FORMAL ASSUMPTION

By jknovii

1.1M 67.8K 70.3K

قـائـد فـيـلـق عـسـكـري رأى الإنـفـصـال عـن زوجـتـه هو الـحـل الأنـسـب لـتـربـيـة ابـنـه فـي بـيـئـة سـلـيـمـ... More

00
01
02
03
05
06
07
08
09
10
11
12
13
14
15

04

62K 3.6K 3.4K
By jknovii

four | formal assumption

.
.
.
.




.
.
.
.

........

قَـلـقـي و خَـوفـي عَـلـىٰ ڤـالـيـريـن انـسـيـانـي حَـقًـا بِـمَـن انـا بِـصَـدَد الـزَواج بِـه ،  لِـوَهـلَـة رأيـت الـحَـق مَـعَـه و لَـكِـن غَـريـزة الانـدفـاع لَـدي قَـادَتـنـي نَـحـوه .

- هَـويَـتـك و مَـكـانَـتـك حَـتـىٰ مَـنـصِـبَـك ذَلِـك الـذي تُـحـاول اخَـافَـتـي بِـه كُـلـمـا سَـنـحَـت لَـكَ الـفُـرصَـة، صَـدقـنـي كُـلّ هَـذا لا يَـهـمَـنـي امـام أمـان طِـفـلَـتـي ، لِـذَلـك نَـعَـم سَـأظَـل جَـاهـلَـة الـىٰ ان يُـغَـادرنـي ذَلـك الـقَـلـق بـشَـكـل كَـامِـل سَـيـدي الـقـائـد .

جـاحَ الـغَـضَـب شَـتـىٰ ارجـاء صَـدري فَـتَـلَـبَـث الـضَـيـق اوسَـطـه و بَـاتَ الـنَـفَـس بِـداخـلـه شَـكِـس .

تَـربَـصَـت تَـحـديـقـاتُـه الـثَـابِـتـة بِـوَجـهـي ، عَـيـنَـاه لا تَـتَـغَـلَـب عَـلـيـهـا اهـدابـِهـا يُـبـقـيـهـا صَـامِـتَـة و سَـاكِـنَـة مِـثـلـه .

ارتَـخَـت جِـفـونـي مَـعَ انـتـظَـام انـفـاسـي و سَـيـطَـرتـي عَـلـيـهـا ، فـي طَـريـقـهـا الـىٰ ذَلِـك الإرتِـخـاء تَـعَـثَـرت نَـظَـراتـي بِـحُـفـراتَـي وجـنَـتـيـه الـلـتـان بَـرزَا بِـشَـكـل مُـلـفِـت حِـيـنَـمـا عَـض عَـلـىٰ سُـفـلـيَـتُـه يَـسـحَـبـهـا الـىٰ الـداخِـل بِـواسِـطَـة قَـواطِـعـه .

حُـصـر انـتِـبـاهـي هُـنـاك لـذَلـك لَـم اعـي عَـلـىٰ ذِراعـه الـذي مُـدّ نَـحـوي و يَـده الـتـي حـاوطَـت مِـعـصَـمـي يُـرجـعـه الـىٰ خَـلـف ظَـهـري مَـعَ دَفـعـي نَـحـو جَـسَـده يُـلـصـقـنـي بـه .

شَـهـقـت بِـهَـلـع احـاول تَـدارك الـوَضـع الـذي ارغَـمـنـي عَـلـىٰ الـمـثـول بِـه بَـيـن يَـداه ، اسـتَـخـدمـت يَـدي الـحُـرَة فـي فَـردَهـا عَـلـى شِـق صَـدره الأيـسَـر ادفـع جَـسَـده عَـنـي ، اكـتَـفَـيـت بِـذَلـك خِـشـيَـة مِـن الـتَـلـعـثُـم امـامِـه كـونـي لَـم اسـتَـوعِـب الـىٰ الآن تَـصَـرُفـه ذَلِـك ، قـوَة جَـسـدي بَـاتَـت مُـضـمَـحِـلَـة امـامِـه فَـرَفَـعـت أعَـيُـنـي اذهـب بِـهـم الـيـه و انـا لا امـلُـك حـيـلَـة سواهـم .

حَـرَر شِـفَـتـه عِـنـدَمـا تَـلاقَـت اعـيُـنـنـا مَـعًـا ، مِـقـلـيـتـاه تَـنَـقـلَـت بَـيـن اعـيُـنـي كُـلّ واحِـدَة عَـلـى حِـدا .

