«عدة خيارات»
لملم أنس شتات عقله وجلس بجانب من كثر لديها الحساب حتى لم يعد مجال للحساب
إنه لا يعلم أن من يراه غريبا وخطيرا الآن هي تتعامل مع أسوئه في بريطانيا لأنه عمل يومي تزاوله
وهذا الرجل مجرد ذبابة سحيقة أمام عصابات بريطانيا والمافيا التي هناك
تبا هي تحب رجال المافيا لكن فقط في الروايات لكن في الحقيقه هي تقضي عليهم وتسحقهم بلا رحمة او شفقة
قال الرجل بصوته المزعج
_ زيارة مفاجئة لإبنة عائلة عز الدين
قالت بعد او وضعت ساقا على ساق ،، شقت الإبتسامة وجهها لكن تلك البسمة لم تكن تدل على الجمال كانت مرآة الشر بحد ذاتها
_ ليس هناك أي شيء مفاجئ في عالمك الموحل ،، هذه أول قاعدة عليك الخطو بها
_ أنتن النساء حقا مزعجات
أعاد نظره لرجل وقال
_ أفضل التكلم مع الرجال
ضحكت بصوت رنان جعلت كلاهما يناظرها بغرابة وبعد أن هدأت نوبتها الغريبة قالت بجدية
_ لقبك هو الناب الذهبي صحيح!!
لم تترك له المجال لرد
_ إسمك الحقيقي عثمان رؤوف أنت متزوج لكن لا أحد يعرف ذلك ،، إبنتك تعاني السرطان في النخاع الشوكي وهي مازالت طفلة ،، اه من المسكينة
_ دخلت هذا العمل منذ 7 سنوات من رجل عصابات لرئيس هنا ،، أقر أنك جيد لكن هذا ليس كل شيء الأهم أنك تخطط أن تسافر بعد عدة شهور للخارج من أجل علاج كارمة الصغيرة.... بالمناسبة إسمها جميل مثل وجهها
نهض يصرخ
_ واللعنة من أنت؟!
قالت ببرود شرير
_ أصرخ مرة أخرى في وجهي وسيكون نابك الذهبي على الطاولة بدل فمك
حمل أحد السيوف وقال
_ سأضع رأسك على الطاولة أيتها المرأة
قال أنس بتهكم
_ أتيت بي إلى هنا من دون استعداد لأشهد موت كلانا ،، واو كم أنت ذكية زوجتي
إبتسمت لأنس الساخر شفهيا لكن نظريا هو يريد خنق الرجل وخنقها معا
_ عثمان أو الناب الذهبي أو أين يكن اجلس قبل أن أتهور من دون لا شيء هي قد رفعت ضغطي
ضحك بغباء وقالت هي
_ أنصحك بفعل هذا بينما أحاول بكل هدوء الحفاظ على طيبة قلبي وعدم قتلك كما أنه جاد تهوره ليس أمرا تريد رؤيته....
حك رأسه وهو لا يصدق ما يحدث وقبل حتى يجمع شتات نفسه قالت
_ أتعلم كم الشخص يكون بائس عندما يناظر قاتل والده الذي يستطيع قتله في ثلاث ثواني ومن دون أسلحة لكنه يهمس لنفسه ،، لا تكوني قاتلة شمس لا تكوني
_ ألم تقولي أنك إبنة عائلة عز الدين وأنا وعائلة....
_ أجل أعلم ان علاقتكم وطيدة لكنك أحمق حتى لا تفهم عائلة عز الدين وطيدة معك لأنك أزهقت روح ثمينة من عز الدين بذاته ام انك نسيت
تفاجأ فقبل سنوات عندما تم إكاله بمهمة من قدير عمها لم يخبره عن هوية عبد الإله وأنه يكون أخوه الكبير ،، دفع ثمنا كبيرا لهذا الأحمق وتم قتل والدها وعلم بعد ذلك هوية المقتول
أغلقت القضية على أنها مجرد محاولة سرقة في أحد الطرقات وقد قتلت العصابة الرجل لأنه حاول مجابهتهم
الهراء الذي اعادت قرائته ألاف المرات حتى حفظته عن ظهر قلب
كان أنس يشعر أن السكاكين تغرز في قلبه وهو يسمع ما تقوله
_ دعنا من هذا الأمر الآن ومن صدمتك الغبية التي لن تعيد والدي إلي
_ تقصدين أنك إبنة ذلك الرجل....
إسودت نظرتها وهي لا ترى علامات الندم بادية عليه
_ يمكنني لم شملك بوالدك أيتها الطفلة ،، صحيح ستكون خسارة ،، إمرأة جميلة مثلك يجب أن تدفأ أسرة الرجال وليس المو.....
إختنقت الكلمات في حلقه فقد تلقى لكمة على وجهه جعلته يعود للوراء ويسقط
نظرت شمس لأنس الذي حرك قبضته التي تقسم لكم أنها إحمرت فقط من ضربة واحدة لأن تلك الضربة كادت تهشم رأس عثمان الغبي
_ لما ضربته الآن ،، أخبرتك ألا تفسد الأمر قبل د.....
