سليل مخاتل

By iwantmeto

71.5K 5.7K 4.2K

عندما يسود الليل العَتيق تُرسم لوحاتٍ من الجريمة والأسرار المُفجعه ويسود الخداع من وسط السلام جميع الوجوه الم... More

مُـخاتلة | البـداية والمشـاهد
البارت 1
البارت 3
البارت 4
البارت 5
البارت 6
البارت 7
البارت 8
البارت 9
البارت 10
البارت 11
البارت 12
البارت 13
البارت 14
البارت 15
البارت 16

البارت 2

4.7K 434 258
By iwantmeto

سلـيل مُخـاتل
بأنامل الهدهد

المجازر تُصنع لا تُخلق


—————————•—————————•       



أصوات الصراخ ملت الشارع كُله.. بكاء وصياح أم ميثم ولطمها
الاسعاف وهيّ جاية تنقل جُثث تركت بصمتها الحمراء بشارع اظلم

تصنمت بمكاني أعجز عن تصديق الي أشوفة..
حلم مو؟ حلم ؟ حلم اكيد لا تخاف زين العابدين روح للجامع لحد
ما يرجع أبوك

بس ليـش رجليني ما تتحرك ونبتت بالگاع؟
ليش أحس أريد انام وأنسى كل شي؟

تقدم مني واحد من تلاميذ أبوي ، اسمه حاتم ، لزم كتفي يحاچيني بنفس رايح

حاتم : لا تخاف زين العابدين ، ما بيهم شي ان شاء الله
- ها ؟ ، ليش هو شبيهم ؟
حاتم : لا إله الا الله ، تعال حبيبي وياي تعال

سحب أيدي يمشيني وانا عبالك ماعندي أحساس مثل اللعبة ،
تحركت بخطوات مُسيرة .. كُل شوية هو يباوع لي ويستغفر

حاتم : تعال

ما حسيت إلا وإنا بالباب مال بيتهم وهو فتحه يدخل ويسحبني وياه
غسل وجهي من المغسلة اللي بصف الباب
ودخلني للديوان مالتهم وگعدت بركن ساكت ووجهي يگطر ميّ

عافني وطلع بسرعة ورجع بأيده دولكة بيها مي وانطاني گلاص
حاتم : أشرب بل ريگك حبيبي

- ما أشتهي

حاتم : مكع بس

ما گدرت أجادل وشربت أقل من مكع وعفته بالگاع
طلع شويه وما حسيت روحي إلا وانا غافي بعد ما تكرفصت على روحي

فزيت بكل فزع والدنيا ظلام وما شفت شي بالمكان وناسي انا وين
- يُبا؟ اني وين

فز الثاني وياي واكتشفت نايم بنفس الديوان بس بعيد عني شوية
حاتم : ها عابد حبيبي ؟

- حاتم؟ أبوي وين؟

بقى بالمقابل ساكت وما يرد وانا وگفت أنطق
بنبرة مهزوزة غصب عني طلعت
- حاتم أبوي طلع من المستشفى ؟

وگف حاتم يشغل الضوء وسحب قمصلتة الجلد يلبسها ولف الچماق
على وجهه وحاچاني

حاتم : تعال نروح لأبوك

- هو وين؟

حاتم : البس قمصلتك وتعال

لبستها وطلعت وياه من الباب متحركين وبالطريق سألته
- الساعة شگد ؟

رفع ايدة يباوع للساعة مالته و رد
- راح يأذن الفجر بعد ربع ساعة

-امشي لعد للجامع نروح لازم اذا ابوي طالع آني اشغل الأذان
قبل لا يرجع ويرزلني

باوع لي بنظرة خفت منها.. چانت نظرة مكسورة وبيها شفقة
تمتم يستغفر و هز راسه متنهد

حاتم : امشي يالله

تحركنا وأيدة ما عافت كتفي ، لازمني عبالك راح اشرد
بس لزمته چنت محتاجها للي صار

قريب من الجامع أنفتحت السماعة وصوت رجال أول مرة اسمعة
تكلم بخشونة يتلوا أقسى خبر سمعته بحياتي

- إخواني المؤمنين.. أنتقل الى رحمة الله الحاج المغدور
احمد حارث الـفلاني ،
وستقام الفاتحة على روحة غدًا في الثامنة صباحًا ..

انخرست ومثل الي أنلطم على حلگه، حاتم يحاچيني بس ما أسمعه
شنو يگول ، باوعتله بتردد وحجيت

- مو هو صح؟ ما يعوفني مو؟ احچي حاتم

نزلت دموع حاتم وحضنّي يطبطب على كتفي بأخوه
اباوع الناس تجمهرت يم الجامع وكلها تحاچيني وتردد

- الله يصبرك وليدي ، الله اكبر ، .. انطاك عمرة

حطيت ايدي على رأسي أريد استوعب ومن شفت الناس كلها تبچي
وتصبر بيَّه عرفت صارت الشغلة صدگ

أبوي الماعندي غيرة عافني !

