دروب العَتمة🖤[مكتملة]

By Ji5883

2.8K 135 983

25/12/2023 1/06/2024 . «أملتُ أن أعيش حياةً طبيعية معهما، لكن صُدمتُ بجثتيهما تُلَوحُ لي بإستسلام!! » مُنذ... More

الفصل 1:المجروح من اهله لايشفى
فصل 2: اليتم صعب!
الفصل 3:بصيص أمل.
الفصل 4: مهلا، ياتعاسة!!
الفصل 5 الخيال أم الواقع
الفصل 6:دستور الحياة
الفصل7: أنيــــــــــن الدمــــــــــوع
الفصل 8:اللقاء المنتظر....... ♡
الفصل 9:خطوة جديدة
الفصل 10:شخصين في شخص......... المُقنعٰ
الفصل 11: وَتتقاطع الدروب!
تعريف بالشخصيات..... ♡
الفصل 12:حقائق مدفونة 1
الفصل13:حقائق مدفونة2
الفصل 14:جروح الصمت
الفصل 16:لَعَلْهُ خَيّرْ {وَقُلْ الحَمْدُ اللهِ}
الفصل 17: كزهرة الخُطمِي
اقتباس♡
الفصل 18: سَمْفُۆنِيْةّ عَاشِقْ
اقتباس......
اقتباسات ♡
الفصل19:البحث عن الخلاص
طلب 💔
الفصل 20:توأم الروح || الجزء الأول
الفصل21:توأم الروح || الجزء الثاني
اقتباس ♡
الفصل22: صَبْوَةُ وِجْدَانِي
الفصل 23:وَقَائِعُ مُتَدَاخِلة
الفصل 24: أَلَمٌ وَفُرَاق......... {وَداعاً مَلاَكِي}
الفصل25 :سُنَنُ الحَيَاة ||الجزء الأول
الفصل الأخير: سُنَنُ الحَياةْ ||الجزء الثاني
تنويه ❤

الفصل15:أقرب من قلبي لقلبي

87 4 4
By Ji5883

لا تكن بخيلا... وضع نجمة في الأسفل
أيها المار الجميل.... ♡✨
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويسألونك عن الأم:
قل لهم هي ذلك النبع الفائض بالحنان، تلك الوردة التي اذا ازهرت أسكرت المكان بعبق رائحتها، ذلك الأكسير، تلك الماسة المفقودة... الأم آمان،دفئ وحنان، عالم بلا اسوار.....عن الأم نتحدث تعجز الألسن عن النطق والكلمات عن التعبير والقلم عن الكتابة... الأمومة هبة ربانية، وريد آخر يجعل من الفؤاد باسما،صلة روحانية صادقة....فما أغلاك يامن تملكين حب الدنيا بين ثنايا قلبك!
ــــــــــــــــــــــــــــ
وعلى حافة الطريق تظن أنك قد أنتهيت، تظن أنه لامجال للاستمرار، هناك وفي نقطة سقوطك منطلقك الجديد نحو القمة ينتظرك
علو بلا حدود!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصلتا الى المنزل بعدما شع الأمل في قلبيهما أخيرا وشعرا أنهما سيصلان الى مرادهما أخيرا، بعد عناء كبير.... دلفت حنين الى غرفتها تجر أذيال الحزن والألم الذي أخفته طوال الوقت فقد كان دخول والدها السجن ظلما صدمة وموته صدمة أخرى... فلم تكتمل فرحتها بأن تجتمع بأبيها مرة أخرى بعد غياب دام لعام كامل.... وخصوصا بعد أن تم تبرأته من التهمة المنسوبة إليه
Flach back
كانتا في المطبخ تمزحان وتضحكان ترمي الفتاة القليل من الدقيق تارة على وجه أمها وتبتسم الأم باستسلام تارة أخرى في حين أن الأب يحتسي عصيرا يستمتع بمشاهدة مشاكستهما معا .... كانت عائلة صغيرة ومتواضعة وسعيدة لا هي بالغنية ولا بالفقيرة تكفي نفسها بنفسها....

