أنجبت وما زالت عذراء.. صباح...

Por Sabah8090

30.3K 921 232

عزيز ولد صبا. رجل مقابل على الخمسينيّات. تزوج من أم صبا بعد قصة حب عظيمه. لكن ماتت وهي تنجب صبا. فحزن عزيز عل... Mais

الأول
الثاني
الثالث
الرابع
الخامس
السادس
اعتذر
السابع
الثامن
التاسع
العاشر
الاحد عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
العشرين
الأخير
الختمة

قبل الأخير

1.4K 44 27
Por Sabah8090

أنجبت وما زالت عذراء.. ال21 وقبل الاخير.. الكاتبة صباح عبدالله فتحي.

في منزل عامر، وبالأخص في غرفة سارة، وقف جاسم في حالة من التوتر والخوف، ضربات قلبه تزداد تدريجيا، ينظر إلى تلك العينان الخضروتان التي تحدق به بغضب وذهول، صمت مريب لا يُكسر إلا بأصوات أنفاسهما المتصاعدة، وضربات قلوبهم المضطربة. قطع حاجز الصمت صوت سارة المرتجف بسبب الخوف الذي سيطر عليها.

سارة: "اتفضل اطلع بره لو سمحت، وعيب أوي على فكرة تدخل على بنت وهي نائمة حتى لو كانت أختك؟"

نظر جاسم إلى العينين الخضراوتين، التي يشتاق إليهما كثيرًا، وظل صامتًا لبعض الوقت قبل أن يقول بهدوء وصوت يصارع ليخرج.

جاسم:  أنتي مش أختي وأنا مش أخوك، إحنا مستحيل نكون خوات.

نظرت سارة إليه في دهشة للحظات، وهجمت عليها أفكار السوء وسوء الظن بداخلها يزداد. ولم تصدق تلك الحقيقة، أخذت الأمر بشكل آخر، وأخذت تفكر أنه ينكر الأخويه التي بينهما لكي يحقق رغبتها القذرة التي لم يستطع تحقيقها في الماضي. ضحكت بصوت جنوني، مما جعل جاسم يتعجب من أمرها عقد حاجبيه وضاقت عينيه، بينما سمعها تقول، بأنفاس متقاطعة بسبب ضحكاتها العالية.

سارة: "والله أنتِ مجنونة، ومحتاجة تتعالج."

صمتت عن الكلام فجأة وتصاعدت أصوات أنفاسها المضطربة، عندما هاجمها جاسم كثور هائج، أمسكها من ذراعيها بقوة، وذكريات الماضي والبعد تلاحقه، عمت عينيه وهو يتذكر آلام والحرمان والبعد والشوق الذي كان يعاني منهما، وهي تسخر منه ومن الحقيقة التي يرفض عقلها تصديقها.

جاسم: انا فعلاً مجنون مجنون بكي وبح***بك مجنون علشان ح***بيتك أنتِ ...

قطعاته عن الحديث بصوت مضطرب قائلة بغضب طفيف: ح***بيت مين انا اختك انت اكيد مجنون؟

جاسم منفعل في غضب: افهمي انت مش أختي احنا مش خوات انتي بنت عزمي مش بنت فؤاد.

صمت للحظات تحذق في عينيه تبحث فيهم عن شيء تكذب به ما سمعته، لكنها لم تجد بهم غير الصدق والعشق الجارف الذي لمس قلبها لأول مرة، ورغم ما رأته في عينيه وما شعرت به، إلا أنها مصره علي أنه يكذب ويحاول خداعها لأجل رغبه لم يستطيع تحقيقها في الماضي، تفوهت قائلة بصوت يصارع ليخرج.

ساره: انت اكيد مجنون اكيد بتكذب انا مستحيل اصدقك مستحيل.

نظر جاسم الي عينيها التي تلمعان بالدموع، وعرف أنها لن تصدق اي شيء يقوله مهما فعل، فبتعد عنها وتركها تكتشف الحقيقة بنفسها، تفوه قائلا قبل أن يذهب من أمامها.

جاسم: الايام جايه وهتثبت لك مين فينا المجنون عن أذنك.

تركها وغادر، تركها تغرق في دوامة لا نهاية لها.

في صباح يوم جديد ..

في منزل صبا وياسين، استيقظ ياسين من نومها يعاني من ألم في الرأسه فتح عينيه بصعوبة وهو يتئوه ويضغط بكفيه على رأسه في محاولة تصدي لألم الذي يفتك به، رأي نفسه في غرفته وعلى فراشه، تعجب وتجول بعينيه يبحث عنها، وعندما لم يراها بالقرب، نهض من فراشه مسرعاً وهو يصرخ باسمها، خوفاً أن تكون ذهبت وتركته، رغم حب ياسين الجارف الي صبا إلا أنه عديم الثقه.

ياسين: صبااا.

خرج من غرفته كثور هائج يبحث عنها في ارجاء المنزل، وقف متخشباً في مكانه عندما رأها تقف في المطبخ تحضر له الطعام بنماتها المنزلي وترفع شعرها على شكل زيل حصان، التفتت صبا إليه وهي تمسك في يداها معلقه قائلة و هي تعقد حاجبيتها باستغراب.

صبا: خير مالك يا ياسين في اي؟

ظل ياسين صامتاً يتأملها ويتأمل جمالها المغري وهي في هذا الحال، تفهمت صبا نظراته فشعرت بقشعريره تحتل جسدها، ابتلعت ريقها بتوتر، تركت المعلقه وأغلقت المقود على الطعام بحركة سريعة، وركضت لغرفتها لتبدل ملابسها، لكنها تخشبت في مكانها عندما امسكها ياسين من معصمها قائلا بصوت عاشق.

ياسين: على فين يا صبا.

حاربت صبا لكي يخرج صوتها قائلة: ههدخل اغير هضومي انا روحت جبت هضومي وجيت.

