بين مد وجزر

By mememarsh2004

868 236 220

لا يوجد هنا بطل محدد او بطله فاتنه الجمال جميع شخصياتي ابطال انفسهم .... كلاً له حكايه وحياته الخاصه معاناته... More

اهداء قبل البدء
🖤البارت الاول 🖤
🖤 البارت الثاني 🖤
🖤البارت الثالث🖤
🖤البارت الرابع🖤
🖤البارت الخامس🖤
🖤البارت السادس🖤
🖤 البارت السابع 🖤
🖤البارت الثامن 🖤
وقفه
🖤البارت التاسع🖤
🖤 البارت العاشر 🖤
🖤تابع البارت العاشر🖤
توضيح التعريف بالشخصيات
💙 اقتباسات 💙
مهم
🖤البارت الحادي عشر🖤
🖤 البارت الثاني عشر 🖤
🖤 البارت الثالث عشر 🖤
مهم
🖤 البارت الرابع عشر 🖤
🖤 الخامس عشر 🖤
اعتذار
هلا 🤗
🖤البارت السادس عشر 🖤
اهلين 😇
🖤 البارت الثامن عشر 🖤
مهم
🖤 البارت التاسع عشر 🖤
🖤 البارت العشرون 🖤

🖤البارت السابع عشر 🖤

11 6 17
By mememarsh2004


بسم الله الرحمن الرحيم

~~~~~

بالله عليكم اخوتي ادعو لأخواننا في غزه .. رددو 👇🤲

‏‏اللهم غزه 🤲
يارب انها في وداعتك ...
اللهم الطف بقلب كل ثكلى واجبر قلب كل يتيم ... اللهم إنا نسألك جبر قلوبهم
شبابها وشيوخها نساءها ورجالها واطفالها ياارحم الراحمين
اللهم الطف بهم .. اللهم امن روعاتهم

اللهم لا تمر هذه الأيام إلا وقد فرجت عنهم بقدرتك يا قادر يا رحيم
اللهم بحق عينك التي لا تنام وعزك الذي لا يُضام أرنا عجائب قدرتك في نصرهم وحفظهم
اللهم سدد رميهم وانصرهم على الأعداء
اللهم بردًا وسلامًا على أهل غزة
اللهم سخر لهم ملائكة السماء وجنود الأرض

اللهم انصر أهل غزة نصرًا من عندك يغنيهم عن نصر من سواك
اللهم تقبل شهداءهم
واشفِ جرحاهم
واربط على قلوبهم
وأنزل السكينة عليهم
اللهم أرنا في اليهود المحتلين عجائب قدرتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك

يا محدث الطّوفان لنوح
يا فالق البحر لموسى ومغرق فرعون
يا مجري الرياح والحر والنار لقوم شعيب
يا مرسل الطير الأبابيل
يارب زلزل الارض من تحت اقدام من قهرهم
اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم اهزمهم وزلزلهم ودمرهم بنيران أنفسهم
وخالف بين صفوفهم
اللهم أرنا عجائب خلقك وامرك بهؤلاء
فإنهم تجبروا وتكبروا وطغوا وعاثوا ظلماً وفساداً

اللهم اخذل كل من تخاذل في نصرهم
اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم
يا ارحم الراحمين
امين اللهم امين 🤲

اللـهم غزه ...... 🥺

ـــــــــــــــــــ 🍂🍁🍂 ــــــــــــــــــ

وسلاماً على الذين عانقهم التراب
ونحن في اشد الحاجه لعناقهم

~~~~~~~~~~~~~~~

لماذا لا يجفُّ الشوقُ فينا
لماذا لانكفُّ ولا نتوبُ
لهيبُ الشمسِ يخبو كلَّ يومٍ
وفي اضلاعِنا يعلو اللهيبُ
ولو شابتْ نواصي الليلِ يوماً
ستبقى أنت في قلبي الحبيبُ

_منقول
~~~~~~~~~~~~~~~

🌸🌸 البارت السابع عشر 🌸🌸

روايه:-بين مد وجزر
بقلم:-ميمي مارش

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~
~~
~
بين مد وجزر
~
~~
~~~~
~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أتعرف ما القوة ؟
أن يضربك أحدهم على قلبك بأشد ما لديه من قوّة ، وبثمان دقائق تستعيد توازنُك ، ثم تصبح حرًا مستقلًا لا يقف أمام أحلامك شيء.

في منزل عائله سعد المجد

يتحرك في كل مكان بخفه يفرك يديه بتوتر بين فتره واخرى ولكن سرعان مايستعيد هدوءه ... هذه المره الثالثه التي يذهب فيها لإيقاض الجميع ولكنهم لا يأبهون به ... مابالهم لا ينهضون اليوم ..

اتجه إلى المرأه للإطمئنان على وسامته للمره الألف ... ألقى نظره أخيره على ملابسه التي كانت تتكون من بنطال اسود من الجينز يرفعه كالعاده لنصف ساقه ويرتدي قميص ابيض يشمر عن ساعديه وعليه صدريه بنيه اللون مفتوحه الأزرار .. يقوم بتصفيف شعره .. لا في الحقيقه هو لا يبدو بأنه مصفف ربما كان قد نسيه ... لا تنقصه سوى تلك القبعه ليصبح احد رعاه البقر ...
هيئته المبعثره تلك كان يرى نفسه بها قمه في الأناقه والرقي .. شعره الهائج هو مايستمر منه الطاقه .. بلى كل ذلك العنفوان الذي بداخله يغلف بالبرود إلا شعره .. هاج وخالف قانون الطبيعه ...

ابتسم بثقه وهو يمني نفسه بنظراتها المعجبه ... ستعشقه منذ اول نظره .. كيف لا وهو سراج المجد ... اوسم شباب البلده ..

عقد حاجبيه وهو يتذكر حسين ذلك الشاب البارد هو الاوسم بلا شك ولكن ليست مشكله هو ليس فعال هذه الفتره ليصبح هو الأوسم إلى أن تنتهي فتره خطوبته هو ليس بالقليل ايضاً ..

زفر بحنق مالذي أتى بسير ذلك الان ام ان عقله قد تشوش إلى تلك الدرجه .. هو متوتر لا ينكر هذا ولكن ما يطمئنه أن امجد سيكون معه ...

اتجه إلى باب غرفته وقد عزم هذه المره على إيقاظهم رغماً عنهم ... لن يضيعو نهار خطبته بهذا الشكل ...

اتجه مباشره إلى غرفه امجد الذي لم يكن يعيره اهتمام ... حتى انه لم يصرخ به ليتوقف عن طرق الباب بتلك الطريقه وعندما يئس من رده اتجه إلى غرفه والدته ... ليدلف فور فتحها للباب

نظرت إليه بتعجب وهي تفرك عيناها بنعاس ليتجه هو سريعاً إلى خزانه ملابسها يهتف بنشاط:
صباح الخير حبيبتي ... هيا انتي اذهبي لأخذ حمام دافئ يجدد نشاطك ولأجهز لك أنا ملابسك
اغمضت عيناها بقوه ثم فتحتها ثانيه تنظر إليه بريبه وهي تقترب منه تتفحص ملامحه بدقه محاوله إستيعاب كلما يحدث ...

لاحظ صمتها لذا التفت إليها يحرك رأسه بمعنى ماذا ولازالت يده تعبث بالملابس ليتسبب في افساد ترتيبها لتصرخ به موبخه إياه وهي ترى صف من الملابس يسقط ارضاً المشكله ليست هنا ...
بل وانه اسرع بالإنحناء وجمعها ليعاود دسها بطرقه جعلتها تصرخ به بغضب اكبر وهي ترى ما افسد ... كيف يفعل هذا بأشياءها .. هي المهووسه بالنظافه والتنظيم يفعل هو بها كل هذا ...

دفعته بقوه وهي تبعده عن الخزانه بينما هو اخذ ينظر إليها بدهشه .. هل هكذا يجازى لأنه لايريدها ان تتأخر في اعداد الطعام لهم

:انت ايها المجنون كيف تفعل هذا .. انظر أيها الغبي كيف افسدت ترتيب كل هذه الملابس
التفتت له بحده وهي تقول:
من سمح لك اساساً الدخول
سراج بحنق:
لقد فتحتي الباب .. ماذا بعد
اخذت إحد حاملات الملابس لتلقيها عليه بغضب تزمجر فيه بغضب:
انت انسان غير مسؤول انظر كيف افسدت كل شيء فور دخولك .. مالذي تريده في هذا الصباح اخبرني
مط شفتيه بتذمر وقد اتجه للجلوس على طرف السرير ريثما تنتهي من توبيخه:
الخطأ خطئي .. اتيت لإيقاظك كي لا يموت سكان المنزل من الجوع
نظرت إليه بسخط لتهتف:
ومنذ متى اصبحتم تأتون في هذه الساعه لتطالبون بالطعام .. هل ستذهبون إلى الروضه ام ماذا .. ما شأني انا لتموتو من الجوع والعطش والحكة والجرب ما شأني انا ... طوال الليل قضيته بجانب ريماس وما إن اغمضت عيني حتى تأتي أنت ..

استدارت تعيد ترتيب تلك الملابس التي افسدها ذلك المتخلف ...
ليهتف هو بدهشه:
قضيتي الليله بجانب ريماس .. لما مابها .. ام انه مفعول المعكرونة
زفرت بضيق وهي تهتف:
نزله برد لم .. تعرفها لا تستطيع التنفس إذا اصابت بالزكام
سراج:
إذاً سنأخذها للمشفى

لاحظ انخفاض نبره صوتها وهذا يعني بأنها بدأت تهدأ تدريجياً:
لاداعي لذلك الأن لقد نامت سنرى حتى المساء إذا ساء الوضع

اعاد ترتيب شعره المبعثر بأنامله في حركه اعتاد فعلها وقد تناسى امر شعره المرتب على حد قوله:
لك ذلك .. إذا لتستعجلي جميلتي ماذا سترتدين هل اساعدك
قال الأخيره وهو يتأهب للنهوض ليجدها تقفل باب الخزانه بعنف هاتفه بتحذير:
إياك والإقتراب من خزانتي سراج إياك

تقهقر للخلف وهو يضع يده على صدره هاتفاً بسخريه:
اه ياامي لقد اصبتني في مقتل
اعتدل في جلسته وهو يهتف:
حقاً انا لم اعد ادري بأي اسلوب علي معاملتكم ... اريد مساعدتك وانتي لا تقدرين كل جهودي هذه

ضيقت عيناها وهي تتفحصه من رأسه حتى اخمص قدمه منذ متى اصبح يرتدي ملابسه في هذا الوقت المبكر .. بالعاده هو اخر من يستيقظ وملابسه هذه لا يرتديها إلى عند خروجه اما في المنزل فهو لا يرتدي إلا ملابسه العاديه ..
:خير إلى اين انت ذاهب في هذا الصباح ...

