| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثا...

Від EekaUa

2K 232 83

هل يمكنك أن تتخيل أنك داخل عالم ليس له وجود إلا بخيالك؟، عالمٌ ينقلنا إليه بطريقة غير مفهومة، بوابة زمينة تضع... Більше

|مقدمة|
1- | البداية |
2- |عودة اليافعان|
3- |قبيلة آڤاي|
4- |البَحث عن المَجهول|
5- | الماضي|
6- |الساحة القديمة|
7- | وادي تيلان المفقود |
8- | تواصل أخوي|
9 - | نِصفُ حقيقة |
10- | صاحب الوجه المُلثم |
11- | عودة الفَارس |
12- | قلائد الأحجار |
13_ | رسالة من أوين|
14- | أسرار |
15- | بِخفة القِطة! |
16 - | ثلجٌ وتعويذة! |
17 - | أخرق بالكهف |
18- | صديق الرِحلة |
20 - | الأبيار |
21- | روح ثمينة وضحية إحياء |
22-| ذهاب الأحبة|
23- | ابنًا لمَن؟|
24- | عودة الأمل!|
25- | النصر|
26- | النهـاية |
الغاء نشر العالم المعكوس الجزئين.

19 - | عَريق العَراف |

35 5 0
Від EekaUa

-" هل نسينا ذلك البوم أم ماذا؟"

تمتم بها "خُضير" بعد أن قام بغسل وجهه من البحيرة المجاورة لهم، فحرك "أنس" أكتافه له يعبر بها عن جهله..

ليس إلا ثوانٍ حتى التفتوا على صوت طرقعة تأتيهم من الخلف دون مصدر لها، تعمق القلق داخلهم أكثر حين تقدم "تَيم" بخصلاته المبتلة يقول:
-" أسمعتم الصوت؟"

تلفتوا حولهم بعشوائية من كل إتجاه بعد أن عاد الصوت يشق الإرجاء وابدانهم من جديد، يبدو الأمر مخيفًا حين يشعرون بأن هناك من يرافقهم في كل مكان ذهبوا إليه، ذلك الشعور كان يزور كل واحد منهم بين الحين والآخر ولكنهم كانوا يقابلونه بعدم الإهتمام ولكن، اليوم والآن تحديدًا تأكدت شكوكهم، فكان الأمر أشبه بشيء خفي يراقب تحركاتهم أينما كانت دون ملل..

ظهر فجأة عن بعد رجلٌ يلثم هيئته برداء أبيض كالثلج، لديه لحية سوداء طويلة ممتزجٌ بها القليل من الرماديّ، وعصا غليظة تسبقه بالخطى تأخذ بقمتها شكلًا مصغرًا لتلك القلادة السوداء بعنقه..

كانت تملأ ملامحه الحكمة والتريس حيث تفوه بثقلٍ:
-" جئتم مبكرًا، هذا جيد."

-" من أنت؟"

تساءل "تَيم" بفضولٍ ليقول الرجل وهو يعير الحيوانات الصغيرة من حوله بعض الطعام:
-" أُدعى عريق العراف، ذلك البوم الذي حثكم على الطريق، كان أنا."

اندهشت ملامحهم وهم يطالعون بعضهم بحيرةٍ..

-" لم تقمست شكل البوم إذًا؟"

-" لدي قدرة التحول، أنس"

-" الكثير من القدرات، رائع!" تمتمت "قُوت" بإعجابٍ..

-" حسنًا إذًا!؟" تساءل "خُضير" بجهلٍ ليأتيهم صوته..

-" جئت لأهنئكم على انتهائكم من البحث عن الحراس."

-" ولكننا لم ننتهي بعد، تبقى تَيم، وقُوت، وروز!"

أضافت "مُنيرة" مفسرة ليبتسم بهدوءٍ قبل أن يلوح بعصاه:
-"روز، وقوت فقط!"