لم يهتم ياسين بما تقوله فهو كان في وادي أخر، لكنه لم يتمالك نفسه عندما رأي شف**تيها المرتجفه تتحرك أمامه ببطء وحذر شديد، اقسم على تذوق مذاقهم فقترب منها يستمتع وينعم بهم، لكن مناعته صبا بوضع يديها على صدره الصلب، شعرت صبا بضربات. قلبه المتسارعه، نظرت في عينيه في صمت، تقبلت الاعينا وهنا لم يستطيع ياسين المقاومة فقربها اليه بقوة لتستمع أكثر لضربات قلبه الذي يصرخ بأسمها هي فقط، اخذها في قبلة شغوفيه جعلتها تنسي العالم للحظات، تخيلت صبا عامر هو من يفعل ذلك خدعها عقلها وجعلها تري حبيبها في زوجها للحظات، وعندما استيقظت من هذا الخدعه شعرت بياسين يتمدي أكثر، دفعته بعيداً عنها بعنف. نظر الاثنان إلى بعضهما في صمت، تعجب ياسين من ردة فعلها المفاجئة بعد ما كانت تتجاوب له. اقترب منها وهو لا يستطيع مقاومة ما يشعر به، وتفوه بصوت لهث قائلاً:

"ياسين: في أي ما حصلش حاجة، انتي مراتي دلوقتي، ده حقي وحقك."

لم تستطع صبا قبول فكرة أن يقترب منها ياسين وهي كانت تتخيل في عامر. فركضت لغرفتها وهي تبكي، بكت لأنها شعرت بندم والحزن اتجاه ياسين. شعرت بتأنيب الضمير والألم الشديد، تقززت من نفسها كلما تذكرت أنها تتخيل رجلاً آخر في زوجها. رأت نفسها خائنة ولم تستطع الاعتراف بهذا لأحد مهما حدث.

دخلت إلى الغرفة وأغلقت الباب من الداخل على نفسها لكي لا يستطيع ياسين اللحق بها. وقف ياسين خارج الباب يطرقه برفق وهو لا يفهم ما حدث لها فجأة.

"ياسين: صبا افتحي الباب لو سمحتِ، أنا آسف والله، مش عارف انا عملت كده ازاي، بوعدك مش هتكرر تاني، طول ما انتي مش حابة كده، انا هعتبرك أختي والله يا صبا، انا آسف، ما تزعليش مني."

قال هذا الجملة بالم شديد وهو لا يصدق أنه قاله، وقف صامتًا ينتظر أن تجيبه بشيء، لكنه لم يستمع غير صوت شهيقتا خلف الباب. جلس خارج الغرفة يسند ظهره على الباب قائلاً بصوت دافيء في الحزن والألم، في حين كانت صبا جالسة في نفس المكان في الجانب الآخر، كل منهم يسند ظهره على ظهر الآخر وباب العرفة حاجز بينهم. كانت صبا تبكي بحرق وهي تسمع كلمات ياسين المتألمة.

ياسين: خلاص يا صبا انا اسف حقك عليا مش هكررها تاني، عارفه يا صبا انا مهما اعمل مش هتحبني ولا هتقبلني، وانا بح**بك هم***وت من غيرك لو بعدي عني. مش عاوز حاجه غير انك تفضلي معايا تونساني في واحدي انا واحيد يا صبا ماليش حد غيرك انتي دلوقتي، حتى اللي عرفت انهم أهلي هيفضلوا طول العمر يعتبروني غريب انا مش زايهم ولا هم زاي.

كان ياسين يتحدث ودموعه تتساقط في صمت على خديه، نهض ووقفاً، وهو مسح دموعه بظهر كفيه، عندما شعر بالباب يفتح، فتحت صبا باب الغرفة بعد ما استمعت لكلمات ياسين، وقفت تنظر اليه بعيون احمرت وذابلة من كثرة البكاء وتفوهت بصوت باكي قائلة:

"صبا: انت ليه مفكر اني عاوزه أسيبك ياسين؟ انا لو مش عاوزك مش كنت وافقت اتجوزك، ومش انت لوحدك اللي محتاجني، أنا كمان محتاجة وممكن أكتر منك، انا خلاص مش بقا ليا حد غيرك ياسين."

قالت آخر جملة وهي تشهق بالبكاء، وعانقت ياسين بقوة، كأنها طفلة وهو ولده ينوي الرحيل وتركها. لم يتمالك ياسين نفسه فعانقها هو لآخر وبكى هو أيضاً. فكل منهم لديه ما يكفي من الهموم والأحزان داخله، فصلت همتهما عن بعضهما صوت طرقات رقيقة على باب المنزل. ابتعدت صبا عن ياسين تمسح دموعها بظهر كفيها وهي تقول بصوت مرتبك واضح في أثر البكاء:

"صبا: هروح أشوف مين بيخبط."

كانت على وشك الذهاب وهي لا تنتبه إلى ما ترتدي، لاحقها ياسين وهو يمسكها من معصمها قائلاً بغضب طفيف:

"ياسين: استني يا بت، انتي رايحة فين بالبس ده؟ انتي اتجننتي هتفتحي الباب كده."

نظرت صبا إلى ما ترتدي ورأت منامتها الضيقة والقصيرة، شهقت بخجل واحمر خديها، وركضت إلى غرفتها وهي تقول بخجل مميت:

"صبا: معلش والله ما خدش بالي."

تبسم ياسين ضحكًا على تلك الطفلة التي تجعله يفقد صوابه، ظل واقفاً حتى تأكد أنها دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب عليها، ثم توجه ليري الطارق وهو ما زال مبتسمًا، وعندما رأى من يقف خارج الباب، اختفت ابتسامته تدريجيًا، وصاح بغضب ودهشة قائلاً:

"ياسين: انت بتعمل ايه هنا؟"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عامر.. بالأخص في غرفة عامر.

استيقظ عامر من نومه وهو يشعر بألم رأسه يفتك به. نهض جالسًا على فراشه وهو يضغط بكفيه على رأسه لعله يوقف هذا الألم لو قليل، عقد حاجبيه بتعجب عندما رأى نفسه في غرفته، تذكر ما حدث أمس عرف على الفور أن جاسم هو من أحضره، نظر إلى الساعة المعلقة على الحائط، رأى الساعة الثانية عشرة، نهض واقفًا كما لو قرصه ثعبان وهو يصاح بغضب إلى نفسه.

عامر: أنا مني الله، أنا مني الله.

