تحتَ اسقُف الجِراح

By soolafa

10.1K 784 1K

بكيتُ و بكـَى وقُلنا متىَ ينتهيِ هـذا الأسىَ فردّ عليِ الهـوىَ ان لا حوُلـة ولا قوّة لنـا وانَ الحُب سيبقىَ... More

الفصِل الآوُل |مـابعدَ الحُب
الفصلُ الثانـيِ|مـاقبل الحُب!
الفصلُ الثـالِث|تعاطيِ
الفصلُ الرابِع|تعرِفُه امـرأة
الفصلُ الخامِس|سـَانديِنيِ
الفصلُ السادِس|الشيطَان يرجوُا!
الفصلُ السابِع|مُثلث العِشق
الفصل الثامِن|لَن اُضيِعُكِ
الفصلُ التاسِع|لا سجائِر انتِ هُنَا
الفصل العاشِر|الرَقص بينَ الفُراق
الفصلُ الحاديِ عَشر|ذِكرَى تتجدّد
الفصلُ الثانيِ عَشر|بوُحيِ ليِ انا تغيّرت
الفصَل الثـالثِ عَشر|سأختٰارُك مِن جديِد
الفصِل الرابِع عَشر|عـوُدة المَاضيِ
الفصِل السادِس عَشر|غمـزَة و غَفلة

الفصِل الخامِس عَشر|رائِحة جديِدة

492 49 111
By soolafa

تحتَ أسقُف الجِراح|الفصِل الخامِس عَشر

ضُميِني فقَط
إلقِ عليّ دِفئُكِ و عانقيِ
إياكِ و إياكِ ان تتـردّديِ
بعدَ كُل هذا البُعد احتاجُكِ
ضُميِنيِ ثُمَ ضُمّيِ
تشبّثيِ دوُنَ ان تـترُكِ
بـعقليِ مَرض خبيثُ يُشفىَ عِندُكِ
انتِ دواء قـلبيِ و هاجِسي
لا تبتعِديِ،إنمـَا إقتربيِ
فالبُعد يقتُل و يظلِمُنـيِ

كُلّيِ لـكَ
ارتميِ بيِ و تشبثّ بيدكَ!
وحديِ احتاجُكَ و أنـَا لكَ
قلبيِ يُحدّثنيِ إنـكَ الهدىَ
و قلبُكَ لَا يرىَ سِوىَ الهوىَ
انـا وأنتَ مُلكاً وَلا نـرىَ عِدىَ
يـَا حبيبيِ الهـوىَ


~
السـَاعة8:55Am
نـيوُيوُرك|أجوَاء بارِدة
بيـتُه
~


قرأت بصوُتـهَا مُحتوىَ الرِسالـة
ثُمَ وضعَت الهاتِف علىَ الطاوِلة بهدوُء
تشعُر بِه يُغلق عـيناهُ بشدّة
و كـأنهُ لَم يُريد أن تعرِف،
بهدوُء القت نظَرة عليِه تُريد ان يُبرر
لكِنهُ صامِت بـَارد لا يتحدّث
فقَط يصرّ علىَ عيناهُ و فكُّه الحـاد،
إنـهَا تعرِف انهُ ليسَ بخائِن ابداً
انهُ رجُل لا يرىَ سِواها و كُلها ثِقَة
لكِن عقلُها لوُهلـه ظنَّ سوُء،
فهيِ بعيدة عنهُ لوقتٍ طويِل
لرُبما حقاً اختلىَ مع غيرُها بوقت الفُراق

"مَن تكـوُن؟.."

تسائلت بهدوُء
تُعيد لمس هاتِفُه،
وهيِ تضعهُ بحُجره
كـ دلالة علىَ أن يفتحُه لها
حيثُ كـان القِفل يُعيقها،
إنـصَاع بصمتُه
يقوُم بأعطاء هاتِفُه لها
بينمَا آخذ يعبث بذقنُه
يـراهَا تنتشِل الهاتِف سريعاً
تدلُف الىَ الرَقم المجهوُل
وهيِ تقرأ كُل الرسائل بصدمَة،
هُنـاك رسائِل مُنذ شـهوُر!
لِمَ لم يقوُم بأزالة هذا الرَقم

"فهِمتُ أنـكَ لا تخوُن،و فهِمتُ أنَ هذا الأمرُ دائماً يحدُث معكَ،الرسائل هذِه و مَا شبه،ما لَم أفهمُه لِمَ أنتَ تحتفِظ بهذَا الرَقم ولَم تُحظِره الىَ الآن؟..."

تحدّثتَ
تُعيد وضع الهاتِف
تُصوّب عيناها عليِه بحِدة
بينمَا لا زال هوُ علىَ وضعهُ
صامِت بارِد ساكِن

"تجاهلتُه،لا يُهمنيِ.."

لعقت شفتُها سريعاً
وهيِ تضحك بسُخرية علىَ ماقالُه،
ثُمَ تكتّفت بيداها
قائِلة تُحاول جعلُه يُذيق بضع مِن غيرتُها

"بهـاتفيِ الكثيِر مِن أمثَالُ مَن بهاتِفُكَ،لكِن أنـا أحظِرهُم وأنتَ حضرتُكَ تُبقيهم و تقرأ الرسائِل بوقتهَا و كأنكَ شغوفاً!..."

بدأ بنظرُه نكَد النِساء!
يعرِفُها ستُجادله الىَ أن تبكيِ
و تُغادر بحُزن عليِه،
لِذَا تنهدَ يقترِب مِنها قليلاً
مُتناسي فكـرة الرِجال حوُلِها

"احظريِها الآن لَا يفرِق.."

شخَرت بسخُرية
ترميِ هاتِفُه عِندَ حُجره
وهيِ تأخُذ قهوتها ترتشِف بغيِظ
تُلاحظه يقترِب اكثَر
حتىَ وضعَ يدُه خلفَ اكتافُهَا
يتحسسّهُم بسكوُن ثقيِل
وعيناه عليِهَا

"انتِ مـا بِك؟،كـَان هُناك حديِث بعينـاكِ.."

وضعَت قهوُتها علىَ الطاوِلة
تُزيحه بخِفه
ثُمَ تنفيِ بصَمت
جاعِلتُه يتنهَد،
يعرِف انهَا استثقلَت امرُ الرسائِل
لِذَا انتشَل هاتِفُه بعُنف
يدلُف الىَ الرَقم المجهوُل
يكتُب بأنامِلُه الطويِلة
جاعلها تلتفِت لهُ تلقائياً
تنظر الىَ ما كتبُه،
تهجّت

"لَا تعبث مِن جديِد،سأُقاضيِك.."

ارسَل الرِسالة
ثُمَ حظَر جهة الإتصال هذِه
ونظَر ناحيتُها
و كأنهُ يُريد ان يرىَ ارضائُها
لكِنها اكتفت تصُمت
وتأخُذ كوبها من جديِد
ترتشِف دوُنَ ردة فِعل،
داخلياً هيِ رَضت قليلاً

"اُمـيِ عَادْت البارِحَة.."

اخبرتُه بهمس
وهيِ لا تنظُر لهُ،
اندهَش داخلياً
و عقدَّ جبينُه يُحدِق بِها،
يعرِف اُمها
انهَا امرأة غريبة اطوَار
تـارَة تكُن حسناء و اُخرىَ داهيِة

"تعرِف رقَم شُقّتيِ لَِذا رأيتُهَا حينمَا عُدت البارِحَة تنتظرُني داخِل المَنزِل.."

كَانت تتكلم بخيِبَة
جعلتُه سريعاً
يلُمها لحُضنـه
جاعِلها اسفَل عُنقه ترتدّ هُناك
يشدّ علىَ كِتفُهَا
يُريد ان يُحسسها بآمان لا ينقطِع سبيِلُه!
انهَا تفتقِد شيء
هذَا الشيء عِندُه تلقَاه

"كَانت تقوُل انهَا مُشردة اوُ مَا شبه،كـَانت تبدوُ تعيِسَة نحيِلَة و كأنهَا عَانت كثيراً طِوال هذِه السنيِن..شعرتُ بذنبْ كبيِر.."

