when devils meet || حينما تلت...

By Sillw_2

706K 40.3K 55.2K

تتحدث القصة عن القدر الذي جمع رفيقين من عالم من مختلف أقوى ألفا في العالم يجد أن رفيقته فتاة بشرية لا يستهان... More

مقدمة
part 1 : خيط أمل
part 2 : الخاتم
part 3 : لقاء
part 4 : لعبة
part 5 : مطاردة
part 6 : -مطاردة -٢
part 7 : انتهاء اللعبة
part 8 : اتفاق
part 9 : كاميرا تجسس
part 10: حيلة السحرة
part 11 : خائن
part 12 : زعيمة السحرة
part 13 : اختفاء
part 14 -15 : إجابات
part 16 :
part 17 : البحيرة
part 18 : حفلة
part 19 : الملك السجين
part 20 : ذئبٌ لطيف وجروٌ مسعور
part 21 : شكوك
part 22 : الصمت ليس حلًا
part 23 : القبلة الأولى
part 24 : كمين
part 25 : العم ريكي
part 26 : غرابة
part 27 : أمريكا
part 28 : مهووس
part 29 : مابين الحقيقة والزيف
part 30 : المنظمة
part 31 :
part 32 : الماضي المتشابك
part 33 : الطريق الخاطئ
part 34 : الخفايا
part 35 : من أجلك
part 36 : سِرٌ دفين
part 37 : حاكم الدم
part 38 : ذكريات
part 39 : الحضن الأمن
part 40 : تعدي الحدود
part 42 : أحبك
part 43 : الصلح
part 44 : أصدقاء من الماضي

part 41 : لقاء الأحبة

4.1K 340 1K
By Sillw_2

- في مكان ووقت غير معلومين -

وجدت 'مونيكا' نفسها تجلس على مقعد خشبي أمام طاولة بيضاء فارغة من كل شيء

وأمامها تجلس 'داريا رومانوف' بإبتسامة هادئة واضعةً كفي يديها فوق بعضهما على فستانها الأسود الذي كان يلاصق جسدها النحيل

ظلت تتأملها لثواني معدودة متسائلة عن هويتها بنبرة فضولية : " من أنتي ؟ "

فهي شعرت بداخلها أنها تعرف هذه المرأة وفي نفس الوقت لاتفعل وفي هذه اللحظة شعرت بألم قوي في رأسها تبعه صور منوعة ومشاهد مختلفة من حياتها تظهر في عقلها واحدةً تلو الأخرى

لتصرخ وتسقط من على الكرسي وتصطدم بالأرض الزجاجية وأصبحت تمسك رأسها بكلتا يديها مغمضة العينين بقوة في محاولة منها لإيقاف ألمها الذي تقاوم شدته بسبب آلاف الصور التي تظهر داخل عقلها ولم تستطع

لتقول 'داريا' بهدوء : " إنه مجرد صداع بسيط سيختفي حالما تعود لك كامل ذاكرتك المسلوبة ياشظية الروح في منطقتي "

حينها فتحت 'مونيكا' عينيها بصعوبة لتراها كانت تبتسم وملامحها حيه ومبتهجة كما رأتها في الصورة داخل ممر منزل القطيع عِده مرات

وقد صففت شعرها الأسود على شكل كعكة ليتلائم مع شخصيتها الهادئة والرزينة كلونا وزينت جسدها بالذهب والمجوهرات فعلى عنقها قلادة ذهبية بمجوهرات من الزمرد الأخضر مثل أعينها اللامعة والأقراط الدائرية المتدلية من أذنها لها ذات التصميم كذلك

ثم قالت 'داريا' وهي تتأمل الروح الغريبة عليها : " إذن كيف حصلتي على القلادة المشؤومة ؟ أسرقتها من ابني أم أوقعها عن طريق الخطأ فلمستها ياتعيسة الحظ ؟ "

وأكملت بإبتسامة : " أرجح أنه الخيار الثاني فلا يمكن لبشرية رقيقة التغلب على مستذئب بدماء الألفا "

أما 'مونيكا' كانت لاتزال تشعر بالصداع ولم تستطع الوقوف على نحوٍ غريب حتى بعد إنتهاء دخول ذكرياتها لعقلها على شكل موجة مخيفة يصعب تحملها

وبفضل ذكرياتها تمكنت من معرفة أن كل مارأته سابقاً ليس سوى وهم تمكن من خداعها على الرغم من أن جميع الأوهام التي وقعت بداخلها كانت لاتُخدع بها وتكتشف أمرها وتخرج منها بسهولة شديدة أو يساعدها أحد من إخوتها لتجاوزها كما أنها تتذكر أن 'ديفيد' إستطاع إزاله أحد أوهامها في أميركا ذات مرة

وبذكر 'ديفيد' في عقلها إستطاعت العثور على إجابة سؤال والدته بين ذكرياتها لتجيب عليها : " لقد سمح لي 'ديفيد' بأخذها "

لتقول 'داريا' وهي تشهق بصدمة : " انتي هي رفيقة 'ديفيد' !! "

ثم حدثت نفسها هامسة : " لاعجب من أن أمنيته قد أصبحت تتحرك بملامح واضحة "

وتسائلت 'مونيكا' وهي تحاول الوقوف : " ما الذي تتحدثين عنه ؟ "

لتقف 'داريا' عن مقعدها وتقترب منها بهدوء قائلة : " زوجة ابني الجميلة هل تريدين معرفة كل شيء حقاً ؟ المعرفة تأتي بثمن سيء دوماً ولا أعلم ما إن كان بمقدور بشري تحمله "

ختمت كلمتها بالإنحناء ووضع ذراعها اليمنى خلف ظهر 'مونيكا' والأخرى أسفل ساقيها وحملتها نحو المقعد وقامت بوضعها فوقه لتجلس بشكلٍ مريح وقد قررت ضيافتها بشكلٍ أفضل

ثم نظرت بدهشة بسيطة نحو رفيقة ابنها عندما سخرت بإمتعاض : " كل من الأم وابنها قاما بحملي كالعروس ما التالي ؟ جراء يحملونني ! "

ولم تكتفي 'مونيكا' بالسخرية وحسب بل سرعان ما إنحنت تحت الطاولة وجذبت قميص فتى صغير يجلس أسفل الطاولة كانت قد رأته بعد سقوطها على الأرض : " وأنت ما الذي تفعله هنا!! "

كان طفل في عمر ال7 بشعر فحمي لامع وأعين عشبية حادة يرتدي بدلة سوداء أنيقة وقد حاول المسكين إبعاد 'مونيكا' عنه بشتى الطرق لكنه لم ينجح

فهي فجأة توقفت عن فعل أي شيء وبقيت تتأمل وجهه العابس قبل أن تقوم بعض وجنته دون سابق إنذار وتجاهلت جميع ضرباته المقاومة لها

وعندما لاحظت تفاجؤ 'داريا' من أفعالها قالت دون إفلات خده الإسفنجي : " لابأس..همهم واصلي..همهم الشرح.. همهم يمكنني..همهم التحمل "

لتجلس الأخرى أمامها وهي تنظر نحوها بحده ثاقبة قائلة : " لاتضايقي طفلي العزيز "

توقفت 'مونيكا' عن عض وجنه الطفل التي أصبحت حمراء وعليها طبعة أسنانها وسألتها متجاهلةً شتائمه : " أهذا 'ديفيد' ؟ أم أنه طفل آخر لم يخبرني أحد عنه ! "

لتجيبها 'داريا' وهي ترجع بظهرها إلى الخلف مسندةً نفسها على الكرسي : " ليس لدي ابن عدى 'ديفيد'.. لكن لدي.."

كادت ستكمل كلامها لولا البشرية التي صرخت معانقةً 'ديفيد' الصغير : " ياللطافتك ! "

وهو وضع كفه على وجهها مانعاً إياها من تقبيله : " دعيني وشأني أيتها المجنونة !! "

لكنها تمكنت منه وعانقته لتجعل وجهه أحمراً كالطماطم : " إنك لطيف للغاية حتى وأنت غاضب "

وفي النهاية أجلسته 'مونيكا' بداخل حضنها وطوقته بذراعيها تحت إنزعاجه المنحرج ولم يقاوم مجدداً لأن والدته منعته من ذلك

ثم قالت 'داريا' بجدية : " دعكِ من هذه المشتتات ولنعد إلى موضوعنا المهم "

لتعبس 'مونيكا' وتزم شفتيها بحزن لأنها لن تستطيع اللعب مع 'ديفيد' الصغير الذي أفلتت قبضتها عنه وأومأت لها بالموافقة

وأخفت شعورها الطفيف بالريبة لأنها لم تستطيع مخالفة أوامر 'داريا' وتحركت يداها بطريقة لا إرادية لإفلات 'ديفيد' وسألت : " إذن هل عدت بالزمن أم أن ظهورك أمامي هو وهم آخر ؟ "

وأجابتها 'داريا' : " بل تلاقت أرواحنا نحن الثلاثة بداخل القلادة المشؤومة "

تذكرت 'مونيكا' أن الأخرى تحدثت عن شيء متعلق بالقلادة قبل قليل ومما سمعته أصبحت تعلم بأن المرأة أمامها والتي تكون والدة رفيقها تعلم شيئاً مهماً عليها معرفته

لتردف ببرود وهي تكتف ذراعيها على صدرها : " لن أطرح أسئلة عديمة الفائدة مثل ماذا تعنين بأرواحنا تلاقت ؟ وما علاقة القلادة الياقوتية بوضعي الحالي وعن الأوهام السابقة وهذه الغرفة الغريبة التي نجلس بها الأن ؟ فأنا أعلم بأنك ستقدمين لي شرحاً كافياً عن كل ما يجول في ذهني لذا فلتتحدثي ياحماتي وانا سأستمع "

إبتسمت 'داريا' برضا ثم قالت بسخرية مخفية : " انتي ذكية للغاية بالنسبة إلى بشرية يارفيقة ابني ويمكنني الشعور بأنك مختلفة عن الكثيرين وإلا لما كنتي قد وصلتي إلى هذا الجزء العميق من القلادة "

وكما سخرت 'داريا' من ذكائها كبشرية قامت 'مونيكا' بالسخرية منها كذلك : " حدسك جيد للغاية يؤسفني أنه تعطل أمام إختيار مستذئب وفي كشريك حياتك "

عبست 'داريا' فور أن تلقت سخريتها عن رفيقها فمن المفترض على المستذئبين أن يكونوا أوفياءً لرفقائهم لكن 'غوركي رومانوف' كان حثالة لم يسبق لها مثيل

ثم قالت بملامح قاتمة : " حدس المستذئبين يكون سيئاً في اللقاء الأول حتى أنه بالإمكان إغتيالهم لحظتها دون أن يعلموا
إن الرفيق شيء مقدس للكثير منا لأننا نشعر بأننا قابلنا شخصاً عظيماً نرى بأنه الرفيق المميز الذي لايوجد له شبيه لكن حتى وإن كنا نعلم بهوية رفيقنا وأنه سيء بطبيعته سنكون على يقين بأنه سيتغير من أجل رفيقه مثلما ظننت أنا "

وتوقفت قليلاً لتأخذ نفساً عميقاً يهدئ من مشاعر قلبها المحطم ثم أكملت متحدثةً عن خيبة حياتها الأولى : " حالما علمت بأن الألفا 'غوركي رومانوف' سيزور قطيعنا الصغير الذي لم يتعدى عدد أفراده العشرون ذئباً شعرت بالخوف وبقيت مع صديقتي طوال الليل نتسامر حول شكل ذلك الألفا الطاغية الذي يقتل بلا رحمة ونتمنى بألا نقع في مأزق معه لكن عندما رأيته لأول مرة في الغابة تبخرت المخاوف في الهواء "

قاطعتها 'مونيكا' بينما تتنهد باستسلام من حماقة بعض النساء : " وظننتي بأنه سيكون شخصاً أفضل لأجلك لأنك رفيقته وكأن معجزة ما ستقوم بتغييره "

لتجيب 'داريا' بإبتسامة حزينة : " نعم ، لكن هذا لم يحدث كان يتجاهلني منذ أول ليلة قضيناها سوياً بعد وسمي ويتصرف كوغد مع الجميع ولا أنكر بأنني فكرت مع مرور الأيام أن كل شيء سيكون بخير مادمت الوحيدة التي لايعاملها بسوء وقلت ربما هذه طريقته في التعبير عن حبه لي فقد زارني بضعة مرات في فترات مختلفة لقضاء ليلة ثم يختفي بعدها "

وبسماع ماقالته شعرت 'مونيكا' بإنزعاج شديد لتقول محاولةً أن تصبر : " مع شديد إحترامي البالغ قمة جبل من الإحترام أنتي.. اخخ أريد الشتم ومناداتك بالحمقاء أيمكنني ؟؟ "

لتسمع 'ديفيد' الصغير يقول بغضب وهو يقف بجوارها حتى أنه هددها : " لاتشتمي أمي أو سأقتلك !! "

رؤيته فقط أزاحت غضبها لتقرر ممازحته : " أعطني قبلة ولن أفعل "

وكتمت ضحكتها وهي ترى وجهه يحمر قبل أن يقوم بالهرب إلى أحضان والدته وبقيت تخطط للطريقة التي ستزعج 'ديفيد' بها لأنه كان طفل خجول كما أنها شعرت بالفضول حول الطريقة التي تحول بها رفيقها من خجول إلى جرو منحرف

غير عالمة أن 'ديفيد' لم يكن خجولاً على الإطلاق لم يكن سوى طفل هادئ يغضب عندما تتأذى والدته وخجل هذا الطفل الأن فقط لأنه أصبح يعلم بأنها ستكون رفيقته عندما يكبر وهي تحرجه بكلماتها دون سبب ولا يمكنه تناولها حتى

قاطعت 'داريا' أفكارهما المختلفة عندما قررت التفسير لرفيقة ابنها بنبرة خافتة : " لقد كانت لدي أسبابي لعدم ترك رفيقي "

لتسألها 'مونيكا' بما تراه منطقياً نظراً لشخصية الألفا السابق : " تخشين أن يقتلك ؟! "

وأجابتها بصراحة : " على العكس تماماً لم أخشى يوماً على حياتي لقد كنت أعيش من أجل صغيري فهو أغلى ما أملك "

ثم مسدت على رأس ابنها الذي يحتضنها بحنان قبل أن تكمل : " ولأن 'غاريل' ذئبه كان يحبني على عكس 'غوركي' "

حينها شعرت 'مونيكا' بأن هنالك شيئاً ناقصاً فيمكنها تذكر جميع المرات التي تشاجر 'دارك' و 'ديفيد' من أجلها والكفة في العادة كانت تميل إلى الذئب مالم يكن متعباً

وهذا دفعها لمواصلة طرح الأسئلة كي ترضي فضولها : " هل كان ذئبه لطيفاً ؟ لما لم يوقف زوجك عن الإساءة إليك ؟ "

أما 'داريا' لم تتردد في الإجابة وقد بدى وكأنها كانت تنتظر شخصاً ما للتحدث معه عما عاشته وكبتته داخلها طيلة هذا الوقت الذي كانت محتجزةً به

فهي قد قالت : " في كل مرة يقوم 'غوركي' بالإساءة لي و لـ 'ديفيد' يأتي إلينا 'غاريل' بعد نومه ويواسيني ، يحضر لنا خلسة الطعام الذي حرمنا منه صاحبه القاسي ، يلعب مع ابنه  كما أننا نبقى لوقت طويل نفكر في حل لمعضلتنا
لأن 'غوركي' إستخدم السحر الأسود لسلب قوة ذئبه لنفسه وأصبح ' غاريل' ضعيفاً بلا حول ولا قوة أمامه وأخفينا مقدرته على التحكم بجسد 'غوركي' عندما ينام فإن علم سيقوم بإحتجازه داخل عقله بالقوة "

لتردف 'مونيكا' بينما تفكر في كلام الأخرى : " السحر الأسود الموجود في القلادة هو معضلتنا الأن لم يجعلك تشعرين برفيقك وهو بالمثل مما جعلكما على خصام "

وردت عليها 'داريا' : " إن الأمر معقد أكثر مما تتخيلين لقد كان لـ 'غوركي' ساحرة تدعى 'دونا' يخاف الجميع لعناتها السوداء وسببي الأخير لعدم تركه هو لأنه كان يتصرف في بعض المرات وكأنه يريدني يعطيني الأمل لإنتظاره يتغير ثم يخونني

فمثلاً في يوم ذكرى زفافنا التاسعة أعطاني القلادة كهدية حينها فرحت بها كثيراً لأنها أول هدية يعطيني إياها من بعد تجاهله الطويل لي وبقيت أرقص كالمجنونة في غرفتي من شدة السعادة

حينها لم أعلم أن القلادة من صنع تلك المرأة وأن بداخلها لعنة قوية للغاية لكن بعد قيام الجوهرة بسحب شظية من روحي أدركت هذا الأمر .."

