الحَسْناءُ الهَادِئَة

By ZINDA_V12

111 11 3

كانت فتاة حسناء شديدة الجمال خاطفة ً للأبصارِ هو كانَ رجلاً شهما قويًا يهابهُ الجميع حاكمًا للأرض التي تعيش... More

01
03
04

02

18 2 0
By ZINDA_V12


فوت وكومنت لطيف ♡
.
.
.
__________________

تجلِس ضامةً كلْتَا ركْبتاهَا لصدْرهَا و صوتُ إنهماِر الماءِ منّ الشّلالِ يجعلُهَا تشعرُ بالهدوءِ

وقتٌ طوِيلٌ مضَى منذُ أن إنقطعتْ أصواتُ ألاَنا المُتتابعَة علَى التّردُد بأذنِهَا
التّي تدلُ علَى أنهَا بالفعلِ غادَرَت المَكانِ

أنفاسُهَا الهادئَة و صوتُ سقوطِ المَاء هوَ كلُ مَايسمعْ
دقائقٌ مضتْ حتَى أصبحتْ سَاعَة كامِلَة

لتُقرِرَ أخيرًا النّهوض و تفَحصِ المكَأن

" هَلْ أمّرُ للدّاخلِ أم أعودُ للخارجِ ، منَ المُؤّكدِ أنّ ألانَا غادرتْ "

خاطبتْ نفسهَا بحيرَة منْ أمرِهَا وهيَ ساكنَة بمكانِها

تفكيرْ قليلْ ، ثمّ قررتْ الدّلوفَ للدّاخلِ و تفحُص المكانِ

ثمَ سَارتْ تمشِي و تبتعدْ وكلمَا فَعلتْ
إبتعدَ عنهَا صوتُ إنهمارِ الماءِ حتى إنقطَعَ نهائيًا وبقَى كلُ مايسمعُ هوَ صوتُ أنفَاسهَا الهادئَة

" أيجبُ عليّ العوْدَة ؟"

خاطبتْ نفسَهَا و بعضٌ منَ الخوفِ بدَى يتجلّى لأعماقِهَا
كانتْ تُلاَمسُ الجِدارَ بيدٍ واحدَة و الأخرى تحكِمُ بهَا الشّد علَى ثوْبهَا الرّمادي الذّي تلطخَ بالغُبار

وقفَت بمكَانهَا وهيَ بحيْرةٍ من نفسِها

تريدُ الهربْ و بشّدة
هي علَى داريةٍ أنّ أهلَ القريَة أُنَاسٌ سَيئون و سيضرونَ بهَا بِلاشكٍ و يستغلُونَهَا

و ستصبحُ حديثَ الجميعْ و أمرًا مُثيرًا للجدلِ و فقطْ

كمَا أنهَا ليستْ بغبيةٍ لكيْ لا تدركَ مدَى تأثيرِ جمَالِهَا علَى البَشْر

كلُ من رآها بالسّابقِ سُحرَ بجمَالِهَا
و لذالكَ هيَ حاليًا تضعُ نفسَ قطعةَ القماش التّي غادرتْ بهَا مُسبَقًا

" سأواصل المشْي ولكن......"

نظرت خلفَهَا حيثُ الظّلامُ الحالكْ يغطِي المكانْ
تتَسَائلُون  كيفَ ترَى ؟

العالمُ الذّي تمكُثُ بهِ حَسْنائُنَا مليءٌ بالقدارت
و منْ قُدرةِ فتاتِنَا
الرؤْية الحادَة
هيَ ترَى بشكْلٍ ثاقِبْ حتّى بهذَا الظّلامِ الدّامس
ترَى كُلَ شيءٍ

" ماذاَ لوْ تُهتْ ؟"

تسائلتْ واقفَة بمكَانِهَا ثمَ نفضتْ تلكَ الأفكَارَ و واصلتْ السّير

......

" نَادِيلِي المُستَشَارَ ألدريكْ حالاً "

خاطبَ حارسهُ وهوَ يخطُو خارجَ مكتبهِ متوَجهًا نحوَ مُعسكَرِ التّدريبِ الخّاصِ بالجيشِ

" عُذرًا يا صاحبَ السُموِ الملكِ ،المُستشَارُ ألدْرِيكْ غادرَ منذُ فترةٍ "

" أينَ ذهبْ ؟ "

أنهَى سيرهُ نحوَ وجهتهِ
نادرًا ما يُغادرُ المستشارُ القَصرَ دونَ إخبارِ الملكِ
ليقومَ ببعِضِ الأعمالِ التّي يرفضُ مُشاركتهَا حتّى مع الملكِ
ولذالكَ هوَ  لاَيُمانعْ
يعلمُ بأنهُ لن يفعلَ شيئًا يخذلهْ

"لمْ يُخبرْ أحدًا سمُوكْ "

همهمة خافتَة أصدرَهَا ثمَ ذهبَ يُنهي عملهُ
مُتفقِدًا جيشَ المملكَة

.........