اخبرتُه بينمَا تتنهد
وهيِ تضمُه بيداهَا مِن خصرُه،
كـان أرنوُلد رجُلاً يصغي كثيراً
لا يتحدَث بوقتّ مـا تُحدثه بأمر يُزعجها
لِذا تبوُح بكُل مابخاطرُها له
جيّد حينمَا يتعلّق الآمر بالأستمَاع

"انهَا ببـيتيِ الآن،اشعُر بَغضب و حُزن عليها لكِنهُ تلاشىَ فورما رأيتُهَا بهذَا الشكِل،انهَا اُمـيِ لا اقوىَ علىَ رؤيتهَا هكَذا،تارة اُفكر بأبيِ الذيِ سيجنّ فورما يعرِف انهَا عَادت وتارة بِها.."

ابتعَدت عنهُ
وهيِ تنظُر له
ترَاهُ يصغي بتركيِز لها،
انهُ المعنىَ الحقيقيِ
لكُلّيِ اُذن صاغية لكِ!،
مكَثت تصمُت
كـ دلالة علىَ انها انتهت
تنتظِر ان يُجادلها بهذَا الحديِث
و يُعطيها الحلوُل

"اذكُر آَن آباكِ يجنّ جـنوُنَه عِندمَا يتِم ذِكرُهَا.."

اخبرُهَا بينمَا يعبثَ بلحيتُه القصيِرة
مُبتلع ريقهُ بينمَا يُفكَر
وهيِ تُهمهم موافقة لكلامُه

"حتىَ عِندمَا كُنت مُترددة بأمرُ عيِشي معهُ اوُ مـعهَا،رأيتُ ابيِ مُرعِب كثيراً و هوَُ يمنعنُي من العيِش جِوارها،لذا اخترتُ ان اعيِش وحدي."

اومـأ لهَا بهدوُء
يمسح علىَ اكتافُها
وهوَُ يُفكِر بأمرُهم
ونظرُه بعيِد عنهَا،
بمُنتصف الحِوار
قُطع بسبب طَرق الباب
ثُمَ فتحُه سريعاً
مِن قبلَ اُمه
التيِ دلفَت بهدوُء
وهيِ تبتسِم بسِعَة
وبيدُهَا كعَك صنعتُه،
انُه كعكهَا الشهيِر!
كعكَة الليـموُن اللذيِذة

تذكُر جارنيِت هذه الكعكَة كثيراً
انهَا اكثر شيء قُدم لها بهذا المنزِل،
لوُهله شعَرت بقلبُها ينبُض
للذكرىَ التي تُعاد،
عِلاقتُها بـ أرنوُلد لَم تتوقع ان تعوُد
لطالمَا ظنت ان كُل شيء هُدِم
لكِنها الآن معُه ببيتُه امام اُمه
و امام حُبهم الكبيِر!
لا زالت معهُ وهوُ معهَا

"قاطعتكُم،لكِن الكعكَة هذه تُقدّم ساخِنَة"

قالت إيميليا بدفئ لهُم،
تتقدم ناحيتهُم بهدوُء
وهيِ ترتدي خفُها الأبيض الناعِم
و روُبها الأزرق
كانت اُمه قصيرة جداً
بمنظر جميِل يدُل علىَ طيبها،
امرأة ذربَة كثيراً
رُغمَ ان ابنِها شهيِر جداً
و الجميع يعرِفُه
الا انهَا مُتواضعَة
بمنظر يميل للفُقر و البساطَة

"تَعاليِ يَا جميِلة.."

نطَق أرنوُلد
وهوُ يُشير لها ان تجلِس
بالأريكة التيِ بجانِبهُم
الصغيِرة،
تبسمت جارنيِت سريعاً
وهيِ تستقيِم تأخُذ صحنُ الكعَك
وتضعُه علىَ الطاولة بدلاً مِنها
تحتَ ابتسامة ايميليا المُتسعة
وهيِ تجلِس بجانِبهُم
تنظُر بعيون برّاقة لهُم

"لَا آخفيِ عليِكِ يَا خالتيِ،اشتقتُ لكعكتُكِ كثيراً.."

نطقَت جارنيِت تبتسِم
وهيِ تأخُذ قِطعَة
بينمَا تأكُلها بتلذُذ كبيِر
تحتَ عيناه،
انـهُ مُمتلئ الآن
لا يُريد اكَثر
اُمه وهيِ هُنا امامُه!
بكُل ودّ و رحمَة يُجالسوُنه،
حياتُه تكتمِل بحضوُرهم،
واحِدة عين و الأُخرىَ عين!
قلبُه مُنتصفه مُنقسِم لهُنَّ
يُحبهن كثيراً
يراهُم ابنتـَاه
لا اُم و حبيبَة

"اعتقِد انهَا ازدادت لذَاذة!.."

حينمَا ابتلعت لُقمتها
قالت جارنيِت الىَ ايميليا
التيِ ضحكَت اكَثر
بأستحيَاء

"كُل انتَ ايضاً.."

امتدت يدُ جارنيت
تُعطيه مِن ذات قطعتُهَا،
ابتسمَ جانبياً
وهوُ يقضُم قضمَة
مِن القِطعة التيِ بيدُها،
اُمه مَن صنعتُها
و امرأتُه مَن قدّمتها!

~
‏9:00Am
منزِل جارنيِت
~

كـَانت كـاتريِنَا تنظُر الىَ منزِل ابنتُهَا
بعيـوُن مُتلئلئـَة
تبدوُ مُرتبـة و هادِئة
ذَات طابِع ناعِم جِداً،
ولكِن رُغمَ هذا كـانت فوضوُية قليلاً
ان تُدير منزل لوحدُهَا شيء صعِب
وهيِ تعرِف كوُنهَا أُم

تنهـدَت بثُقل تعوُد الىَ المعيِشة
وعلىَ وجهُهَا خيبة مِن ذاتُهَا،
ليتُهَا لَم تحرِم ابنتُهَا مِنهَا
تعرِف انَ جارنيِت بداخِلها طِفل ضائِع
يبحَث عن عائلة تحتوُيه
عائلة مُترابطَة لا مُتفكِكـة

عِندمَا دلفَت الىَ المعيِشَة
وكـادت ان تجلِس
سمِعت صوُت باب المنزِل يُفتح،
لِذا سريعاً عقدت جبينُهَا
كوُنَ جارنيِت سريعاً ما عادت!
تقدّمت تنويِ استقبالُهَا بلهفـة
لكِنهَا صدمت حينمَا رأت بوُبي الواقِفَة هُنا
وبيدُهَا حاسوُبها و حقيبتُهَا
و شعرهَا مربوُط بعشوائيِة
و كأنهَا مُنشغلة و مُنهكة بسبب عملُهَا

كـاترينَا تعرِف بوُبيِ
إنـهَا اكَثر صديقَة مُقرّبة لجارنيِت
و الوحيِدة..


"عُدتِ!.."

قالت بوُبيِ بصدمَة
وداخِلها يُقطّر فرحاً
مُتقدماً سريعاً
تضُم كاترينا لحضُنهَا بعُمق
وهيِ ترفع عيناها الىَ السقف
لسعادة هذَا الأمر بالنسبَة لها

كاترينا صُدمت لوُهله
لكِنها سعِدت
لِذا بادلتها
وهيِ تبتسِم
مُنذ مُدة لَم يُرحب احداً بِها بالأحضَان

"آيِنَ جارنيِت؟..."

ابتعدتَ بوُبي
وهيِ تتسائل
تنظُر الىَ ارجَاء المنزِل
بحثاً عَنها
لكِن كاترينا قالت لها
بينمَا تبتسِم

"انهَا بالخـارِج.."