ثم واصلت 'داريا' شرح العديد من الأمور عما حدث معها منذ دخولها إلى الجوهرة والأوهام التي عانت منها والذكريات التي تخلصت منها والتي بقيت معها وما إكتشفته أثناء بقائها داخل الجوهرة لوقتٍ طويل

مثل أن 'غوركي' لم يكن يحبها قبل حصوله على القلادة لذا هي ليست سبباً لما حدث معها من مأساة

لكن تأثير القلادة قوي على مرتديها حيث تجعله مجنوناً بحب رفيقه ويسامحه على جميع خطاياه مهما بلغت شدتها وتضعف قلبه وعقله وروحه على عكس جسده الذي تجعله يتحمل كل الجروح والطعنات كيلا يقتله شيء وهكذا علمت كيف بقي 'ديفيد' حياً دون إيجادها لـ 10 سنوات

وعلى عكس مضاعفتها لقوة الجسد هي تقوم بسلب قوة إرادته حتى ينتهي به المطاف منتحراً أمام أول عقبة صعبة وكأن الساحرة التي وضعت السحر تستمتع برؤية بؤس الآخرين

وعلمت بأن الجوهرة تسحب جزءاً من وعي وذكريات مرتديها وبالنسبة إلى 'داريا' الجزء المسلوب منها كان المتعلق بكبريائها الكبير لذلك وعيها الذي كان بالخارج فقد أهم مالديه وبحسب تخميناتها لابد وأنها تذللت عند ساق رفيقها ليهتم بها في العالم الخارجي

وبالنسبة إلى 'ديفيد' بعد إرتداء القلادة لسنوات طويلة تم سحب وعيان منه أحدهما وهو طفل يجهل كل شيء والثاني وهو بالغ يتمنى العيش بسعادة مع رفيقته

والوعي والذكرى التي تسلبها الجوهرة تكون منسية للشخص الذي يرتديها وأمور أخرى مهمة عن الجوهرة والسحر القوي بداخلها

ثم تحدثت 'داريا' عن جميع أفراد عائلتها وعلاقتها بهم تحت صمت 'مونيكا' المصدومة على الرغم من أنها إكتشفت معظم الأشياء مسبقًا باستخدام قواها لكن لايزال هنالك العديد من الأمور التي اكتشفت أنها تجهلها

وعلى ذكر قواها هي لم تستطع إستخدامها في هذا المكان على الإطلاق وكأن لا وجود لها والجواب كان في قصة قصتها 'داريا' عليها جعلتها تدرك قوة جوهرة السحر الأسود التي إتضح أنهم محتجزين بداخلها الأن

وبعد أن إنتهت 'داريا' من الشرح أمسكت بكف 'مونيكا' قائلة : " أنا أعتذر لقد قضيتي الكثير من الوقت هنا بفضل ثرثرتي المتواصلة أما الأن عليك الخروج قبل أن يؤثر السحر الأسود على روحك ويلطخها بالشر "

لكن 'مونيكا' لم تكن ترغب في الخروج لسبب كتمته بداخلها وحاولت المماطلة أكثر بقولها : " لابأس يمكننا الحديث أكثر إن أردتي وفي الحقيقة لدي شيء يقلقني.. ماذا سيحدث لكما ؟ أنتما هنا منذ زمن ولم يحدث لكما شيء "

تمكنت الأخرى من فهم رغبة رفيقه ابنها لتقول مكررةً ما أخبرتها به سابقاً : " أوقفي جشعك ! لقد أخبرتك بالفعل أن الوهم مثل العالم الحقيقي أمنية واحدة تغير مصير الكثير ، لقد تمنيت أن يحبني 'غوركي' وعشنا في هذا الوهم بسعادة لكن الثمن كان هو أن يموت جميع من في العالم ولايتبقى له شيء يخونني لأجله "

وأكملت بإستياء : " أدركت لاحقاً بأنها سعادة مزيفة دون الذين أحبهم حقاً ولم أرغب بأن تكون سعادتي على حساب سعادة الأبرياء لذلك صنعت هذا المكان لحماية روحي وروح 'ديفيد' التي دخلت إلى هنا بسبب خطأي منذ أنني من سلمته القلادة كإرث ! "

لم تكن 'مونيكا' تستمع لها حقاً في هذه اللحظة فبداخلها تولدت رغبة أخرى منذ أنها علمت بمدى قوة السحر : " لقد قلتي أن بإستطاعتي إستخدام قوة القلادة لتحويل الأمنية إلى واقع وإخراجها للعالم بتغيير المصير إن كنت أستطيع تحمل الثمن وبالنسبة إلي إن الأمر مختلفٌ عنك فمما رأيت لم يكن هناك ثمن سيء "

حينها أمسكت 'داريا' بكتفيها وقالت بجدية : " أعلم بأن لديك أمنية تريدين تحقيقها لكنك لم تري الثمن الذي يتوجب عليك دفعه من أجلها لقد إندمجت أمنيتك مع أمنية 'ديفيد' لذلك قفزتي بفجوة زمنية ضخمة داخل الوهم ورأيتي نفسك سعيدة مع أطفالكما انتي لم تري الحقائق أبداً ولو عدتي للخارج من هذه البوابة سترين كل الحقيقة !! "

ختام كلماتها كان بإدارة وجه 'مونيكا' نحو بوابة لم تكن متواجدة من قبل وكانت بيضاوية الشكل تصدر ضباباً أسود اللون من وسط سائل أسود يدور على شكلٍ حلزوني

وبالنظر نحو البوابة التي تصدر شعوراً مشؤوماً شعرت 'مونيكا' بقشعريرة تسري في جسدها لكنها إستجمعت شجاعتها فبوابة مظلمة ليست عائقاً أمام أمنيتها بالعيش مع والديها

ثم قالت وهي تبعد 'داريا' عنها : " إذن سأفعل ، شكرًا لك على كل شيء سأحرص على تذكر كل ماقلتيه لي وإخبار 'ديفيد' الحقيقي به "

أومأت لها 'داريا' بصمت لتستدير الشقراء وتتوجه نحو البوابة بثبات وثقة لكنها توقفت أمام الدخان الأسود ثم سألتها بفضول : " أنتي لم تسأليني عن شيء يخص العالم الخارجي ألستي فضولية حول ماحدث لك ولعائلتك وكيف هو ابنك الأن ؟ "

لتهمس الأخرى بإبتسامة مستسلمة : " أعلم أنني ميتة "

ثم قالت بنبرة خافتة بينما تقترب أكثر : " لقد فقدت الإحساس بالعالم الخارجي فجأة لذلك علمت بأنني قد مت لايمكنني الخروج من هنا لأن لاجسد لي وإن علمت عن العالم الخارجي قد تراودني رغبة قوية بالخروج وحينها سأكون روح شيطانية تعبث في الأرض لأنها بلا جسد
وصغيري لن يخرج من هنا لأنه شظية ذكرى صغيرة لايعرف أحداً حتى أنا لم يكن يعلم أنني والدته لولا أنني أخبرته بذلك وهذا أكثر مايسرني فلو تذكرني 'ديفيد' هنا سينساني بالخارج وسأكون حزينة للغاية "

حكت 'مونيكا' وجنتها بإصبع سبابتها في محاولة لإخفاء مشاعرها الحقيقة وقالت دون النظر في وجه 'داريا' : " أظن أنه لابأس إن علمتي بأنه يحبك ولم ينساك ولو لحظة "

إبتسمت الأخرى وأمسكت بكفي يديها الباردة قائلة : " إعتني برفيقك جيداً وإن قام ابني بمضايقتك قومي بـ... إنها نقطة ضعفه "

همست في أذن رفيقة ابنها بما يتوجب عليها فعله لتسمع كلتاهما 'ديفيد' الصغير يقول بصدمة من خيانتها لها بهذه الطريقة : " أمي !! "

وتظاهرت 'داريا' بالبراءة فوراً بينما تتراجع خطوة للخلف : " لم أقل شيئًا ! "

أما 'مونيكا' ضحكت بشيطانية مزيفة على معرفتها بنقطة ضعف 'ديفيد' وخططت لمضايقته بها بكل تأكيد

ثم توقفت عن الضحك وتبدلت ملامحها لأخرى مصدومة بعد أن عانقتها 'داريا' بقوة قائلة : " إخرجي من هنا بأمان يابشرية "

لتبادلها العناق لثواني معدودة قبل أن تقرر إخبارها باسمها : " اسمي ليس بشرية أنا أدعى.."

قاطعتها 'داريا' قائلة وهي تضع اصبعها على شفتيها : " شش لا يجب علي معرفة أي شيء عن الخارج "

وأكملت بينما تتركها لتقوم بتوديعها : " والأن وداعاً أتمنى ألا نلتقي مجدداً في وقتٍ قريب فجميعها أماكن بائسة "

وقد قصدت أنها لاتريد لقائها بداخل القلادة المشؤومة أو في عالم الأموات لتبتسم 'مونيكا' ثم إنحنت وقبضت على 'ديفيد' الصغير قائلة : " أراك لاحقاً يارفيقي اللطيف ! "

وأعطته قبلة على وجنته جعلته يشد شعرها الأشقر بقوة ويهرب بعدها ليختبئ خلف والدته جاعلاً إياها تخطط لركل مؤخرته عندما تراه وهو بالغ

ثم نظرت نحو الباب الأسود الذي أشارت لها 'داريا' عليه وهمت بالخروج دالفةً في ذلك الظلام الدامس شاعرةً ببرودة شديدة بسبب السائل الأسود أثناء عبورها حتى غاصت به وعبرته بكامل جسدها

حينها إنقلبت الغرفة البيضاء إلى الأسود بالكامل وأصبحت أكثر كآبه حيث تصاعد من أركانها دخان أسود كثيف وتغيرت ملامح الأم وابنها إلى أخرى شيطانية وبرزت عروق سوداء من جسدهما بأكمله وإختفت مقلة أعينهم وتحولت للأسود الكامل المليء بالخبث

وتسائل الروح الشيطانية الصغير بفضول : " أمي أنا جائع للغاية لما لم تدعينا نتناولها ؟ إنها روح طازجة وقوية "

لتجيبه والدته بينما تقوم بحمله : " عزيزي حتى وإن كنت روحاً شريرة من الفئة العليا لن أقوم بتدمير سعادة ابني أبداً "

لقد حذرت 'داريا' رفيقة ابنها بطريقة مخفية عن أهمية الخروج من القلادة بسرعة فهي بعد بقائها هنا لوقتٍ طويل إمتصت الكثير والكثير من السحر الأسود الذي جعل روحها فاسدة ومليئة بالشر لكن بسبب قوتها الكبيرة بعد إمتصاص السحر والتغذي عليه نجحت في صنع وهم صغير يجعلهم بمظهر طبيعي أثناء التحدث مع الروح البشرية

ثم نظرت بهدوء نحو الذراع السوداء النحيلة التي تقدمت بسرعة مندفعةً من تلك البوابة ذات اللون الأسود وما إن عبرتها وإقتربت منهم حتى أمسكت بها 'داريا' بيد واحده وجذبتها بقوة لتتمزق الذراع الطويلة من مصدرها وتسقط على الأرض

وبدأت في السير بعدها لداخل وكرها المظلم المليء بالطاقة الشيطانية للسحر الأسود وهي تجذب الذراع الطويلة خلفها : " هيا لنتناول الطعام بني "

أما 'مونيكا' بمجرد أن عبرت البوابة حتى وجدت نفسها أمام 'ديفيد' مرة أخرى لكن هذه المرة كانا في مطعم فسيح مليء بالطاولات الحمراء والإضاءات في كل مكان لتغمض عينيها وتفتحها في محاولة للإعتياد على الضوء

وتأملت حلته بتعجب فهو يبدو في أبهى طله ببدلته السوداء وتصفيفه شعره الاسود القصير وتعجبها الأكبر مما ترتديه هي حيث ارتدت فستاناً قصيراً باللون الأحمر لتسخر داخل عقلها : ' لافرق بيني وبين الطاولات '

ثم فكرت وهي تتأمل ساقيها : ' أين إختفت الندوب ؟ '

قاطع تفكيرها 'ديفيد' الذي أردف بينما يتناول طعامه : " كان علي حجز المطعم بأكمله الليلة "

لتسأل بتعجب : " لماذا قد تحجز المطعم بأكمله ونحن شخصان فقط ؟ "

وهو أجابها بضيق : " لأجل الخصوصية ! " ثم تنهد وهو يفرك بأصابعه المنطقة بين حاجبيه وأكمل : " اه.. بالطبع لم تلاحظيهم بعد بسبب المسافة لكن أنظري لزاوية المطعم سترين والديك متخفيان خلف الجريدة "

بعدها نظرت فوراً نحو الإتجاه الذي أشار إليه ورأت والديها اللذان لم يحاولا التخفي حتى بعد إكتشاف أمرهم وقد وجدت 'أنريكو' ينظر نحو 'ديفيد' بحده وكأنه مستعد للإنقضاض عليه أما والدتها تصنع ثقوباً داخل الجريدة لتنظر من خلالها نحوهم

وتسائلت بعد إدراكها أنها تكمل الوهم المتعلق بأمنيتها : " ما الذي يفعلانه هنا ؟ "

ليجيبها 'ديفيد' بإمتعاض وهو يشتكي لها : " خائفان من أن أقوم بوسمك أو أفعل شيئاً قد يضرك لا أفهم لما والدك مصر على أنك لاتزالين صغيرة على الزفاف بينما أنتي في ال22 من عمرك جميع المستذئبين يتزوجون في الـ 18  "

إبتسمت لا إرادياً بمعرفة إهتمام والديها بها وشعرت برغبة أكبر في إستخدام القلادة لإعادتهم إلى الحياة ثم همست بيأس مكملةً مشهدها مع رفيقها : " لايوجد شيء يمكنك فعله "

