𝐇𝐞𝐫 𝐋𝐢𝐩𝐬 𝐖𝐢𝐧𝐞: 𝐀�...

由 ellaminxjk

4.3K 523 1.6K

✵←⁩ [ نَبِيذُ شِفَاهِهَا: فَنُّ التَّقْبِيل / مُسْتَمِرَّة ] تَقْبِيلُ شِفَاهِكِ هِيَ اللُّغَة التِي أجِيد، ل... 更多

أنْـفَـاسٌ حَـارَّة
قُبْلَةُ سَيَّارَة اللَامْبُورغِينِي
بِخُيُوطِ سُكَّرٍ وَرْدِيَّة
رِبَانزَل وَشُكُولَاطَة
تَاجُ المَلِكَة
سِيرْيُوس النَّجْمُ السَّاطِع
فَضِيحَةُ خِيَانَةِ خَطِيب
الرَّجُل العَنْكَبُوت حَقِيقِيّ
طَبَقَاتٌ اجْتِمَاعِيَّة مُخْتَلِفَة
رُبَّمَا فُرْصَة أخْرَى
جُزْءٌ جَدِيد
سَمِيرَتُه تَحْتَ لُؤْلُؤ السَّمَاء

عَزِيزَتي، لَيْلَة سَعِيدَة

253 42 138
由 ellaminxjk


⌘ قِرَاءَة مُمْتِعَة ⌘

لَا تَنْسُوا النَّجْمَة أسْفَلاً ☆

---

غَادَرَ جيُون جُونغكُوك فِعْلاً سِيُول فِي الصَّبَاحِ المُوَالِي، لَم يَجِد مِنْهَا كِتَابَة فِيهَا كَلِمَةً دَاعِمَة وَلَا رِسَالَة لَطِيفَة تَتَمَنَّى فِيهَا حَظّاً مُوَفَّقاً أوْ عِبَارَة رَقِيقَة تُشَجِّعُه فِيهَا.

هِيَ كَانَت الأعْنَد مِن بَيْنِ جَمِيعِ النَّاسِ الذِينَ يَعْرِفُهُم بِأيَّامِه، صَعْبَة الإرْضَاء، عَصَبِيَّة وَقِحَة، وَتَلْعَبُ دَوْرَ صَعْبَة المَنَال.

وَبِالحَدِيثِ عَن رَفِيقَتِه الشَقْرَاء، هِي اهْتَمَّت بِحَيَاتِهَا الشَخْصِيَّة بَعِيداً عَنْهُ وَرَكَّزَت عَلَى دِرَاسَتِهَا وَنَفْسِهَا، فَهَا هِيَ الآن تَسِيرُ دَاخِلَ مَتَاجِر الألْبِسَة الضَخْمَة رِفْقَة يُوهَان مَن يُرَافِقُهَا حَامِلاً أكْيَاسَهَا الكَثِيرَة.

«يُوهَان هَل تَعْتَقِدُ أنَّ اللَّوْنَ الوَرْدِي يُنَاسِبُنِي؟»
سَألَت تَحْمِلُ قَمِيصاً أمَامَه

«حَقِيقَةً، أنْتِ مَن تُنَاسِبِينَ جَمِيعَ الألْوَان»
أجَابَ بِقَلِيلٍ مِنَ الحَرَج

«حَقّاً؟؟ هَل تَعْنِي هَذَا أمْ تَقُولُه مِن بَابِ المُجَامَلَة؟»

«كُفِّي عَن إحْرَاجِي! أنْتِ تَعْلَمِين!»
صَاحَ بِحَرَج

«وَلِمَ يُعَرِّضُكَ هَذَا لِلأحْرَاج؟»

«أنَا أحْتَرِمُكِ جِدّاً، لِذَا أشْعُرُ كَمَا لَو أنَّنِي أغَازِلُكِ وَقَد لَا تُحَبِّذِينَ ذَلِك»

ابْتَسَمَت بِخِفَّة وَرَاقَبَتْهُ يَتَلَوَّنُ وَجْهُه أحْمَراً وَيَنْظُرُ بَعِيداً مُتَفَادِيّاً عَيْنَيْهَا.

«أتَعْلَمُ شَيْئاً يُوهَان؟ أنْتَ شَخْصٌ لَطِيف»

«آه حَقّاً؟ شُ...شُكْراً»

وَقَضَت بَاقِي يَوْمَهَا بِرِفْقَتِه بَعِيداً عَنِ الرَّجُل المَشْغُول.


---

انْتَهَى عَمَلُهَا لِهَذِه اللَّيْلَة بِمَشَقَّة، مِنَ الحَانَة التِي غَادَرَتْهَا الآن فَقَط، فَسَارَت رُوزَان بِمُفْرَدِهَا وَقَد بَدَا الوَقْتُ مُتَأخِّراً وَلَيْسَ لَهَا مَن سَيُوصِلُهَا إلَى مَنْزِلِهَا هَذِهِ المَرَّة.

شَدَّت عَلَى حَقِيبَتِهَا وَتَمَشَّت بِخُطُوَاتٍ مُهَرْوِلَة بَيْنَ الأضْوَاء، خَطَت فِي الشَّوَارِع التِي بَدَت مُخِيفَة بِعَيْنَيْهَا لِوُجُودِ المُتَشَرَّدِينَ وَالسُّكَارَى بِكُلِّ مَكَانٍ وَطَأتْهُ أقْدَامُهَا.

«بِالنِهَايَة السَيِّد جيُون لَيْسَ بِحُثَالَة، عَلَى الأقَلِّ هُوَ كَانَ يَخْتَصِرُ عَلَيَّ مَسَافَةً طَوِيلَة وَكُنْتُ أصِلُ بِأمَان»
كَلَّمَت نَفْسَهَا عَابِسَة

رَاقَبَت الطُرُق مِن حَوْلِهَا وَأخَذَت نَفَساً عَالِياً، تَشْعُرُ بِألْسِنَةِ الخَوْفِ تَلْدَغُهَا وَهِيَ تَرَى أنَّهَا الوَحِيدَة بِهَذِهِ المَمَرَّات.

