| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثا...

By EekaUa

2K 232 83

هل يمكنك أن تتخيل أنك داخل عالم ليس له وجود إلا بخيالك؟، عالمٌ ينقلنا إليه بطريقة غير مفهومة، بوابة زمينة تضع... More

|مقدمة|
1- | البداية |
2- |عودة اليافعان|
3- |قبيلة آڤاي|
4- |البَحث عن المَجهول|
5- | الماضي|
6- |الساحة القديمة|
7- | وادي تيلان المفقود |
8- | تواصل أخوي|
9 - | نِصفُ حقيقة |
10- | صاحب الوجه المُلثم |
11- | عودة الفَارس |
12- | قلائد الأحجار |
13_ | رسالة من أوين|
14- | أسرار |
15- | بِخفة القِطة! |
16 - | ثلجٌ وتعويذة! |
17 - | أخرق بالكهف |
18- | صديق الرِحلة |
19 - | عَريق العَراف |
20 - | الأبيار |
21- | روح ثمينة وضحية إحياء |
22-| ذهاب الأحبة|
23- | ابنًا لمَن؟|
24- | عودة الأمل!|
26- | النهـاية |
الغاء نشر العالم المعكوس الجزئين.

25- | النصر|

34 6 0
By EekaUa

وسط الكثير من الهياكل المميتة كانوا يقاتلون بقوة، يحاولون القضاء عليهم ولكن دون جدوى، فقد كانت الهياكل تُلملم اعضاءها المتناثرة من على الأرض وتعود إلى هيئتها من جديد، الكثير والكثير منهم هنا وهناك وهم يحاولون إفساد كل شيء بطريقهم..


-" ماذا سنفعل؟"
تساءلت "منيرة" ثم قامت بتسليط ضوء الشمس الحارق الذي كان يقع يمينًا على خمسة منهم..

بين العراك اختلقت بوابة أمام "أنس" تصل إلى "عريق" الذي كان ينتطي أحد التنانين قائلًا:
-" وجدت طريقة لإعادة الهياكل"

-" ما هي؟"
كانت "نور" تتساءل وهي تقترب ناحية زوجها بعد القائها عدة شعلات متتالية لمن يقفون امامها..

-" البئر، وبعض التعاويذ الآڤية التي ظهرت في كتاب الأساطير الوقتية ولكني لا افهمها.."

-" أرني الكتاب عريق.."
تفوهت بها "روز" التي ركضت تجاه البوابة بعد تشكيلها لوحش مائي ضخم ليتصدى لمن يحاول الإقتراب منهم..

وجه "عريق" صفحات الكتاب تجاه "روز"، التي ما أن دققت النظر به قامت بشرح ما تقوله التعويذتان لِـ"عريق" حتى تساعده في حل الأمر..

-" كم ستستغرق من الوقت؟" تساءلت "منيرة"..

بينما تقدم زوجها "خضير" وقال بعد اخراج الأغصان من باطن الأرض لتقتلع رِقاب الهياكل المكونة امامه.
-" وقت، أي وقت؟، أن لم ينتهي أمر تلك الهياكل القذرة الآن سيكون مصيرنا الموت!"

أجابهم "عريق" بعد هبوطه من ظهر التنين:
-" سأحاول إنهاء الأمر بأسرع وقت."

____________

كانت تحدق به بشررٍ من البغض يتطاير من عينها التي تشعان بسوادٍ، تطالع تلك الهيئة الهزيلة الخاصة به وهي تحاول الانتصاب في الوقوف فستمعت له يقهقه بتباهيٍ وهو يقول..

-" ليتك تفهمين أن حتى انتصارك علي لن يفيدك بشيء، لن يرجع لك والدك، ولا حتى ولادتك، ولا ذلك الغبي الذي يدعى فارس"

اندهشت ملامحها وعادت الحديث بغير فهمٍ:
-" ماذا حدث لوالدتي وفارس؟"

قهقه مرة أخرى بعلوٍ وكأنه يؤكد ذلك الشك الذي صاحب عقلها، بينما كانت "دارلين" تتابع ما يحدث عن بعد وهي تمسك بِـ "تيم" الذي راقب الوضع بخوفٍ من رد فعلها..

عادت تكرر مرة أخرى بنبرة خَشنة:
-" ماذا حدث لهم؟"

-" قتلتهم، مثلما قتلت والدك"

-" لا قوت، لا تنصتي لما يقوله.. يريد استغلال مشاعرك!"