دخل إلى الحمام عرفته ولم تمر دقيقة إلا وخرج يلف خصره بمنشفة بيضاء، توجه إلى خزانة الملابس، وأخرج منها قميصًا أبيض مع بنطال من القماش باللون الأسود وجاكيت بدلة رسمية باللون الأسود أيضًا. ارتدى ملابسه على عجل، ووقف أمام المرآة يمشط شعره الأسود ويرش عطره المفضل. لفت انتباهه الهالات السوداء حول عينيه، شعر بالحزن على ما أصابه وما يحدث له في حياته والهموم التي أثقلت كهليته. تجاهل كل هذه الأفكار عند سماع صوت رنين الهاتف، رفع سماعة الهاتف بعد ما رأى من المتصل، ولم يكن سوى رقم الطبيبة علياء التي اتصلت به من أجل حالة توليد متأخرة يعلم هو به.

صوت علياء مرتبك عبر الهاتف: أنت فين يا دكتور؟ المدام حالتها خطرة أوى ومش عارفين نعمل حاجة، وحتى الدكتور هشام مش موجود؟

تعجب عامر عندما عرف أن هشام ليس موجودا في المستشفى، لكنه لم يعطي الأمر أهمية، فركض إلى خارج الغرفة وهو يقول.

عامر: مسافة الطريق هكون عندك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة لمياء القريبة من غرفة عامر.

كانت لمياء تخرج من حمام غرفتها تلف جسدها بمنشفة بيضاء، إذ استمعت إلى صوت عامر خارج الغرفة، وقفت مرتبكة للحظات وهي تفكر في شيء، لتلتفت انتباهه، ابتسمت عندما خطرت علي باله فكرة جيدة، جلست في مكانها على الأرض وأمسكت قدمها وصرخت بصوت مرتفع.

لمياء: أعععع.

عندما كان عامر يمر من جانب الغرفة بخطوات سريعة واستمع إلى صوت صراخ لمياء، لم يستطع تجاهل الأمر، فأسرع في فتح الباب، ووجد لمياء تبكي وهي تمسك قدمها. اقترب عامر منها قائلاً ولم ينتبه إلى ما ترتدي تلك الواقحة.

عامر: خير مالك يا لمياء.

لمياء بصوت يمثل البكاء والضعف معًا: اتزحلقت وقعت ورجلي وجعتني أوى.

اقترب عامر منها بحسن نية ليرى ما بها قدمها، لكن عندما لاحظ ما ترتديه لمياء، ابتلع ريقه بصعوبة وتأمل دون وعي تفاصيل جسدها وكتفيها العاريتين، تبسمت لمياء بخبث عندما لاحظت نظرات عامر إليها، تفوهت بخجل مصطنع.

لمياء: رجلي وجعتني أوى يا عامر، خايفة تكون انكسرت.

انتبه عامر إلى صوت لمياء فأخفض بصره عنها وهو يقول: أنا هستنكي بره عليكي ما تلبسي هضومك.

كان سيغادر عامر خوفًا من مشاعر رجولته التي لا يستطيع التحكم بها بسبب منظر لمياء المغري، لكن أوقفته لمياء عندما أمسكت بكفه قائلة بدلال وهي تحاول النهوض.

لمياء: طيب استنى، ساعدني حتى أقعد على السرير.

لم تترك لعامر مجال للرفض تشبثت به فحملها عامر ليضعها على الفراش وهو يحاول جهده أن لا ينظر إليها أو يتعدى حدوده معها، لكن في كل مرة كانت لمياء تفعل شيئًا يزيد النيران في داخله، فمهما كان هو رجلًا ارهقته الحياة، وضعها عامر على الفراش، لكن ظلت لمياء متشبثة بعنقه نظرت إليه بنظرة جعلته يفقد صوابه، فتصاعد أنفاسه المشتعله وتعرق وجهه، لم يعد يستطيع التحكم في مشاعره، فاقترب منها ليقبلها بشغف، وكان الشيطان حليفه، أنسيه  ربه الذي يراه أن هذا فاحش محرم، وأن هذه الفتاة لا تجوز له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منزل ياسين وصبا.

وقف ياسين عند الباب ينظر بدهشة إلى جاسم الذي وقف مرتبكًا ينظر له، حل الصمت بينهم للحظات، ثم قاطع حاجز الصمت صوت جاسم قائلاً:

جاسم: طيب قولي اتفضل الأول على الأقل؟

خجل ياسين منه فابتعد عن الباب قائلاً بتردد فشل في إخفائه: آسف، اتفضل.

نظر جاسم إليه وهو يتأمل ملامحه التي انحرم منها لسنوات، ثم دلف ليرى أين يعيش شقيقه الوحيد، تنقلت عينيه في المنزل الصغير والأثاث المتهالك، شعر بالحزن على هذا الفقر الذي يعاني منه شقيقه في حين يتمتع الآخرون بسراءٍ تستحقه. جلس جاسم على مقعد صغير، ووقف ياسين مرتبكًا منه، حل الصمت بينهم للحظات، ثم قاطع حاجز الصمت صوت ياسين يقول:

ياسين: هروح أعمل لك شاي.

كان ياسين يريد فعل أي شيء ليختفي من أمامه، لكن أوقفه جاسم قائلاً: "استنى ياسين، أنا مش جاي علشان أشرب شاي، أنا جاي علشان أرجعك بيتك."

اجابه ياسين ببرود: أنت مش واخد بالك إنك قاعد في بيتي.

أجاب جاسم بتلائقه قائلاً: "وأنت بتسمي عشة الفراخ ده بيت."

نظر ياسين له بنظر لم يستطع تفسيره. فانتبه جاسم إلى ما قاله فتوه.

جاسم: آسف، مش قصدي، بس يا جاسر، أنت ليك حق ولازم...

قاطعه ياسين بصرامة قائلاً: "اسمي ياسين وماليش حق عند حد، أنا مرتاح هنا في عشة الفراخ مع مراتي."

كان جاسم متعجبًا من رفض ياسين الصارم بالاعتراف بالحقيقة. لو كان شخصًا آخر، لسعد لأجل المال الذي سينعم به. حتى تذكر صبا، فبدأت الخيوط تتوضح أمامه وفهم أن ياسين يخاف على زوجته من عامر. التزم الصمت لبعض الوقت يفكر في مصير عامر وياسين. إذا وافق ياسين وذهب بصبا ليعيش في منزله، ماذا ستكون ردة فعل عامر وكيف سيتقبل أن حبيبته ستكون معه في نفس المنزل مع شخص آخر؟ هل سيتحمل رايت صبا وياسين معاً گزوجين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منزل عامر، في غرفة سلوى.

