• يَغُـصُّ بِـالـغَائِبّين •

由 Claireix6

91 7 2

كُنت الإسِتِثْنـَاء .. لا أَحَدَ يَفْهَمُنِـي .. ، عَكسي أنَـا التِي تَفْهَمُهم جَمِيعًا كـَأنّني أقـرَأُ د... 更多

²- °• كُلُّ الطُرُقِ تُؤَدِي إِلى رُومَا •°
³- °• التَـأرجُحُ فَوقَ الجَحِيم •°
⁴-•° واقِعُكِ أم الخيال •°
⁵- °• ريفٌ إسبَاني •°
⁶-°• إنطِفَـاء •°
⁷-°• خرقِ القَوانيّن •°
⁸-°• تخبط و حريق •°
⁹-°• حَافةٌ حَادة •°
مُقَـدِمَـة

¹ - °• قُيـود مُقَدَسـة •°

25 1 0
由 Claireix6

ألـفُ نَفسي بـِ قُيودٍ فرضتـها غصـبًا عـلى ذاتـي ، أترُكهـا تلتهمنـي بِبطـئ ، قـدستُها ..
فأصبحت تَحمل اللقب ، و المكـانة .. 
للأبـد ..

_____

إنتَهـت مُحاضَراتـي لِـ اليـوم ، أخـيرًا !!
إنّني حقًا مُتعبـة ، نظـرتُ لِهاتفي أتفَقدُ الساعَة

إنّها الرَابِعَةُ عَصرًا بِالفِعل

خـرجتُ مِن البَوابة الكَبيرة ، أسيرُ لِوحدي دون رِفاق يُشارِكُونني المَسير

ليس لِأنّني لا أمتلِكُ أصدِقاء ، بِالحقيقة أنا أمتلكُ الكثيرَ مِنهُم

لكِنني كُنتُ أتعمدُ الرَحِيل لِوحدي دائمًا ، كـي لا أتَعلق

فالتعَلُق أسوء مَا قد يمرُ بِه المَرءُ ، حقيقةً ..
أنا أفرِضُ على نفسي قَوانينٍ كَثيرة

أجبرتُ ذاتي على العملِ بِها و السير عَلى ماهيتها

دفعتُ باب المقهـى المُفضل لَدي ، لا أريدُ أن أعود لِـ المنزل الفَارغ الآن ، ليس قَبل ساعتين على الأقل

إتخذتُ مَقعدًا لي بِجانب النافِذة ، الكراسي المُريحة السوداء ، الطاولةُ الخَشبية ذات الشكل الدائِري ..

رقمُ الطَاولَة المَنقوشِ على نصب خشبي بِحجم كف يد طفل في العاشرة مِن عمـره 

سرحتُ في المنظَر أمامي ، الشارعُ العام الذي لا يَخلو مِن السيارات و المارة
الأشجار الكَثيفةُ تتحركُ بِفعل الرياح الشتويةِ المُنعشة بِالنسبة لِي على الأقل

تَوسّط خَدي كَفَ يَدي ، خصلاتِي السمراءُ القصيرةُ تسللت لِلجانب و شاركت الرياح الرقصَة الرومانسية

شردتُ أفكِر ..

بِلحظات مَسرُوقَةٌ مِن ماضٍ أسوَد ..
أينَ كُنت و أين صرتُ الآن ، بعد أن رمَت بِي أمواجُ الظروفِ المُتلاطِمة على شواطِئٍ من الغُربَة و اليَأس

وحِيدةٌ دون أحَد .. 

و مَع مرور الوقت .. ، ينسـاكَ الجَميع ، تُمسحُ مَلامِحكَ مِن الذاكِرة ، ينسـاكَ طَريقُ العَودة إلى المَنزل ، تنساكَ الأشّجار و الأزهارُ الموزَعة عَلى جـانِبيه .. ، تنساكَ العَصافيرُ و حَتى الفَراشات .

لا تَستغرِب حَتى إنْ نَستكَ الرمَـالُ و كـَلبُ الجِيران
بِـ بَساطـة ، أنتَ إخترتَ الرَحيل ، إخترتَ الإغتراب

لا أحدَ يُصدق أنكَ مُجبر ، لا أحدَ يُصدق أنكَ تحت ضغطٍ حَتَمَ عليكَ التَخلي ، لِـ البَـقاء على قَيدِ الحَياة ..
لِـ بناء مُستقبلِ مُشرق

لكنْ ..  ،

فِي النِهَاية .. ، تُنْـسَى وَ كَـأنّـكَ لَـمْ تَكُـنّ

" تَطلُبين ؟ "

قَاطَعَ حَبل أفكـاري صَوتٌ أعرفه حقَ المَعرِفَة
رمشتُ بِعَدم إستيعاب أنظرُ نَحوه

كـانَ هـو .. ، نفسُ البُرودِ و الهدوء
نفسُ الشخص قبل سنتين ..