_ أصمتي قبل أن أخرج عينيك من رأسك،، هل تظنين بلا شرف حتى أسمح لوغد بإهانة زوجتي أمامي؟!
دخل عدة رجال من الباب عندما سمعوا ذلك الإرتطام القوي
أخرج الجميع سيوفهم وهم يناظرون شمس الجالسة وأنس الواقف وسيد العصابة المرتطم على الأرض
_ لم أقل هذا أنس ،، فقط...
_ كان عليك الصبر لثلاث دقائق اخرى
_ ولو كانت ثلاث ثواني لا صبر هنا
_ سنموت بسبب عنادك
_ الموت دفاعا عن شرف زوجتي أمر سأفتخر به...
_ فلا تحاولي المساومة على هذا الأمر بالذات
تجمدت أمامه ،، خفق قلبها كما لم يفعل يوما ،، دفاعا ،، زوجتي ،، أموت ،، افتخر ،، ماهذه الكلمات الحلوة ،، ماهذه التمائم التي تسرق الأنفاس
كان الرجال مصعوقين ،، ينظرون إليهم بينما كلاهما غارقان في أنظار بعضهم البعض
صرخ الناب الذهبي الذي بصق نابه فأنس كسره له ،، يبدوا ان هذا الزوج من زوجه وهو يكسر الأمور ولمن يعود الفضل ،، طبعا لها
_ سأقتلك كلاكما هنا
نظرت إليه والشرار يطير من عينيها
_ إخرس لقد أفسدت حياتي والآن لحظتي ،، ذنوبك أصبحت كثيرة أيها اللعين البغيض الأحمق الذي يجعلني أخرج عن عداداتي
كانت عيون الزوج الكريم على وشك الخروج من مقتليه دهشة مما يسمع فصراخها صم الأذان
_ إسمع لديك خيار واحد وهو الفعل الصحيح الذي أريده لنفسي ،، سلم نفسك وأخبر الجميع بالحقيقة أو سأجعلك تندم طوال عمرك على فعلتك النكراء
_ أفضل قتلك هنا
_ حسنا ،، ماذا عن كارمة وزوجتك اه ونسيت حتى أمك أيضا معي ،، كلهم لدي
_ ماذا!! ،، هاهاها كذبة جيدة
أخرجت هاتفها وأرته صور ،، مما جعله يكاد يجن
_ لن تفعلي هذا.... لا تفعلي
_ هاهاها لما لن أفعل ألم تقتل والدي وبسببك أمي تعرضت للإعتداء وأنا كدت لوهلة أن يتم سلب شرفي وعدما هربت تم ثلويتي سمعتي
_ أي مساومة حمقاء تتشبت بها الآن وأنت الخاسر في هذه اللعبة الحقيرة....
_ الحي كله محاوط برجالي ،، رجال بريطانيون أكفاء لن يفهموا توسلات أحد والمهم ثم السماح لهم بقتل كل من يرفع السلاح في وجههم وقد سمحت الدولة بذلك لأن حسب المعلومات هناك هارب بريطاني هنا
_ ماذا!!! ليس هناك رجل بريطاني
_ أعلم لكن من يصدقون أنا أم أنت لا داعي حتى لطرح هذا السؤال.....
_إنني شخص يفضل الإبادة بطريقة قانونية ،، سأخرج من هنا بطلة دولية وأنت حثالة ثم سأكشف للعالم كله هويتك وهوية عائلتك....