استيقظت سلوى وشعرت بثقل على ذراعها، ففتحت عينيها لترى فردوس نائمة داخل أحضانها. تذكرت عندما عادت إلى غرفتها بعد ما ظهر كل شيء كانت تخفيه، ولم يعد هناك شيء تخاف منه. رأت فردوس نائمة على الأرض، وجبينها ملطخ بالد***ماء، شعرت بالفزع عندما رأتها في هذه الحالة، فركضت نحوها، وعندما اقتربت منها عرفت أنها نائمة بعمق. حملتها ووضعتها على الفراش، ثم قامت بتنظيف وجهها من الد***ماء وعالجت جرحها. ظلت تنظر إليها بحب واشتياق، ونسيت كل شيء تمر به، فهذه ابنتها التي انحرمت منها لسنوات، منذ تلك الليلة اقسمت أنها ستعوضها عن كل شيء انحرمت منه، وبالأخص حنانها. قررت بعد انتهاء كل شيء أن تغلق صفحتها القديمة مع عزمي، وتفتح واحدة أخرى نظيفة مع أولادها، بعيدًا عن كل شيء مر بها في الماضي. ولكن كان السؤال الوحيد الذي تخاف أن تحصل على جواب له هو كيف سوف ينظر أولادها إليها بعد كل شيء عرفوا، وهل سيقبلونها بعد كل ما حدث، وبالأخص عامر الذي لم يظهر أي ردة فعل حتى الآن.

استيقظت سلوى من شرودها علي فردوس تتململ في نومها ابتسمت سلوى بحب وتلمع في عينيها شرارة الشتياق واللهفة تري عين فردوس، فتحت فردوس عينيها الخضروتان وان رات سلوى نهضت جالسه وهي تشعر بالخوف والفزع منها مما تسبب في حزن شديد في قلب سلوى التي لمعة بالدموع، عنقتها سلوى وهي تقول بصوت دافين فيه الحزن.

سلوى: حبيبتي خايفه ليه كده ما تخفيش ياقلبي انا ماما.

تبسمت والدموع منحجزة في عينيها ابعتد فردوس عن احضانها لتنعم بنظر الي وجهها وملامحها البريئة وجميله كالبدر.

سلوى: سامحي ماما يا فردوس مش كان قصدي اللي حصل امبارح ماما اسفه ياقلبي ماما انتي.

عنقتها سلوى مرة اخري بحب واشتياق. لكن ظلت فردوس صامته تتنقل عينيها في اثاث الغرفه ولا تبالي بما تفعله او تقوله سلوى، يبدو ان ترويد فردوس لن يكون سهلاً كما تظل سلوى. فافتاة مثل فردوس لا تري الأمور بعينيها بل ترها بقلبها الذي لا يري احد الا عندما يشعر بالدفء والحنين اتجاهه. وهذا لم يشعر به قلب فردوس اتجاهه سلوى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة لمياء.

كانت تخمد عينيها تستعد لتنعم بأحضان حبيبها، ولا يهمها إذا كان هذا حلالاً أم حرام، كل ما يهمها هو أن ترضي شهوتها. أما عامر، ألهمه الله الصواب قبل أن يفعل شيئًا يندم عليه ما تبقى من حياته. ابتعد عنها وهو في صراع بين شهوته ومبادئه. مسح العرق عن وجهها وكان سيغادر الغرفة، لكن لمياء عندما شعرت به يبتعد لم تسمح له، فقتربت منه هي تقبله بوقاحة، وفي هذه اللحظة تجمدت مشاعر عامر، فأصبح كالجليد، لا يشعر بشيء غير نيران الغضب بداخله. دفعها بعنف بعيدًا عنه وقام بصفعها صفعة قوية جعلتها تسقط مكانها. وتفوه بغضب جامح، خافت لمياء من غضبه، فنقمشت على نفسها ولم تتجرأ أن تنظر له.

عامر: "لو يُنعاد اللي انتِ عملتيه ده مرة تانية، وربي أدفنك حيّاً."

قال ما قاله وغادر قبل أن يفتك بها، غادر وتركها خلفه تشتعل هي وشيطانها من الغضب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصل عامر بسيارته إلى مقر المستشفى الخاص به، اسرع في دخوله وتوجه مباشرةً إلى قسم العمليات، ليرى المريضة التي تصارع الم***وت وهي تنتظره. لكنه عندما وصل إلى وجهته، فاجأه صديقه هشام يخرج من داخل العمليات وهو يخلع زيه الطبي. اقترب منه عامر قائلاً بصوت لهث اثار الجري.

عامر: "خير حصل أيه؟ أنا آسف..."

كان عامر ينوي أن يبرر تأخره وسببه، يظن أن هشام سيفتك به بسبب هذا التأخير، لكن أوقفه هشام قائلاً بلا اكتراث.

هشام: "حصل خير يا دكتور عامر، عدت على خير، عن أذنك.

قال هشام هذا وتجاهل عامر تماماً كما لو كان لا يعرفه. وقف عامر مذهولًا لبعض الوقت من هذا التصرف والتعامل الغير معتاد عليه، في هذه الأثناء كانت علياء تقف عند باب الغرفة وشاهدت ما حدث، شعرت بالحزن والندم، شعرت أنها السبب في دمار أجمل علاقة صداقة رأتها في حياتها، فانهمرت دموعها، لاحظها عامر وسألها على الفور.

عامر: "هو في إيه؟"

مسحت علياء دموعها قائلة بصوت باكي: "مفيش حاجة، عن أذنك "

غادرت علياء تاركته، وتاركةً قلبها المحطم معه. وقف عامر متسائلاً عما حدث لهذين الاثنان، وخاصة صديقه الذي تغير تصرفه معه في ليلة وضحاها. لم يتحمل عامر فكرة أن هشام قد يكون غاضبًا عليه بسبب شيء لا يعلم عنه، فركض إلى مكتبه ليرى ما يجري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصل عامر إلى مكتب هشام، واقترب لفتح الباب، لكنه توقف في مكانه بلا حركة عندما استمع إلى صوت علياء تتحدث إلى هشام داخل المكتب.