ظهر فجأة من بين الحيوانات بالخلفية صوتًا جذابًا، فأتضح بعد التعمق بالنظر أنه تغريدٌ متفاخر لطاووس ملأ جسده اللون الرمادي الكثيف ممتزجًا بآخره القليل من الوردي الزاهي، والبعضُ من الأسود القاتم كان يغطي قمة رأسه، وقلادة ذهبية تتدلى من عنقه تحتوي بقلبها على حجر رودي اللون..

فسر العراف:
-" حارسكِ روز."

تقدمت ببعض القلق إلى ذلك الطاووس الذي كان يتوسط حجمها وقامت بالتربيت على رأسه بإعجابٍ وقالت:
-" لو كنتُ مكانكَ لتباهييت أيضًا، تبدو في غاية الروعة!"

غرغر الطاووس بامتنان تزامُنًا مع تقليصه لهيئته حتى عاد إلى حجمه الطبيعي..

وفي اللحظة ذاتها، وسط كل ذلك الاندهاش الذي كان يعم المكان رفرف عصفورٌ أبيض اللون به الكثير من الأسود الممتزج بجسده على كتف "قُوت" وأضحى يُغرد بعلوٍ، لفت انتباه الجميع بينما أضاف العراف عريق:
-"حارسكِ، قُوت."

-" يا ويلي!"
صاحت "نور" بينما أضافت "مُنيرة" بحماسٍ:
-" أنه فريد!!"

-" من فريد؟"
تساءلت "قوت" بجهلٍ  واعتلت تعابيرها الإهتمام للمعرفة، فأجابتها "نور" وهي تقترب لتلامس رأس فريد بلطفٍ:
-" هذا العصفور كان ملكًا لمازن."

-" والدي؟"

ابتسموا الجميع على تذكره بسعادة، وكانت هذه المرة الأولى التي يُذكر اسمه فيها دون أن يصاحبه الحزن العميق الذي كان يحتل أعينهم..

-" من يموت من اليافعون يختفي بموته الحارس الخاص به لكونه الأقرب منه روحيًا، ولكن وجود فريد بيننا الآن، واختياره لكِ كيافعة يؤكد لنا أن هناك جزءًا مازن لم يرحل بعد."

أضاف"عريق" ثم اختتم:
-" ليلة سعيدة حتى الصباح الباكر، سنتعلم كيفية استحضار القوىٰ."

ترك كل منهم يسبح في بحيرة افكارة بينما هي، جلست أسفل شجرة تتعمق بذلك المخلوق الصغير الذي تحتويه بين ايديها، الآن أصبحت تعلم أنها ليست بصدفة، وليس لديها الحق أن تحزن على ذلك الماضي الذي عاشته دون والدها، فكان وجود فريد معها يشعرها بأنه اعتذار صادق من والدها على كل ما حدث منه، عن قصدٍ كان أم عمد، لا يشكل فارقًا لها الآن، هي الآن تحمل جزء من روح والدها بين راحة يديها، وتريد المزيد!!

ولكن حين وصعت رأسها المثقل لتريحه قليلًا، استمعت إلى صوت همسات عدوانية جعلت من أفكارها المرتبة تتحول إلى فوضى عارمة..

●◉◉●

هنا فالظلام حيث اللا مكان للخير وأشباهه، لا مكان للعفو والسماح، حيث القلوب الكاحلة التي لا تُضيء إلا بنار الانتقام..

يقف برفقة حراس البرج وذلك الأزعر "جاد" أمام فوهة القصر، يتعمق النظر به وكأنه يروي عطشه الذي أنتجه الزمن داخله..
الكثير من المقاومات حدثت ولكن بالنهاية أخيرًا نجح "سلاف" في دخوله إلى القصر..