عدل ياقه قميصه متحدثاً بحالميه:
إلى عمي ماجد

رفعت حاجبها بسخريه فهذا الابله يظن بأنه سيذهب في هذه الساعه من الصباح وسيسمحو له برؤيتها ... اه كم انه بريئ

مالحب ؟ .. لا اعلم .. ولكن هناك من قال:

الحب شيء في الفؤاد له ألَق
الحب زهرٌ في المشاعرِ أو أرق

ما قيمةُ الحب وقيمةُ أهلهِ
إن كنّا نحكيه خفاءً للورق؟

فالحب في صوت الدعاء أمانةٌ
وصلٌ برغمِ مكاننا حين افترَق

و الحب إن غاب اللقاءُ، لقاؤنا
ذكرٌ وفيّ للفـؤاد إذا طرق

:
:
:

" ثمه شفاء لا يتحقق إلا بعبورك من داخل الجرح "

ابتسم بسخريه وهو يرى اخر ما خطته انامله منذ ليه البارحه ..

اترضين أن تصبحي لي الم وجرح دامي
بعد أن كان الشوق لك دائي ورؤياك دوائي
بربك قولي إذا حل المساء ماذا أقول لشرفتي
كيف سأتعايش مع وجع يحرم عيني منامي
ستعلن في كل ليله الحكم وستجدد إعدامي

هل تعلم شيء عنه هي من الأساس ... هو وحده من يوهم نفسه بكل هذا .. وحده من يخوض معركة المساء كل يوم .. هو من اقحم نفسه بكل ذلك وعليه أن يداوي نفسه بمفرده ...

اليوم سينال مبتغاه وسيذهب خاطباً إلى منزل ماجد ... ولكنه لن يراها .. ولن تلتفت إليه .. ببساطه لأنها لن تكون له .. سيذهب كوسيط لاغير ... سيذهب بقلبه إلى ساحه الإعدام بكامل ارادته ...

نهض من على سريره مثقلاً بالهموم .. عليه أن يخرج كم سيختبي من الوقت .... لا يعلم كم مره اتى سراج ليطرق الباب وتجاهله والعجيب انه لم يقتحم الغرفه كما هو المتوقع منه .. ذلك الغبي .. يتلهف لرؤيه عمه ينزف ..

التقط بعض الملابس واتجه إلى دوره المياه .. بعد أن رد على رنيم التي كانت تطرق الباب تخبره بأن الفطور اصبح جاهز

‏" لسنَا ضُعفاء ولكن الخصم كان عزيزاً ".

:
:
:
:
:

في منزل ماجد

‏تفاءَلْ فليسَتْ تدومُ الهُموم
ولا تأسَ لو هبَّ عصْفٌ وريحْ

وفي حُلْكَةِ الغيمِ برْدُ الظلال
ويحيا الرجاءٌ بغَيْثٍ سحيحْ

وإنْ أظْلَمَتْ لاح ضوءُ النجوم
وأشْرَقَ في الأفْقِ بدرٌ مليحْ

ودنياك يا صاح يومٌ ويوم
وليس على ظهرها مُستريحْ

تنحني بجذعها للأمام تقوم بتنظيف حديقه المنزل بتلك المكنسة الطويلة تردد بخفوت تلك الكلمات خلف ذلك الصوت الذي يصدح من الراديو الذي كانت تعبث بمحطاته إسراء التي كان يصرخ بها عامر أن تتركه على محطه واحده قبل ان يأتي والدها ويقوم بضربها .. ولكن هيهات لم تكن لتسمعه

التفتت إلى والدتها التي كانت تحتسي القهوه اسفل السجره كالعاده وبجانبها عامر .. يراقبان وصول ماجد ومعه التاجر محسون الذي اصر ان يتناول معهم الفطور ولم يمانع الأخر ...

نفضت فستانها البسيط التي تخصصه للعمل وعلى فمها ترتسم إبتسامه ساخره .. كم من المفترض أن تكون سعيده اليوم .. لما لا واليوم سيتم عقد قرانها وقد قرر زوجها المستقبلي أن يقضي اليوم من اوله في منزلهم

عادت ادراجها نحو المطبخ تخرج لها بعض الطعام لتتناوله على عجله فهي ليست متفرغه لتراهات والدها .. لن تنتظر احد ولن تتناول الطعام مع احد

كم فكرت في ان تدس له في الطعام بعضاً من سم الفئران ولكن للأسف كان قد نفذ

شعرت بمن يعانقها من الخلف لتلتفت ببطء لتجد شقيقتها إسراء تهتف بحنق:
هل حقاً ستتزوجين من ذلك الرجل العجوز التاجر قاتل النساء

يالها من سمعه مشرفه .. حتى الأطفال يعلمون ان نهايتها قد اقتربت إلا والدها هو الوحيد الذي لا يبالي ...

احتضنت كفها الصغير وبنبره هادئه:
هذا ما يقوله والدك .. سيصبح ذلك العجوز صهرك
إسراء متأففه:
ولكنه ليس جميل كهلال ... هلال شاب جميل جداً ولطيف بعكس ذلك العجوز

هل اتت لتذكرها هي تعلم بكل هذا .. ابتسمت بخفه وهي تسمعها تتسأل ببرأه:
وهل انتي موافقه ... لقد سمعت بأنه يقتل كل فتاه يتزوجها ... ماذا عنك
لم تدري ماذا تقول وخاصه عندما التفت للخلف حيث انبعث ذلك الصوت الهادي كالعاده:
الا يوجد حل .. هل من الضروري أن تتزوجي

نقلت نظرها بين الإثنين واللذين كانت وجوههم لا تفسر .. هل خافو عليها حقاً ... ماذا تقول .. هل تخيفهم اكثر ام عليها ان تطمئنهم وتطمئن نفسها قبلهم ...
صمتت لبرهه لتهتف بمرح:
ومن اخبركم بأن كل من تتزوج عليها ان تموت .. انظرو هذه والدتي وبقيه نساء البلده تزوجو ولم يمتن ..
ضيقت عينيها وهي تهتف بمكر:
ام انكم تريدونني ان اموت عنوه

اسرعت إسراء بنفي:
لا ولكني اريدك ان تبقين هنا .. ثم اني اخاف ان انام وحدي

ضم عامر يديه إلى صدره ليستدير مغادراً وهو يهتف بسخريه:
لم تعودي طفله عليك ان تعتادين هذا

إستكملت حديثها مع إسراء وهي تشعر بإنزعاج عامر .. إسراء لا تزال صغيره وهي لا تفهم الكثير مما تسمع من حديث الكبار ولكن عامر على الرغم من عمره إلى انه ذكي ويفهم كل شيء .. وكأنه رجل على هيئه طفل ...

تستغرب احياناً حديثه وتفكيره .. هو يتحدث كالكبار ربما هذا ما زرعته فيه اميره ... لقد كانت تربيه وتزرع فيه قيم ومبادئ شتى كانت تربي لها سند ..
بقيت إسراء لا تريد ان يحل بها ما حل بشقيقاتها ... هي لا تقوى على فعل شيء بوجود ماجد ولكن ماتزرعه اليوم في عامر ستجنيه غداً بلا شك ...

شعرت براحه كبيره وهي تسمع صوت والدها الذي كان يقول بأن محسون لم يأتي لأن لديه امر مهم عليه إنجازه قبل ان يأتي ومعه المأذون الشرعي ...

‏‎"أتريدُ أن تُشفَى وعِلَّتُكَ الهوَى؟
من يَهوَى لا يُشفَى ولا يختارُ."

:
:
:
:

"السلام على الضاحكين و في قلوبهم سنيِن بُكاء، أولئك الذين قرروا العيش و لم تُحالفهم الحياة بعد."

‏- جلال الدين الرومي

في مشفى المدينه ...

في احد الاروقه كانت تسير برفقه شقيقتها تحمل حافظه الطعام وبيد شقيقتها الأخرى فاليوم كالعاده سيتناولون الطعام مع ماريا التي لم يتبقى على بقائها هنا إلا ايام قليله وامامهم يسير هو ولا يبدو بأنه في مزاج جيد ابداً .. ماذا فعلت هي لم تفعل شيء إذاً هناك من ازعجه غيرها

نظرت إلى شقيقتها لتومئ لها شقيقتها وقد فهمت ما تقصد لذا اسرعت الخطى لتسبقهم إلى غرفه ماريا .. لتسير بجانبه تتأبط ذراعه المحمل ببعض الأكياس وما كان منه إلا أن يلتفت ويلقي لها إبتسامه صفراء وعاد يتابع طريقه ...

مطت شفتيها بتذمر :
مابك
لم تجد منه اي رد لتكمل تضع الإحتمالات بنما هو يتابع سيره لا يتفوه بكلمه واحده:
هل هناك ما يزعجك .. هل ازعجتك انا .. ام انك قد مملت البقاء وتريد العوده إلى البلده .. تحدث .. قل اي شيء .. رشيد ما بك

استنشق الهواء بعمق ليطرد بعدها كل ما تنفسه في محاوله تصفيه ذهنه:
انا بخير

كان الرد بالنسبه لها مستفزاً وقد شعرت بالقلق حقاً حيال صمته ذاك .. لتقف امامه تمنعه من التقدم وبجديه:
لا ارى ذلك .. كنت البارحه على ما يرام مالذي تغير حتى الصباح

اخرج هاتفه ينظر فيه لثواني حتى عاد بنظره إليها قائلاً بهدوء:
لم يتغير شيء مابك انتي .. لما كل هذه التساؤلات

يشيح بنظره عنها كلما وقعت عيناه في عيناها إذاً هو يخفي عنها شيء .. مالبثت ان نطقت بحده:
اين نمت الليله الماضيه لم تكن هنا في المشفى ولم تقبل ان تبيت في المنزل اين كنت ...

نفخ وجنتيه بضيق واخذ يعيد ترتيب شعره للخلف .. ها قد بدأت الإسئله .. ومن سيخلصه من بين يديها .. ماكان عليه ان يظهر امامها بهذه الحاله ... كان يجب ان يعيد ترتيب افكاره اولاً ثم يقابلها .. كي لا تراه بكل هذا التشتت .. الخطأ خطأه

انفرجت شفتيه بإبتسامه حنونه واخذ يربت على رأسها هاتفاً:
لا عليك عزيزتي انا بخير .. لا يوجد هناك اي خطب .. صدقيني انا لا اخفي عنك شيء

هل يظن انها طفله ليفعل هذا .. يكذب وهو يقف امامها .. هو يعلم بأنها لن تصدقه لذا اكمل دافعاً اياها للأمام قائلاً بتروي وهو يبحث عن حل لكل هذا:
حسناً يجب ان نتحدث قليلاً عندما تنتهين من ...
قاطعته وهي تنتزع الأكياس من يده متجهه بهم الى غرفه شقيقتها لتختفي لثواني ثم تظهر امامه كالمارد ثانيه تجذب ذراعه متجهه به إلى أحد اروقه المشفى التي توصل إلى السطح بينما هو ينقاد خلفها بذهول ...

كيف تفكر هذه الفتاه .... مالذي عليه فعله .. ماذا عليه ان يقول لها واي تبرير ستقتنع به الأن ... لعن في سره حسين والبلده فكل ذلك الإنزعاج الذي لاحظته فيه لم يكن إلا شيء من الحاله الهستيريه التي اصابته ليله البارحه عندما علم بما حدث مع ارزاق وعلى الرغم من ان حسين الف له قصه اخرى ظهر فيها بريئ إلى انه يعلم جيداً بأن الامر لم يكن صدفه

اغلق اذنيه بإنزعاج أثر ذلك الصوت المزعج الذي صدر من الباب الصدئ الذي لم يكن إلا باب السطح ...

