FORMAL ASSUMPTION

By jknovii

1.1M 67.9K 70.4K

قـائـد فـيـلـق عـسـكـري رأى الإنـفـصـال عـن زوجـتـه هو الـحـل الأنـسـب لـتـربـيـة ابـنـه فـي بـيـئـة سـلـيـمـ... More

00
01
02
03
04
05
07
08
09
10
11
12
13
14
15

06

64.6K 3.7K 3K
By jknovii

six |formal assumption

.
.
.
.

.
.
.
.

.........

تَـصَـلـبـت أمـامِـه فَـور ان اقـتَـرَب مِـن وَجـهـي يُـردِف تِـلـكَ الـجُـمـلَـة ، الـنَـظَـر فـي عَـيـنـاه كَـانَ خـيارًا غَـيـر مُـتَـاح بِـالـنِـسـبَـة لـي ، لِـذَلِـك لَـم يَـكُـن أمـامـي سِـوىٰ تَـصـويـب بَـصـري عَـلـىٰ شِـفـاهـه الـمُـتَـحَـركَـة بِـسَـبَـب قُـربـه الـشَـديـد مِـنـي .
قَـشـعَـريـرَة احـتَـلَـت جَـسَـدي بِـالـكـامِـل مَـعَ شِـعـوره بـ انـفـاسِـه بِـالـقُـرب مِـن اذنـي مُـبـاشَـرة بَـعَـد ان انـحَـنـى نَـحـوي اكـثَـر .

- عَـقـلـك يُـمـلـي عَـلـيكِ عـصـيـانـي و انـتِ كُـل مـا تَـفـعَـلـيـنـه هـوَ الإنـجِـراف خَـلـفـه فَـقـط بِـدون ان تُـفَـكـريـن فـي الـعَـواقِـب ، مِـمـا انـتِ مَـخـلـوقَـة يـا امـرأة ؟

اغـلَـقـت عَـيـنـي بَـيـنَـمـا امـيـل بِـرَأسـي جـانِـبًـا هَـربًـا مِـن ذَلِـكَ الـقُـرب الـشَـديـد ، هَـربًـا مِـن انـفـاسِـه الـتـي تَـرتَـطِـم بِـبَـشـرتـي فَـتُـزيـد مِـن تَـوتـري اكـثَـر .

- داهَـمـت الـمَـكـان و كَـأنـك فـي مُـهِـمَـة عَـسـكَـريَـة ، هَـل الـخَـطـأ الـمَـجـهـول الـذي ارتَـكَـبـتـه اثـار غَـضَـبَـك الـىٰ هَـذا الـحَـد ؟

تَـأخَـر فـي الإجـابَـة عَـلـي كُـل مـا اشـعُـر بِـه هـو انـفـاسـه الـمَـنـثـورة فَـوق اذنـي و عُـنـقـي .

فَـكَـرت فـي الـتَـراجـع الـىٰ الـخَـلـف خُـطَـوَة واحـدة حَـتـىٰ يَـسـنَـح لـي رؤيَـتـه ، تَـشَـبَـثـت يَـدي بـ سُـتـرَتـه الـمُـحـيـطَـة بـ جَـسَـدي .

تَـجـاهَـلـت حِـدة قَـبـضَـتـه و ضَـغـطَـهـا الـقَـوي حَـول ذراعـي و جـابَـهـت وَجـهـه بـ مَـلامِـح هـادئَـة عِـنـدَمـا تَـمَـكَـنـت مِـن رَفـع رأسـي و الـنَـظَـر الـيـه .

نَـظـراتـه الـحـادَة الـتَـهَـمَـت وَجـهـي فَـور مُـقـابَـلـتـه بِـه ، لَـم اقـوى عَـلـىٰ الـثَـبـات بِـداخِـل جِـفـونِـه الـمُـرتَـخـيَـة بِـشَـكـل دائِـم لِـذلـك تَـنَـقـلـت بَـيـنَـهـم و بَـيـنَ فَـكـه الـحـاد الـذيّ بَـرز بِـسَـبَـب شَـراسَـة ضَـغـطـه عَـلـى اسـنـانِـه .

حَـديـثـي لَـم يَـعـجـبـه كَـمـا الـحـال مَـعـه دائـمًـا ، احـتَـك لِـسـانِـه بِـجـدار وِجـنَـتـه مِـنَ الـداخِـل يَـتَـنَـاوش مَـعـه ، عِـنـدَ عَـودَتـي الـىٰ عَـيـنـاه وَجَـدتُـه يُـرخـي جِـفـونـه اكـثَـر حَـتُىٰ اخـتَـفَـت عَـدسـيـتـاه .

- جَـهـلـك لَـن يَـشـفَـعـلـك بَـعـد الآن ، اسـتِـمـرارك فـي إثـارة غَـضـبـي بِـهَـذا الـشَـكـل يُـقَـلـص فُـرص الـمُـعَـامَـلَـة بـلـيـن مَـعَـكِ .

تَـلَـبَـسـت الـصَـمـت نَـظَـراتـي سـاكِـنَـة فَـوق جِـفـونِـه الـتـي بَـدأت فـي الإنـفـتـاح تَـدريـجـيًـا مَـعَ نِـهـايَـة جُـمـلـتـه .

بِـنَـفـس الـيَـد الـتـي تَـقـبـض عَـلـى ذراعـيّ سَـحـبـنـي بِـهـا يُـلـصـقـنـي بِـه مِـثـل قَـبـل يَـمـحـي خَـطـوتـي الـتـي رَجـعـتَـهـا مُـنـذُ لَـحـظـات .

- قـدومِـك الـىٰ هُـنـا بِـدون اخـبـاري تَـصَـرُف احـمَـق كَـادَ ان يُـهـدِم مَـجـهـود اربَـعَـة اشـهُـر عَـلـىٰ يَـد امـرأة مِـثـلـك تَـهـوىٰ عِـنـادي .

نَـطـقَ بِـنَـبـرَة حـادَة امـامَ وجـهـي .

بَـدأت مَـلامِـحـي تَـنـكَـمِـش تَـدريـجـيًـا بَـعـد ان اسـتَـمَـعـت الـيـه .

- لَـم افـهَـم ، مـا عِـلاقَـة قُـدومـي الـىٰ الـمَـكـان الـذيّ انـوي الـعَـمَـل بِـه بِـمَـجـهـود سِـيـادتَـك ؟

هَـذه الـمَـرَة هـو مَـن قَـرَر الإبـتـعـاد عَـنـي ، يُـحَـرر ذراعـيّ مِـن قَـبـضة كَـفَـتـه ، يَـقـتـا بِـهـا الـطَـريـق مَـعَ يَـده الاخـرىٰ نَـحـو يَـاقَـة سُـتـرَتـه ، ايّ سُـتـرَتـي الـحـالـيَـة .

- اصـمُـتـي و اسـتَـمـعـيّ الـيّ .

رَجُـل مِـثـلَـه مِـن الـطَـبـيـعـي ان يَـكـون سَـريـع الـبَـديِـهَـة بـالـطَـبـع ، عِـنـدمـا ادرك رَغـبَـتـي فـي الـتَـحَـدث و الـرَد عَـلـىٰ اوامِـره الـمُـسـتَـبِـدَة تِـلـك انـتَـقـل بـيَـده الـيُـمـنـىٰ يَـسـتَـنـد بِـراحِـتِـهـا اسـفَـل فَـكـي ، حـاصَـر ثَـغـري بـ سَـبـابَـتـه يَـمَـنـع حِـروفـي مِـن الـخـروج مِـن بَـيـن شِـفـاهـي .

- اتـركِ سَـجـيَـتـك الـنَـافِـرَة تِـلـك هُـنـا فـي حَـيـز وقـوفِـك و تَـمـاشـي مَـعـي ، تَـصَـرفـاتـكِ سَـتَـكـون مَـبـنـيَـة عَـلـى مَـكـانَـتِـكِ الا و هَـي الـسَـيـدَة جـيـون ايـلـيـروڤـا ، زوجَـة قَـائـد الـفَـيـلَـق الـذي اتـىٰ مِـن اجـل مُـعـايَـنَـة مَـكـان عَـمَـل زَوجَـتـه .

سَـحَـبـت طَـرف سُـتـرَتـه بَـيـن كَـفَـة يَـدي اوجـه لَـهـا جُـل غَـيـظي ، انـتَـقـل بـ اصـبَـعـه مِـن فَـوق شِـفـاهـي حَـيـثُ زر الـسُـتـرة الـثـانـي يُـغـلـقـه .

بَـدىٰ و كـأنـه يَـخـتَـرق الـقـانـون الـسَـادس الـذي تَـم وضـعـه بالأمـس فَـقَـط .

ثَـبَـت يَـدي بِـجـانِـب جَـسَـدي اخُـذ نَـفَـسًـا عَـمـيـق .

- انـتَ لا تَـمـتَـلـكـنـي حَـتـىٰ تَـأمـرنـي بِـمـا اتـصَـرف وفـق لَـقـبَـك ذَلـك ، لَـن افـعَـل بِـالـطَـبـع ، سـأكـون عَـلـىٰ سَـجـيـتـي فـي ايّ وَقـت .

انـتَـهـىٰ مِـن اغـلاق الـزر الـثـالـث يُـصَـوب انـظـاره عَـلـىٰ يَـده فَـوق صَـدري تُـحـاول اخـفـائِـه اسـفَـل مَـلابـسـه .

- هُـنـاكَ اشـيـاءً مُـقَـدَر لَـهـا ان تَـتَـغـيّـر لِـذَلـك كُـل مَـا عَـلـيـكِ فِـعـلـه هَـو ان تَـتَـقَـبـلـي واقِـعـكِ و مـا يَـحـدث بِـه .

تَـزامَـن نُـطـقـه لـ تِـلـكَ الـجُـمـلَـة مَـعَ انـتِـهـائـه مِـن اغـلاق ازرار سُـتـرَتـه بِـشَـكـل كَـامِـل ، عِـنـدَمـا انَـتَـهـى ذَهَـب بَـيَـده الـىٰ يَـدي الـيُـمـنَـىٰ يَـلـتَـقِـطـهـا بَـيـده و بـ اصـابِـعـه يَـطـوي كُـم الـسُـتـرَة حَـتـى تُـنـاسِـب طـول ذِراعـيّ .

انـكَـمِـش مـا بَـيـنَ حـاجـبـاي اهـز رأسـي خَـفـيـفًـا .

- مـاذا يَـعـنـي هَـذا الآن ؟

انـتَـقـل الـىٰ يَـدي الـيُـسـرىٰ يَـفـعَـل مَـعَـهـا مِـثـلَـمـا فَـعَـل مَـع الـيُـمـنـىٰ .

- امـتَـلـكِـك .

وَجـه نَـظَـراتـه نَـحـو عَـيـنـيّ مَـع مـا اردفـه لـلـتَـو ، بَـث بـي الارتِـبـاك فَـور ان تَـلاقَـت اعـيُـنـنـا مَـعًـا .

نَـفَـضُـت رأسـي اكـرر هُـروبـي مِـن نَـظَـراتِـه .

- لَـن افـعَـل ايّ شَـيء خـارج ارداتـي .

هَـمـهَـم يَـرفَـع وَجـهـه الـىٰ الـسَـقـف ، لَـم يَـكُـن وقـتًـا مُـنـاسِـب لـكَـي اشـعُـر بـالـسـعـادَة لِـكَـونِـه غـاضِـب بـسَـبـي لأنَـنـي بـالـفِـعـل كُـنـت خـائِـفَـة مِـنـه .

