دماء ديناري الروسية (#5 سلسل...

By _Victory_4love

15.4K 971 513

ديناري فتاة فرنسية من أصول روسية، ذات عقل إجرامي بإمتياز تحلم الفتاة الفرنسية بالعمل في مجال الصحافة قسم الت... More

دماء ديناري الروسية (#4 سلسلة فتيات شريرات )
2❀• ROSE's GHOST•❀
3✪•ΒÃβЎ ĞĮŘĹ•✪
4•✪ Billionaire's issues•✪
0•✪بارت توضيحي •✪
5•✪Reblious ZARA •✪
6•✪Ghostie Girl •✪

1✪•GHOST's ROSE •✪

3K 165 110
By _Victory_4love

              
 

  آلَقانون :  لا تثق بأصدقائك ثقة تامة و أبقي فرصة التعرض للخيانة  مطروحة دائما  .....

       

روسيا- موسكو. 

✪_نيكولاس فاردين_✪

☆✪☆

لَکْلَ رجّـلَ مًأّ يِّشُـغُلَهّ إلَأّ أنِ يِّجّـدٍ نِصّـفُـهّ أّلَآخِـر،  لَکْنِ إيِّجّـأّدٍ نِصّـفُـيِّ أشُـبًهّ بًحًلَمً يِّقُظُةّ أرأّه فُـيِّ کْلَ مًنِ حًوٌلَيِّ...

لكن هل سأحضى بفرصة ككل سافل أعرفه إستطاع إيجاد نصفه...

تشه!!.. 

ضحكت على تفكيري بينما أقلب أوراق ملفاتي أمامي هازا برأسي نافيا مع إبتسامة ساخرة على الفكرة التي ظهرت برأسي من العدم...

أنا خلقت لأبقى غير كامل.. لأكون عبرة للبقية أو كتذكير بسيط من الرب لخلقه على أهميتة إمتلاكهم أو إيجاد نصفهم الآخر...

لطالما كنت الفرد الذي خلق و هو فاقد لكثير من الأشياء...

و البداية كانت مع سمعي... والدتي.. أبي...ثم فتاتي الصغيرة..

فتاة رأيتها لمرة واحدة ثم إلتصقت بي ذكراها معي لسنوات طويلة...

لمدة كافية إقتنعت أنها كانت مجرد خيال خلقه خيالي كنوع من التسلية....

" إحرص على أن يقوم مقاتلوك بعرض جيد الليلة،  إمرأتي ستحظر و لا أريد رؤية خيبة الأمل على وجهها الجميل نيكولاس!! "

و هكذا تم قطع عملي بكل بساطة من طرف أخي الأصغر مني بسنة و الذي إقتحم مكتبي دون دق باب أو إعلان سابق منه  على زيارته لي في  حلبة القتال .

هذه ثاني مرة يأتي إلي و يأمرني بكل وقاحة بشيء مماثل، يلقي علي أوامره و كأن تسلية برتقالته المشاكسة بجعل المقاتلين لدي يسفكون قدر ما يستطيعون من الدماء و يكسرون ما يشاؤون من عظام بعضهم البعض هو شيء غير قابل للنقاش لأن صوفيا فاردين ستحظر الليلة و على الجميع العمل جاهدا بمن فيهم أنا لإرضاءها هي و المختل السايكوباتي في داخلها .

  " أولا مالذي تظن نفسك فاعلا بالدخول الى مكتبي بكل وقاحة هكذا و دون إعلامي بأنك قادم من البداية.....، هذا إقتحام لخصوصية و جريمة يعاقب عليها القانون ! ثانيا لماذا تريد إمرأتك الحظور الى هنا؟ أليست حاملا؟!،  على الحوامل الجلوس في منازلهم و أكل كل ما أمامهن و ليس القدوم لحلبة نيكولاس و رؤية قتالات غير شرعية! "

قلت بعد أن رميت أوراق جداول القتالات و مستندات البيع و الشراء للمقاتلين على سطح المكتب  مرخيا ثقلي كله على كرسيي الدوار.

" أولا تبا لقانونك للأن لا أحد يمنع إيفان فاردين أو ما يخصه من دخول أي مكان يريد و خاصة الذي تكون فيه أنت ثم بربك نيكولا~!!... عن أي خصوصية تتحدث و نحن معا شاركنا سريرا مبللا ببولك و عدة مرات هل نسيت الأمر بهذه البساطة بعد أن نمت لك لحية و إزداد طول ما بين ساقيك بضع سنتمترات؟! "

إسترسل بعد أن جلس على الكنبة المقابلة لمكتبي واضعا ساقيه واحدة فوق الأخرى بكل أريحية على طاولة القهوة الخشبية الصغيرة أمامه.

السافلة يستمتع بإذلالي بذكريات طفولة عفى عنها الزمن...

" ثانيا هي تحمل طفلي فأكيد ستكون أعراض الوحم لديها عبارة عن الرغبة الشديدة في رؤية الدماء النازفة و بعض العظام تكسر أمام ناظريها ما الذي تتوقعه؟! "أضاف بثقة مع أنف شامخ يكاد يصل للسقف كما لو أن العثور على نصفه الآخر و جعلها تخصه شيء يدعوا للتفاخر..... و هو كذلك أنا متأكد بالرغم من أني لم أقابل إمرأة بنفس المعايير التي تجعلني أركع على ركبة واحدة و أتوسلها لأن تقبل سافلا لعين مثلي كزوج لها و تسمح لي بوضع أطفالي بداخلها و تنجبهم من أجلي فوق كل شيء....، هذا حلم يبدوا مستحيل الحدوث و إن حدث فهذا يعني أنني أهلوس حتما أو تحت تأثير مخدر ما و أنا لا أتعاطى أي شيء قد يؤدي بي الى السفر الى عالم أوهام لا رجعة منه، عملي في الحلبة يحتم علي أن أكون جاهزا دوما جسديا و ذهنيا لأي شيء ....

أنا و النساء لا يجمعني بهن غير أسرة الفنادق، هناك تبدأ و تنتهي أي علاقة لي بهن...

و أيضا إيفان معه حق... مالذي قد أتوقعه غير أن الذي أمامي سيضيف مجرما دوليا آخر الى قائمة المختلين المستقبليين في روسيا...

رده كان كافيا شافيا لكل تساؤلاتي... و لا أحتاج لطرح المزيد،  و حاليا كل ما أتمناه أن لا يكون المولود صبيا...

  يكفينا صبيانا حقا في عائلتنا حقا!!!

،  فلينجب  أحدهم فتاة رجاءا..... الطاقة الذكورية من حولي و تكاد تخنقني!

أريد فتاة جميلة صغيرة،  رقيقة كالزهرة بشخصية تشبه نسائم الربيع الباردة المنعشة تركض هنا و هناك في منزل فاردين مثل صوفيا تماما هي و هالتها المرحة في منزل فاردين سأكون شاكرا لو كان الطفل فتاة.....، بعد دخول صوف~ أصبحت العودة للمنزل شيئا حماسيا للجميع خاصة أصغر أفراد عائلتنا لوكاس و سيلاس، توأم فاردين.

لكن ديميتري و لسبب ما لايزال يمانع وجودها و لا يفوت فرصة في إزعاج ذات الشعر البرتقالي في كل فرصة سانحة إلا أن الممتع في هذا أن صوف~ ترد له الكلمة بأضعافها، رؤيتهما يدخلان في حروب كلامية تجعل تناول العشاء مع الجميع و مراقبة الطرفين يتراميان بالصواريخ القاصفة لبعضيهما تجعل الأمر يستحق إسراعي في العودة حقا  . 

  " هل علمتما ما هو جنس الجنين؟! "سألت راسما ملامح عدم المبالاة بأمر جنس الطفل القادم بينما أحدق في وجه إيفان الذي يخفي حماسه لأمر أنه سيكون والدا بضعة أشهر بصعوبة شديدة.... هو متحمس ليكون أبا بشكل هوسي و  خطير ،  و للحظة فكرت أن حصوله على إبنة سيكون أسوء بعشرات المرات من ولادة صبي آخر في العائلة.

يمكنني رؤية المعاملة التي ستتلقاها إبنته من خلال رؤية تعامل إيفان مع صوفيا..... ستكون أميرة والدها الذي لن يسمح بإقتراب جنس ذكر منها،  ستكون مدللة إيفان فاردين و بدل الوالد الواحد هي ستحصل على خمسة و إن فكر أحدهم في العبث حولها فسيجدني خلف إيفان مباشرة أنتظر دوري في صف رجال فاردين الذين يريدون أخذ حصتهم من الحقير الذي فكر أنه يستطيع الإفلات بفعلته ببساطة. 

" لقد قالت صوف~ أننا نحتاج للإنتظار أكثر لنعرف جنس الطفل بما أنه حجمه الأن يشبه حجم بذرة البطيخ! "

حك مؤخرة رأسه من الإحباط و خيبة أمل من أنه لا يستطيع معرفة جنسه طفله الذي لم يولد بعد،  رؤية تصرفات إيفان و ردود أفعاله تتغير كما لو أنه تم إستبداله بشخص يشبهه من بعد زمني آخر و هذا يجعلني أفكر في كمية تأثير وجود إمرأة  في حياته على رجل كإيفان .

ليس هو الوحيد الذي تغير  فلعنة الحب الهوسي هذا لم تلمسه وحده ،  بدأ الأمر مع ديميتري ثم الأن إيفان و مؤخرا بدأت أخبار التوأم تصلني و الأمر لا يبشر بالخير مطلقا ...

الأمر الذي أنا به أكثر بشاعة من الوقوع في حب إمرأة من عائلة معادية لعشيرتنا  كما فعل إيفان و أسوء بكثير من خطف إبنة زعيم المافيا الكولمبية و إقناعها بالزواج  بعد إختطافها من منتصف حفل زوجها كسافل لعين لا خجل له ك~ديميتري.

أنا عالق في صفقة زواج مدبر لعين، طبعا من حشرني به هو ديميتري و هل أستطيع الرفض بالطبع أستطيع لكن الصفقة جيدة جدا و مربحة بشكل مرضي لي، و ليس و كأنه سيكون زواجا حقيقيا، كل الأمر عبارة عن صفقة لإتمام أعمال بين الشركتين ثم طلاق حتمي، سنفترق كما لو لم نلتقي مطلقا هذا هو الأمر و هدا ما سيكون عليه للثلاث السنوات القادمة ......

سأحصل على غنيمتي من هذا الزواج، و هو  شيء لطالما رغبت به لأتم مجموعتي...

☆✪☆

نهضت عن كرسيي متوجها لطاولة لعب البلياردو بعد مغادرة إيفان من مكتبي بدقائق تأملت الكرات المصطفة داخل قالبها المثلثي للحظة ثم إبتسمت بعد أن مر على ذهني أن مجموعة جواهري النادرة ستكتمل بجوهرة لاهور الحمراء الذي سأحصل عليها فور توقيع عقد الزواج اللعين من ديميتري...

أخيرا لن أشعر بالخزي و عدم الراحة من رؤية مجموعتي ناقصة بعد الأن.

مددت يدي تحت أسفل الطاولة و سحبت الزاوية للخارج لتظهر صفيحة تشبه قفل إلكتروني لا يفتح إلا ببصمة إصبع إبهامي الأيمن،  صممت هذه الطاولة لتكون خزنة مثالية لمجموعتي.... أدخلت بصمتي و هاهي الطاولة تقلب مع كراتها لداخل الطاولة و تظهر حسناواتي الجميلات....

جمعت كل هذه الفاتنات و الذي يبلغ عددهن التسعة و الثلاثين من جميع بقاع العالم، عبرت بحارا و صحاري لأحصل على كل واحدة منها و لكل منها إسم نسبة للبلد الذي أخذتها منه و لم يبقى لي سوى الجوهرة الهندية لأبدأ في جمع جواهر القارة التالية من قائمتي،  ختمت مجموعة آسيا و القادم هي مجموعة إفريقيا بعدها الأروبية ثم اللاتينية لتليها الأمريكية اللاتينية.

سأجمع جميع جواهر العالم ثم أتفاخر بحصول عليها مع نفسي فقط لأني متملك سافل لعين لما يقع عليه بصري و يعجبني!.

مررت أناملي على كل واحدة منهن و الفخر يكاد يتدفق من مقلتاي...

   هل هناك أجمل من التحديق في حسناواتي؟!....مستحيل! هذا المنظر لا يمكن أن يقارن بأي شيء بالرغم من أنه لم يكتمل بعد بسبب الفراغ الموجود في وسط الطاولة، جوهرة لاهور لا تزال ناقصة.

من يصدق أن هذه الجوهرة كانت مهر أحد أفضل رجالي؟!.... عند التفكير بالأمر فهو يثير ضحكي  بشكل هستيري ، أفضل رجالي و أكثرهم جحودا و برودا من حيث الشخصية و التعامل أرسلته في رحلة عمل لحماية أميرة هندية فعاد إلي بالجوهرة في يد و الأميرة في اليد الأخرى و الأفضل من كل هذا يقول و بكل جرأة أن الأميرة تخصه أما الجوهرة فأنا حر تماما فيما أفعله بها ، لكن لولا تدخل ديميتري في الموضوع لكانت  جوهرة لاهور الأن تتوسط  بقية  جواهري الجميلة و إكتملت مجموعة فاتناتي الآسياويات و منذ زمن طويل لكنه دائما ما يفسد الأجواء بتدخله فيما لا يعنيه.

لكن لا بأس... هي تستحق الإنتظار على أي حال... تستحق كل دقيقة و ثانية،  سأتزوج بإبنة بيتروف تلك و أحصل على جوهرتي،  ثلاث سنوات ستمر بسرعة حتى أني أشك بأن أي تغيير سيحدث.

بعد أخذ جرعة الإنتشاء خاصتي من تأمل آسيوياتي أعدت الطاولة إلى وضعها السابق لأعود بدوري لعملي و أتفقد شحنة المقاتلين الجديدة،  كلهم يافعين و لم يبلغوا الخامس عشرة و بالطبع يحتاجون لأن أختار من يصلح للحياة و البقاء هنا حتى يسدد دين عائلته أو ثمن شرائه كبديل لمال الدين.