نظر إليها بذهول ولكنها اكملت سحبه خلفها ليتجهان إلى أحد الزوايا لتهتف بعدها بإبتسامه وهي تشير إليه تحثه على الكلام ولكنه عقد حاجبيه بإنزعاج وهو يستدير للجهه الأخرى

استنكرت فعلته تلك لتقف امامه ترفع حاجبها بإستنكار ولكنها سرعان ما صرخت بتذمر عندما هبطت كفه على وجهها بخفه وهو يهتف:
عندما اقف امامك عليك أن تستقيمي في وقفتك وتكفين وعن رفع حاجبك هذا الذي سأقصه

اخذت تعدل حجابها وهي تتفوه بكلمات متذمره سمعها جيداً ليفاجئها بقوله:
متى سترتدين الخمار

ضيقت عيناها بشك علها سمعت شيء آخر وخال لها انه يقول خمار ...
اتكأ على الحائط يستند عليه بذراعه بينما هي تقف امامه فاغره فاها:
مابك ... من الطبيعي ان ترتديه في بلدتنا الجميع يرتدي خمار

اغمضت عيناها لثواني وهي تميل برأسها قليلاً تحاول إستيعاب كلماته التي هبطت على رأسها تباعاً .. بينما هو يراقبها بصمت لما يشعر بأنه يطلب منها المستحيل ...

واخيراً تحدثت قائله بعدم تصديق:
خمار وبلدتكم
اومأ موافقاً وقد تجاهل صدمتها تلك ليكمل وهو يبتسم بحماس:
اجل عندما تأتين إلى البلده ستشعرين بأنك شاذه فالجميع يرتدي الخمار سواك انتي والعجائز طبعاً

ضحكت بصدمه تقترب منه اكثر محاوله الوصول إلى رأسه لتصفعه ولم يكن الأمر صعب فقد مال بجذعه لتفعل وعاد فور إنتهائها ليكتم ضحكته من منظر ملامحها المصدومه المثيره للضحك ولهذا يريدها ان ترتدي الخمار ...

هو لا يريد ان يشاركه تفاصيلها احد .. لا يريد ان يراها احد سواه .. ثم ان كل مشاعرها تظهر جلياً على وجهها ... تعابيرها تتحدث وتفضحها دائماً ... هو لا يريدها ان تكون فريسه سهله .. هو يخشى عليها حتى من نفسه .. فكيف بالناظرين

رحم حالها ذاك لينطق أخيراً بحنو كعادته وهو يحتضن كفها ليقربها منه بعض الشيء بعد ان كانت قد ابتعدت تحاول الإستيعاب:
ميار .. انا لا اريد ان افرض عليك امر لك فيه الحريه المطلقه ولكن اسمعي اسبابي اولاً

ظلت تحدق به وكأنها تراه لأول مره بينما هو جلس ارضاً مجلساً اياها امامه ليلوح بيده امامها محاولاً كتم ضحكته التي كانت تفلت منه عند حديثه:
لا اعلم ان كنتي تسمعينني ام انك لا زلتي تحت تأثير الصدمه والتي بانت جلياً إثر جلوسك على الارض من دون ان تخشي على عباءتك

نظرت حولها بتركيز هي تجلس على الارض المليئه بالتراب حسناً .. ليس وقته الأن ... هذا يقول خمار وبلده .. هل حقاً سيذهب بها إلى البلده .. هي لا تريد الذهاب إلى اي مكان لا تريد ترك كل شيء خلفها والتوجه إلى منزل متهالك يقبع في بلده منسيه في ارض الله اعلم اين تقع

لاحظ هدوءها المفاجئ والذي يدل على انها غارقه في التفكير ليهتف وهو لا يزال يعبث بأصابعها متحدثاً بحنان:
ميار .. إذا كنتي تملكين شيء غالي وتخشين عليه من كل شيء مالذي ستفعلينه للحفاظ عليه

نظرت إليه بعدم تركيز ولا زالت تتخيل مستقبلها في غياهب تلك البلده ليجيب هو بدلاً منها:

ستخفينه عن اعين الجميع وستحافظين عليه من كل ماقد يؤذيه او يخدشه .. وهكذا انا ميار ... لا اريد ان يراك احد غيري .. انا رجل شرقي والأكثر من ذلك اني ابن بلده .. مهما تعددت لغاتي وثقافاتي ومهما بلغت من العلم لن تتغير مبادئي
وقناعاتي ..
لك ان تعتبريه تخلف او تملك ولكن حقاً انا لن اتحمل ان يرى الجميع ملامح زوجتي .. انا لا اقبل ان يشاركنه احد ابسط اشيائي فما بالك بالنظر إليك

نظر إلى مقلتيها الفارغه ليهتف:
تفهمينني اليس كذلك

سحبت كفها من بين كفه ولكنه التقطها مجدداً لتقول بجمود:
لن أذهب إلى البلده ... لن اذهب إلى اي مكان .. لن اترك مدينتي
مد كفه إلى وجهها محتضنً وجنتها وبنبره دافئه:
حبيبتي ومن قال بأننا لن نعود .. كل مافي الأمر أني اريد ان ابعدك عن كل هذه الأجواء المشحونه .. فتره بسيطه وسنعود

:وماذا عن اخواتي

اذاً هاهي قد بدأت تلين اسرع بلهفه يجيبها:
بالطبع سنذهب جميعاً .. وللمعلومه اجواء البلده ستساعد ماريا كثيراً وستتماثل للشفاء خلال فتره قصيره

صمتت لا تدري ماذا تقول ولكنها عبرت عن قلقها بكل وضوح:
هناك حقاً اشياء لا استطيع تجاوزها رشيد .. مثلاً .. إذا احتاجت ماريا للذهاب الى المشفى ماذا سنفعل

:سنأخذها إلى المركز الصحي هناك لدينا في البلده وإن احتاج الأمر لطبيب مختص فلدينا زوجه إبن عمي هي طبيبه ناجحه .. ثم لما تقلقين من هذه الناحيه ... ماريا بخير ولن نغادر المشفى إلا بعد ان نتأكد من كل هذا

ميار:
والشركه
رشيد:
مابها .. ذلك الطبيب هنا وهو في كل الاحوال لا يغادر الشركه كما سمعت
ميار بشك:
انت تراقبه
اشاح بنظره عنها وهو يقول بإنزعاج:
لا احب الاطباء الذين يعملون في الشركات بالله عليك بماذا كان يفكر والدك وهو يوظف طبيب ويسلمه الشركه ماذا سيفعل الطبيب على كرسي المهندس هل سيقيس نبض الاعمده ام سيقيس مستى السكر للخرسان

ضحكت بصخب وهي ترى ملامحه التي تغيرت وكأنه كان يشعر بالإشمئزاز حقاً
انحنت للأمام تحاول التقاط انفاسها بينما هو يتلفت حوله خشيه ان يسمعها احد ليهمس لنفسه بسخريه:
من قال بأني سأخذ هذا الكائن الى البلده .. نحاول اخفاء وجهها لتظهر لنا مصيبه اخرى

ضرب رأسها بخفه وهو يقول بغيظ:
صوتك عزيزتي احدث ثقب اخر بجوار الأوزون سنطلق عليه
الميارزون بإذن الله

لم يزدها ذلك إلا الدخول في نوبه ضحك اخرى ... لم يكن امامه اي خيار سوى إسكاتها بالقوه او ربما إغلاق فمها إن انخرطت في الضحك فهي لن تستطيع السيطره على نفسها ... اخذ يهز رأسها برفق وهو يهمس بغيظ:
ميار يكفي سيأتي الجميع هكذا

هزت رأسها بصعوبه محاوله كتم ضحكاتها ولكن ما إن أبعد يده حتى عادت تضحك ثانيه ... نظر إليها بقله حيله ليستند على الجدار خلفه يراقبها بهدوء .. ينتظر إنتهاءها من نوبتها تلك ..
كيف سيصطحبها معه إلى البلده .. هذه لن تفهم شيء ولن تستطيع التكيف ... اه لو تعلم ان صوت النساء في بلدته لا يتجاوز جدران منازلهم .. اي تأقلم ستعيشه هذه .. لن تعتاد شيء ... هنا يخشى عليها من عائله والدها وهناك سيخشى عليها من حديث اهل البلده ... اهل البلده لا يدعون احد في شأنه سيطولها ذلك بلا شك ..

سترفض إرتداء النقاب كما انهم يستنكرون زواجه من خارج البلده وهناك من يشكك بأمر زواجه ولكنه لا يهتم .. كلما يهمه هو انه يخشى عليها من عيون الجميع ... كان يخشى على حسين من نظرات النساء والرجال فالشاب يحمل جمال ليس طبيعي مع انه رجل ولا يخاف عليه .... وماذا إن ذهبت معشوقته إلى البلده بمنظرها هذا .. لن ينزل العيون عنها عليه اقناعها ولكن كيف

ماذا سيحل بهم ؟! ... ماذا ينتظرك هناك عزيزتي البريئه ؟!

لاحظ إحمرار وجهها ليعقد حاجبيه بدهشه .. هل تراها تتحول .. ماكل هذه الحمره
لحظه لقد صمتت يستطيع استئناف حديثه إذاً .. كاد يتحدث لكنه تفاجأ بصراخها عليه وهي تغطي وجهها بكفيها .. رفع حاجبه بإستنكار .. هل تخجل الأن وصوت ضحكاتها منذ ثواني وصل إلى الشارع الرئيسي ... اقترب بوجهه قليلاً قائلاً بمكر:
مابها عزيزتي اصبح لونها كالطماطم ..
فرقت اصابعها لتنظر إليه بغيظ قائله:
لا تنظر إلي هكذا انت تخجلني

رمش بعينيه عده مرات في محاوله فهم ماتقول ولكن سرعان ما استوعب قولها ليبتسم بخبث وقد وجد طريقه فعاله لإسكاتها ... هو في الحقيقه لم يكن ينظر إليها كما تخيلت هو كان شارد الذهن ويغوص في افكاره ولم تتح له الفرصه في تأملها كما توقعت فأين بقي شيء من ملامحها ليرى وهي منغمسه في الضحك ولكن ليست مشكله .. هاهو وجد فيها شيء مذهل .. ميار تخجل ... هذه بادره خير إذاً

ابتسم بهدوء وهو يهتف مبعداً يدها عن وجهها:
إذاً ماذا قررتي

:بشأن ماذا

تنهد بعمق وقد هم بالنهوض ولكنه عاد للجلوس ثانيه عندما وجدها تجذبه من ذراعه تكمل بتعجب:
إلى اين ... مابك .. انا حقاً لم افهم .. عن ماذا كنت تتحدث

قلب عينيه بإنزعاج ليهتف:
بخصوص البلده

صمتت لثواني بينما هو قد ادرك بأنها سترفض لذا هتف يتظاهر بالامبالاه:
لك ذلك ليست مشكله .. على العموم .. يمكنكم البقاء ... سنحضر لكم حراسه وامن ليست مشكله ..

