جاهل في الحب🐋

By pale_godforsaken

678K 37.4K 26K

لا أحتاج للحب .... فهو دليل على الضعف ... لا أحتاج اليه .... استطيع ان ابقى سعيدا بدونه مالفائده من تكريس ن... More

مخلوقات ضعيفة
تلك المجنونة
نحس
السارقة
الظلام
شريك
الصغير ذاك
في كل مكان
قلعة من رمل
الطريق
ضيف غير مدعو
البحث عن شريك
شخص غريب
أختفت الإبتسامة
فتره مؤقته
الحوت
التنفس عميقا
أعادة مفاهيم
رسائل فائته
دروس من الثقة
اعتراف وأنكار
شروق أم غروب ؟
الشتاء
ورد الفانيليا
بحر وميناء
مخبئي السري

ألاختباء

25.6K 1.1K 974
By pale_godforsaken


الجزء الثامن عشر

الاختباء

ضعف قدرة الناس على تحمل نتائج اخطائهم المتكررة تمهد طريقا سلسا للمبررات الغبيه والمثيرة للشفقة.

لقد اصبح من السهل القاء اللوم على أي شيء فقط للتخلص من تحمل عبء المسؤولية.

يخشى الشخص من نظرة الناس له حينما يخطئ، لذلك هو يخفي أخطائه بٍستار من الاعذار غير المتناهية ليشعر بالرضا تجاه ذاته.

لكن هذا الرضا لا يدوم طويلا حينما يقارن نفسه بمن هم أفضل منه.

يجد نفسه في دوامة من المقارنة النفسية بينه وبين الآخرين.

وهذا لأنه يجد فيهم مالا يجده في نفسه.

مهما حاول ان يبعد تلك القناعة التي ترسخت في رأسه، هو يدرك تماما انه حتى لو استطاع اخفاء عيوبه عن الجميع، هو لا يستطيع اخفائها عن نفسه.

لأنه يدرك تماما من يكون.

يدرك تماما اخطائه التي يجهلها الجميع عنه.

يجد نفسه اقل من الآخرين الذين يبدون له اكثر نجاحا و بلا عيوب عكسه تماما.

لكنه يجهل في الواقع احتمالية ان يكونون مثلة تماما مجرد اقنعة تخفي عيوبها.

البشر لا يرون الا الظاهر ، فهو الطريق الاسهل دوما.

***

اوقفتني هيونا حينما رأتني قد ابتعدت عنها

" الى اين تعتقد انك ذاهب ! "

" الى القاعة ... والى اين قد اذهب !"

" ماذا عني ؟"

" ماذا عنك ؟"

هيونا تشير الى نفسها

" يجدر بك ان تقوم بحمايتي هل نسيت؟ "

وهل سيهجم عليك وحوش مثلا !

" وما شأن هذا بذهابي الى القاعة !"

" كي تقوم بحمايتي عليك مرافقتي في كل مكان "

انا ضاحكا بعد ان علمت الى ماذا تسعى اليه بشرطها هذا

انها تريد مني ان التصق بها طوال اليوم

وهذا بالطبع لن يحدث.

" اوه اجل بمناسبة هذا ... نحن لم نتفق اني سأذهب معك في كل مكان .... ان اردتٍ حمايتي لك فعليك انتٍ ان تقومي باللحاق بي ... "

اخذت هيونا تفر عينيها كعادتها

" كنت اعلم انك ستخدعني "

انا مبتسما

" كنت اعلم ايضا انك تخططين لأمر ما "

" و الى ماذا اخطط !"

تجاهلت سؤالها مديرا ظهري لها لأكمل طريقي فما كان منها سوآ ان تستسلم وتسير من خلفي.

اعلم انه ربما قد يلاحظ احدهم انها تتبعني الان ... وربما ستفعل ذلك كثيرا

لكني اخبرتكم مسبقا اني لا اهتم بما يعتقد الاخرون عني

ما ان وصلت الى قاعتي وجدت كيان واقفا بصحبة سوزي المدللة

وعلى ما يبدو اني قاطعت حديثهما بحضوري

فسوزي لا تبدو سعيدة لرؤيتي، لذلك قامت بتوديع كيان و ذهبت

انا مشيرا لها

" لا اعلم حقا كيف تستطيع الحديث معها "

كيان مبتسما

" ولما لا اتحدث اليها سوزي فتاة طيبه.... كما اني انسان طبيعي كما ترى لست مثلك "

" انت مقزز "

" لا بأس احب كوني مقزز، اين هي هيونا ! لقد اخبرتني انك ستكون معها عوضا عني "

اني حقا اتساءل لما على كيان ان يكون على علم بكل شيء !

جديا انه يعرف كل ما يدور حولي بشكل مزعج

" انها خلفي "

كيان الذي اخذ ينظر هنا وهناك

" اين ! "

ادرت ظهري كي انظر الى هيونا لكنها لم تكن بالجوار.

انا مستغربا فقد كُنت شبه متأكد انها كانت خلفي

" لا اعلم ... لقد كانت برفقتي قبل قليل "

امسك كيان بكلا كتفاي بشكل مفاجئ وهو يحدق بي مما جعلني انظر اليه مستغربا

" هل انت احمق عزيزي آركيول.... الا تعلم ان صديقتنا هيونا مستهدفه "

لما هو جدي هكذا؟

ابعدت يديه عن كتفي بملل

" كف عن مشاهدة الافلام ... انت تبالغ ... انا اعلم انها فقدت اصدقائها .. وكثر اعدائها بسبب والدها ... لكنك تذهب بعيدا بخيالك "

حينها امسك كيان بوجهي بقوه أشبه بالصفعة من كلا وجنتاي بيديه ليتحدث بحماس على غير عادته

" هذا غير صحيح ... لا تنسى ايضا انك تسببت لها بمشاكل مع تلك الفتاه ميرا وجماعتها "

اخذت انظر لفم كيان لبرهة وانا لا افهم حقا ما يقول

اعني لقد فهمت لكن عن ماذا يتحدث

" ميرا ! .. وما شأني انا ؟.... عن ماذا تتحدث !"

كيان الذي افلت وجنتاي اخيرا فقد بدأت تؤلمني بسببه

" على ما يبدو انك تجهل الكثير ... اعتقد ان هيونا لن تود ان تعرف بذلك "

اعرف ماذا !

حقا انا لا اعرف اية احد بهذا الاسم

" هلا كففت عن التحدث بشكل مبهم انا حقا لا اجيد فهمك ... فقط قم بشرح الامر لي "

اومئ كيان برأسه لكنه طلب مني ان انتظر ليجري مكالمة هاتفيه

لا اعلم بمن اتصل وماذا قال لكنه لم يأخذ وقتا طويلا

حينها دخلنا القاعة وجلسنا على مقاعدنا

كيان والذي قرر ان يعود لطريقتنا التقليدية وهي الكتابة على الهاتف اخذ وقتا طويلا في الكتابة

كنت على وشك ان اجعله يتحدث عوضا عن ذلك لكنه كان بالفعل قد انتهى

نظرت الى هاتفي الذي وصلته رسالة من كيان

كيان

[ ربما هيونا لا تود مني ان اخبرك بهذا فأنا اعتقد انها لو تود ذلك لأخبرتك بنفسها ، لذلك ابق الامر بيننا فحتى جوردن و كارل لا يعلمان عن الامر ، لقد اخبرتني بذلك منذ مده . قالت لي ان هناك فتاه قد اعتادت ان تصاحبها منذ دخولها الجامعة هنا رغم ان علاقتهم كانت سطحية الا انها لم تكن سيئة .. على كل حال هي لم تخض في التفاصيل ولكن هذه الفتاه قد انقلبت عليها بسببك .. على ما يبدو انها كانت معجبة بك ايها الاحمق ... و قد شعرت بالخيانة فلقد اساءت الضن بهيونا معتقدتا انه يجمع بينكما علاقة ما ... لقد اخبرتني انها قد تمادت حينها بإقفال باب الخزانة عليها .. وهي الان تتربص بها لكني انا والفتيه قمنا بحمايتها حتى هذا اليوم الذي يجدر بك انت ان تصلح ما قمت به ]

من هذه الفتاة برب السماء !

لحظه واحده لما قامت هيونا بأخبار كيان عوضا عني؟

ليس وكأني اهتم لكن اليس الامر يتعلق بي ؟ ... صحيح اني اخبرتها ان تكف عن ازعاجي لكن لو قامت بتبليغي ربما سوف اوضح سوء الفهم الذي دار بين الفتيات

لكن على الاغلب اني كنت سأقول لا يهمني شجار الفتيات هذا

اعلم ان هيونا لم تستطع اخباري انا فأنا من جعلها تخفي ذلك عني لكن كان عليها ان لا تخبر كيان

يبدو انها تثق بكيان كثيرا.

على كل حال هذا ليس الموضوع المهم هنا.

هل افهم من كلام كيان انها لا تتعرض فقط لسوء المعاملة من زملائها بسبب والدها وانما بسببي !!

ثم من هذه الميرا!

اتسعت عيناي متذكرا تلك الحمقاء التي سكبت كوب القهوة علي

هل يعقل ان تكون هي ميرا!

الم تقل هيونا انها كانت قد اتت لتعترف بمشاعرها الي لينتهي الامر بنا في عيادة الجامعة بعد ان تشاجرنا؟

كذلك في ذلك اليوم حينما وجدتها في الخزانة لوحدها

لا اعلم لما لم اسالها من قام بإقفال الباب عليها !

فلا يعقل انها قامت بذلك بنفسها ... هل فسرت ذلك حينها على انها مجنونه !

ربما اكون قد فعلت لكن حقا

هل ما استنتجه الان صحيح ام لا ..

التفت الى كيان بعد ان ارتفع حاجبي

" وهل انت الان تلومني على ذلك !!.... من الواضح انها اخفت الامر عني لأني لست السبب في ذلك ... هل تود ان تخبرني ان ما تقوم به تلك الفتاه ميرا او مهما يكن انا هو الملام عليه؟ ثم ما كان ليساء الفهم لو أنها لم تتسبب بذلك لنفسها "

كيان

" لست اقول ذلك لكن ... عليك ان تتحمل المسؤولية .. فهي الان ربما قد تتعرض للأذية بسببك "

ربما يكون كيان محق

اعلم انه محق

لكن انا ايضا لست مجبرا على تحمل مسؤولية شيء لست انا من قام به

انا لن انسى بالطبع الشرط الذي وافقتُ عليه هذا اليوم ... لكن هذا لا يجعله سبب لتحملي مسؤولية امر ميرا هذا

كيان

" لقد اتصلت على كارل ليتفقدوا هيونا ... لكن انت حارسها الشخصي من الان فصاعدا لذلك نحن الثلاثة لم نعد مسؤولين عن اخطائك "

" حارس شخصي !!!!"

التفت الينا الجميع من حولنا مما جعلني اصمت قليلا بعد ان ادركت اني لتوي قد صرخت بصوت عالي

انا بصوت منخفض

" كف عن استخدام مصطلحات خاطئة ... انا لست حارس احد ... كذلك لم اقم بخطاء ما... لا تبدء معي فأنا حقا لست بمزاج حديثك الاحمق "

كيان دون اهتمام

" مهما يكن ... الا تعتقد ان هيونا قد تأخرت "

" لا اعلم ... الم تقل انت ان كارل سيتفقدها !"

اخذ كيان ينظر الي منزعجا

حينها نهضت من مقعدي بعد ان ضربت مقعده لينتهي به الامر على الارض

" سوف اذهب هل انت سعيد الان ..."

"اااه اعتقد اني كسرت مؤخرتي "

لم انتبه لما قال فلقد غادرت بالفعل. لكن على الاغلب هو يتألم الان وهذا يشعرني بالسعادة. هذا في الواقع يجعلني ارغب بالضحك، انه يستحق ذلك منذ مدة طويله. انه يستحق ان يتم ابراحه ضربا.

اخذت امشي لوحدي وانا متبسم من ما قمت به ... الامر حقا مثير للضحك ...

او ربما انا لم اضحك منذ مدة جعلتني ارا سقوط كيان امرا مضحكا

اعتقد ان سبب سعادتي هذه هو بسبب استفزازه لي طوال الوقت.

في طريقي للبحث عن هيونا توقفت بعد ان رأيت كارل وجوردن يجوبون المكان باحثين عن شيء ما. هل لا يزالون يبحثون عن هيونا؟

بل هذا امر اكيد

" ماذا تفعلون هنا !"

كارل

" نبحث عن هيونا ... لم نجدها "

جوردن

" هل انت تبحث عنها !"

للأسف انا كذلك

" اجل ... لما لا تعودان للقاعه سوف احضرها بنفسي "

اخذ الاثنان ينظران الي بشك جعلني اتراجع للخلف قليلا.

" حسننا ان كنتم تودون البحث عنها استمروا "

جوردن بعد ان رمق لكارل بجانبه بنظرة استسلام

" حسننا سوف اترك لك البحث اذا "

كارل الاخر مشيرا الي

" لا تتأخرا حسننا؟"

هذا يعتمد على هيونا وليس علي.

من المستحسن ان لا تجعلني اتأخر على المحاضرة تلك الغبيه

اخذت ابحث عن هيونا في كل مكان لكني لم اجدها.

لم يكن البحث عنها ممتعا ابدا

انها المرة الثانية التي اقوم فيها بذلك

توقفت اخيرا امام السلالم التي تؤدي الى السطح

حينها تساءلت ماذا لو كانت هناك !!.

الم تكن هناك ذلك اليوم الذي فقدت فيه وعيها !!.

ليس لدي ما أخسره.

صعدت بكسل على السلالم. حتى وصلت الى باب السطح.

اغمضت عيناي لبرهة ما ان فتحت بابالسطح بسبب اشعة الشمس التي هجمت

على رؤيتي

التفت من حولي كان المكان خاليا .

لم يكن هناك احد ... حسننا كان تخميني خاطئا .. انها ليست هنا

ربما هي في الجهة الاخرى من السطح

اخذت اجوب السطح باحث في الجهة الاخرى ... لم تكن هناك .. تنهدت بملل .. انا حقا لا ارغب بالبحث عنها

رغم اني حقا اشعر قليلا بالأسف لها .

لكن ما بيدي حيله فهي من اوقع نفسه بالمشاكل لا انا

انها منحوسة

عدت ادراجي كي اعود من حيث ما اتيت ... لكن حينها لمحت مجموعة من الفتيات من بينهم جانغٍ هيونا قد صعدوا للسطح

توقفت مكاني محدقا بهم لكن على ما يبدو انهم لم ينتبهوا لوجودي ..

قامت احداهن بإغلاق باب السطح

كانت هيونا تتحدث الى فتاة ما وعلى ما يبدو انها لم تكن سعيدة بالحديث معها فهي تفر عينيها ، تماما كما اقوم بإغاظتها بحديثي .

فكرت بما قاله كيان عن مجموعة الفتيات اللاتي يتربصن بهيونا.

هل هم هؤلاء ام ماذا

بالنظر اليهن كانوا جميعا يبدون اكثر أنوثة من هيونا

لا اعلم لماذا انا الان قد انتبهت لذلك لكن.

جميعهن يملكن شعرا طويلا بينما هي تبدو كالفتى بذلك الشعر القصير

كذلك هم يضعون الكثير من مساحيق التجميل .... بينما هيونا قد اكتفت بوجهها كما هو ...

ايضا بالنظر لملابسهم جميعهن يرتدين التنانير القصيرة و الاحذية العالة ... وها هي هيونا كما اعتدت رؤيتها بحذاء رياضي و جينز.

ربما هي صبيانية !!....لذلك هي لا تبدو كالبقية وربما هي فقط لا تتصنع.

توقفت عن التفكير بعد ان وقعت عيناي على تلك التي تتحدث الى هيونا

انها تبدو مألوفة.

