بين مد وجزر

By mememarsh2004

882 246 220

لا يوجد هنا بطل محدد او بطله فاتنه الجمال جميع شخصياتي ابطال انفسهم .... كلاً له حكايه وحياته الخاصه معاناته... More

اهداء قبل البدء
🖤البارت الاول 🖤
🖤 البارت الثاني 🖤
🖤البارت الثالث🖤
🖤البارت الرابع🖤
🖤البارت الخامس🖤
🖤البارت السادس🖤
🖤 البارت السابع 🖤
🖤البارت الثامن 🖤
وقفه
🖤البارت التاسع🖤
🖤 البارت العاشر 🖤
🖤تابع البارت العاشر🖤
توضيح التعريف بالشخصيات
💙 اقتباسات 💙
مهم
🖤البارت الحادي عشر🖤
🖤 البارت الثاني عشر 🖤
🖤 البارت الثالث عشر 🖤
مهم
🖤 البارت الرابع عشر 🖤
🖤 الخامس عشر 🖤
اعتذار
هلا 🤗
🖤البارت السادس عشر 🖤
🖤البارت السابع عشر 🖤
اهلين 😇
🖤 البارت الثامن عشر 🖤
مهم
🖤 البارت العشرون 🖤

🖤 البارت التاسع عشر 🖤

12 4 6
By mememarsh2004

سلامٌ عليكم سجوداً وقِياماً ودُعاءً
سلامٌ عليكم تربيةً وإعداداً
سلامٌ عليكم قتالاً وجهاداً وإثخاناً
سلامٌ عليكم صبراً وبأساً وثباتاً
سلامٌ عليكم أعدتم لنا أمجاداً
سلامٌ عليكم، ورحمة الله ورضوانه وبركاته! 💚

اللهم نصرك
ـــــــــــــــــــ 🍂🍁🍂 ــــــــــــــــــ

اللهم جنة عرضها السموات والأرض لمن غابت أجسادهم وأصواتهم عنّا، اللهم اجعلنا معهم على سُرر متقابلين في جنات النعيم .
أراح الله من فقدناهم في مرقدهم راحةً تسع السموات والأرض وما فيها اللهم ارحم من فقدناهم رحمة تفوق رجائنا واجعلهم راضين مرضيين في أعلى مراتب النعيم
اللهم غُفرانك ، اللهم عفُوك ، اللهم جنّتك لمن فقدنا . 
رحم الله روحا رحلت عن الدنيا وما زالت حية في قلوبنا، اللهم أرحم ( جدي ) اللهم ارحمه و أنر قبره يارب واجعل مثواه الفردوس الاعلى يارب .

~~~~~~~~~~~~~~~

إن كنت مجنوناً بعشقك هائماً
فإني بنبل المقلتين مصاب
تعبر عن وجدي سطور مدامعي
كأنك يا خدي لهن كتاب

_إبن نباته المصري

~~~~~~~~~~~~~~~ 

🌸🌸 البارت التاسع عشر 🌸🌸

روايه:-بين مد وجزر
بقلم:-ميمي مارش

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~
~~
~
بين مد وجزر
~
~~
~~~~
~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

‏"لأنَّك ساكنٌ في كُل كُلِّي
أراك خياليَ الأبهَى وظلِّي."

_منقول

في منزل عائله هلال

اخذ نفس عميق في محاوله التحكم بتلك المشاعر التي اختلجت في صدره مره واحده وتزاحمت حتى انه كاد يشعر بأنه سيشهق من فرط السعاده .. ذلك الشعور الذي يتصاعد من الجوف فيطفو في العيون او يتجمع ويتراكم في الحلق .. سعادته لا توصف في هذه اللحظه التي كان ينتظرها منذ اعوام طويله ...
لم يكن ليصل إلى ما وصل إليه اليوم لولا وقوف شقيقه بجانبه .. ذلك الاخ والسند والسد المنيع الذي انقذه مراراً وصد عنه طوفان كاد يودي بحبه للهلاك .. لا يعلم كم مره وقف بجانبه ولكن تلك المره التي وقف بها امام الجميع لأجله وضحى بنفسه في سبيل سعادته هو لن ينساها ... كيف لا وهو من عارض فكرة زواجه من إبنه الشيخ وقام هو بالزواج بها ...

بلى فعل وتزوج بدلاً عنه هذا غير تلك المشاكل التي حدثت بينه وبين عمه الذي رفض أن تأتي امرأه اخرى على إبنته .. ولكن هذا هلال ... بل بدر الدجى ..

نظر إلى شقيقه بحب وهو يهتف:
شكراً
عقد حاجبيه بتساؤل وقد ابتسم وهو يضع القهوة امام شقيقه الذي لم يعلم ماذا عليه أن يقول .. من الصعب أن يشكره الأن وبعد كل شيء حدث لن يستطيع أن يذكره بما فعل لأجله لأنه لم يعد جميل بل اصبح شيء اخر

هلال بإبتسامه بسيطه:
مابك .. اظن السعاده اثرت بك منذ البارحه وانت تتشكرني

التفت الإثنان على صوت ضحكات سليمان شقيقهم الاوسط والذي كان يستلقي على الاريكه امامهم ويهتف:
هكذا ستكون في البدايه ياعزيزي .. هما شهرين بالتمام والكمال ومن ثم ستعود كما كنت

هتف سليم ساخراً معترض على حديث شقيقه:
تحدث عن نفسك
‏نظر سليمان إلى هلال وهو يهتف:
‏لا تغرك ابتسامه الزير هلال إنه يتصنعها .. هل تظنه سعيد بزواجه من ثلاث نساء
‏هلال وقد بانت الجديه في حديثه:
‏ومن اخبرك بأني تعيس ..
