when devils meet || حينما تلت...

By Sillw_2

744K 41.8K 56.2K

تتحدث القصة عن القدر الذي جمع رفيقين من عالم من مختلف أقوى ألفا في العالم يجد أن رفيقته فتاة بشرية لا يستهان... More

مقدمة
part 1 : خيط أمل
part 2 : الخاتم
part 3 : لقاء
part 4 : لعبة
part 5 : مطاردة
part 6 : -مطاردة -٢
part 7 : انتهاء اللعبة
part 8 : اتفاق
part 9 : كاميرا تجسس
part 10: حيلة السحرة
part 11 : خائن
part 12 : زعيمة السحرة
part 13 : اختفاء
part 14 -15 : إجابات
part 16 :
part 17 : البحيرة
part 18 : حفلة
part 19 : الملك السجين
part 20 : ذئبٌ لطيف وجروٌ مسعور
part 21 : شكوك
part 22 : الصمت ليس حلًا
part 23 : القبلة الأولى
part 24 : كمين
part 25 : العم ريكي
part 26 : غرابة
part 27 : أمريكا
part 28 : مهووس
part 29 : مابين الحقيقة والزيف
part 30 : المنظمة
part 31 :
part 32 : الماضي المتشابك
part 33 : الطريق الخاطئ
part 34 : الخفايا
part 35 : من أجلك
part 36 : سِرٌ دفين
part 37 : حاكم الدم
part 38 : ذكريات
part 39 : الحضن الأمن
part 40 : تعدي الحدود
part 41 : لقاء الأحبة
part 42 : أحبك
part 43 : الصلح
part 45 : إنعكاس

part 44 : أصدقاء من الماضي

5.9K 372 618
By Sillw_2

    وأخيراً قدرت أنزل البارت استمتعوا بالقراء ولاتنسون النجمة وترك تعليقاتكم الحلوة بين الفقرات 💖

- داخل متجر الزهور -

كانت 'إيلا' صاحبة متجر الزهور تقف خلف المنضدة البيضاء داخل المتجر وتقوم بترتيب زهور التوليب داخل باقة بيضاء

لكن من شدة توترها لم تستطع لفها بشكل صحيح مهما حاولت وقد شعرت برغبة بالبكاء وهي تتأمل الورود بين يديها

والسبب لايزال هو نفسه التوتر الشديد لتهمس : " ما الذي سأفعله الأن ؟ أخبرني أخي 'ألير' ورفيقته أن رفيقة أخي 'ديفيد' صارمة للغاية.. هي لن تحبني أبداً.. "

فقد إتصلت 'إيلا' مسبقاً بالبيتا رغبةً منها في تلقي المساعدة لأنه قد قابل اللونا المستقبلية وسيساعدها بالطبع كما أن 'ريڤن' متواجدة معه في غرفته وبضعة عقول إضافية أفضل من واحد لتقديم المساعدة

لكن بمجرد حديثها عن زيارة الرفيقين لها وما الذي يتوجب عليها فعله أخبرتها 'ريڤن' من الجانب الآخر للسماعة : " أعتذر 'إيلا' لكننا لن نستطيع مساعدتك أبداً إن اللونا المستقبلية ذوقها صعب وصارمة للغاية إلى درجة أنها ستوبخك بأقسى العبارات دون إهتمام لمشاعرك أعرف ذلك جيداً لأنها تعمل كمعلمة خاصة لي ولأخي الصغير لكن.. "

أرادت 'ريڤن' مواصلة الحديث وإخبارها عن الجانب الجيد للونا والذي لم تكتشفه إلا بعد وقتٍ طويل بينما 'إيلا' قاطعتها بصدمة : " هي تكون معلمتك !!! "

فكلماتها جعلت الصدمة تعتليها من العلاقة التي تربطهم بينما تفكر بأن 'ديفيد' بكل تأكيد سيرغب الأن في إبادة قطيع ضباب القمر فهم من منعوه من دخول إيطاليا وياللصدفة رفيقته هي معلمة ابنه ذلك الألفا المجنون الذي كاد يبيد جميع الإيطاليين بإلقاء قنبلة نووية عليهم

بينما 'ألير' قال بإبتسامة بسيطة : " لاتخافي 'إيلا' اللونا ستوبخك إن قمتي بالأخطاء فقط "

لتصرخ 'إيلا' بهما وهي تتذمر : " كلامكما لايساعدني أبداً !! "

ضحكة خفيفة إنطلقت من الرفيقين على تذمرها قبل أن تردف 'ريڤن' : " في الحقيقة إن اللونا مذهلة للغاية وهي معلمة جيدة فبفضلها تغيرت إلى الأفضل وأصبحت أقوى لكنني لم أعلم هذا في البداية "

صدمة بسيطة إحتلت الفتاة وهي تسمع ما لدى 'ريڤن' التي أكملت : " أتعلمين في إحدى الأيام عرفني أبي عليها وأخبرني أنها ستكون معلمة اللغات الجديدة لأخي 'رافاييل' وستكون معلمتي كذلك للتحسين من علاماتي الدراسية وبعد شهرين تحديداً حدثت حادثة ضخمة في المنزل بفضلها قام جدي بتعيينها كوصية علي في كل شيء رغماً عن أنف الجميع لكن في أول يوم جعلتني أعاني.."

ثم إسترسلت 'ريڤن' في قص قصة قصيرة حدثت بينها وبين اللونا تحت إنصات كُلٍ من 'إيلا' و 'ألير' المندهشين من تفاصيل ماحدث يومها فحتى رفيقها لم تخبره بهذه القصة إلا الأن

حيث كانوا عائلة فارنيزي مجتمعين على طاولة العشاء جدها يجلس في نهاية الطاولة برفقة جدتها أما والدها 'روزانو' يترأس الطاولة وبجواره على الجانب الايمن زوجته 'ناتالي' ثم ابنه الصغير 'رافاييل' ثم 'ريڤن' وعلى جانبه الأيسر ابنه الأكبر 'كاليب' وزوجته 'ميليسا' ثم المعلمة 'ليزا تولاي'

والتي كانت تجلس مباشرة أمام 'ريڤن' وبذكر اسم اللونا المختلف عن الحالي دهش 'ألير' قليلاً فقد تأكد الأن أن 'مونيكا' لم تكتفي بتزييف اسمها إلى 'تارا' بسبب 'ديفيد' بل كانت تزوره عدة مرات في الماضي متذكراً الصيادين الذين أخبروهم عنهم في أميركا ومطاردتهم للونا وعائلتها لكنه لم يتفوه بحرف كي تكمل رفيقته ماحدث يومها

وقد وصفت أن جميع أفراد عائلتها كانوا يتناولون اللحوم برفقة الخضار وبضعة أطباق جانبية عداها التي تتناول اللحم المليء بالعصارة وبينما تتناول طعامها بهدوء سمعت المعلمة تقول : " تناولي الخضار والأرز "

لتجيبها 'ريڤن' بإبتسامة محرجة : " شكرًا لك لكنني سأكتفي باللحم فأنا لست من محبيهم "

وصدمت عندما قالت الأخرى بصرامة : " لم أسألك عما تحبين لقد قلت تناولي باقي الطعام الموجود أمامك "

كان جميع المستذئبين يتظاهرون بكونهم من البشر أثناء إخفائهم هوياتهم ويتناولون مثلهم لكن بالنسبة إلى 'ريڤن' الوضع كان مختلفاً إذ أنها لاتستطيع تناول شيء عدى اللحوم أو ستتألم وتتقيء ماتتناوله من طعام البشر

ولأول مرة منذ حادثة ظهورها الأول السيء على المسرح قامت بالإعتراض على شيء قائلةً بصدمة : " لكن يامعلمة إن تناولته سأمرض !! "

أما المعلمة كانت عابسة وغير راضية بما تسمعه لتستنكر الأمر بعدها بتركها الشوكة والسكين في يدها : " تقصدين أنك ضعيفة لدرجة عدم تمكنك من تحمل ألم بسيط ينتج من تناولك الطعام ؟ يالخيبة الأمل أي تلميذة أعطيتموني إياها حتى العاهرات لسن بهذا الدلال "

وشتيمتها المهينة صدمت الجميع عدى الجد الذي كان يتناول طعامه بهدوء على مرأى ابنه المنزعج منه 'روزانو' لكنه لم يعترض على مايفعله فلا أحد يمكنه مخالفة ما يقوله هذا العجوز الصارم

أما الألفا فقد مدافعاً عن ابنته الوحيدة بهدوء : " على رسلك أيتها المعلمة إن لدى ابنتي معدة حساسة إتجاه بعض الأطعمة لذا لايمكنها تناول شيء عدى اللحم وبضعة مشروبات لاتؤذيها.. تعلمين مثل الحساسية المتعارفة نحو الفول السوداني وغيره "

وهدوءه لم يعجب الجالسين على المائدة لتقول والدته 'سيسيليا' والتي تكون جدة 'ريڤن' بنبرة مستاءة : " بني لما تبرر لها ؟! أيتها الشابة أدرك أن رفيقي جعلك الوصية على حفيدتي لكن هذا لايعني أن لديك الحق في التحكم فيما تتناوله وما ترتديه "

فحتى البدلة الرياضية التي ترتديها على المائدة أجبرتها على إرتدائها عوضاً عن فساتينها المعتادة

والمعلمة 'ليزا' ردت على الجدة بإستخفاف : " مثلما أنه ليس لديك الحق في التدخل بعملي "

حينها ضربت اللونا 'ناتالي' والدة 'ريڤن' الطاولة بقلة صبر رغم صبرها الكافي لعدم تحولها إلى ذئبتها 'نات' وحدثت الجد بعد وقوفها : " 'أليساندرو' أي إمرأة جعلتها وصية على ابنتي عوضاً عنا إنها عاهرة لاتنفك تجبر 'ريڤن' على فعل أمور فضيعة !! "

وتحدث الجد بهدوء دون النظر نحوهم : " 'ناتالي' إجلسي مكانك إنها تجيد ماتفعله.. "

ثم أكمل الجد متجاهلاً إستياء الباقين وأولهم ابنه المرغم على الصمت ناظراً لحفيدته التي توسعت أعينها بصدمة مما قال : " 'ريڤن' إفعلي ماتريده المعلمة منك ولا تجعليننا نسمع شكاوى أخرى "

وأكملت 'ريڤن' ماحدث بعدها ألا وهو تناولها الطعام بصمت رغماً عنها دون أن يتدخل أحد أو يمنعها وكانت تترجى والدها داخل رأسها أن يفعل شيئاً لها لكنه كرر ما قاله جدها لها لتشعر بالظلم الشديد وسط عائلتها الذين كانوا يحمونها من كل شيء عدى معلمتها البشرية بل سلموها لها على طبقٍ من فضة

وبعد إنتهاء الطعام ذهب كُلٌ في طريقه وهي عادت لغرفتها باكية من ألم معدتها حتى بدأت في تقيء جميع الأطعمة التي تناولتها

وظلت على هذا الحال لساعتين ليتحول القيء إلى دماء والمعلمة لم ترأف بها إذ أنها جذبتها من غرفتها وجعلتها تتمرن رغماً عنها دون أن تحاول المقاومة فوالدها منعها من التحول لذئبتها 'ڤيرو' وكشف هويتها

كانت تسقط بعد كل بضعة دقائق وتتلوى مكانها بألم شديد من معدتها والمعلمة توبخها لتقف وتواصل التمرن ولا تعلم متى لكنها فقدت وعيها في النهاية وتمت العناية بها من قبل طبيب العائلة

والعذاب بدأ مجدداً من لحظة إستيقاظها على المياة الباردة التي تُسكب فوق وجهها حيث جذبتها المعلمة للتمرن مرة أخرى وتناول جميع الاطعمة التي تضرها ولا تتحملها في جميع الأيام بعدها قائلة : " مادمتي لم تموتي لنواصل حتى تفعلين أو تصبحين أقوى من الهراء السخيف الذي أراه منك يا عديمة الشخصية "

وقاطع قصة 'ريڤن' قول 'إيلا' بفزع : " هذا فظيع إنها مخيفة وقاسية للغاية ! "

لتخبرها مطمئنةً إياها بإعتقادها : " هذا ماظننته في البداية من تعاملها السيء معي حتى أنني كنت أترجى أبي وجدي أن يبعدانها عني وينقذاني من تعذيبها المتواصل لي بعد أن فقدت الأمل بوالدتي وجدتي بالتأثير عليهما بأي وسيلة وهما واصلا إتخاذ صف المعلمة التي أصبحت صديقةً للعائلة وأخواي يفضلانها على عكسي لذا لم يساعداني بشيء

لكن لاحقاً أصبحت أستطيع تناول جميع الأطعمة بدون مشاكل أو أتظاهر بإرتشاف القهوة أمامهم وتمكنت من الإنخراط بين البشر بدون خوف من سؤالهم لي وتحدثهم خلف ظهري بـ 'لما لا تتناولين شيئاً أو لما لاتحتسين بضعة مشروبات معنا ؟ لماذا أنتي متعبة رغم تناولك شطيرة واحدة ؟ لم نرى 'ريڤن' تتناول شيئاً قط ألا تعتقدون أنها غريبة الأطوار ؟ "

وأكملت 'ريڤن' شرحها بإبتسامة عريضة : " كما أنني مع مرور الوقت أصبحت أجادلها وأصرخ على الآخرين الذين يضايقونني وأرفض أي شخص يطلب مني شيئاً فوق طاقتي بسبب عدم تواجد وقت لدي من تمرينات المعلمة الصارمة على عكس السابق والأهم من هذا كله أصبحت أربح على الفتيات والفتيان في منافسات القطيع "

لتسمع صوت 'إيلا' تتسائل من سماعة الهاتف الذي كان عبر خط محمي من البشر كيلا يتنصتوا عليهم ويكتشفوا أسرارهم : " لحظة أتعنين أنها ساعدتك رغم جميع المساوئ التي فعلتها لكي ؟ "

وأجابتها هي بصدق : " نعم ! حتى أنني ذات مرة أطحت بأخي الأكبر 'كاليب' والذي يكون الألفا المستقبلي !! لايمكنكم تخيل وجهه وهو يهرب من المنزل بعد أن نظر الجميع نحوه بأعين لامعة رغبةً منهم بجعل المعلمة تدربه هو كذلك "

قهقهت 'ريڤن' بعدها بسعادة على ذكرياتها وقد إشتاقت إلى عائلتها كثيراً لكنها كتمت الأمر بداخلها فهي تعلم أنهم يكرهون رفيقها وقطيعه وهم يبادلونهم الكره وعليها وضع فكري التخلي عنهم أمام عينيها

أما 'ألير' شعر بالإستياء من اللونا داخله وذئبه 'لاري' أصبح يحثه على فعل أمور سيئة للإنتقام من اللونا وهذه الأفعال ستجعلكم تنسون البيتا اللطيف الذي تعرفونه !!

