when devils meet || حينما تلت...

By Sillw_2

720K 40.8K 55.4K

تتحدث القصة عن القدر الذي جمع رفيقين من عالم من مختلف أقوى ألفا في العالم يجد أن رفيقته فتاة بشرية لا يستهان... More

مقدمة
part 1 : خيط أمل
part 2 : الخاتم
part 3 : لقاء
part 4 : لعبة
part 5 : مطاردة
part 6 : -مطاردة -٢
part 7 : انتهاء اللعبة
part 8 : اتفاق
part 9 : كاميرا تجسس
part 10: حيلة السحرة
part 11 : خائن
part 12 : زعيمة السحرة
part 13 : اختفاء
part 14 -15 : إجابات
part 16 :
part 17 : البحيرة
part 18 : حفلة
part 19 : الملك السجين
part 20 : ذئبٌ لطيف وجروٌ مسعور
part 21 : شكوك
part 22 : الصمت ليس حلًا
part 23 : القبلة الأولى
part 24 : كمين
part 25 : العم ريكي
part 26 : غرابة
part 27 : أمريكا
part 28 : مهووس
part 29 : مابين الحقيقة والزيف
part 30 : المنظمة
part 31 :
part 32 : الماضي المتشابك
part 33 : الطريق الخاطئ
part 34 : الخفايا
part 35 : من أجلك
part 36 : سِرٌ دفين
part 37 : حاكم الدم
part 38 : ذكريات
part 39 : الحضن الأمن
part 41 : لقاء الأحبة
part 42 : أحبك
part 43 : الصلح
part 44 : أصدقاء من الماضي

part 40 : تعدي الحدود

5.6K 379 974
By Sillw_2

رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير 💙🌛

ملاحظة ١ : البارت لايوجد شيء فيه يجرح الصيام لامشاهد مخله كالمعتاد الرواية مؤدبة ولا شتائم 🤗

ملاحظة ٢ : البارت طويل طويل وبتخلصونه بعد كم يوم واللي تخلصه اليوم سوت سكب إلى النهاية 😂

ملاحظة ٣ : هذا البارت مهم جداً وفيه أجوبة عن أشياء كثير تسائلتم عنها وألغاز تم حلها

ملاحظة ٤ : أي أخطاء في البارت تجاهلوها لان التطبيق علق معي فجأة 🤓💔

استمتعوا بالقراءة ★

كُلٌ من 'ألبرت' ووالده ذهبا لمساعدة الفوكسيان الذي فقد وعيه من شدة التعب والألم وبدأت خادمته 'كريستين' تبكي عليه ظناً منها أن زعيمها مات وستتسخ مخالبها أثناء حفر قبر له

وقام البيتا بحمل الفولكا 'ميرت' على ظهره قائلاً : " سأخذه إلى عيادة القطيع "

بدى وكأنه يستأذن من الألفا الذي أشار له بالذهاب دون أن يرد عليه فهو مركز على ما إن فقدت رفيقته وعيها من شدة الإعياء أم أنها نامت على الأرض

وتزامناً مع خروج 'ألبرت' وإسراعه برفقة 'كريستين' للعيادة قام 'آندي' بلمس أذان القطة الشقراء على مرأى 'ديفيد' الذي أخفى إبتسامته الماكرة وتركه مترقباً لما ستفعله

ثم أردف بإبتسامته المعتادة : " سيكون علي أخذ 'مومو' لعيادتي كي أستطيع فحصها لكن.."

لم يكمل كلماته حول المسافة التي سيقطعها إلى إيطاليا حتى وجد ركلة على وجهه من 'مونيكا' التي تضايقت أثناء نومها وفعلتها هذه جعلت رفيقها يبتسم لأنه إطمئن بكونها بخير ولأنه كان يترقب الركلة التي ستصيب الآخر بعد أن ضايقها أثناء نومها

وسبب عدم تجنب كلاهما ركلتها هو لأنهم إعتقدوا بأنها ستكون ضربة ضعيفة مثل باقي هجماتها وبالفعل الضربة لم تكن مؤلمة لذا لم يعتقدوا بأنها ستضره لكن المفاجأة عندما شعر 'آندي' بشيء يسيل من أنفه ليتحسسه بأصابعه ورأى بعدها الدماء تلطخها

وخطيبته مذعورة برؤية الدماء قائلة : " يا إلهي أنت تنزف !! " وتقدمت بعدها نحوه بمنديل راغبةً في مساعدته

حاول الآخر إيقاف نزيفه فهو الطبيب وبإمكانه علاج نفسه بمساعدة بسيطة من المتواجدين عدى 'ديفيد' الذي حمل رفيقته التي تتململ بين ذراعيه بنعاس شديد وتجاهلهم محركاً قدميه لإتجاه الباب

أوقفه 'سام' المنزعج وهو يقف من جوار أخيه : " إلى أين تظن نفسك ذاهباً وأختي معك ؟ "

ليجيبه بهدوء مختصر : " سأعود إلى غرفتنا أنا وزوجتي "

وقام بمسح أذنيه بإنزعاج لأن طبلته إنفجرت من صراخ الشاب الأحمر : " إذهب للجحيم لن أسمح لك بالبقاء مع 'مونيكا' في غرفة واحدة كي تستغل غياب وعيها لفعل أمورك الفضيعة لها !! "

ظل 'سام' يعبر عن رفضه التام عن أي وسيلة لإبقاء 'ديفيد' قرب رفيقته فالمستذئبين تحكمهم بعواطفهم يساوي صفر والمتواجدين في الغرفة بقوا صامتين مشاهدين هذا المتهور في الإعتراض على مايريده الألفا رغم أنه سيهزمه ببضعة هجمات وينهي أمره تحديداً وطاقته قد إستنفذت بالكامل

وبعد الإستماع لكل مالديه أردف 'ديفيد' بصرامة : " شئت أن أبيت رفيقتي ستكون بجواري "

ليقول 'آندي' بإبتسامة بعد وقوفه هو أيضاً : " لن نسمح أن تكونا لوحدكما ولو لحظة !! "

حينها صرح 'ديفيد' بغضب مكتوم : " هذا ليس شيئاً تقرروه يا من لم تستطيعوا حمايتها بعد تركي إياها في عهدتكم ، لولا أنكم فشلتم في مهمتكم لما تحركت 'مونيكا' لإنقاذ الجميع وتعرضت لهجوم يحولها إلى قطة لاتفقه شيئاً "

وفي ختام كلمته حصل على زمجرة خفيفة من رفيقته المستلقية بحضنه وكأنها فهمت مايقول جاعلةً إياهم يشعرون ببعض الأمل لولا أنها أدارت جسدها وأرخت ظهرها بالكامل على ذراعيه وأصبحت يداها وساقيها تتدلى ورأسها مال للخلف وكأنه سقط بفاه مفتوح من شدة تعمقها في النوم بعد ليلة كسولة

كادوا بعدها يعودون لشجارهم لولا أن العم 'ريكي' قرر التدخل وأخيراً من بعد صمت مطبق : " متى ستنضجون وتتوقفون عن الشجار حول سفائه وصغائر الأمور ؟ ركزوا على المسائل المهمة ألا وهي أن هناك خمس دقائق تفصلنا عن موعد العزاء وأن على جميعكم الإستعداد للحضور فيكفينا أن اللونا المستقبلية التي تكبدوا الخسائر لأجلها لن تحضر "

كانوا يعلمون جيداً أنه ليس بالإمكان إخراجها للعالم بهذه الهيئة المهينة وستفسد صورتها القوية أمام الجميع وربما تخسر إحترام البعض ناهيك عن الذين سيستغلون ضعفها لإيذائها والنيل من رفيقها إن أحكموا قبضتهم عليها

لذلك عزم الألفا على عدم ترك جانبها إطلاقاً وقال بإصرار : " لن أترك رفيقتي بدون حماية "

وعمه 'مافريكي' جادله بصرامة : " أنت الألفا ورفيقتك اللونا المستقبلية إن لم يحضر أياً منكما فأي إحترام تكنونه لرعيتكم ؟؟! "

أشار بعكازه بعدها لـ 'أوليفر' الذي كان يقف صامتاً فلا شيء يستدعي تدخله على الرغم من أن كل شيء يمسه هو وقطيعه فقد فهم من حديثهم أن صديقته فعلت شيئاً لإنقاذ الجميع وأصبح حائراً حول ماهيته

فكروا جميعاً بكلماته الغاضبة منهم وعليهم وتحديداً على ابن أخيه حتى إقتنعوا بكلام العجوز الذي سمعوه يكمل متمالكاً نفسه : " ستحضرون جميعكم بلا إستثناء هيا إصعدوا للغرف في الأعلى لقد وضعت لكم ملابس مناسبة تليق بالعزاء "

بفضل تفكيرهم المسبق لم يتردد الثلاثي بالتوجة للأعلى بهدوء وبقي المستذئبين الثلاثة بالأسفل ومعهم 'مونيكا' ف 'ديفيد' لم يحرك ساكناً لأنه ينتظر رحيلهم وسمع بعدها صوت إغلاق أبواب

حينها فقط ألقى على عمه بضعة كلمات قبل أن يخرج ويرحل مبتعداً سامعاً الإخوة يريدون اللحاق به بعد إكتشاف أمر خروجه وعمه قام بمنعهم وأدرك عندما لم يشعر بهم يتبعونه أن عمه 'ماڤريكي' نجح في إقناعهم بتركه

وإتجاه 'ديفيد' كان لداخل قصره تحديداً غرفته التي يريد العودة لها والبقاء مع رفيقته بداخلها إلى أن يحين موعد العزاء الذي بدأ يفكر بأمره بتركيز شديد وما إن كان بإمكانه الحضور حقاً أم لا وهو لم يعد يثق بأصدقائه وأصدقائها لحمايتها أثناء المراسم فجميعهم خذلوه وخذلوها بالتأكيد

حتى رأى في إحدى الممرات 'كاتيلين' تتحدث مع 'كالمان' والذي يكون ساحر سابق في عصبتها ووالد 'جوليكا' زوجة البيتا 'ألبرت'

وقد رحب به 'كالمان' بإنحناءه بسيطة بعد ملاحظته : " تسرني رؤيتك مجدداً ياحضرة الألفا ! "

ليتوقف 'ديفيد' أمامهما وهو يحمل رفيقته سامعاً ترحيب الساحرة به دون أن تصدم من الشقراء ذات الهيئة البشرية بأذان وذيل قطة بين أحضانه : " هانحن نلتقي مرتين في ذات اليوم لابد من أن القدر يحاول جمع اثنين ببعضهما "

ورد عليها 'ديفيد' بينما يغازل قطته التي إستيقظت وأصبحت تلعق وجنته : " لقد فعل وها أنا هنا مع أفضل إمرأة في الوجود رفيقتي الجميلة ! "

ثم أردفت 'كاتيلين' ناصحة بإبتسامة لامبالية في الحقيقة : " تبدو سعيداً بالتحول الجديد لرفيقتك ولا أنصحك بأن تفعل فهذا مايريده الملك 'سالار' "

حالما نطقت اسم التنين سألها 'ديفيد' بريبة : " كيف عرفتي أنه الفاعل ؟ " فلم يكن أحد يعلم بمن قام بتحويلها هكذا ووضعوا شكوكهم على التنين بسبب ما قاله الغاما وحسب

وأجابته 'كاتيلين' مخرجةً نفسها من الموضوع : " يمكن للسحرة العظماء مثلي معرفة سحر التنين فوراً لكن للأسف لايمكنني كسر التعويذة عن رفيقتك ف التحول لحيوانات ليس مجالي "

وتدخل 'كالمان' بعدها مباشرة شارحاً : " في الحقيقة إنها تعويذة تحويل معقدة ؛ لأنها تقوم بتغيير بنية إنسان بالكامل ويحتاج إلى تعويذة قوية لفعلها وتزداد قوتها بقوة ملقيها "

جذب إنتباه 'ديفيد' شرحه المبسط ليبدي إهتمامه على ماقاله فهو ساحر مخضرم منذ 500 عام ولديه خبرة متنوعة في السحر حتى الذي لايستخدمه ويسهل عليه إكتشاف جميع أنواع التعاويذ الملقية من نظرة واحدة لذا عدم تفاجئه مبرر وقد تخدمهم معرفته اليوم

ولم يخب توقع 'ديفيد' فقد واصل 'كالمان' شرحه وهو يستخدم سحره للتحول أمامهم إلى مايشبه مظهر 'مونيكا' بأذان كستنائية وذيل قطة يخرج من خلف بنطاله البني المتلائم مع قميصه الأبيض : " لكن من السهل التحول والتحرك هكذا دون تغيير تركيبة الجسم الحقيقية "

ليسأله بما يهتم له حقاً : " أيمكنك إعادة رفيقتي إلى طبيعتها ؟ "

كتف 'كالمان' بذراعيه على صدره موضحاً أكثر بإبتسامة هادئة : " من لن يرغب في مساعدتك أيها الألفا ؟ المشكلة هي أن إزالتها تحتاج إلى قوة أكبر من التي وضعت أثناء تنفيذها وكسرها قد يؤدي إلى ضرر جسدي أو عقلي للمتحول "

همهموا بتفكير على مايقوله الساحر المبتسم حتى تفاجئوا ب 'مونيكا' قد أصبحت عند ساق 'كالمان' تقول بينما تلمس بنطاله بيدها اليمنى : " مياو~⁦♡⁩ "

وكان 'ديفيد' ليقتله على النبرة المحببة التي نطقت بها له لولا أن المشاعر التي تشعر بها رفيقته وصلته وبدى أنها سعيدة لرؤية شخص يشبهها وسط كل الذين لا تعرفهم وتريد اللعب معه فقط لاغير

وعلى عكس مخاوف الإثنان اللذان بدئا يعدان الثواني لقطع رأس الساحر من الألفا الغيور تفاجئوا به يوقع على قلوبهم الصدمة بقوله : " سيد 'كالمان' فلتأخذها إلى مكتبي دون أن يراكم أحد وإبقى معها لحمايتها حتى يأتيك عمي وأنتي ستأتين برفقتي فلدينا عمل علينا القيام به !! "

ختم 'ديفيد' أوامره التي كانوا ملزمين على تنفيذها وهمَ بالرحيل ليقوم كلا الساحران بالنظر نحو بعضهما بصدمة قبل أن يفعلا ما أمرهم به

وتبعته 'كاتيلين' محاولةً إستيعاب ماحدث أما 'كالمان' وضع تعويذة إخفاء على جسده وعلى جسد القطة ثم طلب منها : " سنذهب الأن إلى مكتب الألفا أريد منك أن تبقي بجواري ولا تفارقيني "

وقد فعلت 'مونيكا' ماطلبه بعد أن فهمت مايريد لأن هذا الشبيه إستخدم لغتها في الحديث

أما زعيمة السحرة وجدت نفسها في غرفة منفصلة عن باقي القطيع ومضطرة لإستخدام سحرها وفعل مالا تريد فعله بسبب أوامر 'ديفيد رومانوف' الذي توجه بعدها إلى مواقع مختلفة من قصره بإبتسامة مختلة

وقبل هذا في مكانٍ مختلف هنالك محاربتنا العظيمة 'نيلا' التي تركض في ممرات العيادة بأعين دامعة بسبب مشاعرها السعيدة الممزوجة ببعض الحزن ورفيقها غاما القطيع الأمريكي 'جيمس' كان في غرفته الممنوحة له واقفاً أمام المرآة يعدل هندام بدلته بملامح قاتمة على وجهه

ولم يزح عيناه عن قاتل صديقه الوحيد وأعظم بيتا رأته عيناه وهو يهمس : " لقد كان عادلاً رزيناً يجيد كل مايفعله ولا يقلل من شأن أحد ويدعم الجميع لإخراج أفضل مالديهم.. وأنا بنفسي قمت بقتل هذا الشخص الرائع لو.. لو أنني تراجعت لما مات ! "

قاطع مايفعله الفتاة التي فتحت الباب بقوة ودلفت الغرفة راكضةً نحوه هي مطأطأة الرأس وكأنها تعلم مكانه دون الحاجة لرؤيته وقفزت في أحضانه باكية صادمةً إياه برؤيتها مجدداً ودون وعي أردف : " ظننتك لن تعودي !! "

و'نيلا' شدت على عناقه ودفنت وجهها في صدره وواصلت البكاء دون أن تقول شيئاً و'جيمس' شعر بإستياء شديد لأنه فكر بأنها أتت لرفضه بعد معرفة أنه وُلد بدون ذئب ولم يستطع حتى رفع يديه لمواساتها

وبعد دقائق قليلة أصبح مستسلماً للفكرة وتقبل أنها سترفضه لكن من الواضح أن رفضه سيكون صعباً عليها لذا قرر تولي زمام المبادرة بالانفصال عنها بعد وسمها له متمنياً أن تكون رفيقته قوية لتحمل ألم الإنفصال فهو لن يتأثر كثيراً لأنه بلا ذئب