علي تجهيز ترتيبات إستقبالهم بشكل جيد و جدا ليدركوا أنهم دخلوا جحيمهم الأبدي،  جحيم لا يوجد به أحد خير شبح لن يعرفوه مطلقا لكن سيرتعبون فور رؤيته أو سماع إسمه.

☆✪☆

" كل شيء جاهز سيدي! " قال صوت أفضل رجالي و الوحيد الذي آمنته على هويتي من خلفي بينما كنت أعدل من وضع قناعي على وجه أسود و الذي كان عبارة عن رسمة فم لشبح تغطي فكي كله.

  " هل غرفة النخبة جاهزة لإستقبال إيفان و زوجته أليكساي؟! " سألت دون النظر له متابعا تجهيز نفسي بإرتداع حمالة المسدسات على كتفاي لأتبعها بإرتداء سترتي الرياضية السوداء فوقت قميص أسود هو الآخر ذو أكمام قصيرة يتناسب مع سروال جينز و حذاء عسكري أسودان.

هذا هو أسلوب المناسب للمكان أسود و مظلم مثل الأعمال التي تتم داخل أسواره الذي لا يعلم بوجوده الا القلة رغم أن له فروع في داخل و خارج روسيا.

" هما متواجدان بها بالفعل و معهما ضيفة أيضا! "

ضيفة؟!...

" نفس الضيفة من المرة الماضية،  عندما كنت في رحلة عمل لفرع سيبيريا! "

اااه.. أنا أتذكر جيدا ذلك.. اللعين إيفان أدخل فتاة مجهولة لحلبتي و دون علمي بحجة أنها صديقة إمرأته الجميلة مستغلا غيابي .

و يبدوا أنه فعل نفس الشيء هذه المرة هو و أخاه اللعينان يتدخلان في أشياء تعبث بعداد الصبر لدي.

" إحرص على مراقبة الفتاة،  لا أريدها أن تتجول حول المكان دون حراسة... "

إسترسلت واضعا سلاحاي في طرفي الحمالة من كل جانب من جسدي لأضيف ناظرا لألكساي بنظرة كفيلة ليفهم ما أعنيه بمراقبة " لا تجعلها تغيب عن نظرك و إن اضطررت فتشها حتى من أي آلات تصوير أو تسجيل! "

هز رأسه بفهم و هنا عدلت ياقة سترتي لأخرج من مكتبي و أتجه نحو الغرفة التي خصصتها لنفسي لمراقبة سير القتالات منفصلا عن أليكساي الذي غادر لعمله من طريق معاكس. 

.... فتاة؟!... فتاة غير صوفيا في حلبتي؟  لا يمكنني أن أتسامح مع شيء كهذا لإيفان و سيكون لنا حديث من هذا الامر بالتأكيد و قريبا، سرت نحو غرفتي في إنزعاج تام و خلفي حارسان من أتباعي...

العمل هنا موتر في حالاته العادية و معرفتي بوجود شخص لا علاقة له بهذا المكان يزيد من سوء الأمر.

شخص ليس مراهنا أو مقاتلا ليس حتى من حراسي فهو ليس مريحا البتة و الأسوء فتاة....فتاة لا نعرف عن تاريخها شيئا !!!

....تبا لإيفان و لخلايا عقله الذي جعله يفكر أنه من العادي جدا إحظار فتاة لا نعلم عن خلفيتها شيئا غير أنها "صديقة صوفيا زوجته"....

أنا لا أحب الدخلاء و لا أستلطف وجودهم معي في مكان واحد 

و الفتاة و لسبب غريب لا أشعر أن وجودها سيمر بسلام حتى قبل أن أراها و أكشف نواياها حول المكان.

إن زيارة واحدة للمكان تجعل الرجال يفرون هربما من رعب ما يرون في داخل الحلبات فأي إمرأة تقبل أن تأتي لهذا المكان للمرة الثانية بكل بساطة _صوفيا إستثناء بما أنها تحمل إبن شخص كان يترجاني لأجعله يشترك في النزالات لأنه مختل بتفكير سايكوباتي يعشق رؤية الدماء تسفك بيديه _. 

أشم رائحة غريبة في المكان...

رائحة غير التي تخص الدماء أو العرق الرجولي الذي تعودت على رائحتهما في المكان لدرجة أني تعودت عليها منذ زمن طويل.

ما أشمه الأن هو شيء عطر و زكي الرائحة ،  كما لو كان رائحة لزهور ربيعية تفتحت داخل حلبتي و هذا مستحيل الحدوث، لا يمكن لأي شيء أنويتفتح هنا غير جروح و آلام لا تشفى الا بعد أيام و أحيان أسابيع . 


هل غيروا مواد التنظيف التي أمرت أنا بإستخدامها إلى مواد عطرة؟!....لا مستحيل! لا شيء يسير أو يتغير هنا دون إستشارتي، هم يحعلمون حجم سخطي على كل من يتجرأ و يتحدى رغباتي....هذا المكان ملكي أنا و فقط و من الكلمة الأولى و الأخيرة تعود لي فقط.

مهما كان منبع هذه الرائحة فسأتعامل معه لاحقا.

☆✪☆

كل شيء في مكانه و جاهز لإشارتي ليبدأ،  الرهانات في صناديقها و هي تعد و تحصى من طرف رجالي تحت رقابة جوزيف،  و هذا رجل آخر أحرص دوما على إبقاءه في المكان ليبقي الأمور في نصابها عندما لا أتواجد في المكان، و رغم تفضيلي له مع أليكساي إلا أني مقصر في حقه بجعله يعمل بعد عودته من شهر عسله مباشرة، لكن أنا لا أستطيع الإستغناء عنه لفترة طويلة، و على زوجته الإعتياد على موضوع مشاركة زوجها معي..... أعمالي لا تتم بالشكل المطلوب بدون إشرافه... فلتعتبر الأمر على أنني أمثل دور العشيقة المتطلبة في زواجهما،  هذا سيسهل عليها تقبل الأمر أسرع...

هو كان رجلي من قبل أن يتعرف عليها منذ سنوات ثم إن لي فضل كبير عليها في التعرف عليه لذا فلتتحمل و تبلع أنني لن أسمح لرجالي و خاصة المخلصين منهم أن يبتعدوا عني أكثر من بضع ساعات  من الزمن،  أنا لو لم أرغمه على السفر مع شريكه في مهمة لإيطاليا لما حصلت على شرف اللقاء به و العبث حوله لتوقعه في شباكها أخيرا.

عليها أن تتقبل الأمر مثلما فعلت الأميرة الهندية و تخضع لأمر أن النهار لها و الليل زوجيهما ملك لي بالكامل، أعمالي لا تحتمل التأخير حسنا!....

المقاتلون في غرف التبديل يجهزون إما للفوز أو الموت لا خيار ثالث لهم إلا أن يفوزوا و بهذا يتقدمون خطوة الى حريتهم أو يخسروا و يرسلوا إلى هلاكهم.


أعطيت إشارتي لأحد رجالي ليبدأ العرض لهذه الليلة و نرضي وحم صوفيا أولا ثم نملأ خزائني بالأموال ثانيا...

راقبت الحشود الثائرة من الرجال في الأسفل، هذا روتيني لي،  هتافهم و صراخهم مع تهاتفهم للمراهنة على الفائزين في حلبة قتالي المميتة لم يعد شيئا يثير إستمتاعي..... لقد توقفت عن الإستمتاع بمشاهدة هذه القتالات في سنتي الثالثة من دخول هذا المجال،  لكن أمر عدم إستمتاعي هذا  لا يقتصر على عملي هنا بل يشمل جميع زوايا حياتي ما عدا وجبة العشاء التي يحظر فيها ديميتري بالتأكيد.

سار القتال بشكل جيد، و رجالي يسحبون جثة المقاتل الخاسر من الحلبة و البقية يمسحون دماءه من المكان، أما الفائز فأخذ الى غرفة التبديل ليتم معالجة جروحه النازفة التي حصل عليها من القتال المتوحش الذي أنهاه بلكمة قاضية و بصعوبة شديدة لأن خصمه إمتلك نفس الهدف و نفس الغاية و هي النجاة...الفوز في حلبتي أمر شكلي، لكن النجاة شيء يعتمد على رغبة المقاتل الخالصة في البقاء على قيد الحياة...غريزة البقاء و قوتها في نفس المقاتل هي ما يحدد نتيجة القتال.

تم إعلان وقت إستراحة أثناء التنظيف، و هذا هو أسوء جزء في الأمر لأنه يأخذ بعض الوقت، و أنا أكره الإنتظار.....

أكرهه بشدة...

عزمت على مغادرة المكان و ترك كل شيء لأليكساي و جوزيف هذه الليلة يبدوا أنها من الليالي المملة التي بالرغم من أني  أجني فيها الكثير لكن ليس بها أي إثارة، لقد توقفت القتالات من كونها ممتعة لي بعد توقف إيفان عن القتال و هذا كان من سنتين أو ثلاث، إستقمت عن مكاني راغبا في الرحيل، سرت بهدوء نحو الباب،  أدرت المقبض بالفعل  لأخرج بجزء من جسدي للرواق لكني سرعان ما تجمدت عند رفع نظري عن الأرض لأرى المشهد الذي لم أتوقع أنه ينتظرني خلف الباب ...

.......توقف الزمن  في تلك اللحظة أو هذا ما شعرت به أنا عند وقوع نظري على المشهد الذي كان أمامي...

أليكساي و بطريقة عجيبة غريبة أمسك بزهرة ربيع متمردة تحاول فك نفسها من من يحاول قطفها بطريقة وحشية عنفت جمال بشرة ذراعها، و عند ملاحظة قبضة أليكساي الغير الرحيمة عليها أبعدته عنها بسرعة بدفع للخلف بخفة مشيرا له بالرحيل دون النبس بكلمة.

إلتفت للزهرة فور رؤية مساعدي يشيح بظهره و يرحل في حال سبيله....

بقيت واقفا أمامها أطالعها كسافل ملهوف ، كمن وجد نبع ماء بعد ظمأ مديد...، تكاد مقلتاي تخرج من مكانها في محاولة حفظ كل شبر من التي أمامي.....، شعرها،... أنفها الصغير، شفتيها، رموشها، قليل من ثدييها و إنفراجيهما على الجانب و هناك تعلق نظري بالكامل، قصر قامتها ساعد كثيرا في الحصول على أفضل زاوية نظر لها و كل هذا و هي لم تنتبه بعد لإنشغالها بتمسيد ذراعها من فوق كنزة صفراء خفيفة فوق فستان ربيعي مبهرج بورود صفراء صغيرة و زرقاء....لطيف...هذه الفتاة لطيفة و ظريفة، مظهرها، هيئتها، حتى الإنزعاج المرسوم على ملامح وجهها يجعلني أبتسم خلف قناعي للا إراديا بيننا أقف مقابلا لها كمن تم إلقاء عليه تعويذة ليتصنم كالأبله في مكانه.

شاهدت شفتيها تتحرك  بعدة كلمات لكني لم أفهم منها شيئا برغم من قدرتي على قراءة الشفاه بشكل جيد جدا و هذه ميزة يكتسبها المرء إلا إذا كان أصم،  و نعم أنا كذلك بنسبة ثمانين بالمئة في الأذن اليسرى لهذا أضع سماعة عليها لكن حاليا لا أفعل لأن أصوات الحشود تزعج سمعي و كثيرا في الأسفل و هذا شيء ندمت عليه بالفعل في هذه اللحظة  ، لو فعلت لكنت علمت بأي تتكلم هذه الفاتنة أمامي و لربما وصلنا للغة وسيطة بيننا أقنعها بها لقضاء هذه الليلة في ضيافتي ربما، و لو منحتني هذا الشرف سأجعلها ترى الفرق بين معاملة الفتيان و الرجال عند رؤية أنثى بمثل هالتها التي تعبق ريح ربيع تطرب شمي الأن....

و قبل أن أحاول حزر أي نوع من العطور الذي جعلني ألتصق كمنحرف معتوه بها و أحني جذعي نحو فروة رأسها لأحصل على فرصة لإلتقاط أكبر قدر من رائحة الزهور التي تنبع منها كما لو كانت روض خلق بيعبث بإتزان خلايا العقالة بي، صفعت خصلات شعرها القمحي أرنبة أنفي فور أن رفعت وجهها نحو خاصتي....و هنا شعرت بذرات الهواء حولي تتجمد في مكانها،....نبضاتي أصبحت تتحداني على مسابقتها و كبح جماحها قبل أن يجن جنونها و تصبح يسمع صوت نبضها حولي و بشكل واضح و تكشف مدى التأثير الذي سببته نظراتها المتفحصة لي و التي سرعان ما توسعت و لمعت الخوف واضحة في وجهها، فتحت ثغرها مرتين و أغلقته مرة لتظهر أن المظهر الذي أنا به جعل صوتها يبلع داخل ثغرها ذو الشفاه التي طلتها بلون زهري لماع يستفزني بشكل سيء، أنزلت نظري نحو شفتها دون سلطة مني ثم أعدته نحو زرقاوتيها، و كم كانت الرحلة مرهقة  بين شفتيها و عينيها التي تلمع لي و تظهر إنعكاسي البشع في داخلهما...أشحت نظري فور رؤية ذلك الإنعكاس، لم أستذع رؤية كمية الدناءة التي تلاحقني منذ سنوات خلف هذا القناع في تلك الزرقاوتين التي تراقبني بكل ما للبراءة و الضياع من معنى...

" هل هكذا تعاملون زبائنكم؟! هذا غير لائق حسنا!!!" تفوهت مع إنعقاد حاجبيها و هنا بدأت خلايا تعود للعمل فور تعالي صوتها في مسمعي الأيمن و بدأت أفهم أن الزهرة الجميلة غاضبة و بشكل سيء من إمساك أليكساي لها بطريقة همجية....