وقف واخذ ينفض التراب من على بنطاله ليجدها تقف هي الأخرى تضم كفيها بتوتر وتنطق بتردد:
حسناً ... انا لا اعلم لكن
ارتفع طرف شفته بإبتسامه صفراء وهو يهتف:
لا عليك .. كان عرض وشرحت لك اسبابي ورفضتي لا حاجه للتبرير .. في النهايه من اكون لأتدخل في خصوصياتكم .. انا لست إلا زوجك ولا يحق لي حمايتك .. هذا طبيعي

مالت برأسها في محاوله فهم ما يتفوه به وقد ادركت انه يسخر منها ... لا هو لايسخر هو يشعر بالحنق ...

هم بالمغادرة لكنها سبقته تقف امامه قائله بدهشه:
لم تدع لي فرصه لأتحدث .. انا كنت اقول بأن الأمر لا يخصني وحدي .. اخواتي سيأتون معي لذا الامر يخصهم ايضاً وعليهم الموافقه ايضاً .. انا لا استطيع ان اقرر نيابه عنهم تفهمني رشيد اليس كذلك

نظر إليها بهدوء وهو يقول:
لن يرفضو .. منار مرحبه بالأمر وماريا لن تعترض ... الامر متوقف عندك انت

في الحقيقه هي لا تعلم ماذا يجب عليها ان تقول لذا احنت رأسها تستسلم للأمر الواقع ...

نظر إليها لبرهه ليقول بشك:
ميار مالخطب ...

هزت كتفها بلا اعلم من دون أن ترفع رأسها حتى ... مال برأسه بعض الشيء في محاوله لرؤيه وجهها ولكن دون جدوى ... ام انها تبكي
هتف مجدداً بإسمها ولكنها لا تجيب بل وترفع يدها لمسح دموعها ...

فغر فاه بصدمه .. هل الامر يزعجها إلى ذلك الحد .. كان بإمكانها الرفض وحسب هو لن يجبرها على فعل شيء فلما البكاء ؟ ... لا الامر اكبر من هذا ... هو مهما فعل لن يستطيع فهم تقلبات هذه الفتاه في اللحظه التي يقول فيها بأنه يفهمها بل ويحفظها تظهر له بتصرفات اخرى غريبه لا تمت لها بصله ...

التقط يدها ليهتف بهدوء وهو يمسد على يدها:
ميار لما البكاء الأن ... لا ترغبين بالذهاب إلى البلده .. حسناً لن يجبرك احد على شيء لا تريدينه ولن تذهبي ... والأن كفي عن البكاء ارجوك ... انظري انا لا احتمل رؤيه فتاه تبكي حقاً ... ميار هيا كفاك بكاء
رفع وجهها ينظر اليها بإبتسامه وهو يمسح دموعها:
جميلتي ... اعدك لن تذهبي إلى اي مكان

اشاحت بنظرها وهتفت:
اعلم ولا مشكله لدي في الذهاب ولكن ...
اعاد إليه وجهها القابع بين كفيه لينظر إليها يحثها على الكلام وقد شعر بأن هناك شيء ما وإلا فما سبب رفضها:
ماذا
انزلت عيونها من وجهه وابتلعت ريقها ومن بين دموعها:
انا خائفه
عقد حاجبيه وبدهشه:
ومما تخاف الجميله وانا بجانبها

لعقت شفتيها التي جفت لترفع رأسها لتقول بتوتر:
نحن لا نعرف احد هناك ولا اعلم كيف سنعيش هناك ... اهلك لا اعلم هل سيتقبلونا او لا ومالذي سيقولونه .. هربو من اهلهم والتجأو إلى خطيب شقيقتهم وكيف يسكنون معه وهو ...

صمتت بينما هو يرفع حاجبه بإستنكار لتبعد كفيه عن وجهها وتبتعد قليلاً تنظر إليه بريبه لتجده يضم يديه إلى صدره لتهتف:
مابك ... انا اتحدث بالمنطق
هز رأسه بتفهم ساخر ليرفع يده امام وجهه واخذ يعد على اصابعه:
اولاً ما حاجتك بمعرفتهم انا معكم وانا اكفي ... ثانياً ستعيشون في منزلي كما تعيشون هنا تماماً .. نحن ايضاً بشر مثلكم ونتناول الطعام ولدينا خزان مياه ولدينا غرف لا نسكن الكهوف ولدينا حديقه واسعه والهواء هناك كثير ويكفي الجميع ...
ثالثاً اهلي هم امي وحسين ومن منهم لن يتقبلك ولما اساساً .. حسين وتعرفينه وإن اتيتم لن يبقى في المنزل بالطبع سيبقى المنزل لكم ... وامي امرأه طيبه ثم انها تسكن مع زوجها في منزله ... وانا حر بنفسي من سيتدخل في حياتي .. ثم ان لا احد يعلم شيء عنكم ولا يعلمون سبب قدومكم إلى البلده وإن حدث فأنا لا اهتم برأي احد ليقولو ما ارادو ... رابعاً والأهم انا لست غريب انا زوجك

:لكننا لم نعلن زواجنا
هتفت بها وهي تمسح بقايا دموعها ..

ابتسم وقد فهم لما كل هذا .. اقترب منها ثانيه وهو يحتضن كفيها بكلتا يديه وبحنان:
ميار ياجميلتي انتي تعلمين بأني اريد ان اقيم لك اجمل حفل زفاف لا اريده ان يكون عادي سنقيمه هنا لا بل في المكان الذي تريدين انتي حددي الوقت الذي يناسبك واقسم اني لن اتأخر .. انا انتظر زفافنا بفارغ الصبر وانتي في كل مره تأجلينه والظروف تقف عثره في طريقنا في كل مره .. اخبريني اذاً ماذا علي ان افعل وكل شيء مرهون بحفل الزفاف .. كل شيء متوقف على هذا الحفل ... حتى انتي

تنهد بعمق ليكمل بضيق:
اتصدقين اصبحت انتظر ان تأتيكم المصائب كي ابقى بجانبك .. وحدها المصائب التي تجمعنا

نظرت إليه بذهول وهي تسحب يديها من خاصته لتهتف:
رشيد ... هل انت جاد ما هذا الذي تقوله ... اذاً انت السبب في كل ما يحدث معنا

كتم ضحكاته بصعوبة وهو يرى ملامحها المصدومه ليهتف بجديه مصطنعه:
لتتزوجيني إذاً .. ماذا سيحدث إن اقمنا حفل الزفاف الان

مطت شفتيها بتذمر ... ماذا يظن هذا هل ستقيم حفل زفافها في هذه الظروف يستحيل ذلك ... لتجده يرتب شعره الهائج وهو يقول بحنق:
لننتهي من كل هذا واقسم بالله اني لن اقبل بأي عذر تقدمينه حتى إن قلتي بأن هناك كارثه ستحدث يوم زفافنا لا مشكله لدي
سيقام الحفل بعد ان تتعافى ماريا ... انا ماذنبي ان انتظر كل هؤلاء البشر ... لا ينقصني الا ان تقولي لي جارتي متعبه وإبن وزير الخارجيه سيسافر و
صمت عندما وجدها تغلق اذنيها تصرخ به ان يصمت ليسحب يدها وهو يهتف بتذمر:
انا قلتها وانتي افعلي ما يحلو لك ... عندها سأضع الأدب والاصول جانباً وسأتي واخذك كما انتي هكذا كما انتي الأن

اومأت وهي تكتم ضحكتها لتجده يهتف بترقب:
هل هذا هو كلما يشغل بالك
عقدت حاجبيها بإستفسار ليكمل هو:
اقصد عن البلده مخاوفك السخيفه تلك

اومأت بهدوء ليضرب رأسها بخفه وهو يقول بغيظ:
بالله عليك ماذا كان سيحدث إن تحدثتي منذ البدايه بهدوء هل كان من الضروري أن تشعريني بأني رجل متسلط يعنف زوجته
وكزته بقوه وهي تقوم بتعديل حجابها:
مخطوبته لتصحح معلوماتك

تأوه بصدمه وهو يضع يده على صدره لا يصدق ان هذه اليد الصغيره قد تتسبب له بذلك الوجع .. ام لأنها باغتته بمكر .. حسناً على كل حال هي تؤلم:
وهل تختلف كثيرا ... كانت مخطوبتي قبل سنوات اما الأن لا

نظرت إليه بطرف عينها ولم تتحدث ... سحب وجنتها بأنامله ليهتف:
انظرو إلى هذه الفتاه ظننتك ستكونين بشعه إذا تساقطت دموعك ..

رفعت مقلتيها تنظر إليه بدهشه هل قال للتو انها بشعه ... نظر إلى السماء رافعاً يداه متحدثاً بصوت عالي:
رباه رفقاً بقلب هذا العبد الضعيف .. ما هذه الفتاه التي تزداد كل يوم جمال وفتنه ..
نظر إليها بطرف عينه يهمس لها:
ماذا تتناولين انتي
ضحكت بخفوت وهي تراه يعيد نظره إلى السماء مبتهلاً وقد كان منظره مثير للضحك بحق:
رباه فرجك .. انا حقاً لم اعد استطيع الإنتظار رباه ضحكاتها تصيبني في مقتل

اعاد نظره إليها ليجدها تكاد تجثو من شده الضحك كعادتها ليتهاوى جسده في ثواني ويسقط ارضاً ...
نظرت إليه بقلق بعد أن ارتطم بالأرض بقوه لتتوسع عيناها بصدمه وهي تراه مغمض العينين ..
جلست القرفصاء تناديه بقلق وقد تسلل الرعب إلى قلبها ... مالذي اسقطه هكذا ربتت على وجنته بخوف:
رشيد .. مابك رشيد .. إن كانت هذه إحدى سخافاتك فرجاءً انهها الأن انت تخيفني .. رشيد كفاك مزاح ..

فتح مقلتيه بألم عندما شعر بنبرتها المتهدجه وقد اوشكت على البكاء ليهتف بمرح مصطنع:
هل تخافين على رشيد حقاً فليذهب رشيد فداء لعينيك

هو بخير .. بعيداً عن نظراته الغريبه هو بخير .. هل يتصرف هكذا ليخيفها حقاً .. ماهذا الجنون ... لن تسكت له هذه المره

نهضت متجهه إلى الباب المؤدي إلى الأسفل لكنها توقفت عند اول درجات السلم لتستدير تنوي إلقاء كلماتها الجارحه في وجهه ولكنها لم تراه يركض خلفها ككل مره تغضب فيها وتتركه وترحل .. نظرت إلى الأرض بدهشه لتجده لا يزال مستلقي كما هو

هو ليس بخير إذا ... لما لا يتحرك .. شعرت بالخوف فجأه وهي تقترب ببطء تهتف بخفوت:
رشيد .. انت بخير اليس كذلك

لم يتحدث لتقترب اكثر وقد تفاقم الخوف بداخلها اكثر ... جثت بجانبه تراه مغمض العينين لتتحسس وجهه بخوف تنادي بإسمه لتجده يفتح عينيه بتعب لكنه لا يزال يبتسم في وجهها ... ما خطبه .. لما يتصرف هكذا .. ماذا يحدث له

ابتلعت ريقها بريبه وهي ترى جسده المتصلب تهتف بجديه ملأها الخوف:
رشيد انت لست بخير .. سأذهب لأحضر من يساعدنا .. انتظرني لن اتأخر
هتف برفض محاولاً منعها:
لا انا بخير .. مجرد دوار وسيزول لوحده
هتفت بإستنكار وقد لاحظت نبرته المرتعشه:
دوار ماذا انت لا تستطيع الحراك .. رشيد انا خائفه ..