ليحاول الحديث متمالكاً نفسه ف حزن اليوم سيصبح إثنين وأردف بلغة المستذئبين القديمة كي تترجم لها ذئبتها مايريد : " أعلم أن مسألة الإنفصال ستكون صعبةً عليك بعد أن كنتِ بتلك الحماسة لوسمي لذلك أنا من سأفعلها ولسنا بحاجة إلى شيوخ القطيع ف هلا أخبرتني اسمك ؟ "

لقد كان قانون المستذئبين ينص على أن الرفيقين اللذان يريدان الطلاق أو الإنفصال بعد الوسم أي الزواج يقومان بمعارضة أوامر حاكمتهم 'سيلين' لذلك يتم إحالتهما لشيوخ القطيع والألفا للنظر في مسألتهم
حينها يتم وضع الرفيقين تحت بضعة إختبارات بغض النظر عن أسبابهما للطلاق لغرض تقريبهما من بعضهما وإن كانا لايزال يريدان الإنفصال سيسمح لهما بذلك وفقاً لإجراءات معينة والباقي متروك لقوتهما في تحمل ذئابهم مسألة إنفصالهم

والقانون الآخر أو لنقل ماتعارفوا عليه هو أن الرفيقة لايمكن لوسمها أن يُنظر نحوه بشكل شرعي كزواج على عكس الرفيق لذا هما الأن أشبه بمجرد رفيقين إلتقيا وبإمكانهما رفض بعضهما بالطريقة المتعارفة

لكن الغاما 'جيمس' تفاجئ برفيقته ترفع رأسها صارخة به بين دموعها بعد ترجمة ذئبتها المتألمة لها : " أنا لم أتي لرفضك !!! كيف لك أن تقول شيئاً بمثل هذه القسوة ؟! "

بالطبع لم يفهم ماتقوله بالروسية لكنه شعر بأنها لاتريد رفضه لذا ربما هي لم تعلم بعد وهو لايريد خداعها أو ظلمها بجواره ليقول بصدق : " أنا ولدت بلا ذئب بسبب طفرة جينية نادرة تصيب مستذئب واحد من بين مئات والآف القطعان "

وردت عليه 'نيلا' بإنجليزية سيئة : " ماذا إذن ؟ أنا لا أهتم وأريد البقاء معك "

كلماتها أثرت عليه بشدة وجعلت قلبه ينبض بسعادة لكنه تذكر جميع المرات التي تم تجاهله والتقليل منه بسبب طفرته هذه حتى صديقه البيتا تعرض لمضايقات بمجرد أن أصبح يرافقه

لذلك قال 'جيمس' وهو يمسك بكتفيها مبعداً إياها عنه : " أنتي تقولين هذا بسبب الصدمة لكن الحقيقة هي أن عدم تواجد ذئبٍ لي أمر مهم للجميع أنتي وعائلتك وقطيعك لن تتقبلوني أبداً أنا أتفهم هذا جيداً لذا بإمكانك التوقف عن البكاء كي نتمكن من الإنفصال.. "

أوقفه عن الحديث لكمة قوية نحو قفصه الصدري جعلته يسعل بصدمة من قوتها التي جعلته يضطر للجلوس على الأرض ملتقطاً أنفاسه وأصبح يتسائل عن هويتها بصدق

لكن ما جذب إهتمامه حقاً هو أنها وذئبتها تناوبتا في الحديث ونطقت كلتاهما بعزم وصدق : " لقد قلت أننا سنبقى سوياً ! والدي أخبرني كل شيء عنك ووافق على علاقتنا بالفعل لذا لايمكنك الهرب مني وستبقى معي شئت أم أبيت أيها الغاما الونبيسي !! "

ختمت كلماتها بإخراج مخالبها صادمةً إياه أكثر فمن الواضح أنها ستقاتله كي تحصل عليه وأكثر ما يعجبها به هو الرسوم المتحركة التي يشاهدها ليضحك بسبب هذه الفكرة مدركاً الأن بأن رفيقته مختلفة عن الكثيرين

ليرفع 'جيمس' يديه قائلاً بإبتسامة عريضة : " لاتندمي على قرارك فلن أدعك تتركينني أبداً يارفيقتي "

وبدون أدنى تردد قفزت 'نيلا' لأحضان رفيقها الجالس بإبتسامة عريضة ومتحمسة : " لاتناديني هكذا أنا أفضل مناداتي ب اسمي 'نيلا فيلاديمير' "

لقبها وحده جعله يسعل مجدداً بصدمة فهي ابنه الغاما وليست بفتاة عادية ليسألها بقلق مخفي وهو يشد عليها في عناقه : " هل أنتي متأكدة من أن والدك موافق على رباطنا ؟؟ "

فقد رأى والدها الغاما 'جوناثان' في ساحة المعركة وبدى شخصاً قوياً وصارماً يصعب التعامل معه وربما يقتله بعد معرفة أن رفيق ابنته ضعيف بلا ذئب يحميها

وطمأنته 'نيلا' بالحديث عن والدها الحبيب وكيف وافق على علاقتهما وهكذا حلت الأمور بينهما بشكل مثالي ووعدها بوسمها بعد المراسم فلن يجعل يومها السعيد في مثل يوم حزنه على صديقه
وتفهمت 'نيلا' رغبته وألقت بذئبتها 'ناريلا' لمؤخرة عقلها فقد كانت تصرخ بداخلها بأنها لاتهتم وتريد رفيقها وأن أحزانه ستتلاشى معها

وتطرقا بعدها إلى ماحدث في أميركا وتحدثا مطولاً عن صديقه المقرب بحزن رسم على ملامحهم حتى إستدعاه الألفا 'براد' للذهاب إلى المنطقة المعنية لدفن مواطني قطيعه

- مقبرة القطيع الساعة 12:00 -

دقت ساعة منتصف الليل على قطيع النجم الاسود المتواجدين وسط أشجار الغابة في الجانب الجنوبي من القطيع حيث تم تفريغ منطقة واسعة من أجل المقابر الكثيرة

كانت ترتيبات الجنازة جاهزة بالكامل الحراس منتشرين في كل مكان لتتم المراسم بهدوء ، اصطفت التوابيت بجوار بعضها صفاً صفاً ورفرفت الأعلام البيضاء التي يوجد عليها شعار القطيع ذئب أسود توجد فوق رأسه نجمة سوداء بعد أن تم نشرها في كل مكان

جميع المتواجدين وحدوا زيهم الرسمي الأسود ووقفوا بملامح حزينة أمام الضحايا من عائلاتهم ورفاقهم وأصدقائهم وبعض التوابيت كانت فارغة فلم يستطيعوا إستعادة جثث من تم إحراقهم حتى تحولوا لرماد بواسطة العنقاء

كانوا يستعدون للوداع الأخير وهم يقفون بترتيب منظم من قبل الغاما 'جوناثان' حيث في المقدمة يقف 'براد لانسويل' بملامح هادئة وهو يحتضن زوجته 'يونا لانسويل' التي لم تتحمل فضاعة ماحدث

وشرعت في البكاء بداخل أحضانه : " هذا فظيع للغاية ، لا أصدق ماحدث لهم لا أحد منهم إستحق الموت "

ولم يرد زوجها فهو يعلم أن الكلمات لن تواسيها بل ستجعلها تحزن أكثر وبجواره على بعد خطوتين وقفت زوجة أخيه باكية : " ليتني لم أقطع تواصلنا ليتني مت مع رفيقي !! "

وابنها 'رونالد' حاول تهدئتها بملامح خالية من التعابير لكن بالنظر لأعينه الحمراء سنعلم أنه أجهش بالبكاء بسبب مقتل والده : " توقفي عن البكاء يا أمي لقد ذهب أبي إلى مكان أفضل ورؤيتك تبكين عليه سيحزنه.."

أجابته والدته دون أن تتوقف دموعها عن الهطول : " لايمكنني أنا أشتاق إليه كثيراً !! ليته يعود لي.."

وواصلت تمني عودة رفيقها الحبيب تحت أسى مخفي من الغاما 'جيمس والتون' الذي كان قلبه يؤلمه كذلك بالنظر إلى تابوت صديقه وزوجته التي كانت حاملاً لكنه وضع قناع من الهدوء شابكاً أصابعه بخاصه رفيقته 'نيلا فيلاديمير' بجواره فلن تتركه يقف وحيداً في يوم حزنه وحاجته لها

ثم وقف أفراد القطيع الأميريكي على الجانب الأيمن خلفهم وفي الجانب الأيسر يقف القطيع الروسي وعلى مقدمتهم الغاما 'جوناثان فيلاديمير' وعائلته

وعلى نفس الجانب يقف كل من 'سام' ، 'اندي' ، 'سيلين' الذين حضروا بعد دقائق متأخرين عن الموعد وتفاجئوا بعدم بدء المراسم بعد
وسبب حضورهم هو لأنهم يعلمون جيداً مقدار التضحية التي قام بها هؤلاء المستذئبين فقط لأجل حماية أختهم لهذا عليهم تقديم الإحترام بالحضور عوضاً عنها بصفتهم عائلتها

لم تستطع 'سيلين' تحمل رؤية طفلة ترتدي فستاناً أسود لايناسب برائتها قامت بجذب فستان والدتها الأسود سائلةً إياها عن والدها وأخيها : " ماما أين ذهب بابا و 'تود' ؟ أيمكنني رؤيتهما الأن ؟ "

لتسقط أمها باكية وهي تحتضنها فكلاهما راقدان بداخل التوابيت أمامهم والجاني هو تنين أزرق دنيء لم تجعل وحشيته تصل لمرأى جروتها الصغيرة

وغرقت عينيها الزهرية بالدموع أثناء محاولتها لتمالك نفسها بينما تقول : " أشعر بأننا السبب في خسارتهم لمن يحبون ! "

لاحظ 'آندي' أنها بدأت تلوم نفسها وكأنها السبب في كل ماحدث ليحاوط خصرها بيده جاذباً إياها نحوه ثم أجاب بإبتسامة : " لاتحزني اللوم كله يقع على من هاجمونا لقد حاولنا الصمود أمامهم وبالكاد نجحنا في النجاة بأنفسنا "

وأكمل عنه 'سام' ببرود : " نحن لا نستطع حماية الجميع إن الإعتناء ببعضنا يكفي "

لتسألهما 'سيلين' بإستياء : " كيف يمكنكما أن تكونا بهذا الهدوء ؟ "

وأجابها 'سام' ثم 'آندي' مباشرة : " إعتدنا على الأمر " ، " كما قال أخي لم يكن لدينا خيار سوى الإعتياد فلا يمر يوم إلا ونرى على الأقل جثة واحدة "

كلماتهم جعلتها تشعر بسوء أكبر من سابقته على ماعانوه جميعاً لتصمت وتتأمل المستذئبين الذين أجهشوا بالبكاء على فقدائهم فالآباء فقدوا أبنائهم والزوجات فقدن أزواجهم والأصدقاء فقدوا أصدقائهم والعكس صحيح

بينما في الجهة الأخرى كان 'أوليفر' يقف بين أفراد قطيعه مطأطأ الرأس بحزن وخجل من نفسه لأنه لم يستطع حماية أحد بداخل الملجأ

وماجعله يغير اتجاه بصره هو الطفل الصغير الذي أمسك أصابع يده ونطق متأسفاً أثناء بكائه : " عم 'أوليفر' أنا أسف ! لو إستمعت إلى تعليمات اللونا لما خسرت ذراعك من أجلي ! أنا أسف بحق! "

نظر 'أوليفر' للطفل الذي يرتجف جسده من شدة بكائه جاعلاً إياه يشعر بثقل في قلبه ثم لوالدا الصغير خلفه وهما يبتسمان له بإمتنان حزين على إنقاذ صغيرهما

فعندما خرج 'أوليفر' من مخزن الملجأ بسبب الضجيج أول ما رأه هو التنين الأزرق الذي إندفع لقضم أحد الأطفال ليندفع بأقصى سرعه له ويدفع الصغير بعيداً عن طريقه

ويده الممدودة مكان الطفل هي من تعرضت للبتر بواسطة الأسنان الحادة للتنين الذي بصق ذراعه بعدها ناظراً بـ شر نحو 'اوليفر' ووالده 'إيفانز' الذي حاول إيقاف النزيف
ثم صرخ الوحش بألم بسبب 'اورورا' التي مزقت عينه انتقاماً لما فعل مع ابنها تلاها هجوم الحراس والمتواجدين بالأسفل لمحاربة التنين حتى تجاوزهم وإخترق المخزن ليقاتلاه الألفا واللونا

أما الأن حاول 'اوليفر' رسم إبتسامة لطيفة على محياه رغم الحزن ونزل إلى مستواه قائلاً تحت مسامع الجميع : " مقاتلنا الصغير ' نيكولاس ميركادا' ! هل تلك الدموع تليق ب محارب قوي مثلك !؟ "

سأله وهو يضربه بخفه على صدره ف 'نيكولاس' حالما رأى الوحش الذي إخترق الملجأ أبعد جميع الأطفال الذين كان يلعب معهم في زاوية بعيدة وتقدم راغباً بالقتال وحمايتهم برفقة الحراس

ومسح الصغير دموعه ويهز رأسه يميناً ويساراً كإجابة قبل أن يقول : " لكنك خسرت ذراعك.."

قاطعه 'أوليفر' بإبتهاج مزيف كيلا يشعره بتأنيب الضمير : " يارجل لتكن أقدامي ويداي ورأسي فداءً لكم ! كما أنك ستفعل نفس الشيء إن كنت مكاني فهذه هي طبيعة كل محارب هنا كلنا لم ولن نتردد في التضحية بأرواحنا من أجل حماية قطيعنا "

قال كلماته وهو يعدل هندام الصغير بإبتسامة جاعلاً 'نيكولاس' يبتسم ويحتضنه مثل والديه 'أورورا' و 'إيفانز' اللذان شعرا بالفخر بابنهما الوحيد
كما أن الألفا واللونا وجميع أفراد قطيعه رسموا إبتسامات فخورة على ملامحهم بما فعلوه فقدائهم رغم حزنهم عليهم بسبب كلماته

وحل الصمت لوقت ليس بقليل كل مايقاطعه هو شهقات ودموع صامتة إلا قلة قليلة أصابهم الجنون وظلوا يبكون بهستيرية

كان الجميع يريدون بدء المراسم بسرعة فلن يتحملوا المزيد من الوقت واقفين ينظرون لتوابيت فقدائهم دون الإقتراب منهم لتوديعهم حتى وبقيوا ينتظرون بصبر يقل مع الوقت بدء مراسم الدفن أسفل القمر المكتمل

ومايجعل المستذئبين لا يبدئون المراسم بعد هو أن لا الألفا واللونا ولا البيتا حضروا العزاء بعد وتأخروا عليهم حتى أصبحت الساعة تشير إلى 12:30 صباحاً جاعلين الإستياء ينرسم على ملامح البعض والسخرية على البعض الآخر من القطيع الروسي

والسبب واضح فهاهي المستذئبة ذات الشعر البني المصفف على شكل كعكة والأعين الحادة والمليئة بالخبث مثل خاصة صديقتها المقربة 'إيريس' تقول باستهزاء محدثةً صديقتها الأخرى : " لا أعلم لما علينا إرهاق أقدامنا وحضور عزاء بعض الضعفاء الذين لم يستطيعوا حماية أنفسهم من هجمات سخيفة "

سخريتها التي قالتها بالإنجليزية عمداً جذبت الأنظار الغاضبة من الجميع نحوها حتى أنها سمعت بضعة زمجرات غاضبة ولم تبالي لأمرها فهم قطيع ضعيف لايحظون بإحترامهم ووسعت إبتسامتها بخبث عندما قام الألفا الأمريكي بإسكات قطيعه

ليشيحوا بصرهم وغضبهم بعيداً عنها فهو لايرغب في شجار لاطائل منه في مثل هذا اليوم وليس لديه أمل أو رجاء في أحد تحديداً هذا القطيع الذي لم يهتم قائده بشأن القتلى وفكر متذكراً مقولة قرأها في كتابٍ ما : ' الجندي يدفع من دمه وبروحه ثمن شهره قائدة '

ومن المعروف أن الكثيرين من أفراد هذا القطيع سيئوا الطباع مع الغرباء وتلقى 'براد' الصدمة مع الباقين عندما تدخل البشري ذو الشعر الأحمر بغضب من سخرية هذه المغرورة : " إخرسي قبل أن آتي وأقتلع لسانك كيلا تتفوهي بسوء عن شخصٍ ميت !! "