" أينَ أنتي ؟! "

قالتْ ألانَا و هيَ تبتعدُ عن المَكَان بعدمَا عبرتْ الشّلالَ و لم تجدْ أحدًا هُناكَ
غادرتْ عائدةً للكوخِ خائبة

وبطرِيقهَا إلتقتْ أصحَاب الطبقَة النّبيلة
لتُسرعَ و تختبىء
نظرًا لأنَ للوقتَ قد تجَاوزَ الواحدَة و النّصف بعدَ منتصفِ اللّيل

"سيدِي ، لمِحتُ طيفَ إحدّاهُنّ منْ هذهِ الجهَة"

أشار خلفَ إحدَى الأشجارِ الكثيفَة

" إذهبْ و إحضرْهَا ماذَا تنتظِر ؟"

انزل رأسهُ بإحترامٍ و غادَرَ يُحضرها
بينمَا هيَ سمعتْ ماقالهْ لتَفّرّ هَاربة
أما عنهُ فبدأ بملاحقتِهَا بينَ الأشجَارِ

"تعَالِي إلى هنَا ولِنُنهي الأمر "

لمْ تردْ عليهْ بلْ تابعتْ الرّكض
ولكنْ توقفتْ إثرَ إصطدَامِهَا بشيءٍ اعاقَ ركضهَا
لتتّعثر و تسقُط ارضًا

"أنتِي بخير؟"

تسائل وهو يمدُ يدهُ ناحيهَا يسَاعدهَا على الوقوفْ بينما هي ماكدت تنطر أليه حتى سمعت صوت الرجل الذي يطاردها

" تَعالِي إلَى هُنَا........ سيدِي قائدَ الجيشِ!"

توقَفَ ذالِكَ الرّجلُ عن الحديثِ بتعجبِ و توَترِ حيثُ قائدُ الجيشِ المَلكِي يقفُ هُنَا و برفقتِهِ ألانا

" لمَا تُطارِدُ الفتَاةْ ؟ "

تسائلَ وهوَ ينظُرُ نحوهُ بغضبٍ واضحٍ
هوَ يُطاردُ فتاةً شابةً بهذَا  الوقتِ من الليلِ 
بالطّبعِ هوَ أمرٌ سيءْ

" أعتذرْ يَا سيدِي ، سأُغادرْ "

بخوفٍ تهّرب الرّجلُ منْ  إجابتهِ ليَركُض بعيدًا عنهمَا

ادَار قائدُ الجيشِ رأسهُ ناحيَتَهَا ليجدِها
تنظُرُ نحوهُ مُسبَقًا

كانَ

ذُو أعينْ زرقاءْ فاتحَة
شعرٌ رمادِي فاتح

ذو بنيةٍ قويّةٍ
و لباسٍ بنيّ للّونِ

" مِمَاذَا كُنتِي تهرُبينْ ؟ "

" كانَ يُحاولُ أخذِي "

" مَا السّبب ؟ "

عادَ يمسحُ على رأسِ فرسهِ السّوداءِ
أمّا هيَ فنقلتْ بصرَهَا نحوهَا
بشرُودٍ

" ليسَ بالشيءِ المهمْ ، فقطْ شُكرًا"

لم تتلقى إجابةً منهْ لتستديرْ عائدةً أدرَاجَهَا نحوَ الكوخِ لكنها توقفتْ

" مَا إسمُكِ ؟ "

كانتْ سترفضُ الرّدَ عليهِ ولكن بمَا أنّهُ قَائِدُ الجَيشِ
سيكونُ مُجردَ تقليلِ إحترامِ لهُ إن فعلتْ

" ألاَنَا ياسَيدِي "

اجابتهُ دونَ أن تلتفِتَ نحوهُ
وكلُ ما تلقتهُ هو همهمة خافتة صادرة منه

لتنحنِي لهُ بخفَة و إحترامْ و تُغادرَ ركضًا نحوَ الكوخِ
خوفًا منْ أن يتمّ إمساكُهَا مُجدّدا
بينَمَا هوَ راقبَ ظهْرهَا الذّي بَدَى يتلاَشَى عنْ عيناهُ شيئاً فشيئًا

" شعْرُهَا جميلْ "

تمتمَ بينهُ و بينَ نفسهِ و هوَ يمسحُ علَى رأس فرسهِ
ليبتسمَ بخفَة

......