  لكن ليس هذا المثير في الأمر أكثر من إدراك أن الفتاة أجنبية لو كانت روسية لما تحدثت معي باللغة الإنجليزية..... كان علي وضع سماعتي حقا!!....


إبتسمت على شكل ملامحها الغاضبة بإستمتاع شديد،  مستثيرا بإرتفاع حاجبيها  منتظرة أي رد مني...

لحظة هي تنتظر ردا مني؟!

تنتظر ردا من رجل مقنع و أمام غرفته و في عرينه...؟!

ليس هذا فقط... هي... لحظة!

تنتظر مني تفسير أمر ما لاقته من معاملة سيئة؟!..

ااه حسنا!  ...

أنا لا أعرف كيف أبرر ذلك...

كنت سأنبس بشيء ما لو لم يهتز هاتفي في جيبي الخلفي،  سحبته من خلفي لأرفع شاشته نحو بصري و أقرأ رسالة من أليكساي.

_رئيس،  تلك الفتاة هي الضيفة التي أمرت بمراقبتها،  لقد كانت تحاول دخول الى الى غرفتك  فمنعتها!_

آها!!!....

إذن زهرة الربيع هذه كانت تريد التسلل لغرفتي... يا ليته لم يمنعها،  لكنت إستقبلتها في غرفتي الخاصة و إعتنيت شخصيا بأمر استضافتها.. في النهاية هي ضيفة خاصة للعائلة و لصوفيا خاصة،  و أنا يستحيل أبدا أن أسيء معاملة شخص من طرف عزيزة العائلة صوفيا موريس فاردين مطلقا...

لكن حتى الأن ليس الوقت متأخرا للقيام بذلك و تعويض سوء الفهم الذي حدث... أنا متأكد أن الفتاة كانت ضائعة بين الأبواب المتشابهة،  و مساعدي الذي لا يذوب جليده إلا لأميرته إعتقد أنها تتسلل عن عمد لغرفتي.

يستحيل أن يكون الأمر غير ذلك،  هذا الوجه الصغير الجميل و النظرات المرتابة كطفلة مترددة بين أخذ حلوى من شخص غريب أم لا..

" هل أنت المدير هنا!؟ "
" are you the boss here!? "

سألت مقبضة على حاجبيها ليتبين لي أنها لربما غاضبة و تريد الشكوى لي...

اووه نعم زهرتي إشتكي!  أخبريني عن ما يزعجك!  تذمري لي عن ما يضايقك كفتاة مطيعة صغيرة تشتكي لوليها... أفصحي عن كل شيء و الزعيم سيتكفل به من أجلك!  ..

هززت رأسي بنعم دون إشاحة نظري عنها متجاهلا ألم رقبتي الذي نتج من نظري للأسفل.... لما هي قصيرة إلى هذه الدرجة، ألا تأكل بشكل جيد؟!...عليها أكل الكثير من الخضر جسد البامبوا الذي أصبحت النساء مهووسات به لا يماثل معايير رجل مثلي، إن كانت إمرأتي فلن أسمح بإستدامة هذا مطلقا، لن أرتاح حتى أجعل لها خدودا إسفنجية ظريفة لا تصلح إلا للشد و العض كلما حصلت عليها بين ذراعاي ...

" أنظر ما فعله ذلك المتوحش بذراعيأليس لرجالك أي إحترام للنساء؟!  هذا مؤلم! "

أملت رأسي متزامنا مع إشاحة السترة عن ذراعها لتظهر بشرتها الحليبية هناك لأشتم داخليا من ما تسبب به يد أليكساي لتلك البشرة الجميلة... علامات أصابعه الحمراء تحيطها بالكامل،  لقد تأذت بشكل سيء حقا و لو يتم الإعتناء بها عاجلا فستصبع مزرقة و منظرها لن يكون مريحا...

وزعت نظري بين طبعة الأصابع و وجه الفتاة المستاء... و بين ذلك شد إنتباهي شيء من منطقة صدرها جعل مني أبلع ريقي لا إراديا،  تبا!!!!!!!!.....

أنا مشتت... هذه الفتاة تشتتني و كثيرا و هذا ليس جيدا لعملي و لا لنفسي شخصيا...

هي و بتفاصيلها التي تناقضني و هذا المكان تثير أشياء بداخلي ظننت أنها إختفت من زمن طويل...

بأبسط حركة تقوم بها تجعل جسزي يحترق من الداخل بشكل مريب يشل لساني و خلايا عقلي من التفكير بشكل سوي و من التصرفات التي أحكمت على بصري بشكل كامل هي دفعها لخصلات شعرها العسلي إلى خلف ظهرها، الذي يصل طوله إلى نهاية إنبعاج ثدييها اللذان يطلان من تحت فستانها كما لو كانا يلعبان معي الغميضة و أسوء شيء في هذا الموضوع هو أنني أنا من يلعب دور الباحث الذي لا يستطيع لمسهما و نقل الدور لهما... إن فعلت ذلك و تجرأت على إصبع واحد عليها فأول ما سآخذه بعدها هو أكيد صفعة تدير وجهه للجانب الآخر... و أنا لا أريد صفعة.... ربما قبلة... أو إبتسامة على الأقل لنأجل التقبيل لوقت لاحق،  فلنعمل على أخذ إبتسامة فهي أقرب من التحقيق على الواقع.

حسنا كفى تخيلات لمسها و لنعد لما نحن فيه نيكولاس!...

عن ماذا تحدثت قبلا؟!

ااه تذكرت، لقد كانت تتحدث عن رجالي و عن إحترام النساء...

بالطبع نحن هنا نحترم النساء...نساءنا فقط!

و في قائمتي الخاصة بالنساء فلا يوجد سوى إسم صوفيا، لكن إن رغبت هذه الزهرة و لو لبعض الوقت و لو طلبت فسأضع إسمها في رأس القائمة حتى  بعد إطلاعي على إسمها الكامل  طبعا ...

و إن أرادت أيضا فسأقدم عرضا تقديميا شاملا  لها عن  مميزات وجود إسمها في قائمتي و ما قد تحصل عليه مقابل ذلك من إهتمام خاص لم تره من قبل في حياتها....، ستحصل على الكثير من الأشياء التي أنا متأكد أنها  سترضيها و بشكل جيد و جدا...، من يدري قد تحب موضوع أن تكون في جانبي  الطيب و لن ترضى بالتخلي عنه مطلقا.....

جانبي الذي لم يره أحد غيرها، جانب سيجعل لياليها تصبح أكثر إثارة،  سريرها دافئا متى ما أرادت، و دواخلها دائما تشع رضا.....

فقط لو هي تفكربأمر هذا الجانب جيدا فستجد نفسها أكثر المستفيدين، لكن لا أظن أنها ستفعل، و لا أظن أنها تفكر بنفس طريقتي التي أصبحت لا تدور إلا حول الفسوق و التلمسات الفاجرة بعد وقوع بصري عليها.....

رباااه..!!

  أنقذني من ما أنا فيه الأن كيف لي أن أفكر بهذه الطريقة في فتاة لم أراها سوى مرة واحدة ...بل كيف لي أن أفكر بفعل أشيء غير أخلاقية لهذه الزهرة التي أمامي..هي رقيقة و بريئة لو لمستها فقط لربما أتسبب في كسرها و أذيتها بشكل سيء و هذا ما لن أسمح بحدوثه أيام اللهو إنتهت منذ زمن طويل....

علي الرحيل عن هنا و بسرعة قبل أن أفعل بالفتاة شيئا غير قابل للغفران.

و بالفعل تحركت قدماي بالفعل و باشرت في إبعادي عن الفتاة لكن الفتاة ترفض إبتعادي....إستطاعت و بشكل ما من سحبي من ذراعي، لقد كانت تتشبث بسترتي بكل ما من قوة موجودة بين أناملها..

" لحظة!! ألن يعتذر أحد لي على التعنيف الذي تعرضت له؟!"

أعدت نظري نحوها و أنا لم أكن سعيدا بسماع تلك الكلمات تخرج من ثغرها...تعنفيف؟!...حدقت بها للحظات كافية لتجعلها تسحب يديها عني و تتراجع بضع خطوات، لاحظت بعض ا من الخوف في زرقاوتيها نحوي....

هي خائفة!...مني أنا!!..

مثالي....هذه الفتاة عليها أن تخاف مثل البقية و تبتعد عني قبل أن تصبح الأمور بيننا شيئا لا يحمد عقباه....و المتضرر الوحيد سيكون هي وحدها.

أنا ليس لي أي نية في إقحام إمرأة لا سلاح لها في إهلاكي سوى زرقاوتيها في حياتي و لا أريد لشخص بتلك الهالة المشرقة حوله التي تمتلكها زهرة الربيع   هذه أن يدخل عالمي الذي لا يوجد به إلا الظلام الدامس الذي سيغرق كل من يحاول لمسه  ...

إنِ کْأّنِ تٌـخِـوٌيِّفُـهّـأّ وٌ تٌـرهّـيِّبًهّـأّ هّـوٌ حًلَيِّ أّلَوٌحًيِّدٍ فُـيِّ حًمًأّيِّتٌـهّـأّ مًنِ مًأّ بًدٍأّخِـلَيِّ وٌ مًنِ عٌأّلَمًيِّ هّـذأّ فُـسِـأفُـعٌلَ حًتٌـى لَوٌ أنِيِّ سِـأکْرهّـ کْلَ لَحًظُةّ مًنِ ذلَکْ.......

هّـيِّ تٌـشُـبًهّـ أّلَﺰهّـوٌر وٌ مًکْأّنِ أّلَﺰهّـوٌر فُـيِّ أّلَحًقُوٌلَ تٌـحًتٌ أشُـعٌةّ أّلَشُـمًسِ وٌ نِسِـمًأّتٌ أّلَربًيِّعٌ....

و ليس مع ووحش مثلي قد يتسبب في قطف سعادتها دون قصد أو روحها حتى من يدري......؟!

تحركت بخطوات ثابة نحو الطريق المعاكس لها و وجهتي هي طابع السقيفة حيث يوجد مساحة أشبه بالشقة،  ذلك المكان أين أختفي عن الجميع لأصفي ذهني من كل الجنون الذي حشرت نفسي به، لم يكن الإتفاق بيني و بين ديميتري أن أدير ساحات القتال أبدا لكن العاهر شيئا فشيئا سحبني لهذا المكان بألاعيبه الخبيثة، و حجته جعل إيفان يشغل عن صدمته النفسية بالتركيز على بناء قدراته الجسدية لكن الجميع يعرف أن ديميتري كل أقاويله محرفة، ذلك الخبيث لا يقوم بشيء جيد لأي أحد إن لم ينتفع به لاحقا ...

طلب مني تدريب إيفان ليس ليجعله جاهزا لكل حالة إضطرارية تستدعيه للدفاع عن نفسه... لا... لا... لا ديميتري إحتاج باتر رؤوس مختل ليقوم بأعماله القذرة في ظلام سراديب عائلة فاردين و قد حصل عليه في النهاية،  لكنه لم يتوقع أن يصبح وحشه واقعا في حب صدمته النفسية بحد ذاتها... و هذا هو الممتع في الأمر كله.

و عندما اقترح علي تدرييب إيفان كانت له غاية أخرى و هو إلزام بأكثر عمل لا يحبه و لا يجيد القيام به حتى،  إدارة تنظيم تجارة المقاتلين لدينا داخل و خارج البلاد و ضمهم إلى نظام شركة قانونية تعمل في مجال الأمن،  بمعنى أننا في النهار شركة أمنية توفير الحماية الشخصية و البيانية لزبائننا من حول أقطار العالم لكن في الليل نحن لسنا إلى مجموعة من السفلة يدفعون رجالا من مختلف الأعمار لقتال مميت،  إن ربحوا فهم يقتربون من حرياتهم إن خسروا فهم ميتون لا محالة.

العاهر نجح في سحبي من التجوال بإستمتاع بين أروقة المحكمة في وقت مبكر بموجب قانون العائلة أولا و دائما،  و أن إخوتي أولى من الجميع بوفتي و إهتمامي... لا أصدق أني وقعت بسهولة في فخ كلماته،  ذلك الخبيث اللعين إستغل كوني متعلق بإيفان أكثر من الجميع رغم أن هذا لا يظهر كثيرا في محادثاتنا أو أفعالنا،  لكني أهتم لأمره أكثر من أي شخص آخر،  في النهاية فارق السن بيننا ليس سوى سنة واحدة،  لقد تم تربيتنا على أننا واحد كما لو كنا توأما غير حقيقي،  أينما يكون إيفان أنا أكون....

لم نكن نفترق مطلقا أيام الطفولة،  حتى مع فصل والدتنا لغرفنا كمحاولة لقطع العلاقة القوية التي نشأة بيننا إلا أنني كنت أتسلل للنوم في غرفته في كثير من المرات و لم أكن أهتم للعقاب الذي أحصل عليه من ذلك..

إيفان هو الأخ المفضل لي و لديميتري بشكل خاص،  لطالما حصل على معاملة مميزة و لسبب جعل والدتي تجن هي لم يعجبها ذلك.... لربما أرادت رؤيتنا نتقاتل على الحصول على رتبة الإبن المفضل لديها لكن و يالسخرية الوضع لم يهتم أي من ثلاثتنا بتلك المكانة،  و بدل الوقوع في فخ الغيرة و التنافس القاتل بيني و بين إيفان هي لم تحصل إلا على طفلين كالموجب و السالب،  بدل الإبتعاد و النفور هما ينجذبان لدرجة التلاحم.

و هذا جعل منها لربما...... تحاول إنجاب طفل رابع لعلها تنجح في جعله أداة لإرضاء أمراضها النفسية و التي تعود لطبيعة الحياة التي حصلت عليها في طفولتها،  كانت السيدة فاردين من عائلة لل تفقه في التربية شيئا،  لقد عاشت في جو من المنافسة القاتل بينها و بين إخوتها و هذا جعل عقلها يفكر أن ذلك النوع من التربية هو الأصح لكن شكرا للرب أننا لم نقع في سم أفكارها السوداوية.