وكاد 'سام' يتقدم لفعلها بغضب متأجج داخله لولا أن 'آندي' أمسك كتفه وأوقفه طالباً منه أن يهدأ ويتمالك أعصابه فهم لم يعودوا يخفون أنفسهم ولابد من أن الجميع أصبحوا يعلمون بكونهم صيادين بفضل إخراجهم قواهم سابقاً ولن يفكروا بإيجابية حول دفاعه عن الموتى لأجل 'مومو'

غير عالم أن الألفا 'براد' طلب ممن حضروا القتال ألا يتفوهوا بحرف لمن لم يفعلوا وهكذا أخفى هويتهم بدوره كإمتنان بسيط على دفاعهم عن قطيعه في الوقت الذي كان بإمكانهم الهرب وتركهم

أما الفتاة أردفت بإبتسامة ساخرة مستفزةً إياه : " هه بشري ضعيف وتجرؤ على تهديدي ؟ ربما علي تلقينك درساً ! "

ولم تهتم بأن أخته اللونا كانت أقوى من 'إيريس' وأبرحتها ضرباً فهن كذلك يعلمن أن صديقتهم ضعيفة ومدللة للغاية وفي نظرهم لو لم يقم الغاما بمنع الجميع من الحراك لجعلوا البشرية تلتزم حدودها

ثم قلبت عينيها عندما تدخل الغاما 'جوناثان' قائلاً بنبرة أمره : " 'صوفيا ميكالفر' أمرك بالتراجع فوراً وإلتزام الصمت "

وإستنكرت 'صوفيا' فعلته بتشجيع من صديقتها الأخرى لتقول : " حضرة الغاما لما تقف ضدي ؟ أنا أقول الحقائق وحسب حتى الألفا قد نسي أمرهم ولم يأتي وهذا دليل على أنه لايهتم لهم ونحن لسنا بحاجة للإهتمام بشأن موت هؤلاء الضعفاء "

وصديقتها 'دوري فيناس' دعمت قولها بدفاعية : " ماتقوله 'صوفيا' عين العقل فلو كانوا بربع قوتنا لما إضطرت ساقاي للتقرح أثناء وقوفي هنا "

إعتراضهم وسخريتهم المتواصلة جعلت الغاما يعبس فهو بالطبع لم يعجبه ماتفعلانه صديقات 'إيريس' التي ظن أنه إرتاح من مصائبها وأتينه صديقاتها وهنالك ثلاثة من صديقاتها وقفن خلف هاتان بصمت يخططون لأمرٍ آخر

والمشكلة التي يواجهها هنا هي أن أمر الألفا منذ سنوات كان واضحاً بعدم معاقبة أي من مسؤولي الأمن لأيٍ من نساء القطيع ويترك أمرهن لزوجات البيتا و'ايريس'

وبنظر الغاما : ' الأفضل هي 'جوليكا' حيث تحكم بعدل بفضل كونها بيتا سابقة للألفا 'ديفيد' وللأسف رحلات عملتها كانت عائقاً ، أما 'اميلين' تسامح كثيراً أو تبكي هاربة بسبب النظرات أو تلقيها كلمات بغيضة منهم ، والأسوأ 'ايريس' التي تتلاعب بكل شيء بسرية وتنقذ صديقاتها من المشاكل '

منذ حضور اللونا كانت مسؤولية النساء ومعاقبتهم إن إرتكبن خطئاً عليها وهي من تختار عقابهم المناسب لكن لايمكنها الحضور وتولي المسؤولية بعد تحولها وفقدانها وعيها بأكمله

لذا هو مضطر لسماع هذا الهراء الذي تتفوهن به إستغلالاً لعدم تواجد أي من القادة ونائبيهم أو شخص لديه الجرأة للوقوف ضدهن عداه كيلا يتورطوا مع الألفا الذي يتساهل مع نساء قطيعه

لكن هذا الأمر أصبح من الماضي فقد دهش الغاما مثل الباقين الذين تحملوا سخريتهم بصبر عندما سقطتا كلتاهما على الأرض وهما تصرخان بألم شديد أصابهما به الألفا 'ديفيد' به وهو يقول ببرود : " أيها الغاما ألقي كلتاهما بالسجن وأتركهما لتتعفنا هناك فلا مكان آخر يليق بمن لايقدرون التضحية العظيمة التي قاموا بها لأجل اللونا "

نظر الجميع في ذلك الإتجاه متأملين الألفا الذي حضر العزاء بعد كل هذا الوقت ولم يكن لوحده ف اللونا المستقبلية 'تارا ليفانوس' تقف بجواره بملامح هادئة

أما 'سيلين' حالما رأت 'مونيكا' بجوار الفقمة كما تسميه رغبت في الركض نحوها للإطمئنان عليها وساورتها السعادة لمعرفة أنها عادت لطبيعتها لكن 'آندي' وضع ذراعه أمامها مانعاً إياها : " لاتتقدمي "

ولم تكد تتسائل حتى سمعت 'سام' يحدثهم بداخل عقلهم : ' ستتجاهلك وحسب فهذه ليست 'مونيكا' بل ساحرة من طرفهم '

ماقاله صدمها بشدة لتقول : ' ما الذي تتحدث عنه ؟ أنظر لوجهها إنها 'مومو' بكل تأكيد ! '

وشرح لها بشرحٍ مبسط : ' إستخدم الألفا تعويذة تغيير المظهر كيلا يعلم أحد بما حل ب 'مونيكا' وترك الساحرة تتظاهر بكونها هي لعده أسباب '

لتتعجب 'سيلين' من مقدرتهم على إكتشاف الفرق الذي لم تعرفه على الإطلاق فالأخرى نسخة طبق الأصل وإن أتينا للمستذئبين لن يلاحظوا الفرق فحتى الرائحة الخاصة ب 'مونيكا' هي ذاتها الموجودة لدى البديلة

أما 'ديفيد' ظل واقفاً يتأمل الفتاتان والباقين يتأملونه هو ومن معه ف خلفه مباشرة يقف البيتا 'ألبرت رومانوف' و 'دانيال باكونين' و 'ألير كوي' وزوجاتهم 'جوليكا' و 'اميلين' و 'ريڤن' وكذلك عائلاتهم من 'جوانا رومانوف' زوجة عم الألفا وابنتها 'ايريس'
ثم عائلة البيتا الآخر 'ألكسندر باكونين' وزوجته 'ميرا' وابنتهم 'تاليا' ووالديه العجوزين وخلفهم جميعاً توجد المربية 'روز' وهي تحمل 'لوديس' الرضيع

وجميعهم يرتدون بدلات وفساتين حالكة السوداء ويسيرون خلفه بملامح هادئة رغم المصيبة التي وقعوا بها اليوم بدون إستثناء أحدٍ منهم حتى أن 'اميلين' تم علاجها باستخدام النباتات النادرة من مخزن القطيع بأمر من الألفا فقط كي تحضر وتتلقى العقاب مع الباقين

وأوامر 'ديفيد' الصارمة حول السجن جعلت المتنمرتان ترتعشان من شدة الخوف وأصبحتا تشتمان بعضهما بسبب غبائهما وتسرعهما فقد عرفن بأنهن وقعوا في مأزق كبير

وتمنين خلسة أن صديقتهن 'إيريس' هنا للتعامل مع الألفا وإنقاذهن لكن رائحتها التي وصلتهن دليلاً على وجودها جعلتن تتأملن بالكثير إلى أن رفعهن الحراس بقوة وقسوة ألمتهن

ليرينها واقفة تنظر للأرض بصمت وبملامح مذعورة والبيتا 'ألبرت' ينظر نحوهم بملامح خالية من المشاعر فقد رأى حقيقة مجموعة 'إيريس' اليوم لكنه لم يكن مصدوماً فهو قد رأى ماحدث في الحفل ومدى خبث أخته بواسطة تسجيل فيديو أحضره جواسيسه له

لذا أشاح بصره عن الفتيات اللواتي أصبحن يترجين العفو عنهم ويندهن على أخته برجاء لمساعدتهم وركز على قائده الذي تقدم بهدوء للأمام

لكن ما أوقف 'ديفيد' عن التقدم هو 'صوفيا' التي أردفت صارخة : " نحن لم نرتكب خطأً لقد كنا نريد الاقتصاص للونا منهم "

لينظر نحوها بهدوء يخفي غضبه سائلاً : " من ماذا ؟ "

وصدمت الجميع عندما تفوهت بما سمعته خلسة ورغبتها هي النجاة فقط لاغير : " لقد علمنا أن هنالك من تنمروا على اللونا في قطيعهم وأردنا الإنتقام منهم فلا أحد منا يقبل أن يتعدى أحد على اللونا المستقبلية "

قالت 'صوفيا' كلماتها بثقة فلديها من الخبث ماتخشاه الشياطين وظنت أنها ستنجو بفضل هذه المعلومة المؤكدة فهي قبل قدومها إلى هنا تنصتت على الألفا 'براد' و اللونا 'يونا' اللذان تحدثا مع 'إيلين' حول فقدانها أصدقائها والذين كانوا مجموعة من المتنمرين أذوا البشرية ولحسن حظهم أنه لم يقتلهم بسببها

لكن فاجئها 'ديفيد' عندما قال بداخل عقلها مخيفاً إياها أكثر : " لا أهتم برغبتك السخيفة خلف كلماتك المنافقة لذا إلتزمي الصمت ورحبي بعقابك "

ثم أردف أمراً : " لقد قمت بالتحقيق في الإشاعات مسبقاً والنتيجة واضحة لذا لاتدعوني أرى وجه هذه الكاذبة مجدداً ! "

فقط من يعرفون الحقيقة يدركون تجاهله هذه المسألة أما الذين لايعلمون صدقوا أنه إتهام باطل فإن تنمر أحد على رفيقته حقاً لذهب ودفنه فوراً هو وعائلته وكامل قطيعه

وتقدم الألفا بعدها متجاهلاً الفتاتان المذعورتان وأصبحتا تبكيان ندماً وصُدمت عائلتيهما بالمشهد لكنهم لم يتحركوا فمن لايعرف بالنظر إلى وجه الألفا أن من يعترض الأن قبره ومن يدعون لأن ترقد روحه بسلام جاهزان وكل ما بإمكانهم فعله  الأن هو الإنتظار

وبالطبع كانت هنالك خيبة أمل على البعض لأنه أخلف وعده بعدم إيذاء أيٍ منهم تحديداً النساء والأطفال لكن الباقين رحبوا بالفكرة التي جعلت الجميع متساويين بفضل اللونا التي لن يسمح الألفا لأي أحدٍ منهم إيذائها أو التقليل منها كما حدث مع والدته اللونا السابقة

أما 'براد' وسع عيناه بصدمة برؤية الألفا 'ديفيد' يقف أمامه على الجانب الآخر مرسلاً تعازيه إليه : " أود أن أعبر عن تعازي لما حدث لأفراد قطيعك ، كانوا شجعاناً ويحتذى بهم ، نحن جميعاً ممتنون لهم ولن ينسى أحد مافعلوه فبفضلهم تخطينا الرياح التي عصفت بنا ! "

أنهى 'ديفيد' كلماته وهو يقف بثبات قوي لينحني جميع من هم خلفه من عائلته وأصدقائه دليلاً على إحترامهم الموتى وبالتالي إنحنى جميع أفراد القطيع تباعاً فإن إنحنى الأعلى عليهم الإنحناء كذلك وليس بإمكانهم معارضة الأوامر أو لا يقومون بتقديم إحترامهم للذين ضحوا بحيواتهم لأجل قائدتهم المستقبلية التي ظن الجميع أنها الواقفة بقرب الألفا

والحقيقة هي أن 'كاتيلين' تزيف مظهرها بسبب أوامر 'ديفيد' قبل ذهابه لمناطق مختلفة من القصر يقابل فيها جميع من أصبحوا خلفه الأن

ثم مد الألفا 'ديفيد' يده لمصافحة الألفا الواقف أمامه ليمسك 'براد' كف يده بكلتا يديه بتوتر بسبب مشاعره المختلفة فقد كُسرت جميع توقعاته السيئة عن الألفا الآخر ولم يستطع قول شيء عدى : " شكراً لك.. أنا ممتن لحضورك "

وأعلن 'ديفيد' بصوت جهوري بعدها : " فلتبدأ مراسم تكريم شجعاننا الذين رحلوا عننا مبكراً لملاقاه حاكمتنا العظيمة حاكمة القمر 'سيلين' وتركوا ذكراهم خلفهم كي تُخلد في قلوبنا !! "

ليبدأ القس بالتحدث مطولاً ملقياً خطابه الهادئ على الراحلين متمنياً أن تحل بركة الحاكمة 'سيلين' عليهم حتى إنتهى وختام كلماته كانت بتحرك المستذئبين للتقدم وتوديع عائلاتهم لمرة أخيرة وقد فعلوا

بعدها تم إعلان أنهم سيقومون بإنزال التوابيت وسيتم ردمها بالتراب ليتراجعوا تاركين المجال للاوميغا كي يتولوا هذه المهمة
وصدم جميع الحاضرين عندما تقدمت عائلة الألفا والبيتا وبدأو في مساعدة الأوميغا بإنزال التوابيت والتلطخ بالأتربة الرطبة أثناء العملية

وهنالك الكثير ممن تأثروا بفعلتهم هذه وظنوا : ' إنهم يفعلون هذا من باب التقدير والإحترام وتعويض كافي لجعل أحبابهم يرقدون بسلام '

كما أن هنالك من تقدموا للمساعدة فلم يعجبهم أن البيتا والأشخاص الذين يعلونهم بمناصبهم نساءً ورجالاً يعملون وهم يقفون بالخلف

والبيتا وحدهم من يعلمون أن هذه ليلتهم الأخيرة في الهواء الطلق لأنهم قاموا بتعدي الحدود مع رفيقة قائدهم لكن هذه المجموعة الصغيرة بأكملها يعلمون أن العقاب السابق شملهم كذلك ؛ لأنهم عائلات البيتا ومن يعز عليهم

قد يكون مايفعلونه الأن أمراً بسيطاً للبعض لكنه ليس كذلك بالنسبة إلى مستذئبين فخورين مثلهم فقد جعلهم الألفا ينحنون لشخص أضعف منهم كإهانة لهم ولم يعني كلمة واحدة مما قاله سابقاً

ثم ضاعف إهانة فخرهم بأنفسهم بجعلهم يقومون بعمل الأوميغا متظاهراً بالبرود فلن تنتهي الأمور مع البيتا عند هذا الحد

أما 'كاتيلين' كانت تشعر بذعر لاتعلم سببه بمجرد الوقوف بقرب الألفا الذي لو مازحته ولمسته سيقتلع رأسها ولن يبالي بتمثيله السابق
وهاهو يجعلها تتوتر أكثر فقد تراجع خلسة للقصر مثلما أخبرها سابقاً أنه سيفعل : ' ويتوجب عليها إتباعه عندما يفعل لإنهاء مهمتهم في الوقت الذي لايكون فيه أحد متواجداً بالداخل '

- مكتب الألفا 'ديفيد' -

كانت 'مونيكا' تلعب مثل الهرة حول المكتب بمرح مع 'كالمان' الذي أجاد التعامل معها تحت أنظار 'مافريكي' الصامت بمشاعر مختلطة

كان يتكئ على عكازه بهدوء ويتأملها بأعينه الخضراء التي حصلت على بعض السواد في جفونها من الأرق الذي حصل عليه في الأيام الفائته
وبكل تأكيد لم يرغب في التواجد هنا مع الفتاة التي عاملها كـ ابنه له وفي النهاية هاجمت ابنته دون سبب وأفسدت جميع تخيلاته بأنها ستقابل 'ايريس' يوماً ما وتصبحان أعز صديقتين

كذلك قامت بتهديده بحفيده الوحيد ليفكر : ' لماذا تغيرت ؟ لو أنها طلبت مني حل سوء الفهم بين الطرفين يومها لم أكن لأرفض ! أم أنني حكمت عليها بطريقة خاطئة كل هذا الوقت ؟ '

كان مستاءً من 'مونيكا' بشدة فهو لم يجد أي تبرير مناسب لأفعالها حيث أخبرته أن قوتها لم تكن تتحكم بأفعالها حينها وتفعل كل شيء بناءً على رغبتها ومن ناحية أخرى لم يشعر 'ماڤريكي' بالرضا لمعرفة ماحل بها والمنحنى السيء الذي إتخذته

وهو هنا الأن فقط لأن ابن أخيه طلب منه سابقاً في الكوخ البقاء معها فهو الوحيد المتبقي له ويثق بأنه لن يؤذي رفيقته أو يفرط بحمايتها بحكم أنهما على معرفة سابقة لكن 'ديفيد' نسي مسألة 'إيريس' ولايعلم أن علاقتهما إنتهت بالفعل وهذا العم لايريد التفريط بثقة الآخر لذلك وافق