لا زالت خصلاتهُ الشقراء تتسلل على عيناه ، بِنفس الطريقة التي إِعتدتها ..

فغر فاهي أنظرُ لهُ بِصَمتٍ دونَ أن أجيبه ، كما الحالُ معه ..

هو الآخر بَدى مَصدومًا بِشكلٍ كبير ، شعرتُ فجأة و كـأن دواماتٍ مِنَ الذكرى تقودني تسحبني غصبًا عني للخَلف

و كأن كلينا إنعزلنا عَن العالم ، إختفى ضجيج روما و تبخر ..
كنا أنا و هو فَحسب ..

" مَاذا سَتطلُبين يَا آنِسَة ؟ "

تحدث هو .. ، تَظاهر أنه لا يَعرفُني ، أنه لا أيامَ جمَعتنا سابقًا و لا حتـى لحظاتٌ ..

ألم أقل أني نُسيت كأنّني لم أكن ..؟

تجاهلتُ ذلك ، إبتلعتُ الغصة التي تشكلت في حنجرتي ، و بِصمتٍ فتحتُ منيو الطلبات

و أشرتُ حيث أرغب

" أمريكَانو و لُقيمات بِـ النوتيلا ، الدفعُ عِند الكاشير "

سَجَلَ ما طلبتُه و أعطاني ظهره مغادرًا ، كُنت لا أزال غارقة في محيطٍ مِن الصدمةِ ، و حقيقةُ أني أراه أمامي هُنا صفعتني على وجهي بِقسوة ..

لم يكن قاسيًا هكذا .. ، أدريـان القديم كان سوف يضمني بِسعادة فور رؤيتي ثم نجلسُ ليؤنبني على هروبي المعتاد و إختفائي المُفاجئ

لكن .. ، هذه المرة لم تكن كأي مرة سابقة
هذه المرة .. لن يؤنبني لهروبي و لن يحتضني بِسعادة
هو فقط .. سيتجاهلني كأنّني لم أكن حبيبتهُ يومًا ما

دعونا لا نلقي عليه الأمر كاملًا ..
فأنا أيضًا تغيرتُ كثيرًا و جدًا

إيڤالين القديمة كانت لِتهبَ فور رؤيته أمامها و ترمي بِنفسها داخل أحضانه تبكي كل الأمُور التي تؤلمها

لكن إيڤالين الآن صارت سجينة
سجينة لِقيودها المقدسة
تلكَ التي فرضتها على نفسها .. ظنًا و إعتقادًا و أملًا
أنها ستقودها للخلاص

إيڤالين رمت بِكُل الماضي خلفها .. ، بأفراحه قبل أتراحه
هنا إيڤالين جديدة ، مختلفة ، .. سجينة

وضِعَ الطبقُ المستطيل أمامي ، إثنا عشر قطعة فيه
كوب الأمريكانو بِجواره و كأسُ ماء فاتِر مُثَلَجْ

" الفاتورة "

ثم غادر ثانية ، تعلقتْ عَيناي بِـ ظهره المُغادر ، حتى إختَفى ..

شعرتُ بِشهيتي تَختفي ، فقط أنظرُ لهُ بِصمت دون أن أتَناولهُ
سحبتُ كأس الماء على عَجَل ، شربته دُفعة واحِدة ، ثم إستقمتُ

" لو سَمحت ، إحزمها لي ، سَـ آخذها في طَريقي "

قابلتهُ بِنظراتي التي إعتاد عليها
نظرتي الحادة ، المُتحَدِية ، الجريئة ..

لم أنتظر مِنهُ إجابة ، و تحركتُ بِخطوات واثقة نحو الكاشير لأدفعَ ثمن ما طَلبتُ ..

" طاوِلة رقمُ ثَمانِية "

دفعتُ ما طلب مِن مال و إلتفت ، وجدت موظف آخر خلفي يحملُ طلبيتي المحزومة و مدها نحوي

" شُكرًا "

" صحةٌ و عافيةَ "

خرجتُ مِن المَقهى ، أخذتُ أجرُ خَطواتي الخائِرَة ، لازِلتُ لا أُصدق حقًا ..
إنّني أرى أدريان بعد عامين !
عامين كاملين

رغبتُ بِالرَكضِ و العَودة إليه ، رغبتُ بِضمه بِقوة و البُكاءِ على صَدرِه كَما إعتدتُ أن أفعَل
تمنيتُ
لو أدفنُ رأسي بين ذراعيه
وأبكي كل الأشياء التي⁣
تؤلمنِي ..