«ألَم يَجِب عَلَيْهِ أنْ يُوَفِّرَ لِي سَائِقاً خَاصّاً أوْ يَتْرُكَ لِي سَيَّارَة حَتَّى أسْتَطِيعَ العَوْدَة إلَى مَنْزِلِي؟؟ أيْنَ الحِمَايَة وَأنَا الفَتَاةُ الوَحِيدَة بِهَذَا الوَقْتِ مِنَ اللَّيْل»

«إنْ حَدَثَ شَيْءٌ سَيِّءٌ لِي فَلَن أسَامِحَه لِأنَّهُ السَّبَب!»

ابْتَسَمَت قَلِيلاً وَوَاصَلَت مَشْيَهَا بِحَذَر وَلَم يُعْجِبْهَا أنَّهُ لَم يَتَواصَل مَعَهَا أوْ يُرَاسِلْهَا لِيَطْمَئِنَ عَلَيْهَا.

وَفِي بِضْعِ ثَوَانٍ شَعَرَت بِخُطُوَاتِ أحَدٍ مِن خَلْفِهَا جَاعِلَةً مِن أنْفَاسِهَا تَعْلَقُ بِحُنْجُرَتِهَا، وَمُبَاشَرَةً حَامَ حَوْلَهَا التَوَتُّر.

سَارَعَت فِي مَشْيَتِهَا وَحَاوَلَت الابْتِعَادَ وَلَكِن حَتَّى مَعَ تَغْيِّيرِهَا لِلطَّرِيق إلَّا أنَّ مَن كَانَ يَتْبَعُهَا لَم يُغَادِر وَلَم يَتْرُكْهَا.

دَقَّ نَاقُوسُ الخَطَر تَمَاماً مِثْلَمَا دَقَّ الرُعْبُ دَاخِلَهَا وَدَقَّ قَلْبُهَا إثْرَه، هِيَ فِي مَوْقِفٍ مُخِيف وَلَا أحَدَ مَعَهَا وَلَا رِفْقَةً تَحْمِيهَا.

سَرَقَت نَظْرَة لِلخَلْفِ وَوَجَدَت رَجُلاً مَا بَيْنَ نِهَايَة الأرْبَعِين وَبِدَايَة الخَمْسِين، الرَّجُل بِعُمْرِ وَالِدِهَا!!.

تَنَفُّسُهَا بَدَأ يَضْطَرِب وَشَعَرَت كَأنَّهَا سَتَبْكِي حَالاً لِخَوْفِهَا الشَّدِيد، ابْتَلَعَت رِيقَهَا بِصُعُوبَة وَجَرَت تَعْبُرُ الشَّارِع بَيْنَمَا يَدُهَا أخَذَت تَرْتَجِف تُحَاوِلُ فَتْحَ حَقِيبَتِهَا.

«يَا إلَهِي! مَا الذِي سَأفْعَلُه!!؟»

أخْرَجَت هَاتِفَهَا وَأمْسَكَتْهُ بِشِدَّة تُحَاوِلُ الاتِّصَال بِأيِّ شَخْصٍ يُنْقِذُهَا وَيُوقِفُ الرَّجُل قَبْلَ أنْ يَصِلَ وَيُؤْذِيهَا.

ضَغَطَت عَلَى أوَّلِ رَقْمٍ رَآهُ بَصَرُهَا وَالْتَفَت بِسُرْعَة لِمَن يَتْبَعُهَا.

:[مَرْحَباً بَا...].

:[سَ...سَيِّد جيُون].
نَطَقَت اسْمَه بِارْتِجَاف

:[مَا بِكِ بَانزِي؟ هَل هُنَاكَ خَطْب؟].

:[سَيِّد...سَيِّد جيُون هُ...هُنَاكَ رَجُلٌ مُخِيف يُلَاحِقُنِي].
أخْبَرَتْهُ بِجَزَع

:[مَاذَا؟؟].

:[أنْ...أنْقِذْنِي سَيِّد جيُون، رَجَاءً...رَجَاءً أشْعُرُ بِالخَوْف].

سَمِعَت حَرَكَةً مِن عِنْدِه، كَأنَّهُ ارْتَفَعَ مِن مَجْلِسِهِ وَبَدَأ يَحُومُ بِالفَرَاغ.

:[حَسَناً اهْدَئِي قَلِيلاً وَلَا تُشْعِرِيهِ أنَّكِ خَائِفَة].

:[هُوَ قَرِيبٌ مِنِّي جِدّاً، إنَّهُ يَتْبَعُنِي مُنْذُ خُرُوجِي مِنَ الحَانَة].
رَدَّت بِارْتِجَاف وَالتَصَقَت دُمُوعُهَا بِعَيْنَيْهَا

:[سَارِعِي قَلِيلاً بِخُطُوَاتِكِ وَلَا تَنْظُرِي إلَيْه، هَل أنْتِ قَرِيبَة مِن مَحَطَّتِكِ؟].
سَألَ يُدَلِّكُ حَاجِبَيْه وَهُوَ فِي مَكْتَبٍ صَغِير

:[أعْتَقِدُ أنَّ المَسَافَة مَازَالَت بَعِيدَة].
لَم تَكْبَح رَغْبَتَهَا فِي البُكَاء وَبَكَت

:[لَحْظَة لَحْظَة! لَا تَدَعِي المَوْقَف يُضْعِفُكِ أمَامَه، رَكِّزِي مَعِي سَأنْقِذُكِ، سَتَعُودِينَ بِأمَان أعِدُكِ].
أخَذَ نَفَساً وَخَاطَبَهَا جَادّاً

:[لِمَ غَادَرْتَ؟ أنَا أحْتَاجُ الحِمَايَة التِي وَعَدْتَنِي بِهَا].
وَانْزَلَقَت بِسُؤَالِهَا لِلمَرَّة الثَانِيَّة

:[أنَا خَارِجَ المَدِينَة حَالِياً لَكِنَّنِي سَأعِيدُكِ لِمَنْزِلِكِ، فَقَط رَكِّزِي مَعَ كَلَامِي حَسَناً؟].