دقَائق  مضتْ وهيَ على نفسِ الحالِ حتَى وجدتْ نفسَهَا تقفُ مُتصنِمَة بمكانِها

تعالتْ ضَرباتُ قلْبِهَا ثمَ بدأتْ تحركُ حدَقَتيهَا بالمكانِ دونَ حركَة
بعدَ شُعورِهَا بشيءٍ مُتواجدٍ هُنَا معهَا

ثمَ عادتْ تمشيِ بحذرٍ شديدٍ و حركةٍ بطيئةٍ لبرهةٍ منّ الزّمن
حتَى لاحظتْ أشعةً منّ الضوءِ تنبعثُ منْ ذالكَ المكانْ

لتقفَ بذهولٍ و عجبةٍ منْ أمرهَا

" مَاهذا المكانْ !"

كانتْ توجدُ عدةُ أبوابٍ أوْ بعبارةٍ أخرَى مسَاراتْ
لقَرابةِ العشرونَ

وبالوسطِ صخرةٌ بهَا شعلةٌ منّ النّار

" مَا أنتِي بفاعلةٍ هنَا ؟ "

صوتٌ رجوليِ صدَى بأذنيها
تصنمَت مكَانَهَا وهي ترفعُ رأسهَا بخوفْ إثرَ السيفِ الذّي يكادُ يخَترقُ جلدَ رقبَتها

لمْ تستطعْ أن تُديرَ رأسها و ترَى الفاعِل لشدةِ خوفِها
ماذَا لوْ تحركتْ فيغرسُ السّيف بها

" خائِفة إذًا ؟!"

بنبرةٍ مُراعيةٍ وهوَ يبعدُ السّيف و يعيدهُ عندَ الحِزام على خصرِه

وضعتْ يدهَا على صدرِها تتنفسُ بعمقْ ثم نلقتْ بصرها نحوهُ

كانَ حُسنَ المظهرِ و اللباسِ

ذو شعرٍ اصفرٍ فاتحٍ
أعينْ رماديَة غامِقة
ذو فكٍ حادٍ و وجهٍ جميلٍ

يرتدِي ثوبًا أبيضًا بطرازٍ ملَكِي

"ألنْ تُخبِرنِي جميلةُ الأعيُنِ ماذا تفعلُ بمكانٍ كهذَا "

تقدّمَ أكثر ليقفَ مقابلاَ لهَا تمَامًا
ممَا جعلهَا تتوتَرُ قليلاً لأنهَا لمْ تخالط البشرَ منذُ مدةٍ طويلة

أمَا عنهُ هوَ فحدقتاهُ تنتقلُ بينَ عينَاهَا  نظرًا لأنّها تغطِي وجْهها

" كنتُ أمشِي حتّى وصلتُ لهنَا "

بثقةٍ مُجيبَة إياه و أعينهُ مُثبتة على خاصتها

" كيفَ لفتاةٍساحرةَ الأعينِ أن تسيرَ لوحدِها و بهذَا المكانِ و بهذَا الوقتِ "

همهمة غاردتْ ثغرهُ نهايةَ كلامه رفقة عيناه التّي تأكلانها

مما دفعها لتغيير وجهة بصرها لأي مكانٍ آخر غير عيناه

" كنتُ أسفلَ الشّلالِ فقررتُ عبورهْ وقد فعلتْ و ها أنا هنا "

" أتيتي عبرَ الشّلالِ إذا "

أبعد عينَاه عنها أخيرًا لتتنَهدَ بخِفَة قبلَ أنْ يُكمِل

" ألمْ يُخبِركي أحدهمْ بأنّ التواجدَ هنَا أمر خطير ؟ وخاصةً علَى فتاةٍ مثلكِ"

إستدارَ ليخطو مبتعِدًا عنهَا أما هي فتراقبُ ظهرهِ

"لماذَا الأمرُ خطير ؟"

تسائلتْ وهي تعدلُ قطعةَ القُماشِ التّي تغطي بها وجهها و شعرها

"أخْبرينِي لمَا تَحجُبينَ رأسكِ ، أجيبُك ياَذاتَ الأعينِ الخّلابة "

لم تخجل أو تشعرْ قط بذالكَ
لطالمَا أخبرهَا الجميعُ نفسَ الشيءِ
أما عنه هو
فتكئ بجانبه الأيسر على الجدار محَدقًا بهَا بهدُوء

" لمَا تريدُ المعرفة"

تسائلت وهي تحكم الشّد على تلك القطعة

" عيناكِ ساحرتانْ فماذَا عن شعركِ و تقاسيمِ وجهكِ"

ترسمتْ ملامحٌ الإنزعاجِ على وجهها مما جعلهُ يتوقفُ عن قولِ كلامٍ كذالك

"عمومًا ، غادري هذَا المَكانْ فأنهُ لخطيرٌ عليكِ......"