فهذا الذئب المخيف سيقوم برش المياة الباردة عليها أو صنع قناع مرعب وإخافتها به أو لن يساعدها في علاقة حبها مع الألفا وينصحها وربما يتقاتل إن لم يجد خطة إنتقامية جيدة

لكن بالطبع سينتظر حتى تتحسن صحة اللونا كيلا يؤذيها كثيراً لا بل هو لايهتم لصحتها لأنها عذبت رفيقته وهكذا كيف أصبح البيتا يتخبط برأيه والثابت هو أنه سينتقم أشد الإنتقام

بينما 'إيلا' همست باستسلام : " سأموت على يدها وقضي الأمر شكراً لكما "

ثم أغلقت السماعة تاركةً إياهما في حيره لتنغمس في أفكارها وعملها بينما تمنع بكائها وتوترها الشديد فهي ستقابل إمرأة شريرة كالشيطان وبرأيها 'ريڤن' لطيفة لدرجة إعتقادها بأن اللونا تساعدها تحت قناع الصرامة

ولم تلاحظ وصول 'ديفيد' ورفيقته خارج المحل حيث 'مونيكا' التي كادت تدلف المحل وتقتلها على خيانتها لها منذ أن قامت بالإمساك بخنجرها

لولا أن الألفا قبض عليها من خاصرتها وجذبها للخلف قائلاً : " إرحميني من سوء فهمك أيتها الأرنبة الغيورة ولا تقتلي تلك البريئة بخناجرك "

لتردف 'مونيكا' بعبوس : " حسناً لن أقتلها أتركني أقابلها "

ثم وسعت عيناها العسلية بصدمة عندما قلبها رأساً على عقب وأمسك بقدميها نافضاً إياها من جميع أسلحتها بينما يقول : " لم تنكري أنك أرنبة غيورة قد تطعنينها لذا من باب الإحتياط سأبعد عنك أسلحتك "

ثم أعادها لتقف بطبيعية بشعرٍ فوضوي وملابس مبعثرة وفاه مفتوح قائلاً : " والأن يمكنك الدخول "

أما 'مونيكا' بعد وقوفها بإعتدال على الأرض قررت التقدم نحو المتجر وهي ترفع أكمامها هامسة : " أحب الملاكمة "

ليقبض عليها 'ديفيد' مجدداً من خاصرتها كي ينقذ المسكينه في الداخل : " وأنا أحب معانقتك "

جعلها تعبس بفعلته هذه ليبتسم ويبدأ بتعديل شعرها بيدٍ واحدة تحت نظراتها التي تحدق به بضيق حتى عندما قام بتعديل زيها قليلاً

ثم قال بهدوء مواصلاً مايفعله : " ظننتكما صديقتين لكن يبدو أنني كُنت مخطئاً إذ أنك تريدين قتلها "

لتسأله بصدمة تامة من إكتشافه الأمر : " كيف علمت ؟! "

وهو أجاب معتقداً قصدها مسألة قتل 'إيلا' : " لايمكنني قراءة أفكارك لكن حملك أسلحتك يكفي لمعرفة رغبتك في طعنها "

وصححت له 'مونيكا' سؤالها : " لا كنت أسأل كيف علمت أننا كُنا صديقتين ؟ "

ليجيبها 'ديفيد' بإختصارٍ وبنبرة صادقة : " أنقذت 'ألير' من الصيادين قبل سنوات و'إيلا' كانت برفقته حينها ظننتها رفيقته لكن إتضح أنهما أصبحا صديقين في تلك الشاحنة المخصصة لتهريب الأطفال من إيطاليا إلى روسيا
وأخبرتني بضعة أمور تخصهم حول كونهم قتلة ولصوص مُدربين منذ صغرهم وهذا مصير جميع الأطفال معها في الشاحنات وأطفال آخرين لاذوا بالهرب
لولا صديقة لها دمرت المكان لأجلها كيلا تتعرض لتجارب محرمة دولياً لكنها تعرضت لها بالفعل دون معرفة تلك الصديقة "

وأكمل بإبتسامة : " لكن لايوجد تفاصيل كثيرة منذ أنها رفضت التفوه بشيء بدون تواجد صديقتها تلك بجوارها وبعد بضعة تحقيقات خلف أرنبة شقية علمت أنك من قمتي بتهريب أولئك الأطفال وخمنت صداقتكم "

عبست 'مونيكا' بعد سماعها كلامه بسبب أربعة أمور :

أولها هو حقيقة الوهم داخل القلادة حيث تأكدت بشكل لايمكن الشك فيه أن 'ألير' كان متواجداً في ذات الميتم والوهم أخبرها بالحقائق التي لم ترها في حياتها أبداً مما يعني إقبالهم على شيء ضخم وخطير مستقبلاً

والثاني هو أن 'إيلا' قد تم القبض عليها ولم تستطع الهروب من المنظمة وكذلك أطفال آخرين ربما تعرفهم ولم ترهم بعد مثل 'إيلا' وربما لاتعرفهن ولم ترهم مسبقاً مثل 'آلير'

والثالث هو أن 'إيلا' إعترفت بذاتها بأنها قد تعرضت للتجارب التي قامت 'مونيكا' بتدمير الميتم لأجل حمايتها منها وهذه هي القصة الثانية التي أخبرها 'سام' و 'آندي' بها بالأمس حول سبب فشلهم في مصارحتها بحقيقة قدراتهم

أما الرابع فهو ما تفوهت به رداً على 'ديفيد' : " تعني تنصتك علي أنا وإخوتي بالأمس "

ليقول ببساطة بلا أي ذره من الندم : "أفضل تسميتها تحقيقات "

أما 'مونيكا' فقد قالت بنفس نبرته : " وأنا أفضل تسمية قتلك على خيانتك عدالة "

ثم قامت بلكم ذراعه بقوة جاعلةً إياه يتأوه وهو يدافع عن نفسه : " لم أقم بخيانتك فقط قولي الحقيقة مثلي بأنك تريدين إيجاد عذر للتخلص من عدوتك 'إيلا' "

فهو بدأ يظن أن هنالك مشاكل عديدة بينهما وليس مثلما خمن رغم معرفته بمدى لطافة 'إيلا' وتأمل كثيراً بأنه ليس مخدوعاً بها مثلما قامت 'إيريس' ابنه عمه بخداعه

وطمأنته 'مونيكا' رغم غضبها الواضح : " ليست عدوتي وليست صديقتي من اليوم فلا يوجد صديقة تخون صديقتها وتحاول إغواء زوجها ! سأذهب لقتلها ثم أعود لقتلك أيها الجرو المسعور "

توجهت بعدها لحمل إحدى خناجرها ليصفع 'ديفيد' كف يدها بينما يقول : " توقفي عن قول الهراء وإقرئي أفكارنا كما تريدين "

لتقوم بعض يده بقوة وهي تقول بحقد من بين أسنانها لأنه ضربها : " سأفعل بكل تأكيد "

أما هو لم يتألم وفقط ضحك على غضبها اللطيف مثلما تقوم أعينه العاشقة بتحويل كل شيء تفعله رفيقته لشيء لطيف وبريء رغم الشيطان الذي تربع فوق رأسها من شدة غضبها

وحاوطها مجدداً ثم قام بالسير بها للصعود على الدرج الأمامي الذي يقود إلى مدخل المتجر حتى قررت رفيقته إفلات يده من فمها ونطقت بإستياءٍ واضح : " أقسم إن كنتما تخونانني سأحول روسيا إلى غبار "

ليردف هو بإبتسامه بينما يسير معها بسعاده عارمة على غيرتها هذه : " أنا أراهن أنك ستحبينها مرة أخرى ولن تفكري بإيذائها "

وبعد دخولهم شعرا بطاقة حيويه داخله وهما يستمعان إلى الأغنية الصاخبة الخاصة بالمتجر

لتنطق رفيقته أولاً بصوتٍ منخفض بينما تنظر في الأرجاء : " هذه أول مره ادلف إلى متجر زهور وتكون الموسيقى التي تصدح منها حيوية بدلاً من واحدة كلاسيكية بسيطة "

إبتسم 'ديفيد' بهدوء فقد إعتاد بالفعل على دخول متجر 'إيلا' ورؤيتها بكامل حيويتها وحماسها الشديد أثناء تنسيق الأزهار بينما ترقص بهدوء حتى لا تُفسد عملها على تلك الأغاني العشوائية بالروسية والإنجليزية والإيطالية

أما الأن ففي الجهة الاخرى كانت 'إيلا' تقف امام طاولتها البيضاء وهذه المره فضلت العمل واقفه على قدميها دون الجلوس على الكرسي بتوتر مما يتوجب عليها فعله إن رأت تلك اللونا الشريرة وكيف أن 'ديفيد' المسكين وقع حظه لتكون رفيقته بهذا الشّر

وكل ماتتمناه هو مافكرت به الأن : ' أتمنى أن تكون رفيقته لطيفة معه على الأقل ولا تكون إمرأة مجنونة تغرس به السكاكين هنا وهناك وتشتمه في جميع الأوقات مثلما تفعل بعملها وهي تُدرب الباقين الذين تدعوهم بتلاميذها '

بينما 'مونيكا' تأملت الأخرى بأعينها العسلية لثواني معدودة ورأتها ترفع شعرها الأسود المموج بطريقة عشوائيه وترتدي ربطة بيضاء لطيفة كعادتها في صغرهم وبسبب برودة الجو كانت ترتدي كنزه بيضاء تكشف نصف ظهرها وبنطال أسود واسع مظهراً نحل خصرها

كانت 'مونيكا' تحاول إكتشاف كامل الحقائق من 'إيلا' المنسجمة بالفعل بأفكارها القلقة حول شخصية اللونا رفيقة الألفا صديقها الصدوق بإظهارها أعينها الذهبية لثواني قليلة رغم شعورها الداخلي الذي يخبرها بألا تفعل لتجنب الكوارث

ثم أزالتها بسرعة فقد قاطع أفكار 'إيلا' صوت صديقها أو بمعنى آخر أخيها الألفا الذي نطق بإبتسامة صادقة : " يبدو أن فتاة الزهور منشغلة بالفعل حتى لا تنتبه لوجودنا يارفيقتي "

كانت 'إيلا' تقوم بقص الأوراق الزائدة عن الباقة لكن بسماع كلمته الأخيرة قامت بجرح إصبعها لذا وبدون رفع رأسها حملت لاصق جروح من داخل جيب بنطالها وضمدت إصبعها بينما تقول : " متجري يرحب بأجمل ضيفين اليوم !لايمكنكما تخيل مدى سعادتي الكبيرة فأخي 'ديفيد' وزوجته الحبيبة في متجري مرحباً بكما ! "

قالت كلماتها بثقة وضعتها بعد تفكيرٍ مسبق فهي قد قررت بأنها لن تخاف من اللونا بل ستجعلها لونا لطيفة تناسب أخيها 'ديفيد' وتجعله سعيدًا للغاية بخططها في جمع الأحبة دوماً لذا ختمت آخر كلمة لها وهي ترفع رأسها بإبتسامة مرحبة بهما ناظرةً للرفيقين أمامها

وإختفت إبتسامتها تدريجياً وتصنمت مكانها عندما رأت الواقفه بجانب 'ديفيد' وهو يحاوط خصرها النحيل بإبتسامة لتشعر بمشاعر هائجة وهي ترى أول صديقة وعائلة حظت بها في هذه الحياة القاسية أمامها بعد فراق سنينٍ مضت

رأت تلك الفتاة التي سمتها وحمتها في طفولتها من بعض المتنمرين سراً وصديقتها المقربه في ذلك الجحيم

بينما 'ديفيد' وقف مكانه ناظراً نحو 'إيلا' التي تنظر إلى رفيقته التي كانت من البدايه تحدق بها بهدوء وبداخل 'مونيكا' مشاعر الإنزعاج فيمكن القول بأنها اسوأ من 'دارك' فيما يتعلق بالغيرة بسبب سوء فهمها وكذلك مشاعر سعيدة برؤية صديقتها على قيد الحياة

تواصل بصري دار بين الفتاتين وكان هذا التواصل كان كافياً لإيصال مشاعرهما لبعضهما والتي تترجمت إلى الإشتياق لدى 'إيلا' بسبب قول 'مونيكا' وهي ترفع ذراعها للأعلى كتحية بملامح باردة : " إلتقينا مجدداً "

لتركض إلى 'مونيكا' كالطفلة وتحظى مجدداً بأول حضن دافئ شعرت به في هذه الحياة أول طرف أمل عاشته في صغرها داخل جحيم المنظمة المتخفية خلف ميتم أطفال

نظرت 'مونيكا' إلى أعين 'إيلا' الزرقاء التي لمعت بدموعها وشعرت بخنقتها عند إضاعتها للأحرف بينما تتقدم نحوها باكية فوراً لمعانقتها وقد قفزت في أحضانها وشدت على عناقها بقوة

لم تبادلها الأخرى العناق بل إستخدمت أعينها الذهبية لثواني كي تكتشف أن ماقاله 'ديفيد' صحيح هنا فقط قامت برسم إبتسامة دافئة وبادلت صديقتها العناق قائلة : " لازلتِ قبيحة يافتاتي البيضاء !! "

لتبتسم 'إيلا' من لقبها الذي مضى وقت طويل وهي لم تسمعه وضحكت بإبتسامة واسعة أظهرت غمازاتها

وشدت على حضنها بينما أخذت دموعها مجراها وبدأت تشعر بالراحة لتهدأ وتنطق باكية : " مومو !!! "

وتم تجاهل الألفا المندهش منهما ليرى كيف تقوم رفيقته بمبادلتها الحضن بدفء وهي تربت على ظهرها بهدوء بعد أن كادت تقتلها بالخارج لو لم يوقفها وفي النهاية علم بشأن إستخدام رفيقته قدرتها وإكتشافها الحقيقة حول علاقتهم الأخوية

لكن في النهاية أصبح 'ديفيد' منزعجاً هو وذئبه من عناقهما الذي دام لدقائق فقد كان يقف بجانب الفتاتين اللتان تحتضنان بعضهما البعض أمام أعينه وشعر وكأنه الطرف الثالث بينهما

لينطق بتذمر غيور من الموقف الذي يراه : " هل تساهم واحدة منكما لفصل العناق "

لتقول 'مونيكا' بنبرة باردة وكأنها عدوته : " أصمت ولا تقاطعنا !! "

و رَد بغضب من رفيقته التي تجاهلته بسرعة بسبب الفتاة في أحضانها : " مالذي تعنينه بـ لا تقاطعنا ؟! ما رأيكما في إحضار خواتم الزفاف أيضاً ؟ "

لتفلت 'إيلا' ضحكة وسط دموعها قائلة : " أنت غيور للغاية ! "

جاعلة 'مونيكا' تبتعد عنها وتضع يداها خلف ظهرها قائلةً ببرود من غير المتوقع إظهاره لصديقة مقربة : " لازلتِ معتوهة تبكين وتضحكين في آنٍ واحد "

لتنطق الأخرى وهي تمسح دموع الضحك وتحاول ضبط نفسها أمامها : " اللوم لايقع علي بل على رفيقك الغريب عديم الصبر !! "

ليكتف 'ديفيد' ذراعيه بصدمة من 'إيلا' التي تتحدث بهذه الطريقة لأول مره معه : " من الغريب عديم الصبر ؟!! "

ورسم العبوس عندما قالتا بصوتٍ واحد : " أنت !! "

لينصدم من اتفاقهما السريع ضده وعبس على الفور نادماً على تدخله وجعلهما تتقابلان لكن سيتركهما هذه المرة لأنهما لم تريان بعضيهما منذ مدة طويلة

ثم قالت 'إيلا' بابتسامة وهي تعود إلى طبيعتها فجأة وكأن دموعها لم تهطل كالمطر قبل قليل : " أرى أنك تعرفتي وحفظتي زوجك بسرعة أيتها اللونا ! "

لترد 'مونيكا' عليها عبر الإيماء برأسها فقط بملامح جامدة جعلت 'إيلا' تفسر معناها مثلما كانت تفعل بالماضي

ثم إستدارت بإبتسامة واسعة وهي تضحك محدثةً 'ديفيد' : " أخي مالذي فعلته لرفيقتك ؟ "

لم تكن 'إيلا' تعي حقًا ماحدث بينهما كُل ما أدركته أن 'مونيكا' هي ذاتها المعلمة 'ليزا' من قصة 'ريڤن' لكن بهوية مزيفة بسبب رائحة الألفا الملتصقة بها ولا ننسى أنها تعلم جيداً بأن 'ديفيد' لن يعانق إمرأة بهذه الودية عدى رفيقته لذلك ربطت الأمور ببعضها بسهولة شديدة وتفهمت سبب صرامتها القاسية مع رفيقة 'ألير'

وصدمتها عندما قال 'ديفيد' بنبرة صادقة : " لم أفعل شيئاً هي التي ترفض الزواج بي منذ لقائنا حتى الأن "

لتلتفت 'ايلا' بصدمة نحو 'مونيكا' التي تنظر نحوهما بهدوء كعادتها : " ماذا ؟!! إلى الأن وانتي لا تحملين لقب رومانوف !! لماذا ؟ ألم تدعي أخي يقوم بوسمك بعد ؟! "

والإجابة وصلتها من صديقتها التي تهُز برأسها بـ 'لا' بإبتسامة نصر نَدُرَ على 'إيلا' رؤيتها بسبب شخصية الأخرى الهادئة التي لاتبادلهم المشاعر بصراحة وتبقى صامته معظم الوقت لكنها تعلم بأنها تحبهم حقاً رغم برودها وصدها إياهم

وهي من شدة حبها للإثنين أمامها ستفعل أي شيء لإسعادهما ودليلاً على حسن نيتها لهم رفعت هاتفها قائلة بسرعة من شدة حماسها المفرط لتزويج صديقيها المفضلين : " لا يجوز ان تبقى اللونا باسم يتخلف عن اسم زوجها سأتصل بالقس فوراً كي أحجز موعداً لتزويجكما قريباً !! "

" أنا و 'ديفيد' ندعمك يافتاة الزهور ! " نطق بها 'دارك' مشجعاً إياها وهو يصبح واقفاً بجانبها مشاهداً أصابعها التي تتجه نحو رقم القس وتتصل عليه

لكن فور أن رفعت إلى الهاتف إلى أذنها أفسدت عليهم 'مونيكا' لحظة سعادتهم بجذبها الهاتف وتحطيمه بقبضتها في ثواني قليلة

شعر 'دارك' بالكآبه بسبب صرامة رفيقته التي ترفض الإرتباط به رغم ملامحه التي جمدت وأخفت سلبيته وهذا شيء لم يغِب عن ملاحظة 'إيلا' التي تمسكت بالأمل والإيجابية لأجله وقررت التحرك وتقديم العون فهي تحب رؤية الأحبة مجتمعين وسعداء برفقة بعضهم البعض مهما بلغت خلافاتهم فهي ستعمل على حلها وتجمعهم سوياً في قصة ذات نهايةٍ سعيدة

ونطقت بحزم وهي ترفع سبابتها إلى 'مونيكا' وكأنها تهددها : " أنظري إلي 'مومو' !! إن لم أقم خلال بضعة أيام بجعلك تحملين لقب رومانوف وتصبحين زوجةً لأخي 'ديفيد' وذئبه 'دارك' فلن يدعونني الناس ب 'إيلا' !!! "

نظرت 'مونيكا' نحو إصبعها المرفوع بشموخ دليلاً على تغير شخصية الأخرى وتطورها للأفضل لكنها واصلت التصرف ببرود وردت عليها : " لاتفتخري بالإسم أمامي أنا من سميتك "

