| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثا...

By EekaUa

2K 232 83

هل يمكنك أن تتخيل أنك داخل عالم ليس له وجود إلا بخيالك؟، عالمٌ ينقلنا إليه بطريقة غير مفهومة، بوابة زمينة تضع... More

|مقدمة|
1- | البداية |
2- |عودة اليافعان|
3- |قبيلة آڤاي|
4- |البَحث عن المَجهول|
5- | الماضي|
6- |الساحة القديمة|
7- | وادي تيلان المفقود |
8- | تواصل أخوي|
9 - | نِصفُ حقيقة |
10- | صاحب الوجه المُلثم |
11- | عودة الفَارس |
12- | قلائد الأحجار |
13_ | رسالة من أوين|
14- | أسرار |
15- | بِخفة القِطة! |
16 - | ثلجٌ وتعويذة! |
17 - | أخرق بالكهف |
18- | صديق الرِحلة |
19 - | عَريق العَراف |
20 - | الأبيار |
21- | روح ثمينة وضحية إحياء |
22-| ذهاب الأحبة|
24- | عودة الأمل!|
25- | النصر|
26- | النهـاية |
الغاء نشر العالم المعكوس الجزئين.

23- | ابنًا لمَن؟|

24 6 0
By EekaUa

حين يستولي البغض على القلوب تصبح بقساوة الجبال الوثيقة، لا شيء يغلبها سوى تدخلٌ إلاهي..
حين تتعمد الأعين اغلاق الجفون عن كل سيءٍ يدور حولها،
وحين تُطمس الأخلاق قصدًا في وحل الضغينة دون المثابرة على الاحتجاج أو حتى المقاومة..
الأسى على المتهاون في اخلاقه وألف أسى..
لا شيء يضاهي بشاعة الفقد وخصيصًا فقد المباديء..

كان يقف أمام جيش الهياكل -هاكوبا- بالساحة وهو يتعمق النظر فالأفق البعيد، وكأنه يرى انتصاره في القريب العاجل برفقة غِله الكبير، أصبح بحالة يرثى لها أثر وصوله لأقصى مراحل السحر وهي تقديم الضحية لأجل احياء مبتغاه..
تلك المراحل السوداوية التي وصل إليها ليست إلا بداية؛ بداية لنهاية كل شيء على هذه الأرض..
للأسف الوضع يختلف عن قبل بكثير، لأول مرة على هذا الكوكب يصل به الحال إلى هنا، شتات، موت، عذاب وقهر، الكره تغلل بالقلوب يصاحبه الكثير والكثير من الشر، لأول مرة يفقد اليافعون ثقة نجاحهم في التغلب على شيء.. لأول مرة يتغلغل شعور الفشل بأعماقهم..

فالوجع أصبح مضاعف الآن..
فقد مازن أولًا، وفَارس ثانيًا، وچود ثالثًا، وختامًا كانت البلورة الحانية التي ترشدهم إلى الطريق؛ قُوت..

"خُضير" بالقرب من زوجته على الضفة العالية التي خلف القصر مباشرةً، يحضنها بتشتت وقلق، بخوف وحزن تعمق داخل كلاهم..

"تَيم" بالقرب منهم على الناحية الأخرى كالقماشة الواهنة، ضعيف، هش، لأول مرة يسمح لدموعه الفائضة بالتمرد على جبينه هكذا، اصتحب هذا الشعور الذي يتملكه الآن الكثير والكثير من المرات الأولى لكل شيء..

ذهبت شقيقته كذهاب ابيه، دون الارتواء بتفاصيلها، دون الهناء بكل الاحلام التي كان يتمنى أن يحققانها سويًا برفقة بقية العائلة ووالدته التي لايتذكر حتى طيفها، اللعنة على "سلاف" الذي لم يسمح لصغار هذا الكون بالتمتع بأقل ما يتمنون..

"روز" تقف خلفه تحاول جاهدة التقدم ولكن تلك الدموع المؤلمة تمنعها كل ثانية، كم تتمنى أن تمتلك القدرة على اقتلاع ذلك الألم الذي ولجَ بقلبه ولكنها للأسف لا تهوى على فعل شيء سوى الجلوس هكذا مكتوفة الأيدي..

هنا "نور" برفقة "أنس" يراقبان الدمار والنيران التي نشبت بأعماق المملكة، الدخان المتصاعد كان كافيًا لإثبات الأرض لهم بأنها تحتضر، السماء اليوم تبدو حزينة، تبكي على حالها وحال شعبها وشبابها الذي يختفي من بقاع أرضها برمشة جفن، تغلغلت القلوب بأحاسيس الذنب، والبعض منهم كان ينقسم بين الحزن واليأس..

الأحوال أخذت المجرى المهلك والقاسي، لا حلول أمامهم الآن.. فقط والكثير من الندوب التي استوطنت على ذكرياتهم، حاضرهم ومستقبلهم..