_ فقد كنت محقا لن أقتل طفلة وإمرأة بسبب حثالة مثلك ،، لكن ان تعيش عائلتك في ظلك هو أسوء من الموت
إنحنى متوسلا
_ أرجوك لا تفعلي ،، إبنتي مريضة ستموت ،، ستموت إن فعلت ذلك
ضربته بركلة على فمه وقالت بحقد
_ سمعت أمي تتوسل إلى صفوان الوغد أكثر بؤسا من توسلك هذا ،، لكنني كنت عاجزة عن فعل أي شيء ،، حتى جدي لم يصدقني حينها ولم يمد لنا أحد يد العون لما تعتقد أنك استثناء
صمتت لبرهة ثم قالت
_ لك القرار إما أن تكشف للعالم الحقيقة او اكشف ما أريد انه
بكى وهو على الأرض
_ إبنتي ستموت إن فعلت أتوسل إليك
شعر أنس ان شمس لم تعد شمسه المعتادة ،، السواد يلف قلبها لدرجة لا ترى أي شيء
تنهد بقلة حيلة يحاول بجد عدم الغضب على كل ما سمعه وكل ما فعلوه بها بأنانية مطلقة ،، كانت روحه يتم حرقها وإخراجها ثم إحراقها مرة أخرى ،، لقد لاحظ كرهها لقدير لكنه لم يعلم أنهم فعلوا بها كل هذا لم يتوقع أن يكون الجهل ارحم وأهون عليه من المعرفة حتى عاش هذه اللحظة
كانت أمه محقة حين أخبرته أن سماع الحقيقة منها أفضل لكنها لم تخبره أنها ستكون مؤلمة لدرجة لا يمكن وصفها بالكلمات
لكنه لا يريد أن تتلطخ يديها بالدم لا يريد ان تكره نفسها اكثر مما تفعل الآن ،، انتقام الدم لا يجلب سوى البؤس وما تحتاجه شمس فعليا هو انتقام عادل لأرواح عائلتها
_ إذا إتخدت القرار الصحيح وإعترفت بجرائمك فسأتكفل بمصاريف إبنتك العلاجية وعائلتك حتى يمكنهم الوقوف على أقدامهم
يدرك عثمان ان الحكم الذي سيتلقاه هو المؤبد لهذا كان كلام انس كقطرة الماء التي أروت الميت في الصحراء
لم تعلق شمس على ما قاله لأنها لا تريد فعل ذلك
_ تبقت لديك عشر ثواني لتقرر وهذا أكثر كرم قد أفعله طول حياتي اللعينة
خرجت شمس من ذلك الحي تاركة خلفها صفرات الشرطة والمدهمات وصوت الضرب وأصوات الصراخ
إلتفتت تراه يساق في سيارة شرطة مكبل الأيدي ،، ثواني من الصمت ثواني من الإحتراق ،، ثواني من محاولة كبث الذات
لم تتحرك حتى رأت أمامها السيارة تغادر تخفي القاتل الذي لطخت يديه في الدم عوضا عن القاتل الآمر
تابعت المشي والحقيبة التي لم يكن بها سوى آلة تسجيل ومسدس حقيقي هذه المرة وخزانات دخيرة ،، وقنبلة دخان
صارت ثقيلة ،، أثقل ما حملته يوما طول حياتها
لم تنبس بكلمة ولم ترغب بالكلام ،، إنفجارها قد يزعزع تقديرها للحياة كاملة ،، تريد الصراخ والصراخ حتى يوبح صوتها ،، لقد جمعت الكثير من المعلومات عاشت سنواتها وهي تبحث عن الحقائق وكل صغيرة و كبيرة زارت البلد خفية عدة مرات وعرفت كل شيء
والآن لقد وضعته خلف القطبان ،، حققت العدالة الصحيحة ،، لكن هذا لا يجعلها سعيدة يجعلها تريد البكاء حتى تغيب عن العالم البائس وتفقد وعيها
العالم الذي سرق منها كل شيء
جذبها نحوه وهو لا يطيق ألمه الذي يعاني منه بسبب ألمها
كان يشعر بكل ما تشعر به بل أنه يريد الصراخ معها يريد البكاء وفعل كل شيء قد يريح قلبها
ضربته عدة مرات بقوة تحاول تحرير نفسها من دون النبس بكلمة لكنه عانقها بقوة ،، عانقها كما لم يفعل أحد يوما
ظلت تقاوم حتى شعرت أن لا قوة لها لتفعل ذلك أكثر
همست بعد دقائق بطيئة مرت عليه وهو يشعر بدموعها تبلل صدره
_ هل سيصبح أبي سعيدا الآن؟
شدد عليها أكثر وسط صخب كل شيء حولهم ثم قال
_ والدك كان دائما سعيدا لأن شمسه كانت أكبر نجم في المجرات لا داعي لطرح هذا السؤال...
زادت وثيرة بكائها ،، هذا ما كانت تحتاجه هو إخراج الألم عبر الدموع
_ أنت دافئة لمن تحب ،، ومحرقة لم تكره ومدمرة لمن يؤذيها ،، أنت شمسه وشمسي
عانقته أيضا وهي تشعر أنها تحقق العدالة لأهلها حتى يرتاح كلاهما
_لنعد للمنزل
سحبها نحوى السيارة وأجلسها في كرسي الراكب ووضع لها الحزام
وهي على عكس طباعها لم تشاكس او تعترض او تنبس بأي حرف بل تركت نفسها له لأن لا قوة لها
قاد نحوى المنزل والصوت الوحيد الذي يسمعه هو صوت انفاسها الذي تغير وأصبح ثقيلا لأنها غرقت في النوم يبدوا أن عقلها أغلق نفسه من كثرة الإجهاد
وماذا عن عقله؟! ماذا عن روحه؟! ماذا عن ما يخالجه؟!
كيف تحملت كل ذلك ،، كيف شهدت دمارهم ودمارها وبقيت واقفة
هو رجل ولو كان مر عليه ما مرت به لنهدت أكتافه كما انهدت الآن وهو يسمع ما قالته وما عاشته
لكن وعد منه أنه سيحقق معها ما تريد سيحرق ،، يكسر ،، يضرب وينتقم فقط لتضحك مرة أخرى ،، فقط لتفرح لا غير
𝐀𝐬𝐡 𝐕𝐨𝐢𝐜𝐞 🦋.