لكن لم تكن سوى دقائق سعادة عابرة... حتى دق جرس البيت ليتقدم الأب من البيت يفتح الباب و قد قابلته الشرطة قائلة: "سيد رمزي أنت رهن الاعتقال بتهمة القتل" كانت كلماتهم أشبه بالصاعقة التي حطت على مسامعهم جميعا، جعلتهم يقفون مصدومين غير قادرين على استيعاب مدى حجم الكارثة.... وضعت الشرطة الأغلال على يدي المسكين الذي لم يقوى على نطق كلمةواحدة واقتادته نحو السيارة تاركة حنين وأمها في صدمة...
ثواني حتى أغمي على الام وانهمرت دموع حنين على خديها وكأنها شلال يأبى الانقطاع... حملت هاتفها تتصل بالاسعاف في حين كانت أمها ترقد بين احضانها وسيل دموعها ينهمر على وجه أمها شيئا فشيئا.
نُقِلتْ الأم الى مستشفى ورافقتها حنين التي قد انشغل عقلها بوالديها أحدهما مُغْماً عليه والآخر مُعٰتَقٓل... وهي تدري جيدا أنهم بلاحول ولاقوة لا يملكون مالا لتوكيل محامي جيد
لدفاع عن أبيها..... ملكت أمرا واحدا أوحد وهو الدعاء لهم فهي تدري أن هناك رباً رحيماً لا ينسى عباده... رباً كريما، عفو، قادرا على كل شيء.. فراحت تناجي ربها في صمت وهي تراقب والدتها التي مازالت فاقدة للوعي فقد ارتفع ضغطها قائلة: " ياالله اشف أمي فانت قادر على كل شيء ياربي أعن ابي في محنته واكشف الظالم، ياربي اجعله خيرا" وادمعت مقلتاها التي لم تتوقف أبدا... وبعد حين صدر قرار المحكمة بالحكم على رمزي مدة عشرة سنين سجنا نافذا بتهمة القتل اذ أكدت بصماته على سلاح الجريمة الذي وجد في سيارته (كان سائق سيارة اجرة والسلاح كان في سيارته التي أعادها لشركة بعد ما أنهى عمله معهم وذلك لإيجاده عملا آخر ) خلال أيام تغيرت حياة تلك العائلة الصغيرة نحو الاسوء وفارقتهم البسمة واجتاح الساحة البؤس الشديد.
~~~~~~~~~~~

وما يواسي المؤمن في صعابه سوى جملتين «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»«وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم» ولا ندري ولن ندري أبدا ماالأفضل لنا، فمن دبر هذا الكون بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة، أ ينساك ويخطأ في تدبير حياتك؟؟! لا وحاشاه فهو المدبر لكل شيء...
Flach back end

غيرت ثيابها لأخرى مريحة وظفرت شعرها الناري الطويل المنسدل وذهبت الى المطبخ لتساعد أمها في إعداد الغذاء.... قاطع انشغالهما صوت الباب الذي فتحُ ليدخل ذلك الذي شحب وجهه وانهكت اعصابه لينطق بعدما استعاد انفاسه متقدما من والدته وشقيقته يحضنهما بذراعيه: "لقد مات أبي الآن، وتحطم كل ما كنت أفعله لتبرأته.. و كل محاولتي بآت بالفشل الذريع ، أنا آسف لأنني تأخرت في ذلك، أنا آسف لأنني كنت عاجزا، آسف لجعلكما تتألمان...." واغرورقت عيناه اللتان من الاخضرار قد بدت سوداء دموعا ...

لتبادلاه العناق ونطقت تؤأمه قائلة:"أخي سيف نحن لاذنب لنا،قد حدث ما حدث وماقدر الله فعل،لا تلوم نفسك أبدا،يكفي وجودك دائما معنا" قَبَل جبين أمه التي أكتفت بالصمت حليفا لها في كربها ومسح دموع الهوامع التي انسابت على وجنتي توأمه بيديه...

ثم سألت:"اذا ماالذي جرى في مركز الشرطة،لم أستطع أن ألحق باكرا من السفر" ردت أمه:"لا بأس إبني نحن ذهبنا واستمعنا لنائب العام المسؤول"

اضافت أخته:"أجل ذهبنا هناك والتقينا بإبنه الشاب و......"هكذا قصت حنين كل ماجرى معهم لأخيها سيف وهو يصغي لها بانتباه .
ــــــــــــــــــــــــ
في شركة الغد
قد مرت ساعة بالفعل على الأمر الذي أوكله مصعب لسكرتيره... وهاهي الآن منار تقف أمام استديو التصوير، لتقدم تلك الحصة التلفزيونية،(كان برنامج صباحي لمدة خمسة واربعون دقيقة يستضيف في كل مرة أشخاص ناجحين كأصحاب المشاريع المصغرة يخوضون حوارات بسيطة مع الصحفي، هدفه دعمهم و اعطاء فكرة لشباب حول المشاريع تحت عنوان "طريقي نحو النجاح" هكذا هي قناة غد تنتقي برامجها بعناية شديدة وتدرس الفائدة منه قبل أي شيء آخر، فهي تبحث عن انتقاء متابعيها أيضا)

(منار) تحركتُ بضعة خطوات نحو الاستديو بعدما قرأت دعاء تيسير الأمور وأخدت مكاني في حين قابلني شاب ثلاثيني كان ضيف الحلقة، كنت مرتعبة كثيرا فلأول مرة سأسجل حصة وإن لم تكن حصرية فهي مع ذلك أمر صعب الا أنني كنت واثقة من نفسي كثيرا، فقدراتي تمكنني من فعل ما أرمي له منذ الصغر، أخدتُ شهيقا وزفيرا، أنظم به أنفاسي المبعثرة وأغلقت عيناي لثواني وما أن فتحتهم حتى وجدته يحدق بي بخضراويتاه الحادتين من إحدى زوايا الأستديو.

