غضبه و غيظه مِن الشاب ثُم مدَّ يده يقبض على معصمِ الشاب الّذي كشرَ ملامحه بِألم مِن قبضة الأكبر يُناظره بِتعجب

"إذا كنتَ تُعاني مِن العمى فأخبريني لِكَي أصحح لكَ بصركَ ... أنا جاهز!" نبسَ بِحدة يرص على أسنانه فسحبَ الأصغر معصمه مِن بين يديه بِقوة يمسح على مكانِ قبضته بِألمٍ

"لا أعاني مِن العمى ، لَكْنكَ واقِفاً بِرفقتها كالصنمِ ولا تُبادر أبداً لِذا فكرت لِما لا أنالُ أنا شرف الرقص معها بِما أنكَ لا ترغب بِذلك!" رُغم كُلّ شيء هوَ لا يزال يتواقح و هذا أغضبَ جيون حقاً فأخذ يتنفس بِتهيجٍ يشعرُ بالنيران تشتعل في دواخلهِ فرفعَ يده يقبض على فكِّ الأصغر يعصره بِقوة

"يا أيه الصعلوك الوَقح ، أن لَم تتوقفِ عن حشرِ أنفكَ البشع في شؤنِ غيركَ فلا مانع لديّ أن أرشدكَ إلى أين يجب أن تحشره! أترغب بِعملية تجميل مجانية أم لا؟" صاحَ عليه بِحدة و لِحسن الحظ أن الموسيقى صاخبة ولا أحد يستمع إليهم و إلا كانوا الجميع سيجتمعون نحوه

و على إثر قبضته القوية أخذ الأصغر يتلوى بين يديه يحاول الابتعاد عنه إلا أن الأكبر لَم يكن يسمح له يحكم أكثر على فكِّه لدرجة شعر الآخر بأن فكِّه سينكسر في أي لحظة فأخذ يصرخ بِتألم يُطالب بالّذين حوله مساعدته

ديلارا كانَت واقِفة تُشاهدهما بِهدوء تبدو راضية لِلغاية بِتصرفِ زوجها ، على كُلِّ حال الشاب يستحق على وقاحته و قِلة أدبه ، حتّى و أن لَم يتقدم إليها زوجها ما شأنه هوَ بِها؟ هيَ مُرتاحة هكذا

"أذهب مِن هُنا حالاً و أن رأيتكَ في الجوار فأقسمُ لكَ بأنني لَن أضمن سلامتكَ ... سأجعلكَ عبرة لِمن لديهم وقاحة مفرطة كخاصتك يا أيه المُعاق يا ناقص العقل!" دفعهُ بِقسوة حتّى وقعَ على الأرض حينئذٍ لاحظهم الجميع فأخذوا يشهقون بِتفاجؤ يرمون بِتركيزهم نحوهم

"زوجتكَ ليست بِتلك الجمال حتّى لِتفعل كُلّ ذلك لأجلها ... مُضحك يعتقد أنني أقتلُ نفسي لأجلِ الرقص معها ... تباً لكَ!" عَقِب حديثه ديلارا أخذت تُقهقه بِسُخرية تتكتف بيديها تُشاهد زوجها يتقدم ناحيته بِغضبٍ يبدو أنه لا ينوي على الخير أبداً

الشاب كان يرغب بالهرب منه لَكْن جيون أمسكهُ مِن ياقته بِقوة يرمي إليه نظرات ساخِطة لِلغاية ... لَم يرغب بِأفساد حفلة زفاف صديقه فأخذ يجرهُ ورائه نحوَ الخارج و بعض المعازيم كانوا يتتبعوه يحاولون منعه عن ما يفعله

"سيدي لا يجوز فعلِ ذلك!"
"سيدي هذا منافي لِقوانين الصالة!"
"ما بكَ تجرُّ ولدي ورائك يا سيد!"
"توقف جيون ماذا تفعل!"

كُلّ ذلك لَم يهمه بِقدر أهتمامه بِتلقين الوقح الّذي بين يديه درساً مُحال أن ينساه لأنهُ تحدثَ عن زوجته بالسوء ... كان الأمر سيكون عادياً معهُ أن وجهُ حديثه إليه ، لَكْن زوجته؟ من يظنُ نفسه حتّى يتحدث عنها؟

و فور خروجه مِن الصالة أخذ يرميه بِعُنفٍ على الأرضية و لقد أستمع جيداً لأرتطام قوي صدرَ مِن الشاب ... لَم يدرك في البداية مِن أين تأذى لَكْن عندما وضعَ الشاب يدهُ على رأسهُ أدركَ جيداً أن رأسهُ أرتطمَ بالأرض