-" ارجوكم لنفعل شيء، ما ذنب شعب المملكة بكل هذا؟"

قالتها "نور" بإنهيارٍ بعد سماعها لصراخ البعض بالأسفل، ولكن لم يجيبها أحد سواه:
-" لا شيء، لن نفعل شيء، لم يتبقى شيء لنحارب لأجله"

كانت أجابه "تيم" قاتلة لهم ولكن اعتراضهم كان باديًا على وجوههم..

-" عمتك وزجها مازالوا هناك خلف القضبان، ودارلين صديقتك، ألا يستحقون المحاربة برأيك؟"

تساءلت "روز" باستنكار فأجابها بعد التفاته نحوها بصلابة وقسوة:
-" لا شيء يستحق المحاربة بعد قوت وأمي!"

-" ولكن تيم.."

-" اصمتي روز!، اصمتي، كيف لكِ أن تشعري بي وأنت لستِ بمكاني!"

-" كنت بمكانك أيها الأحمق!"

-" على الأقل خسرتي عائلتك وأنت صغيرة."

-" أنت سيء!!"

-" وسأصبح إلى الأبد."

تمتم بها وهو يرحل، ليستمع إلى آخر قولها:
-" يكفيني شرف المحاولة لأجلهم، يكفيني السعي خلف انقاذهم، يكفي فقط أنني لم أسمح للندم أن يحتل جوفي مرة ثانية!"

وقف بعد ما تفوهت به يتأمل معاني ما قالته، لتختتم:
-" سأذهب لإنقاذ ما تبقى، وأبقى أنت بالجحيم تصارع خيباتك المخزية تلك."

رحلت ورحل خلفها الجميع، تركوه وحده بالفعل يصارع ذلك الشعور الذي احتله من جديد، شعور أنه نكرة لا يهوى على فعل شيء سوى الاستسلام..

المنطقة الخاصة بسكان الممكلة كانت أشبه بالجحيم تمامًا، الكثير من الضحايا على الأرض والأكثر مصاب، البعض انضم للجيش المكون من الشعب خوفًا من أن تنتهي حياته كمثل البقية، والخوف الأكبر كان يتملك من انضم لحماية عائلته من الاذابة التي تحدث، تلك الهياكل تأكل الأخضر واليابس، كل شيء بطريقها لا يمر إلا قبل أن يزور فمها المتآكل، وهنا بالزاوية كان هناك طفل لا يتعدى الخمس سنوات يجلس وهو يصرخ خوفًا مما يراه، لا يرى والدته التي كانت تمسك بيده منذ قليل، ولا حتى شقيقه الأكبر الذي كان يتبعه فالخطى لهذا المكان الذي اختاره هو للإختباء، ولا حتى والده الذي كان يتريس مجموعتهم للحماية، لا أحد هنا سوى الخوف والزعر وهو..

استمع إليه أحد الوحوش الظلامية التي تحوم بالأرجاء لتشارك الهياكل الفساد واتجه إلى المكان الذي يقبع به الطفل، صرخ الصغير كثيرًا واجهش بالبكاء وهو يرى ذلك الظل المخيف وهو يقترب منه ليقتله كما فعل مع بقية عائلته، ولكن على حين غرة اندفع الظل على الحائط بقوة أثر سحابة بيضاء اتخذت نفس هيئته وخلفها كانت "روز" تطالع الظل بحقدٍ على ما كان سيفعله، تقدم الظل بسرعة البرق تجاه تلك السحابة ولكن "روز" سريعًا ما حولت السحابة الناصعة إلى أخرى سوداء كاحلة وكأنها ممتلئة بالغضب ذاته الذي يقبع داخلها، وبحركة واحدة قامت بالقضاء عليه وتبخر فالهواء..

بجوار الأحداث هذه كانوا الرفقة بالجوار، يحاولون مساعدة ما تبقى من الشعب عن طريق دفعهم داخل البوابة المائية التي اختلقها "أنس" لتوصلهم إلى الوادي حيث الكهف الآمن برفقة "عريق"، كانت "نور" تركض بالجوار خلف صوت عجوز يحاول طلب المساعدة ووجدته أخيرًا بزقزاقٍ ضيقٍ بين المنازل يجلس على الأرض محاصرًا من قِبل هيكل غليظ البنية دنيء المظهر، حاولت الطرق على الصندوق المجاور لها حتى ينتبه لوجودها ويترك العجوز ونجحت في ذلك، وحين تقدم ناحيتها قامت بتفتيته إلى إرب صغيرة تناثرت بالمكان حولها، ثم تقدمت تأخذ العجوز إلى الدوامة..