‏سليمان ممازحاً:
‏لست نادم إذاً
‏هلال بدهشه:
‏اندم على ماذا
‏اكمل الاخر وهو يعتدل في جلسته:
‏انك تزوجت ثلاث مرات
‏قوس شفتيه هاتفاً بتعجب:
‏ولما سأندم .. لم اتزوج إلا وانا واثق من قراري فلما الندم .. هل يندم المرء على قرار اتخذه بكامل قواه العقلية
‏سليمان بسخريه:
ماذا عني انا لما ندمت إذاً 
‏سليم وهو يلقي بإحدى الوسائد على شقيقه عندما شعر بأن هلال قد شعر بالضيق:
‏لأنك ابله
‏سليمان:
‏اتوافقه على زيجاته تلك
‏نهض هلال وهو يعدل من وضعيه حزام الجنبيه الذي يتوسط خصره:
‏لم تكن زيجات ... وأنت إن كنت نادم الان فهذا لأنك لا تعي ماذا تعني الأسرة
سليم وهو ينهض خلف شقيقه:
لا تأبه له
سليمان بدهشه:
مابكم منذ متى اصبحت بهذه الحساسيه هلال

التفت هلال ينظر إلى شقيقه مستغرب حديثه .. ماذا قال هو ليقول بأنه اصبح حساس .. هل اصبح غريب حقاً خلال هذه الفتره .. ولما هو لايزال كما هو .. لينطق مغيراً الموضوع عندما ادرك بأن الامر لن ينتهي ولن يفلت من يدي شقيقه الذي سيخلق مشكله من العدم:
عندما لإصطحاب سناء ألم ترى زوجها

زم شفتيه بضيق وهو يهتف:
بلى رأيته كان يقول بأنه من سيحضرها ولكنني صممت على اخذها بنفسي ..ذهبت ذلك الخبيث كان قد قام بتأخيرها عنوه .. اظنه لم يكن راضي عن مجيئها
ابتسم بسخريه وهو يهتف:
وكأننا نهتم .. يظن بأنه يستطيع منعها عن شيء

هلال بجديه:
يجب أن نجلس سويه ونتحدث انا هذا الوضع لا يعجبني ..
سليم بإحباط:
سناء من تقف عائق بيننا وبينه ... لا اظنها سعيده معه ولكنها تتحمل نتيجه إختيارها .. ذلك اللئيم يلوي ذراعنا بها
هلال وهو يتجه إلى الباب:
لا بأس ليست مشكله لنا لقاء بعد أن ننتهي من حفل الزفاف
سليم وهو يشمر عن اكمامه وبحنق:
لما بعد الزفاف تريدون الإستفراد به وماذا عني
التقط هلال ذراعه واخذ يعيد ترتيب اكمام ثوب شقيقه وبجديه:
بالعقل عزيزي بالعقل
سليمان وهو يعود مكانه بعد أن اطفأ هلال شعله الحماس التي تولدت بداخله فهو منذ زمان ينتظر هذه اللحظه ولن تضيع هكذا هدر:
حسناً هذا محبط
هلال:
اريد أن تفكرا انتما الإثنان بعقولكم ولو لمره واحده .. ماهذا الجنون ماذا ستفعلون بالرجل
سليم:
سناء ليست سعيده معه ماذا تتوقع منا بالله عليك
سليمان:
لا تقل هذا قرارها .. انا كنت اول المعترضين ولكنكم خضعتم لأمر والدي ولم يتحدث احد لكن أن تصل الأمور إلى ماوصلت إليه فهذا ليس في صالحه البته

إستدار هلال ينظر إلى شقيقه بلوم هاتفاً:
ومن كان موافق على زواجها منه اخبرني .. انا مثلاً ... لم يوافق احد لكن والدي هو الأمر الناهي غير انها كانت موافقه عليه ..
سليم بضيق:
لم تكن تعرفه لا اعلم كيف اقتنعت به
سليمان:
كنت تستطيع التصرف ولكنك لم تفعل .. كنت لاتزال في شهر العسل خاصتك ولم ترد إلهاء نفسك بهذه ال...
صمت عندما وجد سليم يقذفه بوساده اخرى لينظر إليه بحده بينما هلال نظر إليه بهدوء وهو يهتف:
اتظن ذلك
سليمان:
اخبرني إذاً لما لم تتصرف لما لم تمنعها الجميع يعلم بأنك إن كنت منعتها او حتى تحدثت معها كانت سترفضه ولكنك لم تفعل
هلال بحده:
كانت تريده .. ماذا علي ان افعل .. قالت لي اخي انا اريده .. اخي الجميع يرفض زواجي اريدك بجانبي ... ماذا علي ان افعل .. امنعها لتكرهني وتقول بأني اقف امام سعادتها ... هذه اختكم الوحيده لما تريدونها أن تكرهكم 

نهض سليمان وأخذ يقترب منه وهو يصرخ به:
وماذا حدث الأن اخبرني الا ترى ماذا يحدث ليتك فعلت واجبرتها .. هل ترى هذه السعاده التي هي فيها ... تكاد تطير من السعاده هذا غير تعابيرها وملامحها التي تذبل يوماً بعد يوم لو انك رأيت ملامحها عندما ذهبت أنا لأخذها ماظننتك ستتخطى نظراتها المنكسره تلك
هلال وهو يقترب منه اكثر وبهدوء:
صوتك لا يجب ان يرتفع ..
كاد يصرخ ثانيه لولا سليم الذي وقف بينهما ينظر إلي سليمان بعتاب:
سليمان مالذي دهاك وفر طاقتك هذه .. مالذي فعله هلال .. هل اصبح هو الملوم جميعنا صمتنا حتى والدتك لماذا لم تقم بمنعها أنت اخبرني
ابتعد هلال واتجه إلى الباب المؤدي إلى الخارج:
لأنه ليس هلال .. وليس عليه اللوم

ما إن خطى خارج الحجره حتى وجدها تقف امامه تجاهد لكتم شهقاتها وقد عرفت دموعها الطريق إلى وجنتيها ..

إذاً كانت تقف هنا وسمعت كل شيء اغلق عينيه بقوه وهو يقترب منها ويضمها إلى صدره هامساً لها بحنان مما جعلها تنخرط في البكاء:
عزيزتي لما فعلتِ .. اخبرتك ذلك الرجل لن يتقبله احد

لم ينتظر منها رد فقد علم جوابها جيداً .. ليست نادمه هي تحبه وهو يعلم ذلك جيداً لكنها حزينه لأنهم لا يطيقونه

‏-كان صارمًا أمام الحادثات، كلّما أصابته نائبةٌ لا يثور، لا يصرخ، لا يبكي، لا يغضب؛ لكنّ على وجهه يستقرّ شيءٌ غليظٌ وحادٌّ كأنّه الصدمة.

_منقول

:
:
:
:
:
:
:
:
:

والعزاء الجميل أن لست وحدي
من قضى نحبه بداء الفراق
ذاك قيس ابن عامر ذاق ورداً
من تجني ليلاه مر المذاق

_إبراهيم الأسود

في منزل عائله ماجد

يتحاشى النظر إليه على الرغم من جلوسه امامه لا يعلم مالذي عليه فعله .. وإن نطق لا يعلم مالذي عليه قوله .. سراج يشير إليه من فتره لأخرى وهو صامت لا يعلم بأي سكين عليه أن يحتز قلبه ..