"زوجتي ماذا يا نذل؟ هيا كرّر ما قلتهُ في الصالة لأستمع جيداً!" نبسَ يقترب منه بِسُخطٍ فشعر بِشخصٍ ما يمسكُ يديه يحاول أبعاده عن الشاب لِذا صرخ بِغضب يُناظر الفاعل و لَم يكن سِوى مُسنٍ يبدو الذُعر و القلق في عيناه

"أعتذرُ حقاً عن ما بدرَ مِن ولدي ... هوَ شابٌ طائش و سأحافظ على أن لا يُكرر ما فعله يا سيدي ، فقط لا تؤذيه هوَ صغير!" المُسن كان يبدو قلقِاً لِلغاية على ولده و ولولا نظراتهِ الضعيفة لأفتعل جيون شجارٌ عظيم لأجلِ زوجته

لَكْنه أحتراماً لِلمُسن و حديثه الرزين هوَ فوراً تراجع و أرخى جسده بِأستسلامٍ يبتعد عن الشاب ثُم ناظرهُ بِحقدٍ يؤشر عليه بِسبابته

"يجب أن تكون شاكِراً لِوالدكَ يا أيه الوَقح و إلا كنتُ سأحطم واجِهتكَ حالاً!" هسهسَ بِحدة يعكف حاجِبيه بِقوة ثُم ناظر المُسن فحينئذٍ لانت تعابيره و نظراته يتنفس بِعُمقٍ

"أتمنى أن تُعلمه أحترام النساء و تربيته مِن الجديد يا سيدي ، هوَ ليس فقط طائش بَل و قليل الرجولة!" نبسَ بِهدوءٍ يُعدل سترته يتوجه نحوَ زوجته الّتي كانت تقفُ مُرتبِكة تعضُ شفتيها بِتوتر

لِذا فوراً أخذها بين أحضانه يُهسهس لَها بِكلماتٍ مُطمَئِنة يمسح على طولِ شعرها بِرفق "أعتذرُ لما حصل ، هل أنتِ بخير يا حَبيبتي؟" تساءل بِقلقٍ بعدما أبتعد عنها يكور وجنتيها بين كفَّيه فأخذت فوراً تومأ بِرأسها تؤكد له أنها بِخيرٍ تَبتسمُ بِأمتِنانٍ

و عَقِب ذلك هوَ عاد يستأذن مِن صديقه بالذهاب و أعتذرَ منهُ عما حصل بِسببه ثُم عاد بِرفقة زوجته إلى منزلهما و طِوال الطريق لَم يكن ينفك عن التساؤل عنها يخشى مِن تأثرها بِما حدث لَكْن كانت تطمئِنه بأنها حقاً لَم تتأثر ، هيَ حقاً بِخَيْرٍ

و بعد جولة طويلة المدة بالسيارة كترفيهٍ عليها عادا إلى المنزل يُشاهدها تسيرُ نحوَ غرفتهما بِخطوات سريعة نوعاً ما و أستعجَبَ مِن ذلك لِذا أغلقَ الباب خلفهُ بِهدوء ليلحقها بِصمتٍ لا يزال يتساؤل عن سبب تسرعها نحوَ الغرفة

لَكْن فور دخوله أتضح له كُلّ شيء فقط شاهدها تحمل هاتِفها تتجه نحوَ الحمام بعدما أخذت ملابسها لِتغلق الباب خلفها بِأحكام و بالمفتاح

لقد شاهدَ بوضوح بَسمتها الواضِحة بِسبب رؤيتها لِلهاتف و لاحظ جيداً حماسها بالدخول إلى الحمام و ذلك جعلهُ هادِئاً لِلغاية يُفكر بِعُمق ... ما السر الغريب في ذلك الهاتف حتّى يجعلها سعيدة لِتلك الدرجة؟

هيَ لا تَبْتسم سِوى لِهاتفها ، ولا تتحمس سِوى لهاتفها ، ولا تتفاعل سِوى مع هاتِفها! ما الشيء المُهم لِلغاية في ذلك الهاتف حتّى يجعل زوجته تتغير مائة و ثمانين درجة؟ لِما هيَ ليست كذلك بِرفقته؟ و مع من تتحدث بِكُلّ تلك السعادة؟

كُلّ ذلك التساؤلات جعلهُ يشعر بالضيق الشديد لِذا أخذ يتنفس بِضيقٍ يفتح ازرار قميصه بِأنزعاج ثُم رماه على السرير بِغضبٍ بعدما جردَ نفسه مِنه و أخذ يبحث له عن ملابسٍ منزلية لأرتدائه