:[نَ...نَعَم].
مَسَحَت دُمُوعَهَا وَالْتَفَتَت تُرَاقِبُ الرَّجُل

دَقَّقَت بِشَكْلِه فَلَمَحَتْهُ يَرْتَدِي بَنْطَلُونَ جِينْز وَسُتْرَةً سَوْدَاء بَيْنَمَا يَضَعُ قُبَّعَةً قَدِيمَة بُنِيَّة عَلَى شَعْرِهِ المُبَعْثَر، وَبِالجِهَة المُقَابِلَة كَانَ جُونغكُوك يَسْمَعُ أنْفَاسَهَا المُضْطَرِبَة.

:[عَزِيزَتِي؟].
نَادَاهَا بِهَا عَن قَصْد

هَمْهَمَت بِخِفَّة تُبْعِدُ أبْصَارَهَا عَنِ المُطَارِد وَتُلْقِي سَمْعَهَا لِلهَاتِف تَمَاماً كَمَا نَجَحَت خُطَّتُه.

:[خُذِي نَفَساً، شَهِيق وَزَفِير وَاسْتَمِعِي لِمَا أقُولُه، هَل أنْتِ مَعِي؟].

:[أجَل].
أجَابَت تَأخُذُ نَفَساً

:[أوَّلاً لَا تُظْهِرِي لَه أنَّكِ خَائِفَة مِنْه، خُذِي خُطُوَاتاً أكْبَر وَتَلَاعَبِي فِي مَسَارِكِ لِيَتَشَثَّتَ تَرْكِيزُه].

:[حَسَناً، أبْتَعِد وَأغَيِّرُ مَسَارَاتِي].
قَالَت وَهَرْوَلَت بِانْعِطَافِهَا نَحْوَ اليَسَار

:[بِالضَبْط، وَلَا تَرْكُضِي أمَامَه].

:[لَن أسْتَطِيعَ لِأنَّنِي أرْتَدِي كَعْباً عَالِياً].

:[انْتَظِرِينِي لِأعُودَ وَسَأكْسِرُ كُعُوبَكِ جَمِيعُهَا وَأدَمِّرُهَا، ثَانِياً هَل تَعْرِفِينَ أحَداً يَقْطُنُ قَرِيباً مِن مَوْقِعِكِ؟].

:[سَأفَكِّر قَلِيلاً، لَحْظَة].

:[قَرِيب، صَدِيق، زَمِيل، شَخْصٌ انْقَطَعَت عَلَاقَتُهُ بِكِ أوْ أيّاً كَان].

:[يُوهَان! إنَّهُ يُوهَان! هُوَ يَسْكُنُ قَرِيباً وَأوْصَلَنِي مَرَّةً...].

:[عَفْواً؟ مَن يَكُونُ يُوهَان؟؟].
قَاطَعَهَا بِانْزِعَاج

:[صَدِيقِي وَزَمِيلٌ مِنَ الجَامِعَة].
عَضَّت عَلَى شَفَتَيْهَا تُجِيبُه

:[سَنَتَحَادَثُ بِشَأنِ هَذَا الرَّجُل لَاحِقاً وَالآن رَاسِلِيه لِيَأتِي وَيُقِلَّكِ لِلمَنْزِل].
تَكَلَّمَ بِغَيْرِ سُرُور

:[هَل سَتَتْرُكُنِي مَعَه؟ هَل سَتُرْسِلُنِي مَعَ يُوهَان؟].
تَسَاءَلَت بِصَوْتٍ خَبِيث كَبَسْمَتِهَا

:[هَل سَألْتِنِي يَوْمَ صَادَقْتِيه؟ وَنَعَم سَأرْسِلُكِ مَعَ يُوهَان لِأنَّهُ البَائِسُ الوَحِيد الذِي بِاسْتِطَاعَتِه أنْ يَصِلَ إلَيْكِ، وَمَازَالَ ذَلِكَ الرَّجُل يُطَارِدُكِ].

اسْتَوْعَبَت كَلَامَه وَالْتَفَتَت لِلخَلْف وَوَجَدَت المُطَارِد قَرِيباً مِنْهَا.

:[تَبّاً! سَيِّد جيُون افْعَل شَيْئاً!].

ثُمَّ سَمِعَت أصَابِعَهُ تَنْقُرُ عَلَى لَوْحَةِ مَفَاتِيحِ الحَاسُوب الذِي كَانَ يَشْتَغِلُ عَلَيْهِ قَبْلَ أنْ تَتَّصِلَ بِه، وَهَاتِفُه أحْكَمَه عَلَى أذُنِه بِكَتِفِه فَوَصَلَتْهَا أنْفَاسُه.

:[سَيِّد جيُون لِمَ لَا تَرُد؟ أنَا آسِفَة إنْ أزْعَجَكَ كَلَامِي وَذِكْرِي صَدِيقِي].

:[كُنْتُ أتَعَقَّبُ مَكَانَكِ مِن خِلَالِ الاتِّصَال، فَإنْ حَدَثَ شَيْءٌ مَا سَأسْتَطِيعُ أنْ أقَدِّمَ إحْدَاثِيَاتَ مَكَانِكِ لِلشُّرْطَة].

:[الشُّرْطَة؟ لِمَاذَا؟؟].

:[لَا شَيْء إنَّهُ احْتِيَاطٌ فَقَط، وَالآن رَاسِلِي يُونَال أوْ مَا كَان اسْمُه لِيَأتِي إلَيْكِ].

:[هَل...هَل لَا بَأسَ مَعَكَ بِهَذَا؟].
سَألَتْهُ بِتَرَدُّد

:[هَل تَثِقِينَ بِه؟].
صَوْتُهُ الجَادُّ أخَافَهَا قَلِيلاً

:[لَن يُزْعِجَكَ الأمْر؟].