تفوه بها "تَيم" عن بعد وهو يحاول جاهدًا ألا تقع شقيقته في الفخ الذي ينصب لها، ولكنها صرخت تحاول تهدأه الأصوات المزعجة التي ضجت داخل عقلها وظلت تقول متستفسرة بصوتٍ هش..
-" قتلت أمي وفارس!!، و أبي؟"

كان "سلاف" يراقبها بابتسامة مليئة بالخبث وهو يسرد عليها:
-" القيت عليه تعويذة، كنت أريده أن يموت كل يوم، أن يتعذب كل ثانية تمر عليه، أن يشهد موت أمله وحيويته وشجاعته بعينيه قبل أن يشهد موت جسده الخالي."

صرخت تبكي بأعلى صوتها، تمسك برأسها بإضطراب، تسلط كامل قواها العقلية على تلك الذكريات الشنيعة التي عاشتها، آخر لقاء جمعها بوالدها على فراش الموت، آخر مشاجرة حدثت بينها وبين والدتها، وتلك الرسالة الأخيرة التي وصلتها من صديق طفولتها وحبيب قلبها الوحيد..

كانوا يشاهدونها وهي تتغير مُقلة اعينها كل ثوانٍ، يشاهدونها وهي تجث على ركبتيها تبكي، ثم فجأة صرخت بقوة..
-"جميعكم كاذبون، كاذبون"

بينما "سلاف" قال بنبرة هادئة صنعها للتو وهو يتقدم تجاهها:
-" لا بأس يا فتاتي، لا بأس.. لا أحد يعلم مأساة ما تمرين به، لا أحد يشعر."

رفعت عينيها التي كانت تشع تجاهه، وارخت ملامحها تنصت بإستسلام لحديثه المريح، بينما أكمل هو:
-" أجل، أحسنت قوت، جميعهم كاذبون، جميعهم يريدون استغلال ما تشعرين به، يريدون استغلال قواك المهولة فقط لصالحهم، معي.. معي سيتحسن كل شيء، سأعالج لك تلك الذكريات السيئة، سأجعلك تحققين ما كنتِ تتمنيه!"

رفعت عنقها بعد سكونٍ دام لدقائق، وهم بالخلف جميعًا يراقبون ما سيحدث، يأملون ألا تنصت لما يقوله وإلا ستكون العواقب وخيمة، ستقع الكوارث على أعتاق الجميع هنا؛ الجميع بلا استثناء..

راقبت تعابير "سلاف" الضاحكة بضحكة مماثلة، ثم التفتت لهم.. تنظر بعينين متعطشة للأنتقام، تلاعب إبليس القصة على نقاط ضعفها، وصدقت بريئتها الخطة، ووقعت بفخه اللعين.. وأصبحت دافعه الوحيد للبقاء والانتصار..

-" قوت، لا تصغي له، يريد استغلال قواك لصالحك صدقيني!"

كان هذا توسل" تيم" لها وهو يقف بصعوبة بالغة نتيجة إصابته، بينما هي ظلت تتقدم تجاهه دون تراجع، وحين شعرت "دارلين" بأنها تهدف لقتل شقيقها وقفت أمامه تلوح بيديها مصتنعه بالوقت المناسب حجابًا من الظلام ليصبح حاجزًا يمنع النيران التي القتها هي تجاهه، تقدمت "نور" تحاول المساعدة ولكن للأسف، بعد تكوينها لكتلة مكونة من الحِمم تجاهها، قامت "قوت" بسحبها وكأنها تجذبها من بين يديها وبعدها القتها تجاهها للتتصدى لها "روز" بدرعها الحديدي، تقدمت "آزاد" بالوقت ذاته تحاول ايقافها ولكن تحكم "قوت" لقوة النار جعلها تتحكم أيضًا بعقول الحراس، أصبحوا جميعًا بصفها، وهم وحيدون دون حماية، لا قوة، ولا حتى فرصة صغيرة للنجاة..

الهياكل تحاوطهم من كل اتجاه، على رأسهم هي -قوت- و"سلاف" بالوسط يحاول جاهدًا إلا يضيع على نفسه مشهدًا كهذا، وكأن الظلام يحل، وكأن الظلم يهل، بل وكأن الشر يفوز!

بين هذا وذاك، وبين التفكير العميق لما قد يحدث بالثانية الآتية، وقعت الهياكل جميعها على الأرض دون مقدمات، واحدًا تلو الآخر.. كانت تسقط اعضاءهم وكأنها تنهار، من ثم تتحول فالهواء إلى بخار أخضر اللون يجذبها غلى الناحية الأخرى ذلك البئر الذي يقف أمامه "عريق" وعلى وجهه بسمة مُريحة..