أما 'مونيكا' إكتشفت أن لديها ذيلاً وأصبحت مستلقية على ظهرها تلعب به بفضول حتى جذبته بكفيها وعضته ظناً منها أنه طعام وتألمت بشدة إثر فعلتها هذه لتقوم بعض يد 'كالمان' الذي لم يعلم مادخله أساساً لتفرغ غضبها عليه سوى أنه جعلها ترى ذيلها

قاطعهم سقوط عكاز 'ماڤريكي' بسبب شروده لتقوم 'مونيكا' التي فزعت من الصوت بإحتضان 'كالمان' وغرس مخالبها به ولم يبالي الساحر بألمه بل تسائل بإبتسامة : " ما الذي يشغل بالك إلى هذه الدرجة ياصديقي ؟ "

وحمل العم عكازته من على الأرض وقال : " لاتلقي بالاً فهو ليس بالأمر الجلي "

ليقول 'كالمان' بإبتسامة وهو يمسد على شعر القطة التي أصبحت تراقب العجوز بصمت : " سأدعك على راحتك لكن يمكنك التحدث عن أي شيء تريده ربما أستطيع مساعدتك وإنعاش ذاكرتك حول هاتف نسيت أمره "

شعر 'ريكي' بالتعجب غير عالم مايقصده فهو قد نسي أمر الهاتف الذي سلمه إياه الغاما 'جوناثان' ولم يفحصه ؛ لأنه كان غاضباً مما فعلته 'مونيكا' له ولو فعل لما كان حائراً بهذا الشكل أمام 'كالمان' الذي يلقي إبتسامات واسعة متظاهراً بالبراءة

لقد كان يعلم بجميع الألاعيب والمؤامرات السابقة باستخدام تعاويذه الخفية التي لايعلم عنها أحد فهو يتصرف بعفوية معظم الوقت ويكون هادئاً بحيث لايشعرون بوجوده ولا برحيله

ثم تفاجئ كلاهما عندما إقتربت القطة من 'مافريكي' التي علمت بوجوده لتوها ووضعت ذقنها على فخذه ونظرت للفراغ بصمت لكنهما لاحظا أذنيها وذيلها اللذان أخفضتهما لأنها تشعر بالسوء الشديد الذي دفع 'كالمان' لسؤال الآخر : " ما الذي إقترفته اللونا المستقبلية بحقك ؟ "

ورد عليه 'ريكي' : " ما الذي تتحدث عنه 'كالمان' ؟! "

ليقول 'كالمان' مكتفاً ذراعيه على صدره : " إن كنت ستتظاهر بالغباء سأتظاهر بأنني لا أراها تشعر بتأنيب الضمير "

أخفض 'مافريكي' بصره دون أن يجيب وتأملها قليلاً متسائلاً ما إن كانت تشعر بتأنيب الضمير فعلاً ؟ هل هي نادمة حقاً وإن كانت لماذا إقترفت هذه الأمور الفضيعة بحقه منذ البداية ؟ ولماذا لم تعتذر ؟ لكن ماذا لو فعلت هل هو مستعد لمسامحتها وتعود المياة لمجاريها بينهم ؟

ووسط كل مايشعر به سمع ذئبه الذي عُرف بحكمته يقول بهدوء : " إنها أحجية ناقصة عليك جمع قطعها بنفسك لأن الجميع يوارون الحقيقة عنك لأجل مصالحهم الخاصة "

فكر قليلاً بما يعنيه ذئبه ووافقه الرأي بعدها ثم وضع يده ببطئ وبكل هدوء على رأسها ممسداً شعر 'مونيكا' ليساور كلاهما شعور غريب لم يكونا قادرين على معرفة ماهو وكيفيه شرحه بالكلمات

وظلا على هذا الحال لمدة طويلة واحدة مستلقية لاتعلم من يكون لكنها تشعر وكأنها تريد الإعتذار منه والآخر ضائع بين أفكاره

أما 'ديفيد' وصل إلى المكان المنشود ألا هو غرفته ومن خلفه زعيمة السحرة الفضولية حول مايريد ثم أعادت هيئتها الطبيعية عوضاً عن بقائها على هيئة اللونا

وبدأت في الثرثرة لجعله يتحدث وتقلل من خوفها الخفي : " لا أصدق هل الشمس والقمر إلتقيا ؟ إستغلال فرصة غياب وعي إمرأتك للعبث مع أخرى يالك من لعوب ! "

وقاطع هو سخافتها بأمره : " أريني ماحدث هنا مثلما فعلتي في المرة السابقة "

ثم أعطاها تاريخ اليوم الذي قدم فيه 'سام' وآندي' لمنزل القطيع ونصبا له كميناً والوقت بالضبط جعله قبل دقيقتين متعمداً فهو قبل خروجه من الغرفة مع 'آندي' للغابة يومها نظر للساعة المتواجدة على الحائط وعلم الوقت الدقيق لبدء المصائب

وقامت 'كاتيلين' باستخدام تعويذة الذكريات دون إعتراض ليظهر شبحه هو ورفيقته أمام بعضهما مع نهاية جدالهما حول كذبتها عن قشرة السايرن التي جعلتها تقوم بتهريب السجين وسمع طرق الباب عليهم ليقوم شبحه بدفع 'مونيكا' راغباً في حمايتها من الشخص الذي شعر به يظهر فجأة خلف الباب

والأن فقط علم بأنها سقطت على الأرض بقوة بسبب مافعله وبقيت مستلقية كاتمةً ألم كتفها وذراعها حتى خرج شبحه وشبح 'آندي' وإبتعدا بعد حديثهم القصرر يومها

لتقول 'مونيكا' بألم : " اه.. لقد حطمت عظامي جميعها أيها المعتوه متى ستتعلم التحكم بقوتك "

ثم رفعت جسدها بصعوبة مكملة : " على الأقل لم يكتشف كذبتي "

ووقفت مكانها وشرعت بالتحرك على مرأى عينيه أخذةً قلادته من الحمام ثم خرجت من الغرفة بأعين ذهبية راكضة ليقوم بإتباعها أمراً الساحرة بإبقاء مسافة بينهم ولم تكن 'كاتيلين' مصدومة من أنه أذى رفيقته على الإطلاق بسبب شخصيته السيئة مع الجميع مهما كان مقدار التصرفات الجيدة التي يقوم بها لرفيقته

وكما تم إخباره في أميركا من قبل البيتا لقد توجهت 'مونيكا' نحو الغرفة التي كان 'ألير' محتجزاً بها ليتلقى عقابه على أخذ اللونا للسجن

وهاهي رفيقته تأخذ نفساً عميقاً قبل ركل الباب بقوة وتكسره بإبتسامة مبتهجه : " هاقد أتت الأميرة لإنقاذ الضفدع الأسير !! "

قالتها بحماس بالغ جعل 'ألير' يضحك رغماً عنه تحت أنظار 'ديفيد' الذي يدرك أن لقائهما هنا هو أهم شيء عليه معرفة تفاصيله وإلا ماكان البيتا فاقداً ذاكرته حول كل شيء متعلق بهذه الليلة

وهاهو 'ألير' يصاب بألم شديد في رأسه وسقط على الأرض عندما دلفت 'مونيكا' للغرفة ليصرخ بها : " أخرجي!! أ..أرجوك "

وتراجعت الأخرى متسائلة : " هل هذا تأثير مخالفة أوامر المسعور ؟ "

إستغرق البيتا وقتاً قصيراً حتى يقف مجدداً ويتقدم إتجاهها قائلاً : " لايمكنني الخروج أو إدخال أحد إلى الغرفة أو سأتعرض للعقاب مباشرة بسبب مخالفة أوامر الألفا "

ثم أتته لحظة إدراك بوجودها أمامه وهنالك شيء مريب في مظهرها ليقول بقلق : " كيف علمتي أنني هنا ؟ "

" بهذه " قالتها 'مونيكا' وهي تشير بكل بساطة نحو أعينها الذهبية التي أفزعته منذ أن لاحظها قبل قليل وتأكد مما رآه في السجن سابقًا

وأكملت بضحكة تشبه الأشرار في أفلام الأطفال : " لقد قرأت أفكار الألفا وعلمت مكانك بسهولة يالها من قدرة رائعة "

ليقول 'ألير' بفزعٍ طفيف وهو يتراجع للخلف قليلًا وهو لايزال مترددًا من إتخاذ وضعية قتالية : " ما أنتي حقًا ؟ "

كان سؤالاً يرغب الجميع في معرفة تفاصيل إجابته على الرغم من أنها قد تكون مؤلمة لرفيقها الذي يستمع بصمت تام

وأجابته 'مونيكا' المراوغة بإبتسامة عريضة وهي تضع يديها على خصرها : " مجرد بشرية لطيفة تورطت في الكثير والكثير من الهراء لكن لاتقلق لست عدوة ولا شيء مما يدور في عقلك صحيح لذا إسترح "

لقد كان 'ألير' يدافع عن اللونا ويحاول جاهدًا إنكار أنها من قامت بتهريب ملك السايرن أو أنها تقوم بخيانتهم لكن في داخله كانت لديه الكثير والكثير من الشكوك بسبب لمحة عابرة لتغير لون أعينها على درج القبو المؤدي للسجن وإضطر للبوح بها بسبب نبره الألفا عندما تشاجر معه

وفي الحقيقة كان يخطط للشجار مع اللونا حينما يراها ليعاتبها على فعلتها لكنه الأن لايجرؤ فهو يشعر بضغطٍ شديد صادر منها يجعله يشعر بالتهديد الخطير متذكرًا حتى بالنبوءه السرية التي أقلقتهم لوقتٍ طويل

وجلست 'مونيكا' على الأرض خارج الغرفة صادمةً إياه
ومحاولته لجعلها تقف أو تذهب فمكانتها لاتليق بأفعالها هذه لم تنجح ليجلس باستسلام أمامها من داخل الغرفة وهو يشعر بالسوء الشديد

لتقول 'مونيكا' بأسف : " بادئ ذي بدء أعتذر على تلقيك العقاب على مافعلته "

وعندما رأت أنه لم يعطها ردة فعل سوى النظر نحوها بشك قالت بإنزعاج مكتفةً ذراعيها على صدرها : " ازح هذا الوجه يكفيني أن الألفا لايصدق أني لم أقم بخيانتكم ولست مرسلة من طرف الأعداء لتهريب تلك السمكة حتى عندما أخبرته بذلك ! "

ويمكنها قراءه أفكاره قبل أن يتحدث ف لايوجد تفسير منطقي لديهم على مافعلته هي وأعينها ذات اللون المختلف يستحيل أن تكون لبشرية

لكن بالنسبة لها ليس من السهل تفسير أمر كونها بشرية حقًا ولديها قدرات خارقة بفضل التجارب التي خضعت لها وهي ليست مستعدة لمشاركة هذه المعلومات معهم

لتقول دون ترك مجالٍ له ليرد عليها : " لا أطلب من أحد تصديقي بينما أخفي أسبابي عنهم وأنا مضطره لإخفائها لكن لا يمكنني ترك شخص يتعاقب على أفعالي مهما كنت أراها صحيحة
وأنا أخبرك فقط لأنك الوحيد اللطيف هنا.. حسناً الغاما لطيف كذلك ويثق بأنني فعلتها لأسباب خيره لكنني أتحدث معك لأنك مرتبط بالأمر مباشرة "

وبعد أن إنتهت بإبتسامة أردف 'ألير' معبراً بصدق لأول مرة منذ زمن عن استياءة : " هل من الصحيح تهريب أحد ألد أعدائنا ؟ لم يكن الألفا ليسجنه ويخون التحالف لو لم ينطق بسوء عنك ! عن رفيقته التي لم يرها حتى !
أنا لا أهتم بتعرضي للعقاب وهو أمر هين وبسيط مقارنةً لما يتعرض له الألفا بسببك قد لاتشعرين بذلك لأنك بشرية كما تقولين لكن هل فكرتي حتى بالحديث معه ؟ مهما كانت أسبابك سيصدقك لأنك رفيقته هو حتى أخفى عن الجميع أنك قمتي بالخيانة لحمايتك لكنك هنا معي عوضاً عنه ! '

وقد قال 'ألير' كل هذا بغضب نادر منه رغم تحفيز ذئبه 'لاري' بالتزام الصمت وهنالك المزيد مما يريد قوله لكنه مرغم على الصمت كيلا يتمادى بتصرفاته معها دون أن يدرك

أما 'مونيكا' ظلت تستمع لأحاديثه العقلية مع نفسه وذئبه و 'ديفيد' وسع عينيه بصدمة من أن هذه هي أفكار 'ألير' الحقيقية وأنه لم يهتم بتوبيخه ومعاقبته وأنه وثق بها وخانته

بل أكثر ما أهتم له هو مشاعر 'ديفيد' بسبب فعله رفيقته مما جعله يشعر بسوء شديد وطاله الندم لأنه فقد أعصابه على البيتا سابقاً

وقالت 'مونيكا' بهدوء : " أعلم بكل هذا لكني كما تقول لا أعرف شيئًا عن رابطتكم تلك ولا أشعر بها إطلاقًا لذا لايمكنني فهم كيف علي الموافقة على رفيق لا أعرف عنه شيئًا سوى أن اسمه هو 'ديفيد' ، أنت تعلم أن قائدك كان مخطئًا منذ البداية ! "

" هل ستسامحينه إن إعتذر وتخبريه بالحقيقة ؟ هل يوجد أمل لكما حقًا " نطق بها 'الير' ببؤس شديد

وصدمته 'مونيكا' بإجابتها وهي تقول : " إعتذر مني بعد أن تشاجرت معه وأخبرته بمعرفتي عن ذلك المخدر لكن الآوان قد فات بالفعل لقبول إعتذار لم يكن يرغب فيه أبداً
بصدق لم يكن نادمًا مسبقًا وأراد إخفاء الأمر حتى النهاية ولم يفكر بالإعتذار حتى عن أذيتي المتواصلة وشعر بالندم فقط بعد شجاري معه لذا رفضت إعتذاره ! "

وكل ما قالته لتوها جعل 'ديفيد' يدرك حقيقة مشاعرها وسبب المعضلة التي عانى منها حتى تسامحه في أميركا يوم المهرجان السنوي

بينما 'ألير' أجابها بإنفعالٍ طفيف بسبب صدمته من كلماتها : " أليس هذا بالنسبة لك أيضًا ؟ هل أنتي نادمة على فعلتك حتى ؟ سيأتي يوم وتنعكس أدواركما وسيفوت الأوان على أن يسامحك !.. "

وأكمل الأشقر بخيبة بادية على وجهه : " لونا لاتخبريني أنك هنا بسبب إتفاقنا هل حقًا لا تهتمين سوى بمصالحك ؟! "

" يا أحمق قلت بالفعل أنني أتيت لإنقاذك ما المصالح التي سأحصل عليها منك وأنت لم تجد حلاً للخروج من الغرفة أيها الضفدع " سخرت 'مونيكا' منه تحت عبوسه المضحك على كلامها

ثم أكملت قائلة بنبرة مرحة زيفتها للإستمرار فيما تخطط له : " أتيت فقط للإعتذار منك ولديك كل الأحقية في رفض إعتذاري وبالنسبة لإتفاقنا بتهريبي إن لم أعجب بالمسعور بعد مدة قليلة أنت ربحت الإتفاق وسأبقى هنا معكم "

عندما صرحت ب البقاء في القطيع جلس 'ديفيد' بدون تردد مخترقاً إياها بأعين متلهفة ومصدومة كحال ذئبه 'دارك' الذي تصنم فجأة من الدهشة قبل أن يشتعل حماساً لسماع المزيد

كما أن 'ألير' شعر بالحماسة وتبخر غضبه قائلاً : " هل هذا يعني انك وقعتي بحب الالفا !!؟ "

سؤاله هذا جعل الأجراس ترن والطبول تقرع بحماس بداخل عقل 'ديفيد' من أجل سماع إجابة رفيقته التي بدأ يعتقد أن سبب إفقادها 'ألير' ذاكرته هو إعترافها بحبه

لكنها جعلت جبل إيفرست يقع على رأسه بإحباط عندما قالت بغباوه : " أنا لا أعلم "

وسألها 'ألير' متعجباً : " ألا تعلمين ماتشعرين به حيال الألفا ؟ "

وحينما اومأت له بالإيجاب إبتسم قائلاً بإبتهاج : " لابأس مادمتي لاتكرهينه ، أتمنى حقاً أن يكون الألفا سعيداً برفقتك تهاني مقدماً إن احتجتي للمساعدة لاتتردي بطلبها مني سأفعل أي شيء من أجلكما "