لكن مُجددًا .. ، ها هي قُيودي المُقدسةُ تلتفُ على أطرَافي تُقيّدني مَكَاني تَمنعُني من الحَراك .. 
كَـ سجين حُكِمَ عَليه بـِ السجن الأبَدي دون حَراك من مَكانهِ ..

زفرتُ أنفاسي بِـ ضيق أستَذكرُ مَلامِحهُ حين رآني
، كان كَـ مَن  ، فَـقَـدَ بَـرِيـقَـه .. 

عيناهُ المليئةُ بِالحياة مُنطفِئة ، و نبرتهُ الدافئة أصبحت جليدية
عاد كَـ المرة الأولى التي عرفتهُ بِها ..

تلك التي أخرجتهُ منها أنا ، لِـ تنقلب الأمُور و أُصبِحُ مَن تُعيده إليها مجددًا بِهجرتي المفاجأة له و لِوطَني دون وداع ..

قادتني قدماي و رمت بي عند الجِسر ، إستوطـنتُ هُناكَ كرسي خشبي ، موضعتُ طعامي بِجواري ، و أمسكتُ بِـ كـوبِ الأمريكَانو أشربه بينما عيناي شردت بالغُروب

مع أني مِن مُحبي الشروق أكثر ..

" أنا أقنع نَفسي ، أنّني لا أهتمُ بِهذا القَدْر  ، لكني أشعر و كأني سَأموت ، لأشعر بِـ لمساتكَ ، فقط الحُب ، فقط الحُب يستطيعُ أن يؤذي هكذا  .. "

هذه الأغنية .. ، طرقت أبوابَ عقلي فجأة ، شعرتُ و كأنها تصفُ حالي ، رأيتني بدأت بِـ تمتمتها أُغنيها
أُعيد و أكرر بِحروفها

حقًا ، فقط الحُب يفعلُ ذلكَ ، هو الوحيد القادر على إيلامكَ بِهذا الشكل الكبير المؤذي ..

فقط الحُب إيڤالين ، فقط الحُب ..

____

نظرتُ لِـ الطاولة رَقمُ ثَمَانِية ..
حيثُ كانت هِي تجلس ،
هُناك ..

رأيتُها لِـ أولِ مَرةٍ مُنذ عَامين كانا نِسبة لي قَرنين كَاملين بل عَقدين و أكثر ..

لَم أكُن عَلى إستعداد لِـ مواجهتها مُطلقًا ..
أنا حقًا لم أَتَوقعُ رؤيتها مُجددًا ..

عَلى الأَقل .. ليس الآن !

طَلبتُ إذنًا لِـ الرَحِيل مُبكرًا الليلة ، لنْ أستطيع البقَاء هُنا ثَانية أُخرى

مَضيتُ فِي طَريقي أسيرُ بِـ بُطئٍ
لازلتُ تحتَ تأثِير الصَدمة

أتذكرُ كَيف هاجرت فجأة و تَركت خلفها كُل شيءٍ حتى أنا ، ..
أنا الذي كُنت في أشد الحَاجةِ لها

أتتني بِـ عُيون مليئةٍ بِـ الدُموع و إحتضنتني دون كَلام ، لم أنسى كيف تعلقت بِي بِشدة كأنني طوقُ نَجاتِها ، بكت كثيرًا داخل حضني ، بِصوتٍ مسموع دون الإكتراث لِمَن كان حولنا

نظرت لِي بِعُيونها الباكية و كوبت وجهي بِكفيها
همست لِي بـ كلماتٍ حُفِرت بِذاكرتي ماحييت

[ إنه كما الموت ، يسحبني رُغمًا عني لا بِموافقتي ]

لَم أفهم ما قَصَدت يومها ، لَكِنّني أدركتُ بعد أن إختفت فِي اليومِ التالي ما حدث ..