علياء: "لو سمحت يا دكتور هشام، بلاش تخسر صديقك علشاني، صدقني هو مالهوش ذنب في حاجة."

داخل المكتب، كان هشام جالسًا على كرسي يستمع إلى علياء دون أي اهتمام.

هشام: "أنا مش فاهم، أنتي بتتكلمي عن إيه بالضبط يا دكتورة."

شعرت علياء بأنه يهينها بهذا الأسلوب الذي يتعامل به معها، ولكن هذا الشعور لم يكن أسوأ من شعورها بالندم وهي السبب في تحطيم العلاقة بين صديقين. فتحدثت بعد تجاهلها لأسلوب هشام الساخر.

علياء: "أظن أنا وحضرتك عارفين كويس أنا بتكلم عن إيه بالضبط؟"

تبسم هشام ساخرًا وقال: "الا هو إيه بقا؟ إن شاء الله. أوعي يكون قصدك عن اللي حصل بينا أمبارح، لا ولا يهمك، أنا أساساً مش فاكر اللي حصل."

وقف عامر عند الباب عقد حاجبيه بعدم فهم، واستمع إلى باقي المحادثة لعله يفهم ما حدث.

اما علياء شعرت ان احدهم طعنها في قلبه بسكين بارده، وقفت تنظر الي هشام في صمت وهي لا تصدق ان هذا هو نفس الشخص الذي كان يتحدث معها امس، والذي كان يصراحه عن مشاعره اتجاهه الذي شعرت بصدق كل حرف تفوه به. استيقظت من شرودها علي صوت هشام الخشين يقول:

هشام: اتفضلي يا دكتوره علي شغل وياريت تركزي في شغلك احنا جاين هنا علشان ننقذ حياة الناس مش علشان نحب ونتحب والكلام الفاضي ده.

وهنا شعرت علياء بطعنه اخري في قلبها فنهمرت دموعها علي خديها وركضت من امامها قبل ان يتحطم قلبها اكثر من هذا، فتحطم قلب تلك المسكينة مراتين مرة بسبب تجاهل عامر الذي لم يشعر بها يوماً والاخر بسبب حديث هشام الجاف معها، وعندما فتحت علياء باب المكتب لتخرج منه تفاجئت بعامر يقف امامها شعرت بالفزع منه نظرة نحو هشام الذي ظل جالس كما لو لم يري احد منهم، ركضت علياء من امام الاثنان. نظر عامر الي اثار رحيل علياء ثم نظر إلى صديق يغموض، ثم توجه نحوه وجلس علي المقعد قابلته باهمال وتفوه قائلاً.

عامر: هي اي الحكاية؟

اجابه هشام دون ان ينظر له، وتحجج انه مشغول بفحص بعض الفحوص الخاصة بالعمل: اي حكاية؟

لم يستطيع عامر تحمل برود هشام الذي سيفتك به غيظً فانفعل غاضبًا: هشام اقسم بالله العظيم انا على اخري ما انا ناقصك انت كمان.

وقبل ان يجيب هشام بشيء استمع الاثنان الي صوت صراخ وضجيج ياتي من الخارج نظر الاثنان الي بعضهما بتعجب ونهض الاثنان وركضوا الي خارج المكتب.

وعندما خرجوا من المكتب تفاجؤ بالاشخص يتجمعوا بالقرب من احد النوافذ ينظرون لشيء سقط للأسف، وعندما اقترب هشام وعامر ليروا ما حدث، تفأجؤ بعلياء تفرش الارض في الاسفل في بعقه كبيره من الد***ماء وجميع من في الاسفل متجمع حولها. نظر عامر الي هشام بذهول ثم ركض للأسف ليسعفها، اما هشام ظل صامتا شعر ان قدمه لا تحمله فركع علي ركبتيه وعينيه معلقها علي جسد حبيبته التي لا يعلم اذا كانت لا تازال علي قيد الحياة اما ذهبت وتركته نادم طول حياته علي مقاله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما خرج عامر من المبني وجد  نفسه أمام مشهد مروع. وجد علياء ملقاة على الأرض، مغطاة بكمية كبيرة من الد***ماء، وكان الجميع يتجمع حولها بقلق. عامر لم يتردد للحظة وركض نحوها ليسعفها، في حين ظل هشام يتأمل الوضع ويفكر في كل حرف قاله لها قبل هذا الحادث المفزع والغير متوقع.

بينما كان عامر يسعف علياء، شعر بالندم والحزن على ما حدث، وبينما كان يحاول إنقاذها، لاحظ هشام أن عامر يفعل ذلك بكل قوته وإصراره. تحاول علياء تمالك وضعها وتقاوم الألم، ولكن الجميع كان يعرف أن الأمور ليست جيدة.

هشام بقلب مثقل بالندم والأسف، جلس على ركبتيه بينما عينيه تتابعان علياء وعامر، يرتكزان إلى الأمل بأنها ستتعافى. وفي هذه اللحظة العصيبة، تحولت كل الخلافات والمشاكل إلى هم واحد: إنقاذ حياة علياء.

لكن تعرضت علياء للإصابة الشديدة وفقدت حياتها أمام عيني عامر، الذي شعر بالدهشة والصمت رغم الضجيج من حوله. شعر بصمت مريب داخله، ونظر إلى جثة علياء التي غطتها الد***ماء، ثم التفت ليرى هشام الجالس في الأعلى، وفهم هشام ما كانت تعبر عنه نظرات عامر، فانهار هشام في البكاء بحر***قة، وصرخ بندم وحزن وقهر، وشعر بتمذيق حنجرته، ولكن كانت النيران في داخله أقوى بكثير من ألم حنجرته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عامر في غرفة سعد، استيقظ إبراهيم من نومه ونهض بتكاسل وهو يتثاوب بقوة. بحث بعينيه عن ريم، التي أصبحت زوجته، ولكنه لم يرها في المكان، فقام ليبحث عنها في أرجاء الغرفة دون أن يجدها. ظن أنها ذهبت إلى منزل والدها، فهذه الفتاة المدللة لن تتحمل أن تبقى في غرفة مثل هذه، لكنه تفاجأ برؤيتها وهي تخرج من داخل الحمام مرتدية فستانًا أزرق اللون بأكمام يصل إلى أسفل قديمها، وتحمل منشفة تجفف شعرها البني الطويل. وقف إبراهيم مذهولًا ينظر إلى تلك الفتاة التي تجعله يفقد عقله، وأخفض نظره عندما استمع إلى صوتها تقول وهي تنظر إليه باستغراب.