رفع يده المرتعشه ليلتقط يدها التي كانت تبحث عن هاتفها المحمول ليهتف بهدوء وبنبره جاهد ان تظهر طبيعيه:
ميار كفاك مبالغه انا بخير .. قلت لك اشعر بالدوار فقط .. إبقي بجانبي وحسب دقائق وأصبح بخير

هي لا تصدقه هو يعلم ماذا يحدث له ولا يريد اخافتها تعلم هذه ليست المره الاولى التي تتعرض لنفس الموقف .. في احدى المرات كان يجلس مع والدها وفجأه اغمي عليه .. وعندما استفاق لم يكن يتحرك على الرغم مع انه حاول الا يتبين ذلك لأحد ولكنها لاحظت تصلب جسده ذاك .. حتى انها تتذكر ان شقيقه اتى وكان قلق عليه
ماذا يحدث له ..؟ هل هو طبيعي ..؟

اومأت بقله حيله لتستقر في جلستها على الارض ترفع رأسه إلى حضنها وكم كان ذلك مؤلم بالنسبه له ...

اغمض عينيه لثانيه محاولاً إستعاده ثباته ... لما الان ولما هنا ... لما لم يحدث هذا عندما كان بمفرده .. لما عليها ان تخاف ...

تمتم بخفوت يجيبها عندما أخذت تناديه وهي تتحسس وجهه لتطمئن إن كان لا يزال بوعيه ...

مرت ربع ساعه وهو لا يزال على وضعه ذلك .. جسده المتصلب يرتعش بطريقه افزعتها لن تنتظر أكثر الوضع ليس طبيعي البته .. لتضع رأسه على الأرض وتسرع إلى الأسفل تنادي الأطباء .....

‏"و معجَبُ الوَردِ يَقطفُهُ و يرمِيهِ
أمَّا المُحِبُّ فَذَاكَ الحَافِظُ السَّاقي"

:
:
:
:
:
:

- ‏جَميعُنَا حَزيْنُون بِدَرجَات مُتَفَاوِتَة الحُزن هُو مَادْتَنَا الأولَى.‏"ً

كان المنزل غايه في الهدوء لايزال الجميع في حجراتهم وإن انتشرو في المنزل ساد صمت المشاعر وكأنهم آلات تتحرك وحسب ... هنا في هذا المنزل لا نجد إلا الصمت او الصراخ لا سعاده تعم الجميع ولا حزن يشملهم كلهم ... دائماً هناك من ينسلخ عنهم بمشاعره

على عكس تلك الغرفه التي كانت مفعمه بالعديد من المشاعر حب وشوق و إخاء .. احضان وقبل ولقاء بعد سنوات عجاف ...

رقيه بسعاده:
حبيبتي متى اتيتي لما لم تخبريني انك هنا
ثريا وهي تسحب نفسها من احضان شقيقتها:
في الحقيقه انا هنا منذ فتره لقد اتيت مع حسين هو من اوصلني
عقدت حاجبيها بدهشه:
إذاً انتي هنا منذ شهر تقريباً
اومأت الأخرى لتكمل:
لما لم تأتي لزيارتي طوال تلك الفتره

اخذت نفس عميق لتنهض متجهه إلى النافذه المطله على حديقة المنزل وهي تقول:
اردت القدوم لكني في اللحظه الأخيره تراجعت
رقيه بهدوء:
لما
ابتسمت الأخرى بحزن عميق وهي تتأمل الحديقه وبجمود:
انتظرت قدومك ولكن ظني خاب يبدوا انك لم تكوني تشاهدين الندوات الأخيره التي كنت اقيمها
فهمت الأخرى مقصدها ولكنها تجاهلت الأمر وهتفت:
اين تقطنين الأن
تحسست جيب عباءتها لتخرج منه مفتاح منزلهم القديم لترفعه عالياً بدون ان تلتفت لتهتف الأخرى:
أنتي ومن
تنهدت بعمق وعادت تجلس بجانبها على طرف السرير:
وصل اسامه من سفره قبل اسبوعين واتى الى هنا ...

اومأت الأخرى بهدوء وهي تقول:
هل رأيتي رشيد
هزت ثريا رأسها بلا وهي تقول:
متى اخر مره رأيته فيها
رقيه بشرود:
قبل شهرين
ثريا:
لما .. ليست عادته
اومأت وهي تتذكر اخر لقاء كان بينهم منذ شهرين:
اراد ان اذهب لأسكن معهم
ابتسمت ثريا في سرها لتهتف بلهفه:
وماذا بعد ..
التفتت اليها وبهدوء:
رفضت فرحل ومنذ ذلك اليوم لم يعد يأتي سألت حسين عنه فقال انه مشغول في عمله ولا يأتي الى البلده ولكني اعلم انه يأتي ولا يرغب بزيارتي ..

شعرت ثريا بالحزن على حال شقيقتها لتهتف بتساؤل:
ولما كل هذا .. مالذي اوصلكم الى هذا الطريق .. بماذا تتمسكين هنا ... لما لا تتركين المكان وترحلي .. صدقيني هذا ليس مكانك .. ابناءك كبرو واصبحو رجال ويريدونك ان تبقين معهم لما ترفضين لما تتشبثين بقيود العبوديه

لم يقابلها إلى الصمت لتكمل بلوم:
رقيه .. اخبريني متى اخر مره خطت قدامك خارج اسوار هذا المنزل .. متى خرجتي ورأيتي ماذا قد حل بالبلده .. البلده تغيرت وكل شيء فيها تغير .. حتى الوجوه تغيرت كل شيء تبدل لما لا تخرجين من هذا السجن الذي تحبسين فيه نفسك بكامل ارادتك .. ماذا جنيتي من مكوثك هنا .. لم تجني شيء ابناءك وها قد خسرتهم منزل زوجك السابق كاد يأخذه ولم يعده حسين إلا بشق الانفس .. حياتك ها انتي تفنينها في خدمه ذلك العجوز القذر وزوجاته ... ماذا بقي لك اخبريني

رقيه بحذر:
الوجوه تغيرت .. لا شيء يتغير .. الناس لا تنسى وسيظل الجميع يشير إليّ وإلى ابنائي سيقولون لهم تلك المرأه الحقيره هي امكم .. سيخبرونهم كيف تزوجت جابر ولما .. انا هنا ليرفع ابنائي رؤوسهم بين الناس .. طوال بقائي هنا لن يتذكر الناس شيء

نظرت إليها بذهول .. هل هذه الافكار هي مايزرعها في رأسها جابر .. هل يخوفها من الخروج .. الى اي مرحله وصلت شقيقتها ... لما عليها ان تفني حياتها تحت أقدام جابر .. هو يريدها هكذا مذلوله خائفه ...
هزت رأسها بالنفي وهي تهتف:
رقيه ماهذه الافكار الغريبه من قال لك بأن هذا ما سيحدث .. لقد مر زمن طويلا على كل ما حدث الناس لا تتذكر إلا اخر ما تسمع ... حتى ان افترضنا ان الناس تحدثو ماذا سيحدث اخبريني .. رقيه انتي انجبتي رجلين يستطيعون الدفاع عنك واخراس الألسنة انتي لم تعودي وحيده كما كنتي الان اصبح لديك من يوقف الجميع عند حده

نظرت اليها رقيه لثواني حتى هتفت بجديه:
لم يعد هناك ما يستدعي الخروج
ثريا بعتاب:
وماذا عن أبناءك .. الا يكفي كل تلك السنين التي ابتعدتي فيها عنهم ... الا يكفي حرمانهم منك كل هذه الاعوام ... في الماضي كانو اطفال لا يستطيعون فعل شيء ولكن الان الوضع اختلف

اردفت برجاء محاوله انقاذ شقيقتها من ذلك المستنقع:
رقيه ارجوك تداركي الامر لا يزال امامك الكثير لا تضيعي ما تبقى من عمرك هنا ... انتي لك الحق ان تغيري حياتك للأفضل الحياه لا زالت امامك لستي مجبره على البقاء في هذه الزنزانه

تنهدت بعمق وهي تطرد كل تلك الأفكار التي تحشوها شقيقتها في رأسها ... هي تعلم بأنها على صواب ولكنها لا تريد الرحيل من هنا ... لا بل تريد ولكنها لا تستطيع .. هي جبانه وتعلم ربما كان رشيد محق عندما اخبرها بأنها تهوى الهوان ولكن ليكن هي لا تريد الذهاب إلى اي مكان .. هنا قضت اكثر من نصف عمرها ولا حاجه لها بالخروج ..

نظرت إلى شقيقتها التي كانت تتحدث وتتحدث وكأنها لم تكن ذات يوم تتكبد مرارة العذاب هنا وكأنها لا تعلم ما معنى ان تسير في الطرقات والجميع يشير إليك .... اتراها نسيت
و

لتجعلها تصمت هتفت موافقه:
حسناً .. سأفكر في الامر .. احتاج وقت
نظرت إليها شقيقتها بخيبه امل فكم مره وصلو إلى هذه النقطه وفي المره الثانيه عادوا إلى نقطة البداية ... تحفزت حواسها عند سماعها تهتف:
هل كانت لديك فكره عما فعله حسين ...وصلتك الاخبار بالتأكيد
ثريا بضيق:
لا لم اكن اعلم .. لم اتوقع ان تصل الامور إلى هذا الحد ..
رقيه:
برأيك انتي لما فعل هذا
ثريا:
الم يقل بأنه سوء تفاهم
ابتسمت بسخريه وهي تلتقط كوب القهوه وتناوله شقيقتها:
ربما لم اعش مع حسين ولا اعرف الكثير عنه ولكني اعلم جيداً متى يكذب ... هذا ابني واعلم بأنه فعل ذلك ليأذي جابر

اشارت بيدها بالرفض وهي تهتف:

انا هنا لأراك .. لم اتي لأحتسي قهوه جابر
اومأت بهدوء وهي تقول:
لما برأيك فعل
قوست شفتيها بلا اعلم ولكنها لاحظت ملامح رقيه الساخره التي كانت تؤكد لها انها تعلم انها تعلم السبب لتهتف:
بلى نحن اصدقاء ولكنه يعلم انني ان كنت اعلم لن ادعه يفعل هذا
رقيه:
ولكنه فعل
ثريا:
لما برأيك
نقلت نظرها من كوب القهوه إلى عيون شقيقتها التي كانت تؤكد لها شكوكها ... ربما لم تكن تعلم ولكن حديثها يوحي بأنها تضع لحسين مبررات ... تفاجأت بها تهتف:
لما برأيك قد اقدم له المبررات انا ايضاً لم اعد اتحدث معه على الرغم من انه اخبرني بأن الامر كان مجرد صدفه ولكنني اعلم بأنه يكذب