لم يكن الأمر صعب بالنسبه لسراج الذي اخذ يتحدث ويتحدث .. تحدث عن كل شيء ولكنه لم يصل إلى سبب قدومهم .. هم هكذا اتو فجأه ويجي على ماجد أن يستقبلهم كما يليق به وبهم ...

وضع سراج فنجان القهوه الثالث امامه وهو ينظر إلى امجد بغيظ بينما الأخر يحرك نهايه الفنجان بشيء من الشرود وكأنه يجلس منفرداً بنفسه لا يعي شيء من حوله

‏بينما ماجد ينظر إليهما بهدوء ينتظر حديث امجد الصامت .. وجوده ليس غريب على الرغم من انه لا يعلم لما جاء ومالذي يريده .. مايستغربه هو مجيء سراج هذه هي المره الأولى التي يأتي فيها .. هناك شيء ويبدوا انه قد بدأ يفهم تعابير وجه سراج المتوتر ..

وكزه بخفه وهو يهمس:
هيا امجد مالذي تنتظره
نقل امجد نظراته بينه وبين ماجد لا يعلم مالذي عليه قوله ليهتف بعد صمت:
سيد ماجد لقد اتينا اليوم لطلب إبنتك على سنة الله ورسوله
تلقائياً انطلقت عيون سراج إلى ماجد ينتظر رده ويترقب رده فعله .. بينما تقوست شفاه ماجد الذي نطق من فوره:
فاجأتني حقاً ... ولكن الفتاة لاتزال صغيره كما تعلم

ماذا يظن هذا هل اتى ليطلبها لنفسه وماذا عن سراج الذي امامه ام انه لا يراه .. هل كان سيرد بنفس هذا الرد لو كان حقاً اتى لخطبتها هو ... تجاهل كونها مخطوبه وقال بأنها صغيرة .. كيف يفكر هذا

انفرجت اسارير سراج .. هل كان الأمر بهذه السهوله وهو من ظن أنه لن يوافق هذا إن لم يقم بطردهم عندما يطلبون خطبه إبنته المخطوبه ... إذاً ماجد ليس كما توقع البته هو إنسان بسيط ويسهل التعامل معه .. لو انه يعلم بأن هذا ما سيحدث لما أحضر أمجد معه 

اشار امجد إلى سراج وهو يوضح له سوء الفهم:
الأمر ليس كما ظننت سيد ماجد .. اتيت لخطبتها لإبن أخي

اومأ ماجد برأسه بتفهم وهو يهتف:
اعلم اعلم ... ولكنها لا تزال صغيره على الزواج ... تستطيع انتظارها بضع سنوات ومن ثم تأتي لطلبها رسمياً .. سأعتبر مجيئكم خطبه مبدئيه

نظر إليه الإثنان بدهشه .. إذاً كيف كان سيقوم بتزويجها من ذلك العجوز .. سراج شاب صغير ويناسبها فلما التأخير .. وبهذه السهولة يوافق ام ان خبر عقد قرانها كان مجرد اشاعه ام ماذا

ابتسم بخبث وهو يرى نظرات الدهشه التي علت ملامحهما ليقول موضحاً وبلؤم:
كما تعلمون حفل زفاف شقيقتها سيقام خلال هذا الشهر وهي لا تزال صغيره ولا تأبه للزواج هذا غير اننا لم نعد نملك سواها ومن سيقوم بخدمتنا انا ووالدتها

توسعت حدقه امجد وهو يستوعب ماتفوه به هذا المجنون .. ليهتف سراج بذهول:
ماذا تقصد ... عمن تتحدث انت
تحدث الأخر ببساطة شديدة:
اتيتم لخطبة اخر ما تبقى لي من بناتي فوافقت وطلبت منكم الإنتظار حتى تكبر
نظر الإثنان إلى بعضهما بذهول ليهتف سراج:
مالذي يقوله انا لا افهم شيء
ماجد:
متلذي لا تفهمه .. إسراء الم تأتي لخطبتها
نظر إليه أمجد بغيظ وقد استفزه بروده هذا كيف يتحدث هكذا .. هل يستهزئ بهم فيهتف بشيء من الحده:
هل فقدت صوابك ماجد .. نحن لم نأتي لخطبة طفلة
ماجد ببرود:
بل انتم من فقدتم صوابكم إن كنتم قد اتيتم حقاً لخطبة فتاة سيتم اليوم عقد قرانها
سراج بجدية:
ولم يتم بعد
ماجد بهدوء:
سيتم
امجد وهو يشير إلى سراج كي لا ينفعل ثم ينقل نظره إلى ماجد:
حسناً .. مالذي يجبرك على تزويجها من رجل كمحسون

ماجد ببساطة وهو يحرك كتفه مما استفز سراج وامجد اكثر فهذا الرجل يعرف جيداً كيف يستفز كل الذين حوله:
إبنتي وأظن بأني حر فيما افعل ولا يحق لأحد التدخل في امور بيتي ما رأيك سيد أمجد هل ما اقوله صحيح

لم يدع سراج فرصه لأمجد فكلما يقال الأن لا يعنيه هو يريد خطبه تلك الفتاة وحسب:
وهل سألتها إن كانت موافقه
اكمل عندما وجد ماجد ينظر إليه بحده ليهتف قائلاً:
لا اظن ان هناك فتاه تقبل بعجوز

نظر إليهما ماجد بهدوء ومن ثم هتف:
لكنها موافقه

ابتسم سراج بسخريه .. هل يظنه يصدق ما يقال .. هو يعلم أن امثال ماجد يفعلون أي شيء مقابل المال ولكنه لم يتوقع أن يصل الأمر إلى بناته .. كاد يتحدث ويبدأ بالحديث معه باللغة التي يفهمها امثاله ويقوم بعرض المال عليه لولا امجد الذي كان يتحدث بهدوء قائلاً:
جيد .. انا لا اتدخل في خصوصياتك ولكني قد علمت بالصدفه أنك كنت قد اقترضت مبلغ مالي من السيد محسون منذ سنوات ولم تستطع سداده .. سيد ماجد إن كنت تقبل به زوج لإبنتك لأجل ذلك القرض فأنت تظلمها وتظلم نفسك

بدا الإنزعاج جلياً على ملامح ماجد الذي هتف بجديه:
وإن يكن .. انا ادرى بمصلحه إبنتي ولا اظن ذلك يعنيك سيد أمجد

عدل أمجد من وضعيه جلوسه لينظر إلى ماجد بعمق وبجديه:
دع خلافاتك معي جانباً وفكر بجديه ... الفتاة لن تكون سعيده مع رجل كالسيد محسون ولن تقبل أنت ضياعها من بين يديك .. لما تستعجل موتها لا اظنك تجهل ما يحدث في البلدة وحديث الناس ولا تقل لي انه شائعات

كان يحدق بعينيه الرماديه بهدوء إلى أن اطلق ضحكه عاليه جعلت جسد سراج يتحفز له بينما امجد بقي هادئ فهو لا يجهل اسلوبه ولا اطباع هذا الرجل فهو صديق الطفولة إن قال بأنه كان طفل سوي ...