"نيثان" يجث على ركبتيه بالزواية وفوقه حارسان، والملكة "چود" مقيدة بجوار "تالين" على الأرض، وبينما كان "جاد" يبادل نظراته الشامتة مع "نيثان" الذي كان يطالعه بغيظٍ، جلس "سلاف" على المقعد الخاص بِـ "مازن" سابقًا و "چود" حاليًا بعد أن تحسسه بلذة، قهقهة بعلوٍ أصاب أرجاء القصر وكأنه يمحي ذلك الوقت الذي مر وهو بعيد عن هنا، فلطالما كانت المملكة هدفه الوحيد ولا شيء سواها، ولا أحد غيره يعلم بأنه كان يخبيء من الجميع إرادته في السيطرة على المملكة وراء ذلك السبب المقنع لهم وهو موت ابنه "إياس"، لا أحد يعلم أنه قد شفى غِله في من تسبب بذلك منذ سنوات، لا أحد منهم لديه أي فكرة عن مدى مرضه الكامن داخل قلبه بسبب ذلك الماضي الذي يطوف بعقله كل يوم كسحابة سوداء تلحق الضرر بكل أفعاله..

منذ أن شهد تفضيل أخيه "عباس" عنه من قِبل والده، إلى نهاية اختيار الرموز له كيافعًا ومالكًا للأرض، أما هو.. فظل اللعنة والابن المنبوذ بنظر والده حتى مماته، تلك الذكريات الشنيعة التي تستحوذ على أفكاره كل ليلة وتوقعه غريقًا بدماء اوجاعه، حب ابويه اللامتناهي لأخيه ومنحه كل شيء كان كافيًا بالنسبة له لأن يغير ما فيه إلى الأسوأ كل يوم..

للأسف الشديد هذه نتائج ألا يكون جيش المرء عائلته!

لا يوجد أقوى من الحقد الذي تصنعه ذكريات الماضي بداخلنا، شيء ثقيل مثل كتلة ضخمة من المشاعر الممتزجة يصعب على أي طفل تحملها، ولكنها على أي حال تمر مع الأيام مكونه بالفؤاد سوادٌ حالكٌ لا ضوء له أو علاج، تلك المشاعر والدوافع الشريرة التي تسيطر على البعض منا تشبه تلك التي كانت بالماضي ولكنها الآن ناضجة، قوية وقاتمة تتحكم بعقولنا المُظلمة..

و"سلاف" فخورٌ بما أصبح عليه حتى مع يقينه بأن الهلاك ينتظره بآخر النفق!

-" خذوهم إلى السُجن."

أمر جيشه الذي ما أن تحرك واحدٌ منهم اخترق عنقه سهمٌ حديدي أوقعه ميتًا فالحال، ومثله اثنان قاما باختراق عنقا الحارسان الذان كانا يُكبلان كل من "تالين" و"چود"..

-" لا أحد يتعدى على عائلتي بوجودي."

تمتم بها "فَارس" بعد أن قام بإسقاط عشرة أشخاص برمية واحدة بينما تساءل "سلاف" بحيرةٍ:
-" ومن أنت بحق السماء؟"

أسقط من كان يتقدم تجاهه قائلًا:
-" ليست من شأنك."

تضاربت ضحكات "سلاف" ولكنها قُطعت أثر ذلك السهم الذي اخترق عنق "جاد" الذي كان يقف بجواره، ولدقائق اتخذها "فَارس" في اسقاط من تبقى أرضًا بقى بالأخير "سلاف" وهو يطالع الجنود الميتة على الأرض بكل ثبات، ولكن فجأة اُحتلت قاعة القصر من كل اتجاه من قبل ظِلال سوداء تبث أشكالها الرعب في الأبدان، والكثير من الجنود التي كانت على رأسها "دارلين" وعادت السيطرة لِـ "سلاف" مرة أخرى بعد أن كُبل "فَارس" من قبل أحد الجنود..

-" كنتُ أتطلع لبعض الوقت معك لأعلم من أنت، ولكني بمزاجٌ جيد الآن ولا أريد تخريبه."