كلمات البيتا الذي نسي المشاكل كلها بسبب حماسته جعلت 'ديفيد' يتفائل قليلاً ويتذكر أنه حوار حدث في الماضي والنتيجة واضحة منذ أنها سلمته قلادها التي تعتز بها كثيراً ليمسك القلادة بيده وزينت وجهه إبتسامة بلهاء لأحمق واقع في الحب وبشدة

لكن شعر بتأنيب ضمير شديد بعدها لأن رفيقته قالت : " توقفه عن إيذائي في كل فرصة يكفيني فقد حصلت على كدمة منه لتوي "

وكشفت له عن الجزء العلوي من ذراعها ليرى البيتا الإصابة الحديثة كما صرحت بصدمة ولم ينطق بشيء كإجابة على مافعله قائده و'ديفيد' تحول تأنيب ضميره إلى غضب من نفسه لأنه لك ينتبه على إصابتها إطلاقاً

بعد ذلك قامت 'مونيكا' بإخبار 'ألير' أنها تخطط للذهاب في رحلة برفقة الجميع إلى أميركا أو إيطاليا دون ذكر الأسباب لترى لمعه في أعين البيتا الزرقاء وحمره خفيفه تكاد لاترى في وجنته

ووقفت بعدها بإندهاش مما إكتشفته وسخرت بصدمة : " أنا أتحدث عن أمر مهم وأنت تفكر برفيقتك !! "

ليفزع 'الير' من تصريحها هذا وقال محاولًا جعلها تصمت : " ما الذي تتحدثين عنه لونا لا رفيقه لي !!! "

ولم يستطع فلا يمكنه عبور الباب أو سيتأذى وقالت 'مونيكا' بضيق : " كاذب أستطيع رؤية مايدور في عقلك "

ثم أزاحت ضيقها لتشهق بصدمة : " أيها الخائن لقد رفضت رفيقتك وظللت تقول لي أن الألفا سيموت لولا وجودي !! "

وإستغلت الأمر بعدها وهي تراه يحاول الخروج بإستماته فقط لعدم جعلها تقول المزيد ومحاولته لعدم التفكير كيلا تقرأ أفكارة بائت بالفشل

لتقول 'مونيكا' بصدمة أكبر : " إنتظر لحظة.. يا الهي!! أنت لم ترفضها وتخدع الجميع !! لم أعتقد هذا منك أيها اللطيف الماكر "

" أرجوك توقفي" قالها 'ألير' بينما يركع بيأس من فضح ما ظل يكتمه لثلاثة أعوام

وسمع اللونا تقول بنبره لعوبة ومتحمسة : " هيا أخبرني ما اسمها أريد جميع التفاصيل أعلم بأنها في ايطاليا . اوه إنها أصغر منك بعام وفي نفس عمري يالصدمتي أنت أكبر مني بعام واحد !! تمهل لحظة إن اسمها هو 'ريڤن' !! "

ويمكن للرفيقين سماع الصرخة التي فلتت من فاه البيتا على نطقها اسم رفيقته 'ريڤن' لتضحك 'مونيكا' وقد عادت مشاعرها قليلًا تحت صدمة 'ديفيد' من أمر آخر مهم لجعلها تحذف ذاكرة البيتا
كما أنه الأن أصبح يعلم بأن عمرها الحقيقي هو 22 عاماً أي أن رفيقته تصغره ب 5 أعوام وليس 7 كما إعتقد سابقاً بسبب هويتها المزيفة

وهذه المره نطق 'ألير' بخفوت لكي لا يسمعه أحد بنبره مترددة : " أرجوك لاتخبري أحدًا لونا عن هذا أنا لم أستطع رفضها على الرغم من أنها ابنه أحد ألد أعداء الألفا أنا وغد أعلم لكن.."

قاطعته 'مونيكا' بحماسة : " لن أخبر أحدًا لاتقلق ولديك سببك لفعلها بالإضافة إلى أن اسمها يشبه اسم إحدى معارفي لذلك سأصمت "

ختمتها وهي تغلق سحاب فمها وهمياً لجعله يرتاح بينما كانت حينها تفكر ب اسم 'ريڤن فارنيزي' الاسم الكامل لرفيقة البيتا وهي لاتعلم سوى فتاة واحدة بهذه المواصفات وبرؤية وجهها في عقله علمت أنها هي بالفعل

وأما البيتا فزع بعدها عندما رأى جسدها يخر على الأرض ليقول بإندفاع : " لونا !! " مثلما فعل 'ديفيد' القلق وتقدم ناسياً أنها مجرد شبح ذكريات ولن يستطيع إمساكها

لتعبر ذراعيه الممودة وتسقط فاقدةً وعيها بإرهاق نظراً لمبالغتها في إستخدام قدرتها المتزعزعة

ومثلما أخبره 'ألير' و 'روبن' قام البيتا الذي خرج من الغرفة دون قصد بالإتصال به طالباً المساعدة وهو يكتم صرخاته قرب 'مونيكا' فاقدة الوعي بسبب مخالفته الأوامر
وأتى الآخر برفقة الساحرة 'ربا' وساعداها على الإستيقاظ وأبرحت 'روبن' ضرباً لأنها تكره فكرة تناول الدماء المقززة وبعدها صعدا للسطح ليريها حال عائلتها الذين كانوا يتقاتلون مع الألفا

والشيء الذي أدركه 'ديفيد' بعدها أن كون رفيقته على وفاق مع إخوتها رغم إكتشافها ما أخفوه عنها : " لهو محض هراءٍ سخيف ! "

لقد كانت 'مونيكا' تمثل كل هذا الوقت بأنها بخير كيلا تفقد أعصابها وتحكمها بنفسها وتتساهل مع جميع الأخطاء والإساءات التي تعرضت لها بينما في داخلها كانت تشعر بمشاعر سلبية عديدة لم يلاحظوها أو يكتشفوا أمرها وهو كذلك لم يعلم عنها شيئاً وظل يومها منزعجاً من إتخاذها موقفاً حيادياً

لكن عندما كانت على السطح كان هو يتأمل وجهها الجميل أسفل القمر ورأى مالم يراه أحد من الواقفان خلفها ألا وهو تعبيرات وجهها الغاضبة ثم ماتبعه بنزولها وتجاهل 'سيلين' التي كانت رهينة 'دانيال' ثم إفقاد 'ألير' ذاكرته وكذبها عليه لفعل ماتريد

وكل هذا و 'كاتيلين' تتبعه من مسافة بعيدة حتى قالت جاذبةً انتباهه : " لقد مللت من مطاردتكم في كل مكان إلى متى سنفعل هذا ؟ "

نظر 'ديفيد' لساعته بينما يسير خلف شبح 'مونيكا' و 'ألير' بعد إخراجها إياه وكسر تحكمه به ثم أجاب : " لايزال هناك نصف ساعة قبل عودة الجميع للداخل تمني أن أرى كل ما أريده حتى ذلك الوقت أو سنكمل غداً "

كلماته جعلتها تفقد الأمل به وواصلت السير خلفه بمسافة لابأس بها كيلا تفسد التعويذة وتلصصت قليلاً على بعض الأحاديث التي صدمتها

حتى توقف 'ديفيد' مثلما توقف الشبحان أمام العيادة ورأى ذات المشهد الذي وصفه البيتا 'ألير' له عن مهاجمه 'ألبرت' ل 'مونيكا' ليقوم بلكم الحائط محطماً جدران العيادة الفارغة بغضب وهو يتوعد البيتا بجعله يندم

وتأمل كيف وقفت رفيقته دون أن ترد على عكس عادتها الدفاعية والهجومية وإبتعدت عنهم ليتبعها إلى أن وصلت لممر غرفة البيتا 'ألبرت' و 'جوليكا'

ليتذكر 'ديفيد' أنها ظلت تتجول بالطفل 'لوديس' يومها ثم رأها تتحدث مع 'اميلين' و 'ماروني' وكيف إعتذرتا منها لأنهما قامتا بفتح حقيبتها دون إذنها

وعلم أنها كذبت حول مسامحتهما فبعد ثانية من إداره ظهورهما لها عبست وإنتظرت رحيلهما المتحمس لذهابهما في رحلة قبل أن تداهم غرفة البيتا وتهاجم المربية 'روز' وتلاعب 'لوديس' بعدها

أكثر ما فاجئه حقاً هو سماعه حواراً دار بينها وبين الصغير يتضمن : " لم يترددوا بكشف هوياتهم بعد معرفة أنهم مستذئبين... إذن ياصغيري ما الذي يتوجب علي فعله ؟ هل أقف بصف أصدقائي... أم أقف بصف رفيقي... ؟..الخ "

ثرثرت كثيراً محدثةً الطفل بما صدمه وفي النهاية سألت 'لوديس' : " برأيك أيها اللطيف هل أترك الأمور على حالها وأرحل من هنا أم أن علي التظاهر بعدم معرفة شيء...؟ أم الخيار الثالث ألا وهو التوجة لقتل الجميع الأن وإبادتهم بالكامل ؟ "

كان 'ديفيد' يتأمل ملامحها الغاضبة رغم الإبتسامة التي تضعها وهي تحمل الطفل مستخدمةً قواها التي سيطرت على جسدها وظهر قناع على وجهها مثل الذي رآه في أميركا عندما توهمت بأن هنالك مجموعة تهاجمها

ومن حوارها الطويل أدرك أنها لو لم تذهب لأخذ 'لوديس' لخرجت لهم وإستخدمت كامل قواها ضدهم

ف 'لوديس' قال منقذاً إياهم بشكل مفاجئ ولا يتوقعه أحد : " دادا تاداداتا دا تاتا دا "

و'مونيكا' الوحيدة التي فهمت جوابه وردت بإبتهاج : " يالك من ذكي هيا لنفعل هذا ونمنع الكارثة !! "

ثم رأى شبح عمه 'مافريكي' وخادمه 'إيدن' يدلفان وكيف أنها هاجمت الخادم والصدمة الثالثة التي تلقاها من هذه الذكرى كانت مزدوجة

حيث الأول عندما تحدثا عن تأذي ابنته 'ايريس' ودخولها المستشفى ولسبب يجهله رفيقته 'مونيكا' إعترفت بأنها الفاعلة وأخبرته بأنها رغبت بفعلها وحسب بلا أي سبب منطقي بينما 'ديفيد' هو من قام بإبراحها ضرباً ومعاقبتها ولأن عمه عامله كالمعتاد ظن أنه يعلم الحقيقة خلف مافعلته ابنته السيئة لذلك نسي 'ديفيد' هذه المسألة الطارئة

والثاني هو عندما قالت شيئاً فضيعاً لعمه العجوز الذي يعلم عن قوتها نظراً لأسئلته وعدم تفاجئه بما يراه حيث قامت بتهديده بحياة 'لوديس' إن لم يذهب بعد بضعة دقائق للمكان الذي سيجتمعون به ويصلح سوء الفهم عوضاً عنها

فقد قالت 'مونيكا' له بهدوء : " الخيار خيارك يمكنك التفكير كما تريد أيها العم وأنا سأذهب لإدخال أولئك الحمقى وإيقاف قتالهم لكن إن لم تأتي كن مستعداً لخسارة هذا اللطيف "

ثم خرجت بإبتسامة ماكرة متجاهلةً إستياء 'ماڤريكي' منها وفي هذه اللحظة أدرك 'ديفيد' أن قيامه بإختيار عمه ليراقب رفيقته ويعتني بها في مكتبه هو خيار خاطئ

حتى وإن لم يكن عمه شخصاً إنتقامياً ولن يؤذيها لايمكن ل 'ديفيد' ضمانه على الإطلاق فمن بعد ما إقترفه جميع الذين وثق بهم بحقها وأذوها بعد فقدان أعصابهم عليها أو في لحظة تسرع مثلما فعل هو وأذاها أصبح لايضمن أي شيء

ويريد الأن الإنتهاء بسرعة كي يذهب ويطمئن عليها فلتوه أدرك تسرعه في إتخاذ ذلك القرار بجعل الساحر زميل عمه بالحماية لأن 'سام' الذي يكون بنظر الكثيرين أخ اللونا كاد يقتل 'جوليكا' التي يكون والدها 'كالمان' وربما الآخر يخطط للإنتقام

وتبع 'ديفيد' شبح رفيقته الأزرق بهدوء تام لخارج الغرفة عندها إعتدلت 'كاتيلين' في وقفتها عوضاً عن الإتكاء على جدران الممر وهي تنتظر خروجه

حتى سارا خمسة خطوات بالضبط قبل أن تصرخ الساحرة راكعة بعد أن شعرت بألم رهيب يسير عبر كامل كيانها شعرت وكأن النيران تشتعل بداخلها لتتعالى صرخاتها المتألمة : " ما الذي يحدث لي ؟!! جسدي يؤلمني !!! "

ليدير 'ديفيد' برأسه نحوها بتفاجؤ مما حل بها ورأى أنها تحاول إستخدام سحرها لتخليص نفسها ولم تنجح وكاد يقترب منها لتفحصها لولا ماحدث بعدها

وفي الحقيقة لم يخف 'ديفيد' قط في حياته إلا من أن والدته قد يصيبها مكروه أو تتأذى أكثر ومن مسألة فقدان رفيقته وموتها قبل لقائه بها وفكرة رفضه من قبلها وعلى رفيقته في كل مرة تمرض بها

لكن الأن شعر بخوف رهيب ووسع عيناه بصدمة وبدأ قلبه ينبض بقوة وتصنمت أقدامه وكأنها دقت بالمسامير لتثبت على الأرض فقط عندما سمع صوت شبح 'مونيكا' تقول من خلفه بنبرة هادئة : " هل إنتهيت من مراقبتي يارفيقي العزيز ؟ "

وبالكاد تمالك نفسه المصدومة وأدار رأسه ببطء بأعين متسعة ليراها تنظر نحوه بمكر وبحركة منها جعلت شبح 'لوديس' يختفي قبل أن تسأله مجدداً جاعلةً أنفاسه تتسارع : " أم أن المعلومات التي حصلت عليها من شبحي لم تكن كافية بالنسبة إليك "

ونطق 'ديفيد' بكل ما يمكنه قوله الأن : " كـ.. كيف ؟ "

ثم تراجع خطوة بتفاجؤ عندما وجد وجهها ملاصقاً لوجهه وهي تكمل بنبرة مرحة تخفي بين طياتها شراً عميقاً : " لما الخوف وأنت من المستقبل المجهول الذي نخافه ؟ أم أنك لم تتوقع بأني سأكتشف أمر إقتحامك خصوصيتي أيها المتطفل العنيد ؟ "

وكلمتها الأخيرة جعلته يقبض على يده ويتقدم نحوها بمقدار خطوته التي تراجعها وقال بإنزعاج مبرراً لشبح الذكريات : " لم أكن أتطفل بل هذا ماتوجب علي فعله مادمتي لاتخبريني شيئاً "

لاحظ بعدها ملامحها التي تبدلت لغاضبة وهي تبثق السموم من ثغرها : " بأي حق تريد مني إخبارك شيئاً يخصني ؟ يالك من شخص سخيف لإعتقادك بأن كونك رفيقي يعطيك الأحقية في فعل ماتريد ! لاتنسى أنك أكثر من قام بأذيتي هنا وبفضل أفعالك أيها القائد تمادى جميع من في قطيعك معي وأذوني بينما أنت لم تحرك ساكناً لفعل شيء "

غضبها هذا كان قد نسيه منذ أن تصالحا ولم يتخيل بأن رفيقته التي أصبحت لطيفةً معه ستعود للومه على أمور لم يفعلها وتسيء الظن به

وأكملت 'مونيكا' متلاعبةً بمشاعره : " لما تعتلي الدهشة وجهك ؟ هل تحاول إنكار أنك السبب ؟ لما لا تتذكر ياعزيزي كيف بدأ الأمر بوالديك قبل أن ينتهي المطاف ب والدتك الحبيبة تتأذى وتموت منتحرة !

ذكرني رجاءً هل شنقت نفسها أم قطعت شريانها أم ألقت بنفسها في البحر ؟ وأنت ابنها الغالي على قلبها لم تكن هناك معها لقد ماتت لأنك زيفت موتك.."