:هل اصبحت تصدق كلما يقال سيد أمجد ظننتك اذكى من ذلك .. هل تصدق انت ان ما يقال عنه صحيح
هتف بها ماجد وهو يقوم بوضع القهوة امامهم مجدداً بينما سراج ابعدها من امامه بضيق فقد تجرع منذ مجيئه عده فناجين هذا غير أن ماجد قد بدا مستفز لدرجه لا تطاق

ابتسم امجد الذي التقط من ماجد فنجان القهوة وهو يهتف:
ولما لا اصدق .. على العموم ليس موضوعنا .. اخبرني كيف ستتصرف وترفضه
ماجد:
ارفض من .. محسون .. لا لن يحدث
سراج:
افعل ما تريد لن تتزوجه الفتاة
نظر إليه امجد بطرف عينه يأمره بالصمت لكنه تجاهل امجد واكمل قائلاً:
إن كنت تخشى من عجزك عن سداد ذلك الدين فلا تقلق ستعيد له ماله دون ان تضطر لتزويجها منه
نهض ماجد بغضب وهو يهتف:
هل تغرونني بالمال ام ماذا
أمجد بنفي:
معاذ الله ... لا تظن بنا سوء لم نأتي للحديث عن المال
التفت إلى سراج وهتف قائلاً:
سراج إذهب انت الأن وانهي ترتيبات الخطوبة هناك ما نريد الحديث عنه أنا والسيد ماجد

هل يطرده .. ماذا يظنه طفل ليفعل ذلك معه .. لن يسمح له بذلك لكن لحظة ... هل قال ترتيبات الخطوبة .. هل هو واثق إلى هذا الحد مالذي سيفعله وهل يجب عليه تصديقه ..

اشار إليه امجد ثانية يحثه على الذهاب ليهتف قائلاً:
هيا سراج لا نملك وقت اكثر من هذا هيا
لم يدري ماذا يفعل ولكن نظرات ماجد التي كانت تشتعل غضب اشعرته بالسعادة إذاً امجد يستطيع فعلها .. بما أن هذا الرجل قد اشتعل هكذا فهذا يعني بأنه ينهزم ..
اومأ وهو ينهض قائلاً:
ألن ارى العروس ام ماذا
امجد بجديه:
تعلم بضيق الوقت إذهب أنت الأن ونتحدث في هذا لاحقاً ....
زم شفتيه بضيق ثم اتجه خارجاً وهو لا يصدق ذلك الذي يحدث .. هل سيفعل امجد شيء ام أنه سيفشل ...
اتجه إلى الخارج حيث وجد امامه تلك الشجره الكبيره التي يلعب تحتها الصغار وتلقائياً اتجه عيناه إلى ذلك الباب الخشبي المتهالك الذي كانت تغلقه بجسدها محاوله منع وصول سوران للأطفال خلفه ...
ابتسم بلهفه وهو يبحث عنها في الارجاء ولكنه لم يجدها .. من الطبيعي أن لا يراها فربما هي الأن تتجهز لعقد قرانها من ذلك العجوز ولكن هيهات ...

لا يعلم اين كانت منذ زمن لما لم يراها ولما لم يسبق هو ذلك العجوز لكان الامر الأن اسهل .. هل كان يجب أن يصاب سوران بالجنون ليراها .. كم انت عظيم يا سوران

ولقد نويتُ الحُبَّ حينَ رَأيتُه
ولكلِّ قَلبٍ في المحبةِ ما نوى
أهواهُ عندَ القُربِ أو في بُعدِهِ
ما ضَلَّ قلبي في هواهُ وما غوى

_منقول

في الاعلى

كانت تجلس إيلام شارده الذهن بعيون دامعه بعد أن احرقت اخر ما تبقى لها من دفاترها اما أميرة فقد كانت تجلب الماء من البئر بدلاً عنها فهي ستصبح اليوم عروس ولا يجب أن تتعبها على الأقل اليوم ...

تسمع اصواتهم في الاسفل لكنها لم تأبه بما يحدث اليوم ستصبح رسمياً الضحيه الجديده للتاجر قاتل النساء .. دقائق وسيأتي والدها يطالبها بالخروج والتوقيع على عقد الزواج

افترشت سريرها تضم إليها اللحاف تحاول جاهده كتم عبراتها لكن أنين روحها بات مسموع .. فاضت عيونها بدموع حارة كادت تحرق وجنتيها تحاول الثبات والقوة ولكنها انهارت مره واحده .. لن يكون في صالحها ان يراها والدها بهذا الوضع

مر بعض الوقت ليجد سراج امجد يتجه إليه هاتفاً بهدوء:
هيا بنا
سراج بدهشه:
مالذي حدث ..
لم يتحدث امجد لترتفع يد سراج تلقائياً إلى صدره وهو يهتف بترقب وقلق:
لم تستطع فعل شيء اليس كذلك ... لا تقل بأنه قد رفض
اشاح أمجد بعينيه بإنكسار عندما رأى تلك اللهفه التي لم تبارح صوت ذلك الشاب المغرم

شعر سراج بالحزن عندما لاحظ ملامح امجد المتغيره ليهتف بحده:
اقسم بأنها لن تكون لغيري .. من العجوز هذا الذي سيتزوجها .. والله لن يحدث
امجد بضيق وهو يوكز سراج بشيء من القوة:
كف عن غباءك هذا .. لقد قبل
نظر إليه بشك ثم سرعان ما تحولت نظراته إلي الذهول عندما وجد ماجد يقف خلف امجد وقد بان الضيق على ملامحه ... اي خطوبة هذه .. الأب عابس الوجه والذي يحمل البشرى حزين .. هل ما يحدث هذا طبيعي

:هل حقاً وافقت
هتف بها سراج وهو يتقدم نحو ماجد الذي هتف قائلاً:
مبارك لك بني .. فقط نريد بعض الاحترام لا غير

كاد يطير فرحاً ولكنه إبتسم بثقه وهو يهتف:
ستكون حماي فلا تقلق ..