اومـأت بوُبي بعُقدة
ثُمَ ابتسمت سريعاً
وكأنهَا تذكرت عودة كاتريِنا،
لذا سحبتها مِن يدهَا
تجلِس على الأريكة
وتضع ادواتها على الطاوِلة

"خـالتيِ كيفَ حالُكِ و متىَ عُدتِ!.."

بلهفـة اخبرتها بوُبي
جاعلـة الاُخرىَ تستحيِ
وهيِ تُشابك انامِلها سوياً

"ليلَة البارِحَة عُدت مِن الهِند..واصبحت بخيِر بعدَ رؤيتكِ يا إبنتيِ،انتِ كيفَ حالُكِ؟.."


همهمت لها بوُبيِ
ثُمَ تنهدت بثُقل
ترتميِ بظهرُها علىَ طرف الأريكة
قائلَة

"حَدث الكثيِر بغيابُكِ..ليتكِ بقيتِ.."

عقدَت كاترينَا حاجِباها
وهيِ تتسائل بقوُلها

"مَاذا حَدث؟.."

تنفست الصُغرىَ الصعداء
ثُمَ شابكت يداها سوياً
تقترِب مِن كاترينا
حتىَ تُهدأهَا
تمهيداً لما ستقٰوُله

"جـَارنيِت عادَت إلىَ أرنوُلد وَ عمي فـَان...تزوّج"

وقعَ قلبُهَا كاتريِنَا
وشعَرت بغثيـَان عِند آخر خبَر،
ابتلعت ريقُهَا تستديِر الىَ الناحية الاُخرىَ
تحسباً لما سيحدُث مِن انكسار داخِل عيناها،
بـوُبيِ بقَت تنظُر لها بعيوُن مُترقّبة

"هـَل تزوّجَ أيسـلَا؟..."

سألت
وهيِ تعرِف الجوَاب
بوُبي سريعاً اومـأت

"نـعَم،إنـهُ يعشقهَا.."


همهمَت سريعاً كاتريِنَا
تمحيِ حُزنهَا
ثُمَ تعوُد لتبتسِم
خارِجة مِن إطار هذَا الموضوُع
بقوُلها

"و جَارنيِت؟كيفَ حالُها معَ أرنـوُلد..."

تلقائياً
بوُبيِ اعتدلت
وهيِ تتحمحم
راسمَة ملامِح خائِبة
تجعل من الاُخرىَ تُكشر
آثَر خوُفها علىَ حال ابنتُها

"لَن اكذِب،انا اخَال على جَارنيِت مِنه،انهُ مُختل!،كثير العصبيِة و الغبَاء،لوُهـلة اشُكّ بصحتُه العقليِة لكِن جارنيِت لا تفهم هذَا انها مُصرّة ان تُحِبُه..."

شعَرت كاتريِنا بمشاعِرها تذبَل
تخاف علىَ ابنتُها كثيراً
فبعدمَا ذهبت شعرت انها اهملتهَا
تُريد التعويِض!

"ألَن تقوُليِن شيء؟،رجاءً اُنـثري نصائحُكِ امَام جارنيِت علّـهَا تستمِع لكِ،لا تجعليِهَا تستمِر مـعُه.."


~
بعدَ حلوُل المسَاء
‏5:00Pmغروُب الشَمس
نـيوُيوُرك.
~


مـعُه
تحديداً داخِل السيّارة،
حيثُ هيِ و هـوَ
بهدوُء و سُكـوُن
بعدمَا بقت عِندُه حتىَ غَربت الشَمس
هارِبة مِن كُل شيء قُربه وقُرب اُمـه،
والآن قرّر ان يوصلهَا لديارُهَا بنفسُه
بينمَا تقبع جانِبُه
تتجسّس عليِه كُل دقيِقَة
مُبتسِمَة علىَ منظرُه جانبِهَا،
افتقَدت اَن تجلِس جوارُه بسيّارتُه
لِذَا شعَرت بسكيِنَة مُبالغ بِها
جعلتهَا تصمُت فقَط
تنظُر مِن النافِذة تارة
و تـارة تُداعب يدُه بأصابِعَها

"شطيِرَتـان،واحِدة بسمك التوُنـَة و اُخـرىَ دوُنَ شيء فقَط عجيِن مُحلّىَ،و أضِف كوُبان قهـوُة.."

سمِعتُه يطلُب مِن نافِذتُه
يُحدّث الرجُل الذي يسمعُه من المَطعم
بينمَا مكثت هيِ تتنصّت،
مُتعجبَة مِن ذِكرُه للتوُنـة!
انهَا تُحِبها وهوُ يعرِف
كانت دوماً تأكُلها معهُ بهذَا المَطعم،
لَم ينـسىَ ابداً أدقّ اموُرهَا
وهذا يجعلهَا تضحك كالمجنوُنـة
و داخِلها امـرأة ترقُص و تُدندن
آثـر الحُب الذي تكُنه لـهُ

"ألا تظُن انَ التوُنَٰة و القهوُة يُشكّلنا طعماً سيء؟.."

اخبرتُه بهمَس
تـراه يشخُر بسُخرية
مُقترِب مِن اُذنهَا
يهمِس بسُخرية لاذِعَة

"كُنتِ تأكُلي بيِض مـعَ توُنَة و كوُب قهـوُة مُنذ ثلاثة سنيِن،لا آنسىَ أنا.."

انهىَ حديثُه
يطبع قُبلَة علىَ وجنتُهَا
بسبب احراجُهَا مِنه،
ضاحَك عليِهَا
يُكمِل حِوارُه معَ الرجُل
تحتَ تأثيرهَا مِنه،
انـهُ مُحِق
كوُنهَا امرأة نباتـيِة
تُحِب ان تأكُل مجموُعة من الأكلات الصحّيِة

آخذَ القهـوُة و الشطائِر
ثُمَ إنطلَق علىَ مهل،
يضَع القهـوُة داخِل مكانُهم بالسيّارة
تحتَ مكوُثهَا هادِئة،
عادةً هيِ ثرثَارَة معهُ
ولا تصمُت،
تتحدَث دوُن خجَل ان لَم تكُن حزيِنه مِنه
تأخُذ راحتُهَا و ترميِ ماداخِلُهَا
لكِنها الآن تصمُت
و تُعذِبه
كوُنهَا تحمِل بقلبُهَا حديِث كثيِر
لا يخُصه
لكِنهُ يثقُل عليهَا
لدرجَة انهَا نَست ان تأكُل

"كيفَ سأقـوُل لأبيِ إنـهَا عَادت؟،كـانت تُحِب ابيِ لَن تتقَبل فكرة انهُ تزوّج بأُخرىَ..."

بغتَة نطَقت
بيئَس
جعلُه يبتسِم بخفوُت
كوُنهَا عادت شفّافـة تقوُل لهُ
عَن شعوُرهَا بلىَ كلل،
بَل حتىَ انهَا بدأت تـبكيِ
ببُطئ
تُحاول مسَح دموُعهَا
وهيِ تأخُذ قهوُتهَا ايضاً
و شطيرتهَا تأكُل بدموُعهَا المالِحَة
تشفُط مَاء انفُهَا بلطَافـة
قاضِمَة لُقمتهَا
تعرُض عَن البُكَاء

"وَ بـوُبي اصبحَت غبّية بشكلاً مـَا!.."

اخرجَت مابجُعبتهَا بحُزن
جاعِلتُه تلقائياً يُبدل ملامِحُه
لأُخرىَ صارِمَة،
ذِكر بوُبي مُزعِج جداً

"اتمنىَ ان تموُت فقَط.."

هسهسَ بصوُت وصَل لهَا
مما جعلهَا تنظُر لهُ بحِدة
وهيِ تقوُل بصوُتهَا الجَاد

"لا تتمنىَ المَوُت لها،انـا جادّة!.."