- لا شنو تحچون ما يعوفني لااااا يااااااابه لاااااااا ماااا
عندي غيرك والله لااااا لتحچووووون هيج ما مات مستحيل
شلون يموت ويعرفني ما اعيش بدونه ماااااا يموووووت
والله مااا يصيرررر ماعندي غيرة

صار صوت البكاء عالي وانا فاقد روحي ونفسي وقطعة مني ، ابوي !
يا عالم أبوي ؟ شلون ابوي يموت ؟ ما چنت متخيل يعوفني بعدني صغير
والله ما شابع منه بعدني

حاتم ساحبني لحضنه يشد حيل عليَّ ويبچي مثلي ، قاطعتنا هوسه صارت
وكلنا انصعقنا أضعاف من رجع حجه الرجال بالسماعة

- أنتقل الى رحمة الله الشاب المغدور ميثم عمار الـفلاني ، ..

ما مستوعب شيصير؟ شلون؟
بكائي تضاعف وانا خسرت أبوي واخوي بيوم واحد !!

ولكم يا عالم صعبه ما أتحمل فراگ كل ناسي بلحظة
ليش ما خذوني ويـاهم؟ والله ما أتحمل بليـاهم

التشييع الچـان بي بس صوت زلـم خشنه تحول لـصياح نسوان
والشارع انتـرس صياح وصريخ بـ أهل ميثم ، أمه التصيح

- بعدددددك صغيرررر ولللللك يمممه ليش ليش تعوفني تعرفني
ما عندي غيررررك ليش؟ ولك يمه هذاك الأسبوع نتفق على خطوبتك
وللللك يمممه ما شفتك عريس يممممه فلووووس مهرك تجمعهم
فلس على فلس تالي تعووووفهم وراك ليششش يمه اني وخواتك
منو عدنا غيرك ولك يمممممه

ابوي فاتحتة كلها زلم ما بيها صوت مرة تنعي عليه..
بس صوت أم ميثم خلس گلبي وزاد بچيي
كسرتي أستمرت وحيلي انهدم

أبوي ماكو ويسندني علمـود اوگف على حـيلي

مشيت أتحرك وياهم واني صوتي يطلع مثل الجعر بدون وعي
شهگات تشگ صدري وتطلع بلا ارادة

مكسور ظهري وگلبي يوجعني

أمشي وياهم وأسمع كلام رجال من بينهم يگُل الهُم
- اخذوه للمغيسل هو لازم يغسل أبوه لان ماعنده غيره

لزمت ايد حاتم احچي وابچي
- والله أخاف حاتم شلون يطاوعني گلبي أغسله؟

ضغط على كتفي يقويني وهو حالته مثل حالتي
حاتم : ابوك ما اله غيرك ، صير بطل و ودعه وبشره عنده ابن بطل
ما راح ينساه سامع؟ ابوك راح يفرح من يشوفك أنت الرجال الشايل
فاتحته ، واني ما اعـوفك

كلامه كسر گلبي أضعاف.. والله أحتاج أبوي
شمعرفني شلون أغسل ابوي يا ناس؟ أبوي هذا

وصلنا للمغيسل
نودع الغالـي ونجـي..
يـا موت الخذيته اخـذني وياك
انا ما اتحمـل بدونه

ابوي مو ياهو الچـان هذا
كـسرت سندي من اخـذته
لا عـين البطلت دمع
ولا الـدمع بطل يچـويني

موادعـك مثل موادع الروح
وانا بلايه روحي شلون أعيش ؟

وگـفنه بوداعك والزمن ويانه واگـف
ورجفنـا ورجف حتى الكلام أعـلى الشفايف

-

شفته نايم على دچه المغـيسل
مو أبوي ذاك اِلچان هيبه بطولة وقوته

چان نايم بسلام عبالك ما ميت
مشوهه مكان طلقه بـنص بطنه وبصدره وبصفحة راسه

ولكم يـاهو اليگدر يشوف أعز ناسه بهيچ نومه؟
انهاريت بالبچي إضرب بروحي بدون إحساس

ما اگدر اعبر عن اللي بداخِلي
مثل صيـحات اخـرس ، مكتومة طلعـت

ليش يابه شلون هنت عليك شلون؟
ترحون أنت واخوي بيوم واحد عبالك متفقين عليَّ
شلون هنت عليكم؟

بعد إنهيار مني انا واليمي گومني حاتم ينطيني طاسة ميّ
وگال لي

حاتم : صبها عليه

صبيتهـا وما أعرف شلون خلصنـا وتغطى
وجهه الحلو بـ الچفن من راسة لـحد رجله

طلعت وياهـم لحد ما رحنا لـ مكان مغسل ميثم
اخـوي الما بيناتنا دم بس روح وحدة

الما شفت غير القوة والسند منه
الچان مثل نسمة باردة على الگـلب

نومته مُسالمة حيل
ما اعرف شـلون تحمـلت وطلعناهم من المغيسل بـالچفن

التوابيت تم حملها على الأكتاف
وبصوت واحد يصيح الكُل
- لا إله الا الله ، لا اله الا الله...