نطقها "سلاف" وأمر الجنود بأخذهم إلى السُجن، بينما ربت هو على رأس "دارلين" فخرٍ وقال وهو يخرج:
-" أريد حماية للقصر إلى أن أعود."

تحرك وبيده بلورة "چُمچُم" علها تساعده في معرفة الطريق، بينما هي اتخذت ساترًا بين الممرات وأخذت تُدون له ما حدث توًا بملامح حزينة مرتبكة..

●◉◉●

-" هل من الطبيعي ألا أحصل على حجري للآن؟"

تساءلت بعد شرودٍ دام لدقائق بعد أن وجدته يجلس أسفل شجرة تحت ضوء القمر..

-" هل ترغبين في الحصول عليه؟"

-" أجل بالطبع، فقط ينتابني الفضول أحيانًا لنوعية القوة التي تحتويه."

-" يتنكر التسرع أحيانًا في ثوب الفضول، قُوت."

-" إلا يجب عليَّ معرفة مايخصني؟"

تساءلت بإهتمامٍ فرد:
-" بل يجب عليكِ أن تتحلي بالصبر حتى يأتيكِ، فكما قلتِ للتو أنه يخصك إذًا فلن يذهب لغيرك مهما طال وقت مجيئه."

أومأت بتفهمٍ ثم تحدثت بحماسٍ:
-" إذًا دعني أُخمن، روز صاحبة قوة الطقس التي قلت عنها سابقًا أليس كذلك؟"

أومأ العراف لتكمل:
-" كنت أعلم، وبالطبع تَيم صاحب قوة الضباب!"

-" أجل."

-" إذًا أنا صاحبة تلك القوة الأخيرة؟.. ما كان اسمها؟"

-" چُماڤيّ"

أجابها فسألت من جديد:
-" أهي ألفا؟"

أومأ وهو يطالعها بنظراته المتشككة لقوة تحملها الأمر وتساءل:
-" ألستِ خائقة؟"

-" من ماذا؟"

-" من ما قد تحمله القوة لكِ بحوزتها؟"

ردت وهي ترفع عينيها للأفق البعيد:
-" أجل أشعر بالخوف أحيانًا ألا أكون قادرة على تحملها، نور قالت لي من قبل أنه يمكن للقوى أن تتحكم في صاحبها أن لم يستطع هو التحكم بها."

ثم صمتت وبعدها قالت:
-" هل قوتي مضرة لمن حولي؟"

صمت ولم يجيب لثوانٍ وأخذ يفكر، الآن هو بين خيارين كلاهما عبارة عن هلاك، أن يبوح بالأمر ويتركها تواجه مصيرها المهيب وحدها دون خلفية، وأن يقول لها عن كل شيء من الممكن أن يقابلها بالطريق وفكلا الحالتين نسبة نجاتها ضئيلة..

-" هل إجابة سؤالي تستغرق كل هذا الوقت؟، قل لي ما أشعر به صحيح أليس كذلك؟"

-" ما الذي تشعرين به؟" تساءل باهتمامٍ فأجابته بتشتتٍ

-"تلك الأحاسيس المريبة التي تباغت عقلي كل ثوانٍ، تلك الهبات التي وقعت على عاتقي بين يومٍ وليلة، حديثي مع الأشجار والورود وقطع الثلج والحيوانات، سماعي للرياح وترجمة ما تقوله، بالكاد استطيع النوم ليلًا من أنين الحيوانات البعيدة عني بأقدام كثيرة، كل تلك الأشياء وأكثر ليست بمعضلة بالنسبة لي، المعضلة الأكبر هو كِبر حجم الغل والحقد الذي يقبع بين اضلعي لذلك الحقير سلاف.. أتذكر جيدًا أن مشاعري لم تكن تحمل كل هذا الكره له فالبداية."