نَـظـرتُ الـىٰ الأعـلـىٰ احـاول رؤيَـتـه بِـدون ان ارفـع وجـهـي بِـمُـحـاذاتـه وجَـدتـه يَـعُـض بـقَـواطِـعـه عَـلـىٰ سُـفـلـيَـتُـه يَـتَـخـصـر بـكـلـتـا يَـداه .

سَـحـب شَـهـيـقًـا عَـمـيـق يُـخـفِـض وَجـهـه نَـحـوي .

- سـأقـودك اذًا .

كَـان سَـريـع الـتَـصَـرف حِـيـنَـمـا مَـد يَـده يـأخُـذ يَـدي بَـيـنَـهـا و يَـسـحَـبـنـي خَـلـفـه نَـحـو مَـكـتَـبـي الـذي مـا يُـفـصـل بَـيـنَـنـا و بَـيـنـه بَـعـض الإنـشـات فَـقَـط .

عِـنـدَمـا وَصَـلـنـا الـيـه لَـم يُـفَـكِـر كَـثـيـرًا و جَـلـسَ فَـوق الـمَـقـعـد الـذيّ يَـتَـواجَـد بِـخَـلـف الـمَـكـتَـب .

فَـرت شَـهـقَـة عَـالـيَـة مِـن ثَـغـري حـاولـت احـتِـوائِـهـا بِـيَـديّ حِـيـنَـمـا جَـذَبـنـي مِـن يَـدي الاخـرىٰ يُـجـلِـسـنـي فَـوق فَـخـذه .

عَـيـنَـايّ الـجـاحِـظَـة اثـر فِـعـلـه الـمُـفَـاجـئ هَـذا ذَهـبَـت بِـنَـظَـراتِـه حَـيـثُ كَـفَـتـه و هـي تَـسـيـر فَـوق خِـصـري بِـبُـطء لِـكَـي تُـغَـلِـفـه .

صَـدمَـتـي من مـا حَـدث اسـتَـحـوَذت عَـلـى جَـسَـدي بِـالـكَـامِـل ، بَـقَـيـت احُـدق بِـكَـفَـة يَـده اغـلـف ثَـغـري بِـراحَـة يَـديّ .

شَـعـرتُ بـ انـفـاسِـه تَـقـتَـرب مِـن عُـنـقـي و صَـدره يَـلـتَـصِـق بـ ظَـهـريّ ، هَـبَـطَـت انـفـاسِـه فَـوق اذنـي تَـبـعَـث بِـداخِـلـي قَـشـعَـريـرَة غَـريـبَـة .

- ايـاكِ و الـتـحَـرك مِـن مَـكـانـكِ سَـيـدة جـيـون .

ابـتَـلَـعـت مـاء جَـوفـي اخـفِـض يَـدي حَـيـثُ حـافَـة الـمَـكـتَـب اسـتَـنِـد عَـلـيـه .

- مـاذا تَـفـعَـل ؟

شُـعـور اخـر بـ تَـحَـرُكـه اسـفَـلـيّ ، هَـذه الـمَـرَة كـانَـت يَـده تَـقـتَـرب مِـن الـمَـكـتَـب ، نَـفـثَ انـفـاسِـه بِـداخِـل اذنـي قَـبـل ان يَـنـطَـق .

- افـعَـل مـا لا يَـجـدُر بِـكِ فِـعـلـه ، اقـود ارادتـكِ الـعـاصـيَـة لـ سُـلـطَـتـيّ .

كُـنـت عـاصـيَـة لَـه حَـقًـا حَـيـثُ انَـنـي كَـثَـفـت ضَـغـطـي عَـلـىٰ الـمَـكـتَـب احـاوِل الـوقـوف بَـعـد اخَـر مـا نَـبـسَـه .

كَـفَـة يَـده سَـحـقِـت خِـصـري اسـفَـلـهـا الـىٰ هَـذا الـحَـد الـذيّ جَـعـلـنـي اشـعُـر بِـبَـعـض الألـم ، ثَـبَـت جَـسَـدي فَـوق فَـخـذه بـ اسـتِـخـدَام يَـده .

- ايـلـيـروڤـا الـعَـاصـيَـة كُـونـي هـادِئَـة .

مِـن اجـل الـنَـظَـر الـيـه اضـطَـرَرتُ الـى الـرجـوع اكـثَـر بـ ظَـهـري الـىٰ الـخَـلـف حَـيـث صَـدره ، حَـدَقـت بِـه مَـعَ خَـلـيـط مِـن الـمَـشـاعِـر لـه بِـداخِـلـي ، ارتـبـاك ، حِـقـد و كُـره ، خَـوف ايـضًـا .

- هُـنـاكَ قـانـون يَـنُـص عَـلـىٰ عَـدَم الاحـتِـكـاك الـجَـسَـدي بَـيـنَـنـا ، الا تُـدرك انـكَ قُـمـت بـ اخـتِـراقـه لـلـتَـو ؟

سـارَت يَـده بِـجـانِـب خـاصَـتـي فَـوق الـمَـكـتَـب بِـمَـهـل كَـمـا تَـفـعَـل انـفـاسـه الـهـادِئَـة خَـلـف اذنـي .

- عِـنـدَمـا يَـتِـم اخـتِـراق قـانـونًـا مـا مِـن قِـبَـل صـاحِـبـه يُـسَـمـىٰ بِـ تَـصَـرُف مِـن صُـنـع شَـيـطـان ، يَـجـنـي مِـن تِـلـكَ الـثَـغـرَة عـائـد يُـغـفِـر لَـه تَـمـرُده  .

كَـلِـمـاتِـه الـمُـهـيـبَـة و الـثَـقـيـلَـة تِـلـك تُـزيـد مِـن تَـمَـكُـن الـقَـشـعَـريـرَة مِـن جَـسَـدي .

سـارَت عَـيـنـي مَـعَ يَـده وصـولًا الـىٰ الـهـاتِـف الـخـاص بـ الـمَـكـتَـب يَـنـتَـشِـل الـسـمَـاعَـة بَـيـن انـامِـلـه .

قَـبـل ان يُـجـري الاتِـصـال شَـعـرت بَـضَـطُـه مُـجَـدَدًا بـ يَـده فَـوق خِـصـري .

- مَـلابِـسـكِ ازعَـجَـتـنـي .

شَـدَدّ الـضَـغـط يَـسـتَـمِـر فـي الـهَـمـس بِـجـانِـب اذنـي .

- و كَـثـيًـرا سَـيـدة جـيـون .

اسـدَلـت جِـفـونـي فَـوق مِـقـلـيـتـاي احـاول تَـشـتـيـت الـتَـوتـر بَـعـيـدًا عَـنـي .

قَـرب الـسَـمـاعَـة مِـن وَجـهـه ، يُـكِـمـل حَـديـثـه مَـعـيّ .

- سَـنُـضِـيـف قـانَـونًـا اخـر يَـشـمَـل تِـلـك الـمَـلابِـس الـتـي لا تُـنـاسـبـكِ ، تَـمـرديّ عَـلـىٰ الـقـانـون لَـيـس الـتَـصَـرُف الـوحـيـد الـذيّ يَـصـنَـعـه شَـيـطـان مِـثـلـي عِـنـدَمـا يَـشـعُـر بـ الإنـزِعـاج مِـن قِـطـعَـة مَـلابِـس ايـلـيـروڤـا .

ابـتَـلَـعـت ريـقـي ارفـعَ عَـيـنـي انـظُـر الـى الأرجـاء ، تَـلـبَـسَـتـنـي الـرَهـبَـة مَـع الـسِـكـون بَـيـنـمـا هـو قَـد قـامَ بِـوَضـع سَـمـاعَـة الـهـاتِـف فَـوق اذنـه و لَـكِـن الـىٰ الآن لَـم يُـجـري ايّ اتِـصـال

الـتَـفَـتُ مَـرَة اخـرىٰ نَـحـوه فـ اسـتَـقـبَـلـنـي يُـحـدق بـي بِـ اعـيُـن ثـابِـتَـة .

- و الآن اصـبَـحَـت الـسَـيـدَة جـيـون ايـلـيـروڤـا جـاهِـزَة لـ الـتَـعـرُف عَـلـىٰ صـاحِـب الـعَـمَـل .

اسـتَـمـر فـي بَـث نَـظـراتـه بِـداخِـل عَـيـنـي يَـضـغَـط عَـلـىٰ الـزر الـذي يَـصـل الـهـاتِـف بـمَـكـتَـب تِـلـكَ الـسِـيـكـرتـيـرَة .

- ارسِـلـي مُـديـرك الـىٰ هُـنـا .

انـحـنـىٰ نَـحـوي اثـنـاء وَضـعـه لـ سـمـاعَـة  الـهـاتِـف فـي مـكـانِـهـا الـسـابِـق ، اسـرَعـت فـي الابـتِـعـاد و الـعَـودَة بِـوَجـهـي الـىٰ الأمـام .

نَـظـرت الـىٰ بـاب الـمَـكـتَـب ، اشـعُـر بـ الاحـراج مُـنـذُ الآن مِـن رؤيـة الـسَـيـد شـيـن لـي بِـهَـذا الـوَضـع ، جَـمَـعـت اصـابِـعـي بِـداخِـل كَـفَـة يَـدي اكـبَـح رغـبَـتـي بـ الـصِـراخ عَـلـيـه و الـهَـرَب مِـن بَـيـن يَـديـه .

لَـم يَـمُـر سِـوىٰ لَـحـظـات قَـلـيـلَـة و سَـمِـعـنـا طَـرق عَـلـىٰ بَـاب الـمَـكـتَـب ، الـطـارق لَـم يَـدخُـل فَـورًا بَـل ظَـلَ واقِـفًـا يَـنـتَـظـر ان نَـسـمَـح لَـه .

بـالـتـأكـيـد لَـن اكـون هَـذا الـشَـخـص الـذي سَـوف يَـسـمـح بِـذلِـك و يَـبـذل مَـجـهـود مِـن الـمُـمـكـن ان يَـكـون الـسـبَـب فـي تَـحـرُكـي فَـوق ، بَـقَـيـت سـاكِـنـة حَـتـىٰ انـفـاسـي بَـدأت فـي اسـتِـنـشـاقِـهـا بِـبُـطء .

حَـرك كَـفَـة يَـده فَـوق خِـصـري صـعـودًا و نِـزولًا .

- انـصـاعـيّ الـيّ ايـلـيـروڤـا .

سَـحَـبـت نَـفـسًـا اكبـر و اعـمَـق مِـمـا قَـبـل ، كُـل مـايَـفـعَـلـه يَـسـلُـب مِـن قُـدرتـي عَـلـىٰ الـتَـنَـفُـس .

نَـظَـرت بـ طَـرف عَـيـنـي الـىٰ يَـده الأخـرىٰ و هـوَ يَـسـتَـنِـد بِـهـا فَـوق فَـخـذي الأيـسَـر لأصـبـح مُـحـاوَطَـتـه بِـه مِـن كُـل الإتِـجـاهـات .

زَفـرت انـفـاسـي اضـغَـط عَـلـىٰ جِـفـونـي بِـغَـضَـب مِـن هَـذا الـمَـوقِـف الـذي وَضـعـنـي بِـه ، مِـلـتُ بِـ رأسـي جـانِـبًـا اكـظِـم حَـنـقـي ، اثـنـاء ذَلِـك الـتَـقَـطَ انـفـي رائِـحَـة عُـطـره الـمُـتـواجَـد فـيٰ مَـلابِـسـه اعـلـىٰ جَـسَـديّ ، رائِـحـة تَـحـمُـل مِـن صِـفـاتِـه و وقـاره ، تَـلـيـق بِـه .

اتـىٰ صَـوتـه مِـن خَـلـفـي يَـسـمـح لـلـسَـيـد شـيـن بِـالـدخـول ، انـزَلـت رأسـي هَـربًـا مِـن نَـظَـرات مُـديـري فـي الـعَـمَـل فَـور دخـولـه .