بـ سيارة وحده صفوا التوابيت .. متوجهين اولاً لأهل ميثم
يودعونه.. وأنا اودع بـ أبوي الما اله غيري بالسيارة
يمه گاعد وحاضن الگبرين

وصلنا ونزلوه لميثم وبقينا بالسيارة وأقترح ابو نمير
ابو نمير : خلونا نحطة بالجامع ونودعة احنه يأبه

وافقته ورحنا للجامع وتعجبت وسط حزني هواي ناس بالجامع
انترس بـ الناس التبچي وتذكرة بالخير .. أبوي حصد ناس
مو شرط متصل بيهم بالدم لا الدعاء والبكاء عليه بكل حزن
عرفني بمدى طيبة أبوي

شلون چان إنسان يعرف الله ومراعي لكل عبادة ويساعدهم
السيوخ الچان معتبرهم إخوته كلهم كفوا ووفوا

شيخ منهم گاعد على رأسه يقرأ قرآن وكل شويه ينصي بصوته
لان يبچي ويرجع يقرأ

خلصت نص ساعة وشالوه مع روحي وياه يرجعونه بـ السيارة
حاتم : تگعد يمي؟
- لا يمه

گعدت بالبدي مرة ثانية يمه ، صياح أهل ميثم وصلني من بداية الشارع
والله ، ملايه تقرأ بصوت يبچي الگلب وخلى الكُـل صغار وكبار يبچون

- يمه أذكريني من تمر زفة شباب .. من العرس محروم
   حنتي دم المصـاب ، شمعـة شـبابي من يطفوها
   حـنتي دمـي والچـفن ذاري التـراب
   يمـه اذكـريني

ارتخت ايديني وانا اتذكرة .. قبل يومين يگلي راح اخطـب !
چـان فرحان ووجهه مورد ومستحي ..
أبوي گاله انا اتكفل بالخطوبة

تالي أثنينهم بنفس الوقت راحوا

طلعوه وامه بالشـارع تصيح وهي بلا حيل ولا حيلة
- ربي وگلبي راضيين عليك يمه وليدي السبع المات مظلوم
الله يرجع حقه يمه وربك ما يقصر ، الله وياك مودع يالغـالي مودع
يا ابن بطنـي وفلـذه كبدي وقطعة مني

التعرفه ومـا تعرفه تبچي على كلامهـا
ما اعرف الإحساس هذا .. عـاف أمه الما تگدر بدونه لحظة

وانا الي امي عـايشة وانا عايـش ما رادتني شلون
لو أموت معقولة تدمع عليّ؟

مسحت دموعي وحذفـت الفكرة من بـالي
مستحـيل اسامحها بحياتي بعد

طلعـت السيارة تتحرك لـ الإمام علي أولًا (عليه السلام)..
أبوي موصي ينـدفن بكربلاء بعد ما نزوره بالامام
علي وولده الحسين والعباس (عليهم السلام)

أول ما دخلنا جوه بالضريح واحنـه شايلين التوابيت على اكتـافنا
والكل يهتف بـ لا إله الا الله ، حسيت روحي تنسحب وياهم

شعور غريب وقشعريرة من زورناهم وهمه بـالتابوت وقبل كم يوم
أبوي مخطط ياخذنا نزور كلنا انا وميثم والولـد

مالحگت حبيبي واستعجلت بالموته وخليتني ازورك بالتابـوت؟

حطيناه وگعدنا نقرأ الهم الزيارة وانا أيدي الشايله الدفتر ترجف
بس واحد الله ينطيه العافية چان يقراها بصوت عالي
وبديت اتمتمها وراه

عفتهم ما متحمل ودخلت جوه الزم الشبـاك مال ابو الايتام (عليه السلام)
تقربت أنزل جوه الشباك ألزمه وابچي وانا احچي

- صرت يتيم هسه ياعلي، أحسبني من إيتامك
  ودير بالك على أبوي وأخوي

سمعت بچي فوگ رأسي وشفته حاتم ومعاه كم شاب يبچون على حالتي
وگفت وياهم وطلعنا وخلصنا متجهين لكـربلاء .. وصلنا الصبح طالع
يوم جمعة والأمام مليان ناس بس دخلنا بالتابوت بسهولة

حاط أيدي على صدري ابچي بدون وعي وگلبي أحسه يريد يطلع
زورناهم وطلعنا للمگبرة ..

صارت بلحظات بس.. انحفر الگبر ونزلوه بي وبدوا ينزلون التراب
عليه.. أبوي بعد ما أشوفه !

رجليني صارت ضعيفه ونزلت على ركباتي حاضن ترابه أصرخ
ما اعرف فقدت ما اگدر بعد
- ولك يابه شلون تعوفني ؟ شلون گلبك يگدر يقسى
عليَّ وتنام وتعوفني؟

اباوع گبر ميثم بنفس المگبرة بصف گبر أبوي
تقربت اشيل بتـرابهم واحط على راسي واعاتب بيهـم
- عفتوني وحدي ؟ ولكم منو الي بعد ما عفتوني؟ بعدني صغير
  مو مال هيچ اختبار لا تسووها بيه شلون فهموني شلووون ولكم
  يا عاااااالم ما عندي غيرهم مااا عندي

تقدم شخص ما عرفته چان چبير بالعمر لزم أيدي
وهو يحچي بهدوء يهديني
- لا تسوي هيچ وليدي تأذيهم أنتَ هسه ، اقرأ إلهم الفاتحة
  جيب قرآن وأقرأ عليهم مو تجزع وتبچي ما يفيد بس يتعبهم