لا أنكر أنه وسيم وشخص منضبط وجِدي ألا أنه مرعب في بعض الأحيان كذلك... بلعتُ ريقي وأزحت ببصري عنه فنظراته لم تتغير البتة، أخرجني من سهوتي صوت المخرج الذي أعلن عن إنطلاق الحصة التلفزيونية)

"السلام عليكم سيداتي، سادتي، متابعينا في كل مكان و أين ما كنتم، أهلا بكم في عدد جديد من برنامجنا الصباحي«طريقي الى النجاح» وكما عودناكم في الأعداد السابقة، في كل مرة قصة جديدة ودرس جديد نتعلمه وسر يقودنا نحو
النجاح واليوم لا يختلف عنهم كذلك.

لدى رحبوا معي وبدون اطالة بسيد أدهم مصطفى صاحب شركة ناشئة مصغرة للاكترونيات، كيف حالك سيدي وكيف هي أمورك بخير؟" اردفت منار تنطق بهاته الكلمات الافتتاحية بكل ثقة ورزانة ليأتيها الرد من سيد أدهم: "بخير والحمد الله أتشرف بأن أكون ضيفا في هذا البرنامج الذي يدعم الشباب"
"اذا سيدي، ماهي قصتك مع النجاح وكيف أتتك فكرة شركتك للاكترونيات التي هي اليوم معروفة و متميزة رغم صغرها ؟" سألت منار

ليجيبها: "في الواقع أنا كنت طالب أعلام آلي متفوق ومع ذلك لم أوفق في إيجاد عمل مناسب ووصلت
لنقطة كنت قد يأست فيها تماما وفقدت العزيمة
لكن وبعدما سمعت انهم يدعمون الشركات الناشئة.. كانت بمثابة الدافع لي لأفكر في الحلم الذي تركته طويلا...وطبعا بمشيئة من الله وتوفيق منه ، الحمد الله بعد عناء طويل وتعب كبير وسهر أيام كثيرة
تيسرت الأمور واستطعت إفتتاح شركتي المصغرة والتي بإذن الله ستصير أكبر بكثير وانا في صدد العمل عن ذلك"

"جميل أن نحلم والأجمل أن نرى أحلامنا تتحقق في أرض الواقع، قد أثبت بكلامك الآن أنه لا يجب على الشباب الإنهزام عند أول مشكل يواجههم، بالنسبة لك ما فهومك لنجاح، سيدي"

"حسب تجربتي الشخصية، أظن أن النجاح في عدم التوقف والتحلي بالصبر ومجابهة الصعاب لتصل للمبتغى"

"صدقت، النجاح في أن تحقق ما يسعدك ومايشعرك بالراحة، أن تسعى، أن تجتهد، أن لا تفقد العزيمة وأن تتوكل على الله، أخيرا هل لديك أي نصيحة تقدمها لشباب اليوم"

صمت لبرهة ثم حك ذقنه وأجاب: "أفضل نصيحة أقدمها لهم، نحن جميعا نعيش تحت ظروف متشابهة وإن أختلفت حياتنا قليلا، لكل شاب لا تقارن ذاتك بالآخرين ولا إنجازاتك بهم ولا ميولاتك ومواهبك بهم، لكل من يملك شغفا في أمر ما لا تقتل شغفك بنفسك، بل أحيه ما أستطعت!"

"شكرا لك على حضورك سيد أدهم مصطفى، كنت ضيفا خفيفا، نتمنى اننا كنا نحن أيضا كذلك، كما نأمل أن تصل رسالتك لشباب بمعناها الجميل، والآن قد وصلنا لنهاية عددنا اليوم، الى اللقاء في عدد آخر ودمتم في رعاية الله وحفظه"

أختتمت منار الحصة بهاته الكلمات ليتوقف التصوير... هناك كان يقف مصعب وقد علت آبتسامة محياه فقد أعجب بأسلوبها في التقديم وكأنها معتادة على ذلك وليست أول مرة لها،وجمال الزهري قد ترك انطباعه هو الآخر فقد ناسبها بشكل مختلف و متميز جعل من بندقياتها تلمعان.

لكن فجأة تغيرت معالم وجهه لأخرى حادة وشرارات الغضب تنطق بها عيونه فقد رأى السيد مصطفى يمدحها قائلا: "آنسة منار، لديك مستقبل باهر في عالم الصحافة أتمنى لك التوفيق يبدو أنك صحفية متميزة جدا " ولأول مرة يرى ابتسامتها وغمازتيها اللتان حفرتا وجنتيها بعناية وجمال فماكان منه سوى مقاطعة حديثهما قائلا "سيدي، نشكرك على حضورك، معك المدير التنفيذي لشركة الغد لاشك أنك تعبت، دعنا لا نتعبك أكثر" أجابه: "لي الشرف، لا يوجد تعب سيدي أتمنى التألق لشركتم وخصوصا إن كان هناك صحفيين مثل الآنسة منار" ابتسمت بخفة منار في حين قد زيف مصعب الابتسامة ورد عليه: "بالطبع شكرا لحضرتك" ثم غادر أدهم نحو مكان مخصص في الشركة لإكرام الضيوف ، منار لم تفهم شيئا لكنها تأكدت أنه فعل ذلك عمدا إلا أنه صدمها حين التفت لها قائلا

"لا تبتسمي، فغمازتاك تحطمان أسوار قلبي"

وغادر المكان أما هي فبقيت مذهولة تستوعب
ماقاله لتو "ماذا؟؟؟ أكان يتحدث معي، لكن كيف، ولما أنا خاصة، هل هذا يعني أنه معجب بي، ياالهي
يبدو أني قد وقعت في مصيبة" اردفت تقول هذا بعدما تأوهت باستسلام لتخرج من شرودها على صوت زميلتها التي هنأتها بحلقتها الأولى وأبدت مدى إعجابها فشكرتها لذلك وتمنت لها التوفيق أيضا.
~~~~~~