"مالك متنح كده هو في حاجة؟"، قالت ريم ونظرت إلى نفسها لتتأكد أن كل شيء على ما يرام، لكنها تفاجأت بإبراهيم وهو يقترب منها وهو شبه مغيب عن العالم.

"طلعة حلوة أوي في الفستان الطويل ده، أول مرة أشوفك لابسة حاجة طويلة، وخصوصًا فستانًا"

خجلت ريم من نظراته وتوترت من قربه، فابتعدت عنه قائلة وهي تتظاهر بالا مبالاة: "الفستان ده عمو سعد اللي جابه ليَّ، لم عرف أني مش جبت هضومي معايا".

ابتسم إبراهيم بسخرية وهو يقول: "يعني أروح أشكر أبويا علشان جاب فستان حلو زي ده لمراتي؟"

قاطعته ريم قائلة بجمود: "مؤقتاً".

عقد إبراهيم حاجبيه بعدم فهم قائلاً: "هو أي اللي مؤقتاً؟"

ريم بنفس النبرة: "مراتي، الجواز ده هيفضل مؤقت لحد ما أولد وكل واحد يروح لحاله، أنت ما يشرفكش واحدة زي تكون أم عيالك".

ابراهيم بصوت نادم: "ريم، آسف ما كنتش في وعيي أمبارح وما كنتش عارف إني بقول إيه".

ريم بالا مبالاة: "مش مهم، المهم إنك وقتها قلت اللي في قلبك، إذا كنت في وعيك أو لا، أنا قلبي انكسر وخلاص".

قالت ريم ما قالته بهدوء تام، لم تظهر أي تعابير على ملامحها غير اللامبالاة، تركته واقفاً مذهولاً ينظر إليها وهي تذهب وتقف أمام مرآة صغيرة معلقة على الحائط، وقفت تجفف شعرها، أما هو وقف مطرباً حزينًا لا يعرف ما يقول بعدما اعترفت له أنه كسر قلبها وانتهى الأمر، مهما يقول ومهما يفعل لن يصلح ما فعل، تمنّى لو يعود به الزمن لتلك اللحظة ولم يقل فيها ما قاله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

داخل الفيلا، تهبط سلوى الدرج وهي تمسك بيد فردوس، وكلما نظرت إليها تبتسم بسعادة. أما فردوس، فلم تكن تبدو سعيدة، بل كانت مطربة وخائفة، نظرت إلى الثوب القصير الذي أجبرتها سلوى لارتدائه، تبدو غير مرتاحة فيه وتشعر بالخجل من عري ساقيها. ومع ذلك، لم تبالي سلوى بما تشعر به فردوس، فكل ما يهمها هو أن ترضي نفسها وتظن أنها تسعد فردوس بما تفعله.

تلاشت ابتسامة سلوى تدريجيًا، وثقلت خطواتها عندما رأت جاسم يدخل، ومن خلفه يتبعه ياسين وصبا. نظرت إليهم بدهشة وتساءلت بعينيها عن ما يحدث، لكن كبرياؤها منعها من النطق بذلك. فنظر إليها جاسم مبتسمًا بكبرياء وقال:

"اتفضل يا جاسر، نورت بيتك يا حبيب أخوك."

كان يتحدث وعينيه يفحصان ملامح سلوى التي لا تفسر. بينما نظر ياسين إلى صبا، وملامحه تعبر عن الخوف والقلق، بينما صبا ابتسمت وهي تمسك بكفيه بحنان، كأنها تبعث له اللطمأنينة بما تفعله. نظر ياسين إليها بصمت، متذكرًا ما حدث قبل قدومهم إلى هنا.

**ذكريات ياسين (رجوع الماضي)**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منزل ياسين. بعد صمت طال للحظات، نهض جاسم واقفًا بعد ما تفهم وجهة نظر ياسين وسبب رفضها للحقيقة. نظر إليه بحزن لاحظه ياسين، الذي شعر بالحزن أيضًا فهو طوال حياته بتمنى أن يكون له أخ يسنده في معانات الحياة، والآن حصل على ما كان بتمناه لكن بسبب خوفه من خسارة عشقه يرفض الاعتراف به، قطع حاجز الصمت صوت جاسم قائلاً وهو يقترب من ياسين ويضع يديه على كتفيه.

جاسم: "إذا كنت جاسر أو ياسين، اتأكد أني بحب الاتنين وهفضل معهم مهما حصل، إذا كنت عايش هنا أو هناك، أنا مش هسيبك يا ياسين وهفضل معاك وأفتكر ديمًا إنك عندك أخ اسمه جاسم بيحبك وهيكون معاك في أي قرار إنت هتخده."

وقف ياسين مرتبكًا لا يجد كلمات يعبر بها عن ما في داخله من سعادة لسماع ما تفوه به جاسم، كانت تقف صبا عن باب الغرفة بعد ما ارتدت عباءة ووضعت حجاب على رأسها، لاحظت السعادة في عين ياسين وظنت أنه سيوافق ويذهب للعيش مع عائلته أخيرًا، لكنها تفاجأت به وهو يقول.

ياسين: "شكرًا بس أنا مش محتاج لحد طول عمري وأنا لوحدي وهكمل لوحدي."

شعر جاسم بخيبة أمل، هو أيضًا لاحظ نظرات ياسين والسعادة في عينيه، لكن كان ردة فعل غير متوقعة، تنهد جاسم بحزن قائلاً: "عارف إنك مش محتاج لحد يا ياسين وأنا مش بقولك كده علشان شايفك محتاج ليا عن اذنك."

كان سيغادر جاسم مكسور القلب والخاطر من رفض ياسين الصارم له، لكن أوقفه صوت صبا قائلة: "استنى يا استاذ جاسم."

نظر ياسين وجاسم إليها في تعجب، في حين تقترب صبا من ياسين وتفوهت قائلة بشكل مباشر: "انت بتثق فيا يا ياسين."