وهو رد بإبتسامة جانبية : " لايزال بإمكاني طرد أولئك المغفلان "

أشار بيده إلى زاوية أخرى بعيدة عنهم لترى 'دانيال' المتخفي بزي واسع فوضوي كقبعته الضخمة يحمل كاميرا ويبتسم بإتساع كالمجانين وهو يصنع قلباً باصابعه وبجواره 'ألبرت' الذي يتنهد بينما يراقب المكان كيلا يتم إفساد الموعد الأول لقائده

تجاهلت 'مونيكا' مايفعلونه وتعجبت لأنها لم تشعر بأيٍ منهم حتى عندما تحدثوا لم تستطع سماعهم وسألته عن أمر عشوائي لكن مهم كي تعلم المزيد عن هذا العالم بعد تحقق أمنيتها بإنقاذ والديها

فبسبب عدم حذف ذكرياتها بعد مرة أخرى داخل الوهم تذكرت أن 'داريا' أخبرتها بأن عالم الوهم داخل القلادة قوي وشديد المنطقية حيث تأخذ أمنيتك وتقوم بتحقيقها بناءً على أحداث العالم الخارجي لذا أي شيء قمتي بتغييره بفضل الأمنية سترين ثمنه الحقيقي أمامك ومايتبعه من أمور

وسؤالها كان : " لقد رأيت كِلا البيتا لكن أين هو 'ألير' لم أره ؟ "

ورد عليها وهم 'ديفيد' بسؤال : " من ؟ " وقد كان ينظر بضيق لسؤالها عن رجل لايعرفه وحتى وإن كان يعرفه لايزال غيوراً حول سؤالها عنه في موعدهما الأول

بينما 'مونيكا' أردفت بدرامية مازحة : " هل نسيت أخيك المسكين فجأة ؟ يالقسوتك "

ودهش متسائلاً بداخله عن أي اخٍ تعنيه لولا أنها أكملت بينما تصفه بتحريك يديها في الهواء : " 'ألير' الأشقر ذو العيون السماوية والوجة البريء مثل خاصة الأطفال والجميع يحبونه كثيراً لأنه لطيف ويساعدهم بلا مقابل ، محب الخير الذي ينسى سعادته وبما إكتشفت من داخل عقله تم بيعه لمكان ما "

رأت ملامحه التي تدل على أنه لم يفهم ماتتحدث عنه تحديداً فقرة داخل العقل تلك حتى نطقت بجملتها الأخيرة 'تم بيعه لمكانٍ ما' تبدلت ملامحه لأخرى هادئة تخفي حزنه

وصدمت عندما أجاب وهو يترك ملعقته : " يبدو أنك كنتي تعرفين أخي المتوفى "

" من المتوفى ؟! " نطقت بها في دهشة من أمرها

لتسمعه يقول ذاكراً قصته مع أخيه الغير شقيق : " أسف لما ستسمعينه الأن لكن لقد بحثت عنه لسنوات ولم أجده حتى وصلتني أخبار بتواجد علاقة تربط 'غوركي' والصيادين في إيطاليا لذلك تسللت إلى تلك الدولة فلم يكن ألفا قطيع ضباب القمر ليسمح لي بالعبور لأنه يكرهني بسبب بحثي عن رفيقتي لسنوات لكنني نجحت في العبور يوم وفاة ابنته الوحيدة 'ريڤن فارنيزي' بعد أن كانت طريحة الفراش من المرض لفترة طويلة "

ولم تعطه 'مونيكا' ردة فعل عدى الصدمة الشديدة على مايقول تحديداً عندما واصل سرد قصته : " وكل ماوجدته قبل عام هو ميتم مهجور في إيطاليا وبعد عمليات من البحث وجدت جثث العديد من الأطفال في الغابة المجاورة للميتم ومن بينها جثه أخي الغير شقيق

نظراً للطب الشرعي الخاص بالمستذئبين لقد توفي منذ مايزيد عن 6 أشهر بعد إمتصاص كامل دمائه والآثار تشير إلى حقن عديدة في أوردته مما يعني سلبهم لدمائه من اجل تجارب غير مشروعة في عالمنا

ولم أجد الفاعلين حتى أتى أحد الصيادين الأقوياء لمهاجمتي في قطيعي وقمت بسجنه والشيء الآخر الذي علمته أن لديه رقم 2 خلف عنقه يحدد مرتبته بين الصيادين "

وحالما ختم كلماته تفاجئت بتغيير المشهد دون أن تكمل الحديث الصادم حول البيتا 'آلير' وماحل به أو تتلقى سؤاله حول الطريقة التي كانت تعرف بها أخيه المتوفى

وأصبحت وسط الغابة في النهار بأعين متسعة بصدمة وإتكئت على الشجرة خلفها بينما تحاول إستيعاب ماقاله 'ديفيد' لها

لقد أخبرتها 'داريا' عن الثمن لكن كيف يمكن أن يكون الثمن هو وفاة 'ألير' و 'ريڤن' ومما حللته بداخل عقلها لدقائق علمت أن ماحدث هو أن 'ريڤن' مرضت بعد وفاة رفيقها الذي لم تلتقيه في هذا العالم ثم وافتها المنية من المرض

وبقيت واقفة في الغابة تفكر بعمق حول ماقيل لها وكيف لـ 'ألير' أن يكون متواجداً في ذات الميتم الذي بقيت فيه ؟ هي لم تره هناك ولو لمرة واحدة

لكن مما قاله 'ديفيد' يمكنها إستنتاج : " أمثال 'آلير' هم مصدر الحقن والقوى التي كان 'سيڤاك' يحقنها بي وبغيري من الأطفال الذين توفوا دون أن يتحملوه "

وقد تذكرت أن لكل من 'سام' و 'آندي' قدرات إكتشفتها قبل وقتٍ قصير لذا من المنطقي عدم معرفتها بكل شيء يخص التجارب وأن هنالك العديد من الأمور التي تجهلها وعليها سؤال أخويها عنها

وبذكرهما إستطاعت الشعور بحضور شخصٍ ما لتنظر نحو الشاب ذو الشعر الأحمر الدموي كلون عينيه الهادئة التي تنظر نحوها وقد كان 'سام' يقف على بعد مسافة قصيرة منها وهو يرتدي زيه الذي كان يرتديه في جميع مهماته في الميتم

وضعت 'مونيكا' إبتسامة على وجها فقد ظنت أن الثمن وفاة أخويها كذلك برفقة 'ألير' و 'ريڤن' ثم قالت بحماسه وهي تقترب منه : " 'سام' أنت حي !! "

لكنه تقدم بسرعة وغرس خنجراً في معدتها لتشعر بألم رهيب وتوسع عيناها بصدمة مبتعدةً عنه وهي تمسك معدتها ونظرت نحو إصابتها حيث سلاحه الذي تلطخ بدمائها المنبثقة

وإرتجف جسدها بشدة لتسقط على ركبتيها فوق التراب ثم رفعت عيناها التي إغرقت بالدموع وسألته بشفاة مرتجفة : " لـ..لماذا ؟ نحن ! ألسنا إخوة..؟ مـ..ما الذي.. فعلته لك كي ترغب فـ..في موتي ؟ "

وعوضاً عن سماع جوابه سمعت صوت رجل آخر يخرج فجأة من بين الأشجار قائلاً بإبتسامة هادئة : " كما هو متوقع من رقم واحد لقد أنهيت مهمة التخلص من اللونا البشرية بسرعة"

وقد كان رجلاً بشعر أبيض يميزه عن غيرة وأعين زرقاء كالقطط ولم يكن سوى 'سيمور' الملقب بـ رقم 2 كان هو نفسه الذي جعلت ملك السايرن يقتله داخل سجن القطيع في العالم خارج القلادة وخارج الوهم الذي تعيشه الأن

ثم ظهر ظل أسود ضخم كالمتواجد لدى 'آندي' وخرج منه شاب لاتعرفه لديه أعين سوداء كالليل وشعر اسود لامع وطويل يربطة للأعلى وهو يكتف ذراعيه وأردف : " لم تشكرني يارقم 2 على إخراجك من السجن "

ورد عليه 'سيمور' مقللاً من شأنه : " ولما قد أفعل يارقم 3 إن الفضل يعود لي في كل شيء من وضع الكاميرات داخل قطيع النجم الأسود إلى جلب جميع المعلومات حول نقاط ضعفهم لنقوم بتدميرهم وأنت أيها الضعيف كل مافعلته هو القدوم وفتح باب الزنزانة لي بعد قتل الحارسان التوأم "

فلم يكن الاوائل بعلاقة جيدة مع بعضهم لأن كل واحد منهم ينظر للرقم الأقل منه مرتبة باستصغار

نظرت 'مونيكا' نحو الشاب الثالث بتركيز شديد تخللته صدمة حادة لتحاول الوقوف بصعوبة من فوق الأتربة التي إلتصقت بها واختلطت بدماء يديها وهي تصرخ : " ما الذي تعنيه برقم 3 أين هو 'آندي' ؟ لماذا أنت من يمتلك قدرته ! "

وتسائل 'سيمور' ناظراً نحو 'سام' : " ما الذي تتحدث عنه تلك المرأة ! "

ليجيبه بهدوء أثناء إقترابه منها أكثر : " لقد نادتني باسمي الحقيقي "

ثم وقف أمامها ورفع رأسها بخنجره كي تنظر في عيناه وهو يقول : " هذا غريب كيف لك معرفة هويتي الحقيقية هل إلتقينا من قبل ؟ "

ولم تجبه 'مونيكا' بل دفعت خنجرة ورفعت يديها بينما تشكلهما كقبضة ووجهت لكمتها نحو فكه بسرعة فهذا الوهم أزعجها بشدة

لكن 'سام' أمسك بقبضتها بسهولة وكسر ذراعها لتصرخ بألم أثناء قوله بتهديد : " أجبيني كي أنهي حياتك سريعاً "

سقطت بعدها على الأرض بألم وذراعها المكسورة لايزال يمسك بها وهي تفكر بمدى قوته على غرار الضعف الذي أصبحت عليه

وتدخل 'سيمور' من مكانه بقوله : " لحظة ! إن علمت البشرية بهويتك وقدراتنا هذا يعني أن 'آندي' الفتى المجهول كان أحد أعضائنا ! أو لاعليكم بما قلت فأنا لا أذكر شخصاً واحداً بهذا الاسم في مجموعتنا "

حينها رد عليه رقم ثلاثة وقد أصبح يجلس فوق غيمة من دخانه الأسود : " بالطبع لن تفعل فهو أحد الفتيان الخاسرين الذين تمت إبادتهم مع باقي الأطفال عديمي الفائدة للمنظمة يوم إنتقالنا إلى العاصمة "

كان هذا الشاب بميزة قوية ألا وهي ذاكرته الحديدية حيث يتذكر جميع تفاصيل حياته حتى ماحدث يوم ولادته لذلك تمكن من معرفة الطفل المجهول الذي تحدثت عنه 'مونيكا' الإيطالية مثلهم

ووبخه 'سام' بينما يفلت ذراعها : " لاتتفوه بالكثير أمام الغرباء "

ليقول رقم 3 بنبرة حاول جعلها أكثر شجاعة : " لماذا الحرص الزائد يارقم 1 ؟ هي ستموت الأن على أيه حال وسنحصل على الكثير من الأموال من 'سوغدان' "

أما 'مونيكا' كانت تضع يدها تارةً على معدتها التي تنزف وتارةً على ذراعها المكسورة وهي تفكر بجميع تفاصيل هذا الموقف مدركةً أمراً آخر أكثر أهمية مثلما أدركت عدم تواجد منصب رقم 3 مع 'آندي' وسألتهم على عجل : " ماذا عن 'سيلين بورجيا' أين هي ؟!!! "

كانت تتمنى في سرها عدم سماع الجواب الذي خمنته بالفعل أثناء تفكيرها لكن أمنيتها لم تتحقق عندما قال 'سيمور' : " أتعنين تلك المغنية الغير محظوظة ؟ لقد توفيت منذ سنوات بعد أن تم اغتصابها من قبل رئيس الحراس الذين تم تعيينهم لحمايتها "

وقال 3 مشاركاً في الحديث : " سمعت بأنه كان مهووسا بها للغاية فبعد القبض عليه وجدوا صورها وملابسها الداخلية تملأ شقته.."

قاطعه 'سيمور' بينما يقول بتعجب وعلامات إستفهام فوق رأسه : " لماذا نجيب على أسئلتها الغريبة حتى ؟!!  أسرع وتخلص منها يارقم واحد "

وقد كان 'سام' أمامها بالفعل يستخدم قدرته بينما يتأملها ثم أردف بهدوء : " نحن داخل قلادة ؟ أشعر بالريبة الشديدة منك وأفكارك تزيد من حيرتي للغاية.. لكن العمل له كل الأولوية ، اقتلها يارقم 3 "

أنهى جملته أمراً فلم يسعه قتلها بنفسه ولم يعلم لما شعر بأنهما مرتبطان بطريقة ما تجعله يشعر بحيره شديدة وبرؤية الدماء التي لطختها ظهرت في عقله صور أخته الرضيعة التي كان قد نسي أمرها بعد مرور الزمن

ثم نفض رأسه ونظر نحوها ونحو رقم 3 الذي تقدم ورفع هجمه ظليه على هيئة رمح بينما ينوي أن يغرسه في قلبها بإبتسامة شريرة : " أي كلمات أخيرة ؟ "

وهي بقيت صامتة تماماً ولم تقاوم أو تهرب من أعدائها الذين يرغبون في التخلص منها بسبب إنغماسها الشديد في أفكارها

وقد علمت الأن أن 'آندي' قُتل لأنه بلا فائدة للمنظمة وما جعله ذو فائدة بالعالم الخارجي كان هي بعد أن علمت بكونه قد سرق كتب الأوائل التي لم تستطع سرقتها أو التسلل لتلك المكتبة

وأخبرته حينها وهم أطفال : " إن إستطعت سرقة كتاب متعلق بالنباتات سأدعك تصبح صديقي "

حينها إبتسم الطفل 'آندي' وإشتعل حماسه لأنه سينجح في المهمة التي أوكلها الطبيب 'سيڤاك' له وسيصبح صديق عديمة الرقم ويراقبها عن كثب

وسلمها الكتاب في تلك الليلة من شدة حماسته قائلاً : " أحضرته بسرعة قبل أن تغيري رأيك والأن نحن أصدقاء ياعديمة الرقم "

وهي بعد أن أخذت الكتاب سمحت له بالجلوس جانبها أثناء قرائتها في السطح خلسة عن الجميع وتمنت آنذاك لو أنها لم تفعل

فقد قتلها 'آندي' بأسئلته الكثيرة أثناء قرائته الكتاب بجوارها : " ما الذي تريدينه بهذا الكتاب ؟ ، ماهي هذه النبتة ؟ ، مكتوب هنا أن هذه الزهره الجميلة شديدة السمية !! ، كيف يستخرجون العطور من الزهور ؟ ، أنظري هناك حقل زهور لايذبل أبداً ! كيف يمكن صنع علاج من بذرة صغيرة ؟ "

لكن الجيد في الأمر أنه كان إنطلاقته كخبير في السموم مما جعله يرتقي إلى منصبه كرقم 3 بين باقي الأطفال في الميتم لكن النتيجة واضحة منذ أنها لم تكن في الميتم ولم يقم 'سيڤاك' بالإلتفات نحو 'آندي' ليقترب من عديمة الرقم