و 'إيلا' وسعت فمها من سخرية صديقتها منها وإحراجها بردودها الغير متوقعة لتردف بينما تحرك يديها في الهواء بعشوائية : " هذا لا علاقة له بموضوعنا المهم هو زفافكما وسيكون على يدي ! لن أسمح لك بجعل أخي حزيناً ياصديقتي ستتزوجينه أي ستفعلين وباقة زفافك من متجري ! "

كانت تتحدث بوجهٍ أحمر من الخجل المخفي أسفل كلماتها الصارمة التي لم تؤثر ب 'مونيكا' إنشاً واحداً لتقول ببرود : " لن تنجحي "

أما 'إيلا' فقد ردت بثقة وهي تعتدل بوقفتها وتحدق بقوة في الأعين العسلية الباردة نحوها : " سنرى من التي لن تنجح !! "

خمسة ثواني من التحديق قبل أن تشيح 'إيلا' بأعينها وتسلل القلق داخلها فقد شعرت بأن 'مونيكا' ستفترسها بعد قليل

لكنها لم تكن لتستسلم بسهولة فهاهي تعانق ذراع أخيها قائلة بأكبر قدر من الودية لجعل صديقتها تغار عليه : " لاتقلق 'دارك' ستتزوجان قريباً "

أما 'دارك' نظر بأعينه الدموية لرفيقته بضعة ثواني رأى فيها مدى برودها الذي يوضح مدى إنزعاجها من هذه المسألة

ليقول بسخرية متألمة : " نعم في أحلام اليقظة "

ودلف إلى داخل عقله تاركاً السيطرة ل 'ديفيد' الذي تنهد بيأس واضح بعدها

ثم سمع 'إيلا' تهمس له : " هل 'دارك' بخير ؟ "

وأجابها 'ديفيد' بـ : " أظن ذلك "

فذئبه بمجرد عودته للداخل قطع تواصله معه ولم يعد يرغب في الحراك والتحدث مع أحد وبإعتقاده أن رفيقته تعتقده خائناً رغم قرائتها عقولهم وتأكدها من نواياهم الحسنة

تاركاً صاحبه في حيره حقيقية مما يحدث مع رفيقته وسبب برودها المضاعف وحدسه يخبره بأن السبب هي 'إيلا' التي قالت له ناصحةً بهمسها : " لاتقلقا ودعا الأمر لي ! 'مومو' لطيفة وستتفهم هي تواجه الأن مشاكلاً في الثقة إذ أنكما لم تلتقيا سوى منذ وقتٍ قصير في نظرها
إسألني أنا أعلم الكثيرين الذين قد يقتلون أنفسهم لأجلها لكنها تتصرف معهم ببرود وتصدهم حتى وإن كانت تعرفهم لسنوات وتحبهم هذه شخصيتها كثيرة الحذر منذ أن كنا صغاراً وأرى أنها لم تتغير حتى الأن "

ليبتسم 'ديفيد' بتكلف وهو يرد عليها : " نعم يمكنني رؤية هذا بوضوح "

فهو لن يستمع لها لأنه رأى رفيقته تتصرف معه بلطافة وتمرح هنا وهناك مما يعني أن شخصيتها قد إختلفت عما تعرفه هي التي لم ترها منذ سنوات

أما 'إيلا' همست له بصدق مخبرةً إياه بالأمر المهم : " أنظر لها تتصرف ببرودٍ معي وكأننا على خلاف وعداوة لكنها قتلت فتى لأنه تمادى بتصرفاته معي وتظاهرت بأنها لم تفعل شيئاً لأجلي لكنني رأيتها تتخلص من جثته في الغابة خلف الميتم ليلتها هكذا هي 'مونيكا' تتصرف ببرود وتشتمك ثم تدافع عنك سراً "

كلماتها هذه جعلت 'ديفيد' يتذكر أفعال رفيقته المخفية حيث تتشاجر معهم بالعلن لكن في السر قامت بالتخلص من الكاميرات وتخلصت من السجين الذي كاد يسرب معلومات القطيع ويجعلهم فريسة أعدائهم وحمت الجميع بإستخدامها سحر القلادة وقوتها التي تضُرها بشدة لنقلهم إلى روسيا وبالطبع لم ينسى حديث إخوتها معها بالأمس حيث مافعلته لأجلهم رغم كل شيءٍ حدث بينهم

مما جعله يتأمل رفيقته التي تنظر نحوهما ببرود مثل شبح يستمع لحديثهما الصغير بصمت

ثم قال محدثاً الفتاة بجواره : " النصيحة الصحيحة في الوقت الخاطئ "

وأصبح 'ديفيد' يتسائل داخله كيف كان ليكون الحال إن كانت 'إيلا' هي من تساعده في بداية لقائه برفيقته لأنهما صديقتان عوضاً عن البيتا الذين جلبوا له المصائب بخططهم السيئة لعدم فهمهم شخصيتها مبكراً

وأخيراً قررت 'مونيكا' مقاطعتهم والتحدث لتفرح 'إيلا' ظناً منها أنها تشعر بالغيرة وستنجح خطتها

لكن وعلى العكس أردفت الشقراء سائلةً إياها : " سمعت أنك لم تهربي مثل الباقين "

فهمت 'إيلا' مغزى سؤالها وعلمت أن 'ديفيد' أخبرها حول بضعة أمور عن طريقة لقائهم لتبتسم وتقول : " هذه قصة طويلة لنتحدث بينما نشرب القهوة ! "

نظر الرفيقين لبعضهما لثواني وأومئا بالموافقة وقبل خروجهم رأت 'إيلا' مساعدها الجديد 'أليكس' ذو الشعر الأشقر والأعين السوداء يدلف للمتجر بحماس لإستمراره في عمله الجديد مرتدياً زياً بسيطاً باللون الأبيض

لتقول مرحبةً به : " أليكس من الجيد أنك أتيت سأخرج قليلاً مع أصدقائي إعتني بالمتجر ريثما أعود ستجد قائمة على المكتب جهز الطلبية الأولى قبل الباقيات وقم بعدها بإعطاء الزهور إلى صاحبها فهو سيأتي بعد نصف ساعة "

وقد قالتها باللغة بالإنجليزية إذ أنها إيطالية وهو بشري عادي من روسيا وسيُصدم إن قامت بالتحدث معه بإستخدام تعويذة اللغات

ونطق الشاب 'أليكس' وهو يومئ لها بتحية عسكرية : " حاضر سيدتي ! "

لتلتفت إلى جهة أخيها وصديقتها ثم نطقت بابتسامة بينما تخرج من المتجر برفقتهما : " سأخبركم بكل شيء هيا تفضلا معي ! "

وإجتمع ثلاثتهم بعدها في مقهى قريب من المتجر جالسين على طاولة دائرية مبهجة الألوان كمقاعدها المريحة حيث 'مونيكا' و'ديفيد' يجلسان بجوار بعضيهما و'إيلا' على الجانب الآخر تبتسم بإتساع سعيد لأجلهما بينما تشرب من قهوتها المفضلة الممزوجة بالحليب

على عكس الثنائي اللذان يشربان قهوة سوداء شديدة المرارة والوحيد الذي يشعر بصدمة هو 'ديفيد' فما يعرفه أن رفيقته عاشقة للحلويات وتكره القهوة السوداء بسبب مرارتها

لكنها تشربها الأن بسهولة وبملامح جامدة وكأنها لم تكن تزعجه قبل أيام حول مدى سوء طعمها وتجبره على وضع السكر داخلها قبل أن ينتهي خلافهم بوضعه قطع السكر أكملها داخل الكوب

وبقيت تصر أنها سيئة ومُره على الرغم من أنه مشروبه بالأساس وهي تحمل كوباً من الشاي وتسرق رشفة من خاصته كل بضعة ثوان وتزعجه حول الطعم

أما 'إيلا' فقد قالت جاذبةً إنتباههم : " حسناً 'مومو' لابد وأنك فضولية لمعرفة كيفية قبضهم علي بعد هروبنا وصولاً إلى وجودي هنا "

ووقعت الصدمة على الآخران عندما أجابت 'مونيكا' ببرود : " لا ، سألت فقط ما إن تم القبض عليك "

ثم إبتسمت الشابة بإستسلام عالمةً أن الأخرى لاتزال على تصرفاتها المعهودة التي لاتتغير ابداً ببرودها رغم حقيقة مشاعرها

لتقول بعزم راسمةً إبتسامة عريضة : " سأخبرك بالتفاصيل على أيه حال ولن تتجنبيني "

كان 'ديفيد' يرى الأمور على نحوٍ مختلف لذلك أراد الإطمئنان على رفيقته فتعجبه يزداد ولم يعد من المنطقي بالنسبة إليه تعاملها بهذا البرود فجأة مثل الماضي مع 'إيلا' كما أخبرته

وسأل هامساً لرفيقته حيث لم تستطع 'إيلا' سماعه : "
ماخطبك ؟ "

وإكتفت 'مونيكا' بمد كف يدها خلسة أسفل الطاولة نحو يده بجوارها وربتت عليها لثواني وكأنها تطمأنه إذ أنها لاتزال مصره على عدم فتح تواصلهما ليتخاطرا عقلياً

ليفاجئها 'ديفيد' بإبعاده يده عنها لكنها كتمت الأمر وحافظت على ملامحها الجامدة معتقدةً أنه منزعج من تصرفها السابق وبالكاد نجحت في التحكم بملامحها بعدها

فقد أعاد يده للأعلى وشبك أصابعه بخاصتها محكماً عليها بقوة لاتؤذيها وشبح إبتسامة ظهر على وجهه ليصبح هو من يقوم بتهدئتها وطمأنتها بكونه إلى جانبها مهما حدث

بينما 'إيلا' قررت التحدث بقولها : " سأبدأ منذ لقائي الأول بك 'مونيكا' في إيطاليا داخل الميتم الذي ترعرعنا به لسنوات كي يستطيع 'ديفيد' فهم كل شيء "

لتومئ لها الأخرى بالموافقة التي جعلتها تبدأ بإخبارهما القصة التي حدثت في الماضي بأكملها دون تفويت أي تفصيلٍ مهم

كان ذلك في يوم زيارة مفتوح يأتي فيه جميع الناس اللطيفين كما يفترض لزيارة الميتم ورؤية الأيتام وإعطائهم الهدايا وهنالك من يجدونها فرصة لإختيار أحد الأطفال كي يصبح طفله ويتبناه

كانت 'إيلا' تقوم بالقفز على الحبل الذي تمسك طرفاه فتاتان تغنيان مثل إثنتان آخرتان تقفان جوارهما إنتظاراً لدورهما في الساحة الخارجية المخصصة للعب وباقي الأطفال منهم من يلعب الغميضة أو لعبة الرجل الأعمى حيث على طفل إغماض عينيه والبحث عن الباقين وهنالك لعبة يقوم فيها الطفل بلعب دور الذئب فيما يلعب الآخرون دور الفواكه وينادي الذئب على الفاكهة التي تهرب بعدها بينما يحاول الذئب اصطيادها

والعديد من الألعاب والأنشطة المختلفة التي يقومون بينما يمرحون ويستمتعون بوقتهم في الهواء الطلق

وجميعهم يرتدون ملابس جديدة مبهرجة الألوان فالفتيات يرتدين الفساتين والفتيان قمصاناً وبناطيل كانت أنيقة بكل تأكيد تظهر مدى حسن تعامل إدارة الميتم معهم

ثم قالت 'إيلا' بعد أن إرتشفت القليل من قهوتها : " لكن هذا ليس سوى مجرد سيناريو مزيف يقوم بخداع الزائرين والأطفال "

ففي ذلك اليوم وعلى عكس العادة لم يأتي سوى رجل واحد برفقة زوجته بدى عليهما الثراء برفقة رجالهم خلفهم وبالنسبة إلى الأطفال الجدد للميتم والذين تتراوح فترة قدومهم من شهر وأقل سيعتقدون مباشرة أنه أتى لتبني طفل مثل باقي العائلات وهؤلاء حراسهم الشخصيين

ولن يكون من الغريب قدومهما بدون باقي الزوار فالكثير منهم لايفضلون معرفة أحد بشأن تبنيهم طفلاً لأسباب تجول في خواطرهم

قاطع 'ديفيد' القصة بقوله : " من الواضح أنهما مريبان "

ليتفاجأ من 'مونيكا' ترد عليه بهدوء : " لم يكن هذا ظاهراً لـ 'رون' "

لم يكن 'ديفيد' يعلم من يكون هذا الشخص وشعر بفضول وغيره مخفية كي يعلم الباقي لكن 'مونيكا' لن تفكر بالتحدث عن 'رون' لأي أحد أبداً

لذلك إختارت 'إيلا' التوضيح له : " 'رون' هو طفل أتى في ذات اليوم الذي إنضمت فيه 'مونيكا' للميتم كانا كلاهما جديدان على المكان وكُل ما تم إخبارهما به أن يفعلا مايريدان بالساحة المخصصة للعب يوم الزيارة
لكن عليهم عدم فعل شيء سيء للزوار وبصراحة أي شخص سيقطن في ذلك المكان سيعلم من اليوم الأول جحيم العيش ويريد الهرب والإبتعاد مثل 'رون' الذي ظن أن الحل يكمن بكشف سوء المعاملة إلى العالم "

وأكملت القصة حيث بينما تقوم باللعب إستطاعت بواسطة سمعها القوي دون الفتيات معها سماع 'رون' الفتى الجديد يتحدث مع الفتاة الجديدة بجواره أثناء جلوسهما بمكان قريب منها

وقد كان يقول هامساً : " عندما يأتي الزوار سأجعلهم يرون هذه الرسمة وعندها سيتم إبلاغ الشرطة وننجو "

صدمت هي مما قاله حتى أنها توقفت عن اللعب وتصنمت مكانها فهذه مصيبة وضميرها لايسمح لها بالصمت لتتجاهل شكاوي الفتيات من توقفها والذين لايحبون بعضهم حتى بل يمثلون كعادتهم لخداع الزوار الذين يقابلون مجموعات الأطفال ويتحدثون معهم ثم ذهبت هي نحو ذلك الفتى

كان الفتى ذو القبعة يرسم بشغف بينما الفتاة الشقراء معه تحمل دمية بين يديها تحتضنها وتنظر للوحة الفنان الصغير صاحب النمش الذي يغطي جماله
ولوهلة تفاجئت من مدى جمال الأخرى وكأنها أميرة من قصة خيالية رغم برودة نظراتها لكن هذا لم يمنعها من التقدم نحوهما وجلست قربهما

ليقوم 'رون' بتخبئة رسمه مما دعاها لأن تقول هامسةً له : " هل تبحث عن موتك ؟ توقف عن الرسم ولاتفكر بطلب النجدة من الزوار ابداً جميعهم سيئين "

وهو قبض على شفته ثم قال منزعجاً قبل أن يمسك بيد الفتاة معه ويقف بها : " أنتِ تريدين منا الإنصياع لقوانين العبودية ولن نفعل 'مونيكا' لنرحل من أمام لاحسة العقول هذه "

سخريته الأخيرة جعلت الرفيقين يبتسمان 'وديفيد' علق مازحاً رغم غيره ذئبه من ذلك الفتى : " طفل بلسان سليط لكنه محق "

وفهمت 'إيلا' أنه يسخر من قدرتها على خداع الأحبه المتخاصمين وجعلهم على وفاق وإمكانياتها الكبيرة في البحث عن أزواج للشابات وزوجات للشباب الغير مرتبطين وببضعة خطط منها ينتهي بهما الزواج وكأن خططها تقوم بلحس عقولهم حقاً

لذلك تظاهرت بالعبوس قائلة : " سأمررها لك هذه المرة لأنك أخي "

و'مونيكا' كانت ترسم شبح إبتسامة بينما تتأمل الكوب أمامها قبل أن تهمس بما سمعاه كلاهما : " لسان سليط لايأتي سوى بموتٍ شنيع "

هنا اومأت 'إيلا' بأسى وتمالكت نفسها كيلا تبكي مجدداً على عكس 'ديفيد' الذي إختار كتم صدمته ليس فقط من إدراكه أن الفتى قد توفي بل من أن ذئبه عديم الضمير تنفس براحة : ' نقص واحد وتبقى العشرات الذين علي تلطيخ مخالبي بدمائهم القذرة لتبقى حلوتي لي وحدي '

لكنه إختار الإستماع للشابة التي واصلت الشرح دون أن تتم مقاطعتها هذه المرة

وأكملت أنه بمجرد وقوف 'رون' في مكانه برفقة 'مونيكا' ظهر أمامه أولئك الزوجين الثريين والرجل قد قال بإبتسامة ودية : " لما تتشاجرون يا أطفال ؟ "

و 'إيلا' برؤية الرجل أمامهم إرتجفت بخوف مكانها دون أن تقف وألقت مئة نظره قلقه على المربية الغاضبة والتي تقف برفقة مجموعة في الخلف

و'رون' شعر بالتفاجؤ ليتراجع خطوة للخلف بدهشة

لكن يبدو أن 'مونيكا' حينها شعرت بشيء مختلف لذلك حاوطت ذراع 'رون' وأردفت بجرأة واثقة : " نحن لا نتشاجر "