[هَل تَثِقِينَ بِه؟].
أعَادَ سُؤَالَه

:[نَ...نَعَم].
أجَابَت بِهُدُوء

:[لَا بَأسَ مَعِي إذاً، وَعَدْتُكِ أنْ تَعُودِي بِأمَان].

:[حَسَناً، لَا تَقْطَع بِي الاتِّصَال رَيْثَمَا أرَاسِلُه!].
أخْبَرَتْهُ ثُمَّ أخَذَت تَبْحَثُ عَن رَقْمِ يُوهَان

هِيَ حَقّاً شَكَرَت نَفْسَهَا لِكَوْنِهَا قَبِلَت صَدَاقَةَ يُوهَان وَاحْتَفَظَت بِرَقْمِهِ فِي هَاتِفِهَا، فَالسَيِّد كِيم هُو آخِرُ أمَالِهَا.

أخَذَت تَتَفَحَّصُ الرَّجُل الغَرِيب لِتَطْمَئِنَ أنَّهُ لَن يُمْسِكَ كَتِفَهَا دُونَ شُعُورٍ مِنْهَا وَيَسْحَبَهَا مَعَهُ عُنْوَةً، وَفِي الوَقْتِ ذَاتِه تَكْتُبُ رِسَالَةً لِيُوهَان.

:[سَيِّد جيُون، مَازِلْتَ هُنَا؟].
أعَادَت هَاتِفَهَا إلَى أذُنِهَا تُمْسِكُهُ بِشِدَّة

:[أنَا هُنَا نَعم].

:[مَاذَا أفْعَلُ الآن؟ لَقَد رَاسَلْتُه].

:[بِمَ أجَاب؟].

:[أنْتَظِرُهُ أنْ يُجِيب].

:[جَيِّد، الآن تَظَاهَرِي بِأنَّنِي حَبِيبُكِ أوْ زَوْجُكِ أوْ شَيْءٌ مِن هَذَا القَبِيل وَارْفَعِي صَوْتَكِ حَتَّى يَسْمَعَكِ].

:[مَا فَائِدَةُ هَذَا؟].

:[سَيَتَرَدَّد وَيَشْعُرُ بِالخَطَر عِنْدَمَا يَعْلَمُ أنَّكِ تَنْتَظِرِينَ حَبِيبَكِ].

:[لَكِن سَيِّد جيُون...مَاذَا...مَاذَا لَو لَم...لَم يَأتِ؟].

:[ثِقِي بِي بَانزِي، سَتَكُونِينَ بِخَيْر وَحَتَّى لَو وَصَلَ الأمْرُ إلَى الشُّرْطَة سَأتَوَلَّى ذَلِك].

:[الأمْرُ مُخِيفٌ حَقّاً، أنَّنِي الفَتَاةُ الوَحِيدَة هُنَا وَلَا أجِيدُ الدِّفَاع عَن نَفْسِي، مُخِيفٌ تَخَيُّل أنَّهُ قَد أتَعَرَّضُ لِلتَحَرُّش مِن سِكِّير كَبِيرٍ بِالعُمْر، مُخِيف جِدّاً أنْ يُلَاحِقَنِي أحَدُهُم فِي هَذَا الوَقْتِ وَلَا أشْعُرُ بِالأمَان، مَا ذَنْبِي سَيِّد جيُون؟ مَا ذَنْبِي أنْ أعَامَلَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَة؟!].
غَرِقَت عَيْنَاهَا بِالدُّمُوع وَألَمَتْهَا غَصَّةُ حَلْقِهَا

تَنَهَّدَ الآخَر وَشَعَرَ بِالأسَفِ أنَّهُ لَيْسَ بِجَانِبِهَا هُنَاكَ لِيُخْرِجَهَا سَالِمَة.

:[نَفْسِي لَا تُطِيقُنِي الآن وَتَرْغَبُ بِخَنْقِي لِأنَّنِي لَسْتُ مَعَكِ لِأعِيدَكِ بِنَفْسِي لِلمَنْزِل].

:[لِمَ تُحَاوِلُ أنْ تَعْتَذِر؟ إنَّهُ لَيْسَ خَطَأكَ، أنَا المُخْطِئَة، أنَا مَن أتَسَبَّبُ بِهَذِه المَشَاكِل لِنَفْسِي].

:[لَيْسَ ذَنْبَكِ أنَّكِ فَاتِنَة عَزِيزَتِي، لَيْسَ ذَنْبَكِ أبَداً].

:[لِمَ يَحْدُثُ هَذَا لِي إذاً؟ لِمَ يَلْتَصِقُ بِي الرِّجَال دَوْماً؟ لِمَ دَوْماً أتَعَرَّضُ لِلمُضَايَقَة؟ لِمَاذَا!؟؟].
رَفَعَت صَوْتَهَا عَلَيْه وَبَكَت

:[سَأقْطَعُ وَعْداً عَلَى نَفْسِي أمَامَكِ بَانزِي، مِنَ اليَوْمِ فَصَاعِداً لَن يَمُسَّكِ أحَدٌ بِسُوء، أيْنَمَا تَذْهَبِين، أيْنَمَا تَكُونِينَ، أيْنَمَا تَخْرُجِينَ، أيْنَمَا تَعُودِينَ سَأكُونُ هُنَاك، مَهْمَا تَفْعَلِينَ وَتَقُومِينَ سَتَجِدِينِي بِجَانِبِكِ وَسَأحْمِيكِ، وَعْدٌ مِنِّي لَكِ بَانزِي].

:[سَتَ...سَتَفْعَلُ حَقّاً جيُون؟].
سَألَتْهُ بِأمَل تَبْتَلِعُ شَهْقَتَهَا

:[وَوَعْدٌ مِنِّي أنْ أفْعَل، الآن امْسَحِي دُمُوعَكِ وَعَاتِبِينِي].

:[لِمَ سَأفْعَل؟].

:[هَل نَسَيْتِ؟ أنَا مَن تُعَاتِبِينَه أمَامَ الغَرِيب، أنَا الذِي تَأخَّر وَأنْتِ تَنْتَظِرِينَه وَتَصْرُخِينَ عَلَيْهِ كَمَا اتَّفَقْنَا].