أما بالنسبة إلى 'سيلين' لقد أدركت 'مونيكا' أن وفاتها كانت لأن 'آندي' لم يكن هناك لمساعدتها بعد أن وقع في حبها وأصبح مهووساً يتسلل لغرفتها معظم الوقت ووقوعه في حبها كان لأنها أتت لكوخهم الذي تخفوا به الثلاثة بعد لقائها ب 'مونيكا' في المركز التجاري وساعدتها من مطاردها يومئذ

ثم رفعت 'مونيكا' رأسها كي ترى رقم 3 يحرك يده لقتلها بهجومه حينها فقط تدخل 'ديفيد' وقام بركله بعيداً : " لاتلمس رفيقتي !! "

لينصدم الصيادين الثلاثة من إكتشاف أمرهم ويتخذون وضعية قتالية فوراً حيث ظهر العديد من المستذئبين من خلف ألفاهم الذي أصبح يعانق رفيقته وتعالت أصوات العواء وزمجراتهم الغاضبة نحو أعدائهم

سمعت 'مونيكا' وهم رفيقها 'ديفيد' يقول بنبرة باردة بينما يضع يده فوق إصابتها : " أصمدي قليلاً سأخذك إلى المستشفى فوراً "

ما أن انهى كلماته حتى حملها بين ذراعيه وقفز في الهواء متجنباً هجوم 'سام' الذي إستخدم دمائه وصنع قنابل في الهواء وألقاها عليهم

ثم هبط 'ديفيد' بجوار جيشه وأمرهم بالقتال على مرأى 'مونيكا' التي تتأملهم بصمت من المستذئبين الذين يقاتلون بذئابهم والصيادين الثلاثة الذين يستخدمون قواهم التي حصلوا عليها من 'سيڤاك'

وعندما أراد 'ديفيد' أخذها لتلقي العلاج أوقفته قائلة : " لاتفعل أريد رؤية نهاية القصة "

رأت ملامحه تصبح أكثر قتامة لأن كلامها لم يعجبه وأصرت عليه ليبقيها معهم عندما لم يرد عليها وكان يريد حملها رغماً عنها لكنها نجحت عندما سمعته ينادي : " 'جوليكا' ! "

وظهرت الأخرى من بين الأشجار بعد أن كانت تخفي نفسها وتشارك في القتال سراً ليطلب منها 'ديفيد' معالجة ذراع ومعدة رفيقته وقد فعلت نصف الساحرة بإبتسامة

ثم رأت 'مونيكا' تتبعات ماحدث بإطلاق 'سيمور' شعله في الهواء وبعد دقائق ظهروا نخبة السحرة في المكان تحت قيادة 'برايان' أخ زعيمة السحرة 'كاتيلين' والذي جلب رأس أخته وألقاه في ساحة المعركة بعد نجاح خطته

وتبعهم ظهور باقي الاوائل والأرقام الذين كانوا ذا فائدة لمنظمة 'كامورا' وجيش آخر من المستذئبين تحت قيادة 'سوغدان' الذي إضطر 'ديفيد' لترك رفيقته وحدها ومقاتلته

ف حسبما سمعت من الحديث الذي دار وسط قالتهم هو يكون البيتا الخاص بوالده الميت وقد تعاون مع الصيادين من أجل الإنتقام على ماحل بهم بسببه

وختامها كان بظهور مصاصي الدماء كذلك لأن معظمهم شاركوا في التعاون والإطاحة بالمستذئبين أعدائهم منذ الأزل

ولم تفكر مطولاً في سبب عدم رؤية 'روبن' فببساطة استنتجت : ' إن 'روبن' هو حاكم مصاصي الدماء المتخفي والذي لم يظهر أو آراه في العالم الخارجي إلا لأنه كان صديق 'ألير' ولا شيء عدى ذلك قد يجعله يساعد المستذئبين الأن '

كما أنها استنتجت أن : ' لقائها الأول ب 'روبن' عندما أتى في ذلك اليوم وأخرجها من قطيع 'ديفيد' وعلم بهجوم السحرة عليهم وخطة 'برايان' بسبب مصاصي الدماء المتعاونين في الخطة والذين بفضلهم كان 'روبن' يعلم بأن البشرية التي قابلها في الغابة وأصبحا صديقا الحلوى هي رفيقة الألفا 'ديفيد' وتظاهر بالجهل أمامهم '

وأن سبب عدم تواجد ندوب بها هو لأنها لم تتعرض للتعذيب من قبل عمها 'جوزيف' و الطبيب المجنون 'سيڤاك' أو تشارك في مهمات خطيرة كادت تموت فيها لأن والديها كانا على قيد الحياة معها

بعد تلقي 'مونيكا' العلاج من 'جوليكا' التي رحلت للمشاركة في القتال مجدداً وقفت بصمت وكانت تتأمل مايحدث وهي تقف وحيدة في ساحة المعركة الدموية وقطيع النجم الأسود كانوا يخسرون مقاتليهم واحداً تلو الآخر لأجل حماية اللونا خاصتهم

فلم تصلهم أيه تعزيزات بسبب القطع التي وزعت في كامل القطيع لمنع المستذئبين من استخدام التخاطر مع رجالهم في الخارج وأعدائهم يفوقونهم عدداً وحاصروا القطيع بالكامل وفي العالم الخارجي من قامت بكسر القطع السحرية هي الساحرة 'ربا'

قاطع شرود 'مونيكا' دفع ذئب أشقر لها لتسقط على الأرض غير عالمة بماحدث حتى رأت رقم 3 يمد يده وكأنه قد ألقى هجوماً بالفعل عليها قبل أن يقاتله 'دانيال' بغضب نادرٍ منه وقد كان متحولاً إلى ذئبه 'جوليان'

ومن تلقى الهجوم عنها كان مستلقياً ينزف جراحه بعد عودته لهيئته البشرية لتقترب منه بسرعة وحالما رأت وجهه سألته وهي تشتمه : " لماذا تلقيت الهجوم عني أيها الأحمق ! "

ورآته ينظر للسماء الحمراء في هدوء شديد أثناء إستلقائه على ظهره والدماء تنفجر كالشلال من جرحه العميق الذي حاولت إيقاف نزيفه على الرغم من معرفتها التامة بأنه مجرد وهم

ثم سمعته يجيبها : " إن 'ديفيد' يقاتل أقوى الأعداء لوحده ونحن نسانده ، الجميع يقفون بعد سقوطهم لأن الألفا لايزال صامداً ويقاتل لأجلهم لكن إن حدث لك شيء هو سيصبح ضعيفاً وسنُهزم ، إن حياة الجميع تعتمد على حياتك لأنك مصدر قوة الألفا "

وقالت بعدها بغضب : " أنت لم تكن تهتم بالقطيع حتى أنك لاتحبهم كل ما تهتم له هو نفسك وعائلتك لماذا الأن تفعل العكس ؟ ألم تفكر بابنك أيها الابله كيف سيعيش بدونك !! رفيقتك هناك فقدت وعيها وستموت معك إن مت ! من سيبقى مع ابنك إن مُتم !؟؟ "

ورآته يبتسم بثغر مليء بالدماء قبل أن يقول : " 'جوليكا' هجينة لن تموت إن مت ، وإن فعلنا لابأس متأكد من أنك والألفا ستعوضانه عنا "

لتصرخ به وهي تضغط على جرحه بقوة : " لاشيء يأتي مقام الوالدان الحقيقيين !!! "

أما 'ألبرت' نظر نحو اللونا التي كانت غاضبة بشدة على تضحيته فهو يعلم بأنه وقته يتناقص ليقول مرغماً نفسه على الإبتسام : " أعلم لكن ابني سيتفهم أنك إن متي اليوم سيباد قطيع النجم الأسود عن بكرة أبيه وسيموت ابني كذلك "

ثم أكمل كلامه وهو يغمض عينيه : " وصدقيني لونا جميع الأباء إن تم تخييرهم أن يموتوا برفقة أطفالهم أو أن يموتوا ويعيش أطفالهم بدونهم سيختارون الثاني.."

وآخر كلماته كانت : " إعتني بالقطيع جيداً لونا ولا تهتمي لضعفك كبشرية فهم يعتمدون عليك كإعتمادهم على الألفا.. "

ولفظ 'ألبرت' آخر أنفاسه على مرأى بصرها لتشعر بقلبها يعتصر من الألم ولم يكن البيتا هو الوحيد الذي توفي في هذه المعركة ف الكثير ممن عرفتهم داخل القطيع لقوا حتفهم أمامها

ثم شعرت بهزه أرضية قوية جعلت الجميع يتوقفون عن القتال ويحاولون التوازن في أماكنهم لكن ملامحهم تبدلت للفزع عندما خرجت من داخل الأرض الآف الأذرع النحيلة والطويلة باللون الأسود وأمسكت لهم وجذبتهم لداخل فوهه كبيرة بعد تحطم الأرض بالكامل والجدران كذلك حيث أصبح كل شيء بالأسود الذي أصبح يتقدم في إتجاههم ويأكلهم واحداً تلو الآخر تحت صرخاتهم

وعندما حاولت إحدى الأذرع الإمساك بها تم جذبها من ذراعها لتركض معهم وسمعت والدها 'أنريكو' يقول بإندفاع : " لا أعلم ما الذي يحدث لكن علينا الهرب من هنا فوراً "

ووالدتها 'ليليانا' تركض بطريقة مضحكة وهي تقول : " لنركض لنركض.. الأن علمت لما والدي قال إن لم تكوني قوية وشجاعة فلتحرصي أن تكون لديك ساقين للهرب "

تأملت 'مونيكا' أثناء ركضها دون وعي كِلا والديها واللذان كان ثمن إعادتهما للحياة هو وفاة جميع الذين قامت بمعرفتهم وبإنقاذهم ومساعدتهم منذ دخولها الميتم حتى لحظتها هذه أو إتخاذهم طريقاً فضيعاً مثلما فعل 'سام' لأنها لم تكن متواجدة لتغييره

وتأملت كذلك تحطم المكان من حولهم حيث تحول كل شيء للأحمر وتوقفت الأذرع عن مطاردتهم أو لنقل أنهم إبتعدوا عنها بمسافة كافية كيلا تمسك بهم الأذرع التي إنشغلت بالباقين

هذا الأمر دفعها للتوقف عن الركض مما جعل والديها يتوقفان أيضاً ويستديران نحوها بينما تلهث والدها من شدة الركض

وقد حثاها على التحرك : " لماذا توقفتي علينا الخروج من هذه الغابة بسرعة ! " ، " هل تعبتي ؟ يمكن لوالدك حملك حتى نخرج من الغابة ! "

لتتقدم 'مونيكا' وتعانق كلاهما في وقتٍ واحد بصمت تحت تعجبهما من فعلتها وصدما عندما شعرا بإهتزاز جسدها وبرطوبة على ثيابهما ليعلموا بأنها بدأت بالبكاء على غير عادتها المبتهجة

وأحاطها 'أنريكو' بذراعه ليبادلها العناق بعد تأكده من أنهم في أمان لبعض الوقت وقال : " لابد وأنه من الصعب عليك رؤية شخص يموت أمامك "

كما فعلت والدتها 'ليليانا' بينما تمسد على شعرها : " لابأس حبيبتي سيكون كل شيء على مايرام فور أن نخرج من هنا "

حينها صرخت 'مونيكا' داخل أحضانهما : " لا لن يكون فلا شيء من هذا حقيقي حتى أنتما ! أنتم جميعاً وهم صنع بسبب أمنيتي داخل هذه القلادة المشؤومة !! "

وتسائلت بينما تبكي أسفل صدمتهما مما تقوله : " لماذا تحولت الأمور إلى الأسوأ ؟ كل ما تمنيته هو أن تعودا للحياة لماذا يكون ثمن أمنيتي البسيطة باهظاً ومؤلماً ؟ لماذا على 'آندي' و 'سيلين' أن يموتا ؟ ما ذنب 'ألير' و 'ريڤن' كي يدفعوا ثمن أمنيتي ؟
هل كان على البيتا التخلي عن عائلته والتضحية بنفسه لأجلي ؟ لقد أصبح 'لوديس' بلا أب والغاما فقد ابناءه 'ليو' و 'نيلا' أمام عينيه والكثير خسروا أحبتهم وحيواتهم بسببي ! "

ليقول 'أنريكو' وهو يهدئها بينما يشدد على عناقها : " أميرتي إهدئي قليلاً ، لا نعلم من يكون الأشخاص الذين تتحدثين عنهم لكن عليك أن تتمالكي نفسك وتخرجي من هنا سالمة من أجلهم "

ووافقته 'ليليانا' الرأي : " مايقوله والدك صحيح عليك أن تحاولي تخطي صدمة مقتل الكثير اليوم لقد قاموا بفعل واجبهم من أجل إبقائك سالمة ووقوفك هنا منتظرةً موتك ليس حلاّ "

وبدى لهما ان ابنتهما لم تسمع ماقالاه فهي واصلت الصراخ بألم والدموع تهطل من أعينها العسلية : " لماذا علي أن أكون سبب في معاناة الجميع ؟ أنا في الخارج كارثة تدمر العالم وبداخل أمنيتي تحل كارثة على الجميع بسببي "

ثم لاحظا إقتراب تلك الأذرع المخيفة ليقوم 'أنريكو' بحمل ابنته بين ذراعيه وزوجته صعدت على ظهره وشرع في الركض بهما وأردف بجدية : " 'مونيكا' عليك إخبارنا بما يحدث لك كي نستطيع مساعدتك "

لترفع بصرها وتسألهما بنبرة خافته : " هل ستفعلان ؟ "

حينها أجابتها 'ليليانا' بإبتسامة عريضة : " وما فائدتنا كوالديك إن لم نفعل ! لاتنسي أنني ابنه المحقق العظيم 'شارلوك هولمز' "

وأومأ 'أنريكو' بإبتسامة هو الآخر على كلام زوجته فهي ابنه محقق ذكي للغاية وبفضل إنجازاته لقبوه بلقب المحقق الخيالي الشهير 'شارلوك هولمز' وهي تتباهى به في كل فرصة لأنها ورثت ذكائها منه

أما 'مونيكا' صمتت قليلاً بينما تفكر ثم قامت بإعطائهم شرحاً مختصراً لما حدث معهم وصدمتهم بكل شيء قصته عليهم

حيث ذكرت لهم يوم وفاتهم وإنتقالها للميتم بعد أن قام عمها 'جوزيف' ببيعها لرجل عشوائي في الحانة والآخر بدوره باعها إلى تجار البشر الذين هربت منهم بفضل كتب والدتها والمعلومات التي حصلت عليها من مذكرة جدها المتوفى مع طفل تجهل اسمه

وفي الميتم قابلت العديد من الأطفال وساعدتهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة وهنالك من هربوا معها بعد قيامها بإنقلاب على إدارة الميتم وتسببت في دمار ضخم لقواتهم ثم تنقلها في العديد من المدن بهوية مزيفة مع 'سام' و 'آندي' ثم لقائها ب 'سيلين' و 'ريڤن' و 'فرانسيس' والعم 'ريكي' والكثيرين حتى لقائها برفيقها 'ديفيد' وأفراد قطيعه من البيتا وعائلاتهم و'ماروني' والطفل 'لوديس' والغاما 'جوناثان' وعائلته كذلك