- الـحَـل الـوَحـيـد لـلـجَـهـل هـوَ الإبـادَة فَـلَـيـس هُـنـاكَ مُـتَـسـعًـا مِـن الـوَقـت لـبـث الـمَـعـرفَـة بِـداخِـلـك ، تَـواجـدي فـي حَـيـاتِـك حَـقـيـقَـة فُـرضَـت عَـلـيـكِ ، وَاقـع لا مَـفَـر مِـنـه جـيـون ايـلـيـروڤـا  ، أفَـهِـمـتِ ؟

انـزَلـقـت مـاء جَـوفـي بِـداخِـل مـجـراه ، عَـيـنـاه تَـنـزَع سَـلامَـة رَوحـي مِـن داخِـلـي و يَـده عَـلـىٰ الـمَـدىٰ الـقَـريـب تُـزيـد مِـن ضَـغـطـهـا عَـلـىٰ مِـعـصَـمـي .

فَـشَـلـت فـي الـحِـفـاظ عَـلـى ثَـبـات جِـفـونـي و الـحِـفـاظ عَـلـيـهـم مِـن تِـلـك الـرَجـفَـة الـتـي صـابـت ثَـبـاتـي امـام هـالـتـه و نَـظَـراتِـه الـثـاقِـبَـة .

لَـويـت مِـعـصَـمـي بَـيـن قَـبـضـتـه فِـي مُـحـاولَـة تَـحـريـرهـا .

- سَـيـد جـيـون ، اتـركـنـي .

اطـراف أصـابِـعـه الـعـاريَـة لَـمَـسَـت بـشـرة مِـعـصَـمـي اثـنـاء تَـشـديـد الـضَـغـط عَـلـيـهـا و دَفـع جَـسـدي اكـثَـر نَـحـو جَـسَـده .

- لَـسـتِ فـي مَـكـانَـة تَـخَـول لَـكِ أمـري يـ إمـرأة .

نَـفـثـت مَـا تَـبـقـىٰ مِـن أنـفـاسـي بـغَـضَـب جـامِـح ، اصـوب بَـصـري بِـداخِـل سَـوداويـتـاه .

- أخـبـرنـي مـاهـي الـمَـكـانَـة الـتـي سَـمِـحَـت لَـكَ بـ لَـمـسـي رَغـمًـا عَـنـي ؟

قـادَ يَـده الأخـرى تِـجـاه وَجـهـي عِـنـدمَـا انـحَـرفِـت نَـظـراتـي فـي طَـريـق أخَـر غَـيـر وَجـهـه ، ابـهـامُـه تَـرَبـع فَـوق فَـكـي الأيـمَـن بَـيـنَـمـا بـاقِ أصَـابِـعـه غَـلَـفَـت وجـنَـتـي الـيُـسـرىٰ .

- سِـيـادَتـي عَـلـيـك  .

شَـعـرت بـ رَهـبَـة غَـريـبَـة احـتَـلـت كـامِـل جَـسَـدي ، كَـمـا شَـعـرت بـ ابـهـامـه الـذي بَـدأ فـي الـتَـحَـرك و الـزَحـف بـ اتِـجـاه ثَـغـري .

غَـرزت اصـابـعـي فـي سـتـرتـه اعـبـر عَـن قِـمَـة غَـيـظـي ، لا أشـعـر بـ الـراحَـة حـيـال هَـذا الـقُـرب ، قُـربـه هَـذا يُـخـلـخِـل صَـلابَـتـي .

- أنـتَ لا تَـمـلـك أيّ سِـيـادَة عَـلـيّ أيُـهـا الـقـائِـد ، فَـأنـا لَـسـتُ جُـنـديًـا تَـحـت أُمـرَتـك .

اقـتَـرب بـ وَجـهـه قُـرب شَـديـد كَـادت ان تَـتـلامَـس انُـوفَـنـا .

- مُـقَـارنَـتـك بـ جـنـودي مُـعَـادَلـة غَـيـر مُـنـصِـفَـة فـ أنـا لا أمـنَـح أيًـا مِـنـهـمـا لَـقـبـي .

انـفـاسـه تَـرتَـطـم بـ حَـوافـي شِـفـاهـي ، لَـم يَـكُـن أمـامـي حَـلًا أخَـ. غَـيـر كَـبـح أنـفـاسِـي كَـي لا يَـشـعُـر بِـهِـم كَـمـا يَـحـدُث مَـعـي .

ارخَـيـت يَـدي فَـوق صَـدره مَـع تَـنَـقـلـي بـ عَـيـنـاي مَـعَ سَـوداويـتـاه ، يُـواظـب الـتـواصـل مـعـي بـ نَـظـرات ثَـابِـتَـة و جـامِـدَة .