أومأ عدة مرات بضيقٍ بعد أن تيقنت شكوكه، ولكنه حاول جاهدًا ألا يُظهر ذلك القلق الكامن بداخله..
-" كل ما سأقوله لكِ قوت أن كل هذا ليس إلا بداية لطريقٍ وعر ستسلكينه بالقريب العاجل برفقة قواكِ، لا شيء يمكنه مساعدك حينها سوى الإستماع إلى قلبك،  وتذكري جيدًا أن ما ينسجه القلب كرهٌ كان أم حب فهو أقوى شيء على الإطلاق!"

تركها تحاول تفسير ما استمعت إليه ولكن دون جدوى، فقط مازال عقلها شاردًا هناك بين الزحام ولا يعرف طريق العودة، لا شيء أصعب مما هي به، فرغم صغر عمرها إلا وأنها شهدت الكثير للآن..

لمَ باتت تشعر أنها أصبحت أضعف؟، تسلل إلى عقلها القلق والشتات، سيطر على عقلها الخوف والخيبات..
لم أصبحت ترىٰ الأمور من الجهة الأكثر تشاؤمًا؟!، ولا تعلم لمَ أصبحت تفكر في ذلك اللعين "سلاف" كثيرًا، الكثير من الأفكار تحوم بعقلها الصغير..
لولا تدخله لما كانت هنا، لما كان وصل بها الحال لفقد أعز وأقرب الأشخاص لها، لما كانت خسرت مملكتها ولا أي شيء من هذا القبيل..

لولا وجوده لما جُبرت على ترك والدتها وحيدة تواجه حزنها ومخاوفها بمفردها، كيف لها أن تستطيع التماسك بين كل هذا، كيف لها أن تمحي تلك البقعة السوداء التي افتعلها "سلاف" بأيامها، كيف تعيد الطمأنينة والامان الذي سُلب منها، تلك البراءة التي كانت تستحوذ على عينيها وأحلامها..

ألفُ كيفٍ وكيف تجول بخاطرها، ومثلها أضعافًا لماذا؟

لماذا يحدث كل هذا معها هي بالتحديد؟..

- في تلك الليلة-

كانت تمر بين الحراس بكل ثقة بسبب تخفيها وسط الظلام وتلك القدرة على جعل من حولها لا يشعرون بوجودها هي المميزة من بين كل القدرات التي تمتلكها، برشاقة فراشة تتسلل من ظلمة لظلمة ومن مخبأ إلى آخر..

-" ما بال تلك الممرات لا تنتهي!"

ولكن بعد ما نبسته داخلها وجدت حالها أخيرًا أمام الممر المقصود ولكن تفاجأت بوجود ظل من ظلال "سلاف" يقف أمام الباب الخاص بالسجن الذي يحتوي داخله الجميع..

كان الظل يمتلك شكل التنين ولكن بجحم أصغر وملامح مخيفة مرعبة، كان يقف أمام الباب تارة، وتارةً أخرى يتجول فالممر المظلم نسبيًا، حاولت أن تجد حلًا مناسبًا لأبعاده غير الذي ببالها وللأسف لم تجد، فقتل هذا الكائن سيسبب لها الهلاك كونه متصل بِـ "سلاف" روحيًا، وأن المكروه الذي سيصيبه بالتأكيد سيشعر هو به ويعلم أنها الفاعلة..

ولكنها على أي حال وجدت أن قتلها وحدها أفضل بكثير من قتل مملكة كاملة!

قامت بوضع مصل سام على حافة أحد السهام الملقاة على الأرض جوارها، فيبدو أن "فَارس" قد اسقطها رُغمًا عنه وهو لا يشعر..

ثم قامت بإلقاءه بكل قوة على الكائن الظلامي فوقع ميتًا وتبخر فالهواء كبركة ساخنة من الماء واختفى..

اتجهت سريعًا إلى الباب وقامت بإلقاء بعض التعاويذ على القفل ولكن دون جدوى حتى ظهر لها "فَارس" الذي كان يعقد زراعيه بريبة من خلف القضبان..

تمتمت:
-" عد للخلف حتى لا تُصاب!"