والقلادة التي كانت إرث 'ديفيد' من والدته 'داريا' كما هي ورثت منهما قلادة والدتها 'ليليانا' ونظارة والدها 'أنريكو' وشرحت كل شيء عن القلادة والوهم الذي يعيشونه الأن أثناء مواصلتهم الإبتعاد عن تلك الأذرع التي تطلق همسات شيطانية مرعبة

وهمست بعدها : " أنا لم أرغب في حدوث هذا كل ما أردته أن أبقى معكما.. "

لتقول 'ليليانا' بإبتسامة رغم حقيقة ماسمعته منها : " نحن كذلك نريد البقاء معك إلى الأبد لكن مما تقولينه يبدو أنه مستحيل "

وهذا دفعها لرفع جسدها في حضن والدها الذي لم يبدي ملامح التعب على الرغم من مدى إرهاقه لأنه ركض لساعات متواصلة بهما ثم قالت : " ليس مستحيلاً يمكنني إستخدام قوة السحر الأسود في القلادة وإعادتكما للحياة "

وسمعت 'أنريكو' يقول : " لكن الثمن هو موت العديد من الأطفال ووفاة الكثيرين مثل اليوم "

وأظهر إعتراضه عندما أكمل : " ولا تعجبني كلمة السحر الأسود "

حينها وافقته زوجته الرأي وهي تقول بإنفعال : " أنا كذلك ! لقد قرأت ذات مرة بأن السحر الأسود يدمر مستعملينه لذا أمنعك من إستخدامه "

وبفضل ماقالته 'ليليانا' تجهم وجه 'أنريكو' وقال بنبره صارمة : " 'مونيكا' إنسي مسألة إعادتنا للحياة ، نحن بخير هكذا "

أدركت 'مونيكا' أنهما يصدقان قصتها بأكملها نظراً لردة فعلهما هذه لكن لازالت غير راضية بالكامل حول ماقالاه ولاتزال في حيره شديدة حول ماعليها إختياره عائلتها أم باقي العالم

وقد كانت تميل لإختيار والديها أكثر لذلك قالت بنبرة خافتة : " لكن أنا لست كذلك.. ألا بأس معكما بتركي ؟ "

وأجابها 'أنريكو' : " نفضل الموت على أن نتركك تتأذين ، نحن سعداء وراضين أتم الرضا لأنك لازلتي حية "

لتتأكد مما قاله وهم 'ألبرت' قبل وفاته وأن والديها سيختارون وفاتهم على أن تموت معهم ابنتهم

ثم توقف عن الركض وأنزلها على الأرض الزجاجية باللون الأحمر لتنزل زوجته كذلك من على ظهره وتتوجه لمعانقة ابنتها بقوة وشدت عليها في عناقها وهي تعتذر : " أعتذر 'موني' لأننا كنا والدان سيئين لم نستطع حمايتك أو البقاء معك لقد تركناك وحيدة في وقتٍ مبكر للغاية "

وجذب 'أنريكو' كلتاهما لأحضانه : " بفضل كلامك أعلم أنك تأذيتي كثيراً بسبب ضعفنا لكن أنا متأكد من أن الألم سينتهي فرفيقك ينتظرك بالخارج وسيقوم بحمايتك "

لتسخر 'مونيكا' وهي تضيق عيناها نحوه : " لقد أصبحت راضياً عنه فجأة "

وأجابها والدها : " أنا راضي منذ معرفتي بهويته الحقيقية لكنني كنت قلقاً من تسليمك لرجل قابلناه لفترة قصيرة فربما يكون مختلفاً عما يشاع وزاح القلق برؤيته يقاتل العشرات هناك لأجل سلامتك "

ووالدتها قالت بإبتهاج : " أما أنا فراضية تمام الرضا لأنك ستتزوجين رجل وسيم كوالدك وسأتخلص منك ! اوه صحيح نحن لسنا حقيقين وبطريقة ما لقد تخلصتي منا "

تلعثمت 'ليليانا' بكلماتها لأنها ألقت مزحة سيئة ليتنهد زوجها عندما رأى الدموع تتجمع في مقلتي ابنته التي أصبحت شفتها ترتجف لأنها تريد البكاء مرة أخرى كطفل وقال : " أنتي تجعلين الأمر أسوأ "

لتعتذر بعدها بتأنيب ضمير : " اغفري لوالدتك لقد ضاعت الكلمات المناسبة من عقلي "

قاطعهم ظهور الأذرع السوداء مرة أخرى وهي تتقدم نحوهم بسرعة أكبر بعد إلتهامها كل شيء تقبض عليه لتقول 'ليليانا' بإبتسامة : " لقد قلتي بأننا وهم صحيح ؟ "

لتومئ 'مونيكا' بإستياء جعل والدها يعطيها ظهره لحمايتها : " سنكون وهماً قوياً للغاية ونفعل مانريد "

شاهدوا إحداى الأذرع تمتد بسرعة نحوهم ثم إنفجرت بهالة سوداء قوية لتصرخ 'ليليانا' التي ألقت هجوماً سحرياً : " اااااااااااااا لقد فعلتها واو هذا مذهل رواية السحرة تلك مفيدة حقاً "

وصدم الإثنان منها فقد إعتمدت على وصف طريقة التحكم بالسحر من رواية عشوائية لم تعجبها حتى وطبقته هنا ورأها تستمر في إلقاء السحر الأسود الذي يستمده وهمها من القلادة

حينها قال 'أنريكو' وهو يبعد ابنته : " فلتخرجي من هنا ودعي الباقي علينا "

وعارضته 'مونيكا' بينما تمسك بقميصه : " لكن.. "

ليمسك يدها ويجعلها تفلته بينما يقول : " لا يوجد لكن ! أميرتي عليك الخروج وعيش حياتك إن الموت هو شيء لايمكن تجنبه أو تغييره نحن أيضاً خسرنا عائلاتنا لكننا تخطينا الأمر وواصلنا حياتنا ثم صنعنا عائلة مثالية وكرسنا حياتنا لأجلك وعليك صنع عائلتك المثالية بنفسك مع الرجل الصحيح "

ثم أكمل كلامه وهو يمسد على شعرها بتشجيع من زوجته التي تلقي السحر باستمتاع : " 'مونيكا' إن عليك تقبل الواقع ومواجهته ، أريد منك أن تعلمي بأننا سعيدان لمعرفة أن وفاتنا كانت سبب في نجاة الكثيرين لقد كبرتي كثيراً وأصبحتي أقوى ولم تتخلي عن أحد يحتاجك هذا لوحده يجعلنا فخورين بك وراضين أتم الرضا عن مصيرنا "

وشجعها على تركه قائلاً : " والأن إذهبي للخارج !! "

ورأت والدتها تتراجع لجوارهم قائلة : " سنكون بجوارك دوماً حتى وإن لم تكوني تريننا لذا إذهبي وعيشي حياتك أيتها الشقية ! ولاتنسي أن تجعلي زوجك مجنوناً ! "

حينها إتخذت 'مونيكا' قرارها بفضل كلماتهم وتركت عائلتها بإبتسامة حزينة بعد توديعهما لترى كلاهما قد بدئا القتال بعد أن قامت 'ليليانا' بتعليم 'أنريكو' طريقة استخدام السحر كما رأتها في الرواية وصفعت ظهره عندما لم يفهم بسرعة

ثم شرعت في الركض معطيةً ظهرها لهم للبحث عن مخرج
وظلت تركض بأقصى سرعة لديها راغبةً في الخروج من سجنها الصغير والذي كان القلادة الياقوتية وبقيت توزع أعينها العسلية في جميع الإتجاهات بحثاً عن مخرج كما طلب والديها منها

لكن كل ماتراه هو اللون الأحمر ولا شيء سواه : " علي إيجاد طريق الخروج من هذه الجوهرة مهما كلفني الأمر "

ثم حدثت نفسها : " لكن كيف سأفعل والطريق يبدو وكأن لانهاية له ؟ "

وشتمت بعد دقائق بضيق : " تباً لهذا الوهم "

فمهما ركضت للأمام لاتصل إلى نهاية الطريق وكأن هذه الجوهرة الصغيرة فضاءٌ شاسع

وأثناء ركضها شعرت بشيء يتحرك بسرعة شديدة من خلفها وبطريقة غريزية قفزت للجانب الأيمن متجنبةً ذلك الهجوم ثم رفعت جسدها عن الارض الزجاجية ونظرت خلفها بسرعة شديدة لتتسع حدقتها بصدمة وهي ترى ذراع نحيلة وسوداء تمتد لمسافة بعيدة وكانت ستمسك بها لولا تجنبها إياها

ومصدر هذه اليد هو ظلام دامس خلفها ويقترب منها بسرعة شديدة وهو يطلق آهات متألمة ترافقها هسهسات خبيثة لتقول : " تباً تباً علي الهرب !! "

ووقفت بعدها وهمت بالركض لولا أنها شعرت بشاب يقوم بحملها بين ذراعيه القوية ونظرت نحوه بدهشة مما فعل وظنت أنه 'ديفيد' لوهله بسبب ملامحه

لكن إتضح أنه ذات الفتى الذي يمسك كتاباً في الغابة أثناء دخولها أمنية 'ديفيد' عن طريق الخطأ وعلمت بانه ابنهما الأكبر عندما قال : " مرحباً بوالدتي التي تنساني دوماً "

وقبل أن ترد عليه أكمل بملامح عازمة : " والأن لنقم بإخراجك من هذه القلادة المشؤومة "

لتسأله 'مونيكا' بصدمة : " كيف علمت بأنها كذلك ألست وهماً صنع من أمنية 'ديفيد' ؟! "

وأجابها ذو الشعر الأسود والأعين العشبية : " إن أبي خياله محدود يكرر مشهداً واحداً آلاف المرات لقد إستطاع خمسة منا بعد مدة بسيطة معرفة أننا مجرد خيال له وعلمنا بشأن القلادة
لكننا واصلنا التصرف على هذا النحو من أجله تحديداً بعد حصولنا على ملامح منذ ظهورك ولقد إختلف المشهد مرة واحدة اليوم لذلك علمنا بأنك لستِ وهماً مثلنا بل روح حقيقية قد دخلت إلى القلادة "

كان يشرح لها وهو يقفز للأعلى وينحنى للأسفل ويتجنب جميع الأذرع التي تمتد لإمساكه بمهارة عالية وقالت 'مونيكا' بعد سماع شرحه : " هذا غريب للغاية ! "

أما هو قال بإبتسامة : " إن كل مايصنع بالسحر الأسود قوي للغاية ! والأن حان الوقت للتصرف بجدية أكثر تشبثي جيداً يا أمي "

ختم كلمته بإلقائها في الهواء تحت صدمتها ليتحول إلى ذئبه الأسود ذو الأعين الحمراء الدموية لتسقط فوقه وتتمسك بفراءه كرد فعل

حينها سمعت ذات الطفلة الشقراء صاحبة الأعين العسلية والتي تريد أكلها وعضتها مسبقاً تقول من فوق كتفها : " ماما دعيني أتناول قضمة منك لاحقاً فقد أعجبني طعمك "

وطفل آخر أصبح في حضنها لديه اذان وذيل باللون الأشقر والأسود يقوم بركل أخيه قائلاً : " أسرع ياحصان !! "

وزمجر ذئب أخيه لأنه أهانه وواصل الركض ثم عاد لهيئته البشرية عندما أمسكت إحدى الأذرع ساقه وجذبته وحمل والدته بين ذراعيه وألقاها بعيداً تحت صدمتها بينما تم جذبه بالكامل هو وأخويه لداخل الظلام

لتسقط 'مونيكا' في أحضان فتاة شابة كانت هي التي تطارد 'لوديس' لأنها مهووسة بحبه من فوق الأشجار

وقد قالت الفتاة ذات الشعر الأسود والأعين العسلية وهي تبدأ بالركض : " أمي الضعيفة فلتمارسي بعض الرياضة وأرسلي تحياتنا لأبي في الخارج "

لتشتمها 'مونيكا' دون أن تتخطى صدمتها من تدخلهم فجأة لإنقاذها والحرص على عدم القبض عليها كيلا تتلاشى روحها وتمتص من قبل القلادة : " من الضعيفة أيتها المزعجة !! "

كانت الأخرى بطيئة قليلاً أثناء ركضها وكادت الأذرع أن تمسك بهما كما فعلت بباقي الإخوة لولا أن 'ديفيد' قام بتمزيقهم برفقة ذلك الفتى الكسول الذي يغطي ملامحه بشعره بإستخدام مخالبهم

كان 'ديفيد' ملطخاً ببقع سوداء في مختلف أنحاء جسده وقميصه الممزق كشف عن مدى تلطخ روحه بالسحر الأسود أثناء قتاله ومقاومته للخروج من وسط الظلام محارباً الهجوم المفاجئ عليهم كي يصل إلى رفيقته ويطمئن عليها

أما الفتى الكسول كان قد إندفع الآخر نحو الفتاتين وأخذ والدته لتقول أخته بإنزعاج : " الأنت الأبطأ بيننا كيف ستخرج والدتنا من هنا !! "

لكنهم صدموا عندما ركض بسرعة شديدة تفوقت على مصاصي الدماء مبعداً والدته عن الخطر وهو يختفي من أمامهم

لتقول الفتاة بإمتعاض : " ذلك الوغد الكسول يخفي قوته !"