رفعت راسي إله وحچيت بصوت مهزوز ونـاصي مبحوح رايح
ادگ على مكان گلبي المجمـر
- فهمني شلون اگدر اطفي الحرگه الي جاي تگطع بلحم گلبي؟
  عمي ما اگدر جمـرة تحرگني هنا ما اگدرررر والله مابيه

- كلنا على هذا الدرب قوي روحك وگوم وليدي

بقيت ساكت ومنزل راسي على گبر أبوي ونصها راحت
ترتاح  والنص الثاني ابتعدوا وحاتم وكم ولد يباوعون عليَّ
من بعيد بدون ما يحچون شي ومخليني براحتي

رأسي على الگـبر والهدوء سـاد المكان والحزن خيم على الدنيـا
بقيت أمسح بچفي على تراب الگـبر وحچيت اعاتبه
- ها يابه ؟ شايف حالتي شگد صعبه ؟ شلون تعوف حبيبك وبچرك
  ينازع وحده على فرگاك؟ يابه مجمر صدري وحگ ابو اليتامه
  شوفني صرت يتيم هسه ، لا أبو ولا ام ولا اهل .. شلون بيه؟ شلون
  بيه بدونك؟ منو يعلمني على الخطأ والصح؟ ها ليش سكتت

التفتت على گبر ميثم وخنگتني العبرة وانا ابچي رجعت احچي
- ليش خويه ليش؟ مو گلتلي راح تكون سندي الثاني وما تخلي احد
  يضايگني بكلمة ؟ چا هسه حلتلك النومة يم أبوي وعفتوني؟

تقدم ناحيتي حاتم وبدأ يوگفني وهو يحچي
حاتم : قوي روحك وگوم هسه اوگف على حيلك لازم تصير زلمة
وأخو اخيتك ، ميثم مات وعافلك أمه وخواته وهسه الفاتحة مابيها
بس غربه لازم نگوم بيها وما نقصر لو تريد أخوك يزعل؟

- لا ما يزعل شلون ، بس شلون اعوفهم؟ شسوي راجع وحدي
  حاتم گُلي؟

حاتم : لا حول ولا قوة الا بالله ، ميصير حبيبي ميصير منو لأبوك
وميثم غيرك وغيرنا؟ امشي حبيبي يالله ونرجع بالسابع ان شاء الله

مشيت وياهم بس لو بيدي أعيش بالمگبرة، بس لازم أسوي واجبي
لازم أسند عائلة اخوي وما اخليهم .. إرفع رأسه ورأسهم
ومن هنا بدت حياتي

-

گعدت بعد ما دگ باب البيت ووگفت بكل تعب أفتحه
وشفتها بوجهي .. ام ميثم

- ها يمه شجابچ هنا؟ صاير شي؟

دفعت الباب ودخلت جوه تحط صينية الآكل وحجت تعاتب

أم ميثم : وين أكو ولد ما يزور أمه يتطمن عليها؟
تزعلني منك صاير يمه؟

- ما عاش الي يزعلچ يمه بس شاهد ربي عليَّ ميت تعب
وتعرفين شگد أتعب من شغل ومدرسه ؟

طبطبت على كتفي وانا مبتسم من حنيتها،
مرت سنه ونص من وفاة ابوي وميثم رحمة الله عليهم

گدرت أدبر شغل وأصرف على نفسي وأهلي ، اهل اخوي
الله رزقني بـ أم تعاملني أعز من أبنها

بالبداية چانت ترفض مني أي فلس بس چنت مُصر عليهم
وبسنه بس گدرت أتعايش وأسند وأصير فرد من العائلة

كسرة أبوي وميثم مستحيـل تطيب بس نتعايش وياها
ما ننسىٰ بس نتناسىٰ

أم ميثم : الله يساعدك يمه ويطول عمرك ويخليك إلنا
- ويساعدچ ويطول بعمرچ ويخليچ تاج على راسي

أم ميثم : يا بعد عمري يمه ، يالله أكل سويتلك خوش
بانيا يحبها گليبك

- عاشت ايدچ حبيبة

تربعت يم الصينية وباوعت إلها واستغربت من الوضع
- ما تأكلين وياي چا ؟
- لا والله ما مشتهيه يمه أكل وأشبع أنت
- والله فلا اكل اذا ما تأكلين وياي

أم ميثم : لا تحلف يمه جايه جايه

تربعت يمي وكلينا سويه وكُل شويه أمدح بالأكل
وهي مبتسمة بسعادة ، أعرف تحب أمدحه

أم ميثم : أي يمه بشرني شلون دراستك؟
- والله الخامس زين بس بي صعوبة
- شد حيلك يمه
- صار

خلصت ونفضت أيدي ووگفت أغسل ، من رجعت شفتها تنظف بالصالة
رغم اني كانسها ، تقربت اسحب المكناسة وحجيت ماخذ بخاطري

- لا يمه شتسوين؟ البيت نظيف أصلًا ليش تتعبين؟
- يمه بس أساعدك وليدي مو أنت تتعب وتصرف خليني
انظف عليك بيتك عاد
- لا يمه اني أنظف ماعندي رجلين؟ لا تشيلين هم
- بس..
- لا بس ولا شي گلتلچ يمه ازعل عليچ بعد اذا اجيتي هنا وتنظفين
ابد ما أقبل
- چا يمه أنا مو أمك لو غريبة ؟

