"أواااا."
كان الجميع في حيرة من أمرهم ولم يستطيعوا العودة إلى رشدهم بسبب صوت بكاء الطفل.
على الرغم من أنه قيل أن أقارب الدم الآخرين ليس لديهم اهتمام بالطفل، إلا أنها كانت من نسل مباشر لنامجونغ.
بمجرد أن فتحت نامجونغ هيران عينيها في الصباح، بكت كثيرًا.
هرعت عدة خادمات، بدءاً بالمربية، ليحتضنوها ويحتضنوها ويحاولوا تهدئتها، إلا أنها لم تكف عن البكاء إلا بصوت أعلى.
"ماذا يجب أن نفعل يا ناني؟ ألا يجب أن نتصل بالطبيب حقًا؟"
تململت سوسو وضربت بقدميها. المربية، التي كانت متعبة بشكل واضح، كان لديها أيضا نظرة تأملية على وجهها.
في العادة، كانت ستوبخ سوسو لأنها أحدثت ضجيجًا عاليًا، لكن يبدو أن المربية لم تكن تتمتع بحضور العقل للقيام بذلك.
نظرًا لأن بكاء نامجونغ هيران لم يتوقف طوال الصباح، جاءت الخادمات العاملات في الملحق وجمعت أدمغتهن معًا، ومع ذلك لم يكن هناك حل واضح.
"لقد غيرت البطانية أمس. هل لأن البطانية غير مريحة؟"
هزت المربية رأسها بينما جهزت الخادمة الفراش والملابس.
"لقد حاولت بالفعل تغييره، لكنه لم يساعد."
"مع تغير الفصول، يتم جلب عناصر جديدة. هل يمكن أن يكون هذا هو السبب؟"
أنكرت المربية كلام الخادمة وهي تطرح الأسئلة بحذر بوجهها القلق.
"لا."
بغض النظر عن نواياها، فإن المربية التي راقبت نامجونغ هيران عن كثب لأطول فترة كان لديها ما تقوله.
'أعتقد أنها تأمل في شيء ما.'
'لا أعرف ما هذا.' أظهرت المربية فزعها عندما رأت نامجونغ هيران تبكي بمرارة.
على الرغم من دموعها الحزينة، لم تتوقف نامجونغ هيران عن محاولة قراءة الأجواء المحيطة بها.
كما كان من قبل، عندما لم تكن تأكل، كانت قادرة على السيطرة على مرؤوسيها ووقف القيل والقال.
'لكن البكاء مختلف.'
لقد بكت بالفعل لمدة ساعتين. في هذه المرحلة، حتى الأشخاص الذين لا يعرفون الكثير عن الأطفال يدركون أن هناك خطأ ما.
علاوة على ذلك، عرفت المربية وسوسو أنها كانت تشرب الماء فقط ولا تأكل بشكل صحيح لعدة أيام. إذا استمر الوضع الحالي، فمن المؤكد أنهم سيكتشفون ذلك أيضًا.
مجموعة الخادمات اللاتي في حيرة من أمرهن ولا يعرفن ماذا يفعلن، والمربية التي تقف بينهم وتصدر أصواتاً.
"أووا."
التقطت نامجونغ هيران هذا المنظر في عينيها.
ولأنها بكت دون أن تأكل بشكل صحيح، لم تعد تبكي بصوت عالٍ.
"هواه."
لقد مر وقت طويل منذ أن هدأ ضجيج البكاء العالي.
بدا الأمر كالشمعة التي بدت جاهزة للانفجار في أي لحظة، لكن على الأقل كان عليها أن تبكي وعيناها مفتوحتان لتخلق موقفًا محسوبًا.
'آه... أنا جائعة.'
الآن، إذا وضع شخص ما أي شيء في فمها، كانت واثقة من أنها ستأكل أي شيء.
'كنت أعلم أن هذا سيحدث وأكلت كثيرًا الليلة الماضية، لكن ذلك لم يساعد على الإطلاق'.
عندما فتحت عينيها في الصباح، كانت عملية الهضم قد اكتملت بالفعل.
'أريد أن أنهي هذا في وقت أقرب من الإضراب عن الطعام.'
إنها تتساءل إذا كان ذلك سيكون سهلاً. استنزفت قوتها المتبقية وبكت.
وفي الوقت نفسه، لم تتوقف نامجونغ هيران عن التفكير.
'إذا لم ينجح هذا... لا، فقط استمر في القيام بذلك حتى أقوم بالأمر بشكل صحيح.' لا يوجد شيء لا يمكن القيام به.'