هل هي تلك نفسها التي سكبت علي كوب القهوة!!!...

اجل انها تبدو مثلها. لا بد انها المدعوة ميرا

سحبت حينها تلك الفتاه حقيبة هيونا واخذت ترمي بأغراضها على الارض

لم استطع ان اتدخل بينهم فهم لم يقوموا بركل هيونا.. ليس بعد

كذلك انا لم اقم من قبل بالتدخل بشجار الفتيات ابدا

انا لم اتحدث من قبل الى الفتيات بشكل خاص ... سوآ لتلك الصبيانية هيونا

ما الذي افكر به الان ؟

انا حقا لا اصدق اني اختلس النظر لشجار الفتيات ذاك.

لفت انتباهي في تلك اللحظة شيء ازرق قد وقع من حقيبة هيونا

هل هو ما اعتقد !

انه الحوت.

حوتي انا

لما قد تحضره هيونا معها الى هنا

الم تقل لي ان هديتي غبيه !

لم ارغب ان انتظر حتى ينهين شجارهم لذلك سحبت اقدامي اليهم

التفت الفتيات الي وقد بدو متفاجئين برؤيتي

اخذت تلك الفتاه التي سكبت علي كوب القهوة تنظر الي بشكل غريب

لم استطع تفسيره حينها

هيونا التي بدت متفاجئة هي الاخرى. لكنها ابتسمت.

اجل اتيت لأنقذك انتٍ سعيدة اليس كذلك !

" فلتقم احداكن بفتح الباب ...... الان "

بقين الفتيات يحدقن بي دون حراك جعلني اشك في اني لم اتحدث حتى

لذلك اعدت كلامي

وكلا لست فخور بذلك

" افتحن الباب !!"

قامت حينها احداهن بفتحه والتراجع للخلف .

اخذت احدق كعادتي دوما في التحديق بشكل جريء لتلك الفتاه

" هل انتٍ هي ميرا !!!'"

اتسعت عيني الفتاة ... ربما هي متفاجئة كوني اعرف اسمها

"اجل "

اشرت حينها الى هيونا .. ربما قد بدوت بارد الملامح بشكل ساذج

" لقد اخبرتني هيونا عنك ذلك اليوم ... لكن انا اعتذر حقا فأنا لست مهتم بما تشعرين به ... كفي عن التصرف كالأطفال كذلك كفي عن ازعاج جانغًٍ هيونا ... انها تستمر بإيقاع نفسها بالمشاكل وانا الملام في كل مره ... هل ابدو لك شخص بمزاج للتعامل مع تفاهاتك انت وهذه الغبيه !!!"

نظرت حينها هيونا الي بصدمه

كذلك تلك الميرا بدت وكأنها على وشك البكاء

لقد قيل اني قاسي لكني بدأت افهم لماذا

لكن مع ذلك تجاهلت الامر ... فهذا هو الافضل لهذه الغبية ميرا ... فقد يجعلها هذا تستيقظ اخيرا وتعيش حياة افضل دون العبث بحياة الاخرين

ميرا بغضب

" صحيح اني معجبة بك ... لكن مع رفضك هذا ... لا تتوقع مني ان استمع لما تقول ... هل انت الان تحاول حماية هيونا !!! ...اذا لتبذل قصارى جهدك ايها الاحمق ... لا اعتقد انك ستتمكن حتى من سماعها حينما تبكي طلبا للمساعدة .. سيكون صعبا على شخص مثلك حمايتها دوما "

اخذت انظر الى ميرا و البقيه حتى غادروا ليبقى انا و هيونا على السطح لوحدنا

التفت اليها وهي تجمع اغراضها ..

" لما لم تقومي باللحاق بي ؟"

هيونا التي وضعت حقيبتها على كتفها

" لقد ذهبت لدورة المياه ... هل كنت ستذهب معي !!"

هيونا وهي تعدل شعرها

" ثم لما عليك ان تتكلم هكذا عني امامهم لما عليك دوما ذكر شيء سيء عني !!"

" وماذا قلت هذه المرة ايضا !"

" انت تكرر كلمة الغبية ... الا تستطيع ان تتكلم بشكل افضل !"

" ليس وكأنه امر جديد ... انا اتحدث هكذا مع الجميع بشكل عام ... حينما تصبحين شخصا اكبر مني سوف اكون اكثر احتراما لك "

هيونا

" اذن ابق فمك مغلقا ... "

" لست من يخبرني كيف اتحدث ومتى اتحدث "

هيونا وهي تفر عينيها

" لا فائدة منك "

انا بعد ان توجهت الى باب السطح كي اغادر

" ليس وكأنك ذو فائدة انت الاخرى ....."

***

حينما دخلنا القاعة كان المحاضر يبدو منزعجا بسبب تأخرنا لكنه اكتفى بالأشارة الينا ان ندخل بسرعه

كان اصدقائي يبتسمون بشكل لطيف نحوي

مما جعلني اتعجب من ذلك

لكن سرعان ما اتجهت ابتسامتهم الى هيونا من خلفي وليس الي

حينها ادركت متأخرا ان هذه الابتسامات ليست موجهة الي

افسحت لهيونا الطريق لتجلس على مقعد كيان بجانب النافذة الذي تنازل لها عنه

ما ان جلست بمقعدها ، جلست انا الاخر على مقعدي

بصمت

لم يقوم اي احد من اصدقائي بإغاضتي كما فعلو سابقا وهذا امر مريح

التفت هيونا الى جوردن من خلفها واخذت تتحدث اليه متجاهلة وجود المحاضر

ربما وجدت هيونا من تتطفل عليه عوضا عني

تذكرت حينها امر مسجلتي ... لقد نسيت ان اقوم بتشغيلها

اخذت ابحث في حقيبتي عنها لكني لم اجدها

هذا غريب انا متأكد بأني احضرتها معي.

ضللت ابحث عنها بداخل الحقيبة.

في هذه الاثناء شعرت بشخص يقف امام مقعدي

نظرت اليه فإذا به المحاضر يقف امامي وهو يضع يديه على جنبه و اليد الاخرى تحمل قلم الليزر الذي يستخدمه في الشرح

" ما كل هذا الازعاج سيد بارك !الا تستطيع البقاء هادئا !!... انا احاول الشرح كما ترى "

اخذت انظر من حولي متفاجئا ..

هل كنت اسبب جلبة في المكان ..

" سوف ابقى هادئا "

رغم ان ما قلت عاديا جدا الا ان المحاضر بدا غاضبا ... هل يواجه مشكله في برودي ذلك السمج !

عاد المحاضر لمكانه بينما انزلت حقيبتي مستسلما .... لابد اني نسيت اخذها معي بالرغم اني شبه متأكد بأني اخذتها

لكن ربما لم انتبه لذلك ؛ بسبب حضور هيونا المفاجئ هذا الصباح

اخذت اشعر قليلا بالقلق حينها كيف ستقوم استاذتي بشرح المحاضرة لي !!!

لبعد ثلاث ساعات من الملل الذي لا يطاق انتهت المحاضرة..

بدا الطلاب منزعجون بسبب امر قاله المحاضر ... حينها التفت الى كيان و البقيه خلفي كي يقوم احدهم بتفسير ما يحدث

لكني وجدت كيان قد ذهب في الخلف ليتحدث الى سوزي.

لم يكن كيان مهتما حقا بسوزي .. هل كونهما اصبحا شريكين جعلهما قريبان لهذه الدرجة...

نظرت الى جوردن و كارل ..

كان الاثنان يعبثان بهاتفيهما وهما في شدة الحماس ..

" هي .. ماذا قال المحاضر للتو !!!...

جوردن مشيرا الي ان اصمت

" سوف تتسب بخسارتي "

كارل ساخرا

" انت خاسر على كل حال "

" هذا ما تتمناه "

" هذا الواقع ي عزيزي "

اعدت النظر الى طاولتي حينها اشارت لي هيونا فالتفت اليها

" اريد الخروج من هنا "

" حسننا !!"

وما شأني انا ؟ لما تخبرني بذلك !!

هيونا تشير بأصبعها الى مقعدي

" انت تسد الطريق "

انتبهت اني حقا بجلوسي اجبرها على الجلوس

فما كان مني سوآ النهوض من مقعدي

اخذت هيونا وقتها بجمع اغراضها والنهوض كي تغادر لكنها توقفت لتحدق بي

" الن تذهب معي ؟"

هل علي الذهاب معها في كل مكان

" الا تستطيعين تدبر امرك لوحدك !"

" استطيع لكني لست مستعده ان تقوم ميرا او اي شخص اخر بالشجار معي ... "

" اتساءل حقا لما انتٍ منحوسة هكذا ... بالرغم من ... آه أتعلمين ماذا لا يهم انتظريني امام الباب "

كنت على وشك ان اتحدث بشأن كونها تبدو صغيره على فتاه تجلب المشاكل لكني قررت ان اتجنب قول ذلك كي لا تبدء بإزعاجي ... كذلك انا احاول هنا ان لا اتمادى في وقاحتي قليلا .. رغم ان الكلمات الوقحة تخرج تلقائيا دون أن ادرك ذلك

ليس وكأني اتعمد ان أكون شخص وقح .. انها الجينات يا سادة

اومئت هيونا برأسها وسبقتني للخارج

حينها نظرت الى اصدقائي

كان الجميع يبدو مشغولا .... ويمضي وقته دون حاجتي ...

حينها لم اشعر بالحاجة لأخبارهم اني ذاهب وانما حملت حقيبتي لتسحبني قدماي خارج القاعة

هيونا بعد ان اخذت تبتسم الي ...

" هل نذهب الان !!"

" الى اين ! "

" علي الذهاب اولا الى مكتب والدي. فهو يرغب برؤيتي لأني هربت هذا الصباح لمنزلك دون ان اخبره "

اتمنى ان يعاقبك اذا

" بعدها لنذهب الى الكافتيريا فأنا اشعر بالجوع الشديد "

" لتنهي الامر مع ابيك بسرعه ... كذلك لا اعتقد اني ارغب بالجلوس في الكافتيريا معك لوحدنا ...لذلك علينا ان نعود الى الرفاق اولا "

هيونا بخبث

" هل انت خائف على سمعتك من الاشاعات !!"

" اجل .. من قد يرغب بأن يقال انه .......

توقفت عن انهاء الجملة بعد ان انتبهت لما كنت سأقوله

والذي على الاغلب سيجرح هيونا مجددا

وانا الذي احاول ان اجعلها تقبل اعتذاري ...

تنهدت بملل حينما رأيت تعابير هيونا المنزعجة والتي على الاغلب فهمت ما كنت سوف اقوله

" لا اريد ان اتحدث بشكل سيء .... لذلك تقبلي فكرة اني لا احب مصاحبة الفتيات حسننا ..."

هيونا تومئ برأسها

" لم اقل شيء بشأن مشكلتك المجهولة مع الفتيات ... ( تشير الي بكلتا يديهاعلامة القوسين ) ... كذلك لست مضطرا للكذب او تحمل ما لا تستطيع تحمله .. انا

ادرك انك لا ترتاح لوجودي ...لا بأس لو عبرت عن ذلك ... امامي وليس امام اصدقائك او اي احد اخر ... بإمكانك ايضا ان تناديني بالمجنونة كما اعتدت على ذلك ... لكن اتمنى ان تحاول تجنب الكلام القاسي قليلا ."

توقفت مكاني انظر لشفاه هيونا التي كانت تخبرني انه لا بأس ان اتصرف كما انا

لا بأس بذلك على عكس ما اخبرتني به والدتي ذلك اليوم

انا متفاجئ نوع ما من تفهم هيونا

والاكثر غرابه حقا انها بدت للتو تفهم طبيعة بارك آركيول اكثر من اصدقائه و والدته الذين كانوا معه لفتره اطول منها

انها تفسح المجال لي كي اتنفس بعمق .. على عكس الجميع ..

رغم اني لا احتاج منها ان تخبرني فانا استطيع القيام بذلك

الا اني اجد تفهمها هذا غريب حقا

هيونا وقد انتبهت اني كنت احدق بها بصمت.

ربما تعابير وجهي خانتني وبدوت غاضبا او منزعجا

" هل ما قلته لم يعجبك ام ماذا !!"

ادرت وجهي عنها متجاهل ما قالته

" لم تقولي شيء خاطئ لنذهب فقط لمكتب والدك "

***

عندما وصلنا دخلت هيونا مكتب والدها بينما انا جلست في الانتظار حتى تنتهي

الامر فقط يبدو غريبا حقا

حينما اتذكر اول لقاء لنا كنت حينها ارفض حتى وجودها امام عيناي.

انا حتى سبق وان دفعتها حينما حاولت الاعتذار في اول لقاء لنا ... اثناء موعد كيان المدبر .

كذلك حدثت الكثير من الامور التي ينتهي فيها لقائنا بدفعي لها جانبا ... وابعادها

لكن ومع ذلك فهي لا تبدو كمن يجد في ذلك مشكله

هل لديها هي الاخرى مبادئ !!

ان كان لديها فجميع مبادئها تناقض مبادئي.

بالتفكير ايضا اجد نفسي قد اعتدت على رؤيتها. وهذا امر يخيفني.

اعلم ان هذا ليس انا .

لا اريد ان اعتاد عليها فتصبح رؤيتها امر طبيعي

كذلك اجد انه لا مبرر من عدم الاعتياد عليها ان كانت تجلس بجانبي و ترافق اصدقائي ..

اجل انا شخص مستقل

لكني اجد نفسي شخص متناقض حين يتعلق الامر بهيونا ...

فأنا هنا اجلس في مقاعد الانتظار ... انتظر جانغٍ هيونا.

بينما انا من كان يرفض وجودها من حولي ، وانا الذي تشاجر مع من حوله كثيرا بشأنها .

اخذت اتلفت من حولي بحثا عن شيء يشتت انتباهي محاولا التوقف عن التفكير ... فكل ما اصبحت افعله هو التفكير لوحدي

وهذا يصيبني بالجنون ...

اخرجت هاتفي والذي اصبح مملا هذه الايام لانشغال الاغبياء في امورهم ...

جديا ما الذي تفعله هيونا طوال الوقت مع والدها ...

الا يعيشان في نفس المنزل؟

لما هم يستغرقان الكثير من الوقت في حديثهم؟

لكن ولحسن الحظ لم يدم الامر اكثر من اللازم حتى خرجت هيونا بوجه مبتسم

هيونا

" اعتقدت انك لن تنتظرني "

نهضت من مقعدي وانا اشير لها

" قومي بالاتصال بكيان ... اخبريه ان ينتظرنا في الكافتيريا "

هيونا

" ok"

لم اكن لأفهم ما قالته لو انها لم تشر بيدها

ضللت واقفا امام هيونا وهي تتحدث الى كيان كما قلت لها

هيونا بعد ان اغلقت الهاتف

" لقد اعتذر كيان فهو سيتناول غدائه اليوم مع سوزي "

ماذا ! هل اصبح الان يتناول غدائه ايضا معها!

انا لا الومه فأنا لا اتوقع منه الكثير لكن الا يبالغ في مصاحبته لسوزي؟

طوال اليوم وهو برفقتها، الا يشعره هذا بالمرض؟

ان كيان شخص لا استطيع فهمه مهما اعتقدت اني بالفعل فهمته.

اعدت شعري للخلف مستسلما

" ماذا عن البقيه !؟ "

هيونا

" هل اتصل بهم ايضا !!"

" اجل "

مجددا رفعت هيونا هاتفها لتجري مكالمة ومع احدهم

لكن سرعان ما اخذت تنظر الي بعلامات تعجب فوق رأسها جعلتني اتساءل

" ماذا !"

هيونا

" هذا غريب لقد اقفل جوردن بوجهي !!!"