يَـد الـسَـيـد جـيـون لَـم تَـكِـف عَـن الـتـحَـرُك فَـوق خِـصـري ، كـانَ مُـسـتَـرخـيّ تَـمـامًـا عَـكـسـي يَـسـتَـنِـد بـظَـهـره عَـلـىٰ الـمَـقـعَـد .

تَـحَـمـحَـم الـسَـيـد شِـيـن يُـجـبـرنـي عَـلـىٰ الـتَـحـديـق بِـه ، اضـطَـرَرتُ لـ رَسـم ابـتِـسـامَـة مُـزيَـفَـة فَـوق ثَـغـري حَـتـىٰ لا يَـشُـك فـي وَضـعِـنـا .

رأيـتَـه يَـنـحَـنـي بِـقـوَة حَـتـىٰ كَـاد ان يُـقـابـل رُكـبَـتِـه بـوَجـهـه ، رَمَـيـتُ نَـظـرَة خـاطِـفَـة عَـلـى الـقـائِـد لأجـده يُـحَـدق بِـه مِـن اسـفَـل جِـفـونِـه بِـمَـلامِـح ثـابِـتَـة مِـثـل نَـظَـراتـه ، غُـروره يُـسـرَد بِداخِـل مِـقـلـيـتـاه .

اسـتـقـام الـسَـيـد شـيـن و عَـلـىٰ وَجـهـه ابـتـسـامَـة واسِـعَـة ، يَـتـنَـقَـل بِـنَـظـراتـه بَـيـنـي و بَـيـن الـقـائِـد .

- مَـرحَـبًـا بِـكَ سَـيـد جـيـون ، تَـفـاجَـئـت بِـوجـودك هُـنـا لِـذَلِـك لَـم اتـمَـكَـن مِـن اسـتِـقـبـالَـك بـنَـفـسـي .

وَقـعَـت عَـيـنـي مُـهَـروِلَـة فَـوق اصـبَـع يَـده الـسـبـابَـة و هـوَ يَـرسِـم بِـه اشـكـال دائِـريَـة .

- اجـلِـس .

وَجـه حَـديـثـه لـ الـسَـيـد شـيـن الـذيّ اتـىٰ مُـسـرعًـا يَـهـبِـط بـجَـسَـده فَـوق الـمَـقـعَـد الـمُـجـاوِر لـلـمَـكـتَـب .

سَـحـبـت يَـدي مِـن فَـوق الـمَـكـتَـب بِـهـدوء لَـكـي لا اجـذِب انـتِـبـاه ذَلِـك الـمُـديـر الـيّ ، وَضـعـتَـهـا فَـوق يَـدهُ مُـبـاشَـرة اوقِـفـهـا عَـن الـحَـركَـة بَـل قَـرَرت نَـزعـهـا مِـن اعـلـىٰ جَـسَـدي ايـضًـا .

قَـلـب كَـفَـتـه اسـفَـل يَـدي عِـنـدَمـا شَـعـر بِـذَلِـك يُـغَـلِـف يَـدي فَـيُـصـبـح هِـو الـمُـتـحَـكِـم بِـهـا .

اريـد صَـفـعـه و الـصِـراخ فـي وَجـهـه ، اريـد ارجـاع خُـصـلات شَـعـريّ مِـن اعـلـىٰ جَـبـهَـتـي ايـضًـا .

مَـرة اخـرىٰ قَـرَرت الـبـقـاء سَـاكِـنَـة فَـوق فَـخـذه ، سـأبـقَـىٰ هَـكـذا حَـتـىٰ يَـنـتـهـي هَـذا الـلـقـاء و يَـذهَـب هَـذا الـقـائِـد مَـعَ مَـوكِـبـه مِـن هُـنـا .

نَـقـرَ بـ ابـهـامِـه فَـوق يَـديّ يُـسـكِـت عَـقـلـي عَـن الـثَـرثَـرة ، بَـصـره مِـصَـوب عَـلـىٰ وَجـه الـسَـيـد شـيـن .

- تَـوَقـف عَـن الإبـتِـسـام بِـتَـمَـلُـق ، اعـلـم انـكَ لَـسـتُ سَـعـيـدًا بـرؤيَـتـي .

كَـلـمـاتِـه حـادَة عَـكـس نَـبـرَتـه الـهـادئَـة ، عَـضَـضـت عَـلـى بَـاطِـن وجـنَـتـي حـيـنَـمـا اسـتـأنَـف حَـركَـة يَـده فَـوق خِـصـري يُـكِـمـل حَـديـثـه .

- قَـرَرت زَوجَـتـي الـعَـودَة الـىٰ نَـفـسْ الـشَـرِكَـة الـتـيّ قـامَـت بِـرفـضـهـا مُـنـذُ مُـدَة و هَـذا مـا اجـبَـرنـي عَـلـىٰ الـقـدوم الـىٰ هُـنـا ، و هَـذا يَـعـنـي انَـنـي ايـضًـا لَـسـتُ سَـعـيـد بـرؤيَـتـك .

تَـغَـيـرت مَـلامِـح الـمُـديـر فَـور ان تَـحَـدث الـقـائـد بـهَـذه الـنَـبـرَة .

- بِـخـصـوص هَـذا الأمـر ، صَـدقـنـي سَـيـد جـيـون انَـنـا كُـنـا عَـلـىٰ جـاهـلًا تـام بـقـرابَـتـهـا لـكَ ، سِـيـرنـا وفـق اسـاسـيـات الـشَـركَـة فَـقَـط ، حَـضـرتـك رَجُـل عَـسـكَـري و بـالـتـأكـيـد تَـعـلـم كُـلّ هَـذه الأمـور .

ابـتَـسَـمـت بِـسُـخـريَـة اغـرض عَـن الـنَـظَـر الـيـه ، اسـاسـيـات نَـفـس الـشَـركَـة قـامِـت بِـقـبـولـي بِـدون ان تَـقـوم بِـمُـقـابَـلـة اخـرىٰ مَـعـي او الـتـحَـقـق مِـن اوراقـي الـجـامـعـيَـة الـتـي كَـانَـت الـسَـبـب فـي رَفـضـي ، لَـقـب فَـقَـط قـام بـ اسـتـئـنـاف كُـل هَـذا حَـتـىٰ انَـه قـامَ بـتَـغـيـر مُـعـامَـلَـة الأشـخـاص مَـعـي .

كَـانَ الـسَـيـد شـيـن بِـصَـدَد الـتَـحَـدُث مُـجَـدَدًا لَـكِـن الـقـائِـد اعـدَم تِـلـكَ الـفُـرصَـة عِـنـدَمـا نَـطـق .

- اخـتـيـارهـا لِـلـعَـمَـل مَـعـكَ بِـرغـم مـا حَـدث هَـذا يَـعـنـي انـهـا لا تَـحـمـل ايّ ضَـغـيـنَـة تِـجـاهَـك .

مـال بـ عُـنـقِـه يَـمـيـنًـا يُـكَـثِـف نَـظَـراتـه الـحـادَة تِـجـاهـه .

- لَـكِـنَـنـي افـعَـل .

رَفـعـت حـاجـبـاي احـدق بـه ، اسـتَـمَـر فـي تَـسـلـيـط بَـصـره عَـلـيـه و لَم يـتـخَـلـىٰ عَـن الـمَـسـح فَـوق خِـصـري .

- و لأنَـنـيّ رَجُـل عَـسـكـري اتَـيـت الـىٰ هُـنـا مِـن اجـل مُـعـايَـنـة الـمَـكـان الـذي سَـوف يَـسـتَـقـبِـلـهـا بِـشَـكـل يَـومـي تَـقـريـبًـا .

تَـوَجـه بـ عـيـنـاه نَـحـوي ، يُـسَـلِـط بَـصـره الـىٰ داخِـل عَـيـنـي .

- لَـيـسَ هُـنـاكَ خَـوفًـا عَـلـي زَوجَـتـي مِـن الأشـخـاص فَـهـي تُـجـيـد الـتـعـامُـل مَـعَ مِـن يُـزعِـجـهـا .

اخـفَـضـت وجـهـي مُـبـتَـسِـمَـة ، لا اعـلَـم اذا كَـانَـت ابـتِـسـامَـة قَـد قُـمـت بـ رَسـمـهـا اعـلـىٰ ثَـغـري مِـن اجـل ان تُـنـاسِـب الـمَـوقِـف امّ انـهـا ابـتِـسـامَـة حَـقـيـقـيَـة بِـسَـبَـب اطـرائـه الـمُـفـاجـئ لـي .

عـاد بـ عـيـنـاه الـىٰ الـسَـيـد شـين .

- و هـذا لا يـعـنـي انـكَ انـتَ و مـوظَـفـيـنـك تَـمـتَـلـكـون فُـرصَـة لـ ازعـاجـهـا ، هَـل صـيـغَـة حَـديـثـي مَـفـهـومَـة ؟

جَـمـعَ الـسَـيـد شـيـن كِـفـوف يَـده امـامِـه فَـوق سَـطـح الـمَـكـتَـب ، تَـعـتَـريـه مَـلامِـح مُـضـطَـربَـة .

- مَـفـهـومَـة سَـيـديّ ، راحَـة الـسَـيـدة جـيـون هُـنـا سَـتَـكـون اول اهـتِـمـامَـتِـنـا ، لَـيـس عَـلـيـك ان تَـقـلـق بـشـأن هَـذا الأمـر ابـدًا .

غَـادَر الـمَـقـعَـد بِـ رأسـه يُـلـصِـق صَـدره بـ ظَـهـريّ .

- لَـسـتُ قَـلـقًـا ، انـا هُـنـا الـقـي اوامـري عَـلـيـك لا انـتَـظِـر مِـنـك شَـيـئـا غَـيـر الـطـاعَـة .

سَـحَـبَ الـسَـيـد شـيـن كِـفـوف يَـده و الإرتِـبـاك يَـمـلأ مَـلامِـحـه ، يَـومـأ لَـه يُـحـاوِل ابـعـاد انـظـارِه عَـنـي بِـقَـدر الإمـكـان .

هُـنـاكَ تـضـارب فـي مَـشـاعِـري ، سَـعـيـدة كـونـي اسـتَـقـريـت انـا و طِـفـلَـتـي ، سَـعـيـدة لأن هُـنـاكَ مَـن يَـحـمـيـنـي و يَـبـحَـث عَـن راحَـتـي حَـتـىٰ و ان كـانَ الـسَـبَـب وراء هَـذا لَـقـبـه فَـقَـط و مـحـاوَلـتـه فـي الـحِـفـاظ عَـلـيـه .

كَـمـا ان هُـنـاكَ حُـزن كـامِـن بِـداخِـلـي عَـلـىٰ ضَـعـفـي و عَـجـزيّ فـي انـجـاز كُـلّ هَـذا بِـمُـفـرَدي ، حِـمـايَـة طِـفـلَـتـي ، الـعَـودَة الـىٰ الـدراسـة بِـدون تَـدَخُـلـه  ، و صـولـي الـىٰ هَـذا الـعَـمَـل بِـمَـجـهـودي فَـقَـط و لَـيـسَ مِـن اجـل لَـقـبـه ، كُـلّ هَـذا حَـدَثَ بـفَـضـلـه .

شَـرَدت فـي افـكـاري حَـتـىٰ اتَـت نَـبـرَتـه الـهـامِـسَـة بِـجـانِـب اذنـي .

- انـتَـظـريـنـي فـي الـخـارج لِـعـدَة لَـحـظـات سـأوافـيـكِ فـي الـحـال ، لا تُـفَـكـريـن حَـتـىٰ فـي نَـزع الـسُـتـرَة مِـن اعـلـىٰ جَـسَـدك .