- لا يا يمه شتحچين؟ الله شاهد ماعندي غيرچ
- هايهيه وليدي

طبت للمطبخ وطلعت ورة شويه شايله گلاص چاي وانطته آلي
- ليش تعبتي روحج؟ عاشت ايدچ يمه
- عوافي بعد چبدي

گعدت وسألت أستفسر
- شلونهن البنات؟ ناقصهن شي؟
- لا يمه غير أنت اخيهن ليش ينقصهن؟
- بس ينقصكم شي گُلي لي
- صار يمه

دخلت لغرفتي وطلعت وانا مبدل وشفتها غاسلة المواعين
شلتهم عنها وتحركنا للبيت أوصلها ، عشت بعدها وحدي ببيت أبوي
وام ميثم ما تقصر عليّه والله ، عشاي وغداي تحسبة وياهم

وصلتها للباب واخذت المواعين بس بدون لا تنتبه حطيت
فلوس بالطاسه وعفتها وطلعت أتمشى للجامع

من وصلت أستغربت وانا اشوف بالباب أشخاص شكلهم
مُريب .. لا بالاحرى خبيث ، نظراتهم مابيها نية زينه وهم
يراقبون المسجد.. تقربت يمهم وسألت

- تفضلوا أگدر أساعدكم؟

تبادلوا النظرات بيناتهم وتقرب وآحد يطگ بالعلچ

- منو شيخ الجامع هذا ؟

عقـچت حواجبي مستنكر السؤال وبنفس الوقت أجه على جرحي

- السيخ سالم الفلاني ، ليش؟

هز راسه بدون جواب وباوع إلهم مُبتسم ورجع يمهم
عفتهم ودخلت جوه وشفت حاتم موجود !
تقربت مبتسم

زين العابدين : هلا خوووي
- هلا حبيبي عابد

گلبي نغزني وذكرني باللقب ، چان أبوي يدلعني عابد
تناسيت وتقدمت يمه اگعد

- شلونك أبو يامن؟
- الحمدلله ، شلونك أنت حبيبي ؟
- بحمده وحفظه
- ونعم بالله

- اگلك شفت هذِه الشلة مال الشباب الي بالباب؟
- الصعاليك؟
- اي شكلهم مو راحه
- اي والله، ما اعرف ليش يجون لهنا رغم ما يصلون

- خاف ناويين على شي ؟
- ما عندي عِلم

دخل الشيخ والكل وگف من بدأ الآذان ، صلينا المَغرب والعشاء
ورجعت أمشي للبيت .. بأثناء مشيي بالشارع بالليل وانا اباوع
للشارع تحركت بصفي دراجة بسرعة عالية ولزمت گلبي مفزوع

صرت أكره الدراجات كره العمى.. ما أتحمل صوتهم يرجع لي
كل الشعور والذكريات الي مريت بيها وخذت أعز أعزازي

بدوامة التفكير شفت الشيخ يتحرك من بعيد ماشي لبيته، چان
من سُكان هالمنطقة وحيل خلوق ولطيف هالشيخ

بطأت حركتي لحد ما صار قريب وانتبه لي وأبتسم

الشيخ : هلا وليدي شلونك
- كل الهلا حبيبي شيخنا
- شلون صحتك وليدي؟
- الحمدلله يارب ، أنت شيخي شلونك؟

تنهد واستغربت
الشيخ : تريد الصدگ؟ أكو جماعة كاره وجودهم بالجامع
- سلامات شنو مسوين؟
الشيخ : طلبوا مني طلبات لا الله ولا عبادة يرضونها
- شنو؟ مثل ؟؟؟؟؟
الشيخ : لا تشغل بالك طردتهم ورزلتهم وما راح يعيدوها

بقيت عاقچ حواجبي مستغرب وبرأسي إلف سؤال بس انگطع
تفكيري على صوت دراجات عالي وعبالك انعاد الماضي

مُـسلحين على دراجتين هالمرة ورفعوا السلاح بأتجاه الشيخ
وصار الرمي سريع ومُرعب .. بس هالمرة قررت اغير الماضي

بسرعة ركضت اغطي الشيخ بجسمي ما أريد يمر بنفس الي مر بيّه
أبوي ولا يتيتمون أولاده .. ما أريد حتى لو كلفني هذا كل حياتي

تعدتنا الدراجات من صار صياح وركضوا الناس الي بالشارع علينا
باوعت للشيخ ما بيّ شي ويتنفس ونظراته مفزوعة ، أبتسمـت بوجهه

- ما بيك شي شيخي ما متت !

نظراته القلقة والخايفة تقربت مني وصاح
الشيخ : ولك وليدي تصاوبت أنتَ !!!