حَوَّلَت بَصَرَهَا بِسُرْعَة لِجَانِبِهَا وَخَطَفَت نَظْرَة سَرِيعَة لِتَجِدَهُ يُبَطِّئُ مِن وَتِيرَة خُطُوَاتِه.

:[لَا يُعْقَل أنْ تَفْعَلَ هَذَا فِي أمْسِيَّةِ ذِكْرَى مُوَاعَدَتِنَا!].
بَدَأت تَرْفَعُ صَوْتَهَا وَتَنْظُرُ لِذَلِكَ الرَّجُل الغَرِيب

:[بِهَذِهِ الطَّرِيقَة رِبَانزَل، سَنَكْسِبُ وَقْتاً رَيْثَمَا يَأتِي صَدِيقُكِ، وَاصِلِي الكَلَام وَلَا تَتَوَقَّفِي].

أوْمَأت لِنَفْسِهَا وَبَدَلَ أنْ تَبْتَعِد اقْتَرَبَت خُطْوَةً نَحْوَه، تُقَلِّصُ المَسَافَة وَتَصْرُخَ عَلَى جُونغكُوك.

:[أنْتَ دَوْماً تُفَضِّلُ مَكَانَتَكَ عَلَيْنَا! هَل كَانَ يَجِبُ أنْ تَدَعَنِي أنْتَظِرُكَ هُنَا بَيْنَمَا تُشَارِكُ فِي اجْتِمَاعِ شَرِكَتِكَ؟ وَفِي هَذَا الوَقْت؟].

جُونغكُوك تَحَمْحَمَ فِي الجِهَة المُقَابِلَة ثُمَّ ضَحِكَ قَلِيلاً، رُوزَان ابْتَسَمَت وَهِيَ تَرَى الرَّجُلَ يَسْعُلُ بِحَرَج وَيَنْظُرُ بِالأنْحَاء.

:[لَن تَخْدَعَنِي كَلِمَاتُكَ المُغَازِلَة هَذِه! لَا تَخْدَع سَمْعِي سَيِّد جيُون! أنَا أرْتَجِفُ بَرْداً بِفُسْتَانِي القَصِير هُنَا وَأنْتَ هَمُّكَ العَمَل فِي لَيْلَةٍ مُمَيَّزَة لِكِلَيْنَا! تَبّاً لِعَمَلِكَ إنْ كَانَت عَلَاقَتُنَا تَمُوتُ بِسَبَبِه!].

:[رِبَانزَل لَا تُبَالِغِي، بِهَذَا الشَّكْلِ سَيَظُنُّنَا تَشَاجَرْنَا وَسَيَكْسِبُهَا نُقْطَةً لِصَالِحِه].

:[أعْتَذِر سَيِّد جيُون وَلَكِن أصْمُت وَدَعْنِي أنْهِي الأمْرَ بِسَلَام].

ضَحِكَ مُجَدَّداً وَصَمَتَ حَقّاً بَيْنَمَا هِيَ تَتَوَاقَحُ مَعَه فِي مَوْقِفٍ كَهَذَا.

:[سَأنْتَظِرُكَ أنْ تَأتِي وَإنْ لَم تَفْعَل سَأقْطَعُ مَا يَرْبِطُنِي بِكَ، مَاذَا؟؟ لَا تَقُل أنَّكَ تُحِبُّنِي وَلَم تَهْتَم لِي أبَداً].

:[اسْتَمِع! نَحْنُ اتَّفَقْنَا عَلَى مَوْعِدِنَا لَكِنَّ المُوَظَّفَةَ فِي المَطْعَمِ الفَاخِر أعْلَمَتْنِي أنَّكَ ألْغَيْتَ الحَجْز! مَا كَانَ الدَّاعِي لِهَذَا؟ أنَا أرِيدُ تَعْوِيضاً!!].

:[مِن أيْنَ لَكِ هَذِهِ القُدُرَاتُ التَمْثِيلِيَّة بَانزِي؟].
امْتَدَحَهَا وَابْتَسَم

لَانَت مَلَامِحُهَا وَخَفَضَت صَوْتَهَا الصَارِخ مِن تَمْثِيلِهَا إلَى لَطِيف مَلِيءٍ بِالرِّقَة، إلَّا أنَّهَا حَاوَلَت أنْ تُسْمِعَ الآخَر الذِي دَسَّ يَدَيْهِ فِي جُيُوبِه وَاقْتَرَبَ نَحْوَهَا.

:[أنْتَ تُحَضِّرُ مُفَاجَأة لِي؟ لِمَ لَم تُخْبِرْنِي مِنَ الأسَاس؟ لَا بَأسَ، إلَى أيِّ مَكَانٍ سَتَأخُذُنِي؟ هَيَّا أخْبِرْنِي أرِيدُ أنْ أعْلَم].

:[أيْنَ تُرِيدِينَ الذَهَاب؟ أيْنَ تُرِيدِينَ مِنِّي أنْ آخُذَكِ؟].
سَألَ يُرِيحُ ذِقْنَه عَلَى رَاحَةِ يَدِه

تَزَحْلَقَت شَهْقَةٌ بِحِلْقِهَا مِن سُؤَالِه وَاحْمَرَّ وَجْهُهَا، هِي تُمَثِّلُ فَقَط لَا تَحْتَاجُ أنْ يُجِيبَ عَلَيْهَا وَيُحَاوِرَهَا!.

:[أنْتَ فِي طَرِيقِكَ إذاً، لَا مُشْكِلَة، سَأكُونُ سَعِيدَة بِقُدُومِكَ، فَقَط لَا تَتَأخَّر].

لَاحَظَت أنَّ الرَّجُل ذَاكَ قَد تَرَدَّدَت خُطُوَاتُه وَتَحَمْحَم ثُمَّ عَادَ لِلوَرَاءِ قَلِيلاً وَتَظَاهَرَ أنَّهُ يَنْتَظِرُ أحَداً.