- سِـيـادَتـي عَـلـيـهـم تَـقـتَـصِـر عَـلـىٰ الأمـر و الـطـاعـة داخِـل الـمَـقـر الـعَـسـكَـري ، بَـيـنَـمـا سِـيـادتـي عَـلـيـكِ تَـشـمُـل خَـطَـواتـكِ ، نَـظَـراتـك ، عَـقـلـك و ثَـرثَـرة ثَـغـرك ، حَـتـىٰ شَـوائـب عِـصـيـانـك .

انـفَـرجِـت شِـفـاهـي فـي حَـالَـة مِـن الـضـعـف ، اخـذت نَـفـسًـا غَـائـر اجـبـر عَـيـنـاي عَـلـى الـتَـدحـرج الـىٰ الأسـفَـل ، حـيـنَـمـا اطـلَـقـت زَفـيـرًا احـسَـسـت بـ اصـابـعـه تُـكَـبـل عِـظـام فَـكـي

عُـدت الـيـه مُـتَـجـاهِـلَـة ارتِـبـاكِ ، حُـصـرت عَـيـنـاي بِـداخِـل جِـفـونـه فـور ان الـتَـقَـطـهـم .

- حَـديـثَـك يَـسـبـق أفـعـالَـك ، تَـتـحَـدث كَـمـا لَـو انَـنـي اصـبَـحـت زَوجَـتَـك بـ الـفـعـل ، مـازلـت كـيـوان إيـليـروڤـا لـذلـك سِـيـادتـك غَـيـر نَـافـذَة عَـلـيّ حَـتـى احـصُـل عَـلـىٰ لَـقـبـك و الآن اتـرك يَـدي .

صَـمـتـه اكـثَـر رُعـبًـا مِـن حَـديـثـه ، عَـيـنـاه لا اسـتَـطـيـع تَـفـسـيـر نَـظـراتِـهـا تِـجـاهـي او الـتَـكَـهـن بِـخـطَـوتـه الـقـادِمَـة ، اجـتَـمـعَـت انـفـاسـي اوسَـط صَـدري تُـزيـد مِـن تَـوتـري .

انـزَلـقـت يَـده مِـن فَـوق وَجـهـي فـي وَقـت غَـيـر مَـلـحـوظ ، ادراكـي و انـتِـبـاهـي مَـعَ مَـلامـحـه و نـظـراتـه صَـوبـي ، لِـذَلـك ادركـت مُـتـأخـرًا قَـبـضـة يَـده تِـلـك عَـلـىٰ يَـدي الـعـالـقَـة فَـوق صَـدره ، يَـسـحَـبـهـا الـىٰ الـخَـلـف مَـع الاخـرىٰ .

تَـحَـرك جَـسَـده الى الأمـام فَـسِـرت مَـعـه رغـمًـا عَـنـي ، كُـلـمـا تَـقـدم خَـطـوة كُـنـت فـي الـمُـقـابِـل اتـراجـع بـ مِـثـلـهـا حَـتـىٰ شَـعـرت بـ الـحـائِـط خَـلـفـي .

تَـوقـف عَـن الـسَـيـر بـي حِـيـنَـمـا ارتَـطـم ظَـهـري بـ ذَلِـك الـحـائـط ، يَـجـمـع كِـلـتـا يَـداي بِـداخِـل كَـفَـة يَـده الـيُـمـنـىٰ .

- مُـنـدَفـعَـة أنـتِ أيـتـهـا الـصَـغـيـرَة .

انـقَـبـض صَـدري فَـور ان لَـمِـس اسـفَـل ذَقـنـي نِـزولًا حَـتـى عُـنـقـي بـ سَـبـابَـتـه ، تَـدحـرجت تَـنـهـيـدة اسـفَـل اصـبـعـه تَـكـشـف لـه عَـن عَـدم راحَـتـي لـ قـربـه و لـمَـسـاتـه .

غَـاص اصـبَـعـه بـشـكـل مُـسـتـقـيـم بـ لَـمـسـاتَـه مَـع حَـنـجـرتـي حَـتـىٰ نِـهـايَـة عُـنـقـي ثُـم نَـزعـه يـصـف ذراعِـه بـ جـانِـب جَـسَـده .