-" أُصاب بماذا؟، وماذا تفعلين؟"

دارت بعينها بمللٍ وصاحت:
-" قلت عد للخلف، ليس لدي وقت!"

تنهد "فارس" وعاد إلى الوراء لتكمل هي ما كانت تفعله مضيفة بغيظٍ:
-" لا أصدق أنه استخدم تعاوييذ آفية!، آكما سيامور"

- تعويذة افساد السحر-

دلفت بعد انفجار القفل ثم تساءلت بجهلٍ:
-" أين البقية؟"

أشار لها "فارس" على الغرفة الداخلية للسجن، والتي كانت تحتوي داخلها البقية فقالت:
-" آسفة ليس لدي وقت كافي.."

ثم طالعت "فارس" وهي تخرج:
-" احتاج إلى مساعدتك."

-" لماذا قمتي بقك قيدي، أهي لعبة حقيرة من الاعيبك أنت وذلك الأخرق؟"

-" ما اسمك؟"

تساءلت بعد أن طالعته جيدًا فَرد:
-" فَارس."

-" حسنًا فَارس أدعى دارلين، قلت للتو أنني لا أملك الوقت الكافي لتفسير أي شيء، أنا معكم لا تقلق.. ولكن هل يمكنك مساعدتي في معرفة طريق الابيار التي بالمملكة؟"

تنهد وهو يميل ليمسك بسهامه على الأرض..
-" سأحاول البحث، ولكن لماذا؟"

-" سلاف بطريقه إلى حجر يدعى بحجر چماڤيّ، وعند إيجاده له سوف يتجه إلى أقرب بئر عميق له ليحي به هياكل هاكو من جديد وهذا يعني الهلاك لتلك المملكة وشعبها."

تمتمت تشرح خطورة الأمر فأضاف:
-" وأنتِ تريديننا أن ندمر الابيار الموجودة بالمملكة كلها قبل أن يصل لها؟"

اهتزت رأسها بالإجابة فأعترض:
-" هذا مستحيل، الابيار المصدر الوحيد للماء في المملكة!"

-" لا حل لدينا غيره فَارس، أيمكنك معرفة كم عددها ومكانها بالتحديد على شروق الشمس؟"

-" سأحاول" تمتم بقلة حيلة..

-" حاول سريعًا أرجوك، فسأموت خلال ليلة واحدة."

قالت جملتها بعد أن قامت بقصف رقبة الحارس الذي ظهر أمامها للتو، ثم طالعته تواجه نظراته المريبة لها وفسرت..
-" لا بأس ببعض الإثارة قبل الموت أليس كذلك؟"

ضحك رغمًا عنه ثم قال بانسحاب وهو يتسلل إلى غرفته بالأعلى:
-" أراك خارج القصر على الشروق."

خرجت هي من بين الظلمة متجهة إلى أقرب غرفة:
-" وهذا كافي لأستحضار ظلي."


__________

يُتبع..
لِـ مَنار نَجدي.

Продовжити читання

Вам також сподобається

1.1K 131 10
في عالمَيْن متباينين وزمانَيْن متلاقين، الأول أساس الثاني، والثاني نهاية الأول. قصة تولد من رحم الذات المكروهة، فتاة نقشت اسمها في التاريخ بسبب حقده...
29.4K 3.7K 38
تم نشرها مرة أخرى مؤقتًا.
1K 181 18
"لا يوجد فينا من لم يُطلق العنان يومًا لخيالاته الجامحة؛ ليغوصَ في البحث عن مغامرةٍ قد تنتهي بالعثور على الكنز المدفون مُنذ سنين! فإن إيجاد كنز مانتي...
3.8K 231 9
ماذا لو انقلبت حياتك فجأة رأسا على عقب... ماذا لو اصبحت غير قادر على الحركة بالرغم من نيلك الحرية المطلقة... ماذا ستفعل كي تسترد قواك هل ستفعل تماما...