هي أنجبت لرابع مرة بعد عشر سنوات من إنجاب إيفان و هنا لم يسعني غير الضحك من كل أعماقي على نتيجة الإنجاب تلك.

بدل الحصول على طفل هي حصلت على توأمين و هما أكثر إلتصاقا ببعضيهما مني و من إيفان،  بل أسوء بكثير.... و هذا جعل المرأة الصهباء والدتي الراحلة تجن عن آخرها و تنهي أمر حياتها بنفسها.

و هنا كل شيء تغير،  و نجحت في التفرقة بيني و بين إيفان بشكل مثالي،  مثلما تمنت و رغبت تماما،  في ليلة إنتحارها هي لم تنجح فقط في فصل إيفان عني بل فصلته عن العائلة كلها بل حتى عن إنسانيته يتغذى على سماع آلام الآخرين...

 ★✪★

   _ديناري بيتروف _

 

✿•✿

" "مـسـتحـيل!!!!!!!! "

صرخ المحقق" سـيرغ ـِ مـآنوف" معبرا عن رفضه التام للأمر الذي وقع عليه من رئيسه في  قسم الجنايات في مركز شرطة مدينة موسكو.

كانت عيناه جاحظتان بينما يعتصر ملف أحد القضايا التي تحت رعايته في قبضته اليمنى، هو غاضب من هذا القرار المفاجئ، لغة جسده تظهر بشكل جيد أي نوع هو من الأشخاص و الرجال تحديدا، هو مجرد أحمق آخر يعتقد أن النساء لسن مؤهلات لعالم الجرائم أو لنقل مهنة التحقيق بشكل عام أو ربما هو تجاوز هذا و إنتقل الى المرحلة الثانية و التي تكون عبارة عن أنه يفكر بإنغلاق تام و أول ما سيقوله لي أنه علي الذهاب إلى المنزل و التفكير في الزواج و إنجاب الأطفال و إن أردت العمل فعلي إختيار تخصص يناسب ظروفي و التي تتمثل في أني إمرأة....فتاة......

هما يقفان على بعد أمتار،  أنا قادرة بشكل واضح على سماع تفاصيل محادثاتهما و التي كنت أنا محورها و السبب ليس بالمهم حقا.

الأمر كله أن السفلة في قمة هرم الشرطة أصدروا قرارا أن فرق  التحقيقات و خاصةة الجنائية منها ستتعاون مع الصحافة التي تختص في متابعة الجنايات جنبا الى جنب من أجل تبادل الخبرات و بناء علاقة موثوقة بين الطرفين من أجل بناء مدينة و دولة خالية من الجريمة و توفير الراحة و الأمن للمواطنين،  أو على الأقل هذا ما يحاولون إظهاره للشعب،  لكن ما أنا متأكدة منه أن أمن و سلامة الشعب آخر ما قد يفكرون به،  أؤلئك الأشخاص لا يهتمون لأي شيء ما عدا حصد الأوسمة التشريفية لأشياء لم يكن لهم فيها أي فضل......

لكن هذا ليس موضوعنا الأن،  ما يهم هو جعل هذا المحقق يمتثل لأمر رؤسائه و لا يعرقل من إنضمامي لفريقه اللعين قبل أن يحل الظلام و لا أستطيع اللحاق بمسلسلي المفضل.

رفعت يدي اليسرى لأرى الوقت و تبا لقد بقي على المسلسل ساعة واحدة و أنا جائعة و أشعر بالتعب من يومي الطويل الذي كان ركضا بين أروقة المجلة التي أعمل فيها كصحفية متدربة في قسم التحقيقات و مركز الشرطة لأقدم أوراقي الرسمية.

و رغم أن الأمر متعب من بدايته إلا أني سعيدة جدا و متحمسة للأمر،  لطالما كانت الجرائم تستهويني،  و هذا الإهتمام أصبح هواية تصورت في حياتي كهوس في مشاهدة الشرائط و قراءة قصص الجرائم من حول العالم.

"هآي!!  يآ فتآة!! "

رفعت رأسي نحو الذي وقف أمامي و تحدث بلغة روسية لا تشوبها شائبة مبرزا أنه متحدث أصلي للغة...  أو روسي بإختصار !.

بقيت أحدق في وجه المحقق بصمت من خلف نظاراتي المدورة و التي سرعان ما رفعتها من جانب حدقة عيني اليسرى بظهر سبابة يد نفس الطرف.

رمشت عدة مرات موظحة عدم فهمي لما قاله...... و بالفعل أنا لم أفهم،  الروسية ليست أحد نقاط قوتي حقا....

"هي لا تتحدث الروسية!"  تحدث رئيس القسم من خلفه و هو يحك جبهته متحاشيا النظر للمحقق،  يبدوا أنه لم يورط الرجل الأشقر الغاضب بجعل فتاة تدخل فريقه بل أسوء و هو أن الفتاة أجنبية أيضا.....

  " هل تجيدين الإنجليزية! "

هززت رأسي بنعم لتضيع نظراتي بين المحقق و رئيس القسم،  الجو لم يكن مريحا،  رغم أني أنا الشخص الجالس عكسهما اللذان كانا يقفان و يتناقشان في أمري من نصف ساعة تقريبا.

"أنا لست موافقا على إنضمامك لفريقي،  لذا إرحلي!!" قال بنبرة وقحة و متعالية بلغة إنجليزية تتخللها لهجته الروسية....

حملت نفسي من مقعدي بعد أن سمعت رفضه لي الصريح،  عدلت حقيبتي فوق سترتي و بين ذلك أضاف المحقق و الإنزعاج واضح على وجهه.

"قولي لرئيسك أن يرسل رجلا المرة القادمة....  فأنا لا أريد أن تتلطخ مسارح قضاياي بمساحيق تجميل إمرأة!" 

ساد الصمت للحظة تبادلت فيها النظرات مع المحقق الثلاثيني الذي لم ألاحظ وسامته و عيناه العسلية الجميلة إلى هذه اللحظة.... لقد كان في بداية الثلاثينات...

" محقق مانوف!.. " ناديت على إسمه برسمية و لم أكن بحاجة لذلك لأنه يقف مقابلا لي مباشرة لكني فعلت ذلك لأجذب إنتباهه.

إبتسمت بهدوء " أمر موافقتك أو رفضك لإنضمامي لفريقك ليس مطلوبا و ليس له قيمة مطلقا بما أنه قرار رسمي ختمه رئيسك لذا..... "إسترسلت جاعلة من الرجلين أمامي يدهشان من حديثي،  لكن سرعان ما تغيت الدهشة على وجه المحقق الى فتلة إشتعال لغضبه.

" و أنت أعلم أين تضعه بما أنه يخصك... أعني رأيك طبعا! "

شددت إمساكي على حقيبتي لأغير بصري من الأشقر لرئيسه مغيرة نبرتي لإحترام شديد "شكرا لك سيدي على قبول طلب مجلتنا من بين الجميع،  أتمنى أن يكون التعاون بين مركزك و مجلتنا ذو نتائجة جيدة تعود على الطرفين."  مددت يدي لأصافح الرئيس دون إسقاط إبتسامتي المزيفة و أغادر في هدوء تاركة المحقق يصرخ من خلفي،  كان يريد اللحاق بي ليلقنني درسا في الأدب و الإحترام لكن رئيس القسم أمسك جماحه و لم أجد ما أفعل غير دفع إيطار نظاراتي لأعلى و ألوح مودعة له بإستفزاز،  شددت على حقيبتي مجددا لأتابع خروجي من المركز سعيدة بأن الإشاعات المذكورة عن المحقق صحيحة أو على الأقل شيء واحد منها كذلك.

سيرغِ مانوف محقق ذو شخصية صعبة المراسو و غرور رقيق و سهل الجرح ،  سريع الغضب و أهم نقطة ضعف ليه هي أن أي شيء يستفزه و أنا أحب إستفزاز الآخرين و رؤيتهم يحاولون جاهدا كتم جماح غضبهم.....

لكن هذا لا يعني أنه مغفل....

هو لم يترقى لمرتبة محقق من العبث،  تاريخه حافل بالإنجازات المشرفة،  عيبه الوحيد هو أنه يظن أن النساء لسن بكفاءة مثل الرجال في مجال عمله،  و أنا سأحرص علي جعله يغير طريقة تفكيره تلك...... و لن أكون متساهلة معه في ذلك.

أكثر شيء أبغضه في هذا العالم هو أولا رجل ذو سلطة..... و الثاني رجل ذو سلطة يحتقر النساء.

جلست على مقعد محطة الحافلات منتظرة حافلتي لتصل،  سحبت هاتفي أثناء ذلك لأرى أن الساعة تكاد تكون العاشرة ليلا،  فتحت هاتفي لأباشر في تصفح آخر الأخبار و التي عامة تكون عن رجال الأعمال و التكتلات الإقتصادية للشركات في روسيا و موسكو خصوصا.

سحبت شاشة هاتفي لأعلى لأمرر المقالات لأقرأ أكثر و أكثر عن الخبر الذي إنتشر في آخر ساعات النهار، و الذي أصبح الشغل الشاغل للجميع، هناك الكثير من المقالات عنه و الآلاف من التعليقات و ردود الأفعال حوله....

  شُرآکْةّ جّدٍيَدٍةّ تٌحًلَقُ فُيَ آلَأفُقُ بًيَنِ مًجّمًوٌعٌةّ فُآردٍيَنِ وٌ مًجّمًوٌعٌةّ (ڤيِّ•بًيَ) لَلَصّنِآعٌآتٌ آلَصّيَدٍلَيَةّ.

الخبر عبارة عن خبر صاعق و ساحق لكل منويفكر بالعبث من المجموعتين، الأسماء الثقيلة الموجودة في الخبر كافية لتهز إقتصاد البلاد كله، لكن ليس شائعة إندماج الشركتين في مجال واحد بدل المنافسة الطاحنة بينهما و التي لربما قد تقضي على كليهما  في النهاية ما جعل حدقة عيناي تتسع من الصدمة و هاتفي يرتجف بين يداي، و الذي إتضح لي أن سبب إرتجافي هو نابع من يداي ناتج للرعب الذي يراودني و يزداد مع كل كلمة أقرأها من المقالات التي أمامي، بل التفصيل الذي كتب بخط أغلض و واضح للقارئ ...

المجموعتين تسعى لجعل الشراكة أعمق و أقوى و الذي سيكون عبر جمع نسل العائلتين المالكتين للمجموعتين..... زواج!!!!... سيقام زواج!....

هذا سيء.... سيء جدا!

سيء لأنه ينفعهم،  ينفع وحشي إقتصاد قويان،  سيجعل أمر الوصول إليهما شبه خيالي،  مستحيل تماما.

سيزدادون قوة و سطوة،...كيف..  كيف لهم التفكير بهذا بعد سنوات من المنافسة الطاحنة في مجال الصناعات الصيدلية و العلاقة المظطربة التي تمتاز بالكره الشديد من الطرفين أن تبدد و تختفي بكل بساطة لتصبح إتحادا بهذا الشكل؟!...

مهما كان السبب فلا بد أن من إقترح هذه الفكرة شخص داهية،  و بل الدماء،  الخبث و النفاق هو ما يجري في دمه...

مررت المقالات التي تتحدث عن الشائعة أو هذا ما كنت أظنه لأصادف بمقطع مصور للقاء صحفي حصد الملايين من المشاهدات..

سحبت بيدي المرتجفة من حقيبتي سماعات رأسي لأسمع الجنون الذي تكاد خلايا التفكير في عقلي أن تتوقف عن العمل بسببه،  شغلت المقطع أخيرا و الذي أظهر لي أن المؤتمر جعل الكثير من الصحفيين يتسابقون على حظوره،  كثرة أضواء آلات التصوير التي تلتقط كل لحظة من الحدث بكل دقة،  كما لو أن أصحابها خائفين من تضييع أي لحظة تاريخية من ما يحدث حولهم.

إزداد هيجان المصوريين أكثر فور فتح باب جانبي فجأة  و التي لا تبعد عن المنصة الإلقاء بأمتار كثيرة.

دخل منها في البداية بعض من الرجال الذين يرتدون  بذلات سوداء متماثلة،  جزمت أنهم حرس شخصيون فور رؤيتهم يبعدون الصحفيين للخلف ليفسحوا المجال لشخصين دخلا متأخرين عن الجميع،  صعد الرجلان مباشرة نحو المنصة ليتخذ أكبرهما مكانا خلف منبر الحديث،  الآخر كان يقف بجانبه في وقفة ثابتة و تعابير وجه هادئة.

يمكنني الجزم على أن كلاهيما في الثلاثينات من عمرهما و فارق السن بينهما واضح،  و الأهم من هذا أنهما إخوة و هذا واضح من الشبه بينهما،  كلاهما أشقران و بعيون زرقاء و وجهين وسيم،  لحية خفيفة يملأ بعض من الشيب بها الأخ الأكبر سنا.

و هذان هما الأخوان فاردين،  ديميتري فاردين  الأكبر بينهما الرئيس التنفيذي لمجموعة فاردين سياسي محنك و دبلوماسي لا يستهان به حصل الحصانة البرلمانية فور توليه رئاسة مجموعة عائلته و هو شيء لم يحققه أي رجل أعمال روسي سابق في المجال، و السؤال هو كيف حدث ذلك؟!

و الإجابة بسيطة حصلت عليها من والدتي منذ زمن طويل كل شيء قابل للشراء في روسيا  .

الرجل الثاني  يدعى  نيكولاس فاردين الواجهة القانونية لعائلته،  وجهها البريء الصادق و ملاكها الحارس ممن أي مشكلة قانونية قد تواجههر، هذا الرجل سمعته أنقى و أشرف من أي شيء في مجاله، هو صفحة بيضاء أمام العامة و ذو تاريخ نظيف تماما من أي نقطة سوداء قد تثير جدلا حوله، هو نظيف لدرجة أنه يلقب براهب مجموعة فاردين، صفر علاقات، صفر سوابق عدلية،  الكثير من الأوسمة و الشهادات في تاريخه المهني و حتى المدرسي.