تَـنَـقَـلـت بـنَـظـراتـي بَـيـنـه و بَـيـن الـمُـديـر قَـبـل ان انـحَـنـي تِـجـاهـه انـطـق بِـنَـفـس الـنَـبـرَة .

- فَـلـيَـكـن بـعـلـمَـك انَـنـي افـعَـل كُـل مـاتَـطـلُـبـه مِـنـي بِـسَـبَـب رغـبَـتـي فـي انـتِـهـاء هَـذا الأمـر و ذهـابَـك مِـن هُـنـا و لـيـسَ انـصـيـاعًـا لَـكَ .

غَـرزَ طَـرف لِـسـانِـه فـي جِـدار وجـنَـتـه .

- سَـنُـنـاقِـش هَـذا فـيـمـا بَـعـد و الآن انـصـاعـي الـىٰ امـري و اخـرجـي مِـن هُـنـا .

جَـمَـعـت اصـابـعـي بِـداخِـل كَـفَـة يَـدي ادفـع يَـده مِـن فَـوقـهـا ، سَـمـحَ لـجَـسَـدي مُـغـادَرة فَـخـذه بِـدون ايّ اعـتِـراض هَـذه المَـرَة ، ابـتَـعـدت عَـنـه انـتَـقـل بِـجَـسَـدي مِـن بَـيـنَ سـيـقـانِـه الـىٰ جـانِـب الـمَـكـتَـب ارفـع يَـديّ امـسـح عَـلـىٰ وَجـهـي اسـتَـغِـل تِـلـكَ الـفُـرصَـة فـي ابـعـاد شَـعـريّ عَـن وَجـهـي .

خَـرَجـت مِـن الـغُـرفَـة اذهَـب بـ اتـجـاه مَـكـتَـب الـسِـكـرتـيـرَة ، لَـم تَـكُـن مُـتَـواجِـدَة اعـلاه فَـجَـلَـسـت عَـلـىٰ احَـد الـمَـقـاعِـد اهـز قَـدمـي ازفـر انـفـاسـي بِـحَـنـق .

...

وَقِـفَ الـسَـيـد شـيـن تَـزامُـنًـا مَـع وقـوفـه ، يُـراقِـب تَـقَـدمـه نَـحـوه .

يَـسـيـر بـوقـار بـالـغ ، رأسـه مَـرفـوعَـة و غـروره يُـحـاذي الـسَـمـاء ، ادخَـل يُـمـنـاه فـي جَـيـب بِـنـطـالِـه و مَـعَ تَـقـدمـه نَـحـوه يُـمـحـي الـمَـسـافَـة بَـيـنَـهُـم .

مَـعَ وصـولـه الـيـه اوصَـلـت هـالَـتـه الـذُعـر فـي جَـسَـد الأخَـر حـتـىٰ انـه اخـفـض عَـيـنـاه يَـنـحَـنـي بـ رأسـه أمـامِـه .

نَـظَـراتِـه الـثـابِـتَـة غَـلَـفَـت جَـسَـده يَـلـعَـق زوايـا ثَـغـره .

- لِـقـائَـنـا هَـذه الـمَـرة مُـسـالِـم شـيـن و هَـذا عَـلـىٰ غَـيـر الـعـادَة .

رفـع الـمَـعـنـي بـالأمـر وَجـهـه يُـحَـدق بـه ، تَـبـادَل مَـعـه الـنَـظـرات لـلـحـظـات قَـلـيـلـة قَـبـل ان تَـنـجَـرف نَـحـو  سِـلاحـه فَـوق سَـطـح الـمَـكـتَـب فـانـحـازت نَـظـرات الـسَـيـد شـيـن مَـعـه .

- مُـنـذ تِـلـكَ الـلـيـلَـة و انـا الـتَـزم بـتَـعـلـيـمـاتـك عَـلـى اتَـم وَجـه سَـيـدي .

هَـمـهَـم يَـمـيـل بـ ذراعـه الأيـمَـن يَـلـتَـقِـط سِـلاحِـه يَـتَـفَـحـصـه امـامـه .

- لا تَـمـتَـلـك خَـيـارًا اخـر .

ابـتَـلـع شـيـن مـاء جَـوفـه و هـوَ يُـحَـدق بـيَـده الـتـي تَـحـمـل الـسِـلاح الـنـاري .

بَـيـنَـمـا كُـل مـا فَـعـلـه هـو تَـصـويـب فِـوهَـة سِـلاحـه الـى جَـبـيـنـه .

- امـا بِـخـصـوص عَـمَـل زَوجـتـي هُـنـا فـانـتَ لا تَـمـتَـلـك ايّ فُـرصَـة لـوضـعـك فـي خـيـارًا واحد حـتـى ، رَغـبـتـهـا فـي اثـبـات ذاتِـهـا فـي الـشَـركِـة الـتـي قـامَـت بـرفـضَـهـا سَـلَـب مِـنـكَ مـا تَـبـقـىٰ مِـن حُـريَـتـكَ .

دفـعَ الـسِـلاح اكـثَـر ضِـد جَـبـيـنـه .

- اصـبَـحـتُ مُـقَـيـدًا بِـمـزاجِـهـا ، هَـل تَـعَـلَـم مـا يَـعـنـي هَـذا ؟

اسـرعَ الـسَـيـد شـيـن فـي هَـز رأسـه يَـومـأ لـه .

- اعـلَـم سَـيـدي .

ضَـيَـق الـمَـسـافَـة بَـيـنُـهـم اكـثَـر ، يَـسـيـر بـ فِـوَهَـة سِـلاحِـه اعـلـىٰ مَـلامِـح وَجـهـه حَـتـىٰ تَـوَقَـف بِـهـا بَـيـن حـاجـبَـيـه .

- اسـتَـرخـي شـيـن ، ازهـاق رَوحَـك لا يَـسـتَـحـق كُـلّ هَـذا الـخَـوف ، سـأثـبِـت لَـكَ هَـذا بِـتَـجـرُبـة بَـسـيـطَـة .

ارتَـعـد جَـسـد الأخَـر حِـيـنَـمـا رأى سَـبـابَـتـه فَـوق الـزِنـاد تَـضـغَـط عَـلـيـه تَـدريـجـيًـا .

اغـلـق عَـيـنـه مَـذعـورًا و كـأنـه عَـلـىٰ اسـتِـعـداد بـ مُـفـارَقَـة رَوحـه الآن .

مَـلامِـح الـقـائـد كَـمـا هـي لَـم تَـتَـغَـيـر حَـتـى و هـو يُـقَـرر الـضَـغـط عَـلـى الـزنـاد بِـشَـكـل كـامِـل يُـصَـوب رصـاصَـتـه الـى رأسه .

ارتَـمـىٰ جَـسَـد الـسَـيـد شـيـن فَـوق الـمَـقـعَـد بـجـانِـبـه يَـسـتَـنـد عَـلـيـه ، يَـتَـنَـفَـس بِـصَـخـب و يُـغـلـق عَـيـنـاه حِـيـنَـمـا ادرك ان سِـلاحِـه كـان فـارغ .

مَـدَ الـقـائِـد يَـده نـاحـيَـة جَـيـب سُـتـرَتـه الـواقـيَـة يُـخـرح مِـنـهـا رصـاص يُـعـيـد تَـحـمـيـلـه .

- عَـمَـلـك سَـيـسـتَـمـر كَـمـا هـو ، خـارج اطـار عَـمَـلـك لَـن تـوَجـه لَـهـا حَـرفًـا واحـدًا .

بَـعـد ان انـتَـهـىٰ ادخَـل الـمُـسَـدس فـي اطـار بِـنـطـالـه مِـن الـخَـلـف فَـوق ظَـهـره .

- تَـرويـض مُـديـر هَـذه الـشَـركِـة كـانَ مُـهِـمَـتـي لِـذلَـك سَـيـقَـعَ عـاتِـق مـا تَـبـقـى مِـن مـوظَـفـيـنـك عَـلَـيـكَ  انـت ، سَـتَـتَـمَـكَـن مِـن ذلِـك صَـحـيـح ؟

اسـتـقـام الـسَـيـد شـيـن يَـمـسَـح فَـوق صَـدره بـ راحَـة يَـده ، يُـبَـلـل شِـفـاهـه .

- بـالـطَـبـع سَـيـدي ، كَـمـا تـأمـر .

تَـجـاهَـل حَـديـثـه ، يَـنـتَـقِـل بَـجَـسَـده الـىٰ الـمَـكـتَـب يَـحـمِـل الـسُـتـرَة الـواقـيَـة و الـحَـقـيـبَـة ايـضًـا .

- زَوجَـتـي اجـازَة الـيـوم .

خَـرج مِـن الـغُـرفَـة يَـتـرُك الـبـاب مَـفـتـوح خَـلـفـه .

اثـنـاء انـتـظـاري لَـه فـي الـخـارِج رأيـتـه يَـخـرج مِـن الـغُـرفَـة يَـحـمِـل بَـيـن يَـده حَـقـيـبَـتـي و الـيَـد الاخـرى تَـحـتَـوي عَـلـىٰ سُـتـرَتـه .

وَقَـفـت مِـن مَـكـانـي احـدق بِـه فَـقَـط انـتَـظِـر قـدومِـه الـيّ .

عِـنـدَمـا اصـبَـحَ امـامـي وَضـع الـحَـقـيـبَـة بَـيـنَ يَـدي الـيُـسـرى ، بِـدون ان يَـنـبِـس بـ شَـيء امـسَـك يَـدي الاخـرى بِـيَـده يَـسـحَـبـنـي خَـلـفـه .

سِـرت مَـعـه حَـتـىٰ لا اثـيـر الـريـبَـة بَـيـن نِـفـوس الـجَـمـيـع .

- رُبَـمـا لَـم يَـصـبـح لَـديـكَ عِـلـمًـا بِـهـذا لَـكِـنَـنـي بَـدأت بـالـعَـمَـل الـيَـوم .

نَـطَـقـت اثـنـاء سَـيـري بِـجـانِـبـه ، تَـوَقَـف فَـجـأة يُـرمـقـنـي بِـنَـظـرات مُـتَـفَـحِـصَـة ، يَـتَـجـول بـ عَـيـنـاه فَـوق جَسدي .

- هَـل حـاوَلـتِ نَـزعِـهـا ؟

اسـقَـطـتُ عَـيـنـي فَـوق مـا يَـنـظـر الـيـه ، عُـدت الـيـه نـافـيَـة .

- لَـم افـعَـل .

اسـتَـأنَـف سَـيـره و سَـيـره مَـعـه .

- عِـنـد خـروجَـنـا مِـن هُـنـا اصـعَـدي الـىٰ الـسَـيـارَة بـدون ان تَـنـحَـرف نَـظـراتـكِ .

وقَـف فَـجـأة يَـصـنـع تَـواصِـل بَـصَـري مَـعـي .

- بِـدون عِـنـاد ايـلـيـروڤـا .

قَـلَـبـت عَـيـنـي فَـور ان اعـطـانـي ظَـهـره .

- الَـن تُـخـبـرنـي بِـمـا يَـحـدُث هُـنـا .

دلَـفـنـا الـى الـمَـصـعَـد الـكَـهـربـائـي ، ظَـنَـنـت ان امـسـاكِـه بـيَـدي كـانَ سَـيـكـون امـام الاشـخـاص الـمُـتَـواجِـدة فـي الـشَـركَـة فَـقَـط ، لَـكـنـه فـاجـئـنـي بـ اسـتِـمـراره فـي الـقَـبـض عَـلـيـهـا  حَـتـىٰ بِـداخِـل الـمَـصـعَـد .