قاطعَ كلامُه
صوتٌ قادمٌ منْ خلفِهَا جعلهَا تبتعدُ عن ذالكَ المَسَار بخوفٍ شديدٍ
مندفعَة نحوَ الآخرِ الذِي أخرجَ سيفهْ مترقباً سببَ ذالكَ الصّوتِ بحذرٍ شديدٍ
أما هيَ فتحولُ بصرها من مكانٍ لآخر

دقائق أخرى وهُمْ علَى نفْس الحالِ 
تقفُ خلفهُ و تحكمُ الشّدَ علَى القمَاشِ
و هوَ يحكمُ السّيف صوبَ الأمَامِ

" لقدْ إبتعدَ الصّوتْ "

قالَ ممَا جعلهَا تنظُرُ صوبَهْ

" لتَعودِ أدراجكِ منْ حيثُ أتيتِي"

قال ذو اللّباسِ الأبيض  وهو يعيدُ سيفهُ لمكَانهِ و متوجهًا نحوَ إحدى المسَاراتِ مُقرِرًا المُغادرَة

لكنهُ توقفَ عن السّير بعدمَا لاحظَ سكُونَهَا ولم يسمعْ ردًا منهَا

" ألنْ تذهَبي ؟ أعتقدُ أننّي قلتُ بأن المكَان خطيرٌ هنَا "

بنبرَة غاضِبَة خاطبَهَا وصوتهُ يصدَى بالمكَانِ

" أنَا لاَ أعرفُ منْ أينَ أتيتْ"

اردفتْ و عيناهَا ساكنَة نحوَ الأرضْ ثمَ قررتْ النّظر له
وكان هادءًا جدًا
أعادت بصَرَها نحوَ المساراتْ محاولةً لتذكُرِ أيٌّ منهمْ قد سلكتْ
لكنْ بائتْ مُحاولَتُهَا بالفَشلِ

" إبتعِنِي "

بنبرةٍ آمرةٍ جعلتهَا تتبعهُ دونَ إضافةِ حرفٍ
سلكَ مسَارًا لتمشِي جنبهْ وسطَ ذالكَ الظّلامِ الدّامسِ

" أنتَ متؤكِدْ منْ أنّ هذَا هو الطّريقُ الصّحيح؟........"

" بإمكَانِي سمَاعُ صوتُ إنهمارِ الماءِ منْ فوقِ الجبلِ "

كانَ لديهِ حاسةُ سمعٍ قَوّيَة جِدًا
لم يتلقى ردًا منْها بينمَا يستمِرانِ بالسّير

"مالذّي دفعكِ لعبُورِ الشّلالِ ؟"

سأل آملاً أن ترُدّ عليهِ

" كنتُ أختبىء ، لمَا تسأل ؟ "

كانتْ إجابتُها صريحةً جدًا
هيَ لا تُمانعُ إنْ علمَ أحدهمْ بالحقِيقَة

" تُمانِعينَ إن سألت ، منْ مَاذا ؟"

تلقى صمتًا منهَا جعلهُ يظنّ أنهُ أزعجَهَا ولكنْ حدثَ العكسُ تمَاًمًا

" أنَا تقريبًا محْبوسَة منذُ مدّة طويلَة ، لا أقصدُهَا بمعنَى الكلمةٍ تمامًا ولكنْ كنتُ اشبهَ بذالكْ ،فسئمتُ منَ الوضعِ وهربتْ و إختبأت هنَا ، كي لاَ يجدَني أحد "

ألافٌ منَ الأسئلة تتضَاربُ بذهنهِ
خاصةً أنّه شخصٌ فضولِي و جدًا

لذالكَ فضّل الصّمتَ علَى إزعاجهَا
ولكنْ
سؤال واحدٌ لم يستطع كبح نفسه عنه

" لمَا تحجَبينَ نفسكِ ...؟"

"لمَا أنتَ فضوليٌ لهذَا الحدْ "

ردتْ عليهِ بنفسِ النّبرة الهادئَة و عيناهَا تتحركُ ضدّ خاصتهِ

" سأخبِرُكِ عن ذالكَ المكان بالمُقابل أريد أن........"

" لا أريدُ المعرفَة شكرًا لك "

عضّ على شفتهِ السّفلى بغيض و هوَ يراهَا غير مهتمةٍ تسيرُ بثباثٍ
وهوَ هنا يكادُ يموتُ من فضولِه

أكملا السّيرَ معَ بعضْ لغايةِ وصولهمْ إلى الشّلالْ
طوالَ الطريقِ وهوَ ينظرُ نحوهَا
كيفَ أنّها ساكنةَ و هادئة
تشدّ قطعةَ القماش على رأسها بشكل جيد
و كيفَ أنّ نظرَةً منْ عيْناهَا تجعلهُ مُشوشًا

عبرَا الشّلالِ ثُم ذهبتْ هيَ لتجلسَ مُقابلةً للبحيرَة الصّغيرة التي يتدفقُ بها ماءُ الشّلال

" صدقًا ، ماذا تفعلين ؟"

تسائل  بإنفعال وهوَ يضعُ يديهِ على خصرهِ

" مَا تراني بفاعلةٍ أنا فقط أجلس "

تنهدَ بغضبٍ شديدْ لعدمِ مُبالاتهَا الكثيرة
هوَ بدا يقلقُ عليهَا منْ نفسهَا

" السّاعة تجاوزتْ الثّانية صباحًا الآن ، و أنتي جالسة هنَا ، ماذا لو......."