كانوا الرفقة يطالعون ما يحدث حولهم بنظرة أملٍ تجاهد للخروج وسط الخوف..

-"نجح عريق" تمتمت بها "منيرة"..

-" ما الذي يحدث لهياكلي؟!!"

كان يتساءل بزعرٍ وهو يراقب كومة الدخان المتناثر فالهواء بلا أدنى فكرة عن ما يحدث..

ثم قال بغلٍ:
-" اقضي عليهم جميعًا!"

أمرها، وكانت كالفهد تنفذ، تحركت تجاههم ليتقدموا واحدًا تلو الآخر للتصدي لها، لا قوة.. بل بالقتال اليدوي، مرة ينجح أحدهم في لكمها ومراتٍ أخرى تنجح هي، سقط "أنس" وبعده "خضير"، أصيبت "نور" وبعدها "منيرة"، اتجهت إلى "روز" التي سقطت بالأرض متألمة من ذلك الجرح الذي افتعلته "قوت" في قدمها، ثم تصدت لها "دارلين" بواسطة سحرها وغرابها الضخم "أوين" ولكن ما الفائدة يا تُرى، فهي الأقوى من بينهم..

انتقلت بآخر المطاف إلى شقيقها الضعيف، يقف وهو يمسك بمكان الجرح الذي ينزف وعيناه تقطران بغزارة، يطالعها بأملٍ ورغبة قوية ألا تكون مثله؛ قاتلة..

-" لستِ كذلك، لستِ كما يريدك أن تكوني قوت!"

طالعته بدون تأثر فأكمل:
-" هو من تسبب لنا بذلك، هو من قتل عائلتنا قوت، هو من قتل سعادتنا واحلامنا، أرجوك لا تصغي إليه، لا تساعديه في ذلك!"

ما أن ظهرت تعابير التأثر على وجهها جاءها الأمر من الخلف:
-" اقتليه!"

فعادت مرة أخرى لما كانت عليه، وجهٌ شاحبٌ، وتعابيير شريرة يكسو اعماقها الكثير من الغل والكره، ملامح غريبة وصوتٌ أغرب، وكأنها تحولت تمامًا، وكأنها ليست هي..

تحولت اليوم إلى ذلك الوحش الذي كانت تحاول جاهدة من بداية نشأتها إلا تتأثر به، فات الأوان الآن.. أصبح كل شيء هنا عبارة عن دمار، الأرض، المملكة، الذكريات.. وقلبها..

تقدمت بخطواتها تجاهه تعلن بنظراتها أنها ستنفذ ما قاله وتنهي كل شيء، ولكن فجأة.. هبط امامها الصقر -فريد- الخاص بوالدها، كان يتوسط المسافة بينها وبين "تيم" الضعيف، يطالعها بعمق وتبادله هي بريبة، اصتحبت بعدها التأمل في مقلتاه الصفراوتان، هدأت ملامحها الجامدة قليلًا، وارتكزت مشاعرها المتوترة أخيرًا، وخصيصًا بعد تحول الصقر فجأة أمامها إلى هيئة والدها الحنون، يشع من عينيه الحزن والضيق على ما وصلت إليه، كان يراقبها بصمت وبسمة طفيفة زينت ثغره الأيمن، بينما هي هدأت النار الناشبة في فؤادها ورقت مقلتيها بالدموع المتلألأة..

-" أبي؟!"

نبست وهي تميل بعنقها..

-"صغيرتي"

اجهشت بالبكاء وهي تطالعه بعينان ثابتتان رغم ما ينهمر منهمها، فتقدم هو تجاهها يقول..
-" ابنتي القوية، كم كبرتِ!"

-" لماذا؟، لماذا رحلت وتركتنا خلفك نعاني، لماذا يا أبي لماذا حدث كل هذا؟!"

رد عليها وهو يمسك بكفها المرتعش:
-" لأنه مقدر لنا صغيرتي، مقدر لي أن أرحل، ومقدر لكِ أن تعاني، ولكنكِ قوت يمكنك انهاء هذه المعاناة إن أردتِ!"