مثالي جدا.... و لا أحد مثالي حقا هذا الرجل و نظرا لإسم عائلته أنا متأكدة أنه يخفي المصائب خلف قناع الشرف و النزاهة،  إبتسامته الملائكية قد تخدع الآلاف لكن ليس أنا،  لقد قابلت الكثير مثله من يدعون الشرف و القوة لكن أبشع من تخيل لإنسان عاقل. 

و أينما  يعتز بالشرف و يشاد بالنزاهة بأشخاص مثل هذا الرجل و العشرات غيره فالحذر واجب و مطلوب لأن المظاهر خادعة...

حولت إنتباهي من صاحب الوجه الطفولي البريء الذي كان يضع نظارة طبية الى أخيه الأكبر و الذي شرع في تأكيد الشائعات بنبرة صوت واضحة و واثقة لا تشوبها ذرة تردد أو خوف واحدة،  بالطبع هو الرئيس التنفيذي لأهم مجموعة شركات في البلاد الخوف معدوم في قاموسه  وحتى إن وجد فسيكون على شكل صيغة الغائب لكل من تخول له نفسه في مواجهته.

الكثير من القوة،  المال و  السلطة،  جحظت عيناي و دقات قلبي تسارعت فور رؤية كل هذا يتدفق من هاذين الرجلين....

المزيج الذي أطمح إليه و الذي يبدوا لي في بعض اللأحيان صعب التحقيق... الثلاثة معا و في شخص واحد.

لكن فاردين أثبتوا أن ذلك ليس مستحيلا مطلقا  . 

ليس مستحيل البتة و هذا المؤتمر الذي هز فرائسي رعبا في البداية الأن هو عزز من ثقتي في تحقيق ما أريده،  رفعت بصري الى السماء لأراقب النجوم كيف تلمع في السماء إبتسمت هامسة في سري لها و متوعدة في موقف الحافلات الفارغ.

" سأصل لمكانة أعلى بكثير منهم و حينها سأسحقهم جميعا و يدفعون ثمن تلك السنوات من دماءهم و أرواحهم. "

إبتسمت بإتساع للسماء فور التفكير في حلمي الأسمى لكنه سرعان ما كسر بصوت وصول الحافلة لذا حملت حقيبتي و ركبت متجهة لمنزلي الى المكان الذي سألتقي فيه برفيقة سكني و أحدثها عن ما فعلته اليوم ثم أختم يومي بمشاهدة التلفاز معها وسط مشاركتنا لأحداث اليوم.

☆❀☆

في اليوم التالي، إنتقلت عبر محطة الحافلات القريبة لمكان سكني الى موقع أول جريمة أشارك بها على الإطلاق ضمن النظام التعاوني بين الشرطة و الصحافة.

ما يميز هذا النظام هو أنه يسمح لي كصحفية في الدخول لموقع الجريمة و التوغل في التحقيق كما لو كنت عنصر شرطة عادي ثم و بعد صدور الحكم بشأن أي قضية علي كتابة تقرير شامل حولها و تقديمه لرئيس قسم مجلتي ليتم إرسال نسخة منه لمركز الشرطة لتصادق عليه لينشر في مواقع المجلة.

هذا النظام الذي رفض جميع الصحفيين المحترفين المشاركة به في قسمي لجزمهم أنه سينتهي يفشل ذريع،  و لا أحد يريد تدنيس إسمه بشيء خطير كهذا فدبست أنا في الموضوع..... و لم أوافق فقط لأن لي إهتمام خاص بهذا المجال بل لأني أريد تدنيس إسم العائلة الذي أحمله بمل يكفي من القذارة لأن هذا ما يستحقه كل حامل له..... العار.

إن نجح التعاون أو فشل فكلتا الحالتين أنا سأستفيد،  إن نجح فأنا سأخطوا أول خطواتي نحو إثبات جدارتي لأترسم في عملي كصحفية رسميا و إن فشلت فإسمي سينتشر و يفتش عني المعتوهين ليفرغوا طاقتهم القبيحة و المظلمة التي يخرجونها على شكل شتائم لي و لعائلتي و حينها سيشق لي طريق آخر سأسير نحوه بإبتسامة شيطانية  و خطوات ثابتة.....


و بين مسافة الطريق في الحافلة وضعت سماعات الرأس خاصتي و شغلت أحد الأغاني من قائمتي على سبوتيفاي و الخيار كان.

♪Andila _ love story♪

سماع الأغاني الفرنسية يشعرني بالراحة في هذه البلاد المتجمدة  لكن ورغم إشتياقي لوطني..... و مدينتي تولوز مسقط رأسي و لأمي لكني لا أريد العودة حتى أحقق ما قطعت كل هذه المسافة من أجله  ....

الحنين لمدينتي شعور لم يفارقني طوال السنتين الماضيتين،  في البداية إضطرتني الحياة للإنتقال لإيطاليا مع والدتي في رحلة علاجها من مرض خبيث لأشغل في محاولة جمع أموال العلاج،  و لم يكن الأمر سهلا لأنني لم أملك أحدا لأعتمد عليه في ذلك.

لكن و بفضل فتاة إيطالية ظهرت كالملاك المنقذ في حياتي إستطعت حل كل مشاكلنا المالية، إستطعت أن أنهي دراستي حتى  ، و أيضا أعدت أمي الى فرنسا أخيرا و تقيم مع خالتي،  الأن هما أسعد أختين في العالم لأنهما حققا حلمهما الخيالي من طفولتهما.

و قد كان عيش سنوات كبرهما معا تحت سقف واحد عازبتان و كل ما يفعلانه هو إعداد القهوة و بيع الحلوة اللذيذة من وصفات جدتهما.

و بالتفكير بالأمر لا يسعني غير الإبتسام بسعادة و صدق على شكل وجه كل منهما يوم إفتتاح المقهى و حماس سكان ذلك الشارع و حتى الشوارع المجاورة من ذلك لأنهم و أخيرا لن يضطروا للمشي لعدة شوارع أخرى للحصول على قهوة لذيذة مع حلوة شهية و ساخنة كالكرواصون،  التحلية المفضلة للجميع في فرنسا....

السنة الثانية لم تكن سهلة أيضا.... لأنه و لسبب ما أضطررت للعودة لروسيا،  هذه البلاد التي تعيد لي الكثير من الذكريات السيئة و خيالات وجوه من الماضي لا أريد رؤيتها مجددا.

توقفت الحافلة في محطتي و أنا لم أضيع أي وقت في النزول و التوجه لموقع الجريمة،  سرت في بعض طرق أحياء تظهر بشكل واضح أن السكان فيها مرتاحين بشكل جيد و جدا...

منازلهم فاخرة و تبدوا غالية الثمن،  حدقت بأحد المنازل التي جذبت إنتباهي لأتساؤل عن سعر هذا المنزل  في خاطري و الذي كان ذو بناء إسمنتي مع بعض التفاصيل الخشبية على سقفه....

لكني سرعان ما نفضت هذه الأفكار لأكمل السير نحو وجهتي و التي كانت مدرسة ثانوية خاصة،  طلابها يعتبرون من أثرياء الصفوة الروسية.

(الصفوة*:  الطبقة البرجوازية، المخملية،  فاحشة الثراء)  .

و شكرا لرئيس القسم الذي أبلغني بأمر موقع الحادثة،  فلولاه لما كنت علمت بالأمر و كله بسبب المحقق اللعين الذي يتعمد عدم إخباري لكي يجد حجة لطردي من فريقه،  لكن هذا لن يحدث مطبقا.

فور وصولي لباب المدرسة أريت الشرطي الواقف على العتبة بطاقة رخصتي لدخول الموقع كصحفية ضمن النظام التعاوني،  تجاوزت الحشود من الناس المتجمعين و الصحافة بعد رفعه للشريط الأصفر ليسمح لي بالمرور بينما بقية زملائه يحاولون منع دخول البقية الى الداخل.

    بما أن المدرسة خاصة و تتمتع بمكانة و سمعة جيدة فهذه الواقعة التي حدثت داخل أسوارها فستحظى بتغطية إعلامية واسعة إن لم يدفع مالكوا المدرسة مبلغا جيدا للصحافة،   لكن حتى لو فعلوا فعليهم القلق بشأني أكثر من أي صحفي آخر في المكان.

عندما توغلت لداخل المدرسة أكثر لمحت سيارات الشرطة المدنية و العلمية في كل مكان،  منهم من يتحدث و يأخذ بعض من أقوال الطلاب الذين لربما شهدوا الواقعة و آخرون يحملون حمالة من أطرافها البشرية عليها و كما هو ظاهر لي أنهرالجثة في كيس مخصص لحفظ الجثث بينما هم يرتدون بذلات بيضاء تمنع من تعرف على وجوههم بالكامل مكتوب على ظهورهم بالخط العريض الشرطة العلمية.
  
وقفت خلف شريط أصفر آخر و هذا كان يخص موقع الحادثة بالتحديد،  كانت الشرطة قد رسمة شكل الجثة في حالتها على اللأرض بشريط أبيض،  لاحضت وجود الكثير من الدماء تدل على أن الضحية نزفت بشدة و هي مرمية في ذلك المكان.

و هذه هي القضية الأولى.

أّلَقُضًـيِّةّجّـثًـةّ طـآلبــة فُـيِّ ساحة المدرسة

حدقت بمكان سقوط الجثة على الأرض للحظة لأرفع بصري لأعلى لأجزم أن الضحية سقطت من مكان عالي كسقف المبنى ...


" هاي أنت!!  مالذي تفعلينه هنا؟!  من سمح لك بالدخول! " قال سيرغِ مانوف و هو يمشي نحوي بكل تكبر مشيرا بإصبعه نحوي كما لو أنه لا يصدق أني موجودة في "موقع قضيته الجديدة"   .

حاولت جاهدة أن لا أقلب عيناي من تصرفاته الطفولية حول موضوع إشتراكي في العمل معه،  ليس و كأني أموت لأعمل معه على أي حال.... لكنه الأفضل،  الأفضل في مجاله و هذا ما يجعل رؤساءه يتحملون جنونه في بعض الأحيان و يمررون له المصائب الذي يحشر نفسه فيها.

   وقف أمامي ليضع كفيه على جانبي خصره،  أحنى رأسه مقتربا نحوي و هي يردد  كلامه المعتاد أنه لا يريد فتاة في فريقه و طبعا أنا تجاهلت كل ذلك،  شغلت نفسي بتفحص موقع وقوع الجثة  ،  جال بصري بين الموقع ثم سطح المبنى.

" هذا ليس إنتحارا أنت تعلم ذلك صحيح؟! " رفعت نظري نحوه محدقة به بتعابير هادئة لكل الجدية واضحة في نبرتي،  كلامي أخرسه و جعله يبادلني النظرات المرتابة للحظات سمحت له إستيعاب مقصد حديثي....

    " حقا!  و كيف علمت بهذا؟! " رفع حاجبه الأيسر ناظرا لي بشك كما لو كان يحاول إكتشاف شيء ما بشأني.... هل أنا أتكلم بناءا على المنطق أم العاطفة،  هذا ما يريد معرفته.

شددت على حقيبتي لأعدلها،  رفعت نظاراتي لأعلى بصري.... بللت شفتاي محاولة جمع كلماتي.

" الجثة و حسب المخطط الموجود على الأرض فهو يظهر أن الجثة سقطت على ظهرها.... و كما هو معروف في حالة الإنتحار فالضحايا يسقطون مواجهين نظرهم للأرض.. "

علقت نظري بالمحقق منتظرة أي رد منه بشأن إستنتاجي،  لكنه بقي يحدق بي بريبة للحظات ثم ختم ذلك بقهقهة ساخرة أضاف عليها قائلا بنبرة متعالية.

" هل تريدين جعل سير التحقيق يتغير من قضية إنتحار الى جناية فقط لأن الضحية لم ينتحر من علو معتبر مواجها الأرض!! "

ربما.... في النهاية هذه المدرسة ذات تاريخ حافل في قضايا العنف المدرسي و محاولات القتل هنا تكاد تصبح مادة رئيسة تدرس مع حصص تطبيقية حتى.

   " هيا إرحلي قبل أن أطردك! " لوح لي بكف يده عازما على العودة ليكمل عمله  ....

" إن طردتني فأنا سأرفع تقريرا عنك لرئيسك، بلاغا للمجلس الأعلى للشرطة،  و عدة مقالات صحفية مع مقالة تحمل صورتك ببذلتك الرسمية  بعنوان محاولتك التستر على القضايا التي تعطى لك و مشاركتك في حماية المجرم خلف هذه الواقعة لأن المدرسة تظم الكثير من أبناء السياسيين و الطبقة الثرية " قلت بهدوء و بساطة،  شاهدته يلتفت نحوي بالعرض البطيء،  لاحظت أن ثغره كان مفتوحا و شفته العلوية مرفوعة  من الجانب بتقزز  من التهديدات المتتالية التي وقعت عليه مني دون مقدمات...

  عاد يسير نحوي و الدخان يخرج من أذنيه،  هو غاضب الأن،  رفع الشريط الأصفر الذي كان يفصل بيننا من قبل،  إبتعدت عدة خطوات للخلف لأسمح له بالوقوف خارج موقع الحادثة،  لكني وقبل أن أتفوه بشء يؤكد أني لا أمزح في أي شيء قلته شعرت بأنامله الرجولية تلف حول ذراعي و تسحبني بعيدا عن المكان الى جهة أكثر هدوءا و بعيدة عن عناصر الشرطة و الصحافة.

" إسمعيني جيدامهما حاولتِ فأنا لن أقبلك أنت بالذات في فريقي لذا غادري لأني لن أزودك بأي معلومة لا أنا و لا أي أحد من فريقي! "  قال بنبرة تظهر جيدا مدى إنزعاجه و لربما غضبه... هل يعقل أن كلامي أغضبه لهذه الدرجة.