" توقفْ عنْ التّحدثِ بإنفعالِ و اخبرتُكَ مُسبقًا أنا لقدْ هربتْ ، أتريدُ مني العودة !"

أنهتْ كلامهَا وعينَاهَا توسعتْ إثرَ كلامهِ الغيرِ منطِقي

ثمّ أعادتْ بصرهَا نحوَ المياهَ تنظُر لإنعكاسِ نفسهَا وضوءِ القمَر السّاطعِ

أمَا عنهُ هوَ فلمْ يجدْ مايقولهْ
ولكنْ لكونهِ رجُلاًا نبِيلاً و مُحترَمًا
سيؤنِبهُ ضميرُه علَى تلكَ الحسناءِ التّي سيترُكُهَا لوحدِهَا و بالخارجِ أيضًا

" يمْكِنُكِي المبيتُ بمنزِلي اللّيلة ، سأبيتُ بمكانِ عملِي اليومْ "

نظرَ لهَا آمِلاً منهَا أن تومىء له
لأنهُ لنْ يرضَى تركَهَا لوحدِهَا
هُنَا

أمَا هيَ ففكرتْ مِلّيًا بذالكْ
و لأنّ ليسَ هُنالك مكانٌ آخرْ تذهبُ إليهْ

" حَسنًا "

قالتْ لتنهضَ منْ الأرضِ نفضتْ ثوبَهَا منَ الغُبارِ
وقامتْ بتعديلِ قطعةِ القُماشِ التّي تغطِي بهَا رأسهَا

وعيناهُ لاَ تتَزَحزَحانِ عنْهَا
هوَ فقطْ لمْ يتسطعْ النّظر لشيءٍ آخر

عينَاهَا تجذبَانهْ و هوَ يعترفُ بهذَا
و فضولهُ فقطْ بدَى يزدادُ نحوهَا

سارتْ بجانبهِ لغَايةِ إيجادهِ لحِصانهِ الأسودْ
كانَ سَيُساعدهَا لتمتطيهِ ولكنْهَا قدْ سبقتهُ بصعودهَا عليهْ دونَ عناءٍ

" تُجدينَ ركوبَ الخيلِ ،إذًا "

همهمة خافتة كانت كلَ ما تلقاه قبل أن يتحركَ حصانهُ

طوال الطّريقِ هي تحكمُ الشّدَ علَى قطعةِ القماش
خوفًا منّ الرّياحْ أن تأخذَهَا

" ألن تُخبريني عن سببِ تغطيةِ وجهكِ يا صاحبةَ الأعينِ الخلابة ؟"

وثانيةَ هاهوَ يعيدُ نفسّ السّؤال

"لنْ أفعلْ "

بنبرةٍ جافةٍ ردّت عليهْ ممَا جعلهْ يظْهرُ ملامحَ إنزعاجٍ علَى وجههٍ

" علَى الأقلِ أخبرينِي إسمكْ "

قالَ بإنفعالية ولمْ يتلقَى منهَا غيرّ الصّمت
ليلعنُ تحتَ انفاسهِ بخفَة
و يُقرّرَ التّوقفَ عنْ الظّهورِ كشخصٍ مغَفلٍ و فضولِي

هُو مُستشارُ الملكِ بالنّهايَة

وصلَوا بعدَ مدةٍ ليستْ بطويلة ليوقفَ حصانهُ و ينزلَ هوَ أولا

مدّ يدهُ لهَا كمحاولةٍ لمٌساعدتهَا للنّزول ولكنهَا سبقتهُ بقفزِهَا منهْ
سحَبَ يدهُ ببعضٍ منَ الإحراج رُغمَ أنّها لمْ ترَى يدهْ

تقدمَ نحوَ بابِ بيتهِ ليفتحهْ وهيَ بجانبهِ

"تفّضلي بالدّخول "

أشارَ لهَا وهُوَ يخطُو داخلَ منزلهْ لتدخُل هيَ الأُخرى

كانَ منزلهُ جميلاً مُقارنةً بأبياتِ القريةِ القديمَة و الهّشة
كانَ خشبيًا أيضًا ولكنهُ ذو طابعٍ فخمٍ و غنيّ