و بعد دقائق ليست بِطويلة لِلغاية شاهد زوجته تخرج مِن الحمام بِملامحٍ بشوشة تُناظر بِفرح لَكْنه لَم يهتم سِوى لِهاتفها الّذي كان بين يديها تقبضُ عليه بِقوة

و ما أن لاحظت نظراته أخذت تخفي الهاتف وراء ظهرها مع تلاشي أبتِسامتها فرفعَ بِأنظاره نحوَ تعابيرها المُرتبكة ليقترب منها بِهدوء حتّى وقفَ بِجانبها يمدُ يده لها بِهدوء

تنفس بِعُمقِ يشعر بالغيظ مِن ما سيقوله لَكْنه حقاً يشعر بالضيق مِن تعلقها الشَدِيد بِهاتِفها لا يستطيع أبداً أخفاء أنزعاجه و ضيقه الشَدِيد مِن ذلك!

"هل أستطيع تصفح هاتفكِ لِدقيقة؟ أرغبُ بِمعرفة شيء!"

و هُنا عَقِب حديثه خفقَ قلبها بِقوة خوفاً و ذُعراً مِن ما استمعت إليه فأخذت تقبض أكثر على هاتِفها تزدرد ريقها بِصعوبة ثُم أبتعدت عنه بضع خطوات تخفي هاتفها وراء ظهرها جيداً

نفَت بِرأسها ثُم عدلَت خصلات شعرها تُبلل شَفتيها الّذي جفَ لِشدة التوتر و الخوف "لا تستطيع ، لدي ... خصوصيات لا أرغبك بمعرفتها!" بِتقطعٍ قالَت حديثها تعضُ شَفتيها بِقوة جعلتهُ يرفع حاجِبيه بتفاجؤ يخفض يداه

"إذاً لَن تمنحيني هاتفكِ؟" نبسَ بِهدوء كآخر فرصة لها و جوابها حقاً حطمَ أماله فهيَ نفَت بِرأسها تُحاول تخطيه و الذهاب نحوَ السرير لَكْنهُ فوراً أوقفها عندما أمسكَ بمعصمها يتنفس بِتهيجٍ و سُخط

"لا بأس بِذلك ، بِكُلِّ تأكيدٍ أنا أحترمُ خصوصياتكِ لَكْن هل يا ترى أنتِ ستحترمين مطالبي و حقوقي؟" بِغموضٍ نبسَ حديثه بعدما ألتفَ إليها يُحدّق بِها بِهدوء يترقب جوابها

هيَ فقط رغبَت بالتملص منه و تفادي الحديث معه فأخذت فوراً تومأ له دون أن تعي على أي شيء ما يهمها الآن فقط أن تبتعد عنه و يغلق سيرة الهاتف ، لأنها حقاً لا ترغبه بأن يعلم بِشيءٍ مُعين و تعتبر ذلك الشيء خصوصية لَديها ، لا تدرك نهائياً بأن الآتي منه لَن يكون في صالحها أبداً!

"إذاً أنا أُطالبُ بِحقوقي الزوجية و الآن!"

يتبع ...

__________________________

الجزء الثاني✔️

.

.

الأحداث لا تبدو لِصالح بَطلتنا👀

لِما بِرأيكم تبدو تصرفاتها غريبة؟

و لِما دائِمة النفور مِن زوجها اللطيف؟

يهمني أرائكم حول الفصل🫂

.

.

.

أيان

.

.

.

Okumaya devam et

Bunları da Beğeneceksin

1M 30.1K 134
Looks can be deceiving. Can't they? Everyone has secrets. Some good. Some bad. Some people have secrets that they will share with others. Some peop...
4.5K 400 23
𝓑𝓪𝓽𝓽𝓪𝓵𝓲𝓸𝓷 401 𝒿𝑒𝑜𝓃 𝒿𝓊𝓃𝑔𝓀𝑜𝑜𝓀 - 𝑒𝓎𝓇𝑒𝓈 𝑒𝓁𝒾𝓃𝒶 لستُ بيدوفِيليا لَكننّي لا أحبّ تقارُبَ الأعمَار كلّانا تعرَضنا للخيانَة...
134K 10.5K 63
They were a happy couple. They lived for one another. But now, she was not with him. He was searching for her for nearly one and half years but he co...
2.7K 314 15
"وإِن أجتمَع العَالم كُله علي أذيتكِ أنا هُنا أمِد لكِ ذراعـى لأُبعدَكِ عن كُل ما يؤذيكِ" _ريـڤـا حـتى إن تـركـكِ الجـمـيع أنـا مـازِلتُ هـنا مـِن أ...