التفت إلى امجد الذي كان يوليه ظهره ليهتف:
اريد رؤيه العروس
ماجد بجدية:
ليس الأن أنا قبلت مبدئياً وسأرى مالذي سأفعله مع السيد محسون ومن ثم نتحدث وتصبح الامور رسميه ..

سراج:
اعلم ولكني اريد ان اسمع موافقتها بنفسي ... امجد تحدث

التفت امجد ببطء لا يعلم مالذي عليه قوله لكنه اشاح بنظرة بقله حيله ليهتف ماجد برفض:
اخبرتك ليس الأن .. دعنا نتفاهم ومن ثم ستراها الاصول تقول بأن هذا يحدث أثناء الخطوبة وما حدث الأن ليس إلا اتفاق جرا فيما بيننا
واخيراً خرج امجد من صمته وبجمود هتف:
غداً سنأتي وسنقوم بتحديد موعد الخطوبة

ماجد بذهول:
اتظن بأن امر محسون سيحل حتى الغد
امجد بلا مبالاه:
تستطيع التصرف معه هو في النهايه صديقك

شعر سراج بالضيق فهو لن يراها ... هو لا يعلم إن كانت ستوافق ام لا ولا يعلم بأي طريقه سيقنعها ماجد به .. هو لا يريدها أن توافق عليه مرغمه .. هو يريد الحديث معها فقط وتوضيح كل هذه الامور لها ...
نظر إلى ماجد وعمه وهم يتحدثون زقد شعر بأن خضوع ماجد هذا خلفه شيء كبير .. عليه أن يعلم كيف وافق وكيف اقنعه امجد ومالذي عرضه عليه

لوهله شعر بنشوة غريبه تنتشر في سائر جسده ليتجه خارج المنزل برفقه امجد الذي كان صامت طوال الوقت .. ليس وقت الحديث الأن هو يريد الرقص فحسب .. يريد الإحتفال الأن 
توقف امجد ليقف بجانبه يلقي التحيه على عجوز يعرفها امجد كانت تسير محاذاتهم وقف معهم بعض الوقت حيث بدأت العجوز الحديث عن حاجتهم الماسه للمشفى وامجد بدوره يطمئنها ويخبرها بأنه لم يبقى الكثير وفي غضون شهرين او اقل سيكون المشفى جاهز وسيأتي إليه الاطباء من كافه محافظات الجمهورية

شعر سراج بالملل من تلك العجوز التي تغدق أمجد بالدعوات بينما الأخر ينحني بين الفترة والاخرى مقبلاً كف يدها .. فهذه العجوز هي صديقه والدته التي كانت لا تفارقها البته وبها من رائحه والدته وكم تمنى أن تلتقطه بين ذراعيها وتضمه حد الإختناق .. لأول مره شعر بحاجته الماسه لوالدته وهاهو يبدأ في محاوله إلهاء نفسه

ويريق أدمعي الصدود وإن يكن
دمعي لهول الموت غير مراق
أنا كالحسام إذا جلاه صاقل
يزداد إشراقاً على إشراقي

_بدوي الجبل

انسحب سراج بهدوء عندما وجدهما يفترشون الارض ويتحدثون بعد أن رفضت العجوز الدخول معهم إلى المنزل ... ليسرع هو إلى المنزل وما إن وضع قدمه داخل اسوار منزله حتى تخلى عن هدوءه وثباته ليسير بخطى راقصه

:
:
:
:
:
:
:
:

‏"أقلِل عِتابَكَ فالبقاءُ قليلُ
والدهرُ يعدِلُ تارةً ويميلُ
ولعلّ أيّام الحياةِ قصيرةٌ
فعلام يكثرُ عتْبُنا ويطولُ؟!"

_منقول

حل المساء وقد ذهب الجميع إلى المسجد لأداء صلاة العشاء

حيث اصبحت طرقات البلده فارغه تماماً من البشر فالجميع يلزم منزله في هذا الليل ولا يبقى إلا الرجال الذين يتجهون أحياناً بعد تناول وجبه العشاء إلى الإستراحه في نهايه البلده حيث يجتمع اكثر شباب البلده ورجالها

بين كل تلك المنازل البسيطه والفخمه نتجه إلى ذلك المنزل الذي تنبعث منه الاضواء الخافته من خلف زجاجات نوافذه الفخمه الجميله لتنير جزء بسيط من الزقاق

في منزل احمد ..

وضعت الملعقه جانباً وهي تزفر بضيق هاتفه بإستياء:
أرزاق هذا لا يجوز ... هكذا ستمرضين

هبطت عيون الاخرى تتطلع بسخريه على جسدها الذي لا تقوى على تحريكه لتهتف الأخرى بلين:
أرزاق جميلتي لما تفعلين هذا كيف ستتعافين اخبريني

ادارت وجهها للجهه الأخرى لتتحاشى النظر إليها لكنها وجدتها تجلس بجانبها وهي تهتف بإصرار:
لك ذلك ولكن بعض الحساء لتتناولين الدواء ... إسمعيني جيداً أنا لا املك حتى القليل من الصبر وانتي خير من يعرفني لذا تناولي الطعام بهدوء قبل أن اجعلك تتناولينه بأكمله رغماً عنك

اهتز ذقنها وشفتيها منذره بالبكاء لتضع الأخرى الاكل بيأس وتقترب منها اكثر ومن ثم تقوم بإحتضانها وهي تهتف بهدوء:
هكذا أنتي تضرين نفسك صدقيني .. ما كل هذا الضعف أرزاق .. متى ستصبحين صاحبه شخصيه قويه .. لما لم تقفي امامهم وتخبريهم بأنك بريئه .. لما لم تطالبي بحقك وتقومي بسجن ذلك الحقير .. لما تصمتين انتي تملكين من يقف بجانبك

نظرت إليها بطرف عينها تسألها بنظراتها عن معنى ما تقوله لتكمل ريتاج بجديه:
لديك احمد ومحمد اخوتك بجانبك .. وانا ايضاً بجانبك فلما لا تأخذين بحقك من ذلك الذي يسمونه رجل لا تنتظري ان يفعل ذلك احد إن كنتي انتي لا تجرؤين على فعل ذلك

سالت دموعها بصمت وداخلها يصرخ بوجع هاتفاً .. انتي لا تعلمين شيء .. انتي لم تتعرضي لنفس الشيء الذي تعرضت له انا .. ابي لا يثق بي ووالدتي لا اعلم عن حالها شيء وبماذا تفكر الأن وهل ستصدق بأني بريئه .. محمد واحمد هل وقفو بجانبي لأنهم حقاً يصدقون بأني لم افعل شيء ام لأنهم اشفقو على حالي ... وكيف تريدينني ان اشكوه انه اخي .. وما فعله كان سيفعله اي شخص وجد شقيقته في نفس ذلك الحال

لم توقضها إلا تلك القبله التي توسطت وجنتها وصوت ريتاج التي هتفت:
لتنهضي على قدميك وسأقوم أنا بإعاده ضبطك وصدقيني سأجعلهم يرتجفون عند سماع إسمك ...