:[كَيْفَ يَسِيرُ الأمْرُ مَعَكِ؟ أنْتِ بِخَيْر؟].

:[الخُطَّة تَنْجَح وَقَد تَوَقَّفَ عَنِ السَيْر نَحْوِي، أحَاوِلُ أنْ أكُونَ بِخَيْر وَأمْنَعُ نَفْسِي مِنَ البُكَاء].

:[أنْتِ تُبْلِينَ جَيِّداً عَزِيزَتِي].

عَضَّت عَلَى شَفَتَيْهَا وَأخَذَت نَفَساً، صَوْتُهُ أشْعَرَهَا كَمَا لَو أنَّهُ خَلْفَهَا وَيَهْمِسُ لَهَا بِتِلْكَ الكَلِمَات.

وَفِي لَحْظَةٍ مَا، انْبَعَثَ ضَوْءُ سَيَّارَة بَيْضَاء وَاقْتَرَبَت لِتَرْكُنَ مُبَاشَرَةً عِنْدَهَا وَالصَوْتُ وَصَلَ لِجُونغكُوك الجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّ المَكْتَب.

:[لَقَد وَصَلَ صَدِيقِي سَيِّد جيُون، شُكْراً لَكَ لِبَقَائِكَ عَلَى الخَطِّ وَمُسَاعَدَتِي].

:[أعْلِمِينِي حِينَمَا تَصِلِينَ إلَى المَنْزِل، اتِّصِلِي بِي لَا تُرَاسِلِينِي].

قَبْلَ أنْ تَرُد عَليْهِ نَزَلَ يُوهَان مِنَ السَيَّارَة وَجَرَى نَحْوَهَا.

«عَزِيزَتِي!»

«لَا تُنَادِينِي عَزِيزَتِي أيُّهَا المُغَفَّل!»
هَمَسَت لَهُ بِحِدَّة

«هَل أنْتِ بِخَيْر؟»
سَألَ مُمْسِكاً بِأكْتَافِهَا بِقَلَق

«نَعَم، دَعْنَا نُغَادِر»
قَالَت وَأسْرَعَت تَرْكَبُ السَيَّارَة

«لَحْظَة فَقَط»

«مَاذَا هُنَاك؟»
حَدَّقَت بِاسْتِغْرَاب فِيهِ

«هَل ذَلِكَ الرَّجُل هُوَ مَن طَارَدَكِ؟»

«نَعَم لِمَاذَا؟»

«أيْقَظْتِنِي مِن نَوْمِي جَزِعاً تُخْبِرِينِي أنَّ أحَداً يُلَاحِقُكِ، مَاذَا تَعْتَقِدِينَ أنَّنِي سَأفْعَلُ لَه؟»

«يُوهَان لَا تَتَهَوَّر!»
حَاوَلَت إمْسَاكَه

أعَادَهَا دَاخِلاً وَأغْلَقَ بَابَ جِهَتِهَا، أوْصَدَ جَمِيعَ الأبْوَابَ بِزِرِّ المِفْتَاح خَاصَتِّه ثُمَّ أعَادَهُ لِجَيْبِهِ الخَلْفِي وَتَقَدَّمَ مِنَ المُطَارِد مُبْتَسِماً.

«مَرْحَباً هَل تَنْتَظِرُ أحَداً هُنَا؟»

رُوزَان حَاوَلَت فَتْحَ البَاب، لَا تُرِيدُ أنْ تُقْحِمَ صَدِيقَهَا فِي المَشَاكِل وَإنَّمَا تُرِيدُهُ أنْ يَعُودَ وَيَنْطَلِقَ إلَى مَنْزِلِهَا، هِي تُرِيدُ أنْ تَنَامَ وَتَرْتَاحَ وَتَنْسَى هَذِهِ اللَّيْلَة.

ثُمَّ فَجْأةً رَأتْهُ يَرْكُلُ سَاقَ الرَّجُل فَيَرْتَفِعَ عَنِ الأرْض وَيَسْقُطَ عَلَيْهَا بِقُوَّة.

«إنْ رَأيْتُكَ تَحُومُ مِن جَدِيد حَوْلَ سَيِّدَتِي سَأرِيكَ نِيرَانَ الجَحِيم قَبْلَ أنْ أرْسِلَكَ إلَيْه أيُّهَا الحَقِير!!»
حَذَّرَهُ وَسَدَّدَ قَبْضَتَهُ عَلَى وَجْهِهِ بِشِدَّة

الشَقْرَاء خَافَت مِمَّا تَرَاه وَصَرَخَت تُنَادِي يُوهَان لَكِنَّ صَوْتَهَا لَم يَصِلْهُ أبَداً وَهُوَ لَم يَبْتَعِد عَن ذَلِكَ الرَّجُل حَتَّى أفْقَدَهُ وَعْيَه وَألْقَاهُ عَلَى الأرْض.

مُبَاشَرَةً مَسَحَ عَلَى يَدَيْهِ فِي نَوْعٍ مِنَ التَّقَزُّز مِن قَذَارَة ذَلِكَ الحَقِير وَعَادَ لَهَا.

«مَاذَا كُنْتَ تَفْعَل؟!!»
صَرَخَت بِه فَوْرَ صُعُودِه السَيَّارَة

«لَا تَقْلَقِي، تَوَلَّيْتُ أمْرَه»

«لَا أرِيدُ المَشَاكِل يُوهَان!»

«هَلَّا نَاوَلْتِنِي المَنَادِيل مِنَ الصُنْدُوق؟»

فَتَحَت مَا أمَامَهَا وَالْتَقَطَت المَنَادِيل لِتَمُدَّهَا إلَيْه.

«وَالآن هَلَّا غَادَرْنَا هَذَا المَكَان وَأعَدْتَنِي لِلمَنْزِل قَبْلَ أنْ أقْتَلِعَ شَعْرَ رَأسِكَ العَنِيد؟!»