حَـركـتـهـا اسـفَـل قَـبـضَـتـه مِـن اجـل سَـحـبـهـا فَـمـا كَـانَ مِـنـه سِـوىٰ الـضَـغـط عَـلـيـهـا اكـثـر ، تَـجَـعَـدَت مَـلامِـحـي بَـعـض الـشَـيء اثـر انـقـبـاض كَـفَـتـه عَـلـيـهـا و كـأنـه يَـسـحَـق عِـظـامـي اسـفَـلـهـا .

- انـتَ تـؤلـمَـنـي .

حـافَـظ عَـلـى وَضـعـيـة وقـوفِـه يُـخَـفـف ضَـغـطـه عَـلـىٰ يَـديّ .

- تَـشـتَـكـي مِـن شَـيء قُـدتِ نَـفـسـك الـيـه !

فُـتِـحَ بـاب الـمَـصـعَـد يَـخـرج مِـنـه و انـا بِـخَـلـفـه ، فَـور وصـولَـنـا الـىٰ الـبـاب الـخـارجـي تَـشَـكَـلَـت امـامَـنـا مَـجـمـوعَـة مِـن جِـنـوده تُـصـاحِـبـنـا حَـتـىٰ وصَـلـنـا الـىٰ سَـيـارَتـه .

لًَم يَـنـتَـظِـر احَـد جِـنـوده ان يَـقـوم بِـفَـتـح الـبـاب و تَـولـىٰ هَـذه الـمُـهِـمَـة بِـنَـفـسِـه ، اشـار بِـ عَـيـنـاه لـي لِـكَـي ادخُـل الـىٰ الـسـيـارَة  ، فـي هَـذه الـحـالَـة تَـرك يَـديّ تَـحـصُـل عَـلـىٰ حُـريَـتِـهـا ، ارتَـقَـت كَـفَـة يُـمـنـاه تَـهـبَـط عَـلـىٰ حَـافَـة هَـيـكَـل الـسَـيـارَة مِـن الـخـارج ، تَـحـديـدًا عِـنـد اطـار الـبـاب الـمُـجـاور لـ مَـقـعَـدي .

انـحَـنَـيـت انـحـنـاء بَـسـيـط ، انـزل بِـجَـسَـدي مِـن اسـفَـل ذراعـه ، وَضـعـيَـة يَـده كـانَـت كَـحِـمـايَـة لـي مِـن الإرتِـطـام بـ حـافَـة الـبـاب .

احـبَـبـت هَـذا ، لَـكـنَـنـي لَـن اعـتَـرف بِـهـذا حَـتـىٰ بَـيـنـي و بَـيـن نَـفـسـي مِـن بَـعـد الآن ، اغـلـق الـبـاب تـالـيًـا يَـقـف بَـيـن جِـنـوده يَـتَـحَـدث مَـعـهـم ، انـزَلـت الـزُجـاج بَـعـض الـشَـيء لِـكَـي اتـمَـكَـن مِـن سَـمـاعِـه .

- لا اريـد احَـد مَـعـي فـي الـسَـيـارَة ، الـحِـراسَـة الـمَـنـزلـيـة سَـتُـصـاحـبـنـي حَـتـىٰ الـقَـصـر ، بـاقِ الـمَـوكِـب سَـيـعـود الـىٰ الـمَـقَـر الـعَـسـكـري بَـعـد اجـتـيـاز الـتـقـاطُـع .

انـتَـهـىٰ مِـن حَـديـثـه مَـعَـهـم يُـعـطـيـهـم ظَـهـره ، وَقـفَ الـجَـمـيـع فِـي خَـط مُـسـتَـقـيـم يـؤدون الـتَـحـيـة الـعَـسـكَـريـة لَـه .

صَـعـد بِـجـانـبـي يَـشـرع فـي الـقـيـادَة بَـيـنَـمـا انـا قُـمـت بِـفَـحـص نَـفـسـي و هـيـئـتي بِـداخِـل الـمِـرآة الـمُـعَـلَـقَـة فـي وَسَـط الـسـيـارَة .

اضـحَـيـت بِـحـالَـة يُـرثَـىٰ لـهـا بَـعـد ان الـبَـسـنـي سُـتـرَتـه ، لا تَـلـيـق بَـتـاتًـا مَـعَ ثَـوبـي كَـمـا انـهـا واسِـعَـة و كَـبـيـرَة الـحَٕجـم .

ارجَـعـت الـمِـرآة الـىٰ مَـكـانِـهـا تَـزامُـنـًـا مَـع اغـراقـه بـ نَـظَـرات جـانـبـيـة يَـغـمُـرهـا الـكُـره و الـغَـضَـب .

- الـىٰ مَـتـىٰ سَـوف انـتَـظِـر اجـابَـة سـؤالـي ؟

رَفـعَ رِسِـغـه عَـلـىٰ حـافَـة الـنـافِـذَة يَـسـتَـنـد بـه عَـلـيـه .

- الـى ان تَـشـعُـري بـ الـمَـلَـل ، حـيـنـهـا سَـتـدركيـن اجـابَـة سـؤالِـك .

هَـزَزت رأسـي بِـقـيـلَـة حـيـلَـة .

- اعـلَـم ان الأشـخـاص الـعَـسـكَـريَـة لا تَـتَـمَـيـز بـالـمُـرونَـة فـي الـحَـديـث لَـكـنَـنـي كُـنـت اطـمـح فـي الإخـتِـلاف بِـكَ ، انـتَ تَـفـتَـقـد الـىٰ الـكَـثـيـر حـيـال الـحَـديـث و لَـيـسـت الـمُـرونَـة فَـقَـط ، سَـيـدي الـقـائـد .

تَـرَبَـعـت بـ ذراعَـيّ اسـفَـل صَـدري اغـرض عَـن الـنَـظَـر الـيـه ، نَـفَـخـت وجـنَـتـي بـ هواء رئـتـي لِـعِـدَة لَـحـظـات ثُـمَ نَـفَـثـتـه بـ بُـطـء احـدق بـ الـخـارج ، رؤيَـة الـطُـرق مُـمـتِـعَـة مِـن الـنَـظَـر و الـتَـحـدث مَـعَ شَـخـص مِـثـلـه .

- لَـقـبَـك سـاعَـدنـي عَـلـىٰ سَـيـر حـيـاتـي بِـشَـكـل سَـلـس اكـثَـر مِـن قَـبـل ، اردت اعِـلامِـك بِـهـذا فَـقـط و لَـكِـن لا تَـنـتَـظـر مـنـي ايّ شُـكـر ، فَـهَـذه تَـعُـدّ فَـوائـد مُـتـبـادِلَـة .

وَجـهَـت حَـديـثـي الـيـه و ضَـربـت قـراري بـ الـصَـمـت فـي عَـرض الـحـائِـط ، تَـحـدَثـت مَـعـه بِـدون الـنَـظَـر الـيـه .

- الـىٰ الآن لَـم احـصُـل عَـلـىٰ فـائِـدَة مِـنـكِ ، حَـتـىٰ الـصَـمـت لا تُـجـديـنـه .

ذَهَـبـت الـيـه بَـجَـسَـدي مَـعَ عَـيـنـي ، احـدق بـ وجـهـه بـ امـتِـغـاض .

- لِـمَ تَـنـتَـظـر مِـنـي فـائِـدَة تِـجـاهَـك ؟ عَـفـوًا سَـيـد جـيـون انَـسَـيـت انـكَ فـي الـبِـدايَـة اخـبَـرتَـنـي بِـعَـدم حـاجَـتَـكَ الـيّ ؟ انـتِـظـار شَـيء مِـنـي بِـدون الـحـاجَـة الـيّ امـر مُـريـب حَـقًـا ، عَـلـىٰ كُـل حـال قَـصَـدت جـيـان بـ حَـديـثـي الـسـابِـق .

اصـتِـكـاك فَـكـه مَـع بِـروز عِـروق يَـده فَـوق الـمَـقـود كـانـا دلـيـلًا عَـلـىٰ مـا يَـخـوضـه بِـداخِـلـه اكـتَـفَـيـت بِـهـذا و اسـتَـدارت الـىٰ الـنـافِـذَة مَـرة اخـرىٰ .

حـازَ انـتِـبـاهـي هـاتِـفـي الـذي صَـدح رَنـيـنـه فَـجـأة مِـن داخِـل الـحَـقـيـبَـة ، مَـدَدتُ يَـديّ نَـحـوه الـتَـقـطـه ، صـاحِـب الإتِـصـال كَـانَـت يُـورثـا ، قَـررت الإجـابَـة عَـلـيـهـا فَـقَـد هَـدأت مِـن نـاحـيـتِـهـا قَـلـيـلًا .

- مَـرحـبًـا يـورثـا .

رحَـبـت بِـهـا قَـبـل ان اسـتَـمِـع الـى تـأوهـاتِـهـا الأتـيـة مِـن مَـسـافَـة بَـعـيـدَة مَـعَ بُـكـائِـهـا .

انـكَـمِـش صَـدري مَـع اضـطِـراب قَـلـبـي ، اكـرر نـدائـي عَـلـيـهـا بِـنَـبـرَة مُـرتَـجِـفَـة ، جَـذب مـا حَـدث الآن انـتِـبـاه الـسَـيـد جـيـون الـيّ .

- سَـيـدة ايـلـيـروڤـا هَـذه انـا ، الـسَـيـدَة يـورثـا تَـنـزف ، انـهـا لَـيـسَـت بِـخَـيـر ، الـسَـيـد وايـن لَـيـس هُـنـا و هـاتِـفـه مُـغـلَـق ، لَـقـد قُـمـت بِـ طَـلـب الإسـعـاف و هـو فـي طَـريـقـه الـيـنـا ، فَـلـتـأتـي ارجـوكِ .

صـاحِـبَـة الإتـصـال هـي مُـسـاعَـدَة يـورثـا بـ الـمَـنـزل .

تَـلَـبَـسـنـي الـخَـوف ، فَـقَـدت قُـدرتـي عَـلـىٰ الـنُـطـق ، رَجـفَـة الـخَـوف تَـمَـكَـنَـت مِـن يَـدي و جَـسَـدي بـالـكـامِـل ، اسـتَـمَـعـت الـىٰ بُـكـائـهـا و اسـتِـغـاثَـة الـعـامِـلَـة بـي و لَـكِـن بـدون جَـدوىٰ ، كُـل مـا اعـي الـيـه هـوَ مَـشـهَـد شَـقـيـقَـتـي و هَـي تَـتـألَـم عِـنـدَمـا داهـمَـتـهـا ولادَة مُـبَـكِـرَة ، هَـذا الـمَـشـهـد خَـوفـي الاكبـر و هـاجـس  يُـثـيـر الـرُعـب بِـداخِـلـي عِـنـدمـا عَـلـمَـت ان يـورثـا تَـتـألَـم .

اعـادَنـي الـى الـواقـع الـتِـقـاطِـه لـ الـهـاتِـف مِـن فَـوق اذنـي يَـخـوض هِـو تِـلـكَ الـمُـكـالَـمَـة بَـدلًا مِـنـي .

نَـظَـرت الـيـه بـ اعـيـن مُـرتَـجـفَـة و خـالـيَـة مِـن الـدمـوع بـرَغـم احـسـاسـي بـ الـبُـكـاء يُـغـرق خـافـقـي .

هـدوئـه لَـم يَـشـعـرنـي بـ أيّ راحَـة ، مـازال شِـعـور الـخَـوف يـأكـل اضـلـع صَـدري ، شِـعـور الـفَـقَـد يَـسـيـر بَـيـن خَـفـقـات قَـلـبـي .