قبل لا أرد حسيت بـ شي يسيل من بداية ظهري لنهايته
شي حـار ، نزل يغطي الگاع ووياه حسيت الدنيا تسود بعيني
ومن بعدها فقـدت الوعي مستعد للموت

-

گعدت أحس بضغط على ظهري ، نايم على بطني
ريحة معقمات وأصوات أجهزة مزعجة

رأسي ما بيه إرفعه من السرير وما طلع مني صوت إلا
آهات مجحرشة وصوت خشن بسبب نشفان ريگي

انفتح الباب ودخل شخص يلبس روب أبيض وعرف عن نفسه
بـ إنه الدكتور الخاص بيه ، ما گدرت أرد لأن حلگي ناشف

الدكتور : الحمدلله على سلامتك يا بطل ، ينتظرونك
أمك والشيخ بره تريد أصيح الهم ؟

هزيت طرف راسي بتعب وطلع هو شوي ودخلت أم ميثم
وجهها مطعون ومبينه چانت تبچي وبعدها دخل الشيخ

أم ميثم : ليش يمه تفزع گلبي ليش؟ خرعتني والله شلون
بيه اذا عفتني بس گلي؟

- الله لا يگولها يمه ، لا تشيلين همي

أم ميثم : الحمدلله يارب على سلامتك

- الله يسلمچ

تقرب يمي الشيخ مبتسم وطبطب على كتفي وبسرعة سحب
أيده من طلع مني صوت متوجع ، هو حچه

الشيخ : ما أعرف شلون ارد جميلك وليدي الله شاهد عليّه
لو ما الله وأنت چان انا متمدد بالمغيسل

- لا تحچي هيچ يابه ماسويت شي اصلا

الشيخ : الحمدلله عدت سهله وطلع بس خدش سطحي من نزلتنا
يوم وتطلع بس لا تتحرك هواي ولا تنام على ظهرك لمدة
اسبوع على الاقل

- صار ، سهله

شويه بس ودخل حاتم مفزوع وهو يحچي
حاتم : عابددد ؟ عابد؟ ولك عابد هو هيچ؟ شلون او متت ولك؟

- ما بيه شي شبيك؟

حاتم : شلون بينا بهالعصابات الله لا يوفقهم ليش يمشون
ويكتلون بالناس؟ عساها بأعزازهم يارب

- لتخاف ترجع إلهم سهله
حاتم : ماگدرت تلگط عليهم شي؟؟
- لا
- للأسف

أم ميثم : يمه هذول هُم نفسهم چتالين أبني؟
حاتم : والله ما أعرف يمه
- أي نفسهم تأكدت

باوعوا لي كلهم مستغبين وسأل حاتم أول شي
حاتم : شلون عرفت !

- المُلثمين نفسهم ، الدراجة نفسها وحتى حاطين عليها
  رسمة نار بالضبط نفس الدراجة الأولى

حاتم : شلون ! شلون محد يلزم عليهم لزمه
       والشرطة شنو شغلتهم؟

- هه ، تتوقع الشرطة فارغين يدورون الدراجات وأصحابها
  وهيّ اكثر شي مستخدم بهالمدينة بالتحديد ؟ والفاعلين
  مقنعين؟ هنا محد عنده خلگنا وربك

أم ميثم : الله لا يوفقهم بحق محمد وال محمد ، الله ياخذ
          حقكم وحقي من بين عيونهم يارب

- ينوخذ ومن بين عيونهم واذكركم

حاتم : أمين ، شلونك هسه شلونه جرحك؟

- يوجعني شويه

ام ميثم : بيه ولا بيك ان شاء الله

- لا بسم الله يمه لا تحچين هيچ !

حاتم : اي يمه لتخافين حقنا راجع ونطلعة ان شاء الله

مر الوقت وطلعوا الكُل بس حاتم بقى يمي ، بالبداية امي ما قبلت
بس اجبرتها ترجع لان ما يصير بس مرافق واحد

نمت للصبح گدرت اتحرك براحة وطلعت ، أول شي اخذت اجازة
مرضية وهم من شغلي ، إشتغل عامل بالخشب ..

بعد مرور مدة لا تقل عن شهر ، طلعت من شغلي من وقت وآني
ببالي شي ، الدنيا العصرية والجو حار ورطب

حَر تموز يكتل كتل ، لبست چماق اغطي وجهي والحمدلله بُنية
جسمـي الطويلة ساعدت إبين شخص عشريني وتحركت بأتجاه
الدراجة.. دراجة تشبة دراجتهم ..

حركتها لحد ما وصلت منطقة مشبوهة ودخلت بيها أسوق على كيف
مستحيل انسى.. حقي يرجع واخذه خاوة

ركنتها بزاوية قريب من مصنع تطلع منه أصوات عالية
أول ما خطت رجلي للمكان لاخت أنظاري زلم يشبهون زلم
العصابات .. جوهم كله مسموم ومشبوه .. تحركت قريب من المصنع

إبتعدت عن الانظار كلها وانا اتسمع للأصوات ألي تجي من جوه
ناس تسب وناس تتعذب وناس تشتغل

تيقنت من مجرد كلمات قليلة إنه هُم هنا للمتاجرة بالممنوعات
شنو دور الشرطة هنا ؟ أه نسيت بلدي مهتم بالانتخابات أكثر من
الجرائم والاشياء الممنوعة

نزعت الچماق وعدلته أغطي كل وجهي وتقربت لبوابة المصنع
أكو اثنين يتهاوشون ووصلت بيهم بالدفع بس من شافوني
أختلف الوضع وتعابيرهم تبدلت وقتمت وسأل واحد

- خير ؟ أنت منو ؟؟

تقربت منهم بسرعه وميزت واحِد ملثم يشبه هذا الچان على الدراجة
أمس ، اجيت والله جابك ..