وإبتسمت باستسلام عندما قبضت الأذرع عليها وجذبتها لداخل الظلام على عكس والدها الذي واصل تمزيق الأذرع والبحث عن رفيقته

وعلى عكس الدمار الذي يحصل في مكانه وصلت 'مونيكا' بفضل الفتى إلى مكان يضيء بالأحمر ولا شيء سواه وقد إختفى اللون الأسود بأكمله وقال بكسل : " هنا منطقة أمنه "

ورفع يده مشيراً نحو مكانٍ خلفها : " الطريق للمخرج.. من هناك "

لتقول بإبتسامة قبل أن يختفي من أمامها فجأة : " شكرًا.. لكم.. "

وركضت في ذلك الإتجاه كما طلب الفتى الكسول منها لتلمح لوناً آخر عدى الأحمر القاني أمامها

كان الضوء الأبيض يسطع من أمامها لتزيد من وتيرة ركضها بإبتسامة وحدسها يخبرها أنه طريق الخروج وبدأت تتأكد من شعورها هذا عندما إقتربت أكثر لتتضح لها هيئة الضوء التي كانت عبارة عن بوابة ضخمة بإيطارٍ ذهبي نقش عليه كلماتٌ سحرية لاتفهمها

وبشكل لا إرادي نظرت للخلف لترى الظلام قد إقتحم المنطقة ليجعلها تتأكد من أنه يريد روحها هي ولا شيء عداها بسبب قوتها وهذا الأمر استنتجته بعد أن أخبرها جميع من بداخل القلادة بمدى قوتها

ونظرت نحو الضوء الأبيض لتتأكد من وجوده وعندما رأته في مكانه على بعد مسافة بضعة أمتار منها قررت الركض نحوه : " وداعاً أيها الوهم البغيض !! "

لكن فجأة شعرت بشيء لزج ومقزز يمسك برسغها لتنظر نحو اليد السوداء التي خرجت من ذلك الشيء المظلم وقبضت عليها ثم صرخت عندما أمسكت بقدمها ذراع أخرى وأسقطتها على الأرض الزجاجية

وبدأت في مقاومة جذبهما لها وهي تركلهما قائلة : " أعلم أنني رائعة لدرجة عدم إستطاعة أحد الإفتراق عني لكنني لا أريد البقاء هنا معكم أيها القبيحين "

ثم شعرت بقوة جذب قوية تسحبها في الإتجاه المعاكس حيث البوابة البيضاء لتبتسم وتركل الأذرع بقوة ونجحت في إفلات جسدها منهم وحلقت بسرعة بفضل قوة الجذب نحو البوابة والأذرع تتجه نحوها بسرعة أكبر لعدم تركها تخرج

لكنها وسعت عيناها بعدها بصدمة عندما أمسك 'ديفيد' بذراعها وصرخ بيأس : " لاتذهبي !! "

لتصرخ به وهي تحاول جعله يفلت يدها : " دعني وشأني أيها الوهم الشيطاني ! "

وسبب نعته هكذا كان لأنها رأت جسده بأكمله غائص وسط الظلام والأذرع تمسك بكامل جسده غير عالمة أنهم يقيدونه كيلا تخرج شظية روحه هو كذلك

ورأته يقول بأعين متسعة من الصدمة وقد تحولت بعدها لأخرى متألمة : " لست وهماً ! لماذا تقولين أنني غير حقيقي ! ألا تشعرين بشيء نحوي ؟؟ "

لتجيبه وهي تمسك ذراعه وتشد جسدها لتقترب نحوه : " ألا ترى حولك أنت مجرد وهم داخل هذا المكان المخيف ! جسدك الحقيقي بالخارج 'ديفيد' الحقيقي ينتظر عودتي لذا عليك إفلاتي فوراً ، كما أنني سأموت إن بقيت هنا لوقت أطول ! "

والآخر جمدت ملامحه بعد أن نظر حوله ورأى الظلام والأذرع التي قبضت عليه دون أن يشعر بهم بسبب تركيزه على منعها من تركه

وتأملها عندما همست وهي قريبة من وجهه للغاية : " لاتقلق سنلتقي في مكان أفضل "

أصبح يعلم بأنه مرغم على التخلي عنها لأجل سلامتها وهي أدركت بأنه ليس وهماً بل شظية روح 'ديفيد' ولم يمكن بإمكان روحه الخروج معها بسبب التعفن من السحر الأسود

مما يعني أنها من ستخرج لوحدها وتتركه هنا وحيداً ولاتعلم ماهو مصيره بعد أن قامت القلادة بتدمير جميع الأوهام أثناء مطاردتها

و'ديفيد' رفع يده الأخرى الملطخة بالأسود الذي يأكل جسده ووضعها خلف رأسها هامساً : " أنا أحبك "

ولم يترك لها فرصة للإندهاش فقد جذبها في قبلة قصيرة يودعها بها إلى الأبد قبل تلاشي روحه لتغمض 'مونيكا' عينيها وتضع يدها على خده المبلل من دموعه وتساقطت دموعها دون أن تشعر متجاهلةً حقيقة أن جسدها أصبح يطوف في الهواء بسبب قوة جذب البوابة لها وتوقف الأذرع عن محاولة الإمساك بها

ثم أفلتها ليندفع جسدها بقوة للخلف تحت صدمتها من تركها هكذا وهي ترى إبتسامته الأخيرة لها قبل أن يلتهمه الظلام وتعبر من البوابة المضيئة بالأبيض شاعرةً بالدفء وأخيراً

بمجرد عبورها من البوابة شعرت بضوء ساطع يعمي بصرها لتغمض عيناها قليلاً وعلمت بأنها خرجت من القلادة وأخيراً

- داخل سجن قطيع النجم الأسود -

جلست 'ماروني ' ذات الشعر الأسود والأعين العسلية على الأرض الصلبة الباردة والتي لاتصلح للجلوس عليها بينما تتنهد من الحال الذي أصبحوا عليه

ونظرت بعدها نحو زميلها في الزنزانة البيتا 'دانيال' الذي كان مقيداً بقيود من الفضة في كلتا ذراعيه وهو ينظر للأسفل ويمكنها رؤية تمزق جسده بسبب ضربه بالسوط والدماء تسيل منه

لقد علمت لاحقاً بأن كل ضربة تلقاها من الألفا كانت على عدد الدموع التي ذرفتها اللونا بسببه ولم تكن ماروني' تفهم ماحدث بينهم

كل ما تعرفه هو من اللحظة التي أخذتها 'اميلين' معها نحو مكتب الألفا وهي تقول بعزم : " سأطلب من الألفا العفو عن رفيقي ! "

لتسخر 'ماروني' دون قصد : " جميع المرات التي حاولتي طلب عفو عن رفيقك فشلت "

وكلمتها جعلت 'اميلين' تقول بصدمة : " كيف عرفتي !؟ "

وأجابتها : " الإشاعات تنتشر بسهولة في هذا القطيع "

ف 'اميلين' في كل مرة يُعاقب زوجها تعتزم التوجة نحو الألفا وتطلب العفو منه كي يسامح رفيقها ثم تدخل على الألفا وتقف أمامه بكل قوة تتصنعها

هي تعلم بأنه ألفا جيد بفضل كلام 'دانيال' عنه ولأنه أعطاها العديد من الفرص والمهمات على الرغم من ضعفها أملاً أن تتحسن كما أنها تعلم بأنه لن يؤذيها لكن دموعها تهطل أمامه دون أن تردف بشيء

والشيء الوحيد الذي تستطيع 'اميلين' فعله هو النظر نحوه بأعين حمراء كلون شعرها وتبكي بصمت ليتنهد 'ديفيد' بيأس ويجعل 'دانيال' يأخذها معه منهياً عقابه

لكن هذه المرة كانت مختلفة حيث أول ماقاله 'ديفيد' عند رؤيتها مع 'ماروني' هو : " لن أسمح لـ 'دانيال' بالخروج إنصرفي "

ودهشت كلتاهما من نبرته القاسية ومدى إصراره وقد إعترضت 'اميلين' لأول مرة من الصدمة السابقة بقولها : " لقد تصرف زوجي بطريقة سيئة دون وعي لأنه قلق علي إن كنت ستعاقب أحداً رجاءً عاقبني عوضاً عنه فأنا من جعلت اللونا تهتاج يومها "

ختمت كلمتها بالإنحناء على الأرض أمام أنظاره الهادئة وتحت بصر 'ماروني' المصدومة والتي تتسائل بداخلها عما حدث أثناء فقدانها لوعيها

لكن 'ديفيد' قال بجمود دون ترك المستند في يده : " إن عقابك هو الموت قلقاً على رفيقك الذي لاتعلمين ماحل به "

ثم أردف بنبره الألفا مجبراً إياهما على طاعته : " عودي لغرفتك ولاتخرجي منها أبداً أما أنت اوميغا 'ماروني' فلتبقي مكانك لأنني أريد التحدث معك "

خرجت 'اميلين' وهي تجر خيبتها الكبيرة أما 'ماروني' بقيت في مكتبه متسائلةً عما يريده الألفا

وقد تمنت لو أنها لم تفعل فهو قد قال بينما يترك مافي يده وينظر نحوها بحده : " لقد علمت منذ وقتٍ طويل عن كونك الخائن الثاني للقطيع بمشاركتك في دس الكاميرات في أرجاء المكان لكنني لم أعاقبك لأن رفيقتي تساهلت معك "

ونظرت 'ماروني' نحو الأرض بتأنيب ضمير بسيط وعلمت أن اليوم لامفر من الحقيقة وكانت تتسائل بداخلها حول الطريقة التي علم بها الألفا بما فعلت فلقد أخبرتها اللونا أنها ستبقي الأمر سراً مع الفتيات أم أنهن قررن فعل العكس ؟

ثم قال 'ديفيد' وكأنه علم ماتفكر به : " لقد رأيت وجهك مع الخائن في تسجيل إحدى الكاميرات تتحدثين عن وضعك كاميرا في غرفة 'دانيال' ، ألديك ماتقولينه بخصوص هذا الشأن ؟ "

لتنحني أمامه قائلةً بهدوء : " لايوجد أنا أقر بخطأي وأرحب بأي عقاب تنزله بي "

ليردف بنبرة الألفا أمراً إياها : " جيد ، فلتذهبي بهدوء إلى القبو وتقضي أيامك القادمة بهدوء في الزنزانة رقم 5 "

وأخفت دهشتها بسبب عقابها بالسجن فقد ظنت أن الموت هو ماينتظرها كما أنها تعجبت من مسألة قيامه بسجن فتاة بنفسه وهو أمر لم يفعله من قبل وكيف أنهى هذه المسألة بسهولة جديدة دون تعمق في التفاصيل أو التحقيق معها

لكنها نفذت أوامره وخرجت بهدوء من مكتبه لترى 'اميلين' تنظر نحوها بتوتر لتعلم بأنها سمعت حديثهما السابق وكشفت أمر خيانتها لهم

وهمست 'ماروني' بخفوت : " أنا أسفة على خداعك.." ثم إستدارت راغبةً الذهاب إلى سجنها فالأخرى كانت تراها هي واللونا أول صديقتين تحصل عليهما في حياتها ولابد أنها تشعر بالخيانة وبخيبة أمل كبيرة بها

لتسمع 'اميلين' تقول من خلفها بما صدمها بإبتسامة محرجة : " أنا أفهمك فقد مرت علي العديد من الليالي التي رغبت فيها تدمير القطيع والإنتقام ممن أذوني لكني لم أفعل لأنني جبانة "

عندها سخرت 'ماروني' دون النظر نحوها : " أنا سعيدة لأنك جبانة وإلا لكنتي في السجن الأن "

وردت عليها 'اميلين' : " الغرفة سجن آخر لكن مريح ، إن رأيتي حبيبي 'دانيال' أخبريه بأني بخير "

ثم انفصلتا لتذهب كل واحدة منهما كي تتلقى عقابها بإبتسامة حزينة ووجدت 'ماروني' نفسها بذات الزنزانة مع 'دانيال' لسبب تجهله

وقاطع الهدوء الذي كانت به صوت طرق وضرب من الزنزانة المجاورة لها لتغطي أذنيها التي تأذت واستلقت على الأرض

أما 'سام' واصل محاولته في كسر القضبان كي يخرج من الزنزانة : " تباً لك أيها الألفا البغيض عندما أخرج سأريك ثمن خداعي !!! "

ليسمع صوت 'ألبرت' من خلفه يقول بإنزعاج : " أوقف هراءك الخروج من الزنزانة بدون مفتاح مستحيل "

وقد كان البيتا يجلس متكئًا على الجدران والدماء تسيل منه بسبب إصاباته المختلفة ولم تكن باقي إصاباته أسوأ من ذراعيه التي كسرت وقيدت بالفضة المؤلمة

وبنظر الألفا لقد تمت معاقبته لأنه قام بأذية اللونا عن عمد مرة أخرى رغم تحذيره له في المرة الأولى وكان هجومه عليها تحت عذر فقدان أعصابه لذا هو قام بتحطيم عظامه وإبراحه ضرباً تحت عذر فقدانه أعصابه هو كذلك

ثم أردف 'سام' وهو يركل باب الزنزانة قبل أن يجلس على الأرض : " ألا تعرفون طريقة للخروج إن هذا هو السجن الذي إعتدتم إبقاء أعدائكم فيه "

وأجابه 'ألبرت' متجاهلاً قدر الإمكان أنه متواجد في ذات الزنزانة مع من أذى زوجته : " لايوجد وسيلة للخروج عدى المفتاح أو سماح الألفا بخروجك "

حينها أردفت 'سيلين' من داخل الزنزانة التي تجاورهم : " سنبقى هنا لوقت طويل 'آندي' فلتنزلني قبل أن تتعب "

ولم يفعل بل بقي يحملها بين ذراعيه قائلاً بإبتسامة : " يمكنني حملك الدهر كله "

وأصرت 'سيلين' على النزول : " لايزال عليك إنزالي "

ليقول 'آندي' وهو يشدد على عناقها : " الأرض متسخة ورائحة الدماء خانقة إن هذا المكان لايناسب زهره جميلة مثلك لاتقلقي لن أدعك تتلطخين بالأوساخ وسأحرص على إخراجك قريباً "

نظرت نحوه بأسى عالمةً جيداً بأنه ليس راضياً على تورطها معهم والزج بها في السجن خلفهم من قبل الألفا 'ديفيد' الذي قرر خداعهم فجأة

فهو قد جذب 'آندي' و 'سام' إلى السجن وهو يطلب منهم تفحص الزنزانة التي كان يقيم بها رقم 2 الميت لأنه وجد بها أداه غريبة لم يستطع لمسها وقد يكون هذا السبب الحقيقي لجعل 'مونيكا' تطلب من السايرن قتله

وبعد دخولهما الزنزانة تفاجئوا بالأبواب تغلق عليهم وبكل تأكيد شتموه ولعنوه مئات المرات وشتمو أنفسهم فهم الأفضل في كشف المؤامرات والخدع وفي النهاية تم خداعهم

ثم أردف أحدهما بغضب : " أصبحنا متأكدين بفضلك أنه لم يكن علينا الثقة بأحد خارج عائلتنا ! لذلك تأكد من أننا عندما نخرج سنجعلك تندم "

وهو تجاهلهم وفقط ذهب للخارج ثم عاد بهدوء وأحضر 'سيلين' وهو يجذبها من ياقة فستانها الخلفية بينما تشتمه أثناء محاولتها الفاشلة في مقاومته وألقى بها في زنزانة مجاورة متجاهلاً شتائم 'آندي' الذي أخرج سلاحه وأطلق النار على القضبان كي يتوجه لحبيبته ويطمئن عليها لكن فعلته بدون فائدة بسبب صلابة القضبان الفولاذية المدعومة بالسحر

ثم توجه 'ديفيد' دون التحدث معهم أكثر إلى الجدار المقابل لهم ووضع يده عليه ليسطع ضوء قوي جداً أحاط الزنازن وصدح صوت تحرك الزنزانات

وعندما فتحوا أعينهم وجدوا أنفسهم بهذا الترتيب داخل الزنازن حيث وجد 'سام' نفسه مع 'ألبرت' المصاب ووجد الخطيبين أنفسهما سوياً في زنزانة واحدة بدون أسلحة وكأن الضوء السابق إنتشل كُل شيءٍ منهم

وبجوارهم زنزانة يقبع فيها 'أوليفر' وحيداً بلا إصابات ومما علموه منه أنه مسجون : ' لأن صديقته 'مونيكا' بكت عليه بعد خسارة ذراعه '

جميعهم هنا منذ 4 أيام محتجزين بأوامر من الألفا وطعامهم يصلهم بطريقة سحرية كيلا يحاولوا الهرب فجميعهم لايستهان بهم في هذه المسائل والغاما الوحيد الذي تمكنوا من رؤيته داخل السجن والتحدث معه حول حالة 'مونيكا' التي كانت لاتزال متحولة إلى قطة

- في مكان مختلف -

فتحت 'مونيكا' أعينها العسلية بصعوبة من الضوء الساطع بعد أن تم دفعها لخارج القلادة لترى غرفة بتصميم عتيق تتدرج ألوانها بين البني والأسود والذهبي وأمامها آريكتين جلدية وعلى يمين الغرفة رف ضخم مليء بالكتب المختلفة وعلى يسار الغرفة يوجد باب نحيل غريب