نقلتْ عينَاهَا عبرَ المَكَان وهوَ فقطْ يُراقبُهَا بسكُونٍ

" خُذِي راحتكِ ، إن إحتجتِي شيئًا سآتي بالصّباح الباكر ، رُغمَ أننّي متؤكدْ أنكي لن تحتاجي ، كلُ شيءٍ موجود "

خاطبهَا بنبرةٍ مُراعيةٍ قبلَ أن يستديرَ مغادرًا

" تُصبحينَ على خير "

وقفَ خارجَ البيتِ و ماكاد يغلق الباب سمعها

" شكْرًا لكَ ، تصبحُ على خير ٍ"

إبتسمَ بخفَة بعدَ أن إلتفَ يناظرهَا وكانتْ تعطِي ظهرها للباب
أي انه ناظرَ ظهرها وفقطْ
وكمْ تمنّى أن تنظُر نحوهُ بعينَاهَا  السّاحرة

..........

" لقدْ تأخّر المُستشارُ كثيرًا عنْ المُعتادْ "

قالَ وهوَ يطرقُ طاولةَ المكتبِ بأصبعهْ

"أَأُرسلُ الحُراس لمعرفةِ مكانهْ ، سموكً ؟ "

قالَ الحارسُ وهوَ يُحنِي رأسهُ بإحترام

"ققط دعه........."

" أنَا هنا سموَكْ ، هل تحتاجُني ؟"

بإحترامٍ أردفَ المُستشارُ وهوَ يحنِي رأسه ايضا بإحترامٍ  بعدمَا دخلَ للتّو
ثمً رفعهْ

" لا ، لا عليكْ لكن ما سبب التأخر  هذه ليست عادتك ؟ "

خاطبَ ذو الأعينِ الزّرقاء مُسشارَهْ و أحاسيسْ كثيرَة تدورُ حولهْ

" لاَ شيءَ سموكْ ، فقط إلقتيتُ بفتَاةٍ بالليلِ أثناء إنجازِ أعمالِي ، فساعدتُهَا "

أجاب بصراحةٍ و ثّقة ، ليتلقى همهَمَة من الآخَر

"لاَبأس ، علَى كُلٍ أحتًاجُ بعضً ملفاتَ منْ إزَالوسْيَا ، سَيحْضرْهَا بعضٌ منْ حُراسِهَا ، أريدكَ أنْ تستلمهَا "

" أمرُكَ سموَك "

أحنَى رأسهُ بإحترامْ ثمَ غادرَ مستأذِنًا
بينمَا عادَ ذُو الشّعرِ الرّمادِي يُنجزُ أعمالهْ المُتبقية ثمَ غادرَ للنّومِ بعدَ يومٍ طويلٍ منَ الأعمَالْ

" إذًا لقدْ أثرتْ عليهِ تلكَ الفتَاة "

كانَ هذا آخرَ مَاقالهُ قبلَ أنْ يُغلقَ عينَاهُ و يّغُطَ بالنّومِ

..........

السّاعَة الخَامسَة و النّصف صبَاحًا

إستيقظتْ الحسْناء ثمَ بداتْ تقومُ ببعضِ الأشياءِ التّي تفعلُهَا كلَمَا تستيقظْ

غسلتْ وجههَا بالمِياهِ البَاردَة
و إردتْ ثوبَهَا الرّمادي
فقدْ قامتْ بغسلهِ بالليلِ  بعدمَا رحلَ ذُو الشّعر الأصفرِ و تركهَا بمنزلِه
عادتْ تجلسُ مقابلةً للمرآة تمشُطُ شعرَهَا الذّهبي
بهدوءٍ
ثُمّ قامتْ تُحَضّرُ شيئًا لتَتَناولهْ

" لديهِ فَراولة و مُربَى التُفاحْ ، هذَا جيدْ "

خاطبتْ نفسَهَا وهيَ تضعُ الأكْل علَى الطّاولة
كانَ فطورُهَا عبارَة عن رغيفٍ منَ الخُبزِ
و مربىَ التّفاحْ و بعضٍ منَ الفَرَاولَة
و كأسٍ منَ الحليبِ

طرقٌ علَى البابْ جعلهَا تهرعْ
و تضعُ الوشاحَ الطّويل تحجُبُ وجهَهَا

فتحَ  ذُو الشّعرِ الأصفرِ البابَ بخفَة مترقبًا ردةَ فعلٍ تُؤكدُ أنَهَا ليستْ نائمَة كيْ لاَ يُدخُلَ عليْهَا

" أنَا مُسيقظَة "

إنتقلَ صوتُها لمسامعهِ ليفتحَ البابَ كُليًّا و يدخُلْ
وقدْ قابلتهُ علَى نفسِ هيأتهَا السّابقة
تجلسُ تتناولُ فطورهَا
بوسطِ بيتِه