- عَـقـلـك لا يَـعـمـل بِـشَـكـل طَـبـيـعـي و هـذا الأمـر بَـات يُـضـايـقـنـي ، لـسـانـك الـسَـلـيـط عَـلـيـكِ بـ احـكـامـه قَـبـل ان افـقـد صـوابـي ، الـتـزمـي بـ تـلـك الـتـحـذيـرات مِـن أجـلـك انـتِ و الأهَـم مِـن كُـلّ ذَلِـك ايـاكِ و امـري مُـجـددًا .

اسـرعـت فـي وَضـع يَـدي عَـلـى صَـدري حـاجـز بَـيـنَـنـا فَـور ان فَـك عُـقـدة قَـبـضَـتـه مِـن عَـلـيـهـم .

- جـيـون ايـلـيـروڤـا هـو لَـقـبـك مُـنـذ الآن أيّ يـعـنـي زَوجَـة قَـائـد الـفَـيـلـق جـيـون جـونـغـكـوك و بِـمَـحـض هَـذا راقـبـي تَـصَـرفـاتـك جَـيـدًا ، هُـنـا او فـي أيّ مَـكـان أخَـر .

ابـتَـعـد بَـعـض الإنـشـات يُـدثـر يَـده الـيُـمـنـى بِـداخِـل جَـيـب بِـنـطـالـه بَـيـنَـمـا الـيُـسـرى رُفِـعَـت حَـيـث وَجـهـه يَـمـسَـح بِـهـا عَـلـىٰ فَـكـه و اسـفَـل شِـفـاهـه اثـنـاء الـنَـظَـر الـيّ مِـن اسـفَـل جِـفـونِـه .

- سَـيـنـتَـهـي الـجِـدال حَـول هَـذا الأمـر خِـلال الـمَـسـاء ، عُـلِـم ؟

فَـهِـمـت انـه يَـقـصـد الـزواج بـ كـلامِـه هَـذا ، تَـحَـركـت مِـن مَـكـانـي  اخـطـوا خَـطـوَة واحِـدة مِـنـه .

- بِـمـا أنَـنـا قَـد وَصـلـنـا الـى ذَلِـك الأمـر عَـلـيـنـا مُـنـاقَـشَـة بَـعـض الـنِـقـاط الـمُـهِـمَـة .

رَفـعَ حـاجِـبـه الأيـسَـر يُـغـرز لِـسـانِـه فـي جِـدار وجـنَـتـه .

كُـنـت مُـتَـرَدِدَة بَـعـض الـشَـيء و حـائِـرَة أيـضًـا مِـن الـتَـحـدث مَـعـه فـي امـور تَـعـدّ شَـخـصـيَـة لـكـنَـنـي تَـجـرأت و بَـدأت فـي الـتَـحَـدث .

- مُـواكَـبَـة الـحـيـاة بـ مُـفـرَدي مَـعَ ڤـالـيـريـن مَـنَـعَـتَـنـي مِـن اكـمـال دراسَـتـي و بِـمـا ان هَـذا الـزواج سَـيـمـنَـحـنـي بَـعـض الـوَقـت اريـد الإلـتِـحـاق بـ الـجـامِـعـة مُـجـددًا ، هُـنـاك ايـضًـا امـر عَـمـلـي و تَـدريـبـي  .

قَـبـل ان اخـذ رده عَـلىٰ حَـديـثـي اضـفـت .

- لا اطـلُـب مِـنـكَ شَـيـئًـا ، اردت اخـبـارك فَـقـط مِـن اجـل ان لا تَـسـتـخـدِم لَـقـبـك فـيـمـا بَـعـد كَـحـيـلَـة فـي مَـنـعـي مِـن ذَلـك .

نَـفَـثـت انـفـاسـي بـ ارتـيـاح اعـود نَـفـس الـخَـطـوة الـتـي خَـطـوتـهـا مُـنـذ قَـلـيـل ، رَجـعـت بـ ظَـهـري اسـتَـنـد عَـلـىٰ الـحـائـط اراقِـب مَـلامِـحـه الـثـابِـتَـة الـتـي لا تَـتـغـيَـر اطـلاقًـا .

ارخـىٰ ذراعِـه بِـجـانِـبـه ، عَـيـنـاه مازالـت تُـرمـقـنـي مِـن اسـفَـل جِـفـونِـه .