همهمَ لها سريعاً
حتىَ لا تُكثّر بهذَا الجِدال
يوقِف سيّارتُه عِندَ الرصيِف حتىَ يأكُل
لِذا هيِ صمتت تُعيد الأكَل و شراب القهوُة
تحتَ نِزاعات عقلُهَا
مُنزعِجَة
تُلاحظه يقرُصهَا بعيـناه الداكِنَة
يُدقق بِهَا بينمَا يأكُل ايضاً،
انهُ سيء بالموُاسـَاة
لِذَا تركَ طعامُه
مُستديِر بجسدُه لهَا
بينمَا ينتشِل طعامُهَا ايضاً مِن يدُهَا
واضِعه بمكانُه المُخصص
يسحَب يدُهَا بهدوُء
ثُمَ يحضنُهَا بغتـة
تحتَ عيناها الساكِنَة
التيِ استقبلت حُضنـه بودّ كبيِر
تتشبّث بِه بطريِقَة قوّيـِة
و كأنهَا كانت تُريد هَذا و اخيراً فهِم مُبتغـاها

اخَذ يصرّ علىَ اسفل خصرُهَا
حتىَ يُقرّبها اكثَر
بينمَا هيِ علىَ اكـتافُه
تدفِن رأسُهَا عِندَ مساحَة كِتفُه و رقبتُه
تدمع قليلاً
لكِنـهَا لَم تبكيِ ابداً،
بَل انهُ انتشَل مابقلبُهَا قليلاً
عابِث بشعرُهَا تارة و أسفَل فروُتهَا
تارِكهَا تطمئِن جِوارُه


~
‏6:59Pm
مـساءً
بيتُ جـَارنيِت.
~


وصَلت لمنزِلُهَا
بعدمَا اوصلـهَا هوُ
باقيِ بسيّارتُه عِندَ شارِعهُا
حتىَ دلفت امامُه
ثُمَ انطلَق بعدمَا ابتسم لهَا
و بادلتُه بحُب كبيِر عظيِم

دلَفت بهدوُء
مُهيئة نفسها لرؤيـة اُمهَا
وبالفعَل رأتهَا هيِ و بوُبيِ!
داخِل مطبخُهَا المُنتفح علىَ المعيِشَة
لِذا سنَّ لها رؤيتهم بوضوُح
يطهـوُن الطعَام ويضحكوُن بودّ،
هيِ بقَت تقِف
حتىَ رأتها بوُبي التيِ نزعَت بسمُتهَا
تقترِب مِنها قائِلَة
وهي تخلع مريلَة الطَبخ

"اهلاً بِك،تـأخّرتِ آيِنَ كُنتِ..."

تحمحمَت جارنيِت
وهيِ تخلع كعبُهَا بعشوائيِة
ترميِه بأرضُ المعيِشَة
قائِلة بضيِق شديِد
تشعُر بعيوُن اُمها عليِها

"مـعَ حـبيِبي."

بصراحة قالت
ترتميِ علىَ الأريِكَة
مُتنهدة بثُقل
تحتَ عيوُن بوُبي التيِ اخذَت تشخُر
وهيِ تجلِس بجانِبها
تحرِقها بنظرَاتها

"هَل مـعُه؟..."

همسَت بعدَم وضوُح بوُبي
ترىَ همهمه صادِرة مِن جارنيِت
التيِ آخَذت هاتِفُها تعبَث بِه
تدّعي عدم المُبالاة

"هَل لديّ حبيِب غـيرُه برأيُكِ؟.."

بوُبي تراجعَت عَن ماستقوُله
تُهمهم بأقتناع
وهيِ تهمِس لهَا تدّعي الهدوُء

"انتِ حُرّة لا دخَل ليِ بِك انهُ قرارُكِ.."

ثَُم استقامَت
تقوُل بصوُتها المُرتفع

"عمّتيِ كاتـريِنَا طهَت إيدَام هِنديِ لذيِذ جداً،تعـاليِ لتأكُلي.."

القت حديثُهَا ثُمَ ذهَبت لتأكُل
داخِل المَطبخ الذي بِه طاوِلة صغيِرة،
جَارنيِت عَاد لها ذكريَات كثيِرة
تخُص هذَِه الأكَلة،
تذكُر ان اُمها كانت تطهوُهَا بشكِل صحّي
حتىَ لا يُخالف ما تُحِب

"تعشّيِت بالفِعَل.."

اجابَت جارنيِت
ثُمَ استقامَت مِن محلّهَا
وهيِ تنويِ الذهَاب الىَ غُرفتهَا
لكِن بوُبي قالت سريعاً

"جَارنيِت،تعاليِ و جالسيِنَا!.."

كبَست هيِ علىَ شفتُهَا
مُغمضَة عيناهَا،
تطفُل بوُبيِ اصبحَ مُزعج
لِذا استدارت تنوِي افراز غصبُهَا
لكِنَ نظرات اُمهَا المُنكسرة بالزاويـُة
جعلتهَا تتراجَع تلقائياً
وتقترِب ببئس لهُم
حتىَ جلَست علىَ الطاوِلة
ترىَ طبقهُا الخاص النّباتيِ
كان إيدام فقَط دوُنَ الدجَاج،
استوقفهَا تدقيِق اُمهَا بِها

"انهُ ما تُحبيِن.."

همهمت جارنيِت
لأمُهَا المُبتهَجة كونها جَلسَت،
بخاطِر ابنتُها كثيراً من الحديِث
لِما تركتهَا على سبيل المثَال؟

"آتيتِ مُبكراً،ألَم يكُن لديِك عمَل؟.."

سألت جارنيِت بـوُبيِ
وهيِ تعبث بصحنُهَا بهدوُء
دوُن ان تنظُر لأحَد


"نَعم،كُنت اودّ نصحُكِ بشيء مُعيِن لكِن فاجئنيِ رؤيـِة خالتيِ كاتريِنَا هُنا!..."

تركَت جارنيِت شوكتهَا
تنظُر ناحيِة بوُبي،
خِلال هذه الفترة صارت مُزعجه
مُتطفِله كثيراً
علىَ ادقّ الأشياء
وهذَا يُزعِج جارنيِت كثيراً،
لكنها بقت تصمُت
تنظر لها بنظرَات غريِبَة
تريد معرفة الى ماذَا تُريد ان توصَل

"لنُصحهَا؟،بـ أي موضوُع؟..."

بـوُبي تلجَمت من نظرات جارنيِت
و سؤال كاتريِنَا ايضاً،
رُغم انهُ هدفها هذَا
لكِنها شعَرت بموجة غضب مِن عيوُن الاُخرى

"امـوُر جَارنيِت لَا تتغيِر حقاً،حُبها للجرائد و حُبها للبيانـوُ،كُل ماتُحبه رائِع عِدىَ شيء،الجميِع ضِدُها بِه.."

جارنيِت تلقائياً
استقَامت بنفـوُر
قائِلَة بصوُتها الساكِن

"بـوُبيِ كُفِ عَن التطفُل رجاءً،ارغَب بالأسترخَاء بغُرفتيِ،عَن اذنكُم..."

ذهبت الى غُرفتها
تُغلق خلفُهَا بقوّة
وهيِ ترتميِ على سريرُها الابيِض
خالِعة كعبُهَا
وهيِ تمسك هاتِفُهَا
تـرىَ رِسالة مِنهُ،
قرأتهَا دوُن صوَت

"وصلتِي؟.."

ابتسمت بهدوُء
وهيِ ترى انهُ ارسلهَا مُنذ رُبع ساعَة
لكنها لم تنتبِه،
لِذا ردت سريعاً وهيِ تقوُل نـعَم
شاعِرة بعادة قديِمة تعوُد ايضاً،
عادة اطمئنانُه عليها كـ دائماً،
اقفلت هاتِفُهَا
ثُمَ فكرت قليلاً
مُعيدة فتحهُ
تتجه الىَ رقم أباها
تبعث رِسالة سريِعه

"هَل انت مُتفرغ غداً؟.."

ماهيِ دقائِق حتىَ آتاها الردّ،
والدُها يُقدرها كثيراً
تعرِف مقدار نفسُها بقلبُه،
كان دائماً يترُك مابيدُه لأجلُهَا

"نـعَم اتفرّغ لأجلُكِ،هَل انتِ بخيِر؟..."