ابتسمت رغماً عنها لتضحك ريتاج بسعاده وهي تهتف:
اجل ابتسمي واضحكي والله سيندم كل اولئك الذين تحدثو عنك بسوء ... ضعي حديث أمي في رأسك إياك والإستسلام

اومأت بهدوء وهي تتذكر تلك الزياره الجميله .. رغماً عنها تمنت أن تبقى مرام معها ولكنها لم تجرؤ على طلب ذلك منها ... جعلتها تشعر بالإرتياح كلماتها تشعر المرء ان الحياة بخير وان كل شيء على ما يرام لوهله كانت قد نسيت كل ما حدث معها واندمجت في سماع ما تقول على الرغم من انها لم تتحدث ولم تتفاعل معها إلا انها كانت مطمئن وتشعر براحه كبيره ...

كانت تتسأل لما يقول الجميع بأنها متمرده العائلة لكنها ليست كذلك هم فقط يريدونها ان تخضع وتصبح صيده سهله .. لوالدها اولاً ثم للبقيه ... كم ان بناتها محظوظات بها ..

شعرت بوخز في صدرها ما ان سمعت طرقات على الباب .. لما عاد أحمد في هذا الوقت؟! لم يمر على خروجه إلا دقائق ولم تنتهي الصلاة في المسجد بعد !! .. وكذلك المربيه هي لاتأتي الان لقد ذهبت قبل أذان المغرب وستأتي في الصباح الباكر من منزل مرام كما اخبرتها ريتاح ... إذاً من سيأتي الأن ؟!

نظرت إلى ريتاج التي نهضت من فورها تحمل الطفلين وتتجه بهم إلى اقرب غرفه وتغلق الباب خلفها ومن ثم اتجهت إلى الباب الرئيسي تلتقط شيء من على الرف بعد ان ارتدت اسدال الصلاه والتفتت إليها تطمئنها بنظراتها .. لكنها تعلم جيداً بأنها تشعر بالخوف مثلها او على الاقل هي قلقه ..

نظرت ريتاج من خلال تلك العين السحريه ولكن الظلام دامس ولم ترى شيء ... لتهتف بقوة وثبات:
من الطارق
إلتفتت إلى الداخل عندما علمت من صاحب ذلك الصوت الذي رد للتو ولأول مره لم تدري مالذي عليها ان تفعله .. هل تفتح الباب ام ترفض ؟ .. هي لا تعلم نيته ولكنها تدرك بأنه لا ينوي خير .. وإلا مالذي أتى به في هذا الوقت

اخفت ذلك الشيء اسفل اسدالها لتفتح الباب ببطء وهي تهتف من خلفه:
احمد ليس في المنزل
هتف الأخر بهدوء وهو يفتح الباب برفق ويدخل:
ليست مشكله لم أتي لأجله
تحسست ذلك الشيء لتهتف بهدوء:
اتيت لأجلها إذاً .. توقعت أن تأتي فهي في النهايه قطعه منك ولن تهون عليك 

نظر إليها وقد فهم مقصدها فهي تذكره بأنها إبنته وتحذره من الإقتراب منها هو يعلم كيف تفكر تقريباً ..
لتكمل بهدوء وهي تسير امامه بعد أن اغلقت الباب وبهمس:
الفتاة متعبه ولا نريدها ان تتوتر .. انت تعلم الوضع الذي هي به اتمنى ان تكون اكثر هدوء .. واتمنى بأن لا تتحدث معها بخصوص ما حدث يكفي مافعله ذلك  المتوحش 

تجاهلها ونظر إلى تلك التي كانت ترتجف فوق كرسيها المتحرك ... هذه هي المره الاولى التي يراها فيها بعد ذلك اليوم ..

كانت ارزاق ترتجف بشده تنظر إلى والدها الذي كان يقترب منها ببطء وبعينيه نظره لن تنساها مهما حاولت .. كان ينظر إليها بقهر وغل وكأنه يريد أن يفتك بها .. تحاول الفرار ولكنها لم تنجح تحاول الصراخ ولكنها فارغه تحاول البكاء ولكن دموعها جفت ..

لاحظت ريتاج خوفها لتسرع إليها تهتف بحنان:
لا تقلقي عزيزتي لا تتوتري انا بجانبك لن يفعل شيء هو فقط يريد الإطمئنان عليك لاغير .. اليس كذلك
قالت تلك الكلمات الأخيره وهي تنظر إلى جابر بتحفز بينما كانت ارزاق تنظر إليها بلوم .. ليهتف الأخر بهدوء:
كيف فعلتي هذا بنا .. ألم تفكري للحظه بوالدك 

ريتاج بجديه:
عمي .. ارزاق لم تفعل شيء لما انت مصر على اتهامها

اقترب من كرسي أرزاق اكثر متجاهلاً ريتاج التي تقف بينه وبين ارزاق ليصرخ بها بغضب:
كيف تفعلين هذا .. اخبريني .. هل لديك ادنى فكره عن ما يتناقله الناس الان ... أنا جابر المجد يتحدث الناس عن عرضي انا جابر الذي اغرقت الجميع بعطاياي انكروا كل شيء فعلته لأجلهم واصبح الجميع يتحدث عني وكيف انني لم احسن تربيتكم ..
مد يده يقبض على شعرها بعنف وهو يصرخ في وجهها ... حاولت ريتاج إبعاده ولكنها لم تنجح .. ابعد يد ريتاج عنه وهو يصرخ بأرزاق التي كانت تشاهد الموت في تلك اللحظه:
لكنني سأجعل الجميع يصمت صدقيني لن يتحدث عني احد بعد اليوم سأنظف اسمي وسأمحيك عن الوجود ....