هناك امر مريب انا اشعر بذلك .... لما اصبح اصدقائي يبتعدون عني بشكل غريب

الامر ليس مجرد خيال و انما واضح جدا

جوردن لا يقفل الخط ابدا ... وهو في صف هيونا دوما فلما قد يقوم بذلك

اشعر انهم يدبرون لأمر ما

هيونا تشير لهاتفها

" هل اتصل بكيان "

انا ساخرا

"كي يغلق هو الاخر هاتفه . ..... كلا لا تقومي بذلك "

" اذا هل نذهب الان فأنا جائعه "

اذهب معك. !! و لوحدنا !!! امام الجميع !!...... لابد ان هذا ما يحاول كيان و البقيه فعله

" بالطبع لا ..... اذهبي انتٍ اولا "

" ماذا عنك !!"

" لست جائع "

هيونا بشك

" لست جائع !!... ام انك لا تريد ان يراك الجميع معي ؟... "

" كلاهما "

هيونا تفر عينيها للمرة الالف

" حسننا كما تريد .... سوف اذهب انا اولا... لا تقم بتجويع نفسك بسببي "

لست اقوم بذلك

" لست جائع .. لا تغتري بنفسك كثيرا فأنا لن افعل ذلك من اجلك "

هيونا بابتسامة خبيثة

" ربما تقول ذلك لكن صوت معدتك يقول العكس .... ان كنت لا تسمع معدتك فأنا استطيع سماعها "

امسكت ببطني حينها بعد ان اتسعت عيناي ...هل تقول الحقيقة ام انها تحاول اقناعي بتناول الغداء معها

هيونا تشير الى معدتي

" لا تقم بتجويعي ارجوووووك "

حينها اخذت تضحك بشكل هستيري بعد ان اصبح وجهها احمر من كثرة الضحك كالبلهاء

انا منزعجا

" كفي عن ذلك ... لن اقوم بتجويعك "

لا اعلم ماذا قلت كي اجعلها تجلس على الارض لتنفجر بالضحك

اخذت انظر من حولي وانا اشعر بالحرج من جلوسها في منتصف المرر هكذا كالمجنونة

حينها قمت بسحب ذراعها لتقف مجددا

" كفي عن التصرف كالغبية ..... مرافقتك امر محرج "

هيونا بعد ان مسحت الدموع من عينيها اخيرا وتوقفت عن الضحك

" الحياة اقصر من ان اهتم بمن حولي ... كما انه لا احد حولنا هنا .... لا تخف على صورتك سيد آركيول لا تزال كما انت .... كما ان لديك مشكلة في فهم النكت على ما يبدو .... كنت اتحدث بصفة معدتك .. وليس انا من ستقوم بتجويعها "

" لا تقومي بتصحيح اخطائي ... اذهبي انتٍ اولا. ... "

اومئت هيونا برأسها وذهبت مسرعة

تنهدت ما ان ذهبت منزعجا وانا انظر الى معدتي

" لما عليك ان تقومي بأحراجي امام شخص كهيونا .... لن اقوم بتجويعك حسننا "

توقفت للحظه حينها كي أنظر الى نفسي .

هل انا اتصرف الان بجنون مثل هيونا !!!!

التفت من حولي ولحسن الحظ لم يكن هناك احد بالجوار.

اجل هذا صحيح ، انا لا اهتم لما يقول الاخرين عني لكني احب ان احافظ على صورتي كإنسان طبيعي ... وليس مجنون

*******

حينما دخلت الكافتيريا كانت معظم المقاعد ممتلئة كالعادة ... كذلك كانت هيونا قد جلست على احدى الطاولات

قمت بتعبئة الصينية بيدي حينها وذهبت انا الاخر كي اجلس.

لكني قمت بالنظر من حولي فربما اجد جوردن و كارل ..

انا لا اصدق تحايلهم علي ... انا لست بغبي .... ربما تفوتني بعض الامور لكني لست ساذج كي لا افهم ما يحاولون فعله

فهذه المرة الاولى التي لا اجدهم امامي هنا يتناولون الغداء سوية...

اعدت نظري الى هيونا التي كانت تأكل وهي تضع السماعات في اذنيها

وبجانبها طاولة اخرى فارغه.

حينها وجدت نفسي اتساءل هل اجلس في الطاولة الفارغة لوحدي؟ ام اجلس معها؟

في كلا الحالتين انا لا اتحدث كثيرا اثناء تناولي الطعام .. انا اكبر حقا من ان اتصرف كطفل الان

اعلم حقا ان هناك من قد يرانا نجلس سوية

اعلم هذا جيدا

لكني لا أبالي حقا ... وهذا جعلني اشعر وكأن آركيول القديم قد عاد مجددا

منذ متى وانا اشعر بالقلق بشأنهم؟

سحبتني قدماي نحو الطاولة التي تجلس عليها هيونا

لأجلس انا الاخر.

ليس بجانبها ... وانما امامها

اعلم ان الامر غريب لكني لا اشعر بالغرابة

هذه ليست المرة الاولى التي اتناول معها وجبة ما... فأن كنتم قد نسيتم فلقد قامت بصنع الحساء لي عندما كنت مريضا

هيونا التي كانت مهتمة بما امامها على ما يبدو انها كانت جائعه جدا كما تقول رفعت رأسها لتنظر الي بعد ان انتبهت لوجودي

ابعدت سماعات الهاتف عن اذنيها لتبتسم الي

" اعتقدت انك لن تتناول الغداء برفقتي !"

انا مبررا لنفسي بعد ان اخذت اتناول الطعام امامي

" لا يوجد مكان اخر ...."

التفت هيونا الى الطاولة بجانبنا ... اعلم انها ادركت اني اكذب لكني تجاهلت ذلك واخذت اتناول بصمت

وعلى عكس اصدقائي لم تقم بإغاظتي ...بينما كان بإمكانها ذلك مما جعلني اتناول براحة اكثر

اثناء تناولي للغداء تذكرت ما قال لي كيان بشأن هيونا و ميرا ، ومع اني مدرك انه لن يود ان اخبرها بأن كيان قد اخبرني بذلك الا ان هذا لا يهم .... فهيونا برأسها سبق لها وان أخبرتهم بأمور لم اود ان يعلموا بشأنها الا انها فعلت ... كذلك الامر يتعلق بي لذلك لدي الحق في ان اتدخل

انزلت ملعقتي محدقا بها وربما كنت مباشرا لكن لا وقت لدي للمراوغة معها

" هل ميرا تتنمر عليك بسببي !!!.... "

هيونا متفاجئة

" من أين لك بهذه الافكار ! ما شأنك انت ... انت تعلم ان والدي هو ال........

انها تحاول الكذب لذلك قاطعتها

" اسمعي انسه جانغٍ هيونا .... لا احب الشخص الكاذب لذلك كفي عن الكذب معي ....لأنك لو كذبت ستفقدين مصداقيتك تماما ... وانت على وشك فقدها في نظري "

هذا صحيح ... كشخص لا يسمع ليس من الجيد ان تكذب علي مرارا فهذا يجعل ثقتي بك معدومة بالرغم من كونها معدومة منذ الأساس معها

انه امر طبيعي .... كما ان الكذب ليس صفة جيده ليتسم بها الشخص

" انا اعلم بالفعل انها تتنمر عليك بسببي ... لماذا لم تقومي بأخباري عوضا عن كيان !!.... هل لأني كنت اطلب منك تركي وشأني وقتها ام ماذا !"

اخذت هيونا تمسح فمها بالمنديل

" هل اخبرك كيان !!........ اااه حسننا لن اكذب انا اسفه ... لست انسانة كاذبه حقا انا بعيدة كل البعد عن الكذب لكن في بعض الاحيان لا احب ان يعلم احد بما اخفيه "

انها الان تبتعد تمام البعد عن سؤالي وهذا لا يعجبني

" انا لا اتحدث الان عن كونك كاذبه ... فقط لنتحدث بشأن ميرا الان "

" لا تقل عني كاذبه .... "

اني اشعر بالصداع من الان

هيونا تشير بيديها

" حسننا انت محق كان علي ان اخبرك عوضا عن كيان لكن انت مخطئ فأنا لم اخبرك ليس لأنك كنت تطلب مني ان اغرب عن وجهك حينها لكنك قد اكتفيت من ازعاجي لك و هذا جعلني ادرك حقا كوني شخص طفيلي في حياتك لذلك شعرت بالسوء وقد قررت عدم اخبارك لأنك واجهت مشاكل بسببي بما فيه الكفاية .. ولأصدقك القول اعتقدت اني سأتخلص من ميرا بسهوله لكنها لم تود الاقتناع بحديثي معها ،كذلك حدث ما كنت اخشاه ،فحينما علمت بالأمر ، اعتقد ان ميرا لن تمانع من اذيتك"

واااااو

لما يبدو الامر الان افضل من قبل؟!؟!؟

افضل من تفسيري مسبقا

اعلم اني اخطئت الظن ، لكن لما انا اشعر بالراحة كون السبب الذي توقعته كان مجرد تخمين خاطئ؟

كذلك من الجيد حقا معرفة انها تدرك ما سببته لي من مشاكل .. ربما لم تكن مشاكل واضحة لمن هم حولي

لكن يكفي اني اشعر بتلك المشاكل ...

فكرة ان هناك شخص آخر غيري يدرك ذلك يجعلني بشكل ما مرتاح حقا

لكن للحظه واحدة ... هل تريد ان تقول لي انها لم تخبرني بذلك لأنها لم ترغب أن تسبب المشاكل لي وأنها كانت تخشى علي من ميرا وليس لأنها تثق بكيان ؟!

بغض النظر عن سخافة تفكيرها في امكانية أذية ميرا لي فكيف لفتاة سخيفة مثل ميرا ان تتمكن من أذية رجل قوي البنية مثلي !! لنكن واقعيين قليلا انها الحقيقة ...

أني لا أجد سببا لقلق هيونا المفاجئ هذا.

من قد يشعر بالقلق على شاب مثلي .فأنا افضل حالا منها ويجب عليها ان تقلق بشأن نفسها عوضا عني

أيضا لا أجد سببا لقلقها علي وأنا الذي كنت سيئ معها.

أخذت انظر لها بصمت بينما كان عقلي يجري عمليات من المناقشات الذاتية و التفسيرات

ومع تحديقي بهيونا لم اجد حقا في تعابير وجهها اي دليل على الكذب بل على العكس كانت تتهرب من نظراتي اليها.

هل تشعر بالخجل الان !!

من كان يعتقد انها خجولة.

اعلم انها فتاه ... لكن انا لم اعتد على هذه الصفة بها

هيونا بتردد

" لما تنظر الي هكذا !!تحديقك هذا غير مريح "

انا بعد ان اخذت علبة الماء بجانبي

" لا شيء .... انتٍ سخيفة في اعتقادك ان ميرا قادرة على اذيتي "

اعلم اني قمت بإظهار نفسي بشكل غير مبالي ... او بشكل غير متفهم لما قالته ...او ربما كشخص سطحي التفكير .... لكن ماذا عساي ان اقول انا لا استطيع ان اخبرها بحقيقة ما اشعر به

هيونا

" كم انت سطحي التفكير .... للأسف لا استطيع القيام بشيء "

حسننا لقد نجحت في جعلها تعتقد اني شخص سطحي

لكن افضل من الافصاح بكل ما كنت افكر به للتو.

" اجل لا تستطيعين "

هيونا وقد عادت مجددا لتنهي طعامها

اتيت انا الاخر كي انهي طعامي لكني تذكرت ايضا امر الحوت

ربما اكون قد تحمست في كلامي ورفعت نبرتي لكنها لم تجعل من حولنا يلتفت الينا وهذا جيد

" لما انتٍ تحملين هديتي معك هنا !!.. الست انت من يقول انها مهترئة !"

هيونا التي اعادت النظر الي وقد اتسعت عيناها ..

" انه ليس ...

" بربك هل ستكذبين مجددا !"

هيونا

" انا لا ارغب ان اتحدث عن ذلك !!"

" لماذا !!! هل تخافين ان تناقضين نفسك امامي !!!"

" انا لا اناقض نفسي "

" اذا فسري لي لما تحملين برفقتك هديتي التي لم تعجبك كما قلتي !؟"

اخذت هيونا تتهرب بنظرها هنا وهناك ... مخفية وجهها بخصلات شعرها

ضللت اخترق رأسها بعيني في صمت حتى نظرت الي اخيرا

" حسننا .... اعتقد ان الحوت كان امر لطيف منك "

اهااا ....

لقد كانت تكذب

لقد كنت اعلم ذلك

لقد قبلت هديتي .... لكنها لم تقبل الاعتذار ...

هل هذا منطقي !؟

" ايتها الكاذبة "

نهضت حينها من مقعدي

هيونا متفاجئة

" الى اين ... انت لم تنهي طعامك "

" لقد شبعت ... كذلك لا تلحقي بي "

وقفت هيونا هي الاخرى لتلحق بي وكأني لم اخبرها ان لا تفعل

تجاهلت وجودها خلفي واخذت اسير في طريقي للخارج ...

هيونا بعد ان امسكت ذراعي لتوقفني ... على الاغلب انها كانت تحاول ايقافي لكنها لم تنجح

ابعدت يدها ببرود رغم اني لست منزعج

" لا لمسي .. و كفي عن اللحاق بي "

هيونا

" لا تكن هكذا ... انا لم اكذب ... حقا انا لم اكذب "

" حقا ؟... اذا لما كل هذه الشروط الغبيه التي وضعتها لي على أساس ان اعتذاري لم يكن مقبولا .. وها أنتٍ تحملين الحوت المهترئ معك !؟"

" اجل لقد قلت ان الحوت مهترئ ... فلقد كان متسخ ... هل هذه هدية !؟ انها لا تبدو هدية اعتذار ... لكنها اعجبتني رغم انها غير مقبولة كاعتذار "

" لا يمكنك فعل هذا ... أتريدين ان انفذ الشرط ام تريدين الهديه "

هيونا وقد انفتح فمها من ما قلت كالبلهاء

" هل انت تخيرني بين الامرين؟ اتريد ان تستعيد هديتك !؟"

" اريد ان تحددي امر واحد ... لا تستطيعين اخذ الامران مني !؟"

هيونا وهي تفر عينيها اخرجت الحوت بتردد من حقيبتها

ومدته الي

" خذه اذا "

لقد فضلت حمايتي لها عوضا عن الحوت

لم ألتقط الحوت من يديها بعد ان رأيت كيف كانت تنظر اليه

تماما كشخص جائع يودع علبة غدائه ..

لا اعلم حقا لما قد استعيد الحوت وهو اصبح لها

ماذا اريد به على كل حال !؟

هل انا فقط منزعج من كذبها ... ؟

ام اني منزعج من الشروط التي شعرت بتقييدها لي !!!!!

اخذت نفسا عميقا مشيرا لها

" يمكنك الاحتفاظ به فهو ... هدية لعيد ميلادك على كل حال "

امسكت بفمي متسائلا هل قلت هذا بصوت عالي ام اني كنت اخاطب نفسي

لكن نظرات هيونا لي جعلتني اعلم انها سمعت ما قلت

هيونا

" هل هو حقا لعيد ميلادي !؟ "

كلا ...

حقا انه لعيد ميلادها ... لقد كان الكوالا كيان محق

هيونا بملامح اكثر ابتهاجا من قبل

" لم اكن اعلم انه لعيد ميلادي حقا .... لكنك اخبرتني انه كاعتذار "

لم استطع ان اسحب كلامي

كذلك لم استطع ان اثبته

فأنا ان سحبته. اناقض نفسي امامها

و أن اثبته فسوف اناقض نفسي امامي

" لقد كان لكلا الامرين .... "

كنت على وشك ان اخبرها ان تعيد الحوت في حقيبتها و تكف عن الحديث

لكني فوجئت بها تمد يديها كي تعانقني

حينها تفاديت عناقها بالوقوف جانبا

انا منزعجا

" ما الذي تحاولين فعله !....."