ازدادت بسمتُها الساكِنَة
تشعُر بحنان مِن كُل الجِهات لأجلُهَا،
كتبت رِسالة لهُ
وهيِ تعبث بشعرُها

"سآتـيِ لكَ،هَل ستكوُن عِند الناديِ؟.."

رأتهُ يستجيِب
مُومـأ لها بأجابَة كتابية
لِذا اغلقت الهاتِف تنويِ الذهَاب لهُ غداً،
حتىَ تُخبره عن امرُ عودة اُمها
لَن تستطيِع كتمُ سرّ مثل هَذا


~
بعدَ يـوُم
السـاَعة،8:00Pmمـساءً
بدايات شهرُ مـَارس
~

بدأ الجوّ يختلِف
بحيثُ اصبح هُناك نسمَة حارّة
تُمثل عبوُر الإعتدَال لا البرد فقَط،
كـَانت جارنيِت بطريقُهَا الىَ والِدُهَا
حيثُ النـاديِ،
مُتنهدة كثيراً تشعُر بتشتُت،
ردة فِعل أباها لَن تكُن الأفضل على الإطلَاق،
انها حتىَ لم تُراسل أرنٰوُلد اليوُم
لشدّة تركيزُها بردة فِعل أباها

بعدَ وقت
وصلَت الى النـادي الكبيِر،
ترىَ شِعار كبيِر يحويِ نيويوُرك،
كـان منظر الناديِ جميِل كثيراً و كبير
بموقِع هادِئ
لا آحد بِه
نوعاً ما خَالي فقط الشرِكات و الكثيِر مِن النوَاديِ الشهيِرة
مَشت سريعاً الىَ الداخِل
تعمدّت ان تأتيِ مساءً هذا الوقت افضل بكثيِر

دلفت الىَ الداخِل
بعدمَا رأت عِدة حَرس
لكِنهُم لَم يمنعوُهَا كوُنها معروُفَة بينهُم،
انهَا إبنـة مالِك المكان هُنَا
لِذا كـانت تُحترم جداً بينهُم،
عدّت كثير مِن الأماكن التدريبية هُنا
و المكاتِب العشوائيِة هُنا
تتجِه الىَ محل والدها
حيثُ القاعَة الضخمَة
التي يضُم بها اعضاء ناديِه هُنا
لكِن اليوُم لم يكُن هُناك احداً مِن الفريِق

"آنسة جارنيِت اهلاً بِك.."

سمِعت صوت من خلفُها
كان يخُص احد المُدربيِن هُنا،
رجُل مُرتفع الطوُل
كثير العضلَات
بملامِح جميِلة حادّة،
هُنا الكثير من الرِجال الوسيميِن
ولا تنكُر ذلِك

"اهلاً بِك بيِتر.."

رحّبت بِه كذلِك
تبتسِم بسِعة لهُ كما يفعَل
آخذَ يمشي قُربها
يُريد ان يدلُها الى والِدُهَا
وبالفِعل وصَلت لهُ
تراه يجلِس على الصفوُف الجمهوُرية
وبيدُه ورَقة مَا
مُرتدي ثياب رياضيِة
ويقِف جانِبُه ثلاثة رِجال و امرأة
انهُم مُساعديِن و الى آخِرُه،
تبسمت بخِفه لرؤيتُه
انهُ وسيِم جداً
رُغم كبر سِنه
الا انهُ مُحافظ علىَ رشاقتُه و بدنُه

شكَرت بيتَر ثُمَ ذهب
لتمشيِ الى آباها الذي ببداية الملعَب
حتىَ وصلت
لترىَ ابتسامَة صادِره مِنه
تارِك ورقُه مُتقدم لهَا
حتىَ عانقُهَا سريعاً جاعلها تُبادله كما فعَل
ثُمَ ابتعدت بأستحيَاء مِنهُ حينمَا قبّلها طويلاً
ساحِب يدُها يُجلسها بجانِبُه

"يُمكنكم الخروُج يا أولَاد.."

أمر فريِقُه
ليبقىَ على انفراد معَ ابنتُه

"كيفَ حالُكِ يَا صغيِرة؟.."

تسائل يعبق بطرَف انفُها
مُضحكهَا حتىَ وهيِ حزيِنه!،
اخذت تتنهَد تربُط يداها ببعض
جاعِلته يُدرك انهَا ليست الأفَضل بحالُها

"ماذَا جـرىَ؟.."

هسهسَ يُعيد خُصلاتها خَلف اُذنها
ينظُر لها تارة و الىَ يداها تـارة،
تُصبح جانِبُه ضعيفَة جداً
امـرأة حسّاسة كمَا لو كانت طِفلة

"أبيِ،اُمـيِ عَادت.."

اخبرتُه بصوُت مُنخفض
وهيِ تنحنيِ برأسُها الىَ الأسفل
حتىَ لا ترىَ ردة فِعلُه،
انهُ بهذا الأمو يُصبح غريب جداً عليها
يغضب يهدُم و يكسِر
لذا خافتُه لوُهـلَه،
وبالفعل ظنّها صحيح
لاحظته يبعد يدُه عن شعرُهَا
ويعتدل بجلستُه بحيثُ لا يُقابلها
بل ينظر الىَ المَلعب الخـاليِ

"مُنَذ يوُمـَان.."

اكملَت بهدوُء
تشعُر بنفسُها تبكيِ بصَمت،
بينمَا هوُ تصنّم لوُهـله
وبقىَ يستوعب ماحَدث

"لِمَا لَم تقوُليِ ليِ؟.."

بصوُته الحادّ سألُها
مُربكهَا،
هيِ رفعت رأسُهَا تمسح دمعتُها
قائِلة بينمَا تأخُذ نفساً

"لَم يكُن هُناك مُتّسع مِن الوَقت..."

اجابتهُ
تكذِب بشكِل واضح،
كان لديها الوَقت
لكنها خَالت من ردة فِعلُه،
بينمَا هوُ لا يزال ساكِن
يُحدِق بالفرَاغ

"وَ تقنُط بـِمنزليِ.."

اخبرتُه مرةً اُخرىَ
وهيِ ترمي كُل شيء،
لطالمَا كانت هكذَا
شفّافه وتقوُل مابداخِلها

"ولِما أبقيِتيها!."

بغتَة
صرخَ والدهَا يُفزعها
بينمَا إستقَام بكُل غَضب
وهوُ يرفع يداه ويلوِحها غضباً،
تحتَ خوُف جارنيِت
التيِ ارتجف بدنهَا من صرختُه و استقامتُه،
اخذت تُحاول تهدئتُه
مُستقيمه ايضاً
قائِلة لهُ بنبرة مُتوتره

"ابيِ مِن فضُلكَ اهدأ..،لا يستحِق الأمَر كُل هذا.."