- نَـحـن بـ الـقُـرب مِـنـكُـم ، سَـنـكـون هُـنـاك قَـبـل سَـيـارَة الإسـعـاف ، ابـقـي بـجـانِـبـهـا .

انـهَـىٰ الـمُـكـالـمَـة يَـضـع الـهـاتِـف بِـجـانِـبـه ، اسـتَـقـبَـل صَـمـت لَـهَـفَـتـي و ثَـرثَـرة الـخَـوف بَـيـن نَـظَـراتـي يـأخـذ بِـيَـديّ بَـيـن خـاصَـتـه يَـسـحَـبـهـا نَـحـو فَـخـذه يَـهـبَـط بِـهـا عَـلـيـه .

- لا تَـقـلـقـي ، سَـتـكـون بـخَـيـر .

نَـقَـل انـظـاره الـىٰ الـطَـريـق و بِـيَـده الأخـرىٰ يَـلـف الـمَـقـود دَورَة كـامِـلَـة يُـغـيـر مَـسـار الـطَـريـق ، ذاهـبًـا فـي اتِـجـاه مَـنـزِل الـسَـيـد وايـن .

وَجـدت نَـفـسـي اطـبـق يَـديّ عَـلـىٰ كَـفَـتـه ، قَـادَنـي الـخَـوف الـى الإحـتـيـاج فَـتَـشَـبَـثـت بـه .

سَـلَـطـت بَـصـري عَـلـىٰ الـطَـريـق و بِـداخِـل حَـلـقـي غَـصـات كَـثـيـرة تَـحـرقـنـي .

كَـان مَـعـه حَـق فـيـمـا يَـخُـص وصـولَـنـا قَـبـل سَـيـارَة الإسـعـاف ، حـيـنَـمـا وصَـلـنـا سَـحـبـت يَـديّ مِـن اسـفَـل كَـفَـتـه لِـكـي اخـرج مِـن الـسـيـارَة ، حـاوَلـت كَـثـيـرًا فَـتـح الـبـاب لَـكـن كُـل مُـحـاولاتـي بـأت بـ الـفَـشَـل و كـأنـي اجـهَـل الـطَـريـقَـة او فَـقَـدت الـرؤيَـة عَـن الـمَـسـار الـصَـحـيـح .

شَـعـرت بـه يَـقـتَـرب نَـحـويّ و يَـمِـدّ ذراعَـه يَـقـوم بِـ الـضَـغَـط عَـلـى زر وَصـد الـبـاب ثُـمَ دَفـعَ الـمِـقـبَـض الـىٰ الـجِـهَـة الـمُـعـاكَـسَـة ، فَـتَـح الـبـاب لـي عِـنـدَمـا وَجَـدنـي عَـاجِـزَة عَـن ذَلِـك .

تَـرَكـتـه خَـلـفـي و هَـرعـت الـىٰ الـداخِـل قَـلـبـي يُـنـافِـس ضِـعـف و هَـشـاشَـة اقـدامـي فـي هَـذه الـلَـحـظَـة ، صَـعـدت الـى الأعـلـىٰ تَـحـديـدًا غُـرفَـة يُورثـا ، عَـيـنـاي تَـبـحَـث عَـن شَـيـئًـا واحَـد يَـنـزع الـذُعـر مِـن داخِـلـي .

يـورثـا مُـسـتَـلـقـيَـة فَـوق ارضـيَـة الـغُـرفَـة ، سـيـقـانِـهـا غَـارقَـة فـي الـدمـاء الـذي يَـمـلأ مَـلابِـسـهـا ، تَـبـكِ بـ ارهـاق ، الألَـم يَـحـتَـل مَـعـالـم وَجـهـهـا .

نَـزَلـت عَـلـىٰ رُكـبـتـاي بِـجـانِـب جَـسَـدهـا اتـلَـمَـس وَجـهـهـا ، سَـمِـعـت خَـطـواتـه اتـيَـة بـخَـلـفـي يَـدلـف الـىٰ الـغُـرفـة .

- لَـن انـتـظـر سَـيـارَة الإسـعـاف تِـلـك .

انـحَـنـىٰ نَـحـو يـورثـا يَـضـع ذِراع اسـفَـل فَـخـذَيـهـا و ذراع خَـلـف ظَـهـرهـا يَـنَـتَـشـيـلـهـا مِـن فَـوق الأرض .

- تَـمَـسَـكِ بـي يـورثـا .

اردَف فَـور تَـمَـكـنـه مِـن الاسـتِـقـامَـة بِـهـا .

انـحـازَت عَـيـنـي الـى الـدمـاء الـتـي تُـلَـطـخ الأرض بَـعـد ان غَـادرهـا جَـسَـدِهـا ، شَـردت لـوَهَـلَـة قَـبـل ان يـصـرخ عَـلـيّ مَـعَ خِـروجـه مِـن الـغُـرفَـة بِـجَـسَـد يـورثـا .

- جـيـون ايـلـيـروڤـا ، الـىٰ الـسـيـارَة .

اسـتَـنَـدت عَـلـىٰ كَـفَـة يَـدي اقـف مِـن فَـوق الأرض ، اسـرع فـي الـنـزول عَـلـىٰ الـسُـلَـم خَـلـفـه مُـبـاشَـرَة .

وَصَـلـنـا مَـعـًا الـى الـسـيـارَة ، كَـان قَـد تَـجَـمـع الـحُـراس حَـول الـسـيـارَة ، قـام احَـدهـم بِـفَـتـح الـبـاب الـخَـلـفـي لـلـسَـيـارَة قَـبـل ان نَـصِـل الـيـهـا .

- اصـعَـدي الـى الـخَـلـف و انـتـقـلـي بِـجَـسَـدك الـىٰ نِـهـايَـة الـمـقـاعِـد .

فَـعـلـت كَـمـا طَـلـب مـنـي ، انـفِـذه صامِـتَـة ، ادخَـل جَـسَـد يـورثـا فـ اسـتَـقـبَـلـت رأسـهـا فَـوق فَـخـذي ، احـاوط وجـهـهـا بِـكَـفَـة يَـدي ، انـظُـر الـيـهـا ، اعـايـن مَـلاحِـهـا الـمُـتـألِـمَـة الـغـارقـَـة فـي دمـوعِـهـا ، تُـغـلِـق عَـيـنـاهـا و تَـتـأوه بـ ارهـاق .

انـتَـقـل الـسَـيـد جـيـون الـىٰ الـجِـهَـة الاخـرىٰ  يَـصـعَـد هـو الاخَـر الـىٰ مَـقـعَـد الـقـيـادَة .

كـانَـت مُـهـمَـتـي الـخَـوف و مَـسـح دمـوعَـهـا ، الـصَـمـت و مُـحـاوَطـة وجـهـهـا و يَـدهـا بَـيـن الـحـيـن و الآخر ، بَـدأت اشـعـر بـ مَـراحِـل غـيـابِـهـا عَـن الـوَعـيّ ، اشـعُـر بـالـعَـجـز .

كـانَـت الـمُـسـتَـشـفَـىٰ مَـعـهـا خَـبـرًا بِـقـدومَـنـا و بِـحـالَـة يُورثـا ايـضًـا لِـذَلـك عِـنـد وصـولَـنـا وَجَـدنـا طـاقِـم طِـبـي كـامِـل فـي انـتِـظـارنـا ، خَـرج هَـو اول شَـخـص مِـن الـسـيـارَة يَـحـمِـل هَـاتِـفـه مَـعـه يَـقِـف بِـجـانِـب الـطـاقِـم اثـنـاء نَـقـل جَـسَـدهـا فَـوق سَـريـر طِـبـي مُـتَـنـقِـل .

حَـدَقـت بِـهـم و هَـم يَـنـقِـلـونَـهـا مِـن فَـوق قَـدمـي ، رَفَـعـت يَـديّ و بَـدأت فـيّ الـزَحـف الـى بِـدايَـة الـمـقـاعَـد .

الـتِـهـائـي بـ يـورثـا جَـعـلـنـي اجـفَـل عَـن وجـود امـامـي يَـتَـحَـدَث بـ الـهـاتِـف و يَـضَـع كَـفَـة يَـده فَـوق حـافَـة الـبـاب كَـمـا فَـعـل سـابِـقًـا ، امـسَـك بِـيَـديّ فَـور خـروجـي مِـن الـسَـيـارَة ، يَـقـود خَـطـواتـنـا خَـلـف يـورثـا .

- ارسـل الـضَـابِـط الإحـتـيـاطـي بَـدلًا مِـن وايـن ، اخـبـره ان يُـغـادر الـقـاعـدَة و يُـهـاتِـفـنـي .

تَـحَـدث مَـعَ الـشَـخـص الأخـر عَـبـر الـهـاتِـف بَـيـنَـمـا انـا كُـنـت شـارِدَة بـ مَـظـهَـر يـورثـا الـهـادئ فَـوق الـفِـراش هَـذا يَـعـنـي انـهـا فَـقَـدت وعَـيـهـا بِـشَـكـل كـامِـل .

لَـم اعـيّ عَـلـىٰ نَـفـسـي الا و انـا اتـرك يَـده ، اسـرع فـي خَـطـواتـي اذهَـب خَـلـفَـهـا ، خَـطـواتـي اصـبَـحَـت تُـحـاذي الـفـراش الـمُـتَـنَـقـل الـذي يَـحـتَـضِـن جَـسَـدِهـا .

تَـوَقَـفـت فـي مَـكـانـي بَـعـد ان قـامَـت تِـلـك الـمُـمَـرضَـة بِـمَـنـعـي عَـن الـتَـقـدم اكـثَـر مِـن هَـذا ، هُـنـا كـانَـت نِـهـايَـة الـطَـريـق مَـعـهـا .

مَـشـهَـد شَـقـيـقَـتـي احـتَـل ذاكِـرتـي مَـرَة اخـرىٰ ، نَـفـس الـمَـوقـف يَـتَـكـرَر مَـعـي ، هَـي ايـضًـا ذَهَـبَـت بِـدون ان اتـحَـدَث مَـعـهـا ، كُـنـت اقـف كَـمـا افـعَـل الآن احـدق فـي بـاب الـغُـرفَـة ابـكـي فَـقَـط .

هَـذه الـمَـرة يـورثـا هـي الأخـرىٰ بـ الـداخِـل و انـا اقـف هُـنـا ، نَـفـس الـمَـشـاعِـر ، نَـفـس الـخَـوف ، لَـكـنَـنـي عَـاجِـزَة عَـن الـبُـكـاء ، الـغَـصـات تَـتـراقَـص بِـداخِـل صَـدري و حَـلـقـي صـامِـتَـة .

عَـيـني جـافَـة و وحـيـدة مِـثـلـي حَـتـىٰ الـحُـزن ابـىٰ ان يَـزورهـا .

- ايـاكِ ان تَـتـرُكـيـنـي انـتِ ايـضًـا ، لا اريـد ان افـقِـد شَـقـيـقَـتـي مَـرة اخـرىٰ ، ارجـوكِ .

جُـمـلَـة وَحـيـدة كَـانَـت قَـادِرَة عَـلـىٰ الـخـروج مِـن بَـيـن شِـفـاهَـي هَـربًـا مِـن صَـمـتًـا انـانـي سَـلـبَ صَـوتـي عِـنـوَة مِـن بَـيـن حـروفـي

ثَـقـيـلَـة انـفـاسـي ، ثَـقـيـلَـة و كَـثـيـفَـة و بِـرَغـم ذَلِـك لَـم تَـكـفـي تِـلـكَ الـفَـجـوَة فـي وَسَـط صَـدري .