---

نَظَرَت رُوزَان إلَى مَنْزِلِهَا ثُمَّ إلَى يُوهَان وَتَنَهَّدَت بِتَعَب وَإرْهَاق.

«شُكْراً لَكَ جِدّاً يُوهَان عَلَى وُصُولِكَ وَإنْقَاذِي»

«عَلَى الرُّحْبِ بَارك وَفِي أيِّ وَقْت»

«أنَا مُمْتَنَّة لَكَ حَقّاً، أتَمَنَّى لَكَ كُلَّ الخَيْر يُوهَان وَأنْ لَا تُوَاجِهَ مَشَاكِلاً فِي حَيَاتِكَ»

«هَذَا كَثِيرٌ بِالفِعْل»

«لَو لَم يَكُنِ اللَّيْل لَكُنْتُ عَزَمْتُكَ عَلَى تَحْلِيَةٍ أوْ وَجْبَةٍ رَدّاً لِجَمِيلِكَ»

«لَا دَاعِي، هَيَّا أدْخُلِي إلَى مَنْزِلِكِ وَاحْصُلِي عَلَى بَعْضِ الرَّاحَة»
قَالَ مُبْتَسِماً لَهَا

«إلَى اللِّقَاء يُوهَان»

«لَيْلَة هَنِيئَة بَارك»

«رُوزَان»
نَظَرَت لَهُ وَنَطَقَت

«عَفْواً؟»

«نَادِينِي بِاسْمِي رُوزَان»

«إذاً لَيْلَة هَنِيئَة وَأحْلَاماً لَطِيفَة رُوزَان»

ابْتَسَمَت بِوَجْهِه وَلَوَّحَت رَاحِلَةً صَوْبَ بَابِ المَنْزِل بَيْنَمَا رَاقَبَهَا إلَى حِينِ أنْ تَأكَّدَ أنَّهَا بِالدَّاخِل، عِنْدَهَا غَادَرَ هُوَ.

دُونَ صَوْتٍ أوْ ضَجِيج شَقَّت رُوزَان طَرِيقَهَا إلَى غُرْفَتِهَا فِي حَذَرٍ بَالِغ وَحِينَهَا زَفَرَّت بِقُوَّة وَرَمَت كَعْبَهَا مِن يَدِهَا ثُمَّ دَخَلَت الحَمَّام.

عَادَت فِي مُدَّة بَسِيطَة بَعْدَ حَمَّامٍ سَرِيع سَاعَدَهَا عَلَى الاسْتِرْخَاء وَنِسْيَانِ الحَادِثَة الغَبِيَّة، ارْتَمَت عَلَى سَرِيرِهَا بِإرْهَاقٍ شَدِيد مُصَاحَب بِنُعَاس وَصُدَاعِ رَأس.

«هَل أتَصِل؟»
سَألَت تَنْظُرُ لِهَاتِفِهَا

«أرِيدُ قَوْلَ شُكْراً عَلَى مُسَاعَدَتِي وَمُوَاسَاتِي، لَكِن ألَن يَكُونَ نَائِماً؟»

تَأفَّفَت وَتَخَبَّطَت فِي سَرِيرِهَا ثُمَّ رَنَّت عَلَيْه وَسَمِعَت أنْفَاسَهَا.

:[مَرْحَباً رِبَانزَل، هَل عُدْتِ بِسَلَام؟ هَل أنْتِ بِأمَان الآن؟].

وَجْهُهَا احْمَرَّ إحْرَاجاً عِنْدَمَا تَذَكَّرَت أنَّهَا بَكَت وَانْهَارَت نَفْسِيَّتُهَا أثْنَاءَ اتِّصَالِهِمَا السَّابِق.

:[بَانزِي؟].

:[أنَا لَم أوقِضْكَ مِن نَوْمِكَ؟ أعْتَذِرُ عَلَى اتِّصَالِي المُتَأخِّر].
تَسَاءَلَت بِخَجَل

:[كَلَّا، مَازِلْتُ أعْمَل أمَامَ حَاسُوبِي وَكُنْتُ أنْتَظِرُ اتِّصَالَكِ عَلَى أيِّ حَال].

:[آسِفَةٌ لِأنَّنِي أفْرَغْتُ مَشَاعِرِي السِلْبِيَّة عَلَيْكَ وَأزْعَجْتُكَ بِهَا].

:[لَا بَأسَ مَعِي، يُمْكِنُكِ إزْعَاجِي بِأيِّ وَقْت مَادَامَ سَيُرِيحُ ذَلِكَ قَلْبَكِ].

ابْتَسَمَت وَدَفَعَت وَجْهَهَا أكْثَر بِوِسَادَتِهَا وَكَم كَانَ صَوْتُهُ لَطِيفاً مُهْتَمّاً.

:[أرَدْتُ شُكْرَ لَكَ مُسَاعَدَتَكَ سَابِقاً، لَم أكُن أعْلَم مَا سَأصْنَع وَأنَا مُمْتَنَّة أنَّكَ مَدَدْتَ لِي المُسَاعَدَة وَخَفَّفْتَ عَنِّي].
ضَغَطَت عَلَى أصَابِعِهَا لِخَجَلِهَا

:[بِكُلِّ سُرُور بَانزِي، إنْ كُنْتِ قَد وَافَقْتِ عَلَى أنْ تُرَافِقِينِي فِي وِحْدَتِي، فَأنَا أرِيدُ أنْ أكُونَ مَن تَسْتَنِدِينَ عَلَيْهِ وَكُلَّمَا طَرَأ أمْرٌ لَم تَسْتَطِعِي التَّعَامُلَ مَعَه أنْ تُمَرِّرِيهِ لِي، وَأنْ تَسْتَعِينِي بِي كُلَّمَا احْتَجْتِ مُسَاعَدَة].

:[لَكِن سَيَكُونُ كَثِيراً أنْ أرْمِيَ عَلَيْكَ مَشَاكِلِي، لَا أرَى هَذَا صَحِيحاً].