نظر ياسين إلى جاسم ثم إلى صبا وعبر عن عدم فهمه قائلاً: "مش فاهم انتي عاوزة توصلي لأي بظبط؟"

صبا بحزن دافين في نبرة صوتها: "انت مش واثق فيا يا ياسين للأسف، وإذا مافيش ثقة بينا يبقى ما فيش داعي نفضل مع بعض لو مش قادر تثق فيا، طلقني يا ياسين، أنا عارفة إنك مش عاوز ترجع لأهلك، ليه خايف أني أخونك أو أسيبك، وروح لدكتور عامر، مش كده بس، إحب أطمنك يا ياسين، لو عامر ده آخر إنسان في الدنيا، أنا مستحيل أفكر فيه، حتى لو كنت عاوزه، كنت فضلت معه وما وفقتش أكون مراتك أنت."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منزل عامر.. استيقظ ياسين من ذكرياته على صوت سلوى تقول بغضب وصوت مرتفع.

سلوى: "ده يكون على جثتي لو الاتنين دول يدخلوا البيت."

أجابها جاسم بالامبالاة: "وبأي حق يا سلوى هانم تفرضي قراراتك وتقولي مين يقعد ومين لا، أظن إنك مالكيش أي حق إنك تفضلي في البيت أصلاً."

نظرة سلوى إليه بغضب وصرخت في وجهه قائلةً: "انت اتجننت ازاي تتكلم معايا بشكل ده."

جاسم بهدوء: "لا ما تجننتش بس انتي اللي نسيتي ان بابا مطلقك قبل ما يموت؟"

حدق سلوى به في ذهول، فهي لم تتوقع أنه اكتشف هذه الحقيقة أيضًا، فهي توقعت أنه كشف خيانتها لولده لا أكثر. حل الصمت للحظات يتأمل فيهم جاسم ملامح سلوى الشاحبة، لكنه لاحظ فردوس التي تبكي في صمت. تعاجب من بكائها لاحظ يد سلوى التي تضغط بقوة على يد فردوس حتى انغرست أظافرها في جلدها دون أن تشعر بذلك، اسرع جاسم وأخذ فردوس بعيدًا عنها وصرخ في وجهها بغضب.

جاسم: "انتي اي يا شيخة ما فيش قلب عندك خالص دي ذنبها اي الغلبانة دي."

لاحظت سلوى ما حدث، فهي حقاً لم تقصد فعل هذا بفردوس. اقتربت من فردوس التي تبكي في صمت وجاسم يمسك يديها المجروحتين وقالت بقلق وحزن حقيقي.

سلوى: "فردوس حبيبتي أنا آسفة مش قصدي والله اعمل..."

توقفت عن الحديث وهي تنظر بذهول إلى فردوس التي أختبأت خلف جاسم. تعجب جاسم أيضًا مما فعلته فردوس، لكنه فهم الأمر. فركع على ركبتيه أمام فردوس وعانق خديها بكفيه قائلاً بحنان أخ.

جاسم: "هشششش، مش عاوز اشوفك دموعك دي، وطول ما جاسم أخوكي الكبير موجود، مش عاوزك تخافي من اي حاجة، اتفقنا."

شعرت فردوس بحنان جاسم، فعانقته وظلت تبكي بحرق، تعجب الجميع من بكاء فردوس الذي لم يستطع أحد فهم سببه. فافترض الجميع أن فردوس تبكي بسبب كل ما حدث معها، وهي تعانق جاسم الذي لم يستطع تهدئتها.

كانت تقف سارة على الدرج، رأت وسمعت كل ما حدث وتأثرت بشدة بسبب بكاء فردوس، فبكت هي أيضًا. حتى صبا تأثرت بها، اقتربت سلوى من فردوس وهي تبكي وضعت يديها على رأسها بحنان وتفوهت قائلة بنبرة حزينة جداً.

سلوى: "سامحيني يا فردوس، مش قصدي اللي حصل، يا قلبي، والله ماما مش قصدها تأذيك."

نظرت سارة إلى سلوى باستغراب قائلة: "ماما؟!"

ثم قالت بصوت يسمع الجميع: "هي مين دي؟"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في المستشفى... رفض هشام تصديق أن حبيبته علياء تركته وذهبت للأبد، حملها من أمام الجميع وركض بها إلى غرفة الإنعاش، وضعها على الفراش الذي إذا مسته تلطخ بد***مائها، فتح لها أزرار قميصها بيد مرتجفة وهو يبكي بحرق، وحمل جهاز الإنعاش القلبي وبدأ ينعش قلبها به، ورغم محاولاته العديدة، لكنه فشل ولم يصدر الجهاز أي ردة فعل.

اقترب عامر منه الذي لم يستطع استوعاب شيء مما يحدث، لكنه تفاهم حالة وحزن صديقه الواضح عليه، عانقه بقوة وقال بحزن.

عامر: "خلاص يا هشام، هي ميتة."

دفعه هشام بقوة وصرخ في وجهه بغضب وهو يرفع إصبعه في وجهه بتحذير ويقول.

هشام: "انت انت السبب، خليك بعيد عني أحسن لك."

تعجب الأطباء الموجدين من ردة فعل هشام غير المتوقعة، وأعاد هشام يفعل ما كان يفعله. غير متأثر بكلام أحد واستمر في محاولاته لإنقاذ علياء. حل الصمت للحظات وقف الجميع ينظرون إلى هشام وإلى ما يفعله، توقع الجميع م***وت علياء وأنها مهما فعل لن تعود، لكن خاب ظنهم عندما أظهر الجهاز إشارات إيجابية تدل على أن القلب بدأ يعمل من جديد.

ت بعودة علياء للحياة في قلوب الجميع، ولكن كان هناك شخص يقف في زاوية الغرفة يراقب كل ما يحدث بخوف وقلق شديدين، وهو يمسح قطرات العرق عن وجهه.

يتبع...













صحح الاخطاء الاملاء

منزل عامر.. استيقظ ياسين من ذكرياته علي صوت سلوى تقول بغضب وصوت مرتفع.

سلوى: ده يكون علي جثتي لو الاتنين دول يدخلوا البيت.