" و أنا قلت لك أن رأيك لا يهم في هذا الموضوع،  أنا تم تعييني تحت نظام أنشأه رؤساءك،  و القضية التي تتحدث عنها عاجلا أو آجلا ستتحول لقضية عامة و أنت تعرف هذا جيدا و سيطالب الشعب تفسيرات من الشرطة حول الموضوع،  لذا دعني أساعدك في إخماد الفتيل قبل أن يصبح لهيبا.. "

مدرسة للأثرياء،  و الضحية طالبة تدرس بمنحة،  هذا النوع من القضايا سيثير جلبة واسعة و يثير الكثير من الإهتمام،  و واجب النظام التعاوني هو إكتساب ثقة الشعب لتزوير أو إخفاء الحقائق فيما يناسب من هم في قمة الهرم....

لمحت تعابير وجهه تتغير و تجاهد كي لا تظهر إقتناعه بالأمر،  الأن هو يعلم و يدرك جيدا أنني على يقين تام أن عملي هنا ليس لإظهار الحقيقة بل تزييفها عندما يتعلق الأمر بشخص له صفوة و مال،  ...... و هذا كان أحد أسباب إقامة النظام التعاوني بين الصحافة و الشرطة من البداية و هو التستر على فضائح أولئك السفلة الذين يملكون الكثير من القوة.

و القوة في هذا الزمن هي المال مع العلاقات السياسية الجيدة مع أفراد الطبقة المخملية.

أنا لست غبية و لا حمقاء،  و لربما المحقق سيرغِ لا يريد إبعادي عن المكان فقط لأنه لا يريد فتاة لتعمل معه،  هو عمل مع الكثير من المحققات و نساء الشرطة من قبل،  قد تكون هذه مجرد حجة ليحميني من ما هو قادم.

عندما يقدم لك الشيطان خدمة تظهر أنك المستفيد الوحيد فيها و أن من خلفها منفعة عظيمة فإعلم أن قبولها و تصديق ذلك هو الإنتحار بحد ذاته.

لا أحد يقدم لأي شخص آخر خدمة دون مقابل أو دون فائدة مرجوة،  و هذا ما تحاول فعله الشرطة بالإتفلق مع أصحاب الجرائد و المجلات المشهورة،  هم يريدون سحق أي فرصة للشعب في أن يعلم أسرارهم اللعينة و التستر عليها،  الأسوء في الأمر أنهم يستخدمونها لجعلنا نصدق أوهاما عنهم و عن مدى تشريفهم لمكانتهم...

و أنا و من مثلي من المشاركين في النظام الذي بدأ في العاصمة كإختبار تجريبي لنجاعة أفكارهم الخبيثة،  قررت أن أدخل هذا السباق و أكتشف الخبايا،  سأقوم بما يريدونه مني فعله دون إثارة المشاكل لكن إن إعترضوا طريقي عندما يحين عهدي أنا في الحصول على ما يمتلكون فأنا سأبيعهم بأبخس الأسعار.

ما أصبوا إليه أبعد و أهم من أن يكون المال فقط أو الشهرة.

أنا لدي الكثير من الخطط و الأهداف التي لا تشمل شيئا واحدا فقط.

أنا أريد الكثير من كل شيء.

المال.
القوة. .
المكانة.

السلطة.

و الكثير..... 

تقول إيف فانتيني نفس الفتاة التي ساعدتني في أمر علاج والدتي.

_ لا تحاول جاهدا أن تصبح أقوى من عدوك و أنت بإمكانك جعله أضعف منك بسهولة......

لكن أنا عدوي لا يمكن إسقاطه بسهولة،  و حرفيا أنا أمامه أشبه الحشرة التي تستفز القدم لتدعس عليها.

من أريد مواجهته يملك كلما سبق و هو كالكلب إن إشتم رائحتي حوله فلن يتساهل أو يتردد في تمزيقي بين أنيابه.

أنا أحتاج الى الكثير من المقومات لأصبح قادرة على حماية نفسي على الأقل.

حدق بي سيرغِ بإمعان للحظة ثم مسح وجهه بنفاذة صبر بكف واحد ليخللها بين خصلات شعره الشقراء ثم ينتهي به الأمر يشد على فروتها و قال بنبرة هادئة لكن تخفي الكثير من الأسرار.

" كم عمرك يا طفلة؟! "

تجاهلت وصفه لي بالطفلة لأرد بصدق رغم أنه من الوقاحة سؤال إمرأة عن عمرها.

"إثنان و عشرون!  " رفعت حاجبي لأظهر إستغرابي من سؤاله لي.... ما دخل سني في موضوعنا؟!  ...

" أمامك عمر بطوله لتعيشيه بالفعل فلماذا تريدين الدخول في شيء قد يرسلك لحدفك! "

... كلامه جعلني أقتنع تماما أن هذا الرجل يعلم تماما الأسباب المخفية من إنشاء النظام التعاوني،  و يعلم أتم المعرفة بما يهدف إليه من البداية و أن الحفاظ على المصداقية بين الشرطة و الشعب عبر الصحافة ليست إلا خدعة كبيرة و مسرحية تمثيلية حقيرة،  و بعد سنوات سيكتشف العالم ذلك لكن بعد فوات الأوان بكثير،  بينما أنا و المحقق مع أمثالنا سنقف في الزاوية و نشاهد الحمقى يستفيقون من غفوتهم و السفلة يواجهون عواقب أفعالهم في هدوء و صمت. 

" أنا أدرك تماما خطورة ما أنا به و أريد القيام به عن قناعة تامة،  فلو سمحت لا تعرقل من ذلك لأني لن أتسامح مع أي شخص يعرقل من تحقيقي لما أريد! "

و أنا جادة في حديثي،  هم يريدون شخصا ينظف قذارتهم و أنا سأفعل لكني و بدل إحراقها من الوجود و أعيد تدويرها لتصبح أسلحة و دفاعات تحميني من شرورهم.

الأشرار في عالمنا ليسوا كالذين نراهم عادة في الرسوم المتحركة إطلاقا لكن بها أصدق تصوير لهم،لأن عادة ما الرسوم تظهر الشخصيات السيئة قبيحة الشكل لتمثل الوحوش الشريرة و هذه محاكاة دقيقة لأشرار الواقع هم وحوش و جاهزون للتضحية بأي أحد من معاونيهم في سبيل حماية أنفسهم، و إن كان المعاون أحمق بما يكفي ليعتقد أن زعيمه لن يتخلى عنه ببساطة فهو مخطئ و بشكل سيء سيكلفه حياته  و سنوات طويلة من هدمة الشخص الخطئ.....و أنا لن أكون معاونة حمقاء....

" أنت مجرد صحفية و الأسوء متدربة،  إن حدث شيء ما فأنت أول من سيتم التضحية به، و أنا و لسبب ما متأكد من أنك تدركين هذا جيدا لكنك تصرين على فعله  لماذا؟! لماذا كل هذا الإصرار؟!  "

أريد الوصول للقمة و هذه الوظيفة ستجعل طريقي سلسا و خاليا من العقبات.... قد يبدوا حديثي غير واقعي و لا يمد للمنطق بصلة لكن و صدقا الأيام ستثبت لكل مشكك أن طريق النجاح دائما بدايته شيء لا يتصل بالمنطق بشيء بل بمدى جنون صاحبه و رغبته الشديدة في الوصول لما يريده .

لا يهم من أين أنت، جنسيتك،  عرقك،  جنسك،  أو حتى خلفيتك،  ما يهم في هذا العالم هو ما تحمله داخل ثنايا إدراكك..... و أنا لا أقصد مطلقا ما تم تدريسه لك داخل زنزانات  المدارس و غسيل الدماغ الذي أخضعت عليه لسنوات.

  المحقق سيرغِ قد لا يظهر هذا عليه بسبب شخصيته العصبية التي تخترق القانون أكثر من ما تجعل غيره يخضعهم لها لكنه يهتم لمن حوله،  خاصة أولئك الذين يبدوا عليهم الحماس و البراءة و رفضه لي ليس بسبب هذا فقط لكن هو يرفضني لأنه رأى شخصان من قبلي يتم رميهما في الجحيم بكل بساطة بسبب نشرهما لواقع و حقيقة للعامة،  و طبعا كلاهما كانا يعملان في المجلة التي أنا تابعة لها و لم يرحمهما أحد لا الأشخاص في أعلى الهرم و لا رئيس قسم التحرير و لهذا رفض الجميع أخذ هذه الوظيفة.

و جميعهم يتراهنون على عدد الأيام التي سأصمدها في الوظيفة ،  هناك من راهن على أسبوع و هناك من قال أسبوعين لكني أقول أني سأبقى الى أمد كاف لأعود و أسحقهم جميعا...

" إن كنت ستقولين إظهار الحقيقة للناس فرجاءا عودي من حيث أتيت!  عودي إلى مدينتك الصغيرة تلك و تناولي قهوة و بعضا من حلواكم الهلالية قبل أن تكوني مكان تلك الطالبة جثة هامدة لم يكترث أي أحد عن الإبلاغ عن فقدانها. "

   بزق كلماته بنبرة محذرة و نظرات تخفي الكثير،  و أولها كان الملل... الملل من رؤية كل من يأخذ هذه الوظيفة و يعمل معه ليعتاد على وجوده يقتل في النهاية..... نعم يقتل،  سيرغِ مانوف يعلم أنهم يقتلون و ليس كما هو مكتوب في ملفات تشريح جثثهم.

هم يقتلون فور أن تنشر المجلة مقالاتهم و التي إن كانت تحمل سطرا أو قولا لم يعجب المعنيين بالجرائم يغضبون و بشدة على المجلة و لأن رؤساءنا مجرد حثالة ترتدي بذلة رسمية أنيقة فمن يتم التضحية بهم من أجل الحفاظ على رقابهم هم الصحفيون طبعا. 

" أنا لا أريد إظهار الحقيقة بل إخفاءها بطريقة جميلة تعجب كل من يقرأها........... " توقفت عن الحديث فور أن رن هاتف المحقق الذي كانت الصدمة واضحة على وجهه من ردي.

"هاتفك يرن سيادة المحقق!"  نبهته على هاتفه الذي كان مشغولا عنه بالتحديق بوجهي كالأبله  ،  لكنه سرعان ما عاد الى صوابه،  تركته يجيب على هاتفه لأعود الى موقع الحادث محاولة أخذ بعض المعلومات عن الضحية كإسمها الكامل،  عمرها،  عنوان والديها أو أي شيء يخصها.

دونت معلوماتها التي زودني بها أحد عناصر الشرطة دون أي تردد بعد رؤية بطاقة الهوية المعلقة على رقبتي. 

آلآسـمـ آلكآمـل: إيفالينا شيلينوف

آلعمـر:  ستة عشر سنة

آلمـسـتوى آلدرآسـي: السنة الثانية _قسم فنون جميلة _


الضحية لم تبلغ سن البلوغ حتى،  يا له من شيء مؤسف، لكن السؤال هنا لما قد ينهي شخص قدم للحياة منذ بضع سنوات حياته بهذا الشكل؟!...

ما سبب الإنتحار يا ترى؟!

و هل هو إنتحار من الأصل؟!...

صعب التحديد،  كل ما أملكه كمؤشر أن هذه الحادثة ليست إنتحار هو وضعية سقوط الضحية و لا شيء آخر.

   عدلت نظاراتي محدقة بتركيز بين موقع وقوع الضحية و لأعلى المبنى الذي تبين منه أن هناك نافذة  و التي على غرار جميع النوافذ المتبقية هي مفتوحة بشكل كامل...

" تلك هي غرفة الضحية،  المبنى يخص سكن الطالبات! " نبس صوت المحقق بجانبي بهدوء محدقا بنفس النافذة للحظة ثم إلتفت بجسده نحوي لأفعل المثل....

حدقت به بإستغراب للحظة،  لكن سرعان ما تغيرت ملامح الإستغراب إلى وجه باسم بعد سماع كلماته التالية.

"موافق على إنضمامك لكن وفق شروطي!"  هززت رأسي بهدوء كإشارة له ليمليها علي و ينتهي.

" أولا لا تتدخلي في مجرى التحقيق مهما حدث،  ثانيا أنا الرئيس،  لذا تكتبين في تقريرك ذاك ما أمليه عليك إن أردت العيش لبضعة أيام إضافية على الأقل! ثالثا أبقي فمك مغلقا دائما و أبدا! "

واحد:  إن كان التدخل يفيد مصلحتي فسأفعل.
إثنان:  أنت رئيس على مؤخرتك فقط،  ما سأكتبه في تقريري لن يتدخل به أحد.
ثالثا:  فمي سيفتح إن رأيت سيادتك تفعل ما قد يضر مصالحي و عندما يفتح فمي فالأيادي التي تدعمني من خلفي لن يعجبها ما سأقول و ستؤذيك حقا فلا تجعلني أتحدث لأن لي لسام سام لا يجيد تعسيل الكلمات...

إبتسمت مظهرة رضاي المزيف عن حديثه ثم مددت كف يدي الأيسر لأصافحه،  هو يعتقد أني وافقت على شروطه لكن هو لا يعلم ما يدور في خاطري من نوايا سيئة له و لبلاده اللعينة كلها  . 

  و بعد هذا الإتفاق بيننا أصبحت لا أفارق جانب المحقق مطلقا،  ليس حبا في شخصيته العصبية و صعبة المراس بل من أجل الظفر بأي معلومة قد تساعد....

    و كل ما إستطعت معرفته في فترة إنتظار تقرير الطب الشرعي للجثة،  و الذي سيظهر إن كانت فرضيتي صحيحة أم لا هو أن الضحية طالبة منحة دراسية،  سجلها المدرسي نظيف بل جيد جدا،  الفتاة طالبة من قسم النخبة في المدرسة،  تتصدر قائمة الخمسة الأوائل في المدرسة،  عضوة في نادي السباحة و متحصلة على عدة ميداليات في كل المسابقات التي مثلت مدرستها الحالية بها.