لمحت المزيِد من الغَضب بِه
امّا عنهُ فـ اعترض عنهَا
يغدوُ خارِج الملعَب
بساقيِه التيِ خرقَت العُشب بقوّك و غُل،
تارِكهَا واقِفه بين المُدرجَات
تنظُر لظهرُه دوُنَ تفسيِر،
كُل هذا الكُره الذي يُظهره الىَ اُمها
يؤثر كثيراً علىَ خافِقها،
ان ترىَ بُغض بيِن اُمكَ و آباك
ألم كبيِر خلفُه خيبة من الحيَاة،
شعَرت انهَا مُشتته،
آين تذهَب
لهُ امَ الىَ اُمـهَا؟
مع من ستقِف

حملَت جسدُهَا
وهيِ تمشيِ مُكبّة حُزناً،
تنويِ العوَدة،
خروُج اباها غريِب
و تُركها بمُفردها أغرب!،
لكِنها عَذرتهُ تنويِ العوَدة وحدُهَا
كوُنَ الناديِ بدأ هادِئ
و كأنَ الجميِع رحَل
و انتهىَ كُل العمَل و التدريِب

خرجَت سائرة الىَ سيّارتُهَا
بعبوُس و بعَض الدموُع بحُجرتيهَا،
لكِنها سمِعت ضوّضاء بجانِبُها
لذا التفتت
تـرىَ مجموُعة شبّاب لعّيِبة هُنا،
عِندَ الناديِ المُجاور لناديِ آباها
نظَرت نظرة عابِرة
تشعُر بنظراتهُم عليهَا ايضاً
كوَن الشارِع هُنا فارِغ تماماً
لا آحَد بِه
وهيِ تقِف قُبالهَم
اضافَة الىَ انَّ وجهُها مألوُف لهُم،
كونهَا ابنـة المُدرب هُنا

نَوَت ركوُب سيّارتُهَا
لكِنهَا سمِعت صوتاً مِن احدهُم
يقوُل بنبرتُه الثخيِنه الساخِرة
جاعِل فريِقُه يضحَك

"عجـلَات سيّارتُكِ بالكـَاد تمشيِ يـا إبنتُه.."

التفتت سريعاً
و كأنهَا تُريد افراغ غضبُها بشيء
و خرَج هوُ امامُهَا،
لِذَا تقدّمت خُطـوَة
تنظُر لهُ،
إنـهُ أبيـب
لاعِب شهيِر جداً
كـان مُتواجَد بآخَر مُباراة بفرنٰسا
ضِدّ فريقُهم!
لِذَا هوُ مُشاكِس قليلاً،
وقَفت بوقفَة تبدوُ غاضِبَة
مُحدِقه بعيوُنه السـوَداء عَن كُثب
مُحتدّة المَنظر
جاعِلتُه تلقائياً ينظُر الىَ جسدُها
بسبب وقفتُها الرائِعَة،
تبدوُ مُتماسكة بكعبُها المُرتفع هَذا،
اضافَة الى أن ملابِسُها لفتت نظُره

"لسـتُ بعُمركَ لتمَزح معيِ.."

انهَا تكبرُه بعـاميِن،
تعرِفُه معرفة بسيِطَة
انهُ لاعِب مُتمكِن،
تذكُر انـهُ كَسر سـَاق أرنوُلد ذات مرّة
مُتعمِد!
داخِل المَلعب،
لِذَا وجههُ يجلب السوُء بنظرهَا

"علىَ رُسلكِ،انـَا جَاد،اُنظريِ لعجـلات السيّارة.."

انصاعَت هيِ بملل
تُحدق بما يقصدُه
لتـرىَ انهُ مُحِق،
كشّرت عيناها بغُل
فهيِ تتعرض لكثير مِن هذه الموَاقِف!
ماذنبُها كونها ابنة رجُل شهيِر
و خليلَة لاعِب شهيِر!

"مِن الصَعب نفخُ عجلَات سيّارتُكِ الآن،لأوصِلُكِ معَ سائِقي..."

اخبرُهَا أبيِب
مُقترِب مِنها قليلاً
بينمَا يبتعد عَن فريقُه
الذي بالفِعل ذهَب
تاركينهُ معهَا وحدهُم،
امّـا جارنيِت كانت تنظُر ببؤس
ناحيِة عجلَات سيّارتُهَا

"سأحـَاوِل..."

دوُنَ النظرُ لهُ قالت
تنحنيِ قليلاً بمهَل
مُحدِقـة بتركيِز
جاعِلتُه يشخُر بسُخريِة
بينمَا يقوُل بكُل لذَاعة

"ستـُحاولين بأنفاسِكِ مثلاً؟..."

استقامت لهُ
تنظر بغضب شديِد لهُ،
انهَا دوُنَ اي شيء تشعُر بمشاعِر سيئة
وهذَا الرجُل يُنرفزِها كثيراً
لِذَا بصوتاً مُرتفِع
قالت

"أغرب عَن وجهيِ..."

هوَُ شهقَ بقوّة
وكأنهُ يدّعي الصدمَة
بسبب اسلوُبهَا هـذَا،
اقترَب خُطوة اضافيِة مِن مكانُهَا
جاعِلهت تنظُر بحاجِب مُرتفِع
تنظُر لجسدُه القريِب مِنهَا،
انهُ ذوُ هـالة غير مُريحة
تُذكرها بـ أرنوُلد

"آباكِ شهـيِر اوليسَ عيباً ان تكـوُنيِن فظّة معَ الغُرباء!.."

الحِوار لا ينتهيِ معَ المُسمىَ أبيب،
وقُربه معَ حركاتُه مُستفِزة غير مُريحَة
تجعلُهَا تُفكر لوُهله بـ أرنوُلد،
إن لمحهَا تقِف قُرب هذا الذكَر سيقتُله لا محَال

"ثُمَ اظُنكِ مُنفصِلَة،لِما كُل هذَا القَلقْ بسبب إننيِ اقتربتُ خُطوَة مِنك.."

اقتربت خطوُة مِنه بجُرئة
جاعِلتُه يبتسِم آثرُهَا
لكِنهَا لَم تُبالي كثيراً
بَل تعمدت
حتىَ تُريه ما تكُنه

"ولِمَا أنتَ تتحرّىَ كثـيِراً؟..مُنفصِلة أم مُرتبِطة لا يخُصَك.."

ابتسمَ يمسح وجهُه بحِدّة،
لِسانُهَا حاد لَم يتوقّع
لطالمَا رآها مُسالِمة من بعيِد
تعزِف و ترتديِ ابيض
وذَات عاطفيِة،
انهُ انطباعُه عنهَا تقريباً

"حـسناً لا تؤاخذيِنيِ...تفضّليِ معيِ لأوصِلُكِ كـ اعتذار."

بقَت صامِتَه قليلاً
ثُمَ اومـأت بغروُر
وهيِ تتقدم خلفُه
ترىَ سيّارة سودَاء
تبدوُ انهَا كبيِرة
يسوُقها السائِق،
انهَا قبِلت كوُنهَا تعرِف
بقائُها هُنا سيأخُذ وقتاً كبيِر
ولا مزاج لهَا لهذَا،
لِذا صعَدت بصمَت تنظُر الىَ المقَعد
لكِن رائحة السيَارة رائعه!
رائحة رجوُلية تخُص أبيب
انها مُنتشرة كثيراً و ذَات تأثير قويِ

"مازِلت مُندهِش كيفَ قبلتيِ.."

جلسَ قُربهَا
يفصِل بينهُم متكـىَ يخُص السيّارة الأنيقَة،
تحتَ صمتُهَا ومكوُثها تنظُر للنافِذة،
انهُ كثير الكلَام
لِما لا يخرس الآن!

"لستُ غبّيـِة سأجعلُكَ توصلنـيِ لمحطّة مـَا ثُمَ سأُكمِل دربيِ.."

"اذاً تخاليِن ان اعرِف منزِل إبنـة المُدرب فَان الشهيِر.."

ردّ عليها سريعاً،
اذاً هوُ ايضاً ليسَ غبيِ

"لِمَا تُذكِر ابيِ كثيراً...أ انتَ توّاق للتدريِب بناديِه؟."

هوَ ضـحكَ سريعاً
ثُمَ نفىَ علىَ مهل
جاعِلها تنُظر لهُ مُبتسِمَة،
يبدوُ رجُل مُمتع لخوُض مشاكِل معهُ

"بَل توّاق لأبنتـُه..."

ازاحَت بسمُتهَا سريعاً
مُنصدِمة مِن ردُّه!،
اخذَت تتحمحم بكُل ضجر
بينمَا تبتلِع ريِقُهَا

"إلزَم حدوُدَك..."

همهمَ لها بتفهُم
ثُمَ نظر الىَ النافِذة
يِفكِر بحديِث اضافيِ
حتىَ يُحادثِهَا بِه

"تبديِن مهزوُمـَة لا آعرِف لِمَا.."