اجابها جاسم بالامبالاة: وباي حق يا سلوى هانم تفرضي قرارتك وتقولي مين يقعد ومين لا اظن انك مالكيش اي حق انك تفضلي في البيت اساساً.

نظرة سلوى اليها بغضب وصرخت في وجهه قائلاً: انت اتجننت ازاي تتكلم معايا بشكل ده.

جاسم بهدوء: لا ما تجننتش بس انتي اللي نسيتي ان بابا مطلقك قبل ما يموت؟

حدق سلوى به في ذهول، فهي لم تتوقع انه اكتشف هذا الحقيقه أيضاً فهي توقعت انه كشف خيانتها لولده لا أكثر، حل الصمت للحظات يتأمل فيهم جاسم ملامح سلوى الشاحبه، لكنه لاحظ فردوس التي تبكي في صمت تعاجب من بكائه لاحظ يد سلوى التي تضفط بقوة علي يد فردوس حتي انغرست اظافرها في جلد فردوس دون ان تشعر بذلك، اسرع جاسم واخذ فردوس بعيد عنها وصرخ في وجهها بغضب.

جاسم: انتي اي يا شيخة ما فيش قلب عندك خالص دي ذنبها اي الغلبانه دي.

لاحظت سلوى ما حدث فهي حقا لم تقصد فعل هذا بفردوس اقتربت من فردوس التي تبكي في صمت وجاسم يمسك يداها المجروحة وقالت بقلق وحزن حقيقي.

سلوى: فردوس حبيبتي انا اسفه مش قصدي والله اعمل...

توقفت عن الحديث وهي تنظر بذهول الي فردوس التي أختبائت منها خلف جاسم، تعجب جاسم أيضاً مما فعلته فردوس، لكنه تفهم الأمر فركع علي ركبتيه امام فردوس وعانق خديها بكفيه قائلاً بحنان أخ وهو يمسح دموعها.

جاسم: هشششش مش عاوز اشوفك دموعك دي وطول ما جاسم أخوكي الكبير موجود مش عاوزك تخافي من اي حاجه اتفقنا.

شعرت فردوس بحنان جاسم فعانقته وظلت تبكي بحرق تعجب الجميع من بكاء فردوس الذي لم يستطيع احد فهم سبب هذا البكاء، فافردوس كانت تبكي بشدة بسبب كل شيء يحدث معها تذكرت خالته التي ربتها وكيف تركتها علي الرصيف، تذكرت معاملات سلوى اليها، تذكرت كل شيء مرت به في حياتها وهي تبكي وتعانق جاسم الذي لم يستطيع تهدائه.

كانت تقف ساره علي الدرج رأت وسمعت كل ما حدث تاثرت بشدة بسبب بكاء فردوس فبكت هي أيضاً. حتى صبا تاثرت بها، اقتربت سلوى من فردوس وهي تبكي وضعت يداها علي رأسها بحنان وتفوهت قائلة بنبره حزينه جدا.

سلوى: سامحي ماما يا فردوس مش قصدي اللي حصل ياقلبي والله العظيم، ماما بتحبك يا فردوس والله مش قصده تأذيك.

نظرة ساره الي سلوى باستغراب قائلة: ماما؟!

ثم قالت بصوت يسمع الجميع: هي مين دي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفي..  رفض هشام تصديق ان حبيبته علياء تركته وذهبت للأبد، حملها من امام الجميع وركض بها الي غرفة الأنعاش، وضعها علي الفراش الذي ان لمسته تلطخ بد***مائها، فتح لها ازرار قميصها بيد مرتجفه وهو يبكي بحرق، وحمل جهاز انعاش القلب وبدا ينعش قلبها به، ورغم من محولته العديد لان انه فشل ولم يصدر الجهاز اي ردة فعل. اقترب منه عامر الذي لا يستطيع استواعب شيء مما يحدث، لكنه تفاهم حالة وحزن صديقه الواضح عليه، عانقه بقوة وهو يقول بحزن.

عامر: خلاص يا هشام هي ميته.

دفعه هشام بقوة وصرخ في وجهه بغضب وهو يرفع صباعه في وجهه بتحذير ويقول.

هشام: انت انت السبب خليك بعيد عني احسن لك.

تعجب عامر الاطباء الموجدين من ردة فعل هشام الغير متوقعه، اما هشام عادي يكرر ما كان يفعله باسرار كبير ويرفض تركها للموت حل الصمت للحظات وقف الجميع ينظرون الي هشام والي ما يفعله وتوقع الجميع موت علياء وانه مهم فعل لن تعود، لكن خاب ظن الجميع واصدر الجهاز انذر ان القلب بدأ يعمل من جديد، نظر الجميع إلى الجهاز بدهشة ومن ضمنهم عامر الذي تعجب من أمر هشام رغم الحزن الذي شعر به نحوه. أما هشام، فبكى من شدة سعادته وجلس أرضاً وهو يبكي وينظر إلى علياء والأطباء يضعون لها الأجهزة الطبية ويحاولون إيقاف النزيف.

نظر هشام نحو عامر الذي مسح دموعه من على خديه وغادر الغرفة بصمت. تجاهله هشام ونهض يسعف حبيبته ويداوي جرحها قبل أن تم**وت مجددًا.

سعد الجميع بعودة علياء للحياة، لكن كان هناك شخص يقف في زاوية الغرفة يراقب كل ما حدث بخوف وقلق شديدين وهو يمسح قطرات العرق عن وجهه.

.. يتبع..

انا والله يا جماعه بقا ليا زياده عن عشر ايام بكتب في الفصل ده فاعذروني علشان والله مضغوطه اوى اليومين دول

Continuar a ler

Também vai Gostar

840K 23.4K 38
فتاة مجهولة تأتي إلى الإسكندرية لأول مرة و هي تخفي احد أسرارها عن الجميع لا تثق بصنف الرجال حتى هو كانت تبغضه بشدة!
5.3M 125K 66
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قل...
15.2K 933 38
ذِكر : بدر & سلمان : كاميليا& هاشم: رنيم
466K 14.5K 49
مجرم عشق فتاة هي عنوان البراءة والنقاء ، كتب عليها القدر ان تكون هي نصيبه في الحياة، من منهم سينتصر في هذا المعركة فراش المجرم العاشق ام مهرة الفتاة...