دخلت الى مكتبه منزعجا للغاية لكنه لم يدري لما فعل ذلك كل مافي الأمر أنه أراد ذلك حينها وفعله... نزع سترته التي أخدت اللون الدموي على الكرسي وجلس بعدما رتب شعره قليلا وأخد كأس قهوة سادة و أرتشف منه ثم راح يحدث نفسه "صحفية مميزة إذا؟" "هاا يقول لديها مستقبل باهر" ثم ارتشف مرة أخرى من الكأس ليتذكر ابتسامتها
"لقد كانت تبتسم له" " لكنها تمتلك ابتسامة ساحرة في الحقيقة، هل أبدو مرعب في نظرها، كل مارأتني تعيرت ملامحها لعدم الإرتياح؟! "
دق الباب ليفيق من حواراته الداخلية قائلا: "تفضل يمكنك الدخول...."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتقل زين وسمير وضباط القضاء الى التحقيق في أول مكان لهم ألا وهو المستشفى المركزي... دلفوا الى الداخل تحديدا في الجناح المخصص لطب الشرعي ليجدو المسؤول عليه ينتظره فقد أبلغوه سلفا....

وكان اول شخص بدأو معه التحقيق وقد تولى ذلك ضابط القضاء في حين كان زين وسمير يلقون نظرة على معالم المكان بعناية لكنه تفاجئ بتلك التي تحدقه به بخضراويتاها "لم أستطع البقاء في المنزل بعد ما سمعت أنكم ستقومون بالتحقيق هنا أنا آسفة" اردفت جويرية تقول كلماتها ليبتسم هو الآخر بخفة على ماقالته ونبس في داخله "أساسا إن لم تأتي كنت سأستغرب، تفعلين ما يحلو لك ثم تعتذرين، غريبة لكنها فريدة"

رد بصوت أعلى: "آنسة جويرية، يمكنك البقاء لكن لا تتدخلي في أعمالنا رجاءا"

"بالطبع أمرك" ثم دخلت الى الغرفة حيث كانو يقومون بتحقيقات واستجوابات سطحية مع المعنيين و قد أوصى بها زين ذلك من أجل أن يسمحو لها بالمشاهدة فقط فهي تعتبر عائلة الضحيتين....

هكذا استمرت الاستجوابات لكل من في القائمة وقد دام الأمر أكثر من ساعتين، كل يعطي حجة غياب واضحة وأعذار كثيرة والبعض يدعي النسيان لم تتبقى سوى شهد.

"سيدة شهد انت تعملين هنا منذ وقت طويل... كم المدة تقريبا"
اردف الضابط يسأل لتجيبه: "أكثر من ست سنوات أعمل في هذا المجال تشريح الجثث"

سأل مرة أخرى: "إذا، تتذكرين قضية العقيد وزوجته فقد نقلا لهذا المستشفى لتشريحهم"

"نعم، أتذكر ذلك جيدا، وقتها كنت طبيبة جديدة"

"جيد، هل تذكرين أي شيء مشبوه او مثير للشك"

ردت وقد تلعثمت في الكلام: "لا أذكر أي شيء من هذا القبيل سيدي" ليضيف: "نحن في صدد البحث في القضية، نرجو التعاون معنا اذا تعلمين أي شيء أخبرينا، أعيد سؤالي مجددا!"

هزت رجلها قليلا بتوتر ثم أغلقت يديها بإحكام تمسك بعبائتها ثم قالت: "لا حقا لا أتذگر أي شيء"

"حسنا يمكنك الانصراف" وغادرت بسرعة المكان لكن هذا لم يُفْوته زين أبدا الذي حلل حركاتها وتقاسيم وجهها جيدا واستنتج أن هناك ماتخفيه والامر ذاته قد لاحظته جويرية ثم أنهو التحقيق ليأمر زين سمير قائلا: "أريد بحثا مفصلا عن السيدة شهد معلومات عن حياتها العادية والمهنية وفي اقرب وقت ممكن"

ليتسائل: "لكن لما حضرة النائب"

"هناك أمر أشك به عندما أتأكد سأخبرك والمسؤولين"

" تحت أمرك "اردف سمير يرد على زين....

لكن قاطع حديثهما رنة هاتفه قد كانت نادين وهي لا تتصل عادة في أوقات عمله لدى أجاب بسرعة" أهلا نادين، هل هناك أمر ما "لتجيبه بصوت خافت ممزوج ببكاء" أمي، أمي يازين.... "

تغيرت تقاسيم وجهه لاخرى قلقة وقال:" مابها نادين، أجيبي..." فقدت الوعي فجأة وحرارتها مرتفعة جدا ونحن الآن في سيارة الاسعاف في طريقنا الى المستشفى المركزي "

رد عليها: "لا تقلقي أختي، ستكون أمنا بخير سأنتظرك في المستشفى لا تخافي لست وحدك" لتجيبه: "الحمدلله، ان شاءالله تتحسن" ثم أقفل الخط مباشرة ليسأله سمير: "مالأمر حضرة النائب هل هناك مشكلة؟!" التفت له زين في حيرة من أمره ثم قال: "أمي فقدت الوعي وهي الآن في طريقها الى المستشفى آمل أن يكون كل شيء بخير وحسب." ليرد سمير: "ستكون بخير ان شاءالله لا تقلق زين" وربت على كتفه، أجل قد تبدو علاقة سمير وزين رسمية في أغلب الأحيان الا أنهما يسقطان الرسميات والحدود وقت الحاجة ويكونان أكثر من مجرد أصدقاء...

وقفت جويرية تنظر لهما وقد تأكدت أن شيء قد حصل لزين فبالرغم من انشغالها بشهد وما تخفيه علما انها تعرفها من مدة ولا تستطيع تخيل أن مراة لطيفة كتلك قد تحيك عملا قذرا فهي فكرة أشبه بضرب من الخيال. الا أنها ومع كل ذلك لم تستطيع منع نفسها من التفكير فيه هو الآخر.

بعد مدة، وصلت سيارة الاسعاف لتخرج منها نادين التي أخدت نصيبها من الفزع والقلق والبكاء وحمالة قد وُضِعت فيها والدتها وما أن رأت أخاها حتى ارتمت في حضنه باكية في حين قد بادلها العناق ونظر لأمه التي نقلت لقسم الاستعجالات... وأخدو ينتظرون هناك أمام قسم العمليات لكن ما لم يفهمه زين لما قد يدخلوها هناك وقد فقدت وعيا فقط، حك رأسه بقلة حيلة ولتوتره الشديد ونظر لأخته التي كانت جالسة على أحد الكراسي تمسح دموعها بكلتا يديها وتدعي ربها، اتكئ بجسمه على الجدار ورفع رأسه ينظر في الفراغ ثم أغمض عسليتاه ولسبب ما قد مر من أمامه إحدى أسوء ذكريات طفولته في أحد أجمل أيامه.
Flach back
قبل سنوات
كان سعيدا للغاية، قلبه يرقص فرحا وعيناها تنطقان بكل مايشعر، اليوم سيسعد أمه بنتائجه المبهرة في شهادة التعليم المتوسط ويبدو أن الفرحة مضاعفة لأن اليوم أحد أيام عيد الفطر المبارك ، رأى نتيجته التي كتب عليها مبروك ناجح بمعدل16.56... يبدو انه حقق ماكان يعتقد أنه مستحيل في وقت ما وقد أثبت لنفسه بأنه قادر مدامت العزيمة في محلها...