اشاحت بنظرها وهي تهتف:
مهما يكن هو لا يملك الحق بمعاقبه جابر بإبنته ... الفتاه المسكينه لا شأن لها بشيء .. الفتاه مهمشه في هذا المنزل .. ما ذنبها .. قاسم كاد يقتلها وبكل وقاحه لا يزال يرافق حسين .. ام انه هو ايضاً كان ينتقم من جابر

تنهدت ثريا بعمق وهي تمسح وجهها بكفيها وبهمس:
من ابقيت في صفك جابر .. لقد احرقت الجميع اي شيطان انت

هزت الأخرى رأسها بقله حيله وبهدوء:
صمت جابر لا يريحني .. اشعر بأن هناك ما ينتوي فعله ... لم يعد كما السابق اصبح لا يفارق المنزل .. لا اعلم ولكني اراه شارد الذهن دائماً ... اتظنين بأنه قد ندم

ضحكت بسخريه على حديث شقيقتها التي تظن بأن رجل كجابر قد يعرف الندم طريق الى قلبه .. هذا جابر المجد .. يكسر ويظن بأنه لا يُكسر تتوقع منه كل شيء إلا ان يندم .. إن اخبروها بأن الشمس ستظهر اليوم من المغرب فستصدق ولكن ندم جابر وهدوءه هذا هو المريب:
عزيزتي كم تحتاجين من الوقت بعد لتتعرفين على جابر .. الم تفهميه طوال هذه السنوات .. هذا جابر يا عزيزتي .. لا تصدقيه حتى إن كان يلفظ انفاسه الأخيره ... انا على يقين بأنه يضمر في نفسه شيء .. ليس جابر من يصمت .. حتى انه قد يؤذي ابنته

:ثريا لما اخبرته
كادت تنهض لكن كلمات شقيقتها المعاتبه منعتها:
اتقصدين حسين ... ماذا تظنين انتي .. رقيه ذاكره ابنك الذي شهد كل شيء منعته من النسيان ... كان طفل ولكنه يتذكر كل شيء ... رقيه .. احتفظي بما تبقى من ابناءك

وضعت أناملها على جفن عينها تضغط عليه بقوه حيث ذلك العرق الذي لم يكف عن النبض وكأنه يريد الانفجار لتهتف:
احاول فعل ذلك
التقطت حقيبه يدها من على الاريكه امامها وهي تهتف بثقه:
في هذا المنزل صدقيني لن يزدادو إلا بعد عنك .. ابتعدي وانفذي بما تبقى منك .. هناك من يريدك ويحتاجك

نهضت تزامناً مع شقيقتها تسمتع إلى حديثها بهدوء ثم تنحني عليها تقبلها هاتفه بحنان:
سأشتاق إليك
بادلتها الحضن لتهتف:
سأضل هنا لأسبوع اضافي ... سأكون في انتظارك .. الباب مفتوح دائماً المنزل لايزال ملكك
رقيه بهدوء:
اوصلي سلامي لرشيد إن رأيته
ثريا بأسى من حال شقيقتها تلك:
هو أيضاً بإنتظارك بلا شك

ابتعدت عن شقيقتها لتتجه إلى الأسفل والأخرى تودعها حتى وصلا إلى الباب المؤدي إلى الخارج وهناك التقوا بمريم التي كانت تحتسي القهوه بتلذذ وهي تراقب خطواتهم المتجهه إلى الخارج لتهتف بتهكم:

ثريا الصغيره .. لا انا لا اصدق عيناي ثريا هنا .. لما لم يخبرني احد ... تعالي لأحتضنك عزيزتي فكم اشتقت إليك

استدارت ببطء وهي تبتسم لها وبلهفه مصطنعه وهي تقترب منها:
لا اصدق عيناي مريم الشمطاء هنا ... لك الله يا جابر تحتفظ بكافه الأثار من كافه العصور وها نحن نلمس اهم قطعه اثريه جاءت من العصر الحجري

ابتسمت مريم إبتسامه صفراء وهي تطبطب على ظهرها بشيء من القوه لتجد الأخرى تتحسس اقراطها لتهتف بمكر:
اعجبك .. ام ان زوجك العجوز قد باع مجوهراتك لتسديد الديون التي سيغرق بها في نهايه عمره بسبب الزهايمر بلا شك
ضحكت بشده وهي تضرب يديها ببعضها:
اوووه يالك من قديمه ... عن اي عجوز تتحدثين ليست مشكله انتي لا تواكبين الاحداث الجديده ولا الموضه .. بالله عليك الم تغيري هذه الاقراط .. منذ أن وطأت قدمي هذا المنزل وانا اراك ترتدينهم ..
لا عليك لا تحزني ٣ زوجات من سيكفي ومن سيرضي أبي الروحي

بعد ان كانت تبتسم بتشفي تجاهلت ما تفوهت به تلك الخرقاء وعقدت حاجبيها بتساؤل لترضي الأخرى فضولها وتتجه بها إلى إحدى النوافذ ... تشير إلى إحدى السيارات والتي كان يتكئ عليها شاب يتحدث في الهاتف لتهتف بدهشه وهي تدقق النظر فيه:
أسامه
اومأت الأخرى وهي تتنهد وبحالميه:
زوجي العزيز ..
التفتت توجه نظراتهم إليها كالرصاصه وبصدمة:
كيف
مالت برأسها قليلاً ولكن سرعان ما هتفت بدلال وهي ترمش بعينيها لتغيظ تلك الشمطاء:
على سنه الله ورسوله .. عن حب وغرام ووله وهيام .. اتعلمين .. ابن شقيقتك رجل شهم واصيل رفض ان نمكث في البلده دون ان نمر و نسلم عليك انتظري لحظه سأذهب لأناديه

كادت تغادر لكنها توقفت عندما جذبت مريم ذراعها هاتفه بحده:
ثريا ... كيف حدث .. ماذا عن زوجك
نفخت وجنتيها بضيق لكن سرعان ما نفثت الهواء وهي تهتف مكرره:
اخبرتك على سنه الله ورسول وعن حب وغرام وو
قاطعتها بحده قائله:
كان سؤالي واضح .. كيف اوقعتي بأسامه

ابتسمت ثريا بخبث ومالت عليها بعض الشيء تهمس في اذنها ببعض الكلمات التي جعلت مريم تستشيط غضباً .. لتعتدل في وقفتها وهي تربت على منديل مريم الذي يتوسط شعرها:
امي الثانيه الحنون ... اوصلي لأبي الروحي سلامي وقولي له لا زال الوعد قائم ...

ابتعدت عنها تسير بثقه وغرور تاركه خلفها بركان ثائر ... ارسلت لشقيقتها ابتسامه نصر وهي تحرك حاجبيها بسعاده ...

خرجت ترفع رأسها بشموخ على عكس اخر مره خرجت فيه من هذا المنزل ... جرت كالذبيحه وهاهي تخرج مرفوعه الرأس تقاوم رغبتها الملحه في البكاء محاوله تطرد كل تلك المشاهد التي يعرضها لها عقلها الباطن بالتفاصيل ....

اتجهت إلى ذلك الواقف والذي ما إن رأها حتى إبتسم ينهي مكالمته ليقترب منها يمد ذاعها ناظراً إليها بدفء يطالبها بالإقتراب
نظرت بطرف عينها الى النافذه لتجد مريم لا تزال واقفه هناك لتبتسم بشماته لتلبي دعوته بطاعه ليقبل رأسها الذي استقر على قلبه وهو يضمها إليه اكثر بذراعه الممدوده هامساً ببدفء:
رقيه بخير
اومأت دون ان تتحدث ليمد يده يفتح باب السيارة لتصعد بهدوء وهي تلقي نظره اخيره على المنزل لتتفاجأ به بجانبها لتهتف بدهشه:
ألن تذهب لرؤيه خالتك
قام بتشغيل السياره ليمد يده يلتقط كف يدها يأسره بين كفه الكبيره:
ضعي حزام الأمان .. سنبدأ الان بالطيران
اسرعت بوضع الحزام .. ماهذا الجنون ألن يدع لها فرصه لتأمل المنزل بحزن ... ألن يتركها تحزن لوحدها ولو لدقائق معدوده إذا قال طيران فهذا يعني انه يعني الطيران الفعلي:
إلى اين سنذهب
صوب نظره نحو الطريق ليتأكد من خلوه من اي عابرين لترتفع طرف شفته بإبتسامه جانبيه لتغمض عينيها بقوه تتمسك بيده بخوف ما إن تحركت السياره حتى اندفعت للأمام بقوه ثم إرتدت للخلف بسبب ذراعه أسامه الذي هتف وهو يزيد من سرعته:
ألم تعتادي الأمر يالك من جبانه ... سنذهب في جوله سريعه إلى أحد الاماكن ال....
صمت لثواني وهو يهتف بحنق:
لم تعد مفاجأه اليس كذلك
لم تكن تسمعه في تلك اللحظه فقد اعتزلت هذا العالم منذ ان قام بتشغيل السياره ... بل الطائره
في الحقيقه ليس ذنبها انها احبت رجل يهوى الجنون

قبل اعوام .. فعل بها جابر ما فعل عندما كانت تعيش مع حسين ووالدته ورشيد في منزل ذلك المتجبر .. قرر ذات يوم ان يقوم بتزويجها من رجل عجوز يكبره هو شخصياً بأعوام لتباع له بأبخس الاثمان .. ولكن الرحمن لطف بها وكان لها ذلك العجوز خير أب وخير معين .. كان والدها بما تعنيه الكلمه .. ادخلها اشهر المدارس والجامعات ووفر لها كل ما قد تحتاجه ... لم يكن عجوز بل كان ملاك رحمه ..

اشفق عليها الجميع عندما تزوجت منه ولكنهم لم يكونو يعلمون بأنها كانت تعيش اسعد ايامها ... وقبل ثلاثه اعوام توفى وكان قد ترك لها ما يكفيها إلى اخر عمرها ... وتركها لأحب احفاده ... أسامه ...

والدته إبنه عائله المجد تلك المتمرده التي خالفت القوانين وتزوجت من احدى العائلات الاخرى ولم تخضع وتستسلم وتترك من احبت بل قاومت ووصلا إلى هدفهما تزوجا وانقطعت اخبارها عندما غادرت البلده مع عائله زوجها وانقطعت العلاقات بينهم ... كانت اول من يخالف قوانين العائله ... وانجبت ذلك المتمرد أسامه

ثريا ... اذاقها جابر الامرين ولكن الله عوضها بملاك رحمه وضعها بين ايدي امينه لم يتركها وحيده بل تركها لعاشق مجنون

ولا ندري عن الأقدارِ شيئًا
وفي الأقدارِ منفعةٌ و ضُرُّ
فقد يأتي من المكروه خيرٌ
كما يأتي من المحبوبِ شَرُّ

:
:
:
:
:
:
:

لم يفكر أحد يوما بأن يربت على حنجرةٍ مختنقة.
- خالد النشمي

في منزل والد حسين

كان الإثنان يتوسطان البهو يتناولان ما استطاعا صنعه من الطعام والشراب الذي يخلو من اي مظهر من مظاهر الطعام الذي كانو يريدون طهوه ... المشكله ليست هنا .. المشكله انهما يتلذذان في تناوله او ربما كان هذا ما يسمونه بالجوع فمنذ رحيل سناء لم يتذوق احدهما طعام بمعنى الكلمه

حتى صاحب المطعم الوحيد الذي كانو يتناولون وجباتهم الخمس من مطعمه لم يكن موجود فقد اصيب بنوبه قلبيه واغلق المطعم اما عن البقيه فقاسم لا يحبذ تناول الطعام من مطاعمهم يدعي انه في احدى المرات وجد شعره في الطعام ليمتنع معه حسين ويبقون فريسه الجوع ..