هيونا

" كنت احاول معانقتك .... انا حقا شكورة كونك فكرت بعيد ميلادي "

" ومن اخبرك ان تقومي بشكري ... كما اني اخبرتك سابقا لا لمسي ... لا تتصرفي معي بغباء هكذا "

" ولما لا ... لقد قمت بذلك للجميع ... كيان وجوردن وكذلك كارل حينما تلقيت منهم هدايا عيد ميلادي ... انا فقط اعبر عن شكري "

اتسعت عيناي حينها

" قمت بمعانقتهم جميعا !؟"

" اجل ..."

لا بد انهم قد استمتعوا بذلك ... هذا مقزز

" استمعي الي ايتها المجنونة .... اخبرتك مسبقا ولا تدعيني اخبرك كل مره فهذا يجعلك اكثر حماقه ... انا لا احب التواصل الجسدي مع الفتيات خاصة ان كان انتٍ "

هيونا

" بربك آركيول ... انت احمق حقا "

" لا بأس بذلك "

" ألم تقل انك تؤمن بمبادئك .... اذن ان كنت كذلك ... لما انت تخاف من عناق بسيط ان كانت مبادئك اقوى من ذلك ... هل انت تخاف ان تنكسر هذه المبادئ الخاصة بك سيد بارك آركيول؟!"

من اين اتت بهذه الفكرة !؟ مبادئي لا تتعلق بالعناق نفسه، انه مبدئ عن كوني لا احب الجلوس مع الفتيات بالرغم من اني الان مع فتاه مجنونه .

" كفي عن الثرثرة انا لم افهم ما قلتي "

" كاذب ... لقد فهمت ... سوف تفقد مصداقيتك سيد بارك "

" كفي عن محاولة استخدام اسلوبي ضدي "

" فقط عناق واحد ...."

هل جننتٍ !

انها تمزح اليس كذلك

اشرت اليها مبتعدا

" اغربي عن وجهي ... "

فتحت هيونا ذراعيها لتقترب

" لنجرب الامر مرة واحده .... لنرى ان كانت مبادئك ستتغير "

هل هذا اختبار من نوع خاص ام ماذا !؟

وجدت نفسي اتراجع للخلف حتى التصق ظهري بالحائط .

كان الممر فارغا.

فقط انا و الحمقاء هنا

" جانغٍ هيونا ... كفي عن حماقاتك الان ... انا حقا لست بمزاج لذلك "

لم تكترث هيونا لما قلت بل اخذت تقترب

خشيت حينها ان اقوم بصفعها

او ركلها ...

فهذا ليس تصرف رجل على كل حال

امسكت بيدي كي لا اقوم بذلك فجسدي قد يدافع عن نفسه تلقائيا

وقبل ان تقوم بمعانقتي توقفت عن ذلك

" انت حقا جبان .... انظر الى نفسك كيف تمسك نفسك "

" لقد امسكت نفسي عن صفعك .... وليس خوفا "

" حقا !!!... لما لا اصدق ذلك .... استرح ايها الذكي انا لا انوي معانقة شخص بارد وجاف مثلك لقد كنت امزح .... لكنك لا تفهم المزاح ... بسبب عدم فهمك لنبرة صوتي ... ولأنك ترفض الفهم ايضا "

هل ستقوم بإنتقادي الان

" اجل انا لا اسمع لذلك انا لا افهم مزاحك الاحمق .... لكن ماذا عساي ان افعل !!!.... لذلك ربما انتٍ من يجب عليه ان يتوقف عن المزح الاحمق معي "

بدت هيونا حينها نادمه

تستحق هذا

انا منزعجا منها

" سوف اعود للمنزل ... لست مجبرا على مصاحبتك بقية اليوم..."

لقد اكتفيت حقا من هيونا

اعتقد اني سوف اجن ان استمريت في الجلوس معها

لا اعلم حقا اسلوب مزاحهها هذا ...

انها تبدو جادة ... وفي نهاية الامر تخبرني انه مجرد مزاح ...

كيف تجرؤ هذه الحمقاء على جعلي انكمش هكذا محاولا عدم صفعها ... لقد اجبرت نفسي حقا على تجنب ذلك ... لينتهي بها الامر ساخرة مني بشأن كوني لا اسمع ...

وفي كل مره تخبرني كم انا جاف ... ربما عليها هي الاخرى رؤية كيف تتحدث .

*****

هل سمعتم مسبقا عن أعداء النجاح!؟

شخصيات مريضة، بارعون في التحطيم، يضعون العقبات في طريقك.

يشعرون بالغيض من تقدمك فيبدؤون بمحاربتك والتقليل من قيمتك

يحاولون ان يبقوك في الاسفل معهم كي لا يشعرون بالأسف حيال انفسهم

النجاح بحد ذاته يثير غضب الفاشل لأنه لا يستطيع مجاراته.

فهم أنُاس لا يتحملون المنافسة الشريفة

لحسن الحظ فهذه الفئه لها علاج بسيط وهو

التجاهل

فقط لا تستمع لما يقولون

هذا ما تعلمته من والدتي

فلقد اخبرتني حينها ان عدم سماعي لحديثهم المحبط له ثماره ايضا

رغم انها الان تطالب مني ان اقوم بتلك العملية لأستمع لهم

الا انها كانت محقه

لقد تجاهلت احباطهم ... وها انا لا اخشى اي نوع من التقدير المنخفض منهم لي كشخص يسعى للنجاح

انا فقط استخدمت عدم مقدرتي لسمع كسلاح ، عوضا عن كونه عائق .

دخلت المنزل وانا اشعر بالتعب.

لست مريضا انما جسدي يرغب بالنوم.

ربما انا فقط اشعر بالملل لا اكثر

وجدت والدتي على طاولة الطعام تحمل هاتفها أمامها الكمبيوتر و الكثير من الاوراق و الملفات

انها تبدو طبيعية على شخص قد كذب على ابنه ، وخان العائلة.

جديا انها تدرك تماما كم امقت هذه الفكرة

وان الامر سوف يؤثر على عائلتنا

عليها اولا ان تبلغني ... حتى وأن كانت تعلم اني سوف ارفض الامر

لا يحق لها اخفاء ذلك عني

والدتي التي انتبهت لوجودي

" لما لم تخبرني انك اتيت ... اصعد وقم بتغيير ملابسك بسرعه لتنزل وتقوم بتسخين الغداء لنا اني جائعه ي عزيزي "

ادرت وجهي عنها لأصعد الى غرفتي

" لست جائع تناوليه لوحدك .... سوف انام "

اود الابتعاد عنك الان.

لا ارغب بالحديث معك امي

شعرت بيد والدتي تمسك بيدي لتوقفني

" ما خطب نبرة صوتك الخائبة هذه !!.... لما تتجنب الحديث معي ؟... هل انت لا تزال غاضب مني ؟!"

اجل انا كذلك.

" انا متعب ... "

" اخبرني اذا ما الذي يتعبك ؟!"

انا محاولا ابعاد يدي والدتي دون جدوى فهي تأبى ترك يدي

" كلا امي حقا انا لست في مزاج للحديث معك "

والدتي بإصرار

" لقد مللت من تهربك مني ليومان كاملان ... لم اعتد على تجاهلك هذا عزيزي. اخبرني ما الذي فعلته لتتجاهلني هكذا. !؟!؟..."

اني اشعر بالغضب مجددا

لكني اشعر بالحزن ايضا

غاضب من تصرف والدتي وكأنها لم تقم بشيء مهم

وحزين لكني لا استطيع تحديد اي جزء يحزنني

ابعدت يد والدتي بقوه هذه المرة

" حسننا امي .... سوف اتحدث اليك عندما تكفي عن العبث مع رجل من خلف ظهري مدعية انك لا تقومين بشي خاطئ ... انا اكره ذلك ... و اكره ذلك الرجل .... كذلك انا اخشى ان اكرهك ايضا ... انتٍ تسببين لي الغضب في كل مره افكر بذلك ... في كل مره اتساءل كم مرة قمتي بالعبث من خلفي و...... "

قبل ان انهي حديثي شعرت بيدي والدتي قد صفعت وجنتي بقوة

نظرت لأمي بغضب

لأجدها تنظر هي الاخرى الي بغضب

" من اين لك هذا الكلام الاحمق ... كيف تقول هذا عن والدتك !!!! .ايها الوقح "

شعرت بالخوف من نظرات والدتي

لكن غضبي بداء يزداد

لماذا تصفعني والدتي بينما انا لم اكذب

تسئلني وكأني لم ارا ذلك بعيني

" كفي عن ضربي لم اعد ذلك الصغير الذي تستطيعين ضربه واخراج ضغوطات حياتك عليه "

" الان اصبحت اخرج ضغوطاتي عليك !.... هل فقدت عقلك آركيول !!!...هل نسيت انك تتحدث الى والدتك هنا؟ "

" لا تستخدمي ذلك معي الان .... انا لم اكذب ... لقد رأيتك تعانقين رجل غير والدي في مكتبك ...وفي منزل ابي ... لم يكن حديثي عبثا .... "

بدت والدتي كمن اعادها ما قلت بالتفكير للوراء قليلا لتتذكر الحدث الذي تكلمت عنه للتو

" لما لا تسأل والدتك قبل ان تحكم اذا!؟ لا يمكنك ان ترمي توقعاتك علي هكذا ... ثم لا تنسى اني والدتك ... ان صفعتك فأنت تستحق ذلك "

" لا بأس فلتقومي بصفعي كما تشائين لكن أنهي علاقتك بذلك اللعين أو اني سوف"

قامت حينها والدتي بصفعي مجددا

وحينما ادرت وجهي اليها صفعتني للمرة الثالثة

تجنبت النظر لها متنهدا

لقد كان صفعها لاسع.

لقد قامت والدتي مسبقا بضربي حينما اخطئ التصرف ... ولقد تقبلت ذلك ...

لكني لا اتقبل هذا الان في هذا الموقف و لهذه الاسباب

هذا لا يبدوا عادلا لي كرجل.

نظرت لوالدتي للمرة الاخيرة لترفع يدها مرة اخرى

حينها اغمضت عيناي لتلقي الصفعة الرابعة ...

اجل لابأس بصفعي .... عشرات المرات ... فهذا سيؤلم قليلا .. ولمدة قصيره ...

لكني لن اتحمل فكرة دخيل بيننا ابدا ... فهذا سيؤلمني الى مدى بعيد جدا ...

لم اشعر بيدها على وجنتي

عوضا عن ذلك امسكت والدتي بكلا كتفاي لتقوم بسحبي اليها ببطء كي تعانقني

ربما هي قد ندمت على صفعي هكذا

كنت غاضبا ...كنت سأبعدها ...اخبرها ان لا تلمسني ...ان تتوقف عن الكذب علي .

لكني كنت حزينا ....احتاج اليها ....اشتقت الى معانقتها ...... توقفت عن الكذب على نفسي حينها.

قمت بمعانقتها انا الاخر.

لا اعلم ماذا كانت تقول ... لكني اشعر بفكها يتحرك على كتفي بهدوء ... لكن لا أهمية للحديث الان

لم اهتم لما تفكر به والدتي حينها لكني غرست رأسي في كتفها

حدثتها مؤكدا لها

" هذا منزلي انا وانتٍ ... ابي و اخي ... لن اسمح بشخص غريب يقتحم منزلنا .. من فضلك امي لا تحبي شخص اخر "

ابتعدت والدتي عني قليلا لتنظر الي

" آركيول ... اعتقد جديا ان علينا الحديث .. ( امسكت حينها بكلا وجنتاي لتؤكد لي )... لكن فلتصعد اولا الى غرفتك و لتنم ... حينما تستيقظ وتهدئ سوف يكون علينا الحديث مطولا لننهي سوء الفهم الذي يدور هنا "

اتمنى حقا انه سوء فهم.

لا اريد المزيد من الحجج.

ابتعدت عن والدتي انا الاخر

" لنتحدث اذا ... ولا تفكري بطريقة لتهرب من ذلك "

*****

النوم هو تصريح تم الختم عليه لراحة البال ... انه أشبه بتذكرة للرحيل الى عالم أخر من النسيان المؤقت لجميع مشاكلنا ...

حتى وأن كان النوم ليس حلُ دائم ... ألا انه يعتبر دواء للغضب و التوتر ، كذلك الحزن .

حينما يكون النوم هروبا من الواقع ... فهو واحد من أثنان .. أما انه نوع من الراحة، أو شكل من أشكال الموت المؤقت .

في أغلب الاوقات حينما يلجأ الشخص للنوم هربا من الضغوطات التي لا يستطيع الوقوف بوجهها ، فقد يرى النوم كموت مؤقت .

على كل حال لا يمكن أن يكون النوم حل لمشاكلنا ابدا ، كذلك لن يكون .. وإنما هو مهبط لما نشعر به .. كي نتمكن اليوم الاخر من رؤية الامر بطريقه صحيحه ... ان نفكر بشكل افضل .. ان نستعد لما هو اسواء

النوم ليس بوابه إلى عالم النسيان ، فليس من الواقعي أن ينام الفرد كي يستيقظ في الصباح التالي ليجد كل مشاكله قد حلت نفسها بنفسها ؟.

سيكون من الجميل لو كان ذلك ممكنا ... لكن نحن لا نتحدث عن عالم خيالي هنا ... نحن تحدث عن ما يحدث الان .

اؤمن انه حينما نهرب للنوم فهو هنا ليس أكثر من إعلان عن التعرض لمشكلة وعدم القدرة على مواجهتها.

أخذت اتقلب يمينا ويسارا ... على سريري ..

ارمي بالغطاء عني .. و اضم الوسادة الى صدري ، كي أرميها هي الاخرى

تنهدت وانا انظر الى سقف غرفتي

لا اريد ان انتظر كي اتحدث مع والدتي ... انها تخبرني ان انام في كل مرة اتعرض فيها لمشكله.

لكن انا هذه المرة لا اريد ان اهرب للنوم.

كما أني لا استطيع النوم براحة وانا افكر بذلك.

كانت الساعة لا تزال الرابعة عصرا، وانا لم ارتح منذ ان عدت من الجامعة. كيف تريد مني ان ارتاح على كل حال.

بالتفكير في نظرات والدتي الي وهي غاضبه مني اصبحت اشك في صحة ما رأيت. رغم اني مدرك تماما انها قامت بمعانقة ذلك الرجل.

في ماذا كانوا يتحدثون!؟

انها تطلب مني ان انام ونتحدث لاحقا لكني لا أستطيع.

جلست وانا لا ازال على السرير بينما كنت انظر الى انعكاسي في المرآة من بعيد ...

ان شعري يعلن عن حالة الجنون التي تحدث بداخلي

اخذت اعبث به منزعجا

هذا يكفي انا لن استطيع النوم

اسوف اتحدث مع والدتي الان .

رميت بكلا قدميْ من فوق السرير دون ان ارتدي الخُف حتى كي اذهب الى غرفة والدتي

لم اقم بطرق الباب حيث انه كان مفتوح ما ان دخلت قمت بفتح الضوء

التفت الي والدتي التي كانت على وشك ان تنام

" ماذا بك عزيزي !!...لما لم تنم !"

انا بكل مصداقيه

" لا استطيع النوم ... فلنتحدث الان "

جلست والدتي بعد ان اسندت رأسها على مقدمة السرير لتشير الي ان اقترب وأجلس بجانبها

دون تردد صعدت على سريرها وجلست انا الاخر امامها

والدتي وهي تعيد شعرها للخلف كمن يقوم بتدليك رأسه استعدادا لنقاش حاد

اعلم اني تسببت في ارهاق والدتي وانا حقا اسف لذلك ... لكني لا استطيع تجنب الامر ابدا

" حسننا لا بأس انا الاخرى لم استطع النوم ... فلازلت افكر في ابني الذي يعتقد بأني اكذب عليه طوال هذه الفترة "

" اخبريني اذا "

" و من اين تريد ان ابدا ؟!"