و إنزعجَ لكونهَا تحجبُ رأسهَا مجددا
سيموتُ فضولاً لمعرفةِ شكلِهَا

" كيفَ حالكِ؟ "

سأل وهو يجلسُ بجانبهَا

" بخيرٍ ، شكرا على السؤال و أنت ؟"

" بأفضل حالٍ"

وضعَ حبةَ فراولة بفمهِ نهايةَ كلامهِ
مستمرًا بالنّظَرِ نحوهَا

" علىَ كلٍ ، جئتُ لأتفقدَ إنْ كنتِي بحاجةٍ لشيءٍ ما قبلَ ذهابيِ للعملِ ؟ "

" أريدُ الخروج وفقطْ "

بكلِ بساطَة و هيَ تنهي فطورهَا بهدوءٍ

" لكنْ أعتقد أن الأمر خطيرْ و....."

" لمْ اهربْ لأبقى ببيتٍ آخر "

قاطعته بنبرة هادئة جعلته يندم على ماتفوه به
هي معها حق
هو فقط شعر بالخطر عليها

ولكن لما يشعر بذالك ؟

" اعتذر عن قول ذالك لمْ أقصد التّدخل،  كمَا تشائينَ بالطّبع تريدين الذّهاب لمكانٍ معينْ "

اردفَ بذالكَ وهوَ ينهضُ منْ مكانهِ بينمَا هي فعلت المثلَ نظرًا لإنتهَائِها منْ تناولِ الفطورِ

" أريد الذّهابَ إلى وسطِ مملكةِ جِيرينيَا َ ..."

أنهت كلاَمَهَا وهيَ تَحملَ الكأسَ و الطّبقَ منّ الطاولَة

" الأمرُ خطيرْ هُناكْ عليكِ و لديَ عملٌ كثيرْ لنْ أتمّكنَ منْ مُساعدتكْ بشيءٍ هُناك "

أمسكَ الطبقَ منْ بينِ يديهَا يضعهُ فَوقَ الطّاولة مجددا مانعًا إياهَا منْ غسلِهمْ

أمَا هيَ ففكرتْ بعمقٍ تبحثُ عنْ اجابَة

" سأذهبُ إلى الشّلالْ أريدُ البقاءَ هُناكْ"

بهدوءٍ أجابتْ تليهِا همهمَةُ الآخرِ
ثُمّ أضافتْ ببعضٍ منَ الحَرجِ الواضحِ

" ألديكَ كتابْ ، أنا أريدُ أن اقرأ و....."

" لدَيَ الكثِير منَ الكُتبْ  "

قالَ وهوَ يُنشفْ يديهِ منَ الماءِ ثمَ توجهَ
إلَى خزانةٍ صغيرةٍ كان ليفتحَهَا
مُشيرًا لداخلهَا

" إختارِي ما تُحبينْ و أيضًا أخبرتكْ إن إحتجتي شيئًا  أخبرينِي "

إبتسمتْ لهُ تحتَ قطعةِ القُماشِ
ممَا منعهُ من رؤيةِ إبتسامتهَا ومعرفةِ أنّهَا كانتْ تبتسمْ

" تُريدينَ توصيلَة ؟ "

أضافَ وهوَ يبتسمُ بجانبِية آخذًا خطواتهُ نحوَ الخارجِ

......

" سمُوَ الأميرَة الثّانية إليُونَارَا ، إنها السادسة صباحا منْ فضلكِ استيقظي......"

" خارجَ جناحِي و حالاً "

بنبرَة غاضبة خاطبتْ تلكَ الخادمَة التّي أتتْ لإيقاظِهَا

لتخرجَ بخوفٍ منْ هناكْ متوجهةً نحوَ صاحبةِ الأمرِ

" سموكِ ، إنهَ ترفضُ الإستيقاظْ "

إنحنتْ تلكَ الخدمَة بإحترامٍ لتُشيرَ لهَا الأُخرَى بالمُغادرَة
ثمَ نهضتْ متوجهة نحوَ جناحِ الأخرى

" ألدِيرَا "

أوَقفَهَا صوتُ أخِيهَا الملكْ ممَا جعلهَا تحني رأسهَا بخفَة كإحترامٍ ثمَ رفعتهْ

"أنَا سأُغادرُ لخارجِ العاصمَة لفعلِ بعضٍ منَ المَهامَات
عينُكِ علَى إليُونَارَا "

بصرامَةٍ قالَ وهيَ لم تفعلْ شيئًا  غيرَ هزّ رأسهَا للأعلى و الأسفلِ

"سأفعلْ ، أراكَ لاحقًا "

همهمَ لها ثمَ بدَى يخطُو لخارجِ المكانِ
حتَى غادرَ ذو الاعين الزرقاء القاتمة
العاصمة

.............