:[ارْمِي حِمْلَكِ وَمَا يُرْهِقُكِ عَلَيَّ بَانزِي بِقَدْرِ مَا تُرِيدِينَ، وَأعِدُكِ وَعْداً لَم أقْطَعْهُ مِن قَبْل، وَعْداً لَن تَحْصُلَ عَلَيْهِ امْرَأة غَيْرُكِ؛ أنْ أسْتَقْبِلَ تَعَبَكِ وَمَشَاعِرَكِ التِي تُؤْلِمُكِ بِصَدْرٍ رَحِب].

:[شُكْراً لِكَلَامِكَ سَيِّد جيُون، وَشُكْراً لِلُطْفِكَ حَقّاً].

:[دَوْماً بَانزِي].

ثُمَّ حَلِّ الصَّمْتُ عَلَيْهِمَا، رُوزَان لَم تَجِد مَا قَد تَقُولُه وَبَدَت مُحْرَجَة أكْثَر مِنَ السَّابِق بَيْنَمَا السَيِّد جيُون انْتَظَرَهَا أنْ تَقُولَ شَيْئاً أوْ أيَّ كَلِمَةٍ عَابِرَة.

:[سَيِّد جيُون؟].

هَمْهَمَ لَهَا يُرَاقِبُ شَاشَةَ حَاسُوبِه.

:[أعْتَذِر، سَأنْهِي الاتِّصَال فَلَقَد تَأخَّرَ الوَقْتُ قَلِيلاً وَعَلَيَّ الذَهَاب].
اسْتَأذَنَت لِشُعُورِهَا بِالنُعَاس

:[هَل سَتَنَامِينَ الآن؟].
سَألَهَا بِاسْتِغْرَاب

هُوَ كَانَ يَعْتَقِدُ أنَّهُمَا سَيَحْظَيَانِ بِمُحَادَثَة طَوِيلَة وَيَتَشَارَكَانِ قِصَصاً لَطِيفَة طِوَالَ اللَّيْل بِمَا أنَّهُ سَيَسْهَرُ أكْثَر عَلَى أعْمَالِه.

:[لَا...لَيْ...لَيْسَ كَذَلِكَ، إنَّ...إنَّمَا فَقَط سَ....سَ...].

:[ضَعِي الهَاتِف عَلَى خَدِّكِ].
طَلَبَ بِهُدُوء

:[وَلَكِن لِمَاذَا؟].
قَطَبَت حَاجِبَيْهَا مَعاً

:[افْعَلِي هَذَا].

هِيَ لَم تَفْهَم مَا سَبَبُ هَذَا لَكِن أنْزَلَت هَاتِفَهَا إلَى خَدِّهَا وَسَمِعَت صَوْتَ قُبْلَة، فَتَحَت عَيْنَيْهَا بِوُسْعٍ وَتَفَرَّقَت شِفَاهُهَا قَلِيلاً.

:[مَا كَانَ هَذَا سَيِّد جيُون؟ هَل كُنْتَ تُقَبِّلُ فَتَاةً بِجَانِبِكَ؟].

:[طَبَعْتُ قُبْلَة عَلَى خَدِّكِ، أنْتِ لَسْتِ هُنَا لِتَكُونَ حَقِيقِيَّة، لَكِن بِمَا أنَّ الوَضْعَ اسْتَدْعَى فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، تَخْفِيفاً عَنْكِ وَتَوْدِيعاً لَكِ وَخِتَاماً لِمُحَادَثَتِنَا].
فَسَّرَ لَهَا بِضِحْكَة صَغِيرَة

:[سَيِّد جيُون لَقَد...لَقَد كَانَ الهَاتِفُ مُوَاجِهاً الوِسَادَة، أيْ قُبْلَتُكَ كَانَت عَلَى الوِسَادَة].
كَذَبَت وَهِيَ تَكَادُ تَخْتَفِي مِنَ الخَجَل

:[سَيَكُونُ رَائِعاً كُلَّمَا أسْنَدْتِ وَجْهَكِ اسْتَقْبَلَتْكِ قُبْلَتِي طِوَالَ اللَّيْل].

كَوَّرَت يَدَهَا بِحُضْنِهَا وَضَغَطَت عَلَى أصَابِعِهَا، هُوَ إنْ لَم يَتَوَقَّف سَتَتَبَخَّرُ هِيَ مِن عِبَارَاتِه.

:[سَأذْهَبُ الآن].

:[لَيْلَة سَعِيدَة لَكِ رِبَانزَل، أرَاكِ قَرِيباً].

هَمْهَمَت فَقَط ثُمَّ انْتَهَى اتِّصَالُهُمَا، انْدَسَّت هِيَ أسْفَلَ البَطَانِيَّة وَأغْمَضَت عَيْنَيْهَا اسْتِعْدَاداً لِلنَوْم وَابْتَسَمَت لِنَفْسِهَا.

وَتَمّ لِسَادِس قُبْلَة ✓.

---

⌘ يَتْبَع ⌘

.

.

.

---

مَرْحَبا بِكُم فِي فَصْلٍ جَدِيد، النِّهَايَة أرَدْتُهَا مُمَيَّزة وَلِهَذَا كَانَت القُبْلَة عَلَى الهَاتِف كَنَوْعٍ مِنَ التَغْيِّير.

هَل نَالَ الفَصْلُ اعْجَابَكُم؟.

شُكْراً لَكُم عَلَى حُسْنِ القِرَاءَة، أرَاكُم قَرِيباً ☆

繼續閱讀

You'll Also Like

84.9K 1.1K 68
It's all in the title.
1.6M 95.8K 39
"You all must have heard that a ray of light is definitely visible in the darkness which takes us towards light. But what if instead of light the dev...
24.4K 808 35
❣️Bsd ships #Dazai x chuuya #Akutugawa x Atsushi #Ranpo x Poe #Mori x Fukuzuwa # Others Just for fun....
14.6K 374 17
ماذا لو تغير بسببها ؟هل كانت حقا اخته من إنتحرت أم تم قتلها عمدا.... أنت لي حتى لو أخطأت في حقك فأنت لي...