بينما تتم خطة نقل الشعب إلى الوادي هنا، كان "سلاف" يجلس على كرسيه باسترخاء على عكس الكوارث التي تحدث خارجًا ، بات يظن أنه يمتلك كل شيء الآن، للأسف.. لا يعلم أن نهاية الشر دائمًا ما تمكث خلف تفاصيل النصر المؤقت!

على يمينه بالهواء تتطاير "دارلين" بمساعدة كتلة سوداء افتعلها هو، تلك الظلمة المتطايرة تنجح في تذكير من يقع في قلبها بأسوء ما حدث له، تذكره بمخاوفة، خيباته، استسلامه وماضيه الذي يحاول الهروب منه..

كانت دارلين ثابته، لا شيء بها يتحرك سوى قطرات الدموع التي تهبط من جفنيها ببطيء شديد على قساوة ما تراه وما تشعر به، وجد "سلاف" أن عقابها بهذا الشكل القاسي يكفي مؤقتًا، إلى حين أن يدمرها نهائيًا!

وبين كل المشاهد القاسية تلك، لم يكن هناك أقسى من مشهد "تَيم" الذي يحاول جاهدًا قتل نفسه بالغابة، يتخبط بهيئته هنا وهناك، يحاول تصدير قواه عليه ولكن دون فائدة، يتألم فقط، ولكن كل تلك الآلام لا تطغى على ذلك الألم الذي يستوطنه من الداخل، كان آ"بد" يقف خلفه بالزاوية يراه وهو يتحرك بصعوبة ذهابًا وأيابًا دون أن يتدخل، أستمر الوضع حوالي عشر دقائق ثم وقع على الأرض وهو يلهث بصعوبة أثر كل تلك الضربات التي عرض نفسه لها ثم فقد الوعي..

وكأنه يسقط بدوامة خلقت من ذاكرته يرى تفاصيل وجه شقيقته، ونظره والدته المشتاقة له، و.. والده!

-" أبي!"

-" كنت سأسألك عن حالك ولكن يبدو أنك لستَ على ما يرام!"

تساقطت الدموع من عنيه وهو يحاول الوقوف:
-" لماذا لم تأخذوني معكم؟، ارجوكم ساعدوني من كل هذا ودعوني انضم إليكم!".

-" لا تُحل الأمور هكذا تَيم، إذا كنت تريد الاستسلام للموت فأذهب إلى سلاف ليقتلك وانهي الأمر!"

-" ماذا أفعل برأيك، لا شيء يستحق بعد الآن ولا حتى أنا!"

-" أتعلم تَيم أن جميع مشاكلك هذه ستحل بماذا؟"

جفف وجنتيه كطفلٍ رضيعٍ واستمع:
-" بتخليك عن استهتارك بقيمتك، طوال الوقت تظن أن مهيتك تكمن داخل الأماكن والإناس، هذا خطأ كبير في حق نفسك!"

ثم أكمل ذلك الطيف الشبيه بِـ "مازن":
-" اليوم أنت في مفترق لطريقين، الأول منهم هو أنك ابن هذه المملكة وابني، والثاني أنك ابن هاكوب وابنًا لسلاف.. اختر تَيم ستكون ابنًا لمن!"

وقف بصعوبة وكأن جسده يملأه الهشاش واستمع له يقول مختتًا:
-" حارب لأجل أرضك، لأجل نفسك، وأخيرًا لأجل الثأر تَيم!"

ارتد بتعب شديد على الأرض مرة أخرى وهو يبكي بعلوٍ، يبكي بمرارة على فقدانه لأعز ما يملك، أخذ يطالع "آبد" الذي يقترب منه بأسى وخوف كان باديًا على ملامحه لأول مرة، لأول مرة منذ مدة طويلة يشعر بأنه يغضُ عليه وكأنه بالفعل جزءًا منه، احتضن عنقه بنحيبٍ لمدة لا بأس بها، ظل ماكث داخل فراءه الهلامي الذي بعث بداخله بعضًا من الانتماء والامان..

______________

يُتبع..
لِـ مَنار نَجدي.

Continue Reading

You'll Also Like

1.1K 132 10
في عالمَيْن متباينين وزمانَيْن متلاقين، الأول أساس الثاني، والثاني نهاية الأول. قصة تولد من رحم الذات المكروهة، فتاة نقشت اسمها في التاريخ بسبب حقده...
245K 20.6K 69
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
621K 28.7K 40
🌼"عندما يصبح الشرّ مغرياً أكثر من الخير ...يستطيع الظلام جذب حتى أكثر القلوبِ نقاوةً ".🌼 فتاة طيبة يوقعها القدر في قبضة شيطان هجين و لكنها تختار بإ...
2.8K 115 8
تصفعنا الحياة يوما بعد يوم، ثمن دروسها تكون احيانا انسانيتنا، احيانا اخري سعادتنا، احيانا اخري مستقبلنا، ولكن الاكيد تأخذنا نحن... انفسنا. ولكن هل...