توسعت عيناه بصدمه وهو يشعر بذلك الشيء الذي التصق بظهره وصوت ريتاج الغاضب الذي هتفت بعنف:
اتركها وإلا سأضغط على الزناد
نظر إلى ارزاق التي لم تكن في عالمهم بل كانت تحارب السواد الذي يحيطها من كل جانب ليهتف بذهول:
ترفعين علي السلاح وفي منزل إبني

اقتربت من ارزاق تبعد عنها يديه التي كانت تحيط عنقها ولا زالت ترفع السلاح في وجهه:
وسأطلق النار إن لم تتركها .. اتركها الان
ارخى قبضته ولكنه لم يتركها .. يعلم بأنها خائفه ومن المستحيل ان تطلق النار .. هو يعلم عن قوتها ولكنها لن تتمادى وتقوم بقتله .. مهما بلغت قوتها هي لن تفعل .. ولكن لما لا اوليست والدتها مرام بلى ستفعل ...
ابعدت يده عن ارزاق بعنف لتجده يبتسم بسخريه لتهتف بجديه:
صدقني انا لا امزح .. سأصبح أول امرأه تقتل والد زوجها في البلده ولن اتردد ... اتركها وارحل
قبض على شعر ارزاق بقوه يحاول سحبها معه متجاهلاً ذلك المسدس الذي يرتعش في يد زوجه إبنه ولكنه ما لبث أن صرخ بعنف عندما وجد تلك الرصاصه تتوسط قدميه لينظر إليها بخوف وقد ترك شعر ارزاق وهو يجثو على الأرض يتحسس تلك الخدوش التي اصابت قدميه أثر شظايا السيراميك الذي حطمته الرصاصه وتطاير اسفل قدميه

لتقوم هي بسحب الكرسي المتحرك وتضعه خلفها تحاول حمايه ارزاق التي غابت عن الوعي وهي تهتف بقوه زائفه:
قلت لك لن اتردد لم تصدقني .. اخبرتك الفتاه لم تفعل شيء لم تفهم .. لم اكن اريد فعل ذلك لكن صدقني الرصاصه الاخرى ستستقر في جسدك إن اقتربت منها .. انت تعلم أني لا امزح

صوت بكاء الاطفال في الغرفه ونظرات جابر القاتله وصوت دقات الباب العنيفه كل ذلك جعلها تشعر بالخوف ولكنها تتصنع الجمود كي لا يقترب جابر من ارزاق ...

نظرت بإتجاه الباب بخوف وهي تراه يهتز بقوه ويوشك على السقوط هذا غير صوت احمد وسراج ليهتف جابر بوعيد:
لن تمر هذه على خير يا إبنه سعد ... فعلتي ما لم يجرؤ احد على فعله .. صدقيني ستندمين
نقلت نظراتها بينه وبين الباب وهي تهتف بثبات:
سنرى من سيندم .. إن حدث شيء للفتاة فصدقني ستندم طوال عمرك
تحسس جروح قدمه ليهتف بغضب:
والله ثم والله لن تفلت من يدي وسأقتها اليوم او غداً
انزلت السلاح عندما وجدت الباب يفتح ويندفع من خلاله كلاً من سراج واحمد وامجد وبعض من رجال البلده الذين سرعان ما خرجو عندما اوقفهم امجد الذي وقعت عينيه على جابر اولاً ...

اغلق الباب خلفه ونظر إلى ريتاج التي كانت تنظر إليه بقوة متجاهله سراج الذين كان يتفاقد جسدها خوفاً من ان تكون هي التي اصيبت واحمد الذي كان يحتضن شقيقته تاره ويحاول الحديث مع ريتاج الصامته ووالده تاره اخرى  ويتحرك كالمجنون بإتجاه غرفه الاطفال المغلقه

تنفس براحه وهو يرى المسدس الملقي اسفل قدميها إذاً هي من فعلت ... جابر اتى ليأذي إبنته وهي كانت تدافع عنها ... ابنته الشجاعه يعلم بأنها ترتجف بشده من الداخل ولكنها تتصنع الثبات امامهم .. مد يده لها لتتجه إليه تسير ببطء بينما احمد اتجه بكرسي شقيقته إلى الداخل بعد ان استوعب وجود سراج وامجد ولكن خوفه لازال قائم ...

اقترب سراج من جابر ليهتف بغضب:
مالذي فعلته انت .. صدقني إن حدث لأختي شيء فلن اتركك على قيد الحياه .. بأي حق تقتحم المنزل وتقوم بافزاعها .. صدقني هذا لن يمر على خير

التقط امجد يديها الذين اصبحو كقطعه ثلج وهو يهتف بهدوء:
الم تستطيعي وضع كاتم الصوت كي تتجنبي افزاع الاطفال
ريتاج بخفوت مطلقه العنان لخوفها بالظهور:
انا لم اكن اقصد .. هو من اضطرني لفعل ذلك لقد كانت في امانتي وهو اراد قتلها
مسح اول دمعه هبطت من عينيها ليهمس بجديه:
لا لا ليس وقت الإنهيار ريتاج انتي لم تخطئي .. فقط ابقي هادئه لا داعي للخوف انتي قويه هيا تماسكي .. الرجل على قيد الحياه مالذي فعلته انتي لتخافي ؟ لا شيء هيا لا اريدك ان تظهري خوفك امام هذا الرجل ..

ريتاج بنفس النبرة ودموعها لا تزال تسقط واحده تلو الأخرى:
اجل لم افعل شيء .. اردت حمايتها فقط .. لو انها توسطت رأسه لكان افضل
كتم امجد ضحكته وبهدوء:
بطله آل سعد .. في المره القادمه ستتوسط رأسه بإذن الله

اومأت بقوة وهي تحاول ان تهدأ ... امجد يتصرف بهدوء ويحاول ان يبث لها شيء من الإطمئنان لتهدأ وبرؤيتها له يتحدث بذلك الهدوء وكأن شيء لم يكن ويخبرها بأن الأمر لا يستحق كل هذا التوتر شعرت بالإطمئنان واسترجعت شيء ظن قوتها وثباتها

بينما سراج التقط كف يدها يهتف بقلق:
مالذي حدث ريتاج تحدثي

التفتت ريتاج إلى جابر الذي لم يتحرك من مكانه وبهدوء:
لم يحدث شيء ... كان يريد اخذ الفتاة
سراج بدهشه:
اي فتاة هذه
ريتاج:
شقيقه احمد .. الم تراها

عندما سمع الجميع صوت اطلاق النار تركو الصلاة و اتجهو إلى مصدر الصوت والذي كان منزل احمد ... الجميع ظن بأن جابر قام بقتل إبنته عدا سراج الذي لم يكن يعلم بوجود هذه  الفتاة في منزل شقيقته وقد اندفع معهم إلى المنزل وقلبه يرتجف خوفاً على شقيته ...