عقدت حاجِباهَا بتجهُم
تنظر له آثر حديثُه الغريِب

"أيِ مشاعِرُكِ سلبيِة كثيراً،لا اظُنكِ امـرأة فظّة لكِنكِ الآن فظّه بسبب شعوُرك بمشاعِر سيئة.."

انهُ يخلِق حديث
لكِن بشكلاً ما هوُ صادِق،
ليست مِن النوُع هذَا ابداً
بَل انها دائماً مُشِعَة معَ الغُرباء

"قِف هُنـَا،عِندَ محطة الحافِلات.."

تجاهَلت حديثُه
وهيِ تهبُط مِن سيّارتُه
تحمِل حقيبتُهَا
قائِلة قبلَ ان تنزِل مِن عِندُه

"سأرُد جميلُكَ..وداعاً."

كـادت ان تِغلق الباب
لكِنهُ منعهَا يمد يدُه حتىَ لا تُغلقه
قائِل ببسمَة لها
جعلتهَا لا تطمئِن

"بَل الىَ اللقاء تليِق اكثَر لا وداعاً.."

نظَرت لهُ قليلاً
ثُمَ مشت دوُن ان تُرد عليِه
مُخرِجة هاتِفُهَا مِن جيبُهَا
تبحَث عَن إسمُه
بمعالِم ذابِلَة،
تحتاجُه الآن،
نقَرت علىَ رقمُه
تجريِ اتـصالاً،
ولم تلبث ثوانِ
حتىَ اجاب سريعاً

"هَل أنتَ مُتفرّغ؟.."

لاحظت انهُ يُدخِن
ويبدوُ مِن صوُته الخامِل
انهُ علىَ سريرُه

"أتفرّغ لأجلُكِ..علىَ مايُرام؟."

فهِمت انهُ يسأل عنَها
لذلِك ابتلعت ريقُهَا
ثُمَ همهمت لهُ
تقوُل دوُنَ زيادة

"تعطّلت عجَلات سيّارتيِ و أنـا جِوَار محطّة حافِلات ناديِ أبيِ،إن كُنتَ تستطيِع خُذنـيِ.."

سمِعت صوُت يصدُر عندهُ
انهُ يستقيِم و يخلع ملابِسُه،
تبسمت بكُل هدوُء أثرُ افعالُه،
كـان قد رمىَ هاتِفه علىَ السريِر
و آخَذ يبدل ماعليِه

"دقائِق و سآتيِ.."

اخبرُها بصوُته البعيِد عنهَا
يسمع مِنها كلِمة تدُل علىَ موافقتها،
لِذا اغلقت الخطّ تنتظِرُه بمهـَل
جالِسة عِند مقاعِد المحطّة

~
‏9:44Pmمَ
عِندَ أرنـوُلد
~

وصـَل الىَ مُبتـغَاه،
موقِف سيّارتُه حَيث المحطّة المقصوُدة
ينظُر بعيـنَاه ناحي المقاعِد
و بالفِعل رآىَ حَبيبتُه تجلِس
مُسنِدة رأسُهَا علىَ حافّة الزُجاج الخلفيِ جانِبُهَا
تأخُذ عقلُهَا و تركُض بأفكارُهَا
بعيداً عن ماحوُلهَا
انهَا حتىَ لم تراهُ!
وهذا ابغضِه كثيراً
لهذِه الدرجَة تحمِل مِن الهمّ دوُن ان تُشارِكه
مُنذَ متى اصبحَت كتوُمة هكذَا؟
لم تكُن كثيراً مِثل اليوُم
كـانت تحكيِ و ترويِ كُل صغيِرة لهُ،
لكِنها الآن مُنغلِقَة و كأنهَا لا ترىَ احداً يفهمُهَا

هَوُ هبطَ مِن سيّارتُه التيِ ركنهَا
ثُمَ تقدم بتأنِ ينظُر نحوُهَا بدِقّة
وهيِ مـا زالت تحتَ شروُدهَا تجثوُ صامِتَة،
كـانت باهِتَه كثيراً
لذلِك ودّ بكامِل قوّته ان يمحيِ آباها و اُمهَا
حتىَ نفسُه!
اذا كـان سبب بـ بهوُت روُحهَا
لَن يتردد بقتَل ذاتُه

جَلس حياذُهَا
ممَا جعلهَا أخيراً تنظُر لهُ بتفاجُئ
ثُمَ تبتسِم سريعاً بلطَافة،
آثرُه خفيِف و خُطَاه ساكِنَة رائِعَة
كمَا لوُ كـان طيراً علىَ روُحهَا
طيِر سَلام!
لرُبما كـَان نِسر و صَقر
لكِن الأمر اختلَف الآن وكثيراً

"لَم آرَاك!.."

ببسـمتُهَا الطلِقَة قـالت
بينمَا تقترِب بتلقائيِة مِنهُ
ثُمَ تُعانقه مُستديِرة بجسدُها لهُ
تسنِد ذراعيِهَا على اكتافُه الواسِعَة
و تضَع رأسُهَا على ذِراعُها الموضوُعه عليِه
تستنشِق هوَاءِه الطلِق برَاحة
ناظِره بعيوُنهَا الىَ السمَاء،
تشعُر بيدُه تصُر علىَ خصرُها بشدّة كبيِرة
جعلتهَا تعقد حاجِبهَا
يبدوُ غاضِب بعضُ الشيء

"آه...خصريِ!.."

أنّت بألـَم تُزيح نفسُهَا عنـهُ بتكشيِر
حينمَا ازداد بضغطُه عـلىَ خصرُهَا،
حدّقت بِه تراهُ ينظُر بشكِل غريِب كثيراً
و كأنهُ يستنتِج شيء اوُ يُفسره،
فاجأُهَا حينمَا حَشر رأسُه برقبتُهَا
مُستنشق الرائِحَة بقوّة
تحتَ صدمتُهَا مِن حركاتُهَ

"رائِحَة مَن هذِه؟.."

ارتجفَت اوصالُهَا حينمَا فهِمت،
رائِحة سيّارة أبيِب علَقت بِها
كـانت مُتوقعَة هذَا
فَا تِلك الرائِحة تأثيِرُهَا مُرعب و تركيِزُهَا كذِلك،
لِذا ابتعدت عنـهُ شِبر وهيِ تُعيد خُصلاتها خَلف اُذنهَا
تراهُ ينظر بِها بنظراتُه الحادّة
مُنتظر اجَابة مِنهَا

"رائِحَة مـَاذا؟.."

استغَبت
جاعِلتُه يضحَك بسُخريِة
ثُمَ يُعيد وَضع رأسُه بجَوف عُنقها
مُسبب رعَشة بجسدُهَا،
قُربه لا يَمزح!
و استنشاقُه لهَا بهذِه الراحَة يُجفلهَا،
دوُنَ شيء هيِ مُتوترَه

"ليستْ مِن عُنقكِ،لكِنهَا بثيابُكِ..."

انزَاح عنـهَا مرةً اُخرىَ
بينمَا يأخُذ مُركز عليِهَا،
لَم يكُن سيأخُذه علىَ محمل الجدّ
لكِن توترها جعلُه يفعَل

"رائِحـَة رِجـَاليِة مُختلطَة مـعَ عِطرُكِ..لِمن هذِه؟.."

اشتدّت نبرتُه
نـَاسيِ أمر سوُء نفسيتُهَا لوُهـَلة،
بَل نسىَ كُل شيء
و آخَذ يوُسوِس بأمرُ الرائِحَة!
انَ رائحتُهَا لا تتغيِر
تِلك التيِ بالفانيِلَا و قليلاً مِن البوُدرَة الناعِمة،
لكِن الآن هُناك عـوُد و رائحة رجُل واضِحَة

"لا اظُن آنَ آباكِ سيكُن مُتعطّر بمُنتصف التدريِب و العَرق..."