وبإعتبارهم ابناء الشيوخ لا يجوز ان يطلبون المساعده من احد هذا غير انهم طهاة محترفين .. رشيد من كان يقوم بشراء الطعام دائماً هم فقط يتناولونه ختى دون ان يسألونه عن شيء

وبينما هما منهمكان في الأكل التفت قاسم الى الباب تزامناً مع صوت الطرقات التي كانت تؤكد لهما ان الزائر لا ينوي خير

نظر إلى حسين الذي هز بكتفيه بلا اعلم ولكن سرعان ما نهض يفتح الباب ليتفاجأ بمحمد الذي لم يكن في حاله جيده البته ...

نظر إليه يتفحصه من رأسه حتى اخمض قدميه وهو يهتف:
اهلاً

رفع محمد حاجبه بإستنكار عندما طال وقوف حسين على الباب فهل سيظل واقف هكذا ... ابتسم الأخر بإحراج وهو يفسح له المجال للدخول ليغلق الباب وهو يراقبه بريبه ..
ما به ؟ مالذي حدث ؟ هذه هي المره الاولى التي يراه بهذه الحاله المزريه .. هل اتى ليتشاجر مع القاسم ام ماذا ؟ .. صحيح كان يأتي كثيراً الى هنا ولكن في هذا التوقيت يجعله يشعر بأنه هناك شيء سيحدث ...

وقف لبرهه ينظر إلى قاسم الذي كان يجلس ببرود يتناول طعامه وكأنه لم يفعل شيء .. بل ويرمقه بإستفزاز .. يال هذا الرجل اللعين ... هل يريد العراك معه ام ماذا .. هو ليس متفرغ له حالياً
تجاهله واعاد نظره إلى حسين الذي هتف:
تفضل ... افطار بسيط لا تتناوله البشر ولكنه يفي بالغرض

تجاهله وهو يسأل بضيق:
الم يعد رشيد بعد
هز رأسه بالنفي ليكمل محمد قائلاً وهو يصعد إلى الأعلى:
لا اريد ان اسمع صوت واحد

نظر إليه الإثنان بذهول فما الذي جاء بهذا البارد .. يأتي ويفرض شروطه عليهم هكذا ثم ما حالته تلك ...

لاحظ حسين خطواته الغير متزنه وقد لاحظ غياب عكازه لذا اسرع ليساعده على الصعود ولكنه ابعد يده عنه يكمل سيره نحو غرفه رشيد انظف غرفه في هذا المنزل القذر ... او ربما كانت هكذا قبل شهر من الأن

لم يأتي حباً فيهم هو اتى لإصلاح اللابتوب خاصته ولأنه لا يملك مكان اخر ليذهب إليه ولا يريد ازعاج احمد هذه الزريبه تفي بالغرض إلى ان يتصرف ....

فتح الغرفه التي كان كل شيء فيها يشير إلى ان أولئك الجرذان قد دنسوها .. قاسم وحسين ... اه لو يعلم رشيد بما حدث هنا ..
اخرج هاتفه ليقوم بتسجيل فيديو يوثق فيه كل ما يراه ليريه لرشيد لاحقاً والذي لن يسكت بالتأكيد وسيأخذ بثأره وربما قد يطرد قاسم ليبقى هو هنا براحته .. ربما قد لا يحدث فذلك الرشيد الجبان لن يجرؤ على فعل هذا ...

شعر بألم شديد في قدمه لذا تقدم من السرير يلقي بثقله عليه تاركاً حطام جهازه بجانبه وهو يلقي بالوسائد جانباً فبالتأكيد ذلك الملعون نام هنا بما ان ملابسه مرميه في كل ركن هنا ... لديه منزل وزوجه ولا يزال يتشبث بهذا المنزل ..

ابتسم بسخريه وهو يلقي بالقميص جانباً ... زوجه وبيت ومن هذه المجنونه التي ستستطيع العيش مع هذا الشيطان ... من المفترض ان يمنحونها جائزه ومكافأه لتحملها قاسم هذه السنوات

اراح رأسه على ذراعه الذي يثنيها اسفل رأسه .. نظر إلى السقف واخذ يبتسم بسخريه وهو يستعيد ما حدث معه منذ ان فتح عيناه .....

:
:
:

قبل وقت قليل

كان يمر بهذا الممر كالعاده ليتجه إلى الأسفل لكنه لاحظ احد ابواب الغرف موارباً ليتجه إليه ينظر إلى اين سيصل جنون ذلك الرجل .. يجلس هنا وكأنه اثاث لا فائده ترجى منه ...
هو لا يذهب إلى العمل بسبب ماحدث والفضيحه التي انتشرت في كل مكان .. وكل الاعمال تراكمت على احمد الذين لن يستطيع فعل كل شيء بمفرده هذا غير حسين الذي لا يعلم إن كان يذهب بنيه الإفساد او ماذا ولكنه يذهب اغلب الاحيان ...
وهذا الرجل المدلل ينام نهاراً ويستيقظ ليلاً ... بعيداً عن كل شيء ورغم ما فعله وعصيانه لكلمته إلا انه لن يتركه هكذا لن يسمح له ان يفعل هذا بهم .. ليعطي كما يأخذ إلى متى سيظل هكذا

دخل الحجره ليجد محمد عاري الجذع ينام في عرض السرير وامامه اللابتوب الذي كان مفتوح على احد المواقع ليقترب ينظر إلى الشاشه بفضول ولكن سرعان ما توسعت عيناه وهو يرى تلك الرساله التي تتوسط الشاشه وقد كانت احدى رسائل محمد اليوميه التي يبعثها على امل الرد ...

هل فقد ابنه صوابه ام ماذا .. هل ما زال يحادث تلك الفتاه ... صرخ به بغضب عارم لينتفض الأخر ينظر حوله بفزع ليجد والده امامه يصرخ ويشير إلى اللابتوب ليميل برأسه محاولاً فهم شيء مما يقول ولكن النوم كان لا يزال يسيطر عليه ...

ماذا فعل له جهازه اللوحي ليغضب هكذا .. ولما هو الان في غرفته .. تحركت عيناه ببطء نحو يد والده التي التقطت جهازه وهو لا يزال يصرخ والاخر لا يستوعب شيء

نظر إلى الارض لبرهه ثم عاود نظره إلى والده الذي كان قد رمى بالجهاز على الأرض بقوه ليتحطم وتتبعثر اجزاءه في ارجاء الغرفه

صرخ به بعنف وهو يلقي باللابتوب أرضاً:
متى ستعود الى رشدك متى اخبرتك انك لن تراها ثانيه لما لا تفهم .. هذا بدلاً من ان تبحث عن عمل تجلس هنا كالنساء لا تفعل شيء من سيتحمل مصاريفك ؟ اخبرني من ؟ هل تظنني انقص همك انت ايضاً

نظر اليه ببرود ثم اتجه الى اللابتوب الملقي ارضاً وقد اصبح اشلاء .. احتدت ملامحه وهو يجمع قطعه المتناثره في الارض ليرفع رأسه وهو ينظر لذلك الذي يقف امامه:

ليست مشكله كان قديم اساساً واردت استبداله لكن ها انت تسبقني وستشتري لي الافضل ... انت هكذا دائماً .. تمنح الذين امامك كل شيء من دون ان يطلبو حتى ...

نظر الى مقلتي والده المشتعله ليهتف بإمتنان زائف:
كم انت رجل عظيم حقاً .. انت اساساً فخر تلك العائله اللعينه

انهى حديثه ليبتسم بإتساع اثر تلك الصفعه التي تلقاها لينظر الى يده المرتجفه ليكم بحنق:
لا هذا كثير .. ست نساء في المنزل ولم يهتمو بصحتك جيداً اقسم انه عيب بحقهن كيف يفعلن اتعلم يلزمك حليب حمير لا اقصد حليب نياق لتقويه عظامك .. سأجعل ماجد يحضره لك من البلده المجاوره عندما أراه لا تقلق انت

نظر الى يديه وهو يهتف بإمتنان زائف:
سأسقيق هو بيدي هاتين فكم قد اسقيتني بها اولا نرد لك قليلاً مما تفعل

لم يزيح والده نظراته الغاضبه عنه ليكمل محمد وهو يدلك فكه:
سيكون هذا عار علينا .. وعيب بحقنا

جابر بصوت كالرعد:
اخرج من بيتي انت وتلك النجسه لا تستحقون ان تحملون اسمي .. تباً لكما انتما الإثنان ولتخبرها بأني لم انساها لتنتظر قليلاً بعد واقسم ان اجعلكم تدفعون ثمن ما اعيشه الان ...

مط شفتيه بتذمر وهو يهتف بحزن مصطنع:
لا ارجوك .. لما تفعل هذا نحن ابناءك لما كل هذه القسوه كيف تطردنا من هذا النعيم ارأف بحالنا ... أبي

صمت لثواني وانحنى يلتقط قميصه وهو يهتف ببرود:
وتلك التي لن اراها انا اعدك انها لن تفارق خيالك ذات يوم ... ستراها في كل مكان صدقني ... وعندها فقط ستندم ولكن لن ينفعك الندم حينها ...

اغمض عينيه بعنف محاولاً إستعاده تركيزه وثباته بعد تلك اللكمه التي كادت تهشم فكه وافقدته توازنه لينظر إليه وهو يومئ له بهدوء ويلتقط هاتفه واشلاء جهازه ويرحل

كانت تسمع صراخ زوجها المعتاد على ابنها ولكنها لم تكن تعلم بأنه قد يكون الامر هذه المره مختلف لتتفاجأ بإبنها الذي كان يهبط الدرج المؤدي إلى الخارج بخطوات بطيئه فعندما خرج من غرفته لم يأخذ عكازه التي لم تكن قريبه منه ولم يكلف نفسه عناء البحث عنها
اسرعت تركض نحوه عندما لاحظت تلك الدماء التي تسيل من فمه لكن صراخ جابر منعها من ذلك

نظرت إلى جابر بدهشه لتجده يهتف بوعيد:
اقسم ان ذهبتي خلفه ستعودين من حيث اتيتي

اتجهت إليه بذهول تستفسر سبب ضربه لمحمد ... بينما رقيه تحتسي قهوتها في البهو تنظر إليهم ببرود وهي تهتف بسخريه:
نسخه جديده من بهيه ورقيه .. يال الهول

- ‏ثمة أمر لا تستطيع أن تجتازه بسهولة
ثمة شعور لا يجدي معه التغاضي
ثمة عتاب طويل في صدرك كتمانه صعب وإفصاحه إهانة
ثمة أشياء لا تبدو بتلك البساطة.