همست بآخر جملة لها في أذنه بشيطانية بعد أن أصبحت تحلق في الهواء وقد كانت تقرأ جميع أفكارة وآثر كل كلمة على عقله وقلبه تأتي من رفيقته الوحيدة التي يمكنها بعثره شتاته هكذا

ولم تبتعد عن 'ديفيد' حينما قال دون أن يتحرك أو ينظر نحوها : " توقفي ! لاتتحدثي بشيء فأنتي لاتعلمين شيئاً ! "

بل قالت وهي تضع يدها على كتف رفيقها الذي يحاول جاهداً تمالك نفسه : " أعلم أنه من الصعب عليك تقبل حقيقة أنك تشبه والدك البغيض الطاغية الذي دمر حياة رفيقته وابنه

لكن كما يقول المثل لاتسقط التفاحة بعيداً عن الشجرة والمحزن أكثر أن التفاحة الفاسدة نشأت كشجرة ستلقي تفاحاً عفناً في الأرجاء "

كانت تعلم بأنه يتأذى كلما واصلت الحديث لكن هي لاتشعر بشيء يجعلها تندم أو تتوقف كل ماتشعر به هو الرغبة الشديدة في إيذاء أي أحد تراه وهو ليس إستثناءً ولأن لديه ذئب مغرم بها سيجعله يتأذى أكثر ويرضيها جرحه

مما حفزها لتواصل بث السلبية في قلبه وعقله : " أنت تعلم جيداً أنك تلك الشجرة الفاسدة وموتك هو الحل ! 'ديفيد' متى ستدرك أن لا أحد يريدك في هذا العالم ولا أنا كذلك ! أي أمل متبقي لك ورفيقتك التي تحبها تكرهك من أعماق قلبها ؟ إستمع لي وأقتل نفسك لتستريح "

أبعدها 'ديفيد' عنه غير مصدق لما تقوله رفيقته وشعر بحضور ذئبه يختفي تدريجياً بألم فضيع في قلبه وزل يقنع ذاته بأنها ليست هي : ' تمالك نفسك 'دارك' ف 'مونيكا' لن تطلب مني الموت مهما حدث '

وبدأ يذكر نفسه بكل المرات التي إعتنت به كيلا يموت ثم وضع يده على قلادتها حول عنقه ممسكاً إياها بيقين تام على أنها تحبه وأن الشبح أمامه لاتتفوه سوى بأكاذيب قاسية

وبعد إستجماع نفسه قال بقوة ناظراً في عيناها : " إرحلي من هنا فلا أريد سماع المزيد من الأكاذيب من مجرد شبح " ولم يحرك جسده لإبعادها أو مهاجمتها لأنه لايرغب بإيذائها دون قصد حتى وإن كانت مجرد شبح ستخترقها ضرباته دون أن تتأذى فبعد كل شيء إنها رفيقته لكن النسخة الشريرة منها

مما دفع 'مونيكا' للضحك بسخرية قبل أن تردف بإبتسامة : " بالطبع ستكون مصراً على رأيك بشدة أيها الوحش عديم العقل لأنك لم تكتشف خدعتي على الإطلاق ! أترى هذه القلادة التي تتمسك بها بأمل شديد لأنها رمز الحب السخيف ؟ إنها مزيفة !! "

قالت آخر كلمة لها بهدوء واثق للغاية لتقع بقوة على قلبه مباشرة ويتردد صداها في عقله فكيف لشبح الماضي معرفة أمر حدث في المستقبل ؟ إن هذا لايعني سوى أنها خططت لهذا الشيء بالفعل منذ وقتٍ طويل

وفي نظرها كان تلاعبها وما تفوهت به من أكاذيب ناجحة في إيذائه وتحديداً عندما واصلت ثرثرتها بعد بضعة ثواني : " حماقتك غير معقولة فقد كنت تظن بأنني أحبك وسأعطيك شيئاً ثميناً بينما أنت لاتستحق ذلك ! "

لكن إنقلب الحال مئة وثمانون درجة عندما نظر نحوها واضعاً إبتسامة هادئة : " إذا كنتي قد انتهيتي من لعبتك السيئة فلترحلي فأنا لن أصدق شيئاً مما تقولينه "

في تلك اللحظة لم تستطع الشبح قراءة أفكارة وإبتسامته هي دليلها الوحيد على ماقاله لتردف بضيق : " يالك من سخيف ! والأن فلتتوقف عن مطاردتي فليس هناك المزيد لرؤيته أما بالنسبة للساحرة لقد رأت وسمعت الكثير.."

ختام كلمتها كان بصرخة مدوية من 'كاتيلين' ووصل صوتها المتألم لمسامع جميع المستذئبين العائدين في طريقهم للقصر وظنوا أن هنالك هجوماً عليهم ليسرعوا في العودة

أما شبح ذكريات 'مونيكا' قالت تاركةً المزيد من الصدمات في نفسه : " سأراك لاحقاً في المستقبل حينها أهرب مني كيلا أقتلك أيها الممل !! "

تلاها تلاشي التعويذة وتلاشي شبحها التي رغبت في الإختفاء من المكان عن عمد لأنها تعلم أن وجودها الحقيقي داخل عقلها أي عقل 'مونيكا'

وتلاشي هيئتها الزرقاء بسرعة في الهواء كان تحت نظراته الهادئة على عكس عواصف أفكارة ومشاعره المتأذية بشدة هو و 'دارك' الذي تأذى ضعف 'ديفيد' مئة مره

بعد ذلك توقفت 'كاتيلين' عن الصراخ ثم أمسكت برأسها بحيرة ونظرت في الأرجاء غير عالمة ماحدث فـ فجأة وجدت نفسها بهذه الوضعية

لترى 'ديفيد' يعطيها ظهره وسألته بينما تتأمل عرض كتفيه : " ما الذي تفعله واقفاً مكانك أيها الألفا ؟ ولماذا أنا على الأرض المتسخة ! "

أسئلتها جعلته يستدير نحوها بارتباك حاول إخفائه ونجح ليسألها : " هل تتذكرين شيئاً ؟ "

وأجابته هي بسؤالٍ آخر : " هل نسيت شيئاً ؟ "

حينها تأكد من أن رفيقته من شبح الذكريات الماضية قامت بإفقاد 'كاتيلين' من الحاضر جزءاً من ذاكرتها حول مافعلاه اليوم وهذا كفيل لجعله يعلم مدى قوتها الرهيبة

ليقول أمراً أحد الحراس الذين وصلوا لتفقد صوت الصراخ بأخذها إلى العيادة كي تستريح وذهبت معهم رغم تعجبها من أمره الغريب فهي لاتشعر بأن هنالك شيئاً خاطئاً معها سوى أنها لاتعلم لما كانت معه هنا

وتوجه 'ديفيد' بعدها إلى مكتبه لرؤية 'مونيكا' ووجدها على حالها وبلا تفكير حملها مبعداً إياها عن عمه 'مافريكي' وهو مشتت للغاية من كل شيء حدث معه اليوم لايعلم ما إن كان نادماً على إستخدام هذه التعويذة وعلى لقاء شبح رفيقته أو ممتن لأنه علم الكثير من الأمور عنها

لكن الشيء المؤكد هو أن وقع كلماتها عليه كان شديداً بطريقة لايتخيلها أحد ليأخذ رفيقته التي كانت تقوم بالمواء صارخة بخوف بسبب سرعته بالركض لغرفته

وبعد دخول 'ديفيد' لغرفته التي يفضل البقاء بها أغلق الباب عليهما وهو يعانقها بقوة فلم تتلاشى مشاعره السابقة ولم تهدأ أثناء معانقته رفيقته

وظل يقنع نفسه بـ : " إنها ليست من رأيتها بالأسفل ! 'مونيكا' لاتعلم شيئاً لم يخبرها أحد بشيء عني يستحيل أن تعلم ! وإن علمت لن ترغب في موتي.. وإن فعلت فقدرتها قد تحكمت بها هي ليست بوعيها ولم تقل شيئاً تعنيه حقاً ! كل ماقالته محض أكاذيب !!.."

وذئبه أصبح أخرساً بسبب الصدمة التي تلقاها هو كذلك ثم هوى 'ديفيد' على الأرض بقوة جالساً وكأنه رمى بجسده عليه وبقي ساكناً مكانه

حتى شعر بطعم الدماء في حلقه لينزل 'مونيكا' القطة الفضولية حول مايفعل وتوجه للحمام مباشرة وعلم بأن مرضه قد عاد حالما بدأ في تقيء الدماء الحمراء الممتزجة بالأسود وقلبه يعتصر بشدة

وكرر همسه لنفسه وسط الفوضى : " ليست هي ! ليست هي ! 'مونيكا' لن تقول هذا أبداً ! مستحيل ! لن تفعلها على الإطلاق حبها ليس مزيفاً !! "

ولم يستطع منع نفسه من تذكر كلماتها حول عدم معرفتهما ببعضهما لذا ما أدراه ما إن كانت ستقولها أم لا ؟ لاسيما أن من تحدثت معه هي شبح ذكرياتها التي لابد وأنها تحمل أفكارها ومعتقداتها عنه

سمع بعدها مواء رفيقته التي دلفت للحمام بقلق من أنه سيقوم برش المياة عليها في هذا المكان الذي تتجنبه منذ أن تم تحميمها

ثم إقتربت منه بعد أن سقطت على وجهها مرات عديدة بسبب ماترتديه ومسحت وجنتها بذراعه لينظر نحوها بأعين محمرة للغاية وثغر دامي بينما هي تجهل مابه

ليرفع ذراعه ويمدها نحوها جاذباً إياها لأحضانه : " أنتي هي رفيقتي ، تحبينني وأعشقك ، تغضبين مني وأُهيم بك ، تبتسمين لي وأُقبلك ، تخجلين وأعانقك.."

ثم طبع قبلة على رأسها واستنشق رائحتها التي يعشقها قبل أن يشد على عانقها وبقي على وضعيته هذه لساعة كاملة حيث يستمع لنبضات قلبها التي ساعدته على الهدوء وإعادة القليل من حضور ذئبه الضعيف ثم تبادل السيطرة معه كي يساعده على البقاء قوياً

وبدأ محاولة الإمعان في كل شيء حدث منذ لقائهما بتركيزٍ شديد على ذكرياته التي كان ينسى بعضاً منها دون إدراكٍ منه

أما 'مونيكا' ولا أتحدث عن القطة التي نامت بعد فقدان الأمل بتركها بل عن بطلتنا ذات الوعي الكامل والمظهر البشري الصغير والتي تجلس بالكرسي الخلفي للسيارة مرتدية فستاناً أرجوانياً وفي حضنها كتاب ذو غلاف عتيق ليس مناسباً لطفلة في مثل عمرها لكنها كانت تقرأه بتركيز شديد

وفجأة رفعت رأسها بتعجب من المكان الذي تجلس فيه الأن وماتحمله في يديها متسائلة : " أين أنا وما الذي أفعله هنا ؟ هل نجحت بإستخدام البوابة وإنقاذ الجميع ؟ لحظة هل هذه يدي لما هي صغيره جداً ؟ "

ثم رأت بصدمة بالغة السائق يستدير برأسه لترى صاحب الشعر الأشقر الناعم والأعين العسلية المتواجدة خلف نظارة طبية أصبحت كنزها الثمين منذ سنين

وقد كان هذا الرجل الشاب هو والدها 'أنريكو' الذي قال بإبتسامة : " أميرتي دعي الكتاب من يديك للحظات وإستمتعي بالمنظر ! "

والمرأة التي تجلس في المقعد الأمامي بجواره كان لديها شعر مجعد بني اللون وأعين عسلية لاتختلف عن خاصة زوجها

وهذه هي والدتها 'ليليانا' التي قالت بملل : " لا تحاول حتى فلايوجد منظر جيد لتراه لأننا لم نبتعد عن الحي بعد !! حبيبتي عودي لقراءة كتابك إنه أفضل من رؤية ثور يغازل بقرته في هذا الظلام الدامس "

ختمتها بإدارة جذعها بأكمله ورفعت كتاب 'مونيكا' كي تجعلها تنغمس به مجدداً لولا أنها تفاجئت برؤية ابنتها متصنمة تنظر لها بصدمة شديدة والدموع تنهمر من كلتا عيناه فجأة لتسألها : حبيبتي 'موني' هل تبكين ؟ "

ثم قامت 'ليليانا' بضرب ذراع زوجها بغضب : " كل هذا بسببك لما تخبرها بترك كتابها المفضل ! ألا تعلم بأنه لايجب على القارئ ترك الكنز الخيالي الذي بين يديه والنظر للواقع فجأة !! "

تاركةً إياه يتسائل عن الخطأ الذي إرتكبه ثم إضطر للتوقف على جانب الطريق لأن 'مونيكا' قفزت على والدتها وإحتضنتها بقوة باكية وكأنها رأتها من بعد غيابٍ طويل

وهذه هي الحقيقة 'مونيكا' لم ترهما منذ سنوات وفي كل مرة يقوم 'سيڤاك' باستخدام الوهم لخداعها والتلاعب بها لاينجح فهي تتجاهلهم وتبقى ساكنة مكانها ؛ لأن لا أحد يعرف والديها حق معرفة عداها ويرتكبون أخطائاً يسهل عليها كشف أمرها كيلا تتجاوب معهم في لحظة الوهم

وهذه المرة هي الأولى التي تراهما يتصرفان بشكل طبيعي مثلما تتذكرهما لذا لم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء في أحضان والدتها الدافئة : " ماما !! إ..إنها أنتي حقاً !! لما تركتني وحدي ؟ ألا تعلمين كم إشتقت لكي؟!! "

ووالدها أصبح يمسح على ظهرها في محاولة منه لتهدئتها بتعجب على ملامحهما مما حدث لها فجأة وقال عوضاً عن زوجته : " إهدئي قليلاً وأخبريني هل نمتي أثناء قرائتك للكتاب ورأيتي كابوساً ؟ "

لكن 'مونيكا' لم تستطع أن تهدأ إطلاقاً وظلت متشبثه في حضن والدتها التي حملتها مسبقاً وجعلتها تجلس في حضنها بالمقعد الأمامي وقالت بغضب ممازحةً ابنتها : " سأقوم بإعدام جنية الكوابيس ! كيف لها إفساد أحلام ابنتي الصغيرة "

كلماتها جعلت ابنتها تضاعف بكائها قائلة : " لكن أنا لم.. لم أنم إطلاقاً مـ..منذ تلك الليلة ! "

لتمسح 'ليليانا' على شعرها الأشقر المنسدل بأعين إغرقت بالدموع فقد كانت إمرأة حساسة تبكي بسهولة عندما يتأذى من تحبهم رغم غضبها المتواصل من كل شيء وعلى كل شيء

وسمعتا 'أنريكو' يقول بنبرته المتفهمة كعادته معهما : " هل تريدين إخبار والديك بما يزعجك ؟ لن نذهب إلى الشاطئ مادمتي لاترغبين بذلك ! "

ووسع عينيه بتفاجؤ عندما قالت الإثنتان بإصرار شديد وأعين دامعة مثبته نحوه بعبوس : " جميعنا نرغب بالذهاب !! "

ليبتسم 'أنريكو' بعدها قائلاً : " حسناً سنفعل لكن ليس قبل معرفة ما يزعج أميرتي الصغيرة وماهي تلك الليلة التي تتحدثين عنها ؟ "

ووافقته 'ليليانا' بقولها : " صحيح أخبريني من قام بمضايقتك وسأحشر مؤخر.. أعني سأتحدث معه بكل هدوء كالبالغين ! "

بينما الطفلة 'مونيكا' لم تعلم مايجب عليها قوله فالأفكار التي تجلب لها الصداع داهمتها فجأة ، هي تتذكر أنهما توفيا ولم يعودا معها في هذا العالم لكن متى توفيا ؟ وكيف توفيا ؟ هل توفيا من الأساس ؟ إذن كيف هما معها الأن ؟ هل حصلت على كابوس ما ؟ لكن هل نامت اليوم كي تقول بأنها حصلت على كابوس ؟ ومامعنى الكلمات التي قالتها قبل قليل أثناء بكائها

وتشبثت بوالدتها أكثر ثم قالت بصعوبة بما ألقاه قلبها بدون ذكريات واضحة عن السبب : " لقد إشتقت لكما بشدة ! لم يمر يوم لم أتمنى فيه لو أستطيع رؤيتكما مجدداً ! ل..لكن كانت هذه أمنية مستحيلة ولم تتحقق بغض النظر عن الشهب التي عبرت في سماء ليلي البائس "

لكنها وجدت 'ليليانا' تبعدها عنها وتفتح النافذة ناوياً إلقائها معها : " لن أصدقك مجدداً هل تعلمين إلى أي مدى قلقت عليك وظننت المسألة خطيرة لأجدك تتفوهين بخطابات من القصص التي تقرئينها "

حينها صرخت 'مونيكا' بقوة : " بابا ساعدني !! " وظنت أنها كانت تمازح عائلتها بالفعل فقد نسيت السبب الحقيقي خلف بكائها غير عالمة أنه تأثير السحر القوي الذي وقعت روحها بداخله

ولحسن حظها أن والدها أمسك بها بعد خروجه من السيارة بسرعة وإحتضن أميرته كيلا تتأذى وهي تشبثت بقميصه الصيفي الأبيض كبنطاله الواسع وصرخت بعدها بإمتعاض : " أيتها العجوزة المخيفة سأزوج والدي إمرأة أجمل منك "