ثم همست لصديقها بشيء وهي تحثه للسير معها بجذبها ذراعه وهو كالأحمق لم يستمع لها فقد سمع المرأة الثرية تقول بلطف شديد : " لاعليكم ياصغار أخبرونا كي نتمكن من مساعدتكم أريد التمرن على التعامل مع أطفالي المستقبليين إن دار بينهم خلاف"

و'رون' إستخدم عقله بعد ملاحظته عبوس الطبيب 'سيڤاك' والمربية 'كارينا' على الجانب برفقة حارسين مما يعني إنزعاجهم التام من أنه سيكشف حقيقتهم ولو علموا بخطته مسبقاً لتم إحتجازه حتى يرحل الزوار

وقرر أن يقول كاذباً أثناء تصنعه البراءة : " كنا نرسم وأتت تلك الفتاة لتخبرني أن رسمتي شنيعة أيها السيدان اللطيفان هل مارسمته فظيع حقاً ؟ "

تأمل الرجل وزوجته بتفاجؤ شديد الرسم الذي ظهر فيه طلب مساعدة واضح بخطه رغم عدم إكماله الرسم ليقبض الرجل على كفه بغضب وشهقت المرأة بصدمة ليبتسم 'رون' بإنتصار وشعر ببصيص الأمل يطرق أبوابه

فقد صرخ الرجل بغضب : " أي مربين هم أنتم ؟!! "

لكن زالت إبتسامة الطفل الصغير وتحولت لصدمة عندما واصل الرجل صراخه : " أعطيكم مهمة إصمات هؤلاء الدعره وتخرجون لي بهذه الشكليات ؟؟ ما الذي كان ليحصل لنا لو أن هذا الغر عرض لوحته على زائر حقيقي ؟!! "

وتدخل الطبيب ذو الشعر الأرجواني قائلاً وهو يفرك أذنه أثناء تقدمه منهم : " توقف عن الصراخ 'مارينو' أنت تؤذي طبلة أذني وتخيف الأطفال "

ورئيس الميتم العقل المدبر وسبب كل شيء عانوه نظر نحو الآخر وقبض على ياقة زيه قائلاً بغضب : " 'سيڤاك' سأحذرك مرة أخرى لا أريد أخطائاً يوم غد فذلك الضابط اللعين سيأتي ولا أعلم لأجل من "

أما صاحب الهالات السوداء أردف وهو يحرر نفسه من قبضة رئيسة المجنون : " لن يحدث شيء إطمئن "

ثم أمسك بالأطفال الثلاثة وحثهم على السير بهدوء تخللته نبره تخدع الكثيرين بكونه لطيفاً : " تعالوا معي ياصغار ودعوكم من رئيس الميتم إنه يصرخ هكذا دوماً عندما يحاول الأطفال الهرب بالتواصل مع الزوار الزائفين من طرفنا "

أكثر المصدومين بهذا الإعلان كانوا الأطفال الجدد بالميتم مثل 'مونيكا' و'رون' فهذه كانت حيله يستخدمونها لمعرفة مَن مِن الأطفال سيجرؤ على العبث وبمعاقبته يتم تحذير الباقين وتخويفهم من فعل ذات الشيء

و'إيلا' وباقي الأطفال إما تعرضوا لتجربة مشابهه أو ولدوا بالميتم ليعرفوا كل الأنظمة والكثير من الخدع والمؤامرات التي تحدث هنا ويتم صقل الخوف بهم منذ صغرهم ليصبحوا تحت رحمة رؤسائهم رغماً عنهم

وبالنسبة إلى العقاب وقف ثلاثتهم داخل مكتب 'سيڤاك' الذي لايدخله إلا قله قليلة ينتقيهم بنفسه وقد نظر نحو الطفلة ذات الشامة أسفل عينها قائلاً بإبتسامة : " ماخطبك يارقم 208 ؟ تبدين متوترة للغاية أهو بسبب مافعله هذا الفتى الجريء "

وهي ردت عليه مخفيةً خوفها الشديد : " لاشيء أنا بخير "

لتسمعه يصفق مشيداً على ما قالته : " إجابة أردت سماعها حقاً ! يمكنك العودة إلى الغرفة أريد التحدث مع هذان الطفلان على إنفراد "

ولم تعلم 'إيلا' ماحدث معهم بعدها وعادت لغرفتها فأمر الطبيب المبطن لايعني سوى : ' أنها ستكون تحت المراقبة بسبب شكه حول تحذيرها الأطفال خلسه من خططهم لذا إن كانت تعرف مصلحتها يُفضل أن تبقى هادئة داخل الغرفة وتلتزم الصمت '

لكن عندما دقت ساعة منتصف الليل سمعت أحد الحراس يتحدث مع الآخر حول الفتى من هذا النهار وكيف قام بإغضاب رئيس الميتم 'مارينو' وأنهم ذاهبان للقيام بعمل ما يتعلق به

ولم تستطع منع تأنيب ضميرها من عدم نهش عقلها حول مايقارب الربع ساعة : ' كُل هذا بسببي كان علي إخبارهما أن الزائر هو مدير الميتم كي يحذرا ولا يتفوها بحرف واحد أمامه '

لذلك خرجت خلسة عبر النافذة على الرغم من أن الغرفة في الطابق الثاني لكن أنابيب المياة كانت بجوار النافذة مما سهل عليها الإنزلاق بها

وبعد وصولها للأرض همست بعزم : " سأطمئن عليهما بالبحث عن الحراس قبل قليل وأعود ! أتمنى ألا يصيبهما مكروه ويكونان بأمان "

وعندما بحثت عن الحراس تفاجأت برؤيتهم يحملون كيس طحين وذهبوا به من الباب الخلفي للساحة وخرجوا نحو الغابات لتحدث نفسها بفضول تحول إلى شهقه مصدومة بعدها : " إلى أين هم ذاهبون ؟ لايمكن هل يعقل أنهم سيطردونه من الميتم لتتناوله الوحوش !! "

فهي مثل غيرها من الذين ولدوا ووجدوا أنفسهم داخل الميتم ويجهلون كل شيء عن الحياة وتظن أن من يخالف الأوامر يتم إلقائه للوحوش في الغابة قربهم مثلما أخبروها

لتتراجع بخوف ناويةً الإستسلام لمخاوفها : " سأعود للغرفة هذا مخيف ! "

لكن ضميرها أنبها لتقول رغم خوفها وقلقها : " لا علي الإطمئنان على الفتى الجديد 'رون' إن الحراس يعودون بسلام ولا يأكلهم الوحش مما يعني تواجد طريقة لذلك وإن تمكنت من تحريره قبل أن يأكلنا الوحش سنكون بأمان "

ورأت بعدها ضوء كشافات الحراس يصبح أخف دليلاً على إبتعادهم لتركض بسرعة كيلا تُضيعهم وتبعتهم تلك الصغيرة بجسدٍ مرتجف من الخوف حتى أنها توهمت وجود أشباح ينادونها وسط ذلك الظلام المخيف والضباب الخفيف

وفي النهاية وصلت لمبتغاها الذي تتمنى حتى يومنا هذا لو أنها لم تفعل فبمجرد إقترابها بعد رحيل الحراس ببضعة بمسافة لن تجعلهم يلاحظونها قامت بالحفر بصعوبة بواسطة أصابعها الصغيرة المتأذية وعثرت على الكيس الضخم بسرعة فهم لم يقوموا بدفنه في الأعماق

وعندما فتحته لم يكن مابداخله سوى جثه متفحمة أدركت فوراً أنها لـ 'رون' لتعود أدراجها باكية وصارخة من الذعر حتى وصلت للميتم بنجاح ودلفت لغرفتها من ذات طريقها للخروج وأصبحت تبكي بصمت أسفل غطائها الخفيف الذي لايُدفئ أحداً ولم تعلم كيف تمكنت من النوم ليلتها

وعندما استفاقت كل مايجول بداخلها هو : ' إنه خطأي كان علي تحذيره مبكراً ! لقد مات 'رون' بسببي ! لم يكن علي تركه يخرج لوحته كان علي تمزيق الرسم خاصته قبل أن يروه '

تحملت 'إيلا' لوم مقتله وظلت تؤنب نفسها على ماحدث له حتى تذكرت الفتاة التي كانت معه وقررت الخروج للبحث عنها وكم شعرت بالخوف من فكرة أنها قد تجدها ميتة لكن الروتين اليومي للميتم منعها من ذلك بسبب أن يوم الزيارة الحقيقي كان اليوم

وأردفت مخاطبةً الإثنان أمامها : " وعلى عكس مخاوفي رأيت 'مونيكا' في اليوم التالي تجلس على الأرض متحدثةً مع رجل عجوز وشرطي وسيم ومعهم فتاة ذات شعر فضي ترتدي قناعاً غريباً لكني لم أركز بها كثيراً أو أظن أنها ستصبح واحدة منا يوماً ما
وكل ما تمنيته ألا تقولين شيئاً يؤدي لمقتلك مثل صديقك وما لاحظته بعدها أن جميع الأطفال الجدد كانوا خائفين مما حدث بالأمس ولم ينطقوا بحرف أمام الزوار وسار كل شيء على مايرام "

إكتفت 'مونيكا' بمواصلة الصمت وكأنها لم تكن متواجدة معهم على عكس 'ديفيد' الذي يلقي تعليقاتاً تخص القصة بإهتمام لرغبته في معرفة المزيد ومادامت المعلومات تأتيه على طبق من ذهب بموافقة رفيقته الهادئة لن يقوم بالتفريط ولو بمعلومة واحدة

وقد علق على خوف الأطفال قائلاً : " لقد صرحت الإدراه بتواجد رجالهم بين صفوف الزوار بنظر الأطفال فرصة اللجوء لشخصٍ من جانبهم وتلقي الضرر كبيرة "

ووافقته 'إيلا' الرأي بدموع مجتمعة من الأسى على الأطفال : " أنت محق وهنالك العديد من الأطفال الذين لجئوا لأشخاص إتضح لاحقاً أنهم مجرد أنجاس حتى أن أحد الأطفال بعد تبنيه عاد لنا مشوهاً بالكدمات
ثم أذيع صيت أنه حاول إخبار الرجل الذي تبناه بحقيقة الميتم رغبةً منه في إنقاذ أخيه الصغير لكنه تبناه مؤقتاً فقط للإستفادة منه كدمية يلعب بها لإرضاء نفسه المريضة ! وعندما مل أعاده بلا مبالاة وأخذ غيره بمبلغ مالي ليس بقليل "

ليردف 'ديفيد' بإنزعاج : " لم يكتفوا بتحويل الأطفال إلى مجرمين بل كانوا يبيعونهم إلى مجرمين "

وهمست هي بأسى : " نعم نفس الشيء كان سيحدث لنا لولا هروبنا "

تفاجأ الألفا وتقدم بجذعه للأمام بعد أن كان متكئاً أثناء إستماعه لها لتقول 'إيلا' بسرعة قبل أن تجده يحطم المطعم من غضبه : " سأكمل قصتنا كي تفهم ماجرى "

ثم واصلت حكاية القصة حيث في منتصف الليل حاولت 'إيلا' البحث عن 'مونيكا' مجدداً والتحدث معها حول ماحدث لصديقها 'رون' لأن لديها الحق في معرفة ماحل به وألا تبقى مخدوعة بهذا المكان

ومن حسن حظها قابلتها على السطح وبدأت في البكاء والإعتذار لها بتأنيب ضمير حاد حتى وصلت إلى لحظة قولها : " مات صديقك بالأمس رأيت جثته داخل كيس ألقاه الحراس في الغابة ! كان محترقاً ! "

أما 'مونيكا' نظرت للميتم بأكمله من على السطح ثم أجابت ببرود : " أعلم "

لتنظر 'إيلا' نحوها بأعين باكية حملت الدهشة : " تعلمين ؟ "

وأجابتها الشقراء ببرود لاينتهي : " ألقاه الطبيب حياً في الفرن المشتعل ورأيته يموت أمامي "

ختمت 'إيلا' اللقاء الأول لهما عند هذا الحد لأنها رأت الصدمة تعتلي وجه الألفا 'ديفيد' الذي وجه نظره لرفيقته الهادئة سائلاً بأول ماخطر على باله : " أهذا صحيح ؟ "

لم يكن بسؤاله يكذب قصة 'إيلا' لكن هذا أول ما خطر بباله في تلك اللحظة الصادمة له بأن رفيقته شهدت موت شخصٍ آخر بمثل هذه الطريقة الفظيعة

لتجيبه 'مونيكا' بالحقيقة التي صدمته وصدمت 'إيلا' التي لاتعلم كامل القصة بينما تنهي آخر رشفة من قهوتها : " نعم وجعلوني أضع جثته وحاجياته داخل كيس الطحين لإخفاء الجريمة بمثالية "

قالتها 'مونيكا' ببرود فاجأهم وكأنها لم ترتعش من الخوف داخل غرفتها المليئة بالأطفال الذين ينامون على فراش متسخ ومتمزق من شدة إهمالهم لقاطني هذه الغرفة بسبب ماحدث

ثم أصبح الجو متوتراً على ثلاثتهم من وجهه نظر 'إيلا' التي تعلم بأن الوقت القصير اللذان قضاه هذان الإثنان سوياً لم يكن كافياً ليعلم 'ديفيد' كل شيء عن رفيقته 'مونيكا' التي لاتتحدث كثيراً بطبيعتها لذا لاتوجد طريقة سهله لإخباره بالمزيد من الأمور التي لا يعلمها أحد سوى صاحبتها

و'ديفيد' الذي كان يحدق برفيقته مطولاً من شدة صدمته إنتهى به المطاف جاذباً إياها لحضنه محاوطاً رأسها الموضوع على صدره والأخرى على كتفيها في عناق ينسيها فظاعة ما رأت في صغرها

ومرة أخرى يجد نفسه لايستطيع مواساة رفيقته على شيء وإن كان بمقدوره فعل ذلك ما الذي سيقوله ؟ هو شخصياً إن تعرض لمثل ماعانته لن يهتم وربما قد حصلت أمور شبيهه لما حدث معها وتجاوزها

لكن الأساس في الأمر هو أن رفيقته البريئة عانت بشدة وهذه ليست سوى قصة واحدة من وجهه نظر شخصٍ آخر هو لم يسمع بعد مالدى رفيقته

ثم فكر متذكراً ماقالته رفيقته له أن إخبارها إياه بمعاناتها إما أن يؤدي لموته أو لغضب جنوني وكلاهما هي لاتريد حدوثهما

لذلك همس لها وأخيراً بنبرة هادئة : " أمل منك إخباري بكل شيء عنك في وقتٍ قريب لأن تخمينك بأني قد أغضب خاطئ وتخمينك بأني سأموت بسبب ما أسمعه عن ماعشتيه لن يحدث "

ثم أظلمت عيناه وتحولت ملامحه لأخرى غاضبة بإشتداد فكه وتحريره القليل من هالته القاتلة رغماً عنه وهو يقول : " إن رفيقك أقوى من الموت تاركاً من أذى رفيقته يتنفس على هذه الأرض ! أقسم على عدم ترك أحدٍ منهم يموت دون أن يتجرع كأساً من سم ما أسقوك إياه ! "

حاولت رفيقته الإبتعاد عن حضنه بينها تتنهد قائلةً بهدوء : " هذه ردة فعلك من موقفٍ واحد فكيف إذا سمعت كامل القصة "

لكنه شد في عناقه عليها بقوة مانعاً إياها وفي ذات اللحظة لاحظ محاولة 'إيلا' للرحيل عنهم بسبب إختناقها من هالته التي ضايقت العاملين كذلك

ليغلق هالته ويقول بصرامة أفزعتها : " 'إيلا' أكملي القصة "

لكنها أردفت بإبتسامة متوترة أثناء تصنم جسدها في حالة بين الوقوف والجلوس : " أظن أنه من الأفضل إكمالها في وقتٍ لاحق "

أما 'مونيكا' قد فصلت عناقها برفيقها الذي لايزال يرفض إفلاتها ونجحت بإخراج رأسها لأنها ستجد نفسها تبكي إن واصلت البقاء في حضنه الدافئ وواصلت الإستماع لنبضات قلبه التي تساهم في تحفيز مشاعرها الجياشة

وقالت ما جعل 'ديفيد' يطمئن من أنها ستخبره المزيد عنها ويصبر على ما يحصل عليه من 'إيلا' : " لاعليك أكملي سنتناقش لاحقاً حول كل شيءٍ قلتيه "

لتجلس 'إيلا' متأملةً 'مونيكا' الجالسة بإستقامة و'ديفيد' الذي لم يبعد يداه التي تحيطها من الجانب بإنزعاج واضح من رحيلها عن حضنه بينما هو يحاول مواساتها

ثم قررت إبعاد الجو المشحون بقولها : " حسناً سأكمل ! بعد ذلك أصبحت أنا و'مونيكا' مقربتين للغاية ونلتقي كل يوم سراً على السطح وفي إحدى المرات سألتها عمن قام بتسميتها لكنها لم تجبني وسألتني عن اسمي لك أن تتخيل أنها لم تكن تعرفني رغم ظني أننا صديقتين "

عبرت 'إيلا' عن عبوسها من الموقف لكن بعدها أكملت ماحدث ألا وهو إخبارها بأن اسمها هو : 'E' ولاشيء سواه لأن المربية كانت أكسل من أن تعطيها اسماً