لتتسائل : " أين أنا ألم أخرج من القلادة بعد ؟ "

ثم سمعت صوت حرشفة الأوراق لتستدير وإبتسمت بسعادة عندما رأت 'ديفيد' أمامها يجلس على مقعد خلف مكتب مليء بالملفات والمستندات والأوراق المتناثرة وقد كان يرتدي قميص أبيض ضيق يظهر منحنيات عضلاته ونظارة لم يكن بحاجة إليها تتدلى منها سلسلة نحاسية زينت وجهه كما زينت أصابع كلتا يديه بضعة خواتم بجواهر سوداء

لتقول 'مونيكا' وهي تتكئ على مكتبه بحماس : " رفيقي القبيح !!! تسرني رؤيتك مجدداً ! "

ولم يبدي ردة فعل على ماقالته وأكمل عمله في تلك الأوراق جاعلاً إياها تعبس وتقوم بدفع الأوراق بعيداً قائلة : " إنسى العمل أيها المعتوه هل تعلم كم عانيت حتى أخرج من ذلك الوهم المزعج وأنت تتجاهلني !! "

ثم تحول إنزعاجها إلى صدمة عندما وجدت يديها تخترق الأوراق ولا تلمسها لتقوم بلمس القلم والأوراق الباقية والمكتب والآرائك وجميع الآثاث الذي كانت يداها تخترقه وجسدها كذلك حيث أصبحت تعبر من بين الأشياء : " أهو وهم آخر ؟ "

لتردف بنظرة شيطانية خبيثة حيث خططت لمقالب عديدة : " واو أنا شبح "

ثم أدركت مايحدث لتصرخ : " لا لحظة لقد مت !! "

وأردفت بدرامية حزينة : " لازلت شابة على الموت أيها الجرو المسعور لاتتزوج من بعدي أو سأقتلك "

وشهقت عندما فتح باب المكتب ودلفت فتاة شديدة الجمال ناطقةً بحماس : " صديقي العزيز وألفانا الوسيم لقد أتت جنيتك المفضلة !! "

وصرخت 'مونيكا' وهي تقف في وضعية هجومية راغبةً في ركل مؤخرته : " لقد خنتني بسرعة !!!!!! "

أما 'ديفيد' رفع بصره نحو الفتاة ذات الشعر الكستنائي والأعين السوداء جنية الجليد 'ميامي' التي ساعدها مثلما ساعد باقي الأطفال في الشاحنات مع 'ألير'

وأردف بإبتسامة خفيفة : " مرحباً بك ياجنية "

لتعبس 'مونيكا' وهي تنظر نحوه بضيق لم تتحكم به وتضاعف إنزعاجها عندما تقدمت الأخرى وهي تدور بفستانها الأزرق القصير بسعادة لجعله يرى جناحيها جيداً : " خمن من التي تطورت مكانتها وأصبح لديها أجنحة مذهلة ؟؟ "

نظر 'ديفيد' بهدوء نحو أجنحتها الطويلة اللامعة والتي كانت تنشر غباراً فضياً على عكس الأجنحة الصغيرة في الماضي

وبالنسبة إلى إيلف الجليد مدى لمعان أجنحتهم ونمط الرسم عليها هو مايحدد قوتهم ومرتبتهم في مجموعتهم ومما يراه على الجنية يبدو أنها أصبحت قائدة المقاتلين في مجموعتها

ليقول : " تهانينا على منصبك الجديد "

و 'ميامي' إندفعت نحوه وهي تحلق في الهواء : " إنتظر حتى أصنع مملكتي الخاصة سأتي بمحاربيني للقتال مع ذئابك ونرى من الأقوى "

ليقول وهو يراها تقف بجواره مظهرةً سحرها الجليدي كي تتباهى به : " سأنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر "

ورأى ثقتها ترتفع بنفسها وهي تواصل التباهي ليردف : " هل أتيتي إلى هنا من أجل التباهي بـ أجنحتك وحسب ؟ "

وأجابته 'ميامي' وهي تتذكر سبب قدومها : " بل لأنني أحضرت لك مجموعة جديدة من تصاميمي في صف الموضة وأحتاجك كعارض لي مجدداً سأعطيك الأزياء جميعها وأجمل واحد منها سأعتمده في مشروع نهاية الفصل "

ختمت طلبها منه بإستخدام سحرها وإخراج مايقارب العشرة أزياء أمامه ليتذكر بأنها و 'اميلين' في ذات الصف في الجامعة ثم أبعد أفكاره العشوائية وقال : " سأجربها في المساء فلدي عمل علي إنجازه الأن هل ستتركين الأزياء وتعودين للجبل ؟ "

سألها فقط كي يعلم بالوسيلة التي سيعطيها تفاصيل ما ارتداه وأيهم المناسب أكثر و 'ميامي' أجابته : " نعم ! لكن بما أنك لاتريد مفارقتي سأذهب للتجول في ساحة التدريب وأهزم 'أولكا' المتعجرف ! سأريه أن الجنيات أقوى منه !! "

شكلت قبضة في يدها بعزم لأنها ستركل غريمها بين محاربي قطيع النجم الأسود ثم سرعت في الركض ناوياً الذهاب إلى هناك وقبل خروجها لوحت لـ 'ديفيد' مودعة : " وداعاً ألفا ! أراك في المساء "

ليلوح لها بصمت مشاهداً طيفها حتى إختفت قبل أن يعود لعمله تحت غيض 'مونيكا' التي تكتف ذراعيها وتتسائل حول هوية الأخرى التي من كلامها وحده علمت بأنها مقربة من رفيقها المسعور الخائن

ثم مالبثت تكمل شتائمها حتى رأت الغاما 'جوناثان' يدلف ومعه فتاة أمريكية قصيرة القامة ترتدي زي رياضي وتمسك حقيبة سفر في يدها اليمنى وهي تنظر نحو الالفا بأعين رمادية متوترة

وقد كانت 'مونيكا' تعرفها جيداً لتنطق بتعجب : " 'إيلاڤليارانا' ! "

وهذه كانت صديقتها هي و 'أوليفر' في جامعة MST بأميركا ولم تمنع نفسها من التفكير حول سبب وجود صديقتها 'لاڤيل' هنا بين المستذئبين على الرغم من أنها بشرية كما أكد لها 'أوليفر' داخل الملجأ في أميركا

أما 'ديفيد' سأل ببرود : " من تكون هذه ؟ "

وأجابه الغاما بالروسية التي لاتفهمها البشرية جواره : " لقد وجدها محاربينا الذين توجهوا إلى أميركا من أجل إخفاء آثار القتال داخل قطيع الألفا 'براد' بعد أيام ولقد علمت أن سبب تواجدها هناك هو قلقها على صديقها المستذئب 'أوليفر' بعد رؤية الأخبار التي تحدثت عن الحريق الهائل في الغابة فهي تعلم بشأن المستذئبين وموقع قطيعهم داخل الغابة "

ليقول 'ديفيد' وهو يعيد نظره للمستندات في يده : " لقد خالف 'أوليفر' القانون بإخبارها عنها لذا أفقدها ذاكرتها و أعِدها من حيث أتت "

وفعلته جعلت 'مونيكا' تتعجب : " ماخطب مزاجه اليوم ؟ "

وعندما أوشك الغاما على تنفيذ أمره قال متراجعاً عن قراره : " أو تعلم ؟! خذها للألفا 'براد' سيكون أفضل "

حينها تدخلت 'لاڤيل' وقالت بالإنجليزية وعلامات إستفهام تحلق فوق رأسها : " هل يعني أنني سأقابل صديقي ؟ "

والغاما إكتفى بإبتسامة عملية لها نظراً لأن أوامر الألفا 'ديفيد' داخل عقله كانت المماطلة معها وجعل 'براد' يستضيفها بنفسه لأن الفتى 'أوليفر' داخل السجن وهو لايخطط لإخراجه قريباً

وبخروجهما فكرت 'مونيكا' بحيره : " أشعر بأن هنالك شيئاً خاطئاً هنا لكن لا أعلم ماهو "

وبقيت تراقب 'ديفيد' الذي وقف من على مكتبه وبقيت تعلق على كل مايفعله من حمله الأزياء التي تركتها 'ميامي' : " هل ستذهب لقياس الملابس الأن ؟ "

إلى توجهه نحو الباب الموجود على يسار الغرفة : " لماذا الباب يفتح بزر أحمر من خلف اللوحة ومافائدة هذا المقبض ؟ لحظة أليس هذا صوت قطة أتربي حيوان أليف في الغرفة السرية ؟ "

صرخت بعدها وهي ترى وجهها وجسدها أمامها داخل الغرفة وكانت تجلس على الأرض وتلعب بالصوف الأحمر وهي تقوم بالمواء وأذنيها كأذان قطة وذيل أشقر يتحرك في الهواء بتدلل

وأردفت أثناء صرخاتها الغاضبة : " إنها أنا !!! هل تسخرين مني أيتها القلادة المزعجة سأريك عندما أخرج سألقيك في بركان على إهانتي بهذا الشكل !! وأنت أيها المسعور لاتلمس رأسي "

قالت جملتها الأخيرة موبخةً 'ديفيد' الذي بدأ يمسد على شعرها الأشقر وهي تقوم بالمواء بتدلل وبراحة شديدة على فعلته هذه بفستانها القصير الذي يسهل عليها السير

ففي كل المرات التي جعلها ترتدي شيئاً يعيق سيرها كي يحملها أكثر كانت هي تمزق زيها كي تسير وتلعب وكاد الغاما 'جوناثان' سيقتل في إحدى المرات لأنه دلف الغرفة ورأها أشبه بعارية

ثم توقف 'ديفيد' عما يفعله وتوجه نحو طاولة صغيرة في تلك الغرفة التي يبقي رفيقته بها كي تكون قريبةً منه دون أن يراها أحد بهذا الشكل وشرع في نزع قميصه

أما القطة نظرت نحو شبح 'مونيكا' مطولاً جاعلةً إياها تقول : " هل بإستطاعة القطط رؤية الأشباح ؟ "

ووصلها الجواب من القطة التي قفزت عليها بسرعة وهي تقول بأعين متحمسة : " مياو !!! "

لتتجنبها 'مونيكا' صارخة : " أنا لست طعاماً !! "

ثم بدأت في الركض في كامل المكتب والقطة تطاردها حتى وضعت خطة للتخلص منها وتعمدت العبور من الآريكه واخترقتها بجسدها الشفاف

لتصطدم القطة بالأريكه وتشعر بدوار بعدها من الضربة تحت سخرية الأخرى : " قطة غبية ! "

لكن القطة كانت عنيدة حيث نفضت رأسها معيدةً توازنها ثم كشرت بأنيابها وقفزت مهاجمةً إياها وهي قد تجنبتها وأصبحتا تدوران في المكتب والقطة تمزق كل شيء بمخالبها أو تخدشه

حتى تم القبض على القطة من الخلف لتنظر 'مونيكا' نحوها بسخرية : " أيتها المسكينة تم القبض عليك لايمكنك أكلي الأن "

ف 'ديفيد' أمسك برفيقته التي أصبحت تركض فجأة بدون سبب وتصنع فوضى كبيرة في المكتب وظن أنها تعلب كعادتها لذا لم يبدي ردة فعل عدى الإمساك بها من الخلف تحت عبوسها

أما 'مونيكا' حدثت نفسها بإدراك : " اوه صحيح نحن نفس الشيء ! "

لكن القطة استدارت برأسها ونظرت نحو 'ديفيد' ببراءة ثم إندفعت طابعةً قبلة على شفتيه صادمةً إياه هو و 'مونيكا' ليفلتها وهي كقطة ماكرة استفادت من الفرصة وأصبحت تتجول في المكتب بمرح

أما 'ديفيد' وضع يده على وجهه وغطاه أثناء جلوسه على الآريكة : " تباً "

و 'مونيكا' المصدومة من جرأتها كقطة تبدل حالها بعد ثواني بمعرفتها مدى إحراج 'ديفيد' الذي يقاوم جنونه ورغباته أمام كقطة ماكرة تظن القبلة وسيلة لإفلاتها بعد أن تقوم بتكسير وتخريب الأشياء

ثم خططت للسخرية منه لاحقاً واستدارت بعدها ناظرةً نحو مكتبه بملل لترى ما صدمها حقاً ألا وهو صندوق صغير بلا غطاء تواجدت بداخله قلادة فضية بها ياقوتة حمراء وقلادة ذهبية بها زمرد أزرق وقد كانت هذه قلاداتهم التي تبادلوها

ثم فكرت محاولةً إستيعاب ما تراه : " ما الذي تفعله قلاداتنا هنا ؟ أيعقل بأن شظية روحي المنقسمة خرجت من القلادة لكنني لم أدخل في جسدي المادي بعد ؟ "

وبدلت بصرها بين القلادة وبين القطة ذات الهيئة البشرية بحيره ثم إلى المكان الذي يتواجدون له وقالت : " لكن ما الذي جعلني بهذا الشكل المهين ؟ وأين نحن الأن ؟ "

وعندما فشلت بالتخمين قررت الخروج من الغرفة وفحص المكان لترى أين هي كي تستطيع التعامل مع الموقف وشرعت في التجول بممرات القصر الذي كان مختلفاً عن منزل القطيع الذي تعرفه وقد كان فارغاً من الأشخاص إلا قلة قليلة ولا تعلم لماذا

أما في المكتب وبعد خروج 'مونيكا' بثواني قام 'ديفيد' بأخذ رفيقته لداخل الغرفة الصغيرة وبدل زيه ثم خرج بدونها لأنها قررت النوم وهو إختار مواصلة عمله

وبينما يعمل سمع طرق على الباب ليبتسم بعد معرفة الزائرة وسمح لها بالدخول لتدلف فتاة عشرينية بشعرٍ أسود مموج وأعين زرقاء مبتهجة كحال وجهها البشوش الذي تزينه بمساحيق تجميل خفيفة دون أن تغطي شامتها المميزة أسفل عينها اليمنى قائلة : " مرحباً أخي أمل أنني لم أقاطع عملك ! "

كانت ترتدي فستان صيفي أبيض زينته زهور حمراء وتحمل سلة من الزهور في يدها وتقدمت عندما قال 'ديفيد' : " على العكس أتيتي في الوقت المناسب 'إيلا' كالمعتاد "

ثم وضعت سلة الزهور فوق مكتبه بعد أن وقف من مكانه وعانقته بحرارة وبادلها العناق بسعادة وهي الفتاة الوحيدة من بعد رفيقته التي سيسمح لها بلمسه على أريحيتها على الرغم من أنها ليست أخته الحقيقة

لكنه يرحب باللقب منها هي وحدها وحتى ذئبه 'دارك' يشعر بالمثل فهاهو يتولى زمام السيطرة ويعانقها بقوة أكبر مرحباً بها : " فتاة الزهور الصغيرة !! "

وقالت 'إيلا' وهي تنفخ وجنتها بعبوس : " لست صغيرة 'دارك' "

حينها فصل 'دارك' عناقهما ورفع ذراعه ليقارن طولهما بغباوة مزيفة كي يسخر من مدى قصر قامتها لتقول بعبوس أكثر جاعلةً إياه يضحك : " لاتتصرف بلؤم معي ياعمود الإنارة "

ثم تولى 'ديفيد' السيطرة متنهداً من ذئبه الذي عاد واستلقى بداخل عقله متخيلاً أحلاماً وردية مع رفيقته القطة ويخترع ألعاباً لأجل اللعب معها فكل محاولات هذا الذئب للتقرب من رفيقته بطريقة رومنسية في نظره كانت فاشلة لأن القطة لم تفهم طريقته المنحرفة في التودد نحوها وظنت أنها لعبة جديدة مشعرةً إياه بتأنيب الضمير

أما 'إيلا' برؤية أعينه الخضراء أردفت : " أعتذر لأنني لم أتي مبكراً لتهنئتك والترحيب برفيقتك "

وهو قال متفهماً بينما يشير لها بالجلوس : " لاعليك إن العمل في المتجر لوحدك صعب للغاية "

لتتنهد أثناء جلوسها أمامه على الآريكة : " سيكون علي التفكير بتوظيف مساعد لي "

ليرد عليها : " هذا أفضل قرار لراحتك "

ثم تبادلا أطراف الحديث لربع ساعة قبل أن تقول 'إيلا' بإبتسامة وهي تقف : " علي العودة للمتجر فهناك طلبية علي تسليمها مبكراً هذا المساء لكن قبلها سألقي التحية على أخي 'ألير' "

ليقول 'ديفيد' وهو يصف مكان الغرفة الجديدة للبيتا : " إن غرفته في الطابق الثاني ، الغرفة الثالثة على يسار السلم "

وشكرته 'إيلا' وهي تهم بالخروج : " شكراً لك أخي ، لاتنسى زيارتي قريباً مع رفيقتك حينما لاتكون مشغولة مثل اليوم !"