ذهب راكضا لأمه التي كانت مع شقيقته تُلَعِبها في الارجوحة التي في الحديقة التي أمام مسكنهم صرخ قائلا: "أمي، أمي، أمي، لقد نجحت" ثم التقط انفاسه وأضاف "أنني متفوق ولست بناجح فقط مثلما تمنيتي لقد تحصلت على معدل رائع" وأراه لها.

ابتسمت والدته وفرحت للغاية وردت: "عزيزي، كنت أعلم إنك تستطيع فعلها، أنت فتى مطيع لم أشك يوما فقدراتك جميلي، مبارك تستحق ذلك" وذرفت بعضا من دموع الفرحة وضمته إليها في حين هو شعر أنه وأخيرا قد نفع في شيء ألا وهو إسعاد أمه التي لطالما كانت مكتأبة وإن لم تقل لهم ذلك يوما.

قاطع احتفالهم صوت والده الغاضب الذي قال: "نورة الم أقل لك لا تغادري المنزل، كيف تعصين أوامري؟!"
اجابته: "ماالذي فعلته، حتى تصرخ هكذا، خيرا هذا عيد ألا يحق لي المغادرة" لكنها لم تتم كلماتها وأتتها صفعة قوية جعلتها تمسك خدها بتألم ومن دموعها تنساب بهدوء وكل الخلق الموجودين هناك يوجهون نظرهم لها ليقول: "أصحبتِ تردين الكلام أيضا، لا تنسي من أمامك" لتجيبه بعدما لملمت شتات نفسها قائلة: "لا يمكنني الاستمرار معك على هذا الحال،أنت أسوء إنسان رأيته في حياتي كلها، لا يهمني العواقب سأتطلق مهما كلفني الثمن، أتظن أني لا أعلم بأمر زوجتك الأخرى أنا فقط أدعي الجهل، هل تفهم؟! " لم يتمالك نفسه إزاء كلماتها التي بعثرت كبريائه فماوجد نفسه سوى يصفعها تارة أخرى وأمسكها من حجابها يجرها الى البيت تحت أنظار صغيريه والجميع.

قد تقولون أين الجميع لماذا لم يوقفه أحد عند حده أو على الأقل يتحدث اليه، لكن واسفاه نحن في مجتمع اعتاد دور الجماهير، مجتمع يتسابق لتوثيق أسوء لحظات حياتك، مجتمع يبحث عن إرتفاع المشاهدات على منصات المواقع الاجتماعي أكثر من مساعدة ذلك الشخص الذي يعاني أو لنختصر بقول
مجتمع يطبق مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد"

أدخلها البيت تحت بكاء نادين وصراخ زين لكنه لم يكترث بأمرهما كل ماكان يهمه كبريائه الذي خدش توا، أخرج حزاما من خزانته وأخد يضرب تلك المسكينة التي كانت مرمية على الارض أمام طفليها
كان أشبه بالوحش، اذ غضب لا يرى أمامه أحد.

زين تحطم في تلك الثانية الى أجزاء، تهشم قلبه
الى قطع صغيرة، اغرورقت عيونه دموعا ودما على مايراه الآن، معاملة الدواب ليست معاملة بني آدم،
هو لم يملك القدرة على منعه، فوالده ضخم البنية لم يجد من نفسه سوى معانقا لوالدته يتلقى الضرب بدلا عنها بعيون باردة وجامدة خالية من المشاعر.

لم يتوقف والده بل استمر في ماكان يفعله الى أن نطق زين قائلا: "أتعدل بين الناس وانت لم تعدل بين نفسك قط، أتسمي نفسك قاضيا وانت لم تقاضي نفسك أبدا، أتظن نفسك إنسان أبي لا أنت مجرد وحش، ولا يليق بك عملك ، أنت مريض نفسي يلزمه الحبس الأبدي وصدقني أنا من سيفعل ذلك وآثار حزامك ستشهد على ذلك"

لم يعلم مابه لكنه توقف فجأة وحك رأسه بغضب وركل الطاولة جانبا ثم غادر البيت، كان من المفترض أن يكون عيدا سعيد اجتمعت معه فرحة نجاحه لكن
يبدو أنه أسعد أيام صار أتعسها، مسحت أمه دموعه الباردة في حين قد ارتمت نادين في حضنها تبكي بدون توقف وتوعدت أن تتطلق منه وإن اطرها ذلك أن ترفع قضية وهذا مافعلته بالفعل..... بعد مدة من المناوشات وبعدما قدمت شكوى ضد زوجها الذي يعنفها، وبعد أن أثبت ذلك بالأدلة استطاعت
المحكمة أن تنصفها وتمنحها الطلاق والحق في
تربية الاطفال لكن لا ننسى أن زوجها لم يحاسب سوى شكليا فهو نهاية قاضي معروف ومن يومها لم يروه أبدا،كما أنه وبعد مدة مرضت والدتهم وبقيت كثيرا في المستشفى واضطر زين أن يكفل اخته وامه ويهتم بهما رغم صغر سنه فقد عمل في العديد من الأعمال وتلقى العديد من التوبيخات وصبر على الراتب الضئيل لا لشيء فقط لأجل والدته المريضة وأخته ذات الخمس سنوات .

Flach back end
عاد الى واقعه على صوتها قائلة: "حضرة النائب تفضل هاته المياه" وهي تمد له القارورة ليجيبها:"شكرا لك " ثم أضافت "لا تقلق سيكون كل شيء بخير، ان شاءالله ستشفى تماما" رد عليها بعدما حدق في عينيها: "ان شاءالله"... تركته ثم تحكرت ناحية أخته التي كانت غارقة في بحر دموعها قدمت لها منديل وقارورة ماء ثم اردفت قائلة:" تفضلي، كفى بكاء ستنهض والدتك على خير ان شاءالله "قابلتها الاخرى بملامح استغراب لترد قائلة:" من حضرتك، أنا لا أعرفك"ابتسمت جويرية بخفة وقالت: "اسمي جويرية صلاح، أعمل هنا في تشريح الجثث، أعرف النائب العام زين معرفة سطحية وذلك لأنه مسؤول عن قضية تخصني وعندما لمحتكما ارتئيت ان اعرف مالأمر، هل يكفي هذا كتعريف؟!"