وتفاجئت ب 'مونيكا' تقول وهي تنظر للبدر في السماء : " 'إيلا' "

لتسألها بفضول : " من هذه ؟ "

وأجابتها الأخرى بينما تنظر لها بهدوء : " 'إيلا' سيكون اسمك من اليوم إنه يعني ضوء القمر  "

شعرت تلك الطفلة بصدمة تحولت لدهشة ثم تفاجؤ وسعادة : " اسمي ؟ أنا لدي اسم ؟ شكراً 'مونيكا' أصبح لي اسم جميل للغاية أجمل من باقي الأسماء حتى في معناه "

قفزت بعدها في المكان وهي تردد اسمها بينما ترقص من شدة السعادة فلم يخطر ببالها أن بإمكانها الحصول على اسم جميل يمكنها قوله بثقة عوضاً عن ذلك الحرف E والرقم 208

ومن أفسدت عليها متعتها كانت 'مونيكا' التي قالت : " أنا أسميتك به أيتها الفتاة البيضاء "

لتتذمر 'إيلا' وهي تقترب منها بسرعة : " الفتاة البيضاء ؟ ناديني باسمي الجديد أحببت وقع حروفه "

أنهت كلماتها وهي تعانق 'مونيكا' التي إكتفت بالتربيت على ظهرها بينما تجيبها : " إنه لقب يمثل شخصيتك الطيبة كبياض الثلج 'إيلا' "

وقالت 'إيلا' بسعادة بالغة : " أنا سعيدة للغاية أيمكنني إعطائك لقباً كذلك "

لترد الأخرى بصرامة : " لا "

وسألتها هي بصدمة : " لماذا ؟؟ "

لتجيبها باختصار : " لدي واحد بالفعل "

وعندما سألتها 'إيلا' من شدة الفضول : " ماهو ؟ "

أجابتها 'مونيكا' بإبتسامة لإغاضتها : " لن أخبرك "

كانت أول مرة تراها تبتسم لذلك نسيت تذمرها وهرولت لحمل ورقة وقلم ناويةً رسم هذه اللحظة التاريخية لولا أن الأخرى أفسدت عليها كل شيء بإزاله إبتسامتها

وتحدثتا بعدها حول الأسماء ومعانيها التي كانت شيئاً محبباً لـ 'مونيكا' واستمتعت 'إيلا' بالإستماع لها وسؤالها عن معاني أسماء الأطفال في الميتم والأسماء التي لاتعرفها

وعندما حل يوم زيارة آخر أتى زوار كُثر للميتم والضابط الذي يأتي لزيارة 'مونيكا' أتى كعادته رغم ندره زياراته بحكم عمله وهو من كان سبباً لعدم نجاح بعض الأوغاد في تبنيها هي و'إيلا'

فقد كانتا تجلسان سوياً وتمثلان كما تجري العادة والفرق هو أنهما كانتا أجمل من باقي الأيام التي يهملونهم بها مما جذب أنظار بعض الأوغاد منهم رجل وإمرأة تقدما نحوهما وبدئا في اللعب معهم رغماً عنهم

والإثنان كانا يتحسسان وجهيهما رغبةً منهم في تبنيهم ثم بيعهن في بيت الدعاره الخاص بهم

وتدخل ذلك الضابط وزوجته الضابطة بالقبض على ذراع الزوجين قائلاً بصرامة : " أنتما تضايقان الصغيرات إن واصلتما أفعالكما لن أتردد في وضع الأصفاد عليكم "

والجد العجوز قام بالإنحناء بصعوبة للفتاتين بينما يقول : " لاتخافا يافتيات لن يمسكم هؤلاء المزعجين بسوء "

وصرخت الضابطة بعدها : " أين المربيات ؟ "

لتتقدم 'كارينا' بقلق تحول لغضب كتمته بعدها عندما قالت الأخرى : " أليس بإمكانكم التحقيق خلف نوايا زائريكم ؟ إنهم يخيفون الأطفال "

ونظرت نحو الطفلة ذات الشعر الفضي والقناع الورقي خلف والدتها لثواني فهي جميلة وبها جاذبية عالية رغم كونها طفلة وتغطي الجزء العلوي من وجهها

ثم قالت بأدب : " أعتذر منك سيدتي سأحرص على إخراجهم ! أيها السادة أطلب منكم مغادرة الميتم باحترام "

والإثنان إنصاعا لها وخرجا بينما يلقيان شتائماً عديدة وتجنب الكثيرين الإقتراب من 'إيلا' و'مونيكا' ممتنعين عن تبنيهم حتى بسبب الضابطان والجد الذي يكون رئيس مركز شرطة متقاعد وهكذا نجوا من الزائرين الأوغاد

ثم صرحت 'إيلا' وهي تشاهد النادل يقوم بوضع أكواب قهوة جديدة وبضعة حلوى على الطاولة : " ومع مرور الوقت لم نكن أنا و'مونيكا' نلتقي لوحدنا مثل العادة فقد إزداد العدد في مجموعتنا
وتمكنا جميعاً من تطوير مهاراتنا وتعليمنا بفضل نصائحها رغم أنها تلقي النصائح علينا وكأنها شيء عابر وسخيف من المزعج عدم معرفتنا إياه وكأننا أغبياء بنظرها "

و'مونيكا' ردت ببرود : " وأنتم أغبياء حقاً "

لتقول هي بتذمر : " كلماتك اللطيفة تُعد على الأصابع ياصديقتي "

وسمعت حينها 'ديفيد' يسألها وملامحه لاتبشر بالخير إطلاقاً رغم الهدوء الطاغي عليه : " ما الذي حدث بعدها ؟ "

وفضلت 'إيلا' الإجابه عليه بصدق مادامت 'مونيكا' تواصل رفض مساندتها بقص القصة عوضاً عنها حتى تتمكن هي من الولوج إلى اللحظة الكارثية

لذلك قالت : " إرتفع البعض منا في المكانة بسرعة والبعض إختارو إخفاء مهاراتهم عن الجميع وبقيوا على حالهم يتمرنون في السر كيلا يُغيروا من مناصبهم أعني الأرقام كما تعلم فهي تحدد مراتبنا ودهشنا جميعنا عندما قام فتى يدعى 'آندي' من مجموعتنا بالإرتقاء من الرقم 130 حتى رقم 3 "

وسمعت 'ديفيد' يشتمه من بين أسنانه : " الطبيب المزعج "

لتتسائل 'إيلا' بصدمة : " أنت تعرفه ؟ أيعني هذا أن 'مونيكا' لازالت على تواصل معه ؟ "

وأجابها هو بصدق حسب مايعرفه : " كانت تعيش معه هو ورقم 1 "

وتفاجئ عندما غضبت الفتاة أمامه وضربت الطاولة بحقد بينما تقول : " ذلك الأناني معها !! ظننتك ستتخلصين من ذلك القمامة إن هذا غير مقبول كيف لك أن تتحملي البقاء بجوار ذلك المزعج الذي لم يبقي طفلاً دون أن يتنمر عليه حتى المربيات والحراس كانوا يهربون منه "

وجهت خطابها إلى 'مونيكا' التي شرعت في تناول المثلجات التي طلبها رفيقها لعلمه بما يساعدها على الهدوء وإستمرت في تجاهل مايحدث أو إدعاء التجاهل واللامبالاة

أما 'ديفيد' فقد قال بإبتسامة : " شكرًا على إعطائي سبب مقنع للتخلص منه " فهو لم يرى 'إيلا' تشتم شخصاً من قبل مما يعني أن 'سام' فعل شيئاً يجعله يريد قتله

وزاحت إبتسامته عندما دافعت رفيقته عن أخيها دون إزاحة هدوءها : " الأمر ليس بذلك السوء "

لتتدخل 'إيلا' بإنزعاج لدرجة رفع صوتها والصراخ قائلة : " بلى واسوأ وعلمت مدى قذارته مرتين لا أنساهما له ماحييت !! "

ثم شرعت 'إيلا' في قص ماحدث بعدها ألا وهو جلوس 9 من الفتية والفتيات فوق السطح كعادتهم في منتصف الليل وما أكدت عليه أن عددهم كان أكثر لولا بضعة ظروف حدثت لهم ودار حوار بينهم غير مجرى الأحداث

كان ماقالته هو ذات الشيء الذي إعترف به 'سام' و'آندي' حول المرة التي فقدت 'مونيكا' أعصابها لأول مرة وأخرجت قدراتها وحينها لم يتنسى لهم شرح شيء لها حول قدراتهم

حيث فور قدومهم واحداً تلو الآخر جلسوا مشكلين دائرة كعادتهم ولم يتحدثوا في شيء بعد سوى بضعة منهم ظلوا يشتكون حول مدى إرهاقهم

مثل فتى يدعى 'أمبارو' كان مستلقياً في تلك الدائرة متذمراً : " لقد أنهيت نقاطي على السلاح الجديد ولم يبقى شيء للطعام تباً لك يارقم ثلاثة لما لاتعطيني تخفيضاً على أسلحتك "

و'آندي' رد بفضاضه : " التخفيضات للأصدقاء وأنا منذ خروجنا من السطح لا أعلم من تكون "

لتسخر 'تيكلا' بينما تقوم بتنظيف خنجرها من بقعة دماء عالقة به : " تبرأت منه بسرعة "

ورقم ثلاثة لم يمانع الإقتراب منها بودية قائلاً : " تعالي أنتي وستحصلين على سلاح مجاني صُنع خصيصاً لأجلك "

ورفضته الأخرى بينما تضحك رافعةً سلاحها : " لا شكراً سلاحي يؤدي بالغرض "

لتسمعه يواصل إصراره بمغازلتها بطرق ملتوية : " يمكنني تطويره ليصبح أفضل "

أما 'أمبارو' كشر أثناء تأمله الإثنان وقال بغيض : " أتمنى سقوط إحدى عبوات سمومك على رأسك يا زير النساء "

ثم رأى صاحبة الشعر البندقي المنسدل والأعين الزرقاء 'تيكلا' تتجاهل رقم ثلاثة الجالس بجوارها لترفع يدها مرحبةً بـ 'سام' الذي حضر لتوه : " مرحباً واحد ! "

" مرحباً واحد " قلدتها 'إيلا' بسخرية قبل شتمهما بإنزعاج واضح لأنها تكره كليهما ولا تفهم لما تلك الحمقاء معجبة بذلك المغرور

ثم أصبحت تتمسك بذراع 'مونيكا' الهادئة بقوة كطفل يمسك بذراع أمه أثناء شتمه عابراً يزعجه على الطريق

أما 'سام' أردف بنبرة منزعجة مُخجلاً تلك الفتاة : " لاتتحدثي معي لست صديقك "

ليقول 'أمبارو' الأشقر بينما يجلس مكانه متأملاً بأعينه البنية الكيس مع رقم واحد : " هل أحضرت الطعام ؟ رائع كنت جائعاً جداً !! "

والآخر أردف بإنزعاج : " حرك مؤخرتك التي تتقاعس مثل الحوامل وإجلب لنفسك بعض النقاط "

ثم مد الكيس نحو 'مونيكا' بوقاحة بينما يجلس بجوارها على الجانب الآخر المعاكس لـ 'إيلا' : " تناولي هذا أيتها الفاشلة "

لتوبخه 'إيلا' التي على عداوة مسبقة معه بجرأة : " إن كنت ستعطي شيئاً أعطِه باحترام  "

وهو جادلها بشخصيته السيئة : " من أنتي لتتدخلي أيتها الغبية "

وهذا جعلها تدير رأسها نحو 'مونيكا' قائلة لها : " 'مومو' لاتأخذي أو لاتتناولي شيئاً من هذا المتنمر "

ثم تفاجأ كلاهما عندما وجدا يدها ممتدة بالفعل إلى 'أمبارو' وهي تعطيه شطيرة مغلفة من داخل الكيس

بينما هو قد قال بدرامية : " لا أحد يعاملني جيداً سواك "

ليشتمه 'سام' ساخراً من نحالته : " تباً لك ياعود السواك "

ثم أدار وجهه نحو 'مونيكا' التي لازالت على وضعيتها الهادئة قائلاً : " وانتي لاتشاركي الطعام مع أحد "

ليراها بأعينه الحمراء تقوم بإخراج مابداخل الكيس وتضعه في المنتصف وتمد بضعة أطعمة للمتواجدين مما جعله يقول بضيق : " قلت لاتفعلي وليس شاركيه مع الجميع "

سمع 'سام' بعدها الفتاة ذات الشعر الفضي المصفف على ذيل حصان والتي ترتدي قناعاً أحمر تسأل في هدوء : " ألا يوجد مشروب ؟ "

ليسخر منها كعادته : " وهل ترينني فندق عليه سبع نجوم لخدمتك "

مما أغضب 'آندي' الذي كان يكرهه لأنه تنمر عليه مراتٍ عده وغضبه دفعه ليقول : " لا أحد يريد طعامك خذه وإنقلع من هنا "

ومسألة إغضاب رقم واحد منبع الإستفزاز كانت مستحيلة آنذاك فقد رد على من يدنوه منصباً بتذكيرهم بما كانوا عليه : " أنظروا من يتحدث ذات الأبله الذي كان يترجى المربية لإعطائه رشفه ماء لاتبكي سأتصدق عليك بقطعة خبز "

ليغضب 'آندي' ويقفز عليه شاتماً إياه : " سأقتلك أيها الوغد !! "

وبدأ كلاهما بالشجار باللكمات والباقون يحاولون التفريق بينهم وأولهم هي 'إيلا' التي حاولت الوقوف بينهما قائلة : " توقفوا حالاً ستكشفون مكاننا بفضل أفعالكم الطائشة "

لكن بسبب قصر قامتها تبادلا اللكمات فوق رأسها بلا فائدة وهي محاصرة بينهما

وهنالك فتى بملامح قاسية كرجال الجيش بشعره الأسود وأعينه العسلية التي توجد عليها ندبة طولية ممتدة يدعى 'كونستانزا' كان ضخم البنية ويتبع 'مونيكا' كالأعمى في كل شيء بسبب إيمانه الراسخ حول رد الجميل لها

وقد نجح في إبعاد 'سام' الذي كانت له الغلبة ولم يصب بأي لكمة من الآخر قائلاً : " يارقم واحد تمهل ستقتله "

بفعلته هذه نجح 'آندي' في الوقوف بوجهٍ دامي لأنه لم يستطع صد جميع اللكمات ورغب في التقدم أكثر ليمسكه 'ألانو' بقوة ويعيده للخلف بصعوبة برفقة 'تيكلا' التي تقول : " يارقم ثلاثة لاتتهور لست نداً له "

ولم ينجحوا في إيقافهم إذ أنهما أقوى منهم جميعاً ودفعوهم للمقاتلة مجدداً وأحدهما يرغب في الدوس على جميع من يدنونه والآخر يريد الإنتقام ممن أهانه

بينما 'أمبارو' وجه سؤاله نحو 'مونيكا' وقال : " إن ماتا في ذات الوقت أيمكنني القول أنني الفاعل وأحصل على منصبهم ؟ "

وأكمل مشيراً لنفسه ثم للفتاة ذات الشعر الفضي خلفه : " سأخذ رقم واحد وأعطي الفضية خلفي رقم ثلاثة "

والفضية خلفه كما يسمونها رفعت رأسها وتوقفت عن تناول الطعام في صدمة مخفية مما قال على عكس 'مونيكا' التي تجاهلت سؤاله ثم نظرت بهدوء للحمقى الذين يتشاجرون

لم تكن 'مونيكا' لتتدخل في العادة وتوقف مثل هذه الشجارات المتكررة بينهم لكنها قررت إراحة رأسها من صداعهم بلكمة واحدة حطت على وجه كُلٍ منهما

وأصبحوا بعدها يجلسون بهدوء مكانهم بعد فحص 'كونستانزا' المكان والتأكد من أن الحراس لم يسمعوا شيئاً مما فعلوه وقد سرق لهم بضعة مشروبات في طريقه

وبعد هدوئهم قرر عاشرهم الفتى الخجول 'آفا' التحدث وبدء النقاش وقد كان طفل 'مونيكا' المدلل كما يلقبونه إذ أنه أصغرهم عمراً والوحيد الذي لايزال في المرحلة الإبتدائية على عكسهم

وهو الوحيد الذي تتحدث معه جيداً وتراعي مشاعره رغم برودها معهم وماقاله كان البداية وحسب حيث تساءل بتردد : " يارفاق هنالك شيء غريب سمعته اليوم وأريد معرفة ما إن كان ما سمعته صحيحاً "

لكن 'سام' رد عليه وهو يمسك خده الأيمن الذي يؤلمه من لكمة 'مونيكا' المفاجئة له : " لست رفيقك ولا أحبك إذهب للموت لا أكترث "

بينما 'آندي' كان سيئاً مثله لكن على نحوٍ مخفي إذ أنه قال وهو يمسك وجنته اليسرى المتألمة : " دعك من ذلك المغرور وأخبرنا بما يحدث لك سنساعدك مقابل بضعة نقاط توزعها علينا بالتساوي وأنا أريد الحصة الأكبر "