احـسَـسـتُ بـ اقـتـرابـه مِـنـي يُـحـاوِط كَـتـفـي ، انـتَـقَـلـت بـ نَـظَـراتـي الـيـه ، مَـلامِـحـه مُـخـتَـلِـفَـة ، غَـيـر قـاسـيَـة و مُـهـتَـمَـة ، كُـنـت حـائـرة فـي تَـصـديـق هَـذا ، خـائِـفَـة مِـن ان تَـكـون مُـخَـيَـلَـتـي هَـيـأَت لـي ذَلِـك حَـتـى اهـرب مِـن تِـلـك الـغُـرفَـة الـتـي تَـسـلُـب كُـل مـاتـبَـقـي لـي ، اهـرَب مِـن كُـل هَـذا الـىٰ مَـلامِـحـه لِـكَـيّ احـصـل عَـلـىٰ بَـعـض الأمـان .

حَـتـىٰ و ان كـانَـت كـاذِبَـة  ، حَـتـىٰ و ان كَـان لا يَـنـظـر الـيّ مِـن الأسـاس ، افـضـل الاحـتِـواء فـي غُـربَـة مَـلامِـحـه بَـدلًا مِـن ظَـلام تِـلـكَ الـغُـرفَـة .

رَجـعَـت الـىٰ الـخَـلـف بَـعـض الـخَـطَـوات عِـنـدَمـا خَـرج الـطَـبـيـب مِـن نَـفـس الـغُـرفَـة الـتـي اخَـذت يـورثـا مِـنـي ، اعـطَـيـتـه ظَـهـري و تَـعَـمَـدت عَـدم الاسـتِـمـاع الـيـه .

تَـولـىٰ هَـذا الـسَـيـد جـيـون اسـتِـمـاع الـطَـبـيـب فَـور تَـراجـعـي ، اشـغَـلـت نَـفـسـي فـي الـتَـفـكـيـر بِـهـا و هـي تَـحـمُـل طِـفـلَـهـا و تَـخـرج مِـن  الـداخِـل و تَـبـتَـسِـم لـي .

- ايـلـيـروڤـا .

نِـداء الـسَـيـد جـيـون اخـافـنـي اكثـر ، رَفَـضـت الإلـتِـفـات الـيـه اتـجـاهَـل صَـوت خَـطـواتِـه الـقـادمَـة نَـحـويّ ، شـابَـكـت اصـابـع يَـدي مَـع الأخـرىٰ اخـرج افـكـاري الـسَـلـبـيَـة بَـيَـنَـهـم .

حـيـنَـهـا وَقَـف امـامـي يُـجـبـرنـي قُـربـه عَـلـىٰ الـنَـظَـر الـيـه ، حَـدقـت بِـه مُـتـرَجـيَـة ، ان يُـطَـمـئـنـي ، لا يُـخـبـرنـي بِـمـا لا يَـرضـي خـاطِـريّ .

تَـرجـم الإحـتـيـاج الـمُـنـدَثـر بَـيـن جِـفـونـي يُـقَـلـص الـبُـعـد بَـيـن اجـسـادَنـا ، اغـلَـقـت عَـيـنـي فَـور ان شَـعَـرت بـ دفـئ جَـسَـده يَـلـتَـصِـق بـي ، جَـسَـدي اصـبَـح حَـبـيـسًـا بَـيـن ذراعَـيـه .

لَـم يَـكُـن مُـجَـرد عِـنـاق ، بَـل هـو احـتِـواء لـ اضـطـراب روحـي  ، دفـئ حـاوط قَـلـبـي يُـبـعِـد تِـلـك الـريـاح الـقـارصَـة الـتـي تَـحـمـل مـخـاوفـي مَـعـهـا .

ادرَكـت وقـتـهـا انَـنـي بِـحـاجَـة الـىٰ قُـرب فَـقَـط لِـكَـي يَـصُـمـت عَـقـلـي و يَـهـدأ .

رَمَـيـت رأسـي فـي وَسَـط صَـدره اغـلـق عَـيـنـي ، اسـحَـب انـفـاسـي بِـبُـطـئ .

- يـورثـا بِـخَـيـر ، الـيـسَ كَـذلِـك ؟

تَـسـاءَلـت بِـنَـبـرَة هـادئِـة و مـائـلـة الـىٰ الـمَـبـحـوحَـة اكـثًَر .

شَـدَدّ عِـنـاقِـه عَـلـىٰ جَـسَـدي ، يَـسـتَـنِـد بـ وجـنَـتـه فَـوق رأسـي .

- سَـتَـكـون .

هَـزَزت رأسـي كَـمـا لَـو انَـنـي اقـنـع نَـفـسـي بِـذَلِـك .

- مـاذا حَـدثَ مَـعـهـا ، مـازال الـوَقـت مُـبَـكِـرًا عَـلـىٰ الـولادَة .

احـتَـوى رأسـي اسـفَـل ذَقـنـه يُـزفِـر انـفـاسِـه .

- هُـنـاكَ كَـدمَـة كَـبـيـرَة اسـفَـل رحـمـهـا و هَـذا هـوَ سَـبَـب الـولادَة الـمُـبـكِـرَة ، يَـبـدو ان يـورثـا قَـد تَـعَـرضَـت لـلـسـقـوط او ارتَـطَـمـت بـ شَـيـئًـا مـا .

رَفَـضـت رَفـع وجـهـي و مـجـابَـهَـة مـا يَـقـولَـه ، ابـقَـيـت رأسـي فـي مُــنـتَـصـف صَـدره اهـرب مِـن كُـلّ شَـيء يُـحـاوطـنـي فـي هَـذا الـمـكـان .

مَـشـىٰ بـ يَـده فَـوق ظَـهـري وصـولًا الـىٰ مُـؤخِـرَة رأسـي يُـغَـلِـفـهـا .

- سَـتَـكـون بِـخَـيـر ، لا تُـفَـكـري بـ سَـلـبـيَـة ايـلـيـروڤـا .

كَـرَرت هَـز رأسـي فَـوق صَـدره بِـدون ان انـبـس بـ شَـيء ، ابـقَـىٰ ذراعـه فَـوق ظَـهـري و الأخَـر يَـده عَـلـىٰ رأسـي و عـادَ بـ جِـذعـه الـىٰ الـخَـلـف يُـسَـلِـط بَـصَـره نَـحـوي .

- تَـعـالـيّ مَـعـي .

تَـحَـرَكـت مَـعـه بِـدون ان اضـيـف كَـلِـمَـة واحِـدَة ، بَـدلًا مِـن امـسـاك يَـديّ كَـمـا يَـفـعَـل طـوال الـيَـوم ، حـاوط اكـتـافـي اسـفَـل ذراعـه ، اخـذت هَـذا حِـجَـة  و اسـتـنَـدت عَـلـىٰ شِـق صَـدره الأيـسَـر بـ رأسي ، رمَـيـت ثُـقـلـه عَـلـيـه اتـركـه يـأخـذني حَـيـثُ يُـريـد .

اريـد الـعَـودَة الـىٰ هُـنـاك  و اجِـد يـورثـا قَـد اصـبَـحَـت بِـخَـيـر .

قـادَانـي حَـيـثُ الـحَـمـام فـي نِـهـايَـة الـرواق ، لا اعـلَـم مـا الـذيّ نَـفـعَـلـه هُـنـا لَـكـنَـنـي لا امـلـك طـاقَـة حَـتـىٰ لـلإسـتِـفـسـار عَـن سَـبَـب تَـواجـدنـا .

وَقِـف بـي امـام الـمِـرآة و بـ الأسـفَـل حَـوض غَـسـيـل الـوَجـه ، حَـدَقـت فـي مَـلامِـحـي الـبـاهِـتَـة و عَـيـنـاي الـتـي تَـذبُـل بِـدون بُـكـاء ، هَـذه هـي انـا .

ظَـل قَـريـبًـا مِـنـي و يُـحـاوط جَـسـديّ اسـفَـل ذراعِـه ، تَـركـت وَجـهـي عـالِـقًـا فـي الـمِـرآة و انـتَـقَـلـت بـ بَـصـري الـىٰ الـمـيـاه حـيـنَـمـا اثـار صَـوتـهـا فِـضـولـي .

الـقـائـد يُـدخـل يَـده اسـفَـل صَـنـبـور الـمـيـاه ، يُـبَـلِـل كَـفَـة يَـده بـ الـمـيـاه ثُـم يَـهـبـط بِـهـا فَـوق وَجـهـي يَـمـسَـح عـلـىٰ كُـل انـشًـا بِـه بـ كَـفَـة يَـده الـمُـبـتَـلَـة ، اطـراف اصـابـعـه تُـبـعـد خُـصـلات شَـعـري مِـن فَـوق جَـبـيـنـي .

بَـيـن الـحـيـن و الآخَـر انـظُـر الـى نَـفـسـي فـي الـمِـرآة ، انـظُـر الـيـه ، اتـذَكـر يـورثـا ، ڤـالـيـريـن  شَـقـيـقَـتـي ، طِـفـلَـتـي ، جـيـان ، يَـده الـتـي تُـغـرق وَجـهـي بـ الـمـيـاه الـبـارِدَة ، اعـادتـنـيّ الـىٰ الـواقِـع و اخـرَجَـتـنـي مِـن صَـدمـتـي .

تَـوَقَـفَـت يَـده عَـن مـا تَـفـعَـلـه ، يُـبـادِلـنـي الـنـظَـرات داخِـل الـمِـرآة ، ادركـت مـا حـادث ، ابـحـث عَـن مَـنـاديـل وَرقـيَـة لِـكَـي اجَـفـف وَجـهـي ، الـتَـفـت الـىٰ جـانـبـي اتـنَـقَـل بـ انـظـاريّ .

- هُـنـا .

صَـوتـه كَـان بُـوصـلَـتـي فـيـمـا ابـحَـث عَـنـه ، عُـدت ادراجـي الـيـه ، اتَـنَـقَـل بـ نَـظَـراتـي بَـيـنـه و بَـيـن الـمَـنـديـل الـوَرقـي بِـداخِـل يَـده ، سَـحَـبـتـه مـنـهـا اشـرع فـي تَـجـفـيـف وَجـهـي .

رَجـعَ الـى الـخَـلـف يَـسـتَـنـد بـ جَـسَـده عَـلـىٰ الـبـاب يُـشَـكِـل عُـقـدَة بـ ذراعَـيّـه اسـفَـل صَـدره .

- هَـل تَـشـعُـريـن بـ تَـحَـسـن ؟

رمَـيـت الـمَـنـديـل فـي الـمَـكـان الـمُـخَـصَـص لـذَلِـك ، الـتِـفِـت الـيـه .

- انـا بِـخَـيـر شُـكـرًا لَـكَ .

عـايَـن جَـسَـديّ صُـعـودًا و نِـزولًا .

- لِـنَـذهَـب اذًا .

اومـأت لـه اخـرج مِـن الـحـمـام ، سَـبـقـتـه بِـعِـدَة خَـطـوات ابـحَـث عَـن مَـكـانَـنـا الـسـابِـق ، اسـمَـع خَـطـواتـه الـمُـتَـزنَـة خـلـفـي ، عِـنـدَمـا وَصـلـت رَفَـضـت الـنَـظَـر الـىٰ تِـلـك الـغُـرفَـة و جَـلَـسـت اسُـلط بَـصـري عَـلـىٰ الأرض .

مَـر بَـعـض الـوَقـت و لَـم يَـخـرج احـدًا مِـن هُـنـاك لِـكَـي يُـطَـمـئـنـا عَـلـيـهـا .

قَـلـبـي فـي حـالَـة نِـزاع بِـداخِـلـي ، مَـخـالـب الـخَـوف سـامَـة ، تَـتـرك اثَـر اخَـر غَـيـر الـجـروح ، الـجـروح تُـشـفَـىٰ مَـع مِـرور الأيـام و يَـبـقـىٰ الـسُـم اسـفـلـهـا ، يُـداهـمـنـي بـ وخـز لاذع كُـلّ هَـدفـه تَـذكـيـري بـ وجـوده .