وإنزعجت 'ليليانا' التي كانت ترتدي فستان صيفي أبيض مزين بنقش زهور حمراء وزين عنقها القلادة التي أهداها إياها زوجها في حفل ذكرى زفافهم ثم خرجت من السيارة بغضب : " خسئتي ياطفلة أنا أجمل إمرأة في الوجود صحيح عزيزي ؟ "

وجهت سؤالها لزوجها 'أنريكو' الذي أجابها بإبتسامة : " بكل تأكيد حبيبتي ! "

لتقول الشقراء الصغيرة بثقة مبالغة : " أيها المساكين لم تعلموا أنني الأجمل هيا تطلق منها وقم بحمايتي يا روميو "

وقصدت والدها بحديثها الآخير حيث مازحته وهي تمسح دموعها لكنه قام بنقر جبهتها باصبعه بعبوس

لتقول بألم وأعين دامعة من خيانتها : " اوتش!! بابا لئيم سأتصل بالشرطة للقبض عليكما بتهمة أنكما تحبان بعضكما وتتجاهلاني "

كتم والديها ضحكاتهما ليسألها والدها متظاهراً بالجدية : " لما تقولين هذا ؟ نحن نحبك كثيرًا "

لتسأله إبنته الصغيرة بشك : " أكثر من حبك لعش البلبل ؟ "

وقد كانت تضايق والدتها بالمزاح حول شعرها المنفوش كأعشاش الطيور

حينها عانقها 'أنريكو' وعانق 'ليليانا' على الطريق الفارغ في ذات الوقت : " أحب البلبل وصغيرتنا البلبلة وعشنا الجميل "

ولم يمنع إبتسامته من الظهور عندما قالتا بشكل متزامن : " سنتظاهر بأنك نجحت في خداعنا ! "

ثم دفنت 'مونيكا' نفسها في حضن والدها الأمن والمريح لها وأغمضت عينيها بإبتسامة تخفي حزنها المجهول وكانت ترغب بالبقاء في هذا المكان إلى الأبد برفقتهما

لكن بدون سابق إنذار تبدل المكان والحال لتشعر 'مونيكا' بألم شديد في رأسها النازف وتفتح عيناها الصغيرة لترى السماء بالمقلوب بأعين مشوشة للغاية وسمعت صوت والدها الذي يجذبها بصعوبة لخارج السيارة يصدح في المكان : " ستكونين بخير ! أميرتي تحملي قليلاً سأخرجك "

" بابا.. " همست بها ووعيها يتلاشى ببطء حيث تسمع صوته يبتعد عنها كثيراً وأخرجها 'أنريكو' وجعلها تستلقي على الأرض الإسمنتيه بجوار والدتها فاقدة الوعي وسقط هو كذلك على ظهره بألم يحاول تحمله قدر الإمكان

وصوت سقوطه هو ما جعل 'مونيكا' تتحرك وتسند بجسدها على الأرض وتقف بأيدي صغيرة مرتجفة لرؤيته وهمست بذعر : " سيموت مجدداً.. "

لقد تكرر مشهد الحادث الذي أدى إلى وفاة والدها بسبب النزيف الحاد بعد تلقيه طعنة من إحدى المعادن المتطايرة وبسبب تأخر المساعدة في نجدته

وهمس 'أنريكو' لها بتعب : " أيمكنك أن تناوليني هاتفاً ؟ علينا الإتصال بالنجدة لمساعدتك أنتي و 'ليليانا''

ولم تفعل فهي بشكل مشوش تفكر بأن هذا قد حدث في السابق ولا تعلم متى لكنها تعلم كيف ضاع الوقت في البحث عن أحد الهواتف وعندما وجدتهما كانا محطمين وكيف أضطرت للركض بعدها بيأس لطلب المساعدة

كانت مشوشة ومرتبكة للغاية ولاتعلم لماذا تقفز لعقلها ذكريات لم تعشها وكأنها عاشتها بالفعل وتتلاشى وتنسى أمرها بعد ثواني قليلة

لكنها أمسكت بيده بكلتا يديها المتلطخة بدمائه وقالت واثقةً بإحساسها : " الهواتف محطمة ، إنتظر قليلاً أستطيع مساعدتك ! "

وتسببت في صدمته عندما أمسكت بطرف فستانها الأرجواني ومزقت جزء كبير منه بأقول مالديها ليقول 'أنريكو' محاولاً رفع جسده : " ما الذي تفعلينه الجو بارد ستمرضين ! "

لترفع أعينها الدامعة ناظرةً نحو والدها الذي سقطت نظارته بعيداً عنه وقميصه الأبيض تلطخ بالدماء التي تسيل من خارج معدته التي تبرز منها قطعة حديدية حادة

ثم قالت بألم شديد معبرةً بصدق وبلا أي مراوغات عن مشاعرها : " هل تعلم مدى الندم الذي عشت به كل حياتي لأنني لم أكن أعلم شيئاً عن الإسعافات الأولية ؟ لقد كان بإمكاني مساعدتك ولم أستطع لأنني طفلة جاهلة ! أنت لن تسامحني أبداً "

وأجهشت بالبكاء بينما تتقدم بجسد مرتجف نحوه ثم وضعت القماش حول إصابته قائلة : " دعني أعالجك حتى وإن لم تكن حقيقياً.. أنا لايمكنني خسارتك مرتين ! "

وسمعته يقول لامساً وجنتها بكف يده المليء بالدماء : " أنتي ذكية للغاية إلى الحد الذي لايمكنني فيه تخمين مايجول في عقلك ولا أعلم ما الذي يجعلك تتشائمين لمصيري
لكن مهما حدث لاتشعري بالندم مالم تقترفي شيئاً خاطئاً وتذكري أننا سنكون بجوارك دوماً وندعمك بكل مالدينا لأننا نحبك وسنفعل أي شيء من أجل أميرتنا الغالية "

قالها 'أنريكو' بإبتسامة رغم ألمه الشديد وقد كان يدرك بأن وقته قد حان لكنه لم يشأ مصارحتها بما سيجرحها أو يفسد أملها بإنقاذة تحديداً وهي قد إنتهت من إيقاف نزيفه ثم أردفت وهي تقف دون النظر نحوه : " سأذهب لطلب المساعدة ! "

وقفت بعدها لتبدأ في السير لكن 'أنريكو' أمسك كف يدها الصغيرة بيده الدافئه وقال بينما يحاول الجلوس بصعوبة متحملاً ألمه الشديد : " لاتفعلي المنطقة خطيرة ليلاً لنحاول إيقاظ 'ليليانا' أولاً ثم نذهب سوياً "

كادت تفعل مايريده والدها لولا أن إحساس الخطر الذي يخبرها بأنها ستخسرهم مجدداً يرن بعقلها لتقول : " ستكون ماما بخير ! إن أردت أيقظها بنفسك وأنا سأستغل الوقت في جلب المساعدة "

كانت عازمة على الركض وجلب المساعدة لهم و 'أنريكو' رأى هذا الشيء بأعينها التي تحولت للأحمر إثر البكاء

لذلك وضع ثقته بأميرته كعادته : " 'مونيكا' أعلم بأنك الأسرع في الركض لكن المشفى ومركز الشرطة بعيدان للغاية إن الأقرب لنا هو متجر حلوى الأعمام 'رالاس' و 'نيفيه' في ذلك الإتجاه وشرق بوابة القرية لاتخطئي الطريق "

لقد كان يعلم أن ابنته سيئة في الإتجاهات لأنها تعتمد عليه وتقول بأنه سيأخذها في كل مكان ويحميها لذا لاحاجة لتركز على الطرق وإرهاق ذكائها لذلك تعمد أعطائها وصفاً دقيقاً ثم قال : " رجاءً كوني حذرة فلا حياة ليعيشها والديك بدونك ! "

وتعجب عندما همست هي تاركةً يده : " ياللأسف فلقد عشتها بدونكم "

ومثل السابق أصبحت تركض بأقصى قوة لها متحملةً ألم تصادم ساقها العارية بالأرض الصلبة والرياح الباردة التي هبت عليها مسريةً قشعريرة في جسدها الذي بدأ يتجمد ف المطر الغزير قد هطل ليزيد بؤس تلك الليلة

والمختلف هو أنها لم تسقط مئة مرة متزحلقةً بسبب المطر وأنها لم تذهب في إتجاه متجر الحلوى

فهي تشعر بأنها لو ذهبت إلى هناك ستندم ندماً عميقاً لأنها لن تجدهم هناك ولا في منزلهم وشوارع القرية جميعها ستكون فارغة وشعورها هذا كان ذكرياتها التي تفقدها بداخل الجوهرة الزجاجية مع كل خطوة تركضها وكأن أذرعاً تتقدم لإلتهام ذكرياتها واحدة تلو الأخرى

وفي الماضي طرقاتها على الأبواب وصراخاتها حتى تمزقت حبالها الصوتية لم يسمعها أي أحد لكن هذه المرة ركضت في إتجاه مختلف ولن تترجى الجيران بفتح الباب ولن تدعو لأن يفتح أحد المتاجر بيبانه ولن تتمنى عودة الشريف لمكتب الشرطة من حمامه كما إعتقدت في صغرها

واتجاهها الحالي كان : " أملي الوحيد لمساعدتهم هو عمي الموجود داخل حانة القرية '

كان عمها 'جوزيف باردي' يثمل كل ليلة داخل تلك الحانة على الرغم من أن منزله في قرية مجاورة بعيدة عنهم

وإن تسائلتم كيف لها الذهاب لمن تتذكر أنه قام بتعذيبها وظلمها ولم يصدق أي مما أخبرته به حول الإتهامات الباطلة الموجهه لها وتعمد إهانتها أمام زوجته وابنائه ثم وأخيراً قام ببيعها لتجار البشر وتجاهلها طيلة حياته

ف الجواب هو أنها في الماضي وليس بداخل هذا الوهم القوي ركضت في الطرقات باكية وعبرت من جوار الحانة لكنها خشيت دخولها ومقابلة السكارى البغيضين وعمها الذي كان متشاجراً مع والدها حينها
لكن بعد ذلك خرج عمها 'جوزيف' من الحانة بزجاجة خمر عائدًا لمنزله رأها وأخبرته بشأن ماحدث لهم وهو الوحيد الذي ركض لموقع الحادث وأسعف والديها وللأسف الشديد لم ينجو والدها ووجدوه ميتاً بسبب تأخرهم في إنقاذة

ومايحدث الأن مثلما ماحدث في السابق لكن في وقت أبكر وهي بداخل الحانة حيث رأته يجلس على طاولة يحتسي مشروبه مع أربعة سكارى أردف أحدهم بصدمة : " أليست هذه ابنه أخيك ؟! "

ولم يكن الثمل الذي يجلس أمام عمها هو وحده المصدوم فمعظم المتوجدين بداخل الحانة وجهوا أبصارهم نحو الطفلة ذات الفستان الممزق والدماء تغطيها

أما عمها الذي وقفت بجواره فقد ألقى نظرة خاطفة عليها قبل أن يرتشف جرعة من كأسه متجاهلاً إياها

وهي ظلت تنظر نحوه محاولةً إلتقاط أنفاسها السريعة كي تتحدث وتخبره بما حدث حتى سمعت الثمل الآخر الذي يجلس بجوار عمها على الطاولة ذاتها يقول بأعين خبيثة : " أنظر لثيابها لابد وأن أحدهم استمتع بها قليلاً ولا ألومه فهي جميلة للغاية.."

كلمته جعلتها تنوي تحطيم وجهه وقد تحقق مارغبت به حيث قام 'جوزيف' بإمساك شعر الثمل وألصق وجهه بزجاجة المشروب التي كسرت وتحطمت بعدها الطاولة

ثم نظر نحوها سائلاً بغضب رأته كثيراً أثناء جلد ظهرها بالسوط : " ما الذي أحضرك إلى هنا أيتها المزعجة ؟!! "

وكل ما قالته هو : " لقد تعرضنا لحادث في الطريق لخارج القرية إن بابا سيموت "

جملة واحدة قصيرة لاتذكر فيها العديد من التفاصيل بسبب هدوءها المخيف كانت سبباً كفيلاً لرؤيته يترك الثمل ويخرج من الحانة على عجل ويشرع في الركض في ذلك الإتجاه

لتركض خلفه وهي تتسائل عن الوقت الذي ضربها به فهي لاتذكر بأنه قد فعل ثم إختارت التركيز على سلامة عائلتها والركض أسرع لرؤيتهم

والمفاجأة بالنسبة لها كانت بترك أغلبية الثملين مايفعلونه وخرجوا في الطرقات رغبةً بالمساعدة هم كذلك وتساقط معظمهم في الطريق على مرأى بصرها بسبب ثقل أجسادهم وذهاب عقولهم وقد رأتهم هكذا لأنها تأخرت باللحاق بعمها الذي كان أسرع منها

حتى وصلت لموقع الحادث وصدمتها كانت برؤية والدها لايزال مستيقظاً ويستند على كتف اخيه الأصغر 'جوزيف' و 'ليليانا' التي لم تستعد وعيها مسندة على كتفه الآخر ليقول بإنزعاج : " أنتما ثقيلان للغاية ليتك مت كيلا أحملك "

ليضحك 'أنريكو' بألم قائلاً : " كنت ستحمل نعشي وهو سيكون أثقل مني الأن ! "

ثم نظر لابنته التي أمسكت فستانها بصدمة شديدة من نجاحها في إنقاذة وقال بإبتسامة رافعاً إبهامه لها : " علمت بأنك ستفعلينها "

وركضت 'مونيكا' نحوه باكية راغبةً في إحتضانه ونسيان ألامها الشديدة فهي لطالما تمنت تلاشي هذا اليوم البائس من حياتها حيث فقدت والدها الحبيب وبسبب فقدانه ساءت أحوالهم وتملك المرض والدتها العزيزة لتوافيها المنية بعد مرضها بوقتٍ قصير

وقبل أن تصل ل والدها تبدل المكان لتركض بتوازن سيء وسقطت على وجهها وإرتطمت بالتراب بأعين دامعة ثم شعرت بتلاشي مشاعرها الحزينة كلها لترفع رأسها بصداع متسائلة : " أين إختفى بابا فجأة ؟ "

ورأت أمامها البحيرة الخلابة التي زارتها وقابلت 'ديفيد' بها لتعتدل بوقفتها محاولةً معالجة صدمتها بتغير المشاهد فجأة لأول مرة في تاريخها الطويل مع الأوهام لكن أي أوهام تتحدث عنها وتفكر بها بين الحين والآخر ؟

وسمعت ضحكات عديدة حولها ومن ضمنها صوت عائلتها وهم يمازحونها حول سقوطها لتصدم من رؤيتهم هنا وتأملت الجميع لترى والديها وعمها وزوجته وابنه وابنته لكنهم كانوا أكبر سناً عما تذكره هي

وسمعت ابن عمها يقول بينما يناولها منديلاً : " إمسحي التراب عن وجهك "

لتفعل مثلما قال بتعجب بينما تفكر : ' ألم يمت في شجار مع بعض البلطجية أثناء حمايتي ؟ ' ولم تستوعب كل شيء حدث بعد فهناك ذكرى عابرة لوفاة ابناء عمومتها الاثنين على مرأى عينيها وهو السبب الحقيقي لكره 'جوزيف' لها

ووجدت نفسها بين عشرات السياح امام البحيرة في روسيا ومعها عائلتها والمفاجأة الاكبر عندما تجمعوا في ذات الثانية لإلتقاط صورة دفع 'أنريكو' ثمنها قائلين : " هيا لنلتقط صورة للذكرى ! " ، " قفوا جميعاً قرب بعضكم " ، " 'مونو' لنتعانق كي تبدو الصورة أجمل "

وقد كانت هذه ابنه عمها التي عانقت ذراعها بإبتسامة عريضة لتبتسم نحوها بتعجب مفكرة : ' لماذا أتذكر أنها وقعت من أعلى السلم أثناء لعبنا وماتت بسبب إصابة في رأسها ؟ هذا غريب '

ثم نظرت للأمام دون إزاحة تعجبها لترى ماهو أغرب ألا وهو المصور الأشقر ذو الخصل السوداء المبعثرة وقد كان 'دانيال' الذي يتظاهر بكونه بعامل وإلتقط صورة لهم وأعطاهم نسخة خرجت من داخل الكاميرا ثم هرب

وتتبعته بنظراتها على الرغم من أنه إستخدم قدرته في التسلل بعيداً ولمحت من خلف إحدى الأشجار كُلاً من 'ديفيد' و 'ألبرت' وبدى أنهم يراقبونها

فقد وصلتها همساتهم بشكل غريب : " رفيقتك تنظر نحونا ! "

وسأله 'ديفيد' " هل لاحظتنا ؟ "