فنظام الميتم يقول أن بإمكانهم توزيع نقاطهم ومشاركتها وكذلك سرقتها ومقايضتها كذلك لتقول 'إيلا' بإنزعاج ظاهر : " أيها المادي تحلى ببعض الأخلاق "

أما 'آفا' فقد قرر التحدث متجاهلاً ردودهم السيئة عليه يكفيه أن 'مونيكا' أصبحت تنظر نحوه لتسمع مالديه بتركيز وقال : " بينما كنت أستحم مع الباقين سمعت أحد الفتيان يخبر مجموعته أن هنالك طريقه تجعلهم يرتقون بأرقامهم بعد التحدث مع الطبيب 'سيڤاك' الذي سيساعدهم خلسة ليصبحوا أقوى ثم يعطيهم رقماً أفضل "

فهم 'سام' مباشرة مغزى ذلك الحديث ومدى صحته فهو قد قام بتجربته مثل 'آندي' و'إيلا' اللذان حصل على تواصل بصري مع كُلٍ منهما على حِدَى ثانيتين فقط كانت كفيلة ليفهما القانون الأول الذي يجعلهما يصمتان ولا يخبران أحداً بحقيقة قدراتهم

لذلك أردف 'سام' قبل الجميع : " هذا مجرد هراء مستوى دنائتك وحقارتك يجعلك أعلى "

ليسخر منه 'أمبارو' رافعاً شطيرته في الهواء : " لهذا أنت هو رقم واحد "

وهو رد عليه بفخر : " وفخورٌ بعملي "

وصدمتهم كانت عندما تدخلت 'مونيكا' بهدوء : " إذا طلب منكم الطبيب فعل شيء له لأجل رفع أرقامكم ارفضوا تحديداً وإن أخبركم بالذهاب معه إلى مختبره لزيادة قوتكم بسرعة "

عندها تسائل صاحب الشعر المصبوغ بالأزرق 'ألانو' بينما يتناول كعكة شوكولاة في يده : " لماذا ؟ أليس من الجيد لنا أن نصبح في المراكز العليا "

لتجيبه 'مونيكا' بصدق : " ليس بتلك الطريقة "

حينها تذمر 'أمبارو' بعد إنهائه شطيرته ومشروبه الكحولي : " لحظة هل هناك طريقة سرية لرفع مستوى الجميع ! لما لم يخبرني أحد ؟ "

والثلاثة الذين يعلمون بالحقيقة خلف القدرات صمتوا وحلت عليهم الصدمة دون غيرهم بعد أن أكملت 'مونيكا' : " لأن جميع من ذهبوا معه فقدوا حياتهم عداي "

و'أمبارو' تفاخر قليلاً بموهبته قبل أن يشرع في التساؤل بفضول : " إنهم فشلة لايستطيعون تولي أمر إختبار بسيط ليسوا مثلي لحظة واحدة هل قلتي عداي ؟ أجربتي الطريقة حقاً ؟ أهذا سبب قوة لكمتك التي أوقفت هذان الوحشان ؟ "

ثم إنتقلت الصدمة لجميع الجالسين بمجرد أن قررت هي مصارحتهم بالحقيقة : " إن الطبيب يأخذ طفلاً بتلك الخدعة ثم يقوم بتعريضه إلى إختبارات تتضمن الحقن بسوائل غريبة داخل الجسد يسميها 'قدرات قام بإختراعها' وتعذيب لإخراج تلك القوى وإظهارها

كان يريد الوصول بهذه الاختبارات إلى نتيجة مبهرة لكن جميع الأطفال فشلوا وماتوا في مرحلة ما دون تمكنهم من تجاوز تعذيبه المتواصل وأنا بقيت حية لأنني قوية منذ ولادتي وليس بسبب قدراته !

لذلك واصل حقني بتلك الأشياء بأمل إظهاري مايريد يوماً ما وفي النهاية أصبح يحقنني بقدرات فاشلة ومتزعزعة أي لايمكنه تخمين ما النتيجة خلفها كما يقول لذا ربما أموت منها وربما يجد ضالته داخلي "

صدم الجميع من كلماتها الصريحة لكن بالنسبة إليهم لم يكن الأمر منطقياً أو ربما أرادوا تكذيب معرفتهم الأن بأن هنالك معاناة حقيقية خلف جدران الميتم لم يكونوا يعلمون عنها شيئاً

مما دفع 'أمبارو' للتشكيك بما قالته : " أنتي لاتكذبين علي لإخافتي صحيح ؟ "

و'تيكلا' سخرت منه بغضب : " كيف ستكذب عليك وهذه أول مرة تنطق بما يزيد عن عشرة كلمات ؟ "

ثم قالت 'إيلا' موضحةً للألفا أمامها : " جميع من على السطح لم يفهموا ما عنته 'مونيكا' عداي أنا و'آندي' والمغرور 'سام' فنحن كنا قد فعلنا من قبل ماكانت تحذرنا بشأنه "

وأكملت بما صدم 'مونيكا' حقاً لكنها كتمت صدمتها وواصلت تمثيلها اللامبالي : " جميعنا تلقينا حقنة في أوقاتٍ مختلفة قبل تحذيرها لنا وأنا قبل وقتٍ طويل للغاية يمكن القول بأن حقنتي كانت قبل لقائي بك 'مونيكا'
حينها كنت قد فشلت في إظهار مايريده الطبيب وكان ليتخلص مني لولا أنني حصلت على قدرات المستذئبين في السمع والبصر لكن لايمكنني التحول على عكس الاوائل الذين تشبعوا بالقدرات ونجحوا في الإختبار ولم نكن نعلم بما يحدث خلف الكواليس حيث كنتِ "

لتسألها في هدوء : " هل كان هنالك عينات فشلت ولازالت على قيد الحياة مثلك ؟ "

وأجابتها 'إيلا' بتوتر يزداد في كل لحظة لأن الرفيقين أصبحا عابسان أمامها بسبب ماقالته بعدها : " عاشوا قليلاً ثم ماتوا والباقين لايتجاوزون العشرين أعلم أن الطبيب خدعك بإخبارك أن الجميع قد ماتوا لكن لا هو كان يستمتع بتجاربه عليك فقد حلت علينا الصدمة بمعرفة أنه لايزال يقوم بحقنك "

كان عبوس الأخرى لأن هذه الجزئية تحديداً لم يخبرها 'سام' و'آندي' بها وهي تجهل السبب وفي الوقت الحالي 'مونيكا' لا تريد التبرير لأحد بل ستختار المواجهه والمصارحة معهما

أما 'إيلا' فضلت مواصلة التحدث كي تبعد الأجواء السيئة على الرغم من أن التالي أسوأ من سابقته : " بدأ الرفاق في طرح الأسئلة التي أجابت عليها 'مونيكا' باختصار لكن كان شرحًا كافياً ليفهموا المصائب خلف الطبيب وتأكدوا من الوقائع بعد رؤية جثث الأطفال في الغابة وعليهم آثار حقن
لكن نحن الثلاثة ولأول مرة نجتمع ونتحدث سوياً فنحن نعلم بقدرات بعضنا بسبب المهمات التي لاتستدعي سوى أصحاب القوى الخارقة مثلنا "

وشرحت بعدها إجتماعها مع 'سام' و 'آندي' وحدهم بعيداً عن الجميع حيث بقوا يفكرون بمصيبتهم إذ أن 'مونيكا' وضحت لهم بصريح العبارة أنه يقوم بالتجارب عليها وعلى أطفال مشابهين لها كي يحصل على قدرات يستفيد منها وحذرتهم من الذهاب معه إلى درجة إظهارها أعينها الذهبية التي أفزعت الجميع

وأعطتهم القليل من معاناتها الكثيرة لكن جميعها أمور قاسية للغاية ووضحت رفضها التام لإظهار قوتها وإستخدامها في أمور الشّر التي يحثهم الميتم عليها

ولم تكن 'مونيكا' تعلم بأن الطبيب قد حصل على القدرات التي يريدها من غيرها وهي مجرد دمية بين يديه وببضعة تحليلات وتخمينات والعودة إلى وقائع ثم تحقيقات أقاموها سراً عن الجميع دامت لأيام

علموا بل تأكدوا أن ماقالته صديقتهم صحيح فالميتم ضخم للغاية به ملحقات ومرافق لم يتمكن الجميع من دخولها وغرفهم منفصلة وبعيدة عن بعضهم وإجتماعاتهم سوياً قليلة بسبب مهماتهم
وقدراتهم التي حصلوا عليها وسعدوا بها أصبحوا يعلمون أنها ليست سوى لعنة وتعذيب مستمر عانت منه الأخرى

واجتمعوا بعدها مرة أخرى هم الثلاثة وأول من تحدث هو 'آندي' قائلاً بجدية : " لدي خطة لإخبار 'مونيكا' بالحقيقة لكنها صعبة التنفيذ "

ليقول 'سام' بهدوء رغم إنزعاجه : " أفدنا بأي شيء يخرج من داخل عقلك الصغير "

و'إيلا' عندها أبعدت 'سام' من جانبها وتقدمت لتقف أمام 'آندي' قائلةً بعزم : "دعك منه وأخبرنا ماهي الخطة ؟ سأقوم بها مهما كانت "

حينها أردف 'آندي' : " لنمهد الأمر لها ونقول أن الطبيب إستدعى أحدنا قبل أيام ولم يكن بإلإمكان رفضه ثم نخبرها أنه أعطانا حقنه لكنه لم يعذبنا ويظهر الشخص قدرته حينها فقط سنضعها أمام الأمر الواقع "

وضيق عينيه بإنزعاج على ماقاله 'سام' : " خطة سيئة أتظن أنها ستجذبك في الأحضان وتقول تهانينا على قدرتك ؟ قل وداعاً لعلاقتكم من الأن ورحب بعداوة الباقين "

بينما 'إيلا' تدخلت بتأنيب ضمير : " ألا توجد طريقة أخرى لاتتضمن خداعها يمكننا الإعتراف لها سوياً بما حدث ونتأمل مسامحتها لنا "

كانوا الثلاثة يعلمون أن 'مونيكا' تتصرف ببرود إلى درجة إعتقادهم أنها لاتهتم لهم في مرات كثيرة لكنها تفعل شيئاً بعدها يظهر لها أنها تهتم لهم في الخفاء وهذه المرة تصريحها الواضح بشيء عنها والقليل من التعذيب الذي لاقته دليل حي على أنها تهتم وبشدة وتريد حمايتهم

وما فعلوه أشبه بخيانة ستجعلها تكرههم إلى الأبد لكن لدى 'آندي' بعض الأمل ليقول : " ربما لن تفعل إنها تهتم للجميع في الخفاء "

وما قاله دفع 'سام' للوقوف بإعتدال وهو يبتسم بمكر فقد وجد الحل لمعضلتهم : " لنستهدف نقاط الشفقة لديها على أحدنا إخبارها أن 'سيڤاك' استدعاه وعليه إظهار يأسه التام وأنه لا شيء بإمكانه فعله أمام طلب الطبيب أو سيموت وعليه طمأنتها أنه سيكون بخير ويفارقها ثم يعود بعد أيام ويخبرها بقدرته "

وأكمل محدثاً 'آندي' بما جعل 'إيلا' تدرك مدى حقارته للمرة الثانية : " لكن لا أنا ولا أنت يمكننا فعل ذلك لأن قدراتنا متطورة وهي قالت أنها رأت تجارب فاشلة لذا يمكن لصديقتها المقربة ذات التجربة الفاشلة التحدث معها ثم يمكننا الظهور بقدراتنا من الأضعف للأقوى "

لتقول بصدمة بعد إدراكها مقصده : "وما الذي سيحدث إن كرهتني ؟ كيف ستصلحون الأمر ؟ "

وهو بكل وقاحة أخبرها بالحقيقة إذ أنه لايهتم بأحد عدى نفسه : " لما قد نفعل ؟ أنتي ستكونين طعماً لإختبار ردة فعلها على الأمر وإن كانت ردة فعلها غير مرضية سنخفي قدراتنا عنها حتى أجد طريقة أخرى "

وصرخت به في غضب : " ستضحي بي ؟؟! أنت تريد مني تلقي غضبها بأكمله ثم تتظاهر بالبراءة وتناديني بالصديقة الخائنة من خلفها لكن 'سام' تأكد من أنني لن أسمح لك بذلك! "

رأت ملامحه تتحول إلى غضب لكن قبل أن يبدأ في الشجار تدخل 'آندي' مهدئاً إياها : " 'إيلا' على أحدنا فعلها ليس للهدف الذي صرح به هو لكن أنتي الأنسب للمهمة هي تفضلك علينا وستسامحك بكل تأكيد كما أننا الأوائل لذا أشبه بمستحيل علينا عدم مقاومة 'سيڤاك' والتظاهر بالبكاء"

و'سام' سخر منها بعده : " أنتي ستبكين في جميع الحالات والفتيات أضعف منا لذا ستنجحين في تنفيذ الخطة التي لا أفهم سبب معارضتك إياها بعد قولك أنك ستفعلين أي شيء "

لكن هذا لم يرضيها أو يقنعها لذا عارضتهم بأعين دامعة قائلة : " لن أفعل أنتما أنانيان لايهمكما سوى أنفسكم 'مونيكا' صديقتي الوحيدة إن فقدتها لن يبقى معي أحد أما أنتما الجميع يركضون خلفكم بسبب مراتبكم كل ماتريدانه هو إلقائي كطعم ثم إخلاء مسؤوليتكما ! إن لم نخبرها بالحقيقة سوياً ونتحمل المسؤولية لن أقول شيئاً "

وهدأها 'آندي' بقوله بينما يربت على كتفها : " نحن لانجبرك 'إيلا' لديك إسبوع للتفكير ويمكنك محادثتها في أي يوم تريدينه إن لم تفعلي سأتحدث معها بنفسي بالحقيقة كاملة عنا وعن الأوائل وليحدث ماسيحدث "

وسمعت 'سام' يشتمه وهو يخلي مسؤوليته : " أيها الوغد هذا ليس وقت الفارس المغوار لاتتحدث بشيء عني أمام 'مونيكا' أنا سأبحث عن طريقة لإخبارها عن نفسي بنفسي "

لكنهم لم يستمعوا له وتفرقوا وبعد صراع مع ذاتها قررت 'إيلا' التحدث مع 'مونيكا' في تلك الليلة بعد أن يتفرق جميع أصدقائهم

ولم تفعل ذلك فقد صدمت ب 'كونستانزا' يصرح في منتصف أحاديثهم : " أرغب في الهرب من الميتم من معي ؟ "

وسأله 'ألانو' مخفياً دهشته من حماقه الآخر : " لما تقول هذا فجأة ؟ "

ليظهر الآخر إنزعاجه وهو يجيبه : " ألازلت تريد البقاء في هذا المكان بعد رؤية تلك الجثث ؟ إن لم نهرب سنكون مكانهم يوماً ما والخطر يحوم على 'مونيكا' قبلنا جميعاً داخل المختبرات "

بينما 'تيكلا' قد صرحت مازحة : " 'كونستانزا' أنا معك قبل الجميع فقط أعطني خطة جيدة لاتجعلنا ننكشف ونقتل "

وتفاجئوا بجدية الآخر وهو يعطيهم خطة تفصيلية تتضمن الإنقسام وصنع الفوضى في المكان وإخراج جميع الأطفال ثم الهرب متفرقين ثم إجتماعهم بعد مدة عندما تهدأ الأمور وبالطبع شدد على رغبته في تدمير المختبرات لأجل 'مونيكا'

ليسأله 'أمبارو' المستلقي كعادته : " لكن إلى أين ستهربون ؟ "

وأجابه 'كونستانزا' : " سنتدبر أمرنا بالخارج الأهم من هذا كله نحن بحاجتكما للهرب هل ستضمون قوتكم إلينا "

أشار بكلماته نحو 'سام' و'آندي' الهادئان على نحوٍ غريب ويستمعون بصمت وقبل أن يردا عليه تدخلت 'مونيكا' قائلة : " إن كان الهرب يسيراً كما تقول لهرب 'آندي' قبل الجميع "

كلماتها أشعلت فضولهم ليصرح 'آندي' بالحقيقة على مضض : " حاولت الهرب مسبقاً وما رأيته يومها جعلني لا أفكر بالهرب على الإطلاق أنا أفضل البقاء هنا على رؤية ذلك مجدداً "

ليسألونه بفضول مضاعف : " ماذا رأيت ؟ "

وهو أجاب بصدق متذكراً ما رأه بينما يشير نحو 'سام' : " حارس يفوق هذا الوغد بالقوة لقد قتل جميع من كانت لديهم نية الهرب إنه يراقب كامل الميتم وليس بعيداً عليه إكتشاف أمر لقائاتنا يوماً ما "

ليقول رقم واحد بغطرسة : " لايوجد شخص يفوقني بالقوة ونحن نلتقي بسرية منذ سنوات "

و 'آندي' صرح بالحقيقة التي لم يخبر أحداً بها من قبل عدى 'مونيكا' : " أتظن أن الميتم سيحتفظون بك إن كنت تتجاوزهم قوة ؟ لست الأوحد والفريد من نوعك ياواحد وإن فكرت بالتمادي ضدهم يوماً ما ستجد من يردعك وذلك الحارس هو بداية الطريق "