"اهْ يَا إلاهِي أنَا حقًا أحببتُ المكانْ
أتسائلُ إن كانَ هناكَ أماكنٌ أخرَى لا دراية لي بهَا "

كانتْ الحسناءُ تُخاطبُ نفسهَا وهِي ترفعُ الثّوب لأعلَى ركبتَيهَا
و ساقيهَا مغفورةٌ بوسطِ البركةِ التّي يتساقطُ بهَا ماءُ الشّلالِ

وكانتْ تبعدُ قطعةَ القُماشِ منْ رأسهَا
سامحَة للهواءِ بالتّلاعُبِ بشعرهَا الذّهبي
و تسللِ أشعةِ الشّمسِ لوجهِها الأبيضِ

....

" أوقفْ العربَة ، أحتاجُ لبعضٍ منَ الراحةِ و الهدوءِ "

قالَ وهوَ يشيرُ لسائقِ عربتهِ الفخمةِ المّلكية بالتّوقفِ

" سأنتظركُ هنا ، سمُوكَ "

قالَ الحارسُ وهوَ يغلقُ بابَ العربَة بعدَ نزولِ
الملكِ الثالثِ
آلدريانوس

مشَى الآخرُ بضعَ خطُواتٍ نحوَ الأمامَ يُحدقُ بالمكانِ بإعجابٍ شديد
ولكنْ
توقفَ يحّدقُ بذالكَ الجسدِ ضئيلِ الحجمِ
ذُو شعرٍ أصفرٍ ذهبيٍ خلاّب
تُمسكُ كتَابًا بينَ يديهَا و تُحرّكُ ساقيهَا بلطفْ
كانتْ تعطيهِ جانبهَا الأيسرْ فلمْ يتمكنْ منْ رؤيةِ وجهِهَا
لحدقَ بهَا لثوانِي

" منْ أنتِي ؟ "

لمْ تقمْ بلفِ رأسهَا لمعرفةِ المُتحدثِ بل قامتْ بأخذِ قطعةِ القماشِ السّوداءِ وقامتْ بحجبِ شعرهَا و وجههَأ

عدى عينَاهَا

لتنظُرَ نحوهُ أخيرًا
وكمْ إضطربَ
عندمَا تلاقتْ عيونهُ الزّرقاء مع خاصتِهَا الخضْراءِ

بدتْ لهُ جميلَة وجدًا

" منْ أنتي ؟ "

صمتٌ طويلٌ تليهِ تحديقاتْ مستمرة
كانتْ صامتة تنظر نحوه بشرودٍ

ليستشعرَ هوَ إضطرابهَا وقلقها

" لا عليكِ ، لستي مجبرة لإخباري "

قالَ وهوَ يجلسُ على الأرضِ بينما هي تنظر نحوه بهدوءٍ تامْ

كانَ من الواضحِ لها أنه ملكْ

ذو اعيُنٍ زرقاءٍ قاتمَة جميلَة
شعرٌ رماديْ هلابْ
و بنيةُ جسدهِ التّي توحِي بقوتهِ
و تزيدهُ هيبةً
و اخيرًا تاجهُ الذّهبي

ليَشرُد بالتّحديقِ بهَا و كثيرٌ من الأفكارِ تراودهُ حولهَا
وهيَ تفعلُ المثلْ
غيرَ أن تحدقاتها خالَية من التّعابير أو الأفكار


________________

تعليق لطيف ، رأيكم اللطيف ؟
فوت ♡
باي سويتيزززز





Continue Reading

You'll Also Like

863 46 12
فُـرقُکْ عٌنِ آلَنِجّـوٌمً أنِکْ آلَقُمًر لا تحكمون على الرواية من البداية بدأت في اليوم الرابع من شهر الثامن ٢٠٢٢
725K 33.9K 59
فرح الرواي بنت مصرية أقل ما يقال عنها أنها شقية و مجنونة تكتشف بالصدفة ان خالتها ساحرة و تنقلب حياتها رأسا عن عقب عندما تجد نفسها تنتقل إلى عالم آ...
13K 794 20
[مكتمل] بصفته شخصًا مهووسًا حقيقيًا ومحبًا للكتب المصورة والألعاب الإلكترونية، لا يعرف بارك جيمين ماذا يفعل مع أخته. الفتاة مفتونة بالرومانسية الم...
80.7K 4.7K 37
"رفيقته بشرية؟!!!" مجرد بشرية بسيطة تتلقى رسالة من والديها لرحلة إلى بلد آخر،لكن ، تلك الرحلة لم تكلل بالوصول إلى البلد المطلوب بل ..." الطائرة تسقط...