ليودعها بإبتسامة وعندما رحلت عاد تجهمه فهو قد كذب بشأن إنشغال رفيقته لأنه لم يرغب في أن يراها أحد بهيئة القطة ثم تأمل الزهور التي تذكره رائحتها برائحة رفيقته ليبتسم متمنياً عودتها إلى طبيعتها في وقتٍ قريب

أما 'مونيكا' التي ضاعت في القصر قالت بإنزعاج : " لما كان عليه شراء قصر أكبر من السابق ! وأين ذهب الجميع لايمكنني معرفة طريقي على الإطلاق !! "

فهي قد علمت من حديث اوميغا اثنتان بينما تنظفان أن القصر الجديد في منطقة مختلفة هو أجمل من القضر السابق لكن معاناتهم في تنظيفه لأنه ضخم للغاية وبقسمين وكأنه قصران عوضاً عن واحد والقسم الخاص بعائلة الألفا لاينظفه سوى 6 اوميغا يتناوبون في عملهم بالنهار والليل

وظلت تتجول حتى عادت لمكتب 'ديفيد' مصادفة وهي تعلن الانتصار : " لقد نجوت من هذه المتاهه وأخيراً ! "

ثم دلفت المكتب باختراق الباب لترى سلة من الزهور التي لاتعلم من أحضرها و 'ديفيد' جالس يقوم بعمله مجدداً لتقول وهي تقترب منه : " أنت تعمل بجد وهذا ممل "

وقالت بعدها وهي تلمس رأسه : " متى ستلاحظني ؟ "

وفزعت عندما إخترقت ذراعها رأسه ثم شعرت بشيء يجذبها نحوه بقوة وشعرت بصداع رهيب في رأسها بعد ثواني لتمسك رأسها وهي تتأوه

وتفاجأت عندما رأت المكان مظلماً وفارغ من كل شيء لتتسائل حول مكانها الحالي وهي تسير داخله بحثاً عن ضوء أو طريق حتى سمعت زمجرة في وسط الظلام لتتوقف وتنظر في اتجاه الصوت بسرعة ولم ترى شيئاً

لتدير بصرها في كل مكان بلا فائدة فهي لم ترى شيئاً لكنها علمت بأنها ليست وحدها هنا في الظلام بفضل الصوت الذي سمعته

وتأكدت مما شعرت به عندما أدارت وجهها في إحدى الاتجاهات ورأت وحشاً أسود اللون كثيف الدخان يقفز نحوها ويهاجمها بينما يزمجر مسقطاً إياها على الأرض بقوة

شعرت بقلبها يسقط من مكانه من الخوف لكن بعد أن بدأ يلعق وجهها بسعادة تنهدت بارتياح تحديداً بعد سماعه يقول : " حلوتي !! إشتقت إليك كثيراً ! "

لتقوم برفع ذراعيها وتعانق عنقه المليء بالفراء وهي تجذبه نحوها بإبتسامة : " وأنا أشتقت إليك أيضاً 'دارك' "

ليسقط الآخر بكامل ثقله عليها من السعادة التي تجعله يشعر بالدوار بمجرد سماع كلمات محببه من رفيقته

وقالت 'مونيكا' بنبرة مختنقة : " حتى وإن كنت وهماً هذا لايعني أنني لن أموت من ثقلك فلتبتعد !! "

جاعلةً 'دارك' يقف بعيداً عنها كي تجلس وهي تلتقط أنفاسها ثم نظرت نحو الذئب الذي من ضخامته ظنته واقفاً لا جالساً بجوارها

وأردف 'دارك' ليتردد صدى صوته في المكان : " هذا ليس وهماً أنتي دخلتي إلى عقلي "

ثم أكمل وهو يندفع للعق وجهها ومعانقتها بفرحة كبيرة : " لايمكنك تخيل مدى سعادتي برؤيتك أمامي وأخيراً "

لتسأله 'مونيكا' بتعجب : " ماذا عن القطة ؟ " فإن لم يكن ما رآته وهماً يفترض بأن تكون هي القطة بالخارج وجزء من وعيها هناط ولابد من أن 'دارك' رأها كثيراً

لكنها حصلت على الجواب عندما قال بنبره حزينة : " لازلت أحبك على طبيعتك "

وكادت تتعاطف معه لولا أنها سمعت أفكاره الحقيقية : ' بالطبع لن أفضل القطة وأنا لا أستطيع تقبيلها كما أريد '

لتقول وهي تنقر باصبعها على جبهته : " يالك من ذئب ماكر "

ثم سمعته يسألها بنبرة لم يزيف الحزن والقلق فيها : " هل تكرهين كوني ماكراً ؟ " ف الصدمة التي تلقاها من شبح ذكرياتها القاسي لم يتخطاها بعد وبالكاد إستطاع الصمود وعدم الموت

لكنه سيفعل الأن ف رفيقته الحقيقية قالت : " لايوجد شيء أكرهه في ذئبي اللطيف ! تعال إلى هنا يارفيقي الوسيم القوي كي أقبلك ⁦♡⁩ "

ختمت كلماتها وهي تطبع قبل متفرقة على وجهه هو الذي تصنم مكانه بصدمة شديدة قبل أن يدرك ماتفعله رفيقته ويرسم إبتسامة سعيدة على وجهه تاركاً إياها تفعل ماتريد فإن تحرك مقدار خطوة لايعلم كم عدد الجراء الذين سيحصل عليهم من حلوته

وحاول المقاومة باستماته أمام لمساتها التي تجعله مجنوناً كيلا تتحول لحظاته السعيدة إلى كابوس وسمعها تقول بينما تعانقه : " جسدك دافئ للغاية أريد النوم في حضنك إلى الأبد "

ليستدير بكامل جسده الواعي عليها كي يشعرها بالدفء أكثر ثم سألها : " والأن ؟ "

لتغرق 'مونيكا' بداخله وهي تقول : " هذا مريح للغاية ! شكراً لك 'دارك' "

قالت كلمتها الأخيرة بمد كف يدها اليمنى نحو وجهه وجذبته قليلاً لينحني وتطبع قبلة قصيرة على شفتي الذئب قبل أن تغمض عيناها لتستريح

ولم تلقي بالاً لقلبه وأفكاره المسموعة كرده فعل على مافعلت به قبلتها التي أظهرت بها حبها له

ثم تسائلت مغيرةً أفكاره المنحرفة : هل تبقى وحيداً في هذا المكان الكئيب كل يوم ؟ "

ليجيبها 'دارك' وهو يخطط لإستغلال الفرصة التي قدمت له على طبق من ذهب : " ليس كئيبًا إذ أننا نتبادل السيطرة ونخرج في الهواء دوماً لكن منذ أن أصبح 'ديفيد' يمنعني من الخروج أنا مجبر على الإنتظار هنا "

وسألته على الرغم من توقعها بكذبته القادمة : " لما قد يمنعك من الخروج ؟ "

وتأكدت من توقعاتها عندما أردف 'دارك' بدرامية : " كي يحصل على جميع القبل منك وأنا لا ياله من صاحب جشع "

لكنها قررت مسايرته قليلاً للاستمتاع بوقتها برفقته : " ذئبي المسكين يعاني مع الجرو المسعور ، دعك منه سأعوضك عن كل اللحظات التي لم تخرج بها بسببه "

وبدأت في تقبيله تحت سعادته التي بلغت حدود السماء وجعلت هذا الذئب يذوب في أحضانها لكن قاطعهم صراخ 'ديفيد' الذي هز المكان : " أيها الأبله أوقف خيالاتك المزعجة أنا أحاول النوم !!! "

فهو قد كان مستلقياً في فراشه عند الفجر وقطته نائمة بجواره حتى سمع ورأى أفكار 'دارك' داخل عقله وتلك الأفكار لاتجعله ينام ف رفيقته بأحضانه وتخيلاته تجعله يريد فعل مالا يحمد عقباه لقطة بريئةلذلك قرر إخراسه

لتقول 'مونيكا' وهي تلتفت في الأرجاء : " أهذا 'ديفيد' ؟ أين هو ! "

و 'دارك' قال بلا مبالاة وهو يلعق وجنتها التي يريد قضمها : " دعك منه إنه يفسد لحظاتنا الرومنسية بسبب غيرته "

وكما إعتدنا منها رغبت 'مونيكا' في استفزاز 'ديفيد' وجعله يغضب لذلك قالت بنبرة ماكرة : " لنجعله أكثر غيره كي ننتقم منه ويجعلك تخرج أكثر "

حينها فقط واصلت تقبيل 'دارك' تحت إنزعاج 'ديفيد' الذي يعتقد بأنها خيالات 'دارك' الوردية المعتادة منه لإغاضته والإنتقام منه

ليدلف داخل عقله غاضباً ويجعل جسده ينام وتقدم نحو الإثنان جاذباً خيال 'مونيكا' بإعتقاده بعيداً عن ذئبه ثم أنزلها على الأرض السوداء وقال : " هش هش تلاشي ياخيالية "

لتجيبه بإمتعاض : " أنا حقيقية ! "

ورأت 'دارك' يدفعها بأنفه بعد وقوفه أمامها لتأتي معه إلى أعمق نقطة في عقله وهو يقول بلا مبالاة : " تجاهليه إن لم يصدق بأنك رفيقتنا هو الخاسر "

لتقول بإبتسامة وهي ترفع كتفيها للأعلى وتخفضهما باستسلام : " لا أحد سيصدق أن روحي دخلت إلى عقلك "

قاطعهم 'ديفيد' مجدداً وهو يسأل : " ما الذي تتحدثان عنه ! "

ليقول 'دارك' بعناد : " لن نخبرك هذا سر بيني وبين حلوتي "

ورد عليه 'ديفيد' الغاضب : " يالك من طفولي "

ثم سمع كلاهما صوت رفيقتهما تقول بتفكير وهي تجلس على الأرض : " واه يمكنني التحدث معكما في وقت واحد داخل عقلكما ورؤية شجاراتكما المتواضلة هذا ممتع أكثر من إنتظار أحدكما ليتولى السيطرة ! ينقصني بعض الطعام لمشاهدتكم "

ختام كلمتها بتحديق كليهما نحوها بملامح لم تفهم معناها لكنها شعرت بالقلق وتضاعف قلقها عندما تقدم كلاهما وأصبحا يجلسان جوارها وهما يحدقان بها أكثر لتبلع ريقها وهي تتجنب النظر نحوهما

ثم سرت قشعريرة بها عندما عانق 'ديفيد' خصرها ودفن وجهه في عنقها و 'دارك' فعل بالمثل بجسده الضخم كذئب وعلمت أنهما سيفعلان شيئاً منحرفاً فهي لاتثق بهما

لتصرخ بعدها وتقف مبعدةً إياهما عنها وشرعت في الركض هاربة وهما يحاولان إيقافها لترى الضوء وسط الظلام وتعبر منه وأول ما قابلها هو جسدها كقطة لترتطم به وتدخله بعدها

ثم فتحت عيناها بصعوبة وهي تتنفس بقوة كمن عادت الحياة لها دون أن تجلس لتسمع صوت 'ديفيد' الذي يتأملها وهو مستلقي بجوارها : " عدتي لطبيعتك وأخيراً ! "

- إنتهى البارت بمعدل 12 الف كلمة 😔💓 -

رأيكم بالبارت 💗 ؟

رأيكم بالشخصيات ؟ الكثير من الشخصيات اللي ظهروا اليوم واكتشفنا عنهم أمور ماكنا نعرفها 😶‍🌫️💓

رأيكم بالوهم داخل القلادة ؟ وكل شيء صار لهم بفضل أمنية مونيكا ؟

لقاء مونيكا بداريا ووالديها انريكو وليليانا 😔💔 ؟

عودة مونيكا للواقع ومعرفة انها قطة ؟

قيام ديفيد بسجن الجميع ومعاقبتهم 🧐 ؟

قرار مونيكا بترك عائلتها واختيار الخروج من الوهم ؟

ما بسألكم إذا توقعتوا شيء صح لان عقلي يقول كل شيء غير متوقع 🤭

لقاء الأبطال بداخل عقل ديفيد في النهاية ؟

بس كل شيء من الان سهل عليكم في التوقع لذلك ماهي توقعاتكم حول البارت الجاي 🔥 ؟

سبب تغيير ديفيد لمكان القطيع

عودة مونيكا لطبيعتها

شبح مونيكا اللي سبب لديفيد ودارك عقدة

لقاء إيلا وألير

هل بيخرج رفاقنا من السجن ؟

هل بيتحدث الأبطال ويصارحون بعض حول اللي صار لهم في الأيام الفائتة ؟

وبس أراكم لاحقاً في بارت جديد 🫂💞

Continue Reading

You'll Also Like

83.7K 5.3K 16
الهدوء يضُمر بالمكان.. الطرق الندية بالقطرات المطرية الصغيرة تقحم نفسها بالطريق، تطير تلك الورقة الصغيرة المهترئة، متآكلة الأطراف.. لتهوى على الأرض ا...
274K 2.9K 10
رواية بلا ميعاد للكاتبة أديم الراشد ... #رواية_بلا_ميعاد #أديم_الراشد #رواية_سعودية #رواية_خليجية #حب/رومانسية/اثارة/تشويق .. نبذة عن الشخصيات والابط...
14.4K 990 8
"اكذبي علي وسأصدقكِ!" همس لأحدق به بشرود واستدير لأعطيه ظهري"اكرهك"قلتها وفررت هاربه وانا ابتسم ببُطء ودموعي تتسابق. - -مٌشتركه في مسابقة Life is per...
1.1K 825 7
في مكاناً ما من حيٍ قديم.. هناك متجرٌ صغير جميعُ من يدخلهُ لا يخرجُ منهُ أبداً! - start: 2023. Apr. 13 - End: 2023. Jun. 24