سرعان ما أصبحت تبدو ضعيفة لأنها عاشت بشكل أكثر راحة. تتجول عيون نامجونغ هيران وهي تتتبع الماضي.
سقطت عائلتها وألقيت في العالم دون أن تتمسك بأي شيء. لقد واجهت الموت مرات لا تحصى.
ومع ذلك، نجت.
إذا لم تنجح مرة واحدة، فإنها تفعل ذلك مرتين.
فإن لم ينفع مرتين فعشر مرات.
وإذا لم تتمكن من القيام بذلك عشر مرات، فإنها تصعد عشر مرات أخرى، وأخرى، وأخرى.
بهذه الطريقة، أصبحت عار نامجونغ أعظم سيد سيف في عالم الفنون القتالية، وأصبحت زهرة نامجونغ الشائكة، التي يقال إن كل ما كان عليها تقديمه هو جمالها، شبح السيف الذي يخشاه أتباع الدم أكثر من غيره.
'مهما حدث، لا شيء يمكن حله بسهولة.'
الآن بعد أن أصبحت طفلة صغيرة، اعتقدت أنها ستعمل بجد لتأكل وتنام وتكبر، لكن العالم مجنون.
"هواا."
"مربية. إنها ليست بصحة جيدة. إذا سمحنا لها بالبكاء لفترة أطول، ألن تصاب بمرض خطير؟ "
بدلاً من سوسو، التي تم توبيخها بقسوة بالفعل، قالت خادمة أخرى وهي تنظر إلى المربية.
"قد تكون تكافح من أجل النوم، لذلك دعونا ننتظر لفترة أطول قليلا."
عرفت كل من المربية وسوسو أن الأمر ليس كذلك. والخادمات عرفن أيضًا. ولكن لم يكن هناك أحد هنا يستطيع أن يخالف كلام المربية.
"نعم يا مربية."
تحولت عيون قلقة إلى نامجونغ هيران.
نامجونغ هيران، التي بكت طوال الوقت الذي فتحت فيه عينيها، لم تحتمل تعبها واستسلمت جسدها للنعاس المتسارع.
ربما بسبب بكائها طوال الوقت، لم تتمكن حتى من فتح عينيها المنتفختين. حاولت نامجونغ هيران أن تفتح عينيها.
'انتهى!'
في اللحظة التي فتحت فيها عينيها أخيرًا، أخذت نامجونغ هيران نفسًا عبثًا. كان ذلك بسبب الظل الذي كان يراقبها أمامها مباشرة.
" هيك ."
لقد كانت مندهشة للغاية لدرجة أنها بدأت في الفواق.
'نامجونغ... هوي؟'
كان نامجونغ هوي ينظر إليها بمزاج أكثر كآبة من المعتاد.
" هيك ."
نامجونغ هوي، الذي رأى أن الحازوقة لن تتوقف، توقف وأخذ قبعة صغيرة من حول المهد ووضعها على نامجونغ هيران.
'لماذا هو ماهر جدا؟'
لقد كانت إحدى الطرق المختلفة التي تستخدمها المربية أو سوسو عندما كانت تعاني من الحازوقة.
" هيك ."
ومع ذلك، حمل نامجونغ هوي نامجونغ هيران بين ذراعيه لأن الحازوقة لم تتوقف على الفور.
"صه. لقد أخطأ الأخ."
توقفت حازوقة نامجونغ هيران في الحضن المريح والدفء. أدارت عينيها.
'إذا لم أكن مخطئًا، يبدو أن نامجونغ هوي في مزاج أسوأ من المعتاد.'
سُمعت تنهيدة عميقة من نامجونغ هوي، الذي كان يربت بلطف على ظهر نامجونغ هيران.
"آو؟"
أصدرت نامجونغ هيران صوتًا.
أنزلها نامجونغ هوي بعناية من ذراعيه. عندها فقط رأت تعبير نامجونغ هوي.
'لماذا وجهه مذهول جدا؟'
هل حدث شيء أزعجك؟ هل كان هناك شيء كبير يحدث في عشيرة نامجونغ في هذا الوقت تقريبًا؟
ادارت رأسها.
أخبار من العائلة. مرت ببالها كل أنواع الأشياء، خاصة من سوسو التي كانت صادقة في نقل أخبار إخوتها.
حتى عندما وقع الشيوخ ومجلس الشيوخ في مشكلة، أو عندما تحدثت الإدارة العليا التي استثمرتها عشيرة نامجونغ عن هراء، بدا متعبًا، ولكن...
'لم يكن هناك وقت كان يمتلك فيه بشرة داكنة.'
(*البشرة الداكنة يشيروا بيها الى انه الشخص منزعج و متضايق)
أمالت نامجونغ هيران رأسها.