-" كيف وقد ماتت والدتي، كيف وقد دمرت مملكتي يا أبي، كيف لي أن أكمل السبيل دونكم؟"

تفوهت بنحيب وهي تغطي مقلتيها، فأجابها بعد أن اشاح يديها وأضحى يجفف وجنتيها:
-" لم يكن الاستسلام من صفاتنا أنا ووالدتك يومًا، أعلم أن سلاف نجح في اظهار صورتي بتلك الصفة لكِ، ولكن بالأخير أصبحتِ تعلمين الحقيقة كاملة، وهذا ما يعنيني الآن قوت!.."

شهقت بعلوٍ فأكمل لها بنبرة حزينة:
-" لقد نجح سلاف في ابعادي عنكِ وحرمانكِ من أصغر حقوقكِ عليّ قوت، لقد كان السبب في كل شيء يحدث لنا، لا تدعيه يتحكم بكِ كما فعل مع من قبلك مثلي.. أنت أقوى منه قوت لذلك هو يستغلك، لا تكوني كما يريدك هو، بل كما تريدين أنت.. وأنت يافعة، أميرة، شجاعة، وقوية، ولستِ كما يظن هو.. أنت لستِ بضعيفة!"

-" ماذا أفعل؟"

سألت بضعف وكأنها تريد من يرشدها للطريق فأجابها سريعًا بعد أن ابتسم بوجهها:
-" انتصري."

أُفيقت تراقب الوضع حولها، تطالع الدمار الذي لحق بأصدقاءها وأرضها، تطالع تعابير وجه شقيقها المتوترة لحالها، يبدو أنه مازال يظن أنها ستقوم بقتله..

لمست هي ذلك الشعور داخله، وبالفعل تقدمت تجاهه ثم قامت بمعينته على الوقوف، من ثم قامت بمسح الجُرح الذي تسبب به "سلاف" حتى اختفى بالحال..

راقبها بصمتٍ وملامح ثابته ولكن تحولت هذه الملامح إلى أخرى سعيدة وخصيصًا عندما شعر بخفة جسده المعافى من جديد..

همست له:
-" لننتصر لوالدينا تَيم"

أومأ ببسمة شغوفة ومن بعدها تلاقت أبصارهم معه، كان يقف عاجزًا دون مساعدة، لا هياكل، ولا حتى حراس، ولا معين.. فقط ظلاله المخيفة التي تحتل الأرض من حوله..

استطاع التيقن أخيرًا من أن "قوت" لم ولن تكن بالصف ذاته أبدًا، كما فعل والدها وشقيقها قبلًا.. عليه التصالح مع فكرة أن تلك العائلة بالفعل لم تخلق للاستسلام، ولا وجدت لأن تنصف الشر، ومادام الخير يدق عتبات القلوب.. إذًا فالنصر بالتأكيد سيكون من نصيبه!

تلك هي المعركة المنتظرة، المعركة الأخيرة التي ستشهدها تربة تلك المملكة، معركة كانت بدايتها منذ أربعون عامًا، ونهايتها الآن..

تقاتله برفقة "تيم"، برفقة شقيقها الذي كان ومازال وجهتها الأبدية، فبدأ كل شيء منذ رحيله، والآن ينتهي السوء كله بوجوده جوارها..

برفقة صقرها الصخم "فريد" وهو برفقة رفيقه "آبد" يقاتلونه منفردًا، هزيلًا وضعيفًا، والظلال كانت مسئولية البقية من الخلف، خصيصًا بعد عودة تحكمهم بالقوىٰ..

_________
يُتبع..
لِـ مَنار نَجدي.

Continue Reading

You'll Also Like

2.8K 115 8
تصفعنا الحياة يوما بعد يوم، ثمن دروسها تكون احيانا انسانيتنا، احيانا اخري سعادتنا، احيانا اخري مستقبلنا، ولكن الاكيد تأخذنا نحن... انفسنا. ولكن هل...
4K 375 24
" كيف تظنين العالم ينظر إلى هذه الجزيرة؟ "...تبدأ أحداث الرواية على واحد من شواطئ جزيرة إفروديت المنعزلة فلا يبلغها إلا القلائل حيث يتشارك البحار الش...
84.1K 1.4K 20
رواية تحتوي علئ بعض المشاهد الجنسية قد لاتناسب علق علئ البارتات تقديرا لتعبي. يهددها بأغلئ ماتملك بهذة الحياة وهي تستسلم له وتعطي جسدها مقابل حياة...
1.8K 236 10
_ عندما يعيش چايكوب بصراع بين حزنه و آلمه علي فراق زوجته ، و بين النهوض لمواجهه الواقع من اجل صغيرتهم ! _ قصه ‎قصيره بتُحاكي اجزاء من حياه چاي...