كَانت تقصدُ الرَحِيل ..
قصدت مُغادرتها بِالموتِ ، الذي ينتشل روحكَ غصبًا دونَ موافقةٍ مِنكَ

و كَان كلامُها صائِبًا ، ..
هِي جَسدٌ دون روح ، مختلِفة تمامًا
تسيرُ و تجرُ خطواتها مُتصنعة القوةَ و الثبات
تمضي بِدموعٍ عالقةٍ على رموشها تنتظر أن تُسأل عن حالها لِتفيض و تبكي كل الأشياءِ التي تؤلمها

كانت تُخبرني دومًا ، أنها تُحبُ دفنَ نفسها داخل صدري ، لِتبكي كُل ضيقٍ يؤلمُ قلبها و يُتعبُ روحها

نظراتُها اليوم .. ،كانت كَ مَن تُناجيني لإحتضانها مُجددًا ، كَانت غريقـةٌ تطلبُ أن أرمي طوق نجاةٍ لها

لكنني لم أستطيع .. ،لأنني كُنت أغرقُ كذلك
أ يُنقذُ الغَريق غريقًا و كلاهمـا يواجِهان الموت سويًا

أجل .. ، رحيلُها أماتني كما أماتها .
قتلني كما قتلها ..
دمر داخلي كل شيءٍ بنيتُه معها و عدتُ لِنقطة الصفر

هي تظنني لم أُسامِحها ، لَكِنّنْي لَم أغضب منها لأُسامحها ..
بل غاضبٌ مِنَ الظروفِ التي حَتمت عليها تَرْكِي و الإنسحاب مِن حياتي بِـ هذه الطَريقة المُؤلمة ..

سُكَّرَتّي و مُسَكِرَتّي  .. ، لقبُها القديم و الحديثُ كذلك
أجل ، فَهي سُكرة حياتي التي جعلتها حُلوة
و مُسكِرتّي التّي تُنسيني هموم دُنيا قاحلةٍ بائسة ..

كانت امرأة من النوع
الذي يظلّ عالقاً في ذاكرتكَ ..
حتّى لو لم تتحدَّث بكلمة واحدة إليكَ
كَيف إذن أنا ..
الذي كُنت معها فِي رحلة حياتها مُنذ أكثر ما يزيدُ عَن عشرة أعوام قبل أن تُهاجر ؟ ..

أنا فقط .. أشتاقُ إليها و لِكُلِ تفاصيلها
تِلك التي تُزين بها عالمي و تصنع منه مكانًا يصلحُ لِـ الحياة ..

______

يَـعتَصِرُ الشَوقُ أيسَري، وَعَيني تَشتهِي
‏لَـو أنّ تَـراهُ وَلـو لِـبضعِ ثَوانِ ..

مؤلمٌ رؤيته بعد هذه الأعوامِ دون أن نتبادل و لو السلام ..

دفعتُ باب المنزلِ الفارغِ بعد أن أزلتُ المِفتاح مِن قِفله ، سارت أناملي على الجِدار تبحثُ عَن قابصِ الكهرباء

رفعتُ الزر ليُضيء الممر ..
فزعتُ أتراجعُ لِلخلف حِينَ رأيتُ خيالاً لِشخصِ مَا يقترب ..

بدى لِأُنثى أكثر مِن كَونِه لِذكر
و هذا ما طمأنني قليلًا ..

" مَن هُنا ؟ "
نظفتُ حلقي و تشجعتُ أسير للأمام ، بعد أن تخلصتُ مِن حقيبتي و أمسكتُ بالمظلة التي كانت في سلة بِجانب الباب

" أوه ! إيڤي عَزيزتي لَقَد عُودتي "

توضحت هيئتها أمامي ، بإبتسامتها الواسعة وقفت بِأولِ المَمر ..
توسعت عَيناي بِصدمة و إنزلقت المِظلةُ مِن بين كَفي لتتوسطَ الأرض مُتخذة مكانًا لها هُناك

حركتُ شفتاي أنطق
" لِيـآف !! "

.

.

.

____

يُتبع .. 

继续阅读

You'll Also Like

108K 1.4K 51
𝐈𝐭𝐬 𝐭𝐡𝐞 𝐟𝐢𝐫𝐬𝐭 𝐝𝐚𝐲 𝐛𝐚𝐜𝐤 𝐭𝐨 𝐬𝐜𝐡𝐨𝐨𝐥 , 𝐀𝐚𝐥𝐢𝐲𝐚𝐡 𝐢𝐬 𝐧𝐨𝐰 𝐢𝐧 𝟏𝟎𝐭𝐡 𝐠𝐫𝐚𝐝𝐞, 𝐰𝐡𝐢𝐥𝐞 𝐬𝐡𝐞𝐬 𝐭𝐡𝐞𝐫𝐞 𝐬𝐡...
171K 3.9K 63
imagines as taylor swift as your mom and travis kelce as your dad
213K 10.7K 90
Being flat broke is hard. To overcome these hardships sometimes take extreme measures, such as choosing to become a manager for the worst team in Blu...