" فلتخبريني اولا من ذلك الرجل !!!ما علاقتك به !!! في ماذا كنتم تتناقشان ! ولماذا يعانقك ؟!"

" تمهل عزيزي ..... لا تستعجل الامور "

اعلم انها محقه لكني لم اعد اطيق صبرا

اود ان يتبين لي عكس كلامي كي يرتاح ضميري .. وتعود صورة والدتي كما كانت

ارجوك امي فلتجعليني اقتنع بكلامك

" انت محق في تفكيرك فذلك الرجل يكن لوالدتك بعض المشاعر "

وددت لو قلتي لي عكس ذلك ... حقا امي لتوك قلتي ان ما اعتقد ليس صحيح ما بك !!

لما تجعلين كل ما اعتقد في ذلك الرجل يبدوا حقيقة !؟

" لكن انا لم اكذب عليك ابدا ... انا لا تجمعني معه اي نوع من العلاقات ... انه زميلي في العمل .، ولقد رفضته مرارا وتكرارا لكنه لم يستسلم بعد ... ولقد اتى الى هنا لنعمل سوية ... حينها اخذ مجددا بالتحدث عن الامر ... لينتهي الامر به ليخبرني انه سيترك العمل في نفس المكان الذي اعمل به ... فمن الصعب عليه رؤيتي يوميا ... كذلك اخبرته انه سيكون افضل لكلينا ... وذلك العناق الذي اثار غضبك كان عناق بين زميلان ... لذلك فلتتوقف عن التفكير كثيرا بشأنه حسننا. !!"

حسننا ... هذا يبدو جيدا .... من الجيد حقا سماع ذلك

اشعر بالسعادة لرفض والدتي ذلك الرجل ... كذلك كونه قد قرر ترك العمل معها امر جيد

لكن تعابير والدتي لا تبدو سعيدة

مما جعلني اتساءل حقا لما رفضته ؟!

" لماذا رفضته !!.... لا يعجبك !"

ابتسمت والدتي الي حينها

" كلا عزيزي فهو في الواقع رجل جيد ..... لكن نحن مختلفون تماما ... كذلك لدي انت والعمل ، لذلك لست على استعداد لتحمل مسؤوليات اخرى "

اخذت احدق بوالدتي بعد ان استوعبت ما قالته

هل افهم من والدتي انها قامت برفضه مسبقا من اجلي !

اعلم اني انا من طلب ذلك وانا لم اكن امزح ...

لكن لما جعلتني احدى مسؤولياتها ...

" الا تبالغين في اعتقادك انك تتحملين مسؤوليتي ... انا كبير الان و لا احتاج ان تتحملي عني شيئا "

" حتى وأن اصبحت كبيرا ومستقلا ... لاتزال صغير في عيني .. لكن حقا هل هذا ما كان يعكر مزاجك المتقلب ؟!... الى اي حد انت قلق بشأن مواعدتي لشخص ما؟"

ترددت قليلا في جوابي ،لكني افصحت به في نهاية الامر

" لا اريد ان ارا بجانبك رجل آخر غير والدي ... لا اريد ان تصبحي كباقي النساء.. "

لا اريدك ان تصبحي ضعيفة

رغم اني اعلم انك بالفعل كذلك

صفعتني والدتي على رأسي منزعجه من طريقة تفكيري

" كم انت احمق ... رأسك هذا لا اعلم كيف يعمل ... هيا اذهب الى غرفتك "

اومئت برأسي قبل ان انهض من السرير ولكن وقبل ان اخرج من الغرفة وقعت عيناي على ذلك الملف ...

انه الملف الذي يحتوي على معلومات بشأن العملية التي حاولت والدتي اقناعي بشأنها مسبقا

تنهدت حينها مستديرا الى والدتي بعد ان اشرت الى الملف بيدي

" لما لم ترميه فحسب .... انتٍ تعلمين اني لن اقوم بها "

والدتي التي علمت عن ماذا اتحدث

" هذا ما تعتقد انت ... لكنك سوف تأتي الي لتخبرني انك تود القيام بها بإرادتك .... وسوف انتظر ذلك اليوم. "

" لن افعل ذلك ... لكن لا بأس انتظري ان كان ذلك يسعدك "

حينها غادرت ...

والان بعد ان اتضح سوء الفهم ... انا حقا اشعر بالراحة

كذلك استطيع النوم

*****

مع بداية اليوم الثاني وبالرغم من انه كان قد بداء بنفس الروتين ونفس يدين والدتي اللاسعة

الا اني في الواقع في مزاج جيد.

حتى اني كنت ابدوا في شكل جيد حينما رأيت نفسي في مرآة الحمام ... ولقد كان شعري مبعثر بنسبة بسيطة مما يدل على نومي الهادئ.

كذلك اشعر بنشاط على غير العادة.

ابتسمت لنفسي في المرآة ... حتى اصبحت اسناني كلها بارزه

سوف يكون هذا اليوم جميلا بلا شك

اعتقد اني الان فهمت حقت ما سبب تضايقي في الايام التي مضت

انها والدتي ... و الانسة جانغٍ هيونا

وبالرغم من اني لا ازال لا افهم ما علاقة الاثنتان ببعضهما

انا اعلم ان والدتي كانت سبب لتضايقي ... لأنها امي .. فرد من العائلة ...وهي اقرب شخص ألي في هذا العالم ...

لذلك حينما تقوم بأمر لا احبه .. فمن الطبيعي ان اشعر بذلك ...

الا تعلمون ان اقرب الناس الينا هم الذين يستطيعون قلب مزاجك رأسا على عقب !!!

مهما يكن

كيف لهيونا ان تقوم بجعلي اشعر بنفس الشعور الذي سببته لي والدتي وهي ليست من لائحة الاشخاص المهمين في حياتي !!!؟

امسكت بفرشاة اسناني متجاهلا كل تلك الخزعبلات التي تحاول افساد مزاجي

فمهما حدث سوف احافظ على هذا الشعور الجيد الذي يتملكني.

وبينما انا منشغل بتفريش اسناني انتبهت ان هناك من يقوم بمراقبتي امام باب الحمام

حينها جفلت خائفا لكني لم اصرخ

لقد كانت امي واقفة هناك طوال الوقت

التفت الى امي ... فلو حادثتها من خلال المرآة لن افهم ما تقول ابدا ...

" لقد كدتٍ ان تسببين لي بنوبة قلبيه ... لما تقفين هناك !!! انتٍ تبدين مريبة هكذا "

" انت متأخر فتحرك قدميك بسرعه .... كذلك اصبح من النادر رؤيتك تبتسم هكذا مع نفسك كالابلة ..."

" لست بشخص عبوس كما تعلمين "

" كلا .... لكنك لست بشخص مبتهج عزيزي انت مثل البومة تماما ... هيا فلتسرع "

ذهبت والدتي والتي لم اعر كلامها اي اهتمام ....

وانما اخذت ارتدي ملابسي ببطء...

سوف ارتدي شيء مبهج .

بالطبع ليس كجوردن وملابسه المبهرجة.

على كل حال ليس في خزانتي اي ملابس بهذه الالوان

ربما علي تغيير نمط ملابسي فلقد اصبحت مملة...

لكن ليس الان

ارتديت قميص ابيض و سترة الجينز بأكمام من الجلد الاسود .. مع بنطال اسود

انا حقا اشعر بقلبي قد توسع بعد ان كان هناك من قد قام بالضغط عليه لفترة طويله

خرجت مسرعا اخيرا بعد ان ادركت اني تأخرت حقا.

حينها كانت والدتي تشير الي ان اتناول الفطور

التقطت لي تفاحة حينها وأنا اشير لوالدتي مبتسما

" لقد تأخرت "

" حسننا ... ما خطبك اليوم عزيزي ... تقلباتك المزاجية هذه اصبحت مخيفة قليلا "

" ألست سعيدة لرؤيتي ابتسم !؟"

" بالطبع انا كذلك ... والان بما انك سعيد هذا اليوم ما رأيك بقبلة لوالدتك كما اعتدنا سابقا ؟!"

نظرت حينها اليها بجديه

" ليس لهذه الدرجة يا والدتي العزيزة ... اخبرتك مسبقا ... انا كبير "

" اغرب عن وجهي اذا ... سوف اقوم بقتلك ان عدت للمنزل بمزاجك المتعكر ...."

تجاهلت والدتي وغادرت مسرعا

مرحبا سيارتي العزيزة

حتى انتٍ تبدين جميلة اليوم، في الواقع انتٍ دوما جميلة في نظري

اعلم اني ابدو سخيفا قليلا ... لكن هذا لا يهم

****

وقفت امام باب القاعة بعد ان اخذت نفسا عميقا ... لقد تأخرت ...

لكن لا بأس

فتحت الباب دون ان اقوم بطرقه

حينها شعرت بمسدس قد صوب نحوي ... بينما في الاصل كانت مجرد نظرات المحاضر الغاضبة

اهدئ يا رجل ... حقا لن ينتهي العالم بتأخري انت فقط لا تطيق وجودي لا اكثر اليس كذلك؟

انه شعور متبادل

" اسف على التأخير .... "

المحاضر يشير لساعته

" هذه ليست المرة الاولى لك سيد بارك آركيول .."

نظرت اليه بجديه حينها بعد ان كنت احاول ان اعتذر بشكل لطيف

" اعلم ذلك "

" هذه المرة الاخيرة التي تأتي فيها متأخرا "

" لا اعدك بذلك سيدي المحاضر ... فنحن لا نعرف ما قد يحدث في المستقبل "

بدا المحاضر منصعقا. واخذ يتلفت الى الطلاب

مما جعلني انظر اليهم

فإذا بالصف قد انقلب ضحكا

لا اعلم لما يضحكون ... فما قلته لم يكن مضحكا ... وإنما ساخرا قليلا

ربما وقع كلامي كان مضحكا

شعرت بالحرج قليلا الامر كان سخيف جدا

اشار المحاضر للجميع بالصمت لينظر الي مجددا

" كف عن القاء النكت واجلس مكانك "

اومئت برأسي حينها و اخرجت مسجلتي التي جلبتها من المنزل كي اضعها على مكتب المحاضر

والتي لم تكن المسجلة التي استعملها يوميا ... فيبدوا اني اضعتها او نسيتها في مكان ما.

بعد ذلك ذهبت الى مقعدي حيث اصدقائي كانوا ينظرون الي بشكل غريب

لكني ابتسمت اليهم وجلست متجاهلا تلك النظرات

عاد المحاضر لشرح المحاضرة

والتي لا تزال في بدايتها فآنا لم اتأخر كثيرا

صحيح اني لم اقم بالكثير اثناء جلوسي سوآ العبث بالمفكرة امامي الا اني بدأت انزعج

من تحديق الاربعة الي بشكل فضولي

هيونا بجانبي تحدق الي

كيان جوردن و كارل من خلفي

استطيع الاحساس بذلك

حينها قمت بمباغتتهم والالتفاف اليهم بشكل مفاجئ ، اخذ كل منهم يدعي النظر الى جهة اخرى غيري

كيان يدعي الانشغال بهاتفه

جوردن بجانبه يدعي قراءة مفكرته ... والتي كان يقرأها بالمقلوب

وكارل يتأمل السقف ..

حقا كارل ما هو المثير في السقف ؟

رغم انه قد يكون مثيرا اكثر من محاضرة المحاضر

" استطيع الاحساس بنظراتكم التي ثقبت رأسي ... توقفوا عن ذلك ... جوردن انزل المفكرة فأنت تحرج نفسك "

اومئ جوردن برأسه بينما اكمل الاثنان تمثيلهما ... خاصة كارل .. والذي بداء يقنعني حقا ان هناك مكوك فضائي قد التصق بسقف القاعة

حينها ادرت وجهي الى هيونا التي اخذت هي الاخرى تدعي النظر الى المرآة بيدها

" انتٍ ايضا كفي عن ذلك "

هيونا تنظر الي متفاجئة

او ربما كانت تدعي ذلك فهي لا تجيد الكذب

" ماذا فعلت ؟!"

" انظري الى كتابك عوضا عن المرآة ... ليس هناك ما تنظرين اليه على كل حال "

" لا شأن لك ..."

كنت على وشك ان اجادلها لكني توقفت بعد ان انتبهت لأمر ما

انا الان اقوم بتأنيبها كما افعل مع اصدقائي

هذا مخيف

انا تدريجيا اصبحت اعاملها كما اعامل الاغبياء هنا

التفت الى المحاضر وقتها متجاهلا الاغبياء والمجنونة

مر الوقت ولا تزال المحاضرة قائمه

ولا يبدوا على المحاضر النية في التوقف عن الشرح

نظرت الى ساعتي

كان الوقت بطيء جدا لا يزال لدينا ساعة و نصف.

كنت على وشك ان اسند رأسي على الطاولة لكني توقفت حينما رأيت هيونا تمد الي ورقة صفراء صغيره

نظرت لهيونا متسائلا لكنها لم تنظر الي

انها تريد ان اقراء ما بداخلها

دون تردد قمت بفتح الورقة

{تبدوا اليوم سعيدا على غير عادتك ... فمن النادر رؤيتك تبتسم هكذا...}

اخذت افر عيناي بملل لكني لست منزعج ابدا وانما بسبب ما كتبته

انه مشابه لما قالته لي والدتي هذا الصباح

كذلك هل كنت ابتسم !؟ انا لم انتبه حقا ..

{ هل عدتي لتربص بي ؟... لا شأن لك ان ابتسمت ام لا }

اتسعت عيني هيونا حينما قرأتها

كذلك من الجيد ان المحاضر لايزال هنا فهذا سيجعلها تبقى هادئة

نظرت الى هيونا التي اخذت تكتب من جديد

جديا هل سنقوم بصنع محادثة ورقية هنا ام ماذا !؟

لكني فكرت حينها ... ربما الشجار مع هيونا سيجعل الساعة والنصف تمضي سريعا

{ احمق }

مجنونه

رميت الورقة على طاولتها هذه المرة ولم اقم بالرد عليها .. لا يوجد ما اكتب لها

كذلك هي تعرف رأيي فيها

مجنونه

حمقاء

لم يمر كثيرا من الوقت حتى وضعت امامي ورقة اخرى ..

ماذا كتبت ايضا ..

ترددت في اخذ الورقة وفتحها فهي تحاول العبث كطفلة صغيره

وانا لا ارغب بذلك

ولكني فتحتها على كل حال

{ تبدوا وسيما هذا اليوم آركيول }

اتسعت عيناي حينما قرأت ما كتبت ... ليس لأنها قامت بإطرائي

فلقد قامت بذلك مسبقا عدة مرات لكني لم اهتم.

وإنما لأني اعتقدت انها ستكتب احمق مرة اخرى

انزلت الورقة بعد ان نظرت اليها مشيرا لها بالتوقف

لكنها رمت الي ورقة اخرى

بعد ان رفعت اصبعها مشيرة الي انها المرة الاخيرة

حينها فتحت الورقة الاخيرة

هل كتبت امرا سيئا ام جيدا بشأني

{ انت احمق .... لكنك محضوض بشكلك فالفتيات من خلفنا يتحدثن بشأنك .. لكنك لاتزال احمق ...انا سعيدة لرؤيتك تبتسم حقا }

اخذت انظر لخط يديها متجاهلا الجزء الاول من كلامها بعد ان اخذت اتأمل اخر جملة لها

لما يبدوا وقعها مختلف عن بقية ما كتبته!؟

لما قد تكون سعيدة؟

انا اجد كل تلك المشاعر سخيفة ... ولا زلت اعتقد ذلك

لطالما تساءلت ماذا تريد هيونا مني؟

لما تتربص بي ؟!