- حيوان آني أعلمك

بحكم اني ما بعمري ضارب او داخل عركه چانت خطوة متهورة
بس گدرت إضربه ! ، صح انضربت وتزورگت بس ضربته لحد ما
وگع بدون وعي شبه ميت !

- ولكم الزمووووه كتل يوسف ! أكيد هذا من جماعة العار مازن !!

شعور الادرينالين سيطر على جسمي وگدرت اتملص منهم وأركض
وانا اضحك بشماته .. حِل يستاهل !

وصلت للدراجة وبسرعة شغلتها أتحرك من مكانهم
سبقتني ثلاث دراجات بس ما أهتميت وگدرت أضيعهم

وصلت لمكان آمن ونزلت وبيدي ورقه وكتبت بسرعه
إسماء الاشخاص الي لگطتها واندفعت ألبد بزاوية ما إبين منها من
وگفت وحده من الدراجات ونزلوا أثنين

الأول ضرب الگاع مزعوج حيل وصاح
- اكيد هذا من جماعة مازن العار، اليوم المياح يلعنون سابع
  جدنا من يعرفون السالفة
  وحق ربك ، مو زين ما متنا من ما نهينا على الشيخ العار

- يمعود ما نعيدها اكيد انعرفنا بهذيچ المنطقة !

- دسكت هو ياهو شافنا

- الشيخ الأول ودع والثاني بس ينسون السالفة نخلص عليه

- شگد سهله لو وافقوا نروج لمخدراتنا بالجامع وما هددونا بالفضح؟
  ما يريدون حياتهم

- چان ريحنا راسنا وراسهم بدال ما يبيعون رسميات ومثاليات عود يابه
  مؤمنين.. يابه والعباس كل شيخ كـا****ي

- امشي امشي وخلي سالفة اليوم سِر لا يعرفون المياح ونديح

طلعوا وآنا لازم گلبي بالگوه لا يوگف من الي سمعته!!
مو رمي عشوائي چان!! لا !! انقتل أبوي عمدًا !

جمر أشتعل بگلبي وگبت ناري
شغلت الدراجة للبيت وبدلت ورجعت لنفس المكان

والله انا مو سليل أبوي وأخو أخوي اذا ما نفيت سلالتكم كلهـا

-

Another side
وسط أحدى المُدن وبأحد الاحياء الأشد غِنى

تحركت أدخل المطبخ ومنامة حريرية تُحيط جسدي ،
عيوني يُعكس بها تعب ونعاس بسبب السهر..
بحت عن الي يتجول بخاطري متكلمة : ميري انطيني گلاص مي

تحركت الخادمة مسرعة تمد كاس ماء وأخذته من أيدها
وشربتها أروي عطشي وبنفس اللحظة دخلت هيئة رجولية من
باب المطبخ الثاني وشاركتني الوقوف

- منو منور المطبخ اليوم؟ عاش من شافچ بلوتنا

قلَبت عيوني بملل وتبطر.. هذا الي كان ناقص

- شكلچ ما حابة تسمعين آخر الاخبار عن الي صاير ؟

تثبتت انظاري بعيونه وبحده نطقت

- كمال لا تخرس روحك بوقت احتاج هذا الحلگ الثرثار يلغي !

كمال : هسه صارت ثرثرتي تُطلب ؟ والله وتغيرت الاحوال

- كماال

كمال : صوتچ ، راح توصل رسالة لموبايلچ
        تخبرچ كُل شي صار للأسبوع هذا
         و شسمه ..

وقبل لا ينهي جُملته دخل طرف ثالث للمطبخ ،
قرف عائلة ال مياح الحربايه المتنقلة.. مينا

سمعت تمتمة كمال الخفيفة

كمال : خاف چانت عايزة ؟

مينا : عائلتي اللطفاء حيل متجمعين سوا؟ بحلم بعلم !

- مينا ليش ما تسدين بوزچ تطلعين أحلى، قرفتوني كلكم أريد
   واحد ينجرع بهاي العائلة ماكو كلها مجموعة سفله

كمال : بشنو زاعجين جنابچ بنت الباشا؟

- تنفسكم نفس الهوى يزعجني ، اكتموه

تقربت مني مينا بخطوات صاخبة بالكعب وحضنت أيدي
تتكلم بنبرة متصنعة مثل وجهها

- تگولين لي انا حلوة ؟ احبچ سِري

سحبت أيدي بقرف منها
وتكلمت أسيطر على أعصابي

- سِرچ ! هههه إنا أكثر شخص لازم ما تثقون بيه وسط هالبيت

كمال : لطالما الافاعي تلدغ بالصامت

- أفعى ؟ تشبهني بمخلوق زاحف تافه يستخدم سمه فقط
  للقتل ؟ أنت فعلًا تافه وغريب

كمال : الي اعرفه تفرح الانثى من يلقبوها بالافعى ؟

- تتظاهر .. الأنثى ما تلاگي لقب يناسبها ويوصف كيدها غير
  الأفعى وأصنافها للاسف وانا ما يستهويني

مينا : عكسي انا احب تلقيبي بالافعى

- لأن انتِ زاحفة ورغم تصنعچ إلا انچ متوقعة التصرفات

قبل لا ترد على كلماتي اللي خرجت بملل مني دخل شخص رابع
للمطبخ ، استعدلت بوقفتي كذلك الكُل .. دخل حضرة والدي المبجل