لتجيبها نادين: "أجل تشرفت بمعرفتك آنسة جويرية انا أدعى نادين شقيقة زين الصغرى، أدرس لغة عربية في عامي الأول" ردت بعدما حدقت فيها مطولا: "أنصبح صديقتين؟"

اندهشت نادين بل وسعدت ثم اجابت بشيء من الخجل: "وهل يمكن ذلك" ليأتيها الرد من الاخرى التي ابتسمت لعفويتها قائلة: "طبعا، عزيزتي، يمكن ذلك، والان لا تقلقي كثيرا ان شاءالله أمك بخير" لتقول الاخرى: "آمين"
~~~~~~~~~
بعد مرور نصف ساعة
خرج الطبيب من غرفة الاستعجالات، ليتقدم له زين تتبعه نادين وجويرية، وما إن رآه حتى تفاجئ
قائلا : " انت الشاب من المركز، أنت طبيب؟ "
ليجيبه: "النائب العام هذا أنت، أجل أعمل هنا" ليسأل زين: "اذا أيها الطبيب ماحال والدتي" تغيرت ملامح جاد وقال: "حضرة النائب العام سأطلعك على التفاصيل في مكتبي اتبعني رجاءا" ثم نظر لخلفه قائلا: "اختك يمكنها رؤية والدتك الآن" لكنه لمح جويرية وهذا ما أثار حيرته ليقول" جويرية، أنت هنا، لماذا أليس اليوم عطلتكم؟ " دهش زين من منادته لها باسمها فقط جعله هذا يتلخبط أكثر فأكثر فلأي مدى هو مقرب لها لدرجة اسقاط الالقاب ، اجابته هي الاخرى: "حدث أمر اضطرني للمجيء للمستشفى اليوم والتقيت بنائب واخته وانا هنا لمعرفتي بهم" رد هو الاخر: "آه هكذا اذا، جيد" بعدها غادر جاد وزين لمكتبه.

"أخبرني حضرة الطبيب، هل أمي تعاني من شيء ما سيء؟" اردف زين يسأل جاد.... فيما أخد جاد ينظم كلماته وينتقيها فما سيخبره به صعب للغاية: "حضرة النائب العام" قاطعه: "ادعى زين لاداعي لحضرة النائب العام" اكمل قائلا: "سيد زين، كما تعرف نحن ليست لدينا القدرة على اختيار اقدارنا، ولابد من وجود أزمات عديدة"

رد عليه: "طبعا هناك" ثم أكمل جاد: "اذا ولأننا مسلمون فنحن نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، سيد زين، أمك مريضة بمرض خطير وهو في مرحلته الثانية"

اتسعت حدقتا عينيه لما سمعه ثم سأله بتوتر: "مما تعاني أمي دكتور؟"

اجابه: "أمك مريضة بسرطان الدم في المرحلة الثانية واليوم قد اضطررنا لتدخل لاجل هذا الأمر"

أغمض زين عينيه بألم فقلبه يحتضر اللحظة فهذا الخبر كان أشبه بالصاعقة ، زفر بقوة ثم قال"الله أكبر، وما الحل دكتور هل هناك علاج أو أمل في أن تعيش؟! "سأله بترجي

أجابه جاد:" طبعا هناك أمل وان كان ضئيلا، بما أنه في مرحلته الثانية فأنني أقترح ان نبدأ العلاج الكيمياوي الى حين نجد المتبرع الأنسب للنخاع الشوكي وتصير لديها القابلية لأجراء العملية فالآن
من غير الممكن إجراء عملية وان توفر المتبرع ذلك لأن بنيتها الجسدية ضعيفة وآمل أن ينجح هذا"

رد عليه زين "هذا ما آمله ايضا عسى خير شكرا دكتور"

قال الاخر: "لا داعي لشكر هذا عملنا، أيضا أدعى جاد" ابتسم زين ببؤس ثم قال: "تشرفت بك سأذهب الآن عن إذنك" رد جاد: "إذنك معك"

غادر زين الغرفة متجها لأمه يحمل على اكتافه عبء ثقيلا وضخم للغاية لا يعلم الا الله كما أنه لا يدري كيف سيواجه أخته وأمه بهاته الحقيقة المؤلمة لكن لا مجال للمماطلة أيضا... تقدم نحو الغرفة ليلمح أمه تبتسم بصعوبة لنادين التي كانت تنطق بالكثير وتربت على رأسها، كان منظرهما رائع رغم الألم...

دق الباب عدة دقات ثم دلف يقول: "أيتها السيدة الشابة أقلقتنا عليك" وقَبل يديها لتسأله نادين: "ماذا قال الطبيب لك؟"

شحب وجهه ثم نظر لكتيهما ثم قال: "نادين، ايتها السيدة الشابة، ياجنتي، هناك ماسأخبركم به
لكن لا تفزعوا سريعا، فكل شيئ سيكون بخير بإذن الله ومشيئته"

نطقت اخته: "خيرا، افزعتني منذ الآن" بلع ريقه ثم

أجابها: "أمي قدر الله وماشاء فعل، انت مصابة بسرطان الدم في مرحتله الثانية الا ان الطبيب طمأنني بأن العلاج موجود وسنبدأ بالكيمياوي ونقوم بعملية نقل النخاع لاحقا"

جحضت عيناي نادين وقد وضعت يداها على فمها فهي لم تصدق ثم أنفجرت باكية الا ان صوت أمها قد اوقفها حين قالت: "ابني زين، ابنتي نادين، لا داعي للحزن، هاته مشيئة الله والله ان احب عبدا ابتلاه، اساسا كنت أشعر باني لست على مايرام وتوقعت كل شيء، المهم هو الصبر احبائي، انا مؤمنة بأن علاجي بيد رب العالمين فلا تحزنا نفسيكما عبثا، أولم يصبر نبينا أيوب على كربه ومرضه، ومن نحن حتى نجزع ونيأس ونفقد الأمل، لقد عانى نبينا لسنوات ولم يفقد أمله بخالقه، وهل نحن يليق بنا أن نفقد الامل بمن خلقنا؟ اجيباني" اجاباها: "طبعا، لا يليق بنا ذلك" لتضيف: "اذا ليضحك ثغركما عزيزاي"

احتضناها الاثنان باستسلام وانكسار فيما ربتت هي على كليهما تتحلى بالصبر رغم الحزن الذي تنطق به عيونها.

فلا وجود لأي تعريف أو لأي وصف، يوفي الأم حقها فلم يكذب من قال:*أمي ليست يوما، أمي عمر، طاب بك العمر *

ـــــــــــــــــــــــــ

ميناء الجزائر العاصمة، الساعة العاشرة مساءا
ميناء ضخم، يعج بالسفن في كل صوب تجد سفينة مخصصة لأمر ما، حركة كثيرة واصوات عديدة، الصياد هناك..

يجمعون معداتهم ليغادرو وآخرون يبيعون السمك بمختلف أنواعهم بالرغم من تأخر الوقت... أنه مكان ﻤليء بالعديد من الأشياء وما يلفت النظر أكثر العدد الغير الاعتيادي لشرطة هناك ... وهاهي تقترب تلك السفينة الضخمة من الميناء يبدو من هيئتها وشكلها الخارجي أنها مخصصة لأصحاب المناصب المرموقة وفعلا ماهي الا دقائق ليرمى المرساة معلنا عن وصول السفينة بسلام الى الميناء....