حتى أن لها سمعة جيدة بين الأساتذة و الطلاب،..... أن تكون لك سمعة جيدة و علاقة طيبة في مدرسة لا يدخلها إلا الأثرياء و أنت  طالب منحة هذا شيء.... نادر الحدوث!  عادة ما يتلقى طلبة المنح الكثير من فرق المعاملة في حالات كهذه،  و قد تصل الى التنمر و التعنيف من الطلبة الأكبر... أظن أن هذه الفكرة موجودة في الأفلام و المسلسلات فقط،  حسب ما جمعته من أقاويل شهود من زملاء الضحية، أساتذتها،  والديها و حتى أفراد عائلتها فهي محبوبة من طرف الجميع و تلقى إحتراما كبيرا منهم و هذا عائد الى رفع شعار المدرسة عاليا في عدة مناسبات و منافسات.

بالطبع فلا أحد سيكره شخصا بهكذا مواصفات... مواصفات النخبة.

لكن هناك شيء ناقص، قطعة من الأحجية لا يمكنني وضع إصبعي عليها و قول بشكل صريح أنني جمعت كل شيء بشكل مثالي أمامي.

...  شخص ناجح كهذه الطالبة،  و ليس أي طالبة بل النخبة،  لماذا ستنتحر؟!  لما فتاة بعمر الزهور سترمي نفسها من شرفة غرفتها بهذه الطريقة؟!

لمعرفة هذا السؤال وجب التفتيش و التنقيب أكثر في حياة الفتاة،  و لأن المراهقين لهذا الجيل يعتبرون هواتفهم عالمهم بل حياتهم التي لا يستطيعون الإنفصال عنها،  قرر المحقق التفتيش في هاتف الفتاة،  إستطاع بمساعدة التقنيين في قسمه إستخراج سجل الإتصالات،  حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي،  صورها الشخصية و الكثير من الأشياء التي تخفيها الفتاة داخل ثنايا ذاكرة هاتفها الذي وجد مرميا تحت سرير غرفتها مكسور الشاشة كما لو كان سقط منها قبل أن تهوي من الشرفة.

لا أستطيع القول أن القضية هي مجرد قضية إنتحار حتى يكشف الطب الشرعي صحة ذلك، و أتمنى أن لا يطول الأمر أكثر من ما يستحق،  ذكر المحقق سيرغِ أن النتيجة لن تظهر إلا بعد أسبوع لذلك فور إنتهاء فترة التحقيق الأولية و التي تدوم عادة لثلاثة أيام يتم فيها تصوير و فحص الجثة و الموقع الذي عثرت عليه إضافة النبش في تفاصيل حياتها،  لهذا توقفت عن الذهاب لمركز الشرطة و ركزت على عملي في قسم مجلتي محاولة البحث عن أي معلومة عن الفتاة في الإنترنت أو أي فضيحة..... أي شيء يوصلني لأسباب "إنتحارها المزعومة"  و التي باتت بعض الجهات تروج لها بشكل مريب...

و رؤية كيف تحاول الجهات الإعلامية التستر على الأمر من على شاشة حاسوب مكان عملي  عبر إصدار مقالات مظللة تثير شكوكي نحو صحة أمر إنتحار الطالبة حقا،  فإن كان الأمر حقا كما يزعمون فلماذا يولون الأمر كل هذا الإهتمام،  هي ليست أول مراهقة تنهي حياتها في روسيا أو العالم  _كلامهم ليس كلامي_.....

أشم رائحة شيء عفن يطبخ لكني لا أستطيع تحديد ما هو،  و نعم تحديد رائحة الشيء العفن مهم و يساعد كثيرا في معرفة المنبع.

   علي الإنتظار،  هذا ما طلبه المحقق،  لقد قال أن علي إنتظار إتصاله و أنا سأفعل،  سأنتظر بصمت و هدوء حتى أكتشف ما الذي يجري داخل تلك المدرسة بالضبط.

    ❀✿❀


" ذكريني لما وافقت للمجيء معك لهذا المكان مجددا؟! " سألت رفيقة سكني السابقة ذات عيون الزمرد و الوجه المدور، معالم ملامح بريئة و شعر برتقالي مموج.

، كل هذا يجعل من ينظر للفاتنة صوفيا موريس يسقط راكعا أمامها ، لكن ليس جمال الوجه ما يجعل الرجال يسقطون عند أقدامها راجين نظرة واحدة منها بل لجمال جسدها و فسق لسانها الذي لا يقطر سوى عسلا لهم....عسل مسموم سيلقي بهم في جحيم زوجها _إيفان فاردين_ رجل روسي لا جماح له و لا سلطان،  يفعل ما تمليه عليه خلايا عقله المختلة دون نقاش،  لا أعرف الكثير عن عائلة فاردين الشهيرة،  لكن ما أعرفه كافٍ جدا لمعرفة أنه إن جعلت أحد أفرادها يستاء من وجودي فالعائلة بكاملها ستلتف حولي لمحو أي أثر لي من الوجود.

و وجودي حاليا مع فردين من العائلة يثير الكثير من التساؤلات.

مالذي تفعله فتاة مثلي من العامة و الطبقة الكادحة مع فردين من قمة المجتمع؟!  و الأفضل من كل هذا هو أنهما من فاردين؟!

حسنا هذا سؤال منطقي و كإختصار لإجابته هو أن زوجة ثالث إبن لعائلة فاردين كانت رفيقة سكني السابقة و صديقتي الوحيدة في روسيا،  و مصادقتها عادت علي بالكثير من المنافع.

هي شخص جيد جدا و يعتمد عليها لكن ليس هذا ما جعل إبن فاردين يقع عند قدميها و يلاحقها كالعاشق المهووس في كل مكان كظلها،  بل جنونها الذي تعدى كل الحدود،  هي فسرت لي أمر قصتها مع هذا الرجل الذي يقود طريقنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل و في هذا المكان المريب في صمت و هدوء تاركا من زوجته تسير إلى جانبي محتضنة ذراعي مع إبتسامة مشرقة عريضة هو أن صوفيا موريس _صديقتي_ رأت هذا الرجل ثم أعجبها،  فأرادته بشدة ثم إتخذته زوجا لها..

ما تريده صوفيا دائما تأخذه، كيف فعلت ذلك؟!  الرب وحده يعلم لأن آخر التحديثات من قصتهما كانت أنها كانت هي من تلاحقه صافعة مؤخرته الجميلة في كل فرصة سانحة _مقتبس من سردها لي للأمور_ لم أفهم مطلقا سبب حبها الشديد لمؤخرته مع أنها بالنسبة لي عادية أعني مؤخرة رجل عادية مالذي قد يميزها عن غيرها بحق السماء!!!.

صوفيا موريس مثل أفعى صحراوية تخدعك بجمال شكلها، لمعان جلدها الذهبي من الخارج و خاصة بتلك العيون الخضراء اللامعة مع صوت جلجلتها الذي يمثل لسانها المعسول الذي يشبه السلاح ذو الحدين،  يمكن أن يؤذيك لكن في نفس الوقت يطيب كل جروحك.....

هي نوعي المثالي من الأصدقاء النوع الذي أحب إبقاءه حولي وكسب وده لا عداوته لأنها و بشكل ما تمثل المزيج المثالي لصديقاتي الثلاث،  إيف،  بيلا و كريستال.

كانت ظروف تعرفي على كل واحدة منهن بالإجماع ليست بتلك الروعة لأنه عند تعرفي على ثلاثتهن أنا كنت في القاع و في أحلك أيامي التي لن أنساها ما حييت ،  كن مجرد غريبات من دول و ثقافات مختلفة عني ،  حتى الشخصيات ليس لها أي رابطة تجعلهن متوافقات لكن و كما يقال أن الأضداد تتجاذب و هذا  تماما ما حدث لي مع هذا الثلاثي الغريب.

و إن كان علي وصف كل واحدة منهن بالكلمات فوصف إيف فتاة الإيطالية بمثل مياه البحيرة الهادئة التي تخفي وحش عملاق في سبات،  لا يعلم بوجوده إلا من يغوص في أعماقها و يزعج وحشها الدفين.

أما بيلا الإسبانية فهي المعنى الأصدق لإسمها،  جميلة فاتنة ذات لسان سليط أيضا لكن ما يجعلها تختلف عن صوفيا رفيقة سكني أنها تستخدم الألعاب و الحيل لصالحها  ،  تشغلك بالظن أنها إمرأة سطحية غبية لا تكترث لأي شيء حولها لكن في الواقع تحسب حتى عدد أنفاسك معها،  نبيهة على كل شيء و لا تهاب الدخول في حروب نسبة فوزها بها تكاد تعدم،  و هذا ما يشجعني على فعل الكثير في حياتي و مواجهة مخاوفي أنا أيضا،  البقاء في الظلام و رؤية من تسبب لي و لوالدتي الأذية يلهوا و يتمتع بالرفاهية الكاملة على حساب آلامنا و  جروحنا النازفة لم يعد حلا يناسبني بعد رؤية ما فعلته بيلل في حياتها،  كيف أنها كانت في القاع و أصبحت في القمة دون إمتلاكها لدعامة قوية في بداية مسارها،  كان الجميع حولها أشرار قصتها،  لكنها حاربت للنهاية و لم تستسلم.

و أنا أريد فعل المثل.

أما كريستال الصينية الأمريكية هي نوع مختلف من البشر،  صمتها و هدوءها حول شخص مثل بيلا ذو فم ثرثار و متحمس طوال الوقت  قد يقوده للجنون لكن في النهاية و بشكل ما هما يتوافقان أكثر من الجميع في حلقة الصداقة الرباعية،  بيلا تجيد سحب الكلام لمن حولها و هذا عائد لطبيعة عملها كمحامية،  و هي الأفضل عندما يتعلق بإخراج أسوء ما يوجد في داخل من تحادثه بسهولة و كريس النوع الصامت الذي لا يفسح أي مجال للأخرين بسهولة في معرفة الكثير عنها إلا بعد محاولات عديدة و جاهدة،  و رغم كل ما يفعلون إلا أن ما تقدمه لهم ليس إلا معلومات صغيرة و مظللة.

صوفيا موريس الصهباء الإيطالية تجمع قليلا من كل شيء،  و ما يميزها عنهم أنها على إستعداد تام لإلقاء نفسها في الجحيم لتحصل على ما تريده،  تماما مثل ما فعلت عندما أعجبها مثيرها الروسي الحالي و الذي كان سماع قصص يومياتها عنه و عن طرق إيقاعها له جعلت من فكي يصل للأرض من الصدمة،  تخيلها تفعل أشياء لا تليق و لا تتناسب مع مظهرها البريء يجعل من خلايا عقلي تتوقف عن العمل لفترة من الزمن.  


" لنشاهد قتالا غير قانوني طبعا و نتسلى مثل آخر مرة قدمنا إلى هنا! "

في آخر مرة حظرت هنا أنا لم أنم بشكل جيد لأسبوع ربما،  لم أقوى على تحمل رؤية مشاهد العنف أمامي لأكثر من دقيقتين ، أكملت بقية الليلة أخفي وجههي في وسادة موجودة في الغرفة القاخرة التي شاهدنا فيها القتال،  طبعا لأن نا حظرنا مع شخص مهم جدا فأكيد لن يجعلوننا نجلس وسط الجموع من الرجال في الأسفل و الذين جلهم منحرفون و مختلين وجب القبض عليهم و سجنهم.

"VÏP ŚËĊȚÏÖŅ

" مًنِطِقُةّ أّلَنِخِـبًةّ "

فور وصولنا للوحة تظهر بشكل واضح أننا قريبون من الغرفة التي إستخدمناها سابقا إنزاح الحراس من كلا الجانبين مفسحين لنا الطريق و رؤوسهم مطرقة بإحترام لزوج صديقتي...... مخيف!

قد يبدوا كلامي عن زوج صديقتي غير لائق لكن أنا لا يسعني غير قول أنه مخيف و غريب أطوار مهووس يحتاج طبيبا... لا بل مشفى بالكامل،  نظراته تسبب لي الرغبة في التبول اللا إرادي،  و كل تصرفاته تقول لي أنني مهما حاولت الدراسة و فهم الناس من حولي فأمثاله حتى النظر لهم من بعيد قد يكون خطيرا علي.

أحب تحليل شخصيات البشر من حولي لأستطيع العثور على قد أنتفع به منهم مستقبلا _و هذا تفكير غير أخلاقي و أنا أعرف هذا _ لكن عندما ألتقي بشخص كالذي أمامي فأنا أخفض نظري و أقلل من تأثير وجودي لا إراديا،  الحصول على أي نوع من الإنتباه من عائلة فاردين خاصة إن كان رجلا فذلك يساوي هلاكي و بما أن إيفان هذا ليس لديه أي نوايا و لن يكون نحوي، أقصد كالإنجذاب الذي يحدث بين أي رجل و إمرأة.... فعلي الحذر أكثر و إلتزام الصمت و الهدوء.

بما أني لست في جانبه السيء على الأقل ليس حاليا فعلي أن أكون على إدراك تام أنه قد لا تكون صداقتي مع زوجته شافعة لأي خطأ غير مقصود من طرفي مستقبلا، الأشخاص أمثاله من القمة لا يحبون أن يتجرأ عليهم أحد ...

✿•✿

" أنا متحمسة جدا لقتال اليوم! "قالت صوفيا مسندة رأسها على جانب صدر زوجها الذي لم يكن من الرافضين لذلك ليستلمها بين ذراعيه بشكل متملك لكن مراعي لحالتها الحالية ، وضع باطن كفه على إنتفاخ بطنها بينما هما جالسان على أريكة جلدية فاخرة كما لو كانا يمتلكان المكان بالفعل.....

بعد ملاحظة ذلك بهما   طرحت في سريِّ سؤالا عن موضوع لم أفكر به سابقا مطلقا في آخر زيارة لي .

من صاحب هذا المكان حقا؟!

حلبة قتال غير شرعي مسيجة لا يخرج منها خاسر إلا و هو ميت مع جمهور غفير لا يمكن رؤيته في أي قتال ملاكمة شرعي أبدا....من يملك هذا المكان الموحش بحق السماء؟!..

و لماذا حتى؟!

ألم يجد مشروع عمل  مربح غير هذا؟!