وما إن قامو بكسر الباب حتى انطلق إلى شقيقته يطمئن عليها ... قد توقع كل الاحتمالات إلا ان يكون جابر او تكون هي من أطلقت النار .. لم يتوقع شيء كهذا البته 

تسأل سراج بهدوء:
انتي من اطلقتي النار اليس كذلك
اومأت دون ان تتحدث لينظر إليها بفخر وهو يجذب رأسها إلى صدره:
احسنتي جميلتي .. هذه هي اختي البطله لا تترددي في الدفاع عن نفسك أنا خلفك

زفرت بإرتياح لم تتوقع رده الفعل هذه .. شعرت بالراحه فهناك من يقف بجانبها حتى وإن كان ما فعلته خطأ هناك من يثق بها وهذا يكفي ... لم يتبقى سوى احمد .. ماذا ستكون رده فعله ياترى وقد وقع بين زوجته ووالده .. على الرغم من ان كل شيء واضح إلا أنه يبقا والده

خرج احمد من الغرفه ليهتف:
مالذي حدث هنا

:
:
:
:
:
:

في المشفى

إذاً سنذهب إلى البلده
تسألت ماريا التي كانت تجلس على سريرها وامامها شقيقاتها ورشيد الذي هتف:
اجل لفتره قصيره ومن ثم ستعود الحياة إلى طبيعتها ... فقط ستبقون في البلده حتى يزول الخطر

وافقته منار الرأي والتي كانت تفكر في امان شقيقاتها:
بلى رشيد على حق .. انا لن انتظر حتى يعاد نفس الشيء الذي حدث .. يجب ان نغادر المدينه حتى يعود كل شيء إلى طبيعته

ماريا:
لكنهم لن يفعلو شيء وقد ألقي اغلبهم في السجن

منار بنفي:
وكأنك لا تعرفين عائله غلاب .. هؤلاء الحقد يسري في شرايينهم ولا بد انهم يفكرون للإنتقام

ابتسم رشيد بخفوت وهو يسمعهم يتحدثون عن عائله والدهم المرحوم ... هؤلاء المساكين لا يعلمون شيء عن حقد وشر عائله المجد لذا يخشون من عائله والدهم .. اه لو يعلمون شيء عن تاريخ عائلته لن يقبلو ان يخطو معه خطوه واحده ... كلما يعرفونه عنه أنه شاب عادي من اسره عاديه احبه والدهم فزوجه إبنته ...
التفت إلى ماريا التي كانت تنظر إليه بقلق ليبتسم لها بهدوء وهو يهتف:
إذاً غداً سنرحل
ماريا بهدوء:
لا لنبقى هنا حتى الغد ... هناك ما يجب علي فعله
منار:
ماذا تبقى
ماريا بشرود:
الشركه
ميار بذهول:
وانتي بهذه الحاله عن اي شركه تتحدثين الدكتور شهاب سيتولى الامر
ماريا:
لن اتعب فقط اريد الإطمئنان قبل ان نذهب .. اعلم بأنه لن يقصر ولكن ليطمئن قلبي
منار بهدوء:
لك ذلك على كل حال هو سيأتي غداً بلا شك
ماريا:
بلى سيأتي

رشيد وهو ينهض:
إذاً سنتركك قليلاً وسنذهب لإعداد حقائب السفر
منار مقبله رأس شقيقتها:
لن نتأخر
ميار وهي الاخرى تقبل شقيقتها:
سأحضر لك كل ما قد تحتاجينه
ماريا:
لا تنسي جهازي اللوحي
رشيد:
اريدكم فقط ان تتذكرن بأننا لن نذهب إلى الصحراء فلا داعي للمبالغه

:
:
:
:
:
:

في منزل ماجد

كانتا كلاً من إيلام واميرة يتبادلون اطراف الحديث في محاواه نسيان ما سيحدث غداً وذلك العجوز محسون .. ربما نجت منه اليوم ولكنه سيأتي لا محاله .. لم يكُن يملكن ادنى فكره عما حدث في الصباح فماجد ظل صامتاً يسبح في افكاره ولم يتحدث بأدنى كلمه

حتى انهم لم يسألوه عن موعد مجيئ ذلك التاجر قاتل النساء بل تركوه يسبح في دوامه افكاره ... يعلمون بأن هناك شيء قد حدث معه ولكن لم يجرؤ احد على سؤاله فحاله الصمت هذه هي احدى طقوسه إذا اراد التفكير ولا يجب ان يقاطعه احد وإلا سيطولهم غضبه وهم في غنى عن افتعال المشاكل معه لذا تركوه مع نفسه ...

وبينما هم على هذه الحاله إذا بهم يسمعون صوت قادم من حديقه المنزل ... اقترب ذلك الصوت حتى اصبح قريب من المطبخ حيث يجلسن ...

نظرت إسراء لوالدتها بخوف وهي تهتف:
من هناك أبي وعامر في المسجد
التقطت إيلام إحدى السكاكين بينما اخذت اميرة إحدى العصي الغليظة التي تتوفر في منزلهم بكثره ليقفن بجانب الباب ينتظرن ان يقترب صاحب الظل من الباب ...

:
:
:
:

انتهى البارت

اعلم بأن البارت قصير بعض الشيء ولكن بسبب الظروف التي امر بها لم استطع انهاءه ولكنه يفي بالغرض اتمنى ان ينال اعجابكم
دمتم في حفظ الرحمن احبتي كونو بالقرب 🦋

Continue Reading

You'll Also Like

91.5K 6K 20
yoonseok. ❝we're like fucked up soulmates. a mentally ill romeo and juliet.❞
685K 23.8K 42
"الرواية هتتعدل سرد وحوار، لكن المضمون والفكرة هتبقى زي ما هي، دي أول رواية ليا فمكنتش بالقدر الكافي من الجمال، وفيها أخطاء إملائية كتير". رؤية الما...
1.7M 55.4K 75
Alexander, James and Skye were triplets. They were stolen from their family at the age of 4. The family searched for them day and night never giving...
269K 17K 47
The feeling of being abandoned by one's own family was not unknown to Aadhira. She hates her family for abandoning her when she was only a newborn, l...