"سمعت أنك لم تتوقفي عن البكاء طوال اليوم."
أصبح تعبير نامجونغ هيران غامضًا.
'فقط بسبب ذلك؟ هل هو بسببي، وليس بسبب العشيرة، صنع هذا الوجه؟'
تظاهرت نامجونغ هيران بعدم ملاحظة ان جزء من قلبها يرفرف.
"حتى أصبحت عيناك منتفختين هكذا."
وضع نامجونغ هوي بعناية منشفة مبللة باردة بالقرب من عيني نامجونغ هيران.
"لماذا أنت حزينة جدًا لدرجة أنك لم تتوقفي عن البكاء؟"
خفف وجه نامجونغ هيران لأنها شعرت بالبرودة بمجرد أن لمستها المنشفة المبللة الباردة.
"همم؟"
"آو."
أصدرت نامجونغ هيران صوتًا هديلًا وتظاهرت بعدم ملاحظة سؤاله.
تذمر.
جاء صوت قصف عالٍ من معدة نامجونغ هيران.
عندها فقط أدركت نامجونغ هيران جوعها ولمعت عيناها عندما نظرت إلى نامجونغ هوي.
نامجونغ هوي، بوجه أغمق من المعتاد، أطعم نامجونغ هيران وجبتها، ونظر عن كثب إلى نامجونغ هيران، التي لم تعد تبكي أو تثير ضجة بعد الآن، ثم غادر.
في اليوم التالي، لم تتوقف نامجونغ هيران عن البكاء أمام المربية.
المربية وسوسو . حتى الخادمات في الملحق أسرعن وحاولن قصارى جهدهن، ولكن دون جدوى.
في وقت متأخر من الليل، كانت نامجونغ سوريون هي التي زارت نامجونغ هيران، التي بكت طوال الوقت الذي فتحت فيه عينيها.
لمست أطراف أصابعها الباردة حافة عينيها.
كان من الجميل أن تشعر ببرودة أطراف أصابعها وهي تلامس بعناية زوايا عينيها المنتفخة. ابتسم نامجونغ هيران بشكل مشرق.
"لماذا عيونك منتفخة جدا؟"
لقد كان صوتًا مليئًا بالانزعاج.
نامجونغ سوريون، التي كانت تداعب المنطقة المحيطة بعينيها لفترة من الوقت، حركت يدها. لقد كانت لفتة يد للتحقق مما إذا كان هناك أي إصابة أو ألم كبير غير عينيها المتورمتين.
"أنت لا تشعرين بأي ألم. هل كان هناك أي شيء غير مريح؟"
لقد ضربت المسمار على رأسها.
(*يعني اصابة في قولها = كلامها صحيح)
'ثم ماذا علي أن أفعل؟ لا أستطيع حتى التحدث على أي حال.'
نظرًا لأنها لا تستطيع التعبير عن نفسها من خلال الكلمات، فمن غير المجدي طرح أسئلة تكشف مشاعرها الحقيقية.
ابتلعت نامجونغ هيران تنهداتها.
'كما هو متوقع، إنه أمر محبط. يجب أن أكبر بسرعة.'
نامونج سوريون، التي كانت تراقب نامونج هيران عن كثب، أعدت وجبتها بنظرة قلقة على وجهها.
شعرت بالارتياح لرؤيتها تأكل مثل طائر صغير، لا يختلف عن المعتاد.
كان اليوم الرابع الذي استيقظت فيه وبكت بصوت عالٍ. جاءت الفرصة أخيرًا إلى نامجونغ هيران.
استمرت نامجونغ هيران، التي لم تستطع النوم، في التظاهر بالنوم وسمعت الأصوات من حولها.
'دعونا أولا نفهم الوضع.'
كان لديها أيضًا غرض الحصول على بعض الراحة.
إذا كشفت أنها استيقظت، فسوف تبكي مرة أخرى.
"عن ماذا تتحدث. هل تخطط سرًا للاتصال بالطبيب الآن؟"
"صه، الصمت! هادئ. سوف تستيقظ."
"الآن هي ملكة جمال المشكلة! لقد فعلت ذلك، وإذا اكتشفت المربية ذلك، هل تعتقد أنها ستكون بخير معك؟ "
"لذا، دعونا نبقى هكذا؟ لن نعرف إذا كانت الآنسة في خطر، هل تعلم؟"
توقفت نامجونغ هيران للحظة عند المحادثة بين الخادمة المرعوبة وسوسو المصممة.
'هل ستخبرين الطبيب عن حالتي؟'
.
.
.