لماذا تصر على البقاء من حولي كطفيلي ؟

لما هي تتجاهل تصرفاتي معها وتصر على طلب ان نصبح اصدقاء؟

هل انا ابالغ في تفكيري ام ان هيونا تحمل امر اخر ؟!

لما هي سعيدة برؤيتي ابتسم !؟

لطالما ابتسمت وضحكت كالمجنونة امامي لكني لم اهتم كثيرا فهي تبتسم دوما على كل حال ...

هل كنت ابله لأنتبه لما تحاول هيونا فعله ؟

التفت اليها بعد ان اصبحت ملامحي جادة خاليه من السخريه التي كنت احملها لها قبل قليل

محاولا فهمها ... من خلال تعابير وجهها

لكنها لم تنظر الي طويلا و أنما اشاحت بنظرها بعيدا نحو النافذة من خلفها ..

انها لا تريد ان افهمها ... اليس كذلك !؟

ربما انا لم احاول معرفة نوايا هيونا الحقيقة لأني تجنبتها كثيرا

لكن هي ايضا قامت بإخفاء ذلك عني ..

هي لم تحاول ان تبرر او تتحدث الي بشكل مباشر ابدا

لقد قلت مسبقا اني لا اؤمن بالعلاقة بين الشاب والفتاه ... ولا احب ذلك ابدا ..

لا يوجد ما يسمى بالصداقة بينهما ...فهذا كذب

والاهم من ذلك لا يوجد ما يسمى بالحب بينهم.

لكني اخذت افكر في نوايا هيونا بهذا الشكل

هل انا اتوهم ام ماذا !؟

حقا فما تقوم به يبدوا مقاربا لما أراه مع الكثير.

هل هي تحاول ادخالي في تلك الدوامة مع الجميع ؟

انا اشعر حقا بخيبة الامل قليلا منها.

لا اعلم تحديدا لماذا انا اشعر بذلك.

جمعت حينها اوراق هيونا على طاولتي وقمت تكويرها مما جعل هيونا تلتف الي بعد ان سمعت صوت الورق

بدت متفاجئة لرؤيتي قد افسدت اوراقها

نظرت لها مبتسما بسخريه ... رغم اني لست بساخر ... ولكني منزعج قليلا

كانت هيونا لاتزال تحدق بي حينما رميت الورق تحت طاولتي واخذت بدهسها بواسطة حذائي ..

لم تنفعل هيونا ... كذلك لم تقم بفر عينيها كما اعتدت عليها حينما تغضب مني

وانما اكتفت بتطبيق شفتيها سوية ... و العودة للنظر الى مفكرتها ...

انا حقا لست متأكد من شكوكي بشأن ما تحمله هيونا الي

فلقد بدأت حقا اشك في ما أذا كانت تحاول ان تكون صديقة او اكثر من ذلك

لكني قمت بذلك على كل حال لتذكيرها بمن أنا.

انا حقا حقا لا اريد اذيتها

لا اريد اذية اي شخص ابدا

لكني اود حقا جعلها تعلم اني انا لن ارغب بأي نوع من العلاقات مع اية فتاه

سواء على نحو اخوي او غيره.

اريدها ان تتذكر ذلك من البداية حتى لا تتمادى هي او شخص اخر مستقبلا

و أنا احاول ان أظهر ذلك لها هي على وجه الخصوص لأنها اقرب فتاه الي.

اكره ان اعترف بذلك لكن هذه الحقيقة لكن هذا هو الذي مال الحال اليه

****

بعد انتهاء المحاضرة وخروج المحاضر

اخذ جوردن وكارل بإزعاجي بشأن ملابسي وشكلي هذا اليوم

حسننا اعلم اني ابدوا جيدا

لكن لما جعلوني اشعر اني كنت ابدوا قبيحا في الايام التي مضت

جوردن يعبث بشعري

" هل وضعت مثبت على شعرك !؟"

كارل الذي كان يشد سترتي

" تبدو ثريا بهذه الملابس "

صفعت يد كارل وجوردن بعيدا

" كف عن العبث بشعري ... فأنا لم اضع شيء عليه .. كذلك انا لست فقيرا ايها الذكي "

كيان وهو يحدق بوجهي

" لما تبدو سعيدا اليوم ومشرقا "

انا بعد ان اخذت نفسا طويلا ابتسمت بقوه جعلتهم ينظرون الي بريبه

" انا في مزاج جيد فحسب فلتتوقفوا عن ازعاجي "

تجاهلوا حينها ما قلت واخذو يستمرون بالعبث بملابسي مما جعلني اركل جوردن ليتركني وشأني

كارل وقد ابتعد كي لا اركله

" اين هي هيونا !؟ الا يفترض بها ان تذهب معنا الى الكافتيريا ... "

كنت على وشك قول ( ولما قد تذهب معنا ) لكني تذكرت ان اصدقائي وانا قد اصبحنا حرس شخصي لها

كيان مشيرا الي

" اذهب وتفقد امرها نحن سنذهب اولا ونقوم بحجز طاولة لنا "

نظرت اليه متفاجئا

" لما لا نذهب سويا !"

جوردن بحركاته السخيفة

" لأننا لن ننتظرك "

كارل

" لو تأخرنا لن نتمكن من اختيار طاولة جيده "

لم اتمكن حتى من ان اتخذ موقفا او اعارض على ذلك فلقد ذهبوا بالفعل

...

اين ذهبت هذه الفتاه حقا انها تجيد الهروب بعيدا

لا بد انها تعتقد ان الامر ممتع

سوف اختبئ و آركيول سوف يبحث عني

لكن خمني ماذا سيده هيونا !!

لن اسمح بهذا ابدا

اجل سوف اخبرها ان تبقى حولي ان ارادت ان اقوم بحمايتها

بالرغم من اني قد اخبرتها بذلك مسبقا لكن يبدوا انها لا تفهم.

هل يجب علي ان اكرر كلامي لها ؟

اخذت ابحث عنها.

قاعة الموسيقى، المسرح، الممرات، السطح، القاعات، مكتب والدها لقد اختفت.

حقا هذا جعلني اشعر بالانزعاج لتضييع وقتي في البحث عنها

اخرجت هاتفي .. كي اقوم بكتابة رسالة لكيان كي يتصل عليها .. فأنا لا احمل رقم هاتفها معي

انا لم افكر بذلك من قبل .. وانا لا احتاجه ... لكن ان كنا سنلعب للعبة الاختباء هذه كل يوم .. فسيتوجب علي اخذ رقم هاتفها.

وبينما كنت اكتب رسالة الى كيان وأنا لا زلت أمشي في الممر توقفت للحظه بعد ان نظرت للمكان من حولي

رأيت عيادة الجامعة امامي.

اخذت انظر اليها بعد ان تذكرت ان هيونا صديقة لتلك الممرضة المدعوة بكارمن

لم اتوقف لتفكير في ما اذا كنت محقا ام لا ، فلقد دخلت مباشرتا للعيادة

حينما دخلت لم تكن الممرضة في مكتبها ولكن عندما التفت الى الجهة الاخرى حيث الأسرة الخاصة بالمرضى

كانت كلها فارغه ما عدا السرير في نهاية الزاوية فلقد كان محجوب بستارة بيضاء .

وعلى الاغلب هو فارغ ... ربما انا فقط ابالغ في محاولة التذاكي واكتشاف مكان هيونا ...

كنت على وشك الذهاب لكني توقفت حينما رأيت شيء مألوف بجانب ذلك السرير خلف الستارة

أنه يشبه حذاء جوردن الرياضي الذي قام بإهدائة الى هيونا

علمت حينها ان هيونا على ذلك السرير خلف الستارة

لكن لما هي هناك !؟

لم اود ان افاجئها

لكني لم ارغب بمناداتها

لذلك ذهبت الى السرير وقمت بسحب الستار

كانت هيونا جالسة على السرير بكل راحه وهي تضع سماعات الهاتف في اذنيها وبيدها هاتفها بينما كانت تتناول غدائها

نظرت الي حينها متفاجئة

" كيف وجدتني ؟!"

كيف وجدتني !؟

هل كانت تختبئ مني !؟ هل حقا هي تلعب للعبة الاختباء

" لما انتٍ هنا !!!..... هل تعلمين كم هو ممل البحث عنك في كل مكان .... هل تعتقدين ان هذا ممتع !؟"

هيونا دون اكتراث

" ولما تبحث عني !؟"

هل هي تمزح معي هذه الغبيه !؟.... ام هل هي متقلبه !؟

هيونا مشيرة الي

" ألم تخبرني بالامس انه علي ان اتبعك ان كنت اريد ان تحميني !.... وأنك لن تقوم باللحاق لي !؟"

جعلتني هيونا اعيد تفكيري حينها

فلقد كانت محقه

انا اخبرتها بهذا

" اخبريني لما انتٍ هنا ؟"

هيونا بعد ان انزلت هاتفها

" لا اود الجلوس معك انت وأصدقائك .... كذلك لا اريد للتعرض للضرب من ميرا و الفتيات ... لذلك سمحت لي كارمن بالبقاء هنا "

كان كلام هيونا وتعابير وجهها صادقه.

اخذت احدق بها بصمت.

لسبب ما شعرت بالسوء بالرغم من اني لم اقم بشيء سيء

ولكني اخفيت ذلك الشعور بنجاح

" هل اصبحتٍ الان لا ترغبين بالجلوس مع اصدقائي !!..... هل انتٍ هكذا كل يوم تقررين قرار مخالف للقرار الذي قبله !"

لم تجب هيونا علي في البداية بل اخذت تنظر الى طعامها لبرهة .. لتنظر الي مجددا

" انا فقط .... ان اصدقائك حقا يجلبون السعادة ... وهم الافضل ... لكني لا اريد الجلوس مع الفتيان دوما ... انا لا افهم حديثهم ... كذلك بعض مزاحهم ... كنت اود الحديث الى كارمن ... فأنا اشعر بالوحدة قليلا ... كذلك انت تبدوا في مزاج جيد هذا الصباح ولكنك عدت لتنزعج مجددا بسببي ... لذلك لم اود ان افسد يومك بسبب رغبتي بالجلوس معك ... ومع اصدقائك "

بالرغم من ان هيونا كانت تنظر الي وهي تبتسم ... الا ان ما قالته لم يمنحني شعورا جيدا

كي اصدقكم القول لقد كنت مندهشا من كونها تستطيع التعبير عن ما بداخلها بسهوله ...

لا اعلم هل هي صريحة مع الجميع ام انها تخبرني انا بذلك معتقدتا اننا قريبان لتخبرني بما تشعر به

كنت احدق بها محاولا حقا فهم المزيد من ما تشعر به رغم اني لا افهم لماذا انا افعل ذلك !؟

ربما لأني معتاد على التحديق بقوه

حينها شعرت بهاتفي يهتز

رساله من كيان

( اين انتم !! )

نظرت الى هيونا حينها

" كيان يريد منا الذهاب كي نتناول الغداء سوية"

" لن اذهب ... فلتذهب انت ... "

تراجعت للخلف قليلا كي اذهب ... لكني توقفت بعد ان شعرت انه ربما علي اقناعها بالذهاب معي

ماذا لو اتت الفتيات الى هنا وتعرضت للأذى

حينها مجددا سيلقي كيان والبقيه اللوم على كتفي

" ان كارمن ليست هنا .... الن تشعري بالوحدة على كل حال !!"

هيونا ساخرة

" لماذا !!.... هل تود ان تجلس معي اذا ؟!"

ضحكت حينها ... انها حقا لا تصدق ابدا ... انها تذهب وتعود لنفس الطريقة التي تعتمدها ، حينها قررت ان استخدم نفس اسلوبها

" لماذا !!.... هل تريدين ان اجلس معك !!.. حينها لن تشعرين بالوحدة ؟!"

هيونا تومئ رأسها

" اجل .. لكن ان كان سيجعلك تتوقف عن الابتسام كما كنت في صباح اليوم فلتذهب اذا مع اصدقائك "

انها تجعل يومي اصعب مما هو عليه هذا الصباح

" لا اعلم كيف تقومين بهذا لكنك تنجحين في افساد يومي "

اعادت هيونا سماعات الهاتف الى اذنيها مشيرة لي

" اذا فلتذهب كما اخبرتك ... سوف اختبئ هنا حتى نهاية اليوم "

اومئت برأسي حينها واغلقت الستارة عليها

****

حينما ذهبت الى الفتيان كان أول سؤال قاموا بسؤالي اياه

" اين هيونا "

انا بملل بعد ان جلست بجانب كيان

" انها بخير لن تموت ... فقط دعوني اتناول غدائي بسلام حسننا ... "

جوردن بشك

" واين هي ؟"

" انها مع صديقتها .... "

انها تختبئ في عيادة صديقتها الوحيدة

تجاهل الفتيه وجودي واخذو يتناولون ويتحدثون دون محاوله ازعاجي

حتى كيان هو الأخر ...

اخذت اتناول بصمت حينها بينما انظر اليهم ..

لقد كانو يتحدثون ... لكني لا افهمهم

يجب علي ان انتبه لشفاه كل واحد منهم ... لكني اشعر بعدم الرغبة للنظر الى افواههم

لا اريد ان انظر لهم طوال اليوم ... بينما هم لم يتعنوا حتى محاولة شرح ما يتحدثون عنه

اعلم تماما اني انا اخبرتهم ان يدعوني بسلام ... لكن انا اجد نفسي دوما من يحاول فهم ما يقولون لأني شخص مستقل كما تعلمون ..لا اعلم لماذا انا الان للتو فقط قد انتبهت لهذا

وهذا يجعلني افكر بهيونا التي تركتها هناك مختبئة لوحدها بعد ان اخبرتني انها تشعر بالوحدة

ربما تعني بذلك جلوسها لوحدها

ولكن انا هنا اجلس برفقة ثلاثة من الحمقاء ومع ذلك انا اتناول طعامي في صمت. بينما يبدو وكأنهم في عالم آخر.

لم اكن اشعر بذلك !.

ولكن انا متأكد ان الامر لم يكن مثل الان.

في السابق كان كيان يتحدث الي حينما ينشغل جوردن بالحديث مع كارل

لكنه فقد الاهتمام بذلك ... وانا لن اجبره على شيء

لكن هذا لم يكن ما يشغل تفكيري

وانما اجد ما قالته هيونا يعود ليعبث برأسي

انا اشعر بالسوء.

ربما لأني اشعرتها بالانزعاج من وجودها ... وجعلها تختبئ لوحدها ..

انها تخبرني انها لا تريد ان تجلس مع اصدقائي ... لكن اشعر انها حقا لا تمانع بذلك و أنما هي تحاول ان لا تفسد يومي.

انا لا اشعر بالراحة لوجودها.

لكني لا اشعر بالراحة لجعلها تجلس وحيده.

ربما لم اكن افكر بهذا عن هيونا لأني اجهل تماما كل شيء عنها

لكن اجد شخصيتها الغريبة بدئت تترسخ وتتضح ... مما يجعلني قليلا اتفهم بعض الامور حيالها

مما جعلني اتساءل حقا هل هناك احد اخر غير هيونا قمت بنفس الشيء معه؟

لقد اعتقدت انها شخص ذو علاقات كثيره.

اذا لما هي تشعر بالوحدة؟

التفت الى كيان و البقيه ... كان كيان يضحك ساخرا من جوردن الذي كان يتحدث بللغة الام ... على ما اعتقد فأنا لا افهم ما يقول ... بينما كارل كان يعبث بطعامه وهو يتحدث ويضحك في وقت واحد.