دقائق أخرى وبدأ الركاب بالنزول ولم يكونوا إلا برجال أعمال وذو المناصب العالية اضافة الى سياسين معروفين رفقة صحفين عالميين، اذا وبدون شك يوجد حدث ضخم على وشك الحدوث وإلا لما قد يحضر هذا الكم الهائل من الشخصيات المرموقة الى البلاد... منهم من وجد حراسه في انتظاره.. ومنهم من استقبله معارفه وآخرون قد استقلو سيارتهم وانتقلو جميعا الى الفندق المخصص لهم تحت مراقبة عناصر الشرطةوذلك لضمان سلامتهم.

بعيدا عن هذا الضجيج،وتلك الضوضاء وتحت ضوء القمر الذي كان يزين تلك الليلة الغامضة،الهادئة.. كان يجلس في سيارته السوداء يراقب بصمت تام ويدخن سيجارته التي شارفت على الانتهاء، يرتدي بذلة سوداء حالكة،جعلت من شعره يأخد اللون ذاته، يمسك هاتفه بيده الأخرى وكأنه ينتظر إتصالا...

فتح باب سيارته ليترجل منها... حدق قليلا بالسماء وتلك النجوم المتلألأة داخلها... لوهلة فكر لوأنه كان شخصا طبيعيا هل كان سيكون مثلك تلك النجوم مضيئة وسط الظلام؟... أخرجه من سهوته رنين هاتفه ليجيب بسرعة: "سيدي لقد وصلت الحمولة المطلوبة، ننتظر أوامرك"

أردف علاء يخبر مايك الذي أجابه: "جيد، تأكد من الحمولة أولا وتأكد من سلامة المحيط ثانيا، سأكون هناك خلال دقائق، إنتبه لا أريد أخطاء"
ليأتيه الرد: "علم، تحت أوامرك زعيم"
ثم أقفل الخط وشغل سيارته واتجه الى المكان المطلوب.....

كان مصنع قديما ضخما يخص اعادة تدوير النفايات، يبعد عن الميناء ببعض كيلومترات فقط.. أوقف سيارته بالقرب منه لتتوقف خلفه عدة سيارات مماثلة وماكانت الا لحرسه الشخصيين... ترجل من سيارته نحو المصنع ليتبعه حرسه... دلف الى داخله وهناك وجد علاء بجانبه عدة صناديق مربعة الشكل، كبيرة الحجم سوداء اللون ، ومجموعة من الأشخاص بجانبه ينظرون لمايك

"إذا هاته هي حمولتك مايك، نحن فعلنا ماعلينا، الدور عليك، ادفع لنا" اردف احدهم يتكلم ليرمقه مايك بنظرة حادة مخرجا مسدسه ثم قال: "لأتأكد بنفسي وستنال ماتريد، انا لا أخلف وعد قطعته ولا أتسامح مع من يخلف وعدا قطعه" رمقه الآخر بخوف وبلع ريقه فنظرات مايك كانت قاتلة ومرعبة وهدؤه يجعلك تشك في نفسك حتى...

فتح الصناديق الواحد تلو الاخرى يتفقد حمولته بعناية شديدة.. وبعد أن انتهى.. سلم علاء المال لأولئك الرجال وغادروا المكان في حين قد نقل حراس مايك الحمولة لمخبأهم.... لكن علاء استغرب للغاية فلم يسبق لهم أن أخدوا هاته الكمية من حمولة كتلك وقد ظهر ذلك على وجهه ليسأله مايك: "قل علاء، مالأمر؟"

سأله الاخر: "لما يازعيم كل تلك الحمولة"

رد مايك بعدما وضع يديه في جيبه: "ستعلم علاء ستعلم قريبا جدا"

ليسأله علاء مجددا: "لكن يازعيم
هاته تعد أول مرة تتعامل مع هؤلاء هل هم موثقون؟"

اجابه مايك بعد ما ضحك باستهزاء: "ومن قال أني أثق بهم، هذا إن بقوا أحياء الى الغد
لأعطيك درسا علاء، لا تثق بأحد وان وثقت ضع كل الاحتمالات لكي تحتمل الصدمة فيما بعد، أحد الرجال خائن ولقد أدركت ذلك، ولهذا سأقوم بتصفيتهم جميعا وعلاوة على ذلك يجب أن
نغادر المكان"

ذهل علاء لمدى دهاء زعيمه فكل مرة يدهش من تخطيطاته المسبقة و حساباته الدقيقة فما كان منه الا أن اجابه: "لقد فهمت زعيم، اعذرني على فضاضتي"

اجابه الاخر: "لنغادر" و هموا يغادرون المصنع وبمجرد ابتعادهم قليلا لمحو سيارات الشرطة تلف المكان ليقول علاء: "لقد نجونا" فيما ابتسم مايك بثقة واشعل سيجارة...
ـــــــــــــــــــــــــ
في الصباح
ادت صلاتها، وغيرت ثيابها مرتدية فستان عريض موردا بلون الفستق،ووضعت فونارة بلون مماثل مماجعلها تبدو ألطف بملامحها الطفولية فلقد لاق بها اللون كثيرا...

غادرت غرفتها ونزلت لأسفل لتجد فاتن وقد جهزت الفطور، ألقت عليها التحية "صباح الخير يا أجمل خالة في الدنيا" لترد عليها: "صباح النور جميلتي، كيف حالك لانة" ردت بابتسامة: "بخير والحمد الله، ماذا عنكِ؟"

اجابتها وهي تضع فنجان قهوة لها: "بخير عزيزتي" التفتت يمنة ويسرى ثم تسائلت: "خالة فاتن، ألم تستيقظ أختي ومنار بعد" اجابتها: "لا منار تعمل على التاسعة وجويرية على العاشرة مزال الوقت مبكرا انها السابعة والنصف بعد"

قوست فاهها بشيء من الغيض ثم قالت: "أريد ان انام انا أيضا" ضحكت فاتن عليها وحركت رأسها بقلة حيلة فيما وضعت امامها صحن فيه حلوى تقليدية مختلفة (مقروط، حلوى الطابع وغيره) واردفت تقول لها: "فلتأكلي عزيزتي لكي تغادري" ابتسمت ثم احتست كوب قهوتها وتناولت الحلوى وارتدت حذائها وغادرت المنزل الى الجامعة..
~~~~~~~
الساعة الثانية عشر صباحا
خرجت من آخر حصة صباحية تشعر بالتعب والأعياء والملل الشديد... لكنها تذكرت سيفا الذي لم تخبره بعد ردها فلقد كانت تتحاشى النظر والحديث له منذ اخبرها ولقد تغيب هو الآخر اسبوع كامل وهذا اليوم السابع على توالي قد شغل بالها.. توقفت على حافة الطريق تفكر فيما حدث له وتنتظر سيارة أجرة تقلها الى البيت....