جلال: أشوف الكُل متجمعين هنا مع الخدم ؟

كمال : مجرد صدفة خالي

جلال : كملتي شغلتچ سـدير ؟

- نعم

جلال : أحسنتِ

مينا : مهمات من وراي ها عمو؟

جلال : روحه لعمو هسه تجاوبچ سدير

ضغطت على أسناني بغِل اسيطر على ملامحي ،
وصرحت بثقة مُتعمدة اثير الغضب بينهم

سـدير : نعم ، مجرد قضية سهله ومواضيع ما تفهمينها

تصبغ وجهها بغضب وصرحت بلطافتها المُتصنعة

مينا : ليش ؟ سهله جدا

- تجريد الأسهم بالخداع من مستثمرين وغلقنا القضية
  وربحناها لصفنا وبس

جلال : تسهل القضايا علينا بسببچ سدير.. راح أسوي لچ مكتب
        بالشركة منا وهيچ طوري نفسچ أكثر وتخرجي على خير

هزيت راسي بدون جواب وطلع تاركنا ، تفرقنا بدون أنتظار
والكل توجه لغرفته وللكل غاية

اثناء دخولي للغرفة وصلت لي رسالة نصيه وقرأتها

- أبكر يحاول يخترق الكمبيوتر ألي بمكتب سكرتيرة المدير
حتى ناخذ احتياط ونلزم شي عليه

- صعب ؟

- أكيد بس ما نتوقع الفشل بعد التعب كُله

- فهمني السكرتيرة وين الآن !

- هه خصوصيات أوس وانا ما احب أتدخل

- ما طول أوس بالموضوع الله يستر !!

- لا تظلمينه !! اكيد ياخذ إحتياط

- خلينا بالمهم ياس

ياس : صار

- لا تهمل إي تفصيل ممكن يستخدم ضدهم

ياس : شوفي سديـر

- ها ؟

ياس : جلال رجع دخَـل فاقد لمكتبة

استقمت بسرعة أحاول أربط المواضيع وأفهم .. أستوعبت سريعًا
أكيد عنده شك بفاقد !

- شلون ! شصار ما سولفلك شي ؟ راح اتخبل والله راح انجلط

ياس : هدي روحچ مو وقت أنفعال هسه

- أنفعل اكيد شلون ما انفعل فهمني !؟ راح انجلط وربك

ياس : لا تهتمين آني أشوف شيصير ويجيچ الصافي

- أگلك خاف عنده شك ؟

ياس : لا ما اتوقع وأنتِ حتى فاقد ما تحچين وياه صح؟

- الكُل يعرف علاقتنا تختصر بالسلام فقط

ياس : لعد ليش خايفه ؟

- خلص هاي هيّ بعد لا تهتم .. بس عينك لا تفارقهم

ياس : صار

نزلت موبايلي من اِذني وبنفس اللحظة رن بأشعار ظاهر على الشاشة
من كمال.. وتوسعت أبتسامتي بقوة مِن قرأت محتواها

كمال : لا تترددين أبدًا وكملي خطتچ مثل ما مخططه ، فاقد مو مراقب

-الحمدلله ، ماكو تردد

سديت الموبايل وحطيته بجيبي وبأستعجال توجعت للكنتور
لبست أول طقم صار گدام عيني ولميت شعري ولبست جنطة ظهر
بيها كُل شي أحتاجه من هذا البيت القذر

تحركت أفتح باب الشـرفة وبطريقة صرت حافظتها تسلقت
الحايط أنزل لتحت البيت وسرعت خطواتي

بعد أقل مِن خمس دقائق گِدرت اميز السيارة ألي بنهاية الشارع وهي
تتقدم نحوي.. صعدت سريعًا وتحرك هَو .. خرجت مني تنهيدة
حارة وصرخت

- أخيرًا فاقد أخيرًا !

ألتفت بـ بسمَة أخاذة وكف أيدة حضن كفي مبتسم وتكلم

فاقد : اخيرًا يا روح فاقد

ساعتين بالسيارة كفيلة نوصل مكان المطار ..
رحلة لبلد مجاور هيّ آخر خطوة وبعد ما نرجع لهنا لو على جثثنا

فتحت موبايلي وكسرت السـيمكارت وهو قلدني بنفس خطوتي
وتحدث بثقة : ما نحتاج احد من اليوم ما النا غير بعضنا

تبسمت أهزهز رأسي ورديت : أكيد ، صح راح يزعلون مني الشباب
لأن غدرتهم وتحركت قبل الموعد بأسبوع بس ما چنت ضامنة أحد

فاقد : لا تخافين من محبتهم ألچ ما راح يحچون شي ويعرفون ظروفنا

سدير : ان شاء الله

بمجرد ما حطت خطواتنا بالبلد الجديد بدأنا من نقطة الصفر
شغل جديد ، حياة جديدة ، بيت جديد .. وبداية زواج من الصفر

•✤—————————•—————————✤•         

يتبع ..
لا تنسوا أن تنيروا سمائي بـ نجومكم 💛

Continue Reading

You'll Also Like

28.2M 1.7M 54
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
6.7K 476 1
„ كوَنوا مُحبين لنعمكُم ،
5.8M 131K 66
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قل...
827K 36.5K 28
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...