هَـذه الـسـاعَـة الـثـانـيـة ، هَـذه ثـانـي سـاعَـة لَـم يَـهـدأ لـي بـالًا بِـهـا .

اتـجـهَـت انـظـاري انـا و الـقـائـد جـيـون الـىٰ تِـلـكَ الـخَـطـوات الـمُـهَـرولَـة و الـخـائـفَـة ، انـه الـسَـيـد وايـن ، مَـلامِـحـه مَـذعـورَة و كـأنـه يَـهـرَب مِـن الـمَـوت .

اسـتَـقـبَـلـه الـسَـيـد جـيـون يُـحـاوط ذراعـيـه يُـحـاول تَـهـدئـتـه  ، فَـهـذه هـي مُـهـمَـتـه الـيَـوم تَـهـدئَـة الـجَـمـيـع ، لا اعـلَـم كَـيـف لَـه ان يَـكـون بِـهَـذه الـرزانَـة فـي مَـوقِـف مِـثـل هَـذة ، الـسَـيـد وايـن يَـكـاد ان يُـبـكـي امـامـه و هـوَ مـازال عَـلـىٰ نَـفـس الـمَـلامِـح ، و اتـزانـه .

- مُـنـذُ مَـتـى وَهـي بـالـداخِـل ؟

كـان هَـذا الـسَـيـد وايـن الـذيّ وَجـه سـؤالـه الـيـنـا ، هَـربـت مِـن عَـيـنـاه اسـتَـغـيـث بـ الـسَـيـد جـيـون ان يـخـوض هَـو هَـذا الـحِـوار .

- سـاعَـتَـيـن تَـقـريـبًـا .

حـالـمـا اجـابـه الـقـائُد جَـلَـس الـسَـيـد وايـن امـامـي و الـدَمـع يَـمـلأ مـقـلـيـتـاه ، يَـمـسـك بـ قُـبَـعـتـه الـمُـمَـوَهـة مِـثـل بَـذلَـتـه بَـيـن كِـفـوف يَـده .

- كـانَـت تَـتَـحَـدث مَـعـي هَـذا الـصـبـاح و هـي بِـخَـيـر ، مـا الـذي حَـدثَ مَـعـهـا .

رَبـت الـقـائـد فَـوق كَـتـفـه عِـدَة مـرات .

- عِـنـدمـا تَـخـرج هـي و طِـفـلـك مِـن تِـلـك الـغُـرفَـة سَـنـعَـلَـم مـا الـذي حَـدثَ مَـعـهـا ، اهـدأ وايـن .

تَـنَـفَـس الأخَـر يَـمـسـح عَـلـىٰ وَجـهـه يـومـأ لَـه ، دَثـر الـقـائـد كِـلـتـا يَـداه بِـداخِـل جـيـوب بِـنـطـالـه الأسـود ، يـوَجـه سـؤالًا الـى الـسَـيـد وايـن اثـنـاء تَـفَـحـصـه لـ هَـيـئَـتـه الـمُـضـطَـربَـة .

-  لَـم تَـقـود الـسـيـارَة و انـتَ بِـهَـذه الـحـالَـة ، صَـحـيَـح ؟

اخـذَ الـسَـيـد وايـن نَـفـسًـا طَـويـل يُـنـفـي لَـه .

- اتَـيـت مَـع رومـر .

تَـغَـيـرَت مَـلامـح الـسَـيـد جـيـون الـىٰ اخـرة تَحـفـل بَـغَـضَـب طَـفـيـف بَـيـن حَـاجـبـيـه ، اعـطـانـا ظَـهـره و شَـرعَ فـي الـسَـيـر ذهـابًـا و ايـابًـا يُـرفـع وَجـهـه بـ مُـحـاذاة الـسَـقـف بَـيـن الـحـيـن و الأخَـر .

رأيـت دمـوع الـسَـيـد وايـن الـخَـفـيـة ،و ارتِـجـاف يَـده الـذي يُـحـاول اخـفـائـه اسـفَـل قُـبَـعـتـه ، هَـذا الـوَسَـط يَـخـنُـقـنـي ، وَقَـفـت مِـن مَـكـانـي اتـوَجـه الـى الـخـارج لِـكَـي اسـتَـنـشـق بَـعـض الـهـواء الـذيّ يُـسـاعـدنـي عَـلـىٰ الـمُـواصَـلَـة بِـهَـذا الـشِـبـه وعَـيّ .

رَفَـعـت وَجـهـي احـدق بـ الـسَـمـاء بـ داخِـلـي امـنـيـات كَـثـيـرة ، اعـجَـز عَـن نُـطـقـهِـم جَـمـيـعًـا عَـدا تِـلـك .

- فَـلـتَـكـن بِـخَـيـر ، لا اريـد شَـيـئًـا اخَـر .

تَـمَـشَـيـت امـام الـمُـسـتَـشـفَـىٰ بـ اقـدام هَـشَـة ، اخـرَجـت الـهـاتِـف مِـن جَـيـب سُـتـرَتِـه بَـعـد مُـدة كَـبـيـرَة لـكَـي اتـذَكـر ايـن وَضـعَـتـه بَـعـد ان اعـطـانـي ايـاه الـسَـيـد جـيـون بَـعـد خـروجَـنـا مِـن الـحـمـام .

قَـرَرت الإتـصـال بـ مـيـر مِـن اجـل الإطـمـئـنـان عَـلـىٰ ڤـالـيـريـن و جـيـان ، مُـنـذُ ان خَـرَجـت مِـن الـمَـنـزل لَـم اتَـواصَـل مَـعـهـا و لا اعـرف شَـيـئًـا عَـن الأطـفـال .

- مَـرحَـبًـا مـيـر ، هَـل انـتُـم بِـخَـيـر ؟

نَـبـرتـي كـانَـت قَـلِـقَـة مِـمـا اثـار فِـضـولـهـا او رُبـمـا قَـلـقَـهـا هـي الأخـرىٰ ، اسـرَعَـت فـي الإجـابَـة عَـلـىٰ سـؤالـي .

- نَـحـنُ ، بِـخَـيـر ، جـيـان و ڤـالـيـريـن هـا هُـمـا امـامـي يَـلـهـوان مـعًـا ، هَـل انـتِ بِـخَـيـر ، صَـوتـكِ لا يـوحـي بِـذلِـك .

ارخَـيـت يَـدي بـجـانـب جَـسَـدي اسـتَـقـبِـل تِـلـك الـغَـصَـة بَـيـن اضـلُـعـي .

- لا ، يـورثـا لَـيـسَـت بـخَـيـر فَـلَـن اكـون .

سَـمـعـت تَـحـركـاتِـهـا داخِـل الـغُـرفَـة قَـبـل ان تُـشاركـنـي فـي الـحَـديـث .

- عَـلِـمـت مِـن احَـد الـعُـمـال هُـنـا و هُـم يَـتـحَـدثـان عَـن ولادَة مُـبَـكِـرَة ، هَـل هـيّ الـسَـيـدَة يـورثـا ؟

اطـرَقـت رأسـي الـىٰ الأسـفَـل اخـفـي عَـدسـيـتـاي خَـلـف جِـفـونـي .

- نَـعَـم انـهـا هـي .

انـتَـقَـلـت خُـطـواتَـيـن فَـقَـط اثـنـاء انـتِـظـاري لـ ردهـا .

- هَـل انـتِ بِـحـاجَـة الـيّ ، هَـل اتـي الـيـكِ ؟

وَجـهـت بَـصـري الـىٰ الـداخِـل انـطق

بِـحـاجَـة الـيـكِ مَـعَ ڤـالـيـريـن و جـيـان ، لا تَـقـلَـقـي بـشـأنـي مـيـر ، اردت الـتَـحَـدث مَـعَـكِ فَـقَـط .

اغـلَـقـت الـمـكـالَـمَـة ثُـم الـتَـفَـت لِـكَـي اعـود ، عَـيـنـايّ مـشَـوَشَـة ، اشـعُـر انَـنـي لَـسـتُ بِـخَـيـر .

هُـنـاك شَـخـص ثـالـث يَـقِـف مَـعـهـم و يـعـطـيـنـي ظَـهـره ، بـالـتـأكـيـد انـه ذلِـك الـشَـخـص الـذي اتـىٰ مَـعَ الـسَـيـد وايـن ، كَـمـا انـه يَـرتَـدي بَـذلَـة عَـسَـكَـريَـة ايـضًـا .

قـاداتـنـي اقـدامـي نَـحـوهـم و مَـع اقـتـرابـي مِـنـهـم ادركـت ان هَـيـئَـتـه مُـخـتَـلـفَـة كَـثـيـرًا عَـنـهـم .

عِـنـدمـا وَصـلـت الـيـهـم وَقـفـت خَـلـف تِـلـكَ الـمَـرأة الـتـي ادرَكـت هَـيـئـتـهـا لـلـتـو ، فـي نَـفَـس الـوَقـت تَـعَـلَـقَـت انـظـاري عَـلـىٰ يَـدهـا الـتـي تُـحـاوط كَـتـف الـسـيـد جـيـون جـونـغـكـوك زوجـي .

حَـدق بـي الـقـائـد ، يَـتـفَـحَـص جَـسـدي و هَـذا مـا اثـار فِـضـول تِـلـكَ الـمَـرأة فـ الـتَـفَـتـت لـي .

- انـتِ ، ايـلـيـروڤـا اذًا ؟

نَـظَـرت الـيـهـا و الـى يَـدهـا الـتـي قـامَـت بـ رَفـعـهـا نَـحـوي تُـرَحـب بـي .

- اعـتَـقـد انَـكِ لَـديـكِ مَـعـرفَـة سـابِـقَـة بـي .

تَـركـت يَـدهـا مُـعَـلَـقـة انـفـي لَـهـا .

ابـتَـسـمَـت تَـقـتَـرب مِـنـي مَـعَ الـمُـحـافَـظَـة عَـلـىٰ تَـصـويـب يَـدهـا نَـحـويّ

- جـيـون لـيـدنـا ، اعـتَـذر قَـصَـدت رومـر لـيـدنـا والـدة جـيـان و مُـسـاعِـدة سـيـادَة الـقـائـد جـيـون جـونـغـكـوك .

.
.
.
.

.
.
.
.

...........

البارت السادس من formal assumption  ضن 🤍🫶🏻

اتمنى يكون عجبكم

ليدنا ظهرت اخيرا و نورتنا

اسفه على التأخير بس البارت حرفيا بياخد وقت كبير اووي عن اي بارت في رواية تانيه

المهم اشوفكم في البارت القادم

كل سنة و انتوا طيبين

متنسوش تدعوا لاخواتنا في غزه و السودان و اليمن و سوريا 🫶🏻

خلوا بالكم من نفسكم

لو احتاجتوا حاجه كلموني انستا اللينك بتاعي في البايو

بس كداا

Continue Reading

You'll Also Like

37.5K 1.3K 29
عندما كنت أبحث عن مكان لتدريبي الجامعي لم أكن أظن أنني سألتقي بمن ينتشلني من آلامي . جونغكوك "جيمين مارس معي الجنس " جيمين "الهذا السبب قبلتني بالعم...
164K 6.3K 28
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
9K 1.3K 17
« إنتظرت 19 سنة لتكوني ملكي يا عجيبتي لا تفكري بتركي لأنني حينها سأقلب العالم السفلي و العلوي رأسا على عقب» لم أكن أعلم أن رحلتي إلى باريس ستغير مجر...
175K 5.1K 26
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...