خرجت من تفكيرها اثر سؤال ذلك الواقف أمامها بسوداويتاه وخصلات شعره السوداء اللامعة "آنسة لانة، أليس كذلك لست مخطئا" اردف لؤي يسأل لانة التي اجابته بعدما حدقت في عيناه الا ان ضوء الشمس منعها من التركيز في مقلتيه اللتان كانتا تلمعان "أجل، أتذكرك الشاب من الحديقة الذي ساعدني"
ليضيف: "أريدك في أمر ما" لكن قاطعهما صوت رجولي آخر "وغد آخر" و لم يترك مجال للؤي و لم يستفسر أبدا اذ قام بلكمه لوجهه مباشرة ليسقط، لم يتمالك لؤي نفسه ولكمه هو الاخر ولم يستفسر أي منهما عن السبب وهاقد بدأت معركة بينهما يتبادلان اللكمات والضرب ولانة تقف بينهما تصرخ بفزع "توقفا، ارجوكما، توقفا رجاء، ألا تسمعا قلت توق...." توقفت الكلمات في حلقها حين رؤيتها لذلك الذي يقف قبالتها بنظرات غاضبة مفزعة وبتقضيبة بين جبينيه وقد صرخ: "لاااااانة" هرولة مسرعة فور رؤيتها له تقطع الطريق غير مبالية بتلك السيارة القادمة........... ثم توقفت على صوت صافرتها القوي حينها تجمدت قدماها هناك...... وسُمِع صوت اصطدام قد دوى المسامع ليلتفت الجميع قائلا "لااانة........" يتبع
ــــــــــــــــــــ
مرحبا بكم رفاق كيف الحال اتمنى ان تكونوا بخير
لقد اطلت الغياب اعتذر لكم ♡
ما رأيكم في فصل اليوم وفي سيرورة الأحداث
ماذا سيحل بلانة؟
عموما لن أطيل قراءة ممتعة ودمتم في رعاية الله وحفظه..... ♡
الى اللقاء في فصل آخر

Continue Reading

You'll Also Like

512K 30.5K 58
قصه من أرض الواقع.. بقلمي أنا آيات علي ها أنا قد خلقتُ من الظُلم و العذاب الذي جار علي من وحش جبار فہ لقد وقعت بيد من لا يعرف معنى الرحمه و انهُ ذو...
2.5M 171K 65
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ...
493 103 6
نار الانتقام قصة الفتاة كاترينا التي تحاول الثأر لأبيها من الشخص الذي قتله ولكن في النهاية تقع في حبه 💖✨
522K 29.7K 24
بعد علاقة عاطفية فاشلة قررت سوريل تغير نمط حياتها..بعد ان كانت تعمل معلمة، قررت تعمل مربية في أبعد مكان عن لندن لتنسى! ولكن حياتها تغيرت تماماً بعد ا...