لا اعلم حقا ... انا فقط لا اعلم لماذا قارنت جلوسي هناك برفقة هيونا في صمت. و في جلوسي معهم.

كذلك حقا انا لا اعلم لماذا شعرت بحقد تجاههم.

لما انا اشعر بذلك !!

انا لا اكرهه اصدقائي

لكن رؤيتهم بجانبي ...وبالرغم من ذلك فهناك حاجز لا اعلم من الذي قام بصنعه ...

انا ام هم !!!

تصرفاتهم الباردة مؤخرا !!!! ام كوني لا أسمع !؟

انا ادرك تماما اني اعتبرهم رفقاء درب لا اكثر .... لكني اجد نفسي اشعر بكثير من الامور تجاههم.

كذلك اطالب منهم امور لم اكن اعتقد اني اطالب بها مسبقا.

نهضت من مقعدي مما جعلهم ذلك يلتفتون الي

وقبل ان يتحدث احدهم .

" اشعر بالملل .... سوف اجوب المكان لوحدي "

اومئ الفتيه برأسهم ... بالرغم من اني استطيع ادراك انهم لا حظو انزعاجي وتجاهلوا ذلك

وهذا امر لم اعتد عليه

فهم حينما انزعج اما يقومون بإزعاجي اكثر او يحاولون جعلي اشعر بشعور افضل قليلا ...

لكنهم تجنبوا كلا الامرين خاصة كيان

لما انا اتوقع الكثير؟

كف عن توقع ذلك.

اخذت علبة الماء معي وذهبت بعيدا ... عائدا ادراجي نحو هيونا

لقد قامت بتعليمي الهروب ...

والان سوف تعلمني الاختباء

تلك المجنونة ربما تقوم بتعليمي امر سيء بعد كل ذلك

****

[من عاش معاناة أما يشعر بالآخرين ومعاناتهم مهما اختلفت، أو تتحول هذه المشاعر لحجارة لا تشعر بشيء]

دخلت العيادة وانا اعبث بعلبة الماء بيدي ... لأجد كارمن تجلس على مكتبها وهي تضع تلك النظارات على عينيها بينما كانت مشغولة بالمفكرة أمامها

نظرت الي متعجبة .. لتبتسم كعادتها بريبه

" سيد بارك ... ما الذي جاء بك الى هنا !؟"

كنت على وشك ان اجلس مع المجنونة الوحيدة .. لكن يبدوا انك سبقتني على ذلك

"اتيت فقط .... كي القي التحية واقوم بشكرك على ما فعلتة لأجلي "

لقد كذبت مجددا عليها

كارمن وهي تضحك بسعادة غامره ... مبالغ فيها

" لا داعي الى ذلك...فقط انتبه لنفسك جيدا حسننا !."

اومئت برأسي كي اذهب .. لكنها اشارت الي

" بالمناسبة هل رئيت هيونا !؟ لم أرها منذ مدة طويله ...... ارجوك ابلغها اني اود التحدث معها في حال أن رأيتها حسننا !!"

ارتفع حاجبي بعد قراءتي لشفاه الممرضة ... والتي جعلتني احدق بها مستغربا

هل فهمت ما قالت خطاء ام ماذا !؟..... هل هذا يعني ان هيونا لم تقابل كارمن هذا اليوم !؟...

لم اجب عليها وانما ذهبت مسرعا الى السرير الذي كانت به هيونا .. و دون تردد قمت بسحب الستار بقوه.

لم تكن هناك ...

التفت الى كارمن وانا اشعر بأن هناك امر خاطئ يحدث او ربما سيحدث

" الم تقابليها هذا اليوم !؟"

كارمن متعجبة

" كلا ... لما قد اطلب منك ابلاغها بالقدوم الي ان كنت قد التقيت بها مسبقا !!"

كانت كارمن على وشك ان تطرح المزيد من الاسئلة لكني تجاهلتها وخرجت مسرعا

حقا هل سوف تمضي يومك كله بحثا عنها

اخذت ابحث في كل مكان.

كنت على وشك العودة الى القاعة فربما تكون قد عادت الى هناك لكني توقفت بعد ان رأيت حشدا امام دورات مياة الفتيات .. كان الحشد كله مكون من فتياااااات.

هل هناك خطب ما !!

توقفت بعد ان شعرت بشعور سيء مما جعلني اوقف احد الفتيات ، والتي اخذت تتبسم بمجرد ان امسكت معصمها لجعلها تنظر الي

لم اكن حقا بمزاجها فأنا اتمنى ان هيونا لم تكن سبب ذلك الحشد

" لما كل هذا الحشد ؟!"

" مرحبا آركيول .... "

" هل هناك شجار بالداخل !؟"

الفتاه منزعجة من تجاهلي لها

" اجل ... انها ابنة الرئيس و فتاة اخرى قد قررن الشجار بالداخل "

فتاه اخرى بجانبها تتحدث بسرعه لكني لم افهم سوآ كلمتين

"......... اكثر عددا "

لم اهتم حقا في ما اذا كانت دورة مياه للفتيات ام لا ... كذلك نسيت ان هناك حشد قد ينشر الاشاعات اليوم التالي ... ولكني اخذت ادفع الفتيات امامي كي استطيع العبور .. لكني توقفت بعد ان استوقفتني مجموعة من الفتيات امام الباب

" لا يمكنك الدخول انها دورة مياه الفتيات ... كذلك لا شأن لك بالشجار ... "

لم يكن لدي وقت للنقاش لذلك رفعت هاتفي مما جعلهم يستغربون الامر

حينها التقطت صور لهم جميعا

" سوف اقوم بتبليغ عنكم ايضا كمثيرات للشغب ... لا اعتقد ان أهاليكم مستعدين لتحمل فكرة طردكم من الجامعة بعد دفع الاموال على دخولكم فيها "

اخذت الفتيات ينظرن الى بعض بتردد حينها ابتعدن وهم يتذمرن.

بالطبع انا لن اقوم بركلهم كي يبتعدون عن الطريق ... فقد اطرد انا وليس هم ... لا سيما انه ربما اتعرض للعقاب لدخولي دورة المياه ...

لم اهتم لذلك ودخلت دون تفكير

كان أول مشهد لمحته عيناي حال دخولي يدين ميرا ترتفع بقوه كي تصفع هيونا لتسقط على الارض.

اتسعت عيناي حينما رأيت هيونا لتو قد تم صفعها.

منذ ان التقيت بجانغٍ هيونا حتى الان ... انا لم ارا احد قد قام بأذيتها من قبل باستثناء تلك النظرات واحتقار الطلاب لها

لم اشهد المنظر امامي سوآ الان .

اعلم تماما اني سبق وأن قمت بدفعها .... وقد كان ذلك في اول لقاء لنا.

لكن ذاك انا ... وكانت لدي اسبابي التي اتفهمها

هيونا مزعجه

مجنونه

حمقاء

وغبيه

لكن انا من كان يناديها بتلك الالقاب ... لا احد سواي

لما هي تقوم بصفعها وجعلها تسقط على الارضية المتسخة بينما هي لا تملك الحق في ذلك

شعرت بالغضب حقا ، كلا انه ليس بغضب ... فهو شعور اقرب الى الاستفزاز بقوه

حينها وجدت نفسي احاول الصراخ بصوت عالي على ميرا والفتيات برفقتها

كان الشعور مؤلما لحنجرتي.

لكن مجرد جعلهم يلتفتون الي بخوف مبتعدين عن هيونا جعلني اتجاهل ذلك

" انتٍ تتجاوزين حدودك ..."

اقتربت من هيونا ودون ان ابعد عيناي عن الفتيات امامي قمت بسحبها مع ذراعها لتقف على قدميها

لا اريد الشجار مع الفتيات.

لا احب النقاش معهم ايضا

ولا اريد البقاء هنا

لكني لم انسى حقا ما فعلته هيونا وتضحيتها السخيفة امام المحاضر اثناء البحث

لذلك وجدت نفسي اهدد ميرا والفتيات برفقتها

" ربما عليكم ان تستعدون للاعتذار بشكل رسمي الى ابنة رئيس الجامعة ... فقد يحول دون فصلكم .."

بدت الفتيات حينها قلقات واخذو ينظرون الى ميرا

خرجت حينها من خلفي هيونا لأجد المحاضر امام دورات المياه

هذا حقا جيد ... هذا ما ينقصني

" ما الذي تفعله بداخل دورات مياه الفتيات !"

كنت على وشك اخباره ان يغرب عن وجهي فأنا لست من عليه ان يحقق معه

لكني فوجئت بالفتيات من حولنا قد بدئوا يثيرون الفوضى استنفارا بسبب المحاضر

لا اعلم لماذا لكني استغللت ذلك للذهاب ساحبا هيونا من خلفي

لم اتوقف عن المشي الا حينما قامت هيونا بالتوقف وسحب يدها.

التفت اليها حينها لكني لم استطع النظر لها بسبب شعرها الذي يغطي وجهها

تنهدت بعمق

" لما لم تبقي مختبئة فقط ........ انا حقا لا افهم لما كذبتي بشأن كارمن ... لكني لا اهتم ... فقط توقفي عن جعلي اشعر بالسوء وأنا لم اقم بشيء من اجل ان اشعر بذلك "

ابعدت هيونا شعرها للخلف كي تكشف اخيرا عن وجهها ... الذي ارتسم علية اثر الصفعة

لقد كانت تبكي بالرغم من أنها قد اطبقت فهما بقوه كي لا تقوم بذلك

وقد كانت رؤيتها بهذا الحال كفيلة بجعل قلبي ينكمش بعد ان شعرت بالسوء تجاهها

هل اصبحت شخصا لا يحب رؤية الناس تبكي ام ماذا !

هيونا مشيرة الي

" تلك الحقيرة .... لقد ضحكت بشده حينما عثرت علي .... لقد اخبرتني انك ساعدتها في ذلك ... لقد كانت تتبعك طوال الوقت ... ان هذا بسببك ..."

اخذت احدق بهيونا وأنا لم افهم حديثها فكما لا افهم الشخص وهو يضحك لا افهمه وهو يبكي

لكني اردت حقا معرفة ما قالته

" توقفي عن البكاء.... انا ..... لا افهم ما تقولين ... "

هيونا والتي بدت غاضبه اخذت تشير الي

" لقد ساعدتها في العثور علي .... "

" كلا لم افعل ذلك "

هل ستخترع قصص من رآسها

" بل فعلت ذلك ....بسببك قد صفعتني بقوه.... "

اخذت هيونا تبكي كطفل تم منعه من اللعب خارجا مع بقية الاطفال

" توقفي عن التصرف كطفله ... اجل لقد صفعتك ميرا، ماذا علي ان افعل ... لقد اخبرتك ان تذهبي معي لكنك ......"

لم اتمكن من ان انهي حديثي بعد ان هجمت هيونا على شعري وأخذت تشده بقوه جاعلة مني اصرخ محاولا ابعادها عني

" افلتي شعري ايتها الغبيه ....."

بداء الامر يزداد بالظرب على ضهري ... لكنها لم تكن قوية على كل حال ..

بعد فتره توقفت اخيرا فلقد سحب ذلك كل طاقتها

ابعدت يديها غاضبا وانا امسح رأسي

" هل جننتٍ !!....... كيف تجرئين على شد شعري وضربي هكذا ؟....... "

اخذت حينها هيونا نفسا عميقا

بعد ان هدئت

" انا فقط غاضبه لم ابكي حزنا ... وانما غضبا ... انا حقا حقا اشعر بالغضب "

هل جنت تلك المسعورة !!

" ربما كان من الافضل تركك لتركلك تلك الفتاه ..."

هيونا

" اصمت ... "

اخذت هيونا تعدل ملابسها وترتب شعرها متجاهلة اثر الصفعة الذي بداء يصبح اكثر بروزا

"فلتذهبي لكارمن لتهتم بوجهك هذا ... "

اومئت هيونا برأسها

حينها عدنا مجددا الى العيادة ولصاحبة الابتسامة المريبة

هيونا وهي تتلفت يمينا ويسارا

" لم تعد بعد !!!!"

" لقد كانت هنا .... "

لم تكن كارمن في المكان مما يعني انها ذهبت مجددا

حينها ذهبت هيونا وقامت بفتح ثلاجة العيادة و أخراج كمادة ثلج لتضعه على وجهها

بينما انا جلست على مقعد الانتظار

وبينما كنت انظر الى هيونا الواقفة هناك امام الثلاجة .. انتبهت انها لم تكن ترتدي حذائها بعد

على ما يبدو انهم سحبوها من هنا

هيونا بعد ان التفت الي

" لا تفكر كثيرا لقد كنت غاضبه، كذلك لم يكن بسببك .صحيح انهم قمن بتتبعك حتى وصلوا الي ... لكن انت لم تكن تعلم بذلك .. لا استطيع حقا لومك فأنت لم تشعر بوجودهم بسبب كونك لا تسمع "

تذكرت حينما قامت ميرا بتهديدي بأني لن استطيع سماع صوت هيونا حينما تطلب المساعدة مما جعلني انزعج من كونها كانت على حق لكني تجاهلت الامر

هيونا التي ظهرت امامي فجأة مقاطعة تفكيري

" كف عن التفكير كثيرا ... حقا هل انت تتحدث الى نفسك ام ماذا ؟!"

انتٍ حقا لا تعلمين كم اتحدث الى نفسي كثيرا حتى في هذه اللحظة

" لا شأن لك ... اهتمي فقط بوجهك المتورم هذا "

هيونا تشير الى وجهها

" هل ابدو قبيحة هكذا !!"

" اجل "

في الواقع هي لا تبدو قبيحة، لا يبدو الامر خطيرا

لكني وددت قول ذلك

هيونا وهي تبتسم متجاهلة ما قلت للتو

" بالمناسبة ... بدوت قلقا بشأني حينما صرخت هناك ... انت حتى لم تترك يدي طوال الطريق "

اخذت انظر الى هيونا لفترة بعد ان شعرت بثلجة قد وقعت على رأسي من هول ما قالت

" م .... ماذا !!!"

هيونا مشيرة الي

" لا بأس .. فمن الجيد ان تقلق بشأن من حولك ... انه امر طبيعي سيد آركيول"

انتٍ مفعمة بالثقة حقا

" انتٍ مجنونه "

" كف عن قول ذلك لي ..."

شعرت بهاتفي يهتز مما جعلني اتجاهل ما قالته للتو بشأن كوني قد قلقت بشأنها بالطبع انا لم افعل ذلك انما ... خشيت ان يلقى اللوم علي ... ولقد قمت بذلك لأنه يجب علي ذلك بفضل الاتفاق الذي بيننا

رساله من والدتي

{ عزيزي سوف اذهب اليوم لرحلة عمل الى بوسان ... بشأن ندوة مفاجئة قد اقيمت وأنا احد المدعوين ... لا استطيع العودة للمنزل الان ...لذلك حينما تعود للمنزل قم بتجهيز حقيبتي و أرسلها الي في مكان العمل .. }

والدتي ستذهب اليوم! هل هذا يعني بأني سأجلس في المنزل لوحدي هذه الليلة !!

اخذت اكتب لوالدتي رسالة هي الاخرى كي أسألها ان كانت تريد ملابس معينه للعمل هناك ام لا ... فهذه ليست المرة الاولى التي تذهب فيها الى رحلة عمل ... لقد قامت بذلك مرارا وتكرارا ... ولكن انا لم اقم مسبقا بتجهيز حقيبة والدتي ...

في هذه الاثناء كانت هيونا تعبث بأحد الرفوف في العيادة بحثا عن شيء ما

لتعود الي مسرعة وهي تحمل بيدها ضمادة جروح

نظرت ليدها التي تمد الي الضمادة

" ماذا !!"