و كيف لكل هذا العدد من البشر المساومة في رهانات تافهة على حياة شخص بشري مثلهم بكل بساطة....هل نفوسهم دنيئة لهذه الدرجة  ؟!

أظن أن صاحب القناع ذو الهالة المخيفة الذي إلتقيته في الرواق خارج الغرفة قبل ساعة من الزمن بالفعل شخص يستمتع برؤية الآخرين يتعرضون للأذية،  هو حتى لم يعتذر بشأن تصرف المدعو أليكساي،  كيف علمت إسم الرجل الذي كاد يكسر ذراعي؟!...
لقد علمت إسمه بعد نداء إيفان له بعد دخوله لهذه الغرفة معنا... و بشكل غير مريح نحن نتبادل النظرات القاتلة و الكارهة منذ نصف ساعة كما لو أننا إتفقنا من خلال تواصلنا الروحي أن من ينزع عيناه عن الآخر فهو إبن عاهرة.

و أمي ليست إلا كائنة مقدسة تستحق أن تصبح آلهة الجمال و الطيبة...

و نظراتنا لا تحتاج تفسيرا و تدقيقا في تفاصيلها لندرك أن مشاعر عدم الإستلطاف و الإرتياح متبادلة حقا...

هذا الرجل و منذ وضعي قدمي في هذا الطابق عيناه ملتصقة بي و ليس حبا من أول نظرة طبعا أو إنجذابا من أي نوع،  هذا الرجل يراقبني أنا تحديدا،  كما لو كان يحرسني.... يحرسني و ينتظر مني فعل أي فكرة خاطئة ليجرني تحت تهديد سلاحه الى رئيسه.

و هذه المعاملة يبدوا أنني الوحيدة التي لاحظتها،  العاشقان بجانبي مشغولان بمداعبة بطن صوفيا المنتفخ بعض الشيء،  فكرة أن يصبحا والدين أخذت جل تركيزهما و إهتمامهما،  يمكنني رؤيةهالة  القلوب و الزهور تحوم حولهما و لا يسعني غير الإبتسام كلما أدرت وجههي نحوهما،  سرعان ما تختفي إبتسامتي و تتحول لتكشيرة عندما يقع نظري على المراقب الواقف في زاوية الغرفة....

لقد أردت إعطاء الثنائي بعض من الوقت الخاص لبعض الوقت،  لهذا تحججت أني أردت الذهاب للحمام لكن إنتهى بي الحصول على طبعة أصابع تلف ذراعي.

قررت تجاهل المدعو أليكساي و التركيز على ما يعرض أمامي سيبدأ قتال جديد خلال لحظات و رغم أني لا أوافق على أشياء مشابهة لهذه القتالات لكن تحليل طريقة القتال جذبت إنتباهي...

هؤلاء الذين يقاتلون هنا و بكل ما للكلمة من معنى لا يفقهون في العفو شيئا،  و القانون هو الأسوء على الإطلاق... الخسارة تساوي فقدان حياتك بكل بساطة ! من المختل اللعين الذي وضع هذا القانون الوحشي......

قبل أن أبدأ في شتم اللعين الذي وضع هذا القانون فتح باب الغرفة من خلفنا و هذا من الجميع يديرون رؤسهم لمعرفة هوية القادم،  فتح ثغري قليلا سرعان ما أغلقته للآخذ لساني بين أسناني و أعضه كعقاب على ذكر أمر صاحب المكان،  لو لم أتحدث عنه لما ظهر في هذا المكان.

تبا!!!  هذا محرج!

إلتفت أمامي بسرعة شاتمة في سري محاولة إخفاء الإحراج الذي أنا به و لربما خجلي أيضا من وجوده معي في مكان واحد.

وجنتاي تحترقان بلا سبب... او ربما أن تورد وجنتاي له سبب لكني ارفض الاعتراف به.. حڛنا لربما سأعترف به لكن  ليس و هو موجود حولي... تبا ذلك القناع و الهيئة السوداوية  تثير بداخلي الكثير من التقلبات و أهمها التقلبات التي تحدث داخل بطني كما لو أن سرب فراشات هائج يحول في جدرانها...

  و بينما كنت أحوال كبح جماع نبضات قلبي الجنونية و سرب الفراشات سمعت شيئا من محادثة دارت بين الزوجين و الرجل المقنع لكني لم أركز معها،  شددت على فستاني من على ركبي ثم أغلقت عيناي بينما رأسي مطرق نحو  لأرضية المكان.
أحاول ضبط نفسي بصعوبة... لكن كل محاولاتي خابت فور شعوري بثقل جسده يقع على الجانب الفارغ من الأريكة بالقرب مني و عطره يعبث مع شمي حتى عطره مثير و هذا ليس عدلا ...

فتحت عيناي  على مصرعيهما من صدمة  أن هذا الرجل من بين كل أماكن الجلوس الموجودة في الغرفة هو لم يختر إلا المكان الذي بالقرب مني!!!....

رائع !!!

ماذا ؟!  لا ليس رائعا أبدا !... ربما قليلا فقط...

.... هاي لحظة!!  .... هل نسيت أن هذا الرجل قد تجاهل أمر شكواي له عن تصرف موظفه الوقح معي ؟!

" اووه هيا أسرعوا في بداية هذا القتال اللعين !" سمعت صوفيا تتذمر من مماطلة العاملين في تجهيز القتال التالي و الذي تأخر لسبب ما.

لمحت الرجل المقنع يشير لأليكساي للذهاب و تفقد الأمر و هذا الاخير نفذ الامر بكل طاعة تماما مثلما فعل في المرة السابقة،  و هكذا تأكدت من أن هذا الرجل الذي يجلس بجانبي أنه حقا الرئيس هنا و لا مزاح معه مطلقا و أنا كحمقاء وققت قبالته و شرعت في رمي الكلام دون أي ذرة نباهة أن الرجل الذي أمامي هو ليس شخصا عاديا ألتقيه في أيام حياتي العادية،  بربك دينا!!... أنت في مكان يقع بناءه تحت الأرض و الأسوء أن ما يقام فيه ليس غير قتالات غير شرعية... ما الذي توقعته من شخص كهذا ؟؟!.
 
هل ظننت أنه  فور أن يرى علامة الأصابع تلك على ذراعك سيمسح على رأسك بطمأنة و يقول أنه سيتعامل مع رجله ذاك أو أنه سيتكفل بتخفيف الأمل بتقبيل الكدمة على ذراعك ثم يؤكد لك أنه سيعتني بكل شيء من أجلك ؟!

علي التوقف عن مشاهدة المسلسلات الرومنسية... لقد تم غسل خلايا عقلي بشكل سيء... سيء جدا.

 
" ما هو إسمك؟! "  سأل صوت رجولي من العدم و غير مألوف جعلني أجزم أن المتحدث هو الرجل المقنع المثير.... مثيير ؟! دينا توقفي !!!  نحن لن نفعل هذا، ليس الأن!... لن نقع او نعجب بشخص غريب مقنع،  مخيف،  مثير،  ذو هيئة خاطفة للأنفاس، و عينان زرقاوتين جميلتين تنافس زرقة البحر و تسلب الناظر لهما كل عقلانيته و إدراكه ،  ... لن نقع له حتى لو كان صوته يجعل لكل دواخلنا تهتز  لخامته العميقة...

لن نفعل مطلقا !!  . 

"ديناري... !" أجبت على سؤاله كفتاة مطيعة عكس طبيعتي الحقيقية،  أنا لم اكن يوما مطيعة لأحد ما عدى والدتي.

  كل من عرفني يوما من عائلتي شهد على أنني و العناد رفيقا دربين لا يمكن فصلنا عن بعضنا البعض،  لكنني لا أستطيع لوم نفسي على التصرف بهذا الشكل مع الرجل المقنع الذي يحدق بي من أطراف عيناه.

أي فتاة في مكاني ستسلمه حتى الرقم السري لبطاقتها اللإتمانية لو رأت طريقة إحتضان ذراعيه لصدره و بروز عضلات ذراعيه بينما يتكئ بجذعه على ظهر الاريكة في جلسة ملكية.... لأنه يملك المكان بالفعل و أنا لا يسعني غير التركيز مع تفاصيله أكثر خاصة بعد نزع سترته و ريميها بجانبه.

و هذا منحني أجزاءا جديدة لأسترق النظر لها كخطوط عروقه البارزة من طول ذراعيه.... تبا هو يملك الكثير منها.... لا...!!! لا لا.... هو لديه شيء أنا لا أستطيع رفضه مطلقا .. لا بل لا يمكنني مقاومته،... اليدي الكبيرة مع الاصابع الطويلة، شيئان مهلكان لي...هما هوسي الوحيد الذي يشعل مشاعر اللذة بداخلي ببشكل جنوني  ....

باطني كفاه إسقرت على كلا ركبتيه مسببتا عواصف داخلي،  أريد لمس يداه و بشدة مع العبث بعروقها البارزة... لكني لا أستطيع،  لو فعلت هذا الرجل يسيعتبرني معتوهة ما او فتاة بلا أخلاق تحاول رمي نفسها عليه.....

  سمعته يردد إسمي تحت شفتيه كما لو كان يحاول حفظ كل حرف منه مفردا،  و هذا زاد من توتري قليلا...

   إلتفت محاولة تشتيت نفسي عن صاحب المكان لأنظر للزوجان بجانبي لعلي أجد بهما شيئا يلهيني لكني لم أقابل إلا بمنظر القلوب و الزهور... و هذا كان لكمة  أعادت وجهي نحو الطرف الآخر   للتركيز مع الرجل المقنع.

" فرنسية؟! " سأل مجددا،  لربما هو يعرف إجابة السؤال بما أن لكنتي في التحدث بالإنجليزية تكشف أصولي بكل بساطة،  هو فقط يريد التأكد،  لهذا هززت رأسي بنعم  ،  لاحظت أن زرقاوتيه ضاق حجمهما قليلا لأجزم أنه لربما يبتسم... لحظة هل هو حقا يبتسم لي؟!  ...

اااه!  هو حقا يبتسم لي،  لكن قناعه أحال من رؤيتي لذلك!... 

و هنا و فقط تولدت رغبة داخلي و فضول شديد حول شكل إبتسامته خلف ذلك القناع. 

لم أجد ما أفعله غير الإبتسام،  حرصت على النظر لكل شيء ما عدى عيناه...

      زرقاوتيه الجميلة!  .... 

مثل زرقة مياه البحر التي ترى من بعيد في الأفق.

" لون عيناك جميل جدا!! ".

تبا!!!

مالذي تفوهت به توا!!

هل قلت أن عيناه جميلة!

ااه يا إلاهي الان سيظن بي سوءا،  سيعتقد أني أحاول مغازلته أو أني أحاول التقرب منه عن طريق مجاملته.. بالرغم من أنني لم أجامله ابدا،  بل قلت ما بخاطري عن بلا تفكير...

انشقي يا ارض و ابلعيني!!!!

عضضت لساني ندما فور رؤية عيناه تتوسع،  و هنا أدركت أنه لا يبتسم بعد الأن.... تبا... رجاءا فلينقذني أحد!  هو غاضب... أكيد سيغضب لو فكرت بالموضوع من منظوره.

  لماذا كان علي فتح فمي من البداية!!...

    " تراجعت برأسي نحو الخلف فور رؤيته يقترب بوجهه نحوي،  حاولت الإبتعاد أكثر لكن أنامل كفه أمسكت برأسي من الخلف و أحكمت عليه،  إقترب أكثر ليصبح بين وجهي و خاصته لا شيئ يذكر من مسافة،  كانت زرقاوتيه مبتسمة مجددا و هذا جعل خاصتي تتوسع من الصدمة،  شددت على التمسك بأطراف فستاني متمنية أن تلتفت صوفيا أو إيفان و يتوقفا عن رومنسيتهما و ينقذاني من ما حشرت نفسي به. 

" هل تريدين الحصول عليهما؟! نبس مداعبا أنفه بخاصتي.. في هذه اللحظة بلعت ريقي بصعوبة،  شعرت كما لو أن الزمن توقف حولي كما لو أن لا أحد يستطيع رؤيتنا،  كما لو أنه أدخلني عالما غير الذي كنت به.

لكن ليس إنفصالي عن واقعي ما فاجأني بل هز رأسي بنعم مؤكدة رغبتي الدفينة في الحصول على عيونه الجميلة تلك.

" آسف لا أستطيع إعطاءها لك زهرتي ❀~... لكن أطفالك لربما يستطيعون ذلك! "

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

   ♬. Daddy issue. ♬

الجزء الأول 12289كلمة أتمنى دعم البارت.

  إهداء:  الى صديقتي منة من مصر،  الي حبت نيكولاس فاردين بلا شروط أو حتى حدود و الدعم الى قدمتوا لكل الروايات في الحساب و لهذه الرواية خاصة.

البنت الي ألهمتني كثير في إنتقاء شخصية البطل لتصبح بالمعايير التي ستجدونها في الرواية.

ملاحظة:   لا تنسوا الاطلاع على صفحة الانستغرام حيث سننزل الكثير من التسريبات و مواعيد النشر الخاصة بالرواية. 

شكرا للقراءة لنلتقي إن شاء الله في البارت القادم

حساب أنستغرام:  victoria_books_

Continue Reading

You'll Also Like

1.1K 98 4
في القصص الالمانية هنالك مشاهد شيقة تجعلك متحمسا ،مخللة نسيجا من الدراما لرجل بارد غامض يدفع القارئ بتحليل مستندات القصة.. لكن هنا يختلف طابع هذه الق...
12.5K 830 7
إسبانيا..اول مايخطر في بال اي شخص عند ذكر هذا البلد هي كرة القدم وهذا مايحدث هنا هو لاعب كرة قدم إسباني ممتاز لا يمكن الاستغناء عنه معروف بعلاقاته ا...
453K 35.3K 61
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
7.6K 667 2
مطرقة قاضية و سلاح قاتل . مرأة تقدس القانون و رجل لا يؤمن بالقوانين . هي تتربع علي كرسي المحكمة و هو يتربع علي عرش الاجرام و بينهما طاولة ستحدد من...