لتتدخل 'إيلا' وأخيراً : " لما لم تخبرنا بشأنه من قبل !! "

وهو رد بلا مبالاة : " وما أدراني أنكم تخططون للهرب "

وبفضل ماقاله إختار 'ألانو' قراره وصرح به : " العيش هنا أفضل من العيش خارجاً هذا إن عشنا ولم نُقتل "

لكن هذا أزعج 'كونستانزا' ليظهر غضبه قائلاً : " ضعوا حداً لهذه الأنانية صديقتكم هنا قد تموت على يد ذلك الطبيب المختل وأنتم تخشون حارساً واحداً ؟ "

ومن أوقفته عما يفعله هي 'مونيكا' عندما قالت بهدوء : " 'كونستانزا' أنا لا أريد الهرب ولن أموت لقد قَلت الأوقات التي يستدعيني الطبيب فيها عن الماضي "

ليهدأ فهو يستمع لكل شيء تريده وإن طلبت منه القفز داخل بركان سيفعل بدون نقاش وبسبب صمته لم يتحدث الباقين بعدها وظلوا يفكرون مطولاً ومايقاطع صمتهم بين الحين والآخر هو تذمر 'أمبارو' المستمر من كل شيء قبل أن يرحل راغباً في النوم وتفرقت المجموعة بعدها حيث لم يتبقى أحدٌ منهم

ومرت ثلاثة أيام على 'إيلا' التي تفكر بحده مضاعفة قبل أن تعتزم التحرك ولقاء 'مونيكا' لكنها لم تجدها على السطح مع باقي المجموعة لتجلس معهم وتراهم يتسامرون أطراف الحديث بصمتٍ مطبق

حتى أنهم عادوا للتحدث مثل الثلاثة الأيام الفائتة عما سيفعلونه إن قاموا بالهرب ويلقون بالخطط ويتبادلون المعلومات المفيدة بينما يتظاهرون بأنهم يمزحون ويمرحون

إلى أن أتت 'مونيكا' حاملةً المكنسة في يدها فقد إنتهت من تنظيف أرضية الملعب ولسببٍ ما ستقوم بتنظيف السطح كذلك لولا قيام الفتاة الفضية بالتنظيف عوضاً عنها لتجلس هي معهم

ومجرد جلوسها نطقت 'إيلا' بتوتر : " 'مونيكا' هنالك شيء علي إخبارك به تعالي معي رجاءً "

والأخرى وقفت مجدداً وأخذتها معها على طرف السطح لتتحدثا بعيداً عن مسامع الآخرين الفضوليين تحديداً الأوائل اللذان ركزا على الإثنتين ولم يزيحا بصرهما عنهما أبداً بهدوءٍ تام

ثم قالت 'إيلا' كاذبة كي تنفذ خطتها لكن دموعها التي إنهمرت كانت حقيقية بسبب تأنيب ضميرها : " لقد عرض علي الطبيب القدوم إلى مختبره كي أصبح أقوى ورفضت لكنه أصر وطلب مني القدوم غداً صباحاً "

قامت بتغيير الموعد قليلاً إذ أن اليوم الطبيب لم يكن متواجداً في الميتم هو والمربية ورئيس الميتم ثلاثتهم ذهبوا في مهمة تخصهم وحدهم ربما كانت حفلة تجمع الأوغاد مثلهم ولن يعودوا حتى صباح الغد

وأكملت بدون تخطيط لما ستقوله : " حاولت رفضه بشدة لكن ملامحه بدت وكأنه أصبح يشك بي لذا قررت الذهاب والتظاهر بأنني لا أعلم شيئاً إطمئني سأذهب وأعود بسرعة لن يستفيد مني شيئاً أو يحاول وضع التجارب علي "

وبداخلها شعرت أن الأخرى ستكذبها الأن بسبب تلعثمها المتواصل وكذبتها الغير متقنة وقررت استجماع نفسها والنظر في أعين صديقتها

لتتفاجأ بـ 'مونيكا' تجذبها وتعانقها و ردة فعلها هذه جعلتها تبكي أكثر وتبدأ في الإعتذار من كامل قلبها مكررةً كلمة أعتذر وهي تبادلها العناق أقوى من السابق

وفي هذه اللحظة ظن 'آندي' و'سام' أن الخطة نجحت وإنتهى الأمر بعناق ودي بين الصديقتين ليعيدا بصرهما نحو المجموعة معهم ويعودوا لما كانوا يفعلون

حتى سمعوا صرخة 'إيلا' بعدها : " 'مونيكا' ما الذي يحدث لك !! "

فقد تراجعت بسرعة للخلف بعدما رأته من 'مونيكا' التي فصلت عناقها وتعالت أصوات الصدمة والتفاجؤ مما رأوه بعدها ليقفوا أماكنهم عدى الفتاة الفضية واصلت التنظيف بهدوء

ولم يجرؤ أحد على الإقتراب من 'مونيكا' التي أصبح جسدها يشع باللون الذهبي وبدون سابق إنذار لازمهم صداع شديد جعلهم يسقطون على الأرض أو يمسك كل واحدٍ منهم برأسه في ألم تبعه سماعهم صوت 'مونيكا' تقول بغضب لم يروه من قبل : " سأخلي لكم الطريق فلتهربوا جميعاً "

ومباشرة بعد كلمتها حملت كرة ذهبية في يدها وألقتها على الأرض لتتحطم من أسفلها وإختفت من أمامهم ليستجمعوا أنفسهم بالكاد وأولهم 'سام' الذي شتم : " تباً علينا اللحاق بها "

وقفز من خلال الفجوة التي صنعتها 'مونيكا' وشرع يبحث عنها وتبعه الآخرين ليروا طريق تناثرت عليه الدماء من جثث الحراس المُلقين على الأرض وتفاجئوا بعدها بحراس آخرين يحيطونهم ظناً منهم أنهم الفاعلين ليشتبكوا جميعاً ويبدأ القتال بينهم

ولم تكن المجموعة تقاتل الحراس وحدهم بل الأطفال والمراهقين من الأيتام الذين يتم التلاعب بهم مثل غيرهم كان قتالاً شرساً نجو منه بسبب تواجد 'سام' و'آندي' برفقتهم وعبروا الممرات بالكاد ناجحين في تخطي الجميع وبالطبع تعمدوا الصراخ هنا وهناك قائلين أن من يريد الهرب هذه هي فرصته الوحيدة لفعلها

وإنقسموا ليلتها لمن يوقف الحراس ولمن يهرب بالأطفال ويحميهم وهنالك من ذهب لفتح الأبواب المغلقة وهنالك من ذهب لتعطيل الكاميرات والنظام ووجدها معطلة بالفعل بسبب 'مونيكا' التي كسرتها وإختفت لتدمير المزيد والمزيد

وبالنسبة إلى 'إيلا' هي لم تعثر على 'مونيكا' إلا بعد إنتهاء كل شيء ووجدتها تقف فوق كومة جثث حاملةً قداحه في يدها وألقتها بعدها قائلة : "  قضيت على الجميع والأن لا أحد سيجرؤ على العبث مع فتاتي البيضاء ! "

ورأت 'إيلا' جثث الحراس والأطفال تحترق بسرعة بسبب الوقود المسكوب عليهم ثم 'مونيكا' التي تتراجع نحوها ممسكةً بذراعها وجذبتها معها لتسير : " لنخرجك من هذا المكان إيلا' وسيلة هربنا وباقي الرفاق ينتظروننا في الخارج على عكس المعظم الذين هربوا مسبقاً أو ماتوا الليلة ! إطمئني ستكونين بأمان فلن يمسك الطبيب بسوء "

ثم سألت بصعوبة وسط بكائها : " 'مونيكا' أفعلتي كل هذا لأجلي ؟ "

وصديقتها أجابت بجدية رغم سخريتها الواضحة : " لا بل لأجل تغيير الروتين هيا لنذهب "

مسحت 'إيلا' دموعها وتمالكت نفسها لتخرج كلتاهما من الميتم الذي بدأت مرافقه في الإشتعال تحت محاولة الحراس والمربيات إطفاء ألسنه اللهب التي تتناول كل شيء

ورأو رقم إثنان 'سيمور' يقف أمام 'سام' وباقي الأطفال بينما يقول : " لقد تدمر كل شيء ولم يبقى لي شيء لأفعله دعوني أهرب معكم "

و'سام' رد عليه : " لانريدك نحن بأنفسنا سنفترق ! ولتتوقفوا عن الإلتصاق بي أيها الملاعين !! "

صرخ بالأطفال الذين يحتمون خلفه لأنه الأقوى والذين أنقذهم 'كونستانزا' برفقة 'تيكلا' والفتاة الفضية ويقف معهم مراهقين كانوا قد تعاونوا معهم لأنهم تلاميذ 'مونيكا' في الخفاء

لكنه توقف وهدأ بتقدم 'مونيكا' و'إيلا' منهم وهكذا إجتمع الجميع وبإجتماعهم سوياً تناقشوا لما لايقل عن دقيقتين بسبب ملاحظتهم أن الأرقام وماتبقى من الحراس والمربيات سيتبعونهم وسمعوا بأن مدير الميتم ومن معه سيعودون قريباً برفقة التعزيزات

ونتيجة النقاش كانت بتفرقهم جميعاً بذهاب الجميع في سبيلهم من يريد الإنضمام لمجموعة ويهرب فليفعل ومن يريد البقاء وحيداً له ذلك

وإحدى لفتيات التي كانت تحمل عربة خشبية مثل الخاصة ببيع التفاح وقعت عليها مهمة العناية بالأطفال الرضع داخلها فهي قد ذهبت لإخراجهم من الحضانة بأمر من 'مونيكا' سراً ونجحت بإخراجهم ومن ساندها بالعناية بهم بعدها هما 'تيكلا' و 'أمبارو' رغم عدم رغبته في المساعدة ليهربوا بعدها برفقة الأطفال

أما الفتاة الفضية ذهبت وحيدة مثل بضعة آخرين وكانت 'مونيكا' لتفعل مثلهم وتذهب وحيدة لولا إلتصاق 'آندي' و'سام' بها والوحيد الذي لم يلتصق بها رغم رغبته في ذلك هو 'كونستانزا' ليقرر أخذ مجموعة قليلة معه تضمنت 'آفا' و'ألانو' للهرب

بينما 'إيلا' لم تكن ترغب في مرافقة المزعج 'سام' وإختارت الذهاب مع 'سيمور' رقم إثنان الذي وثق به أطفال ومراهقين وذهبوا معه وخانهم في النهاية

وهكذا قصت 'إيلا' القصة من جانبها حتى لقائها ب 'ألير' ومصادقتهم لبعضهم البعض ثم إنقاذ 'ديفيد' لهم

وختمت القصة قائلة بإبتسامة سعيدة : " وبعد إنقاذ 'ديفيد' لنا عشنا في قطيعه لفترة طويله إعتنى بنا جيداً وباقي الأطفال خضعوا للعلاج النفسي بسبب مالاقوه حينها لكنهم بخير الأن وأصبحوا يذهبون للمدرسة وهنالك من هم مثلي حصلوا على عمل ودخل ثابت يُمَكنهم من العيش "

لتسخر 'مونيكا' قائلة : " نهاية سعيدة "

بينما 'ديفيد' قال بإستياء : " لست راضيًا بالنهاية إن أولئك الدعره لايزالون أحياء "

و'إيلا' قامت بإستغلال الفرصة للرحيل وتركهما وحدهما : " أنا سعيدة لمعرفة أنك تحبها إلى هذه الدرجة وترغب في قتلهم ! إستمتعا بوقتكما أكثر وتحدثا عن كل شيء فلدي عمل أقوم به وداعاً "

ثم شرعت في الهرب دون أن يوقفاها وبداخلها هي لاتريد مواجهه 'مونيكا' ومعرفة رأيها حول خداعهم لها وإخفاء قدراتهم

أما الثنائي إختارا الخروج من المقهى الذي وجدوا أن 'إيلا' قد دفعت ثمن كل ماطلبوه مسبقاً وقررا السير بعدها عائدين للقطيع وأعني بذلك حمل 'ديفيد' لرفيقته فهي لاتستطيع السير وتتظاهر بالعكس

قاطع الصمت قيام 'مونيكا' بسؤال 'ديفيد' بنبره هادئة كي تطمئن : " كيف حالك بعد سماع قصة 'إيلا' عني والرفاق ؟ "

وأجابها هو محافظاً على ملامحه الجامدة بالكاد : " إن كنتِ تسألين عن صحتي فأنا بخير أما إن كان سؤالك معمماً فأنا غاضب وعلى بعد شعره من فقدان أعصابي على الرغم من أن هذه القصة ليست كاملة وسماعها كاملة سيجعلني مجنوناً من شدة الغضب وإن واصلتي رفض إخباري بشيء سأذهب إلى إيطاليا وأبيد كل مخلوق لعين بداخلها "

لتبتسم وتسأله مجدداً : " وكيف حال 'دارك' ؟ "

وضحكت عندما قال : " لم أره في حاله صحية ممتازة مثل اليوم أعطيه خمسة دقائق وستشهدين محو دولة بأكملها من الخريطة "

ثم أردفت محاوطةً عنقه : " لا أريد رؤية الأبرياء يموتون بسببي لذا سأخبرك لتجاوز الدقائق الخمس وحمايتهم من إبادتك لهم "

ولاحظت إنزعاجه يتضاعف مما قالته ومايهدأه قليلاً هو قربها الشديد منه ثم شرعت في إخباره الحقيقة حول ذلك اليوم الذي مات فيه صديقها الجديد 'رون' منذ لحظة شعورها السيء الذي إجتاحها بمجرد أن رأت الزائر أمامها وعلمت أن إبتسامته مزيفة مثل جميع الأوغاد الذين قابلتهم قبلها لكن لم تستطع فعل شيء لهم

حيث كانت ترتجف ليلتها من الخوف وخوفها كان لأنه قد تم إجبارها على رؤية 'رون' الذي قام بحمايتها وحماية نفسه من تنمر الجميع منذ أول يوم لهم في الميتم يتم إلقائه داخل الفرن حياً والإغلاق عليه ليحترق حتى الموت سمعت صرخاته ، سمعت رجائه ، سمعت بكائه ، سمعت ندائه الذي لم يُلبى سريعاً

فعندما حاولت التقدم لمساعدته منعتها المربية 'كارينا' لكنها دفعتها بأقصى قوة لديها لأنها قوية بفضل تدريبات والدها 'أنريكو' لها وتقدمت نحو الفرن الضخم وفتحته بعناء شديد متحملةً حرارة مقبضه ولفحة الهواء الساخن على وجهها والشرار المتطاير من داخله

لترى الأوان قد فات فقد ذاب الجلد وإحترق حتى العظم وإقترب الجسد لأن يصبح متفحماً بفاهٍ فُتح من شدة صرخات ألمٍ كان صاحبها مجرد طفلٍ بريء

ثم أغلقوا مصدر النيران وتم إعطائها درس مثالي بإخفاء الجثه داخل كيس الطحين بضربتين من عصا معدنية تحملها المربية 'كارينا' على ظهرها الذي لاقى جميع أنواع العقابات مسبقاً : " إفعليها بسرعة أيتها العاهرة ليس لدي الوقت بطوله للتعامل معك "

والطبيب 'سيڤاك' قد قال بأسى : " أنتي تقسين عليها كثيراً 'كارينا' "

ثم تحولت ملامحه لإبتسامة مختلة دليلاً على إنفصامه : " إضربيها أكثر ! "

لتقوم 'مونيكا' بإخراج صديقها الذي دامت صداقته لوقتٍ قصير وتحتضنه متجاهلةً إحتراق يديها وحضنها من حرارة جثته قبل أن تتلقى المزيد من الضربات لتجلب كيس الطحين وتفعل ماطلبوه منها بهدوء مخيف

ومنذ ذلك اليوم وهي متيقنة أكثر من غيرها أنها
ليست سوى نحس حقيقي يقتل جميع من تُحب

ليقاطعها 'ديفيد' كاتماً غضبه بالكاد : " هذا مايريدون منك تصديقه إنهم يحاولون تدميرك بأي وسيلة يمكنهم القيام بها "

بينما هي قالت بخفوت : " 'رون' لم يكن الوحيد الذي مات بسببي "

ثم أخبرته بصدق نادر منها على ماعانته لكن بدون ذكر جميع التفاصيل حذراً من أن تسوء صحته : " منذ وفاة 'رون' والحرب بيني وبين المنظمة قائمة لعدم فعل أي شيء يريدونه مهما كان ماتلقيته منهم وأصريت بعنادي وقتالي النفسي ضد الطبيب تحديداً
فحينها لم أعطه أيه رده فعل ترضيه وبسبب قوتي عندما دفعت المربية وفتحت الفرن الذي لايمكن لطفل بمثل حجمي فتحه جعلني هدفاً له وأخذني لمختبره "

وأكملت 'مونيكا' بعدها : " قام بحقني عدة مرات بمواد لا أعلم ماهي ويكاد لايمر يوم بدون حقنه واحدة وقد حاول جعلي أخرج أي رده فعل فهذا مايحفز القدرات للظهور لذا جميع الأطفال الذين إقتربوا مني على الملأ قام بقتلهم ونجت 'إيلا' لأن عائلة الضابط كانوا يسألون عنها كثيراً فهم أحبوها كثيراً وحتى رئيس الميتم يتوتر عندما يأتون ويجلس معنا في بعض المرات فكلمة واحدة منا كانت كفيلة بإنهاء كل شيء عملوا عليه "