_منقول

:
:
:
:
:
:

مُتِّعا بِاللِقاءِ عِندَ الفِراقِ
‏ مُستَجيرينَ بِالبُكا وَالعِناقِ
‏كَم أَسَرّا هَواهُما حَذرَ البَينِ
وَكَم كاتَما غَليلَ اِشتِياقِ

‏‌- البحتري⁩

في منزل عائله سعد المجد

لابد من ان يتركه يجهز نفسه ويستعيد ويرتب افكاره ليذهب ويقنع ماجد مع انه هو العريس ولكن ليست مشكله ليتدلل امجد اليوم لأنه يحتاجه ..
هذا ما كان يهمسه سراج لنفسه ليصبرها كي لا يذهب ويرجو من امجد ان يذهبا بسرعه قبل ان يحدث شيء او يسبقهما التاجر مقبوح

اقتحم تلك الغرفه كعادته من دون حتى ان يكلف نفسه عناء طرق الباب والإستئذان وهو يزفر بضيق من مماطله امجد .. ولكن سرعان ما عقد حاجبيه بقلق ينظر إلى شقيقته التي كانت تمسح دموعها بطرف اكمامها
أسرع إليها يتحسس جبينها وقد شعر بتأنيب الضمير .. كان عليه أن يمر عليها اولاً ليرى حالتها .. بحق الله اي اخ هو

شعر بسخونه وجنتيها ليهتف بحنان:
لا داعي للبكاء حبيبتي ستصبحين افضل .. سنذهب إلى المشفى وما إن تضعين المحلول ستشعرين بتحسن صدقيني

ربت على وجنتها قائلاً:
لا تبكي عزيزتي سترتفع هكذا درجة حرارتك ... هل تستطيعين التنفس بشكل جيد

رفعت مقلتيها إليه بعد أن التقطت منديل كان موضوع بجانبها واخذت تمسح به انفها قبل ان تلقي بنفسها في أحضانه وهي تهتف بنحيب:
لم يوافق عليه .. قام بتزويجها من رجل لا تريده .. ماذنبها بالله عليك .. لما هو قاسي إلى هذه الدرجه

ابتلع ريقه بصعوبه وهو يسمع حديثها الذي اصابه في مقتل ... متى ؟ وكيف ؟ ولما ؟ هل فعل كل ذلك بتلك السرعه ؟ لما لم يعلم احد ؟ وماذا عنه ؟ هل تأخر ؟

ابعدها عنه ببطء يستشف صدق حديثها من مقلتيها حيث وجدها تفيض بالدموع ثانيه .. هل هي هلوسات الحمى ام انها تقول الحقيقه ... لما لم تخبره والدته بهذا إذاً:
متى حدث هذا .. ولما انا اخر من يعلم .. هل كنتِ تعلمين من قبل

هزت رأسها بالنفي وقد استغربت انفعاله:
للتو علمت
ضيق عيناه بشك وبنبره راجيه:
انتي تمزحين اليس كذلك .. كيف يحدث هذا من الاساس .. الم يستطع الإنتظار بعض الوقت .. لما الان انا كنت سأذهب

نظرت إليه بتعجب وهي تمسح دموعها وبنبره متهدجه:
عمن تتحدث أنت .. من تقصد

نظر إليها لثواني يحاول استيعاب ما تقول ولكن ما إن لاحظ نظراتها البلهاء حتى ادرك بأنها كانت تقصد شيء أخر .. وهو الذي يربط كل الامور بذات العيون البنيه ...
قبض على أذنها وهو يجز على أسنانه بحده:
عمن كنتٍ تتحدثين

شعرت وكأنه يحاول إنتزاع أذنها من رأسها لتصرخ بألم تحاول إبعاد يده عن أذنها ولكن دون فائده ... لتجده يلتقط هاتفها الذي لم يلاحظ وجوده في حضنها عند دخوله ليلتقطه يقرأ اول ما وقعت عليه عينه ...

لم يرى اي رساله تشير إلى أنها للتو حصلت على اخبار سيئه ولكنه وجد أمامه صفحه لأحد المنتديات وتلقائياً وجد عيناه تتأرجح بسرعه في النص ...

:
ولما بلغ قيساً خبر زواج ليلى من ورد بن محمد جن جنونه وقد تأثر قيس بهذا الزواج وتحطم قلبه
فنصح اهل الحي أباه أن يذهب به إلى مكه حاجاً .. ليطوف حول الكعبه ويدعو الله له بالشفاء
وأثناء الطواف طلب من أبوه أن يتمسك بستار الكعبة ويسأل الله البرء والشفاء من حب ليلى .. فما كان منه إلا أن تعلق بأستار الكعبة ورفع صوته بالدعاء:
اللهم زدني لليلى حباً ،، وبها كلفاً ولا تُنسني ذكرها أبداً ..
فيئس منه أبوه وعاد به ..

نظر إليها لثواني وقد شعر بالدماء تغلي في عروقه ولكنه دفعها لتفسح له مكاناً جانبها وهو لا يزال يقبض على أذنها ....

اصاب ليلى ما أصاب قيس من العذاب والألم فمنذ زواجها كانت لا تستطعم الطعام ولا يهنأ لها بال ولا يغفو لها جفن بل تواصل النحيب ليلاً ونهاراً

لم يرق لزوجها كل ذلك وقد أزعجته تصرفاتها فطلقها وعادت إلى اهلها .. الذين لم يبخلو عليها بالضرب ليلا ونهارا حتى وهنت قوتها واصابها ما اصابها من البكاء المتواصل ومكثت ثلاثين يوماً لا تأكل ولا تشرب حتى محى المرض والبكاء جسمها وتهاوى جسدها الذي وهن واصبح لا يستر العظم إلا جلد رقيق وظلت هكذا حتى اسلمت الروح إلى باريها

ماتت ليلى ليصيب قيس ما اصابه فقد قالو بأنه امتنع عن الاكل والإبتسام وكانت تمر عليه الساعات مغمى عليه وإن استفاق علا بكاءه وصراخه وصاح:
وداعاً ياليلى هل من رجوع لأرى وجهك الجميل ... وداعاً يا أنس حياتي ... وداعاً يامن افنيت عمري شوقاً لرؤيتك .. هل من رجوع لأرى وجهك الجميل ...
ويعود ليغمى عليه ثانيه

ويا ناعيي ليلى لقد هجتما لنا
تباريح نوح في الديار كلاكما
فلا عشتما إلا حليفي مصيبة
ولا متما حتى يطول بلاكما

قيل بأنه ابتهل إلى الله قائلاً :
إني عبدك المعترف هدني الحب أسألك أن تجمع بيننا وإن كانت يد الاقدار قد انتشلت روحها وكتب ان لا اراها بعد اليوم فخذ روحي إليك كما أخذت روحها لأستريح مما أنا فيه ...
اللهم لا تتركني فوق ارض ليلى تحتها

ووصل إلى حي ليلى فكلما اقبل ازداد نحيب الناس وبكائهم عليه وهم يرونه ينوح ويبكي

سأل قيس عن قبر محبوبته فدلوه عليه فلما رآه انقلب عليه جاثياً واحتضنه صارخاً:
أيها القبر لقد ضممت رفات من احبها وفيك دفنو كل امل لي في الحياه .. إن روحي ترفرف حول رفاتك ياليلى إن روحي تحسد ارضاً تضمك

ويسأل:ليلى اين فمك الضحوك؟ اين رقه ابتسامتك ؟ واين دلالك؟ ابكي ابكي ايتها العينين على رحيل ليلى

وكهذا كان يقضي وقته ليلاً ونهاراً بجانب قبر محبوبته يرثيها بالأشعار حتى جف جلده وضعفت قوته

يقال بأنه ظهرت له ظبيه فلحق بها واختفى ... بحثو عنه طويلاً .. وذات يوم بينما هم يبحثون وجدوه ميت في وادي مليئ بالصخور وقيل _ مليئ بالحصى _ ووجدو بيتين من الشعر عند رأسه خطهما

توسد احجار المهامة والقفر
ومات جريح القلب مندمل الصدر
فياليت هذا الحب يعشق مره
فيعلم مايلقى المحب من الهجر

ذهب لدفنه كل من سمع بخبر وفاته وقاموا بتكفينه ودفنه .. ولم تبقى فتاه من بني جعدة ولا بني الحريش الا خرجت حاسرة صارخة عليه بالندب والنواح واجتمع فتيان الحي يبكون عليه احر البكاء
وحضر حي ليلى معزين وكان ابوها أشد القوم جزعاً وجعل يقول:
ماعلمت ان الامر يبلغ كل ذلك ولكني كنت امرئ جلفا اخاف من العار وقبح الله الاحدوثة مايخاف مثلي فزوجتها ولو علمت ان الامر يجري على هذا لما اخرجتها عن يدك ياقيس .. ياويلتي قتلت روحين ابنتي وابن اخي

دفن قيس بجانب قبر ليلى ونام نومته الأخيره بجانب حبيبته ليلى .. ولم يرى يوماً كان اكثر باكيا وباكيه على ميت سوى قيس

توفي سنه ٦٨ هجريه الموافق ٦٨٨ ميلادي بينه وبين معشوقته ليلى إلا خمس وعشرون ليله

فيا حبذا الأحياء مادمت فيهم
ويا حبذا الاموات إن ضمك القبر

وإني لتعروني لذكراك نفضه
كما انتفض العُصفُرُ بلله القطر

نظر إليها بطرف عينه ليجدها تهتف بقهر:
قبح الله وجهه اتى ليندم بعد أن فات الاوان

اخذ نفس عميق ليلقي بالهاتف في حضنها وهو ينهض تاركاً أذنها:
وبما انك عدتي لسخافاتك إذاً أنتي بخير

مطت شفتيها بتذمر وهي تلتقط هاتفها من جديد:
لا اعلم اي شاب متحجر انت لم تسقط منك حتى دمعه .. ام انك من نفس سلاله ذلك الملعون والد ليلى

استدار قبل ان يغلق الباب ينظر إليها بوعيد لتلقي بإحدى الوسائد ارضاً هاتفه بقهر:
لا تنظر إلي هكذا انا اشعر بالقهر فلا تزد عليّ انت

فلتت من شفتيه ضحكه مصدومه وهو يغلق الباب ويتجه إلى الأسفل يضرب كفيه بقله حيله:
لقد فقدت ما تبقى من عقلها ... سامح الله من كان السبب

......يتبع

إذا في تفاعل بقيه البارت بينزل قريب

دمتم بود 🦋

Continue Reading

You'll Also Like

1.5M 129K 62
RATHOD In a broken family, every person suffers from his insecurities and guilt. Successful in every field but a big failure when it comes to emotio...
3.1K 367 29
مجموعه ای از شعرها و نوشته‌های موردعلاقه ام را در اینجا به اشتراک می‌گذارم. Taeh in
450K 16.5K 192
Won Yoo-ha, a trainee unfairly deprived of the opportunity to appear on a survival program scheduled to hit the jackpot, became a failure of an idol...
Ice Cold By m

General Fiction

2.3M 83.7K 49
[boyxboy] Wren Ridley is always two steps ahead of everyone, or so he thinks. His life seems out of his control when he starts having feelings for so...