" ضعها لي "

" ضعيها بنفسك "

هيونا بإلحاح

" ضعها "

" اغربي من وجهي "

" آركيول "

" كلا "

اخذت احاول انهاء رسالتي لكن هيونا اخذت تقفز امامي وتحجب عني رؤية هاتفي بيديها

نظرت لها محاولا جعلها تتوقف عن ذلك

" انا جاد "

" هل تعتقد اني لا اجيد وضعها ... انها مجرد ضماده ... لكني خائفة ان تؤلمني وجنتي ان لمستها "

نظرت لها بشك

" هل تؤلمك حقا ؟!"

" ولما قد اكذب !!"

" انتٍ دوما تكذبين "

" كلا لم افعل .. ومتى كذبت عليك اخر مره !!"

حقا ... انها لن تتوقف عن الادعاء بعدم كذبها.

" لقد كذبت بشأن كارمن هذا اليوم ...بالرغم انه لا يوجد مبرر لكذبك ... اعتقد انها فقط عادة لديك "

هيونا محاولة اقناعي

" حسننا لا بأس انا كاذبه... و الان هل ستضعها لي ؟"

انا مبتسما

" لا "

اخذت هيونا تتذمر بعد ان ابتعدت اخيرا مما جعلني انهي رسالتي وارسلها اخيرا

حينما انتهيت قمت بإدخال هاتفي في جيب سترتي

نظرت من حولي بحثا عن هيونا لأخبرها ان نذهب فلم يتبقى الكثير على المحاضرة

لأجدها هناك جالسة على الارض ترتدي حذائها الذي تركته بجانب السرير ..

" سوف أعود للقاعه .... هل ستأتين !"

هيونا التي وقف بعد ان انتهت

" اجل ... لنذهب "

لاحظت انها لم تضع الضمادة وانما قامت بإدخالها في حقيبتها

" هل حقا لم تنتهين من امرها بعد !!"

هيونا

" بفضلك طبعا ... سوف اطلب من كيان القيام بذلك "

" ولما تطلبين منه ان يقوم بهذا لك !"

هل تريد ان تحرجني مجددا امام الاغبياء؟

" فقط ضعيها هنا ... لا تثيري الكثير من الجلبة امامهم "

هيونا منزعجه

" وماذا تريد مني ان افعل ... كارمن ليست هنا للمساعدة ... وانا لا استطيع وضعها ... وانت لا ترغب بالقيام بذلك .. فقط اخبرني ماذا افعل اذا !!"

كنت سأخبرها ان تطلب من شخص آخر غير أصدقائي

لكني توقفت في تفكيري للحظه

اصدقائي ... ام كيان لوحده ؟!

حقا انا اتصرف بطفولة الان

ترددت حينها في ما اذا علي ان اقوم بذلك عوضا عنها ام لا

انها مجرد ضماده

الان ستصبح مترددا سيد بارك !!!... هل نسيت انك قمت بحملها الى العيادة بنفسك من قبل

ذلك كان اسواء من الضمادة

تنهدت منزعجا ... من الافكار في رأسي

لكني ذهبت نحوها دون ان اقول شيء وأخرجت الضمادة من حقيبتها

هيونا بشك

" هل ستقوم بذلك ؟..."

" اجل ... فقط لا تتحركي حتى انتهي "

دون ان تتحدث او تومئ حتى برأسها توقفت هيونا تماما عن الحركة بينما كنت انزع غلاف الضمادة

نظرت الى وجنتها التي قامت ميرا برسمة فنيه عليها.

وحينما كنت على وشك ان الصقها ابتعدت هيونا وهي تبدو خائفة

انا منزعجا

" توقفي عن الحركة انها مجرد ضمادة ... ام تريدين القيام بذلك بنفسك !"

بدت هيونا كمن يشعر بالريبة

" اسمع ... اعلم اني سيئة معك في الايام الماضية لكن .... لا تقم بالتسبب بالألم لي حسننا !"

هل هذا ما تفكر به !؟

حسننا انا منزعج منها لكن انا لا اقوم بتصرف صبياني كهذا

لما قد اتسبب بالألم لها؟

لم اجيبها وانما اعدت انتباهي لما كنت اقوم به

مجددا توقفت هيونا عن الحركة بينما كانت تغمض عينيها مبعدتا رأسها قليلا كي تفسح لي مجالا.

وضعتها بسهوله ...

الامر ليس صعب ...

وجدت نفسي حينها انظر الى هيونا التي لاتزال تغمض عينيها ... انها فتاه حقا ...

بإمكاني اخبارها ان تكف عن المبالغة و الخوف من ضماده.

و التصرف كشخص بالغ لا كطفل يخاف من الابر

لكني لا اريد ذلك

" انتهيت "

التفت هيونا الي بعد ان فتحت عينيها متفاجئة لتمد اصابعها كي تتأكد

" حقا...... ااه هذا مؤلم "

بالطبع سوف يكون مؤلم ان كنتي ستقومين بمسك وجهك بشدة هكذا

" توقفي عن لمسها حينها لن تؤلمك "

تجاهلت هيونا كلامي و اخذت حقيبتها ..

" هيا لنذهب "

**********

ما أن دخلنا القاعة ، تبين لي ان اصدقائي لم يأتوا بعد فلا يزال لدينا عشر دقائق على المحاضرة

ذهبت هيونا مسرعة لتجلس على مقعدها

حينها اتيت نحوها انا الاخر وقمت بآخذ حقيبتي .

بالطبع انا لن اجلس لحضور المحاضرة

فعلي الذهاب الى المنزل اولا من اجل والدتي

انا لست انسان مهمل

ربما اتأخر في بعض المرات ... لكني لا اتغيب ابدا الا حينما اشعر بالمرض ... او يكون هناك طارئ ما كوالدتي الان .

نظرت لي هيونا وانا ادخل مفكرتي بحقيبتي

" هي الى اين ستذهب ؟"

لا شأن لك.

لم اجب عليها وانما ذهبت فقط.

حينها قامت باللحاق بي لتوقفني بسحب يدي.

" كفي عن سحب يدي هكذا هذا مزعج "

هيونا بجديه

" ألا تنوي حضور المحاضرة !!.... ثم كيف لك ان تتركني هنا بعد ان تم الهجوم علي اليوم ... "

" ماذا افعل اذا ... علي العودة للمنزل .. اخبرتك اني مسؤول فقط حينما اكون موجود هنا "

" ماذا عني !"

" افعلي ما يحلو لك "

ادرت ظهري عن هيونا كي اذهب لكني فوجئت بيدها تسحبني من جديد

وهذه المرة بقوه

التفت اليها متعجبا

انها مجنونه .احتاج الى جائزه لاكتشافي لهويتها الحقيقة

جانغٍ المجنونة

" كفي عن ذلك حقا ...... هل ستضلين هكذا طوال الوقت .... انتٍ تدركين تماما اني لن ابقى معك دوما ..... لدي حياتي الخاصة كما ترين "

هيونا مشيرة الي

" حسننا لا بأس ... فقط انتظرني للحظه .. سوف اعود "

ذهبت هيونا مسرعة نحو القاعة

لكني لم انتظرها وانما اكملت طريقي ..

بالطبع هي لا تتوقع ان انتظرها

******

اخرجت مفاتيح سيارتي بينما كنت امشي متجها اليها

وقبل ان افتحها رأيت انعكاس هيونا مع نافذة السيارة

التفت اليها متسائلا

" لما لحقت بي ؟!"

" لما لم تنتظر ايها الخائن "

" هل اخبرتك بأني سوف اقوم بذلك ؟!"

" حسننا لا عليك .. لنذهب "

عفوا !!

عذرا هل اخطئت الفهم .. ام انها تعتقد انها ستذهب معي

" ماذا !"

" لا تنظر الي هكذا ... انت وقح في تحديقك .. انا ايضا علي الذهاب ... "

حقا تلك الفتاه ربما تعتقد اني اعمل سائق لدى والدها

" اغربي عن وجهي "

هيونا

" تحدث بطريقة افضل معي فأنا لن اطلب منك ان توصلني للمنزل مجانا كما ترى "

وهل اصبحت الان سائق اجرة اذا

هيونا مشيرة لنفسها بفخر

" كنت انوي الهروب .... كان سيكون الامر جيدا حقا .. لكن والدتك لتو اتصلت علي لتطلب مني ان اساعدك في تجهيز حقيبتها "

والدتي اتصلت بها !!

هل والدتي تحمل رقم هاتفها ايضا ؟

ولما تطلب والدتي خدمة منها

اعلم ان هيونا لا تكذب فكيف علمت على كل حال بسفر والدتي ان كانت تكذب ؟

" سوف اقوم بذلك بنفسي "

هيونا مشيرة لي بالرفض

" وهل تجيد تنسيق ملابس النساء سيد تشان ؟"

لن تنجحي في محاولة اقناعي

" انا اعرف ما ترتديه والدتي كل يوم .."

حسننا انا لا اعرف تماما فملابسها متشابه ... ان والدتي نمطيه.

هيونا

" لقد اخبرتها بأني سوف اقوم بذلك .... لذلك لا تجعلني ابدو سيئة امام والدتك "

لا تقلقي فهي بالفعل معجبة بك وبحسائك

لا اعلم كيف لوالدتي ان تقوم بذلك دون ابلاغي، لكني رميت الامر جانبا مستسلما

" اصعدي بسرعه "

استطيع رؤيتها ضحكتها بينما كنت اقوم بفتح باب السيارة من خلال انعكاسها في النافذة.

لابد اني اصبحت مثيرا للضحك بالنسبة لها

لحسن الحظ انها ليست مزعجة خلال الطريق فهي تحب النظر مع النافذة كثيرا وهي تضع تلك السماعات في اذنيها مجددا

لذلك كان من السهل نسيان وجودها قليلا ...

******

[نحن نأخذ العديد من الأمور على أنها من المسلمات، بالتالي لا نحاول البحث عن سببها أو التشكيك فيها]

نؤمن ان القهوة تحول دون النوم ....

دون ان نفكر في كونها لا تفيد في ذلك حينما يعتاد الجسد عليها

بعبارة اخرى نحن نرى الامور من منظور واحد فقط.

مهملين الامكانيات و الاحتمالات الاخرى.

***

حينما دخلت المنزل

اخذت هيونا تنظر الى المكان بإبتسامة لا معنى لها

" هل منزلكم نظيف هكذا دائما !؟"

" اجل .... و لا تعبثي في المكان ... "

" هذه ليست المرة الاولى التي آتي الى هنا .. وانا لست غبية لأفسد المكان "

اشرت اليها ان تتبعني حيث غرفة والدتي

هيونا بعد ان دخلت غرفة والدتي من خلفي

" واو لدى والدتك حس جيد في تصميم غرفتها "

لم انتبه الى ما قالت ... فلقد كنت منشغلا بفتح خزانة والدتي واخراج حقيبة السفر

انا مشيرا لهيونا

" قومي بعملك ... اذا احتجت المساعدة اتصلي على والدتي ... كذلك انتهي في اقل من عشر دقائق "

تجاهلتني هيونا تماما فلقد جذبت الملابس اهتمامها كليا.

فتاه

تركت هيونا هنا فلا سبب لمراقبتها

صحيح اني لا اثق بها كثيرا

لكن ليس وكأنها ستفسد المكان .

ذهبت الى غرفتي كي اقوم بتغيير ملابسي الى ملابس اكثر راحه ... كذلك اشعر بالحر بفضل هيونا التي اخذت ابحث عنها مطولا

او بالأصح طوال اليوم ..

ارتديت بسرعه ملابسي المعتادة، قميص الابيض و بنطال اسود.

نظرت الى الساعة كانت الواحدة ظهرا .... ربما علينا الاسراع كي لا نتأخر على والدتي فمكان عملها ليس بقريب على كل حال ... لكني فكرت حينها ... بشأن هيونا ..

هل اذهب بها اولا لمنزلها والذي هو في الجهة المعاكسة لعمل والدتي

ام اذهب اولا لأمي.

ربما علي ان اخبرها ان تذهب مع احد اخر غيري .. ان تستقل حافلة او اجرة

ذهبت الى غرفة والدتي ... لكنها لم تكن هناك

تلك الفتاه ستستمر للأبد في لعب لعبة الاختباء

لحسن الحظ فمنزلنا ليس بحجم الجامعة لذلك حينما نزلت وجدت حقيبة والدتي امام الباب الامامي بينما كانت هيونا تعبث في المطبخ

" ماذا تفعلين !؟"

التفت الي هيونا وهي تحمل علبة ماء في يدها

" اسفه شعرت بالعطش .... "

" كفي عن العبث ... سوف اذهب الان ... فلتستقلي حافلة ولتعودي لمنزلك .... "

" ولما اذهب مع الحافلة وانت هنا !؟"

" هيونا لا تبدئي معي ... ان مكان عمل والدتي بعيد جدا ... لست على استعداد للنقاش الان معك "

" حسننا اذا سوف ابقى هنا حتى تعود .."

ماذا !!!

" هذا بالطبع لن يحدث "

" ولما لا !!..... لا يوجد حافلات قريبة من هنا في هذا الوقت .... كذلك والدي لن يأتي الا في وقت متأخر ... وأن كنت لا تريد رفقتي فسوف ابقى هنا ... لن اعبث بشيء .... انا اعدك "

" هل هذا نوع من المزاح !؟..... لأنه غير مضحك .... "

" هل انا ابدو كمن يمزح الان !؟سوف ابقى امام التلفاز لن اعبث ابدا، انا اشعر بالتعب حقا لقد قامت ميرا بضربي بشده "

اخذت انظر الى تمثيل هيونا الفاشل امامي مدعية ان يديها وظهرها يؤلمانها

وهذا لن ينجح معي

ابدا

" الن تكفي عن الكذب "

" ربما حينما تتعاطف مع الوضع من نفسك ... حينها سوف اكف عن الكذب ..."

انا بعد ان استسلمت

" حسننا ... لكن ان قمتي بالعبث بشيء من اثاث المنزل .... فسوف احرص على جعل ميرا تركلك دون رحمه "

هيونا ترفع يديها

" اعدك .... "

اعلم اني سوف اندم

انا حتما سوف اندم

انا الان بدئت اندم

لا اعلم لما اصبحت اكثر مرونة معها ....... هل بدئت اعتاد على غبائها ...

رمت هيونا بنفسها على الاريكة حاملة جهاز التحكم بيدها ... لتشاهد التلفاز .

وكأنها تحاول استفزازي وجعلي اندب نفسي مرارا.

حينها اخذت حقيبة والدتي

اغلقت الباب الامامي

صعدت سيارتي وغادرت

انا حتما نادم على ترك المجنونة لوحدها في منزلي

Continue Reading

You'll Also Like

746K 61K 24
- الجزء الثاني من رواية اللورد - « العائلة، العلاقات الإجتماعية، الصداقة، والحب.. وجدتُ نفسي كالعادة وسط فوضى غريبة. أسرار كثيرة، وأناس أقصى ما يتمنو...
5.1K 1.3K 99
"وَهل سَيتفكك الرَماد ويُصبحَ شَجرةً خضراء مَليئة بالثِمار والورود؟" _____ أغلب الفصول مكونة من جُملة واحدة. #نظيفه
53.2K 3.5K 100
مُسلِمَة مُلتَزِمَة تَجِدُ نَفْسَها واقِعَةً بِحُبِّ قِسِّيس. فَهَل حُبُّها خاطِى أم أنَّ الأمرَ لَيسَ بِيَدِها؟ لَمْ تَكُن المَشاعِرُ تَحْتَ سَيْطَ...
6.6K 681 21
بينما قدماه تتدلى من أعلى الحافة و جسده يكاد يتهاوى ناحية الأسفل ، قطع عهد على نفسه أن الأنثى التي ستمسك به في هذه اللحظة ، لن يترك يدها لنهاية العمر...