وسألها 'ديفيد' في حيره : " لماذا لم تلجأ كلتاكما له إن كان جيداً ؟ سيقفل الميتم على الأقل "

لتجيبه 'مونيكا' بينما تعدد على أصابعها ثلاثة أمور : " أولاً لأنه لايوجد ضمان على أننا إن ذهبنا لميتم آخر سيكون واحداً أفضل ربما يكونوا أفظع من الذي نعيش به وخارج قريتي ولن يستطيع أحد مساعدتنا هناك

وثانيًا لأن هنالك الكثيرين من الأشخاص الذين سيذهبون للإنتقام منه إن تم توريطه في القضية وأغلق الميتم وهو مشغول لدرجة عدم تمكنه هو وعائلته من تبنينا وبالكاد يعتنون بابنتهم فحتى الجد صديقي قبلهم جميعاً وافته المنية في متجر الكتب الخاص بوالدتي

وثالثاً لأن السبب رقم إثنان تحقق بالفعل فقد قتلوا بمؤامرة من الميتم لمجرد زيارتهم المتواصلة لنا ولأن إدارة الميتم طمعوا بابنته الصغيرة ليجندوها معهم "

ماقالته جعل 'ديفيد' يتذكر أن 'إيلا' قالت بأنها لم تكن لتفكر بأن الفتاة الفضية ستصبح واحدة منهم يوماً ما والأن إتضح السبب الحقيقي له

وإختار الصمت التام كيلا تتوقف عن التحدث أبداً وقد نجح بفهم طريقة عمل أفكارها ليسمعها تخبره بمصير الفتية والفتيات : " جميع من تحدثوا معي على مرأى الطبيب ماتوا فقد قامت الكلاب بتناول 'كالسي' بعد أن قام الطبيب بإفلاتهم عليها في الغابة أما 'ميرا' جعلها تتناول السم رغماً عنها كان سماً يحرق الجسد من الداخل ويذيبه مثلما تفعل الأحماض ويجعل الدماء تغلي حتى تنفجر الأصابع من شدة الغازات الناتجة عن الغليان
بينما 'إيريك' تم إخبار الجميع بأنه قد ضاع في الغابة ووجدوه ميتاً من لدغه أفعى لكن الحقيقة هي أنهم ألقوه في حفرة مليئة بالأفاعي و'لوسي' قام الطبيب بطعنها حتى الموت بعد تقييدي على مقعد طبي بعد حقني بإحدى تلك القدرات مباشرة "

وأخبرته أن جميع قدراتها عقلية ونصفها لاتعلم ماهي وأن هنالك فرصة كبيرة لحصولها على قدرات جديدة في كل مرة تستخدم قوتها فيها لكن هي لاتفضل ذلك بسبب عدم تحكمها بها وينتهي بها المطاف قائمةً بجريمة ما دون وعيها

وأنها كانت تتمرن في السر لتزيد من قوتها الجسدية والنفسية والعقلية للصمود أكثر وتراخت قليلاً لتقوم ببضعة جرائم بسيطة من مهماتهم لأجل الحصول على مايسد جوعها ليوم واحد حتى وإن كان رغيف خبز واحد وزجاجة مياة معدنية موضحةً له الأنظمة الخاصة بالميتم وكيفية معاملتهم بنظام طبقي شديد القسوة

وكونها عديمة الرقم التي كانت هدف معظم المتنمرين حتى أنها ضحكت عليه عندما صارحها بمحاولته معرفة إن كانت صيادة من الإثنان معها ورأى مؤخرة عنقها لكنه كان بدون وشم رقم عليه

وكيف أنها منعت أصدقائها من مساعدتها أو الوقوف في وجه المتنمرين لخططها الخفية التي رفضت التصريح بها لرفيقها الفضولي وأخبرته فقط عن إستفادتها منهم يوم تدمير الميتم بسبب غضبها من أن الطبيب يرغب في تعذيب إيلا' ورغبت في حماية جميع أصدقائها من أن يكونوا لعبة بين يدي ذلك المختل

وقالت موضحةً له : " لذلك دمرت الميتم وسرقت المستندات ونتائج التجارب وجميع الأوراق المهمة والأموال والمجوهرات وكل ماهو ثمين كما أنني أحرقت الكتب التعليمية حطمت جميع العينات والحقن في المختبر عدى ثلاثة حقن أخذتها معي لأنني سمعت الطبيب يقول أنها الأثمن ويخشى حقني بها ويتلقى نتيجة سلبية تجعله يكره حياته التي يعيشها "

وبسماع جملتها الأخيرة أردف 'ديفيد' بنبره مخيفة تجعل سامعيها يرتعشون : " صدقيني قريباً سيتمنى لو أنه لم يولد في هذه الدنيا "

لكن رفيقته مختلفة فقد قامت بالإتكاء على كتفه متأملةً أشجار الغابة براحة شديدة تجعلها تتحدث بكل شيء له دون أن تفقد صوابها

وإختارت 'مونيكا' أن تكمل له بقولها : " يومها تمكن 'سام' و'آندي' من اللحاق بي ومساعدتي فيما أفعله لكن تمت محاصرتنا من باقي الأوائل فجأة وجميعهم إعتقدوا أن 'سام' هو من يقوم هذا الإنقلاب لأجلي ونحن إستفدنا من إعتقاداتهم السخيفة
فقد قام 'سام' بتسليمي ل 'آندي' وطلب منه الإعتناء بي وهكذا أبعدوني عن المكان وبالأمس فقط علمت أنه إستخدم قدراته لمقاتلتهم مثلما فعل 'آندي' بعدها عندما لحق بنا بضعة أوائل آخرين وأبعدني هو كذلك قبل أن يهزمان خصومهم ويتبعونني وبعد إلتقائي معهم و'أمبارو' سلمتهم وقود كنت أجمعه سراً ولن أخبرك كيف ثم إنفصلنا لإحراق المكان قبل أن نخرج "

ثم إختصرت له ماحدث فهو أمر قد قالته 'إيلا' لتوها لهم وأخبرته أنها هربت مع 'سام' و'آندي' بواسطة دراجات نارية سرقوها من حانة على الطريق وإبتعدوا بمسافة كبيرة لكن عارضهم في الطريق رقم 9 وسمح لهم بالهرب بعد مفاوضة تتضمن إعطائه الكثير من الأموال فلا وقت لديهم لمقاتلتهم وإن فعلوا ستكون جميم قوات الميتم قد لحقت بهم

وختمت 'مونيكا' الحديث قائلة : " والأن أيمكنك التوقف عن الدوران في نفس المنطقة داخل الغابة لأنك لاتريد العودة إلى القصر وإنهاء الحديث ؟ "

أما 'ديفيد' أكمل مايفعله بينما يقول : " لم أسمع كل شيء منك بعد وهنالك مئات الأسئلة تجول داخل رأسي "

لتقول هي بإنزعاج : " سأختصر عليك العناء بقول أن حنجرتي بدأت تؤلمي من كثرة الحديث بالإضافة إلى فقدان سيطرتي هو كل ماسيأتي بعد قليل إن واصلت التحدث عما لا أريده "

وعبست عندما رأته يسأل متشككاً : " أنتِ لاتحاولين التهرب من الحديث معي لمخاوف غريبة تفكرين بها وهي لن تحدث من الأساس ؟ "

لكنها إختارت بعدها إراحة نفسها من العناء : " أقسم أنني سأخبرك بكل شيء لاحقاً فقط دعنا نعود للمنزل أشعر بالإرهاق الشديد من هذا اليوم الطويل "

وشعرت بالحيره عندما قال بملامح ماكرة : " لك ذلك "

ثم ألقاها في الهواء لتصرخ من الصدمة لكن فور أن سقطت شعرت بجسد الذئب 'دارك' الذي زمجر بمتعة محفزاً إياها لتتمسك به وقد فعلت دون وعي ليبدأ في الركض ناوياً العودة للمنزل

وشعر 'دارك' لأول مره في حياته بأنه لايجيد السير فهو ظل يسقط على الأرض كل بضعة خطوات أو يترنح كالثمل ويصطدم بالأشجار تحت تنهد 'ديفيد' بيأسٍ منه داخل عقله

والسبب هو الأرنبة فوق ظهره والتي تلعب بفرائه وأذنه وعنقه في كل فرصة وتغمس رأسها بداخل الفراء فجأة وتحركه بودية بالغة وتقبله فجأة منهيةً على حياة هذا الذئب الذي نسى أنه كان غاضباً منها ونسى السبب كذلك

ونسى نفسه ووعيه نساه من شدة السعادة ليفقد وعيه و'ديفيد' إرتدى زياً من خلف الأشجار ثم حمل رفيقته بهيئته البشرية وعاد نحو القصر وظلت 'مونيكا' تشتم من بين أسنانها لأنها لم تلعب مع 'دارك' كثيراً غير عالمه أنه خرج من كوكب الأرض بسبب أفعالها المتهورة

- في الساحة الأمامية لقطيع النجم الأسود -

وصل الرفيقين للمكان وتفاجئا مما يريانه أمامها فقد كان كُلاً من 'ألبرت' و'سام' يتقاتلان بضراوة مثلما يفعل 'آندي' و'دانيال' مخرجين قدراتهم الحقيقية

وليسوا هم وحدهم من يتقاتلون فحتى الغاما 'جوناثان' كان يقاتل شاب بشري بشعر أسود لديه ندبة على عينه العسلية علمت 'مونيكا' بأنه يكون صديقها 'كونستانزا'

و'ألير' ورفيقته 'ريڤن' يقاتلان شابين أحدهما بشعر أزرق والآخر بملامح طفولية وقد كانا 'ألانو' و'آفا'

أما 'ليو' كان يقاتل مع بضعة حراس شاب أشقر بأعين بنية يسخر كثيراً ويثرثر مطولاً مثيراً أعصابهم وهو 'أمبارو' الذي لايغير من عاداته السيئة

بينما 'جوليكا' ، 'لورين' ، 'نيلا' كن يقاتلن ثلاثة فتيات يتساوين معهن في القوة الأولى ذات الشعر البندقي 'تيكلا' والآخرتان 'مايا' و 'تيسا'

أما 'اميلين' المسكينه قامت فتاة بشعر أبيض بالإمساك بذئبتها 'اميليا' ولم تسمح لها بالتحرك وبقيت تحاول الخروج من قبضتها بدون فائدة

وهنالك بعض من أفراد القطيع يقاتلون خمسة آخرين كانوا بعضاً من تلاميذ اللونا

ولاننسى المحارب الصغير 'دودي' الذي تسلل بين المقاتلين وذهب بكامل شجاعته لإنقاذ الأميرة 'اميلين' وأصبح يضرب صاحبة القناع بعصا لعبته في محاولة منه لهزيمتها وهي تجاهلته لأنه مجرد طفل رضيع

أنزل 'ديفيد' رفيقته من حضنه ثم تقدم بإنزعاج مخرجاً القليل من هالته لكبح جماحهم وليس قتلهم : " أترككم بضعة ساعات لأعود وأجدكم تتقاتلون كالأطفال "

وتوقف جميع المستذئبين عن التحرك بوصول الألفا خاصتهم وتراجعوا بضعة خطوات بينما 'دانيال' قال بإنزعاج واضح على عكس عادته : " لقد أحضر هؤلاء الأوغاد الصيادين لمنزل القطيع ماذا تريد منا أن نفعل عدى مقاتلتهم ؟ "

وتجاهله الألفا ناظراً نحو المجموعة الأخرى والذين علم أنهم ذات الأشخاص الذين طلبت رفيقته من إخوتها بالأمس إستدعائهم

ومن أوصافهم أمامه والتي لم تختلف عن ما قالته 'إيلا' أصبح يعلم من يكونون وأنهم ذات المجموعة الذين كانت تتسامر معهم الأحاديث فوق السطح وبضعة آخرين كانوا قد هربوا معهم من الميتم

وهذه المجموعة وجدوا توقف المستذئبين عن القتال فرصة رائعة لمباغته خصومهم وقرروا الفتك بهم لولا أن هنالك حبال ذهبية قيدتهم من خواصرهم ورفعتهم في الهواء في حين غره مفاجئةً إياهم

والفاعلة كانت 'مونيكا' التي إستخدمت قدرتها لإيقاف تهور أصدقائها الذين أخفوا دهشتهم بمهارة والتزموا الصمت كما تدربوا في الميتم فالأولوية للتحرك ضد الأعداء وليس التفاجؤ من مهارات الحلفاء

صادمةً القطيع بأنها لم تكن مجرد بشرية طبيعية منذ تحريكها تلك الحبال منزلةً المجموعة خلفها ومن دون أن تتحدث كان من الواضح أنها تحميهم مما جعلهم يعتقدون شيئاً واحداً ألا وهو كون اللونا المستقبلية من الصيادين

كان 'ديفيد' يعلم أن الأمور ستتحول لواحدة معقدة من هذه اللحظة وإتفق هو ورفيقته على تهدئة كل شيء ببضعة نظرات قصيرة

ليصرح صادماً الجميع عدى 'مونيكا' : " لقد إستدعيتهم بنفسي إنهم ضيوفنا من اليوم ومن لديه إعتراض فليترك القطيع ولا يدعني أرى وجهه مجدداً "

ولاحظ إنزعاجهم الواضح الذي كتموه داخلهم وتمكن بعدها من سماع صوت رفيقته تقول داخل عقله : " لقد بالغت في حديثك قطيعك الأن سيعتقدون أنك تفضل الصيادين عليهم "

وقبل أن يجيب وجدها تغلق تواصلهما مجدداً لينظر نحوها بإنزعاج من تعاملها مع تواصلهم كلعبة

وهي تفادت الأمر بإلتفاتها نحو الذين خلفها قائلة ببرود : " لم أستدعيكم للتشاجر والقتال مع الآخرين إن كنتم تريدون الشجار عودوا من حيث أتيتم "

وكتمت إنزعاجها من 'أمبارو' الذي تذمر كعادته التي لايتركها قائلاً : " هم من بدأو القتال نحن أبرياء أتينا بنوايا حسنه ولم يحسنوا إستقبالنا "

لينظر جميع المستذئبين نحوه بغضب راغبين في تمزيقه ومنهم من يعتب على الألفا في سره لعدم جعلهم يقاتلون وما أرضاهم هو أن اللونا غرست ركبتها في معده الأخر وجعلته يخر على الأرض ويفقد وعيه قائلة ببرود : " أي إعتراض آخر تريدون إخباري به من أي طرف سواء كانوا بشر أو ذئاب ؟ "

وبصمتهم جميعاً قالت : " إجابة جيدة لننهي الأمور عند هذا الحد "

بينما 'ديفيد' قد قال أمراً المجموعة خلف رفيقته : " إتبعوني سنتحدث في الداخل "

وتواصل مع رئيسة الاوميغا متخاطراً كي تقوم بالاستعداد لضيافة القادمين معه وترك الباقين ينظفون الساحة الأمامية من تبعات قتالهم

مدركاً أمرا ما مثل رفقته ألا وهو أن جميع القادمين يعلمون بشأن المستذئبين حتى وإن لم يكونوا صيادين وسيبحثان عن السبب قريباً

والمجموعة الصغيرة تبعوا 'مونيكا' وأولهم 'سام' الذي داس على 'أمبارو' موقظاً إياه قبل أن يكمل طريقه بإبتسامه مستفزة وتبعه سير المجموعة بأكملها فوق الأشقر الذي يشتمهم عدى 'آفا' الذي سانده ليقف قبل أن يدخلوا خلف أصدقائهم

- إنتهى البارت بمعدل 13 ألف كلمة ❤️ -

رأيكم بالبارت 💕 ؟

رأيكم بالشخصيات 🔥 ؟

لقاء الأصدقاء ؟

تدمير الميتم ؟

مصارحة مومو لديفيد بالحقيقة ؟

توقعاتكم حول البارت الجاي 💘 ؟

إجتماع الأرقام

ردة فعل القطيع على هوية اللونا

أي أسئلة عن الرواية اكتبوها هنا وباي 🌟

Continue Reading

You'll Also Like

1.2K 826 7
في مكاناً ما من حيٍ قديم.. هناك متجرٌ صغير جميعُ من يدخلهُ لا يخرجُ منهُ أبداً! - start: 2023. Apr. 13 - End: 2023. Jun. 24
1.2M 88.1K 36
آلهة الثلج وآلهة النار- الألفا العظيمة نيڤ جوهنسون الهارِبة والملك المُبجل ريموند لوكاس تجمعهُم نبوءة تُدعى الجنة.. قِصة حُب مليئة بالشغف والبرودة و...
470K 29.2K 21
في إحدى ثغرات الجيش الروسي لتدمير بلادنا ، لم أكن أملك سوا خيارين . الموت كفتاة او التنكر الى ذكر !
209K 12.6K 19
"IT'S NOT A TRANSLATED STORY" في سن السادسة فقط، واجهت آناستازيا غيلبرت الجوع والفقر والتشرد بعد أن تركتها والدتها وحيدة في الشارع دون أن شيء سوى قلب...