ليجيبه البيتا معدلاً نظارته : "مستحيل البشر لايشعرون بالرابطة لذا لن تعلم بشأنك "

لكن 'ديفيد' كان يشعر بالغيرة بسبب حديثها مع شاب آخر وقال راغباً في التقدم : " سأجعلها تفعل "

ومنعه 'ألبرت' بمحاولة فضيعه لإعادته لخلف الشجرة : " لاتتهور ! كيف ستتحدث معها وتخبرها أنك رفيقها والجميع يعرفون وجهك حالما تخرج جميع الهواتف ستتجح نحوك "

ثم سمعت 'دانيال' يقول بمزاحه المعتاد بعد ظهوره بجوارهم : " لقد أحضرت لك صورة جميلة كم تدفع للحصول عليها ؟ "

لكنه تلقى لكمة في معدته من 'ديفيد' الذي أخذ الصورة لتضحك عليهم وفجأة شعرت بشيء يؤخذ من رأسها لتقف متصنمة لثواني قبل أن تفكر : ' من يكون 'ديفيد' ؟ '

وسمعت بعدها ابنه عمها تقول كاذبة بنبره مرحة : " 'مونو' هنالك تمساح شرس يخيفني في البحيرة ابرحيه ضرباً "

لتقوم 'مونيكا' بلا أدنى تردد برفع أكمامها وتتقدم بحماس لإبراح التمساح ضرباً لولا ضربة حطت على رأسها من 'ليليانا' التي توبخها : " لايمكنك التقاتل مع تمساح أيتها السخيفة "

سمعت بعدها ضحكاتهم عليها عدى عمها الذي يتناول مشروبه متجاهلاً إياهم فقد أتى معهم لأنه سيتمكن من إرتشاف النبيذ الروسي كما يحلو له وعلى حساب 'أنريكو' الذي يكره الكحول رغماً عنه

لتجلس راغبةً في صنع إضراب حاد على كونها المهرج الذي يسخرون منه دون أن ترغب في ذلك

وحالما جلست شعرت بأرضيه ناعمة أسفلها لتنظر نحوها ووجدت نفسها فجأة بداخل شقة تحديداً بداخل غرفة معيشة بسيطة التصميم يجاورها سلم للأعلى وهي تجلس على أريكة زرقاء وأمامها الألفا والبيتا كلاهما وبجوارها كلا والديها

ووالدتها تقول بالإيطالية بينما تعانقها : " أيها الشاب الأحمق إن تزوجتما ستعاني كل يوم من صداع مزمن فلتسحب طلب الخطبة "

ليقول 'ديفيد' بإصرار شديد : " لن أغير قراري.. "

أما 'مونيكا' قاطعته لأنها استنكرت كلمات والدتها دون وعي وبدأتا في الجدال حول لطافتها وجنونها ليطردهما 'أنريكو' ويجلس برفقة الزوار المزعجين بالنسبة إليه

ويمكنها سماع 'ديفيد' من مكانها البعيد يخبره بالإيطالية عن حقيقتهم وكيف أنها رفيقته وأنهم هنا لأخذها معهم إلى قطيعهم وهي تشعر بأن هذا مشهد مألوف وأنها رأت المدعو 'ديفيد' كثيراً لكنها لاتعلم أين

ورغم العناء الذي يتكبده في الشرح لوالد رفيقته العنيد والذي من الواضح أن مايقوله له لايعجبه إلا ان الإرتياح يخالجه بسبب حوار الأم وابنتها

حيث قالت 'ليليانا' بحماس وهي تقف فوق طاولة المطبخ بينما تحمل ملعقة الطبخ قرب ثغرها : "لنقيم زوجك المستقبلي ب الوسامة "

وأجابتها 'مونيكا' بحماس : " فوق التقييم !! "

وواصلت'ليليانا'  ذكر معظم الصفات البارزة به و 'مونيكا' تقيمه :

" الشخصية والكاريزما "

" عشرة "

" اللباقة "

" عشرة "

" الشخصية "

" مئة و عشرة "

" القوة "

" أعلى مايكون !! "

ثم تصافحتا بإبتسامة متحمسة : " تمت الموافقة على الزفاف !! "

ولأصبحتا تدوران بحماقة فوق طاولة المطبخ وبسبب هذا التقييم لم يستطع 'ديفيد' منع إبتسامته من التسلل لوجهه أثناء حديثه

ثم عادت 'مونيكا' لغرفة المعيشة ورأت أن والدها لم يعجبه الخطر الذي قد تقع به ابنته بسببهم لكنه اخبرهم بأن يعودوا بعد ظهر الغد ويمكنها رؤية 'ديفيد' يتمالك نفسه كيلا يتشاجر ويختطفها والبيتا يحثانه على الصبر ليودعهم والدها عند باب المنزل بإنزعاج

ونسي 'ديفيد' ماهو اسمه عندما لوحت له بإبتسامة عريضة والبيتا أسعفاه كيلا يموت بنوبة قلبية سعيدة

وصدمت عندما همس والدها 'انريكو' : " حضري حقيبتك سنقوم بالعودة إلى ايطاليا في ظهر الغد "

لتسأله بصدمة : " لماذا ؟ "

وأجابها 'أنريكو' : " لايمكنني تركك تواجهين عالماً خطراً مثل عالمهم "

ثم سألته مجدداً : " وما أدراك انه خطير ؟ "

ليجيبها بصدق : " يمكنني معرفة هذا بالنظر لهالاتهم وحدها إن البقاء هنا أكثر لن يجلب لنا سوى المصائب ، سأخبر أخي كذلك بالإستعداد للعودة "

حينها تدخلت 'ليليانا' متظاهرةً بالحزن : " ياللخسارة كنت متحمسة للتخلص من هذه الشيطانة "

لتمد 'مونيكا' لسانها نحو والدتها بغيض : " لن تتخلصي مني بسهولة !! "

ثم عانقت والدها قائلةً ببراءة مصطنعة : " هل تكره رفيقي ؟ ألا يعجبك ؟ "

ليقول الآخر بشك : " أشعر بأنك سترغبين في الزواج منه إن قلت لا "

ونظرت نحوه بصدمة : " كيف عرفت ؟؟! "

ثم ضحكت مخبرةً إياه أنها تمزح ولن تقترب من ذلك الرجل المخيف مادام هذا شعور والدها نحوه

لكن والدها لم يصدقها وقال بصرامة : " 'مونيكا باردي' إلى غرفتك حالاً ولا أريد الاعيب "

لتقول بإمتعاض وهي تسير نحو السلم المؤدي للطابق العلوي : " حسناً حسناً لكن إن بقيت عانسة وأنت عجوز ببشرة متدلية لايلعب أحفادك حولك فأنت السبب "

وتفاجأت قليلاً عندما عدل والدها نظارته وقال بجدية : " كل ما أريده هو أن تكوني سعيدة وبأمان ومادام الشاب الذي ستتزوجينه مستعداً لوضع العالم أسفل أقدامك سأسمح له بأخذ أميرتي مني "

ثم غازلته 'ليليانا' بدون مقدمات وهي تضرب ذراعه بخفه : " نسيت ذكر وسيم وقوي وخارق الذكاء مثلك "

ليحاول كتم إبتسامته ليبقي ملامحه الجدية وفشل مما دفع 'مونيكا' للسخرية منه وهي تقف على السلم : " ياسهل المنال لقد نالت منك تلك العجوزة "

وشرعت بالركض لغرفتها هاربة منهما وهي تسمعهما يناديانها بإنزعاج : " 'مونيكا' !! "

لقد كانت فتاة عنيدة لديها العديد من الخدع تحديداً عندما تشعر بالفضول حول شيءٍ ما تصبح عنيدة للحصول عليه وهي الأن فضولية حول الشاب المدعو 'ديفيد' لماذا تشعر بأنها تعرفه وهذه هي المرة الأولى التي تراه بها ؟

لذلك حالما دلفت للغرفة فتحت نافذتها ونظرت للمسافة التي ستهرب منها لمقابلة 'ديفيد' الذي لاتعلم كيف تعرفه وجذبت غطاء السرير الزهري وإستدارت راغبةً في تنفيذ خطتها

لكنها رأت 'ديفيد' يحاول الدخول عبر النافذة بعد تسلقه إياها وأصبح لديه ساق داخل الغرفة وساق خارجها وحلت لحظة صمت بينهما قبل أن تصفع 'مونيكا' ذراعه قائلة وهي تهمس : " أيها الاحمق هل تريد أن يقتلنا بابا ! انزل انزل سأتي خلفك !! "

وهو لم يصد ضربتها الضعيفة فقط ظل يتأملها قبل أن يمسك يدها ويجذبها نحوه قائلاً بإبتسامة : " سأحملك تشبثي بي "

ثم حملها أسفل صدمتها بين ذراعيه وبدون وعي فعلت مايريد وأحاطت عنقه مرسلةً قشعريرة سعيدة لجسده الذي قرر إعادته للخلف كي يسقطا عبر النافذة حتى إقتربا من الأرض ليستدير بسرعة وحط على قدميه بسلام

لتفتح عينيها ببطء بعد شعورها بوصولهم للأسفل ورأت بعدها النظرة التي ألقاها نحوها وكأنه يتباهى ويريد منها هي رفيقته مدحه لتقول بإعجاب : " واو لم نصب بأذى رغم هذه المسافة الكبيرة ! أنت قوي حقاً مثل الكنغر !! "

ونجحت في إسقاط ابتسامته لتسمع اختناق 'دانيال' من الضحك في مكان بعيد عنهم وهو يسخر : " نادته بكنغر !! الألفا العظيم هو كنغر ! "

و'ألبرت' يحاول إخراسه : " إخرس قبل أن يقطع الألفا رأسك يا أبله "

قاطعهم جميعاً وأفزعهم هو صوت 'أنريكو' الغاضب من نافذة غرفتها : " أيها الغر أين تظن نفسك ذاهباً بابنتي !! "

وصدمتهم عندما صعد على دربزين النافذة وهم بالقفز بغضب مشتعل ليقوم 'ديفيد' باستخدام سرعته للابتعاد عنه ودلف للغابة متعمداً كيلا يعثر والدها عليهم ولكي تقوم رفيقته الجميلة بمقابلة ذئبه 'دارك' المتحمس للخروج أمامها

وبمجرد وقوفه في منتصف الغابة شعر باستغراب طفيف لأنها لم تعلق على السرعة الرهيبة التي سار بها

أما 'مونيكا' نظرت للمكان الذي تبدل فجأة وظنت أن المشهد تغير ثم تراجعت عن فكرتها لأنهما لازالا يرتديان ذات الثياب لكن ماهي ثواني حتى وجدت أشعة الشمس تصدم عيناها العسلية لتغمضها بقوة

وسمعت أصواتاً مختلفة لأطفال يلعبون ويمرحون لتفتح أعينها ببطء وشعرت بأنها تحمل شيئاً صغيراً بين ذراعيها لتنظر بعدها بتفاجؤ نحو الطفل الرضيع في أحضانها لتتسائل بودية : " ياترة هذا الطفل اللطيف ابن من ؟؟! "

وسمعت صوت 'ديفيد' من جوارها يقول بنبرة محببه : " ابن أرنبتي اللطيفة ! "

لتنظر نحوه بصدمة من هراءه وصدمت أكثر عندما رأت طفلة شقراء تجلس على كتفيه تقول ولعابها يسيل : " بابا لما لايمكننا تناول ماما ؟ إن الأرانب لذيذين ! "

ليقوم 'ديفيد' بإنزالها عن كتفه ووضع شطيرة بداخل فمها لتتناولها الطفلة وهي تهتهم بسعادة أمام أنظار 'مونيكا' التي فتحت ثغرها بصدمة

ثم سمعت صوت شاب قريب منهم يتحدث لتنظر نحوه وترى أنه شاب مراهق مستلقي على معدته فوق الرمال وهو يقرأ كتاب وكان يشبه 'ديفيد' في ملامحه وقد قال بهدوء : " إن لم تتوقفي عن محاولة إشتهاء تناول لحم والدتنا البشرية سينتهي بها المطاف هاربةً من هذا القطيع "

لتقول بصدمة : " من أم من ؟؟ "

وعانقها 'ديفيد' قائلاً بحزن مزيف : " لقد نسيت ماما أنكم جرائها مجدداً "

ليقول ابنه الأكبر المستلقي على كتابه أمامهم : " لو أنك لم تنجب كل هؤلاء المزعجين لما ظلت تنسى أطفالها حتى أنا بدأت أنسى كم أخاً لدي "

وتجاهل الاب وابنه بعضهما بعدها أما 'مونيكا' التس كانت لاتزال مصدومة مما يحدث ومن عدد الأطفال في المكان والصدمة تضاعفت عندما رأت عشرة أطفال يركضون خلف شاب أشقر يشبه 'ألبرت' ويصرخون به :

" 'لوديس' لنلعب سوياً ! "

" وعدتني بأن تكون عارض الأزياء الخاص بي ! "

" لاتهرب أريد تجربة السم عليك "

" لنتقاتل ونرى من الأقوى بيننا "

" أختي تريد الزواج منك !! "

والطفلة الأخيرة التي سخرت بجملتها هذه تم إختطافها للأعلى فوق الأشجار وتم كتم صوتها بينما هي تستنجد بوالدها لأن أختها الكبرى المهووسة ب 'لوديس' وتطارده في كل مكان على وشك قتلها

كان 'ديفيد' يقوم بمعانقة 'مونيكا' التي وقع ثغرها على الأرض من هول الصدمة لكن برؤية الفوضى التي يقوم بها جراءه طبع قبلة على جبينها ثم هم واقفاً وذهب للتفريق بينهم

لتصرخ 'مونيكا' بألم لأن الفتاة الأولى التي تركها والدها أنهت شطيرتها وقامت بعض ذراعها لتنفض يدها محاولةً إبعادها

ومن أبعدها عنها هو شاب آخر تغطي خصلات شعره عيناه وقال بهدوء يحتوي على كسل شديد : " لا.. تعضي.. أمي "

والطفلة خافت منه وهربت بعدها لتشعر 'مونيكا' بريبة منه ولم تستطع النطق بحرفٍ واحد وظلت تراقبه ورأته يقوم بتضميد ذراعها النازفة قبل أن يضع رأسه على حجرها وينام بعمق متجاهلاً الرضيع فوقها

ثم تحول كل شيء إلى ظلام قبل أن تجد نفسها جالسة على طاولة بيضاء وأمامها تجلس 'داريا رومانوف' بإبتسامة..

- إنتهى البارت بمعدل ١٣ ألف كلمة ❤️-

رأيكم بالبارت 💞 ؟

رأيكم بالشخصيات 🔥

عزاء قطيع براد وظهور ديفيد لمعاقبة المتمردات ؟

مين هم جواسيس البرت ؟ ( ملاحظة : ظهروا في بارتات سابقة وهم اشخاص غير متوقعين )

ماضي الشخصيات ؟

قوة مومو المخيفة ؟ ولقاء ديفيد مع شبحها ؟

انريكو و ليليانا وردة فعلهم على رفيق بنتهم ؟

ظهور جراء أبطالنا 😂 ؟ أو هم مجرد حلم ومحد منهم موجود 😶‍🌫️ ؟

توقعاتكم حول البارت الجاي 🧐 ؟

أين توجد مونيكا ؟ ( ملاحظة : هذا لغز وحله ظهر بالبارت )

توقعاتكم حول ظهور داريا ام ديفيد 😈 ؟

كم لغز من ألغاز البارتات السابقة قدرتوا تعرفون حله في هذا البارت 🕵🏻 ؟ وايش الحل لو طلعتوه 👏🏻

وأراكم لاحقاً في بارت آخر 😇❤️



Continue Reading

You'll Also Like

478K 41.6K 65
أنهارٌ من الجحـيم.. نفسي لم أعد افهمها.. مالذي حلّ بها؟ ما بال كل هذا الألم الذي تحمله ؟ سمعت صوت ضجيج قلبي ، يخبرني بأنني لست بخير ، أعتذر حقاً لنف...
1.3K 215 14
" هَـل تعـرْف اسـطُـورَة الإِمبراطُوريـه الضَّائـعَه " " لا اعـْرف و لا اؤمِـن بالأسَاطيـرْ " " مَـاذا إن لَـم تـَكن اسطُـوره " " أنَـا لا اؤمِـن بشَ...
3.1K 101 10
عندما تبحث في سراديب الغموض واسرار الماضي ستجد مالا تتوقعه!! شي قد يخيفك!! عن ماضي بعيد!! قد يغير حاضرك!! ADALINE
495K 26.1K 47
انت في حرب لا تعلم من خيرها من شرهم من الشرير و من البطل اسطوره روتها الجدات للاحفاد لجعلهم يخلدون إلى النوم مبكراً بغض النظر عن مدا حقيقتها صحيح...