نطقَ بهدوُء حينمَا طَال صمتُهَا،
لا روُحاّ لها حتىَ تُخبره الآن بمَا حصَل مع أبيب
تعرِفُه مجَنوُن بهَذه المواضيِع
و كثيراً دوُنَ مُبالغه

"هَل سأخوُنَك مثلاً بهذَا الوَقت؟..."

بغَضب قالت لهُ
تنظُر كمَا ينظُر بحِدة،
دوُنَ ان تشعُر كانت نبرتُها مُرتفِعَة
مُسببه كهربَاء كبيِرة
جعلت مِنه يُتمتم بسُخرية
مُشيح عيناهُ عنهَا
سانِد كوُعيِه علىَ رُكبتاه

"ولِمَا انتِ مُنفعِلَة و مُتوتـِرة و كأنكِ فعلتيِها حقاً؟.."

مـا قالُه جعلهَا تُصدم مِنه
وهيِ تستقيِم سريعاً
تنويِ ان تختلق مُشكلة مِن حديثُه
لكِنهُ مُحق كانت مُرتبكة كثيراً و كاذِبَة
بشكِل واضِح

"بدأتَّ تُهذيِ .."

تنهَد يُحاول كبَت ذاتُه،
لا يُريد تدميِر كُل شيء الآن
بسبب غيِرتُه الكبيِرة
بالكَاد وصَل لها و حصّل رِضاها
لَن يهدِم اَكثر
بالكَاد بنىَ حُبه بقلبُها من جديِد،
لِذا استقَام بوجهِه الحَاد
يتقدم مِنها
حتىَ لمَس يدُها بخِفة
مُفاجأهَا بأنفصامُه

"حـسناً لا تؤاخذيـنيِ لكِنـنيِ أرغَب بأشعـَال صاحِب هذِه الرائِحَة حالاً..."

حينمَا هدأ مِن روعَه
و رأتهُ مُتفهِم بشكـلاً مَا
تنهَدت ايضاً،
وهيِ تقترِب علىَ مهَل مِنهُ
مُهمهمه بصَمت،
غيرتُه اعتادت عليِها
لكِن هدوُئه وقت الغيِرة غريِب!
لِذَا احسَنت النّية و نوت ان تُخبره بالحقيِقة

"صادَفت أبيِب ذَاك وقتمَا رأيتُ ماحَدث بعجلَات سيّارتيِ،اوصلنيِ الىَ هُنَا هذا فقَط..."

شعَرت بيدُه تتركُ يدُهَا سريعاً
وبشكلاً مـَا اغمَض عيناهُ
مُعتصِر جفوُنـَه واهدابُه
بينمَا اخذت تُراقِبُه بتجهُّم،
انهُ غاضِب
بثانـيِة تحوّل!
مِن رجُل مُتفهِم
الىَ واحِد لا يعرِف سِوىَ الحِدة

"لِمَا لَم تتصليِن بيِ لأوصِلُكِ أنَا؟.."

مِن بينَ اسنانُه حدّثُهَا
يشعُر بهالتُهَا الجافِلَة بسبب حركاتُه،
تلعثَمت ثُمَ اخذت تشرح بيدَاها
قائلة مُحاولة ان تُهدأه

"ظنـنتُكَ نائِم لَم ارِد أزعاجُكِ..ثُمَ انهُ اوصلنيِ الىَ هُنا فقَط لا تُبالغ..."

فور ما ان انهَت حديثُهَا
سمِعتُه يصرُخ امام وجهُهَا

"خمسَة دقائِق مِن الناديِ الىَ هُنا وتقوُلين لا اِبالغ،حظىَ بِك لخمسَة دقائِق حتىَ تلطّخت رائِحتُه بِك.."

لَم تتمالك نفسُهَا
بَل صرخت ايضاً بصوُتها
وهيِ تقوُل بما اوُتيها مِن غضب
تفرِغُه بِه

"لا مزَاج ليِ الآن لأتحمَل جنوُن غيرتُكَ الآن،لِذَا اذهَب مِن أمـاميِ حالاً!..."

انهَت حديثُهَا تضرُب صدرِه بقبضتُهَا
تدفعُه
ثُمَ تسلُك طريقُهَا بكُل استنفَار
تشعُر بدموُعهَا تهطل قليلاً
و لحُسن حظّهَا الحافِلة قد وَصلت
لِذا سريعاً صعَدت
شاعِره بعيناهُ علىَ جسدِهَا
ينظُر بغَضب وصل لها
لكِنهَا تجاهلتُه


~
‏6:00Amصبـاحاً
أطرَاف بدايِة الصيِف
~


كـَانت كـاريِنَا تُجهز الإفطَار بهدوُء
بعدمَا القت نظرة علىَ ابنتُها النائِمَة
علىَ أريِكة غِرفتها بعشوائيِة و ارهَاق
و كأنَ يومها كـان مُتعب كثيراً
حتىَ مِعطفُها لَم تخلعُه!

وضعَت اخر طبقّ علىَ الطاوِلة
ثُمَ مَشت تنويِ الصعوُد لإيقَاط جارنيِت
لكِنَ صوُت الجَرس اوقفُهَا
مما جعلهَا تتجهّ الىَ الباب
تظُن انهَا بوُبيِ
لِذا فتحت الباب دوُنَ ان ترىَ من خلفُه،
وهذَا جعلها تتصنّم و تتجمدّ بغصة
حينمَا رأت طليقُهَا يقِف
وملامِحُه صارِمَة ينظُر لها و كأنه مُتوقع رؤياها
عكسُهَا
فاجأُها وجوُده و جعل نبضُها ينبُض بقوّة

"لِمَا عُدتِ.."

تقدّمَ بشكِل فظّ
وهوَُ يدفعهُا بقوّة
جعلها ترتطِم للخَلف
ثُمَ اغلق الباب خلفُه
دالف بغَضب كبيِر نحوُهَا

"اخبرتُكِ ابتعديِ عَن إبنتيِ و عَن بيئتُنَا..."

مرةً اُخرىَ دفعها بشكِل اقوىَ
جعلها ترتِعب مِنه،
يبدوُ مجنوُن مسعـوُر غضباً

"ألم تكفيِك كُل الأمـوَال التيِ اُعطيك لتبقيِ بعيدة عنَها؟.."

ابتلعت حجَم خيبتُهَا
ثُمَ ابعدت يدِه عنهَا بقوّة
وهيِ تدفعُه
قائِلة بصوُتها المُرتفع

"لا تتصرف بجنـوُن جَارنيِت نائِمَة ..."

حاولت تهدئتُه لكِنها فشلت
كـوُنه اقترب مِن جديِد
حتىَ مسكَ فروُتهَا بقوّة
قائِل امام وجهُهَا بصوُته الجـهوُريِ

"انحرُكِ آن قُلتِ انَ جارنيِت غَلطة تـالله انحرُكِ!..."

بغتـة
سُمعَ صَوُت شهـقَات
مِن الخَلف،
ولَم تكُن سِوىَ شهقاتُ جَارنيِت
الواقِفَة بأهداب مُبتلَة تنظُر لهُم،
آباها يمسِك اُمها بعُنف
و يقوُل شيء اكبَر مِنها بكثيِر




انتهىَ

هلا وسهلا

شخباركُم عساكم طيبين؟
وكل عام وانتم بخير عيد مُبارك جميعاً

تأخرت آسفه🌚

ولّعت بين الأبطال وهذي البداية بس ههههههه

اتركوا ارائكم و القائكم قريباً باذن الله❤️

Continue Reading

You'll Also Like

3.8M 159K 62
The story of Abeer Singh Rathore and Chandni Sharma continue.............. when Destiny bond two strangers in holy bond accidentally ❣️ Cover credit...
3.2K 81 4
yandere all of us are dead x male reader face claim: Kim Seungmin there arent many stories I've read with male reader x aouad so I thought I would m...
35.1K 1.8K 46
"Maybe after all these years...we were never gonna have have a happy ending."
42K 447 14
This is a mha/bmhaxhobbit a bit, also and izukuxRias but read the story if you want and find out what its about.