- لَـيـسَـت لَـديّ ايّ مُـشـكِـلَـة مَـعَ عَـمَـلـك او دراسَـتـكِ ، يُـمـكِـنـكِ اكـمـالِـهـا مِـن ذَلـك الـحَـد الـذي وَقـفـتِ بِـه ، مُـشـكِـلـتـي سَـتَـكـون مَـع نِـسـيـانـك بـ مَـن انـتِ مُـتَـزوجِـة ، هَـل فَـهـمـتِ ؟

أومـأت مُـتَـفَـهِـمَـة جِـديَـة الأمـر و كَـم يَـهـمـه اسـمـه و مَـكـانَـتـه ، عِـنـدَمـا اخـذَ اجـابَـتُـه تَـحـرك بِـنـيَـة الـذهـاب لَـكـن حَـمـحَـمَـتـي الـمُـفـاجـئَـة اسـتَـوقَـفـتـه فَـعـاد بِـجَـسـده يَـسـتَـقـيـم أمـامـي .

- هَـل يُـمـكِـنـنـي الـخـروج الـيَـوم اذًا ؟

شَـكَـل عُـقـدَة بـيـداه خَـلـف ظَـهـره ، احـاط الـوقـار كَـامِـل جَـسَـده و تَـحـركـاتـه الـبَـسـيـطَـة ، ثُـم اردَف

- الـىٰ أيـن ؟

فَـردت جَـسَـدي ارفـع رأسـي انـا أيـضًـا .

- الـىٰ الـجـامِـعَـة مِـن اجـل تَـقـديـم اسـتـئـنـاف لـ دراسَـتـي .

خـرجَـت هَـمـهَـمَـة ثَـقـيـلَـة و خَـشِـنَـة مِـن حَـلـقـه بَـعـد عِـدة لَـحـظـات مَـرت فـي الـنَـظـر الـىٰ عَـيـنـي فَـقَـط .

- كَـلـمَـة لا لَـن تَـفـيـدك فـلا احَـد يَـسـتـمِـع الـيـكِ .

تَـجَـعَـدَت مَـلامِـحـي بِـعَـدَم فِـهـم ، لَـم اسـتَـطـع الاسـتِـفـسـار حـيـال هَـذه الـجُـمـلـة كَـونـه ذَهَـب مِـن امـامـي عَـلـىٰ الـفَـور بَـعـد الانـتِـهـاء مِـن نَـبـسِـهـا .

اسـتـغـرقـت بَـعـض الـلـحـظـات الـصـامـتَـة فـي الـشـرود بِـهـا انـظُـر الـىٰ ظَـهـره الـعَـريـض اثـنـاء مُـغـادرتـه ، اتَـمـتـم بِـبـعـضًـا مِـن الـجُـمـل خَـاصَـتـه بِـشَـكـل سـاخِـر و غَـاضِـب .

غَـادر الـمَـنـزل ، ذَهـبـت خَـلـفـه انـظُـر مِـن احَـد الـنَـوافِـذ الـجـانـبـيَـة ، اثـنـاء خـروجـه حـاوطـه رجـالـه مِـن كُـلّ الـنَـواحـي يُـرافـقـونـه حَـتـىٰ سَـيـارتـه ، تَـركـت كُـلّ شَـيء يَـحـدث و قُـمـت بـ الـتَـركـيـز مَـعـه حـيـنَـمـا وَقـف يَـتـحَـدَث مَـعَ رجـالـه ، الـتَـفـت يَـنـظُـر صَـوبـي ، اعـيُـنـنـا تَـلاقَـت مَـعًـا عِـنـد حِـدوث ذَلـك ابـتَـعـدت سَـريـعًـا عَـن الـنـافِـذَة ، لا اعـلـم كَـيـف اتـجـه بـ عيـنـاه مُـبـاشَـرة الـى مَـكـان وقـوفـي و الـنَـظـر الـيـه .

عُـدت ادراجـي نـاحـيَـة الـنـافِـذَة لَـكـنَـنَـي اخـفَـيـت كـامِـل جَـسَـدي خَـلـف الـسِـتـار ، حِـيـنَـهـا كَـانَ يَـحـمـل سِـلاح نـاري يَـقـوم بِـفَـحـصـه ، بَـعـد انـتـهـائـه وَضـعـه خَـلـف ظَـهـره و بَـدأ فـي الـتَـحـدُث مَـع رجـالِـه ، جَـمـيـعَـهـم يَـخـفـضـون رؤسِـهـم أمـامـه .

مِـن أيـن اتَـيـت بِـهـذه الـجَـرأة لـلـوقـوف أمـامـه و الـتَـحـدُث مَـعـه بِـتِـلـك الـطَـريـقَـة بَـيـنَـمـا رِجـالًا بـهَـذه الأحـجـام تَـقـف خـائِـفَـة مِـنـه .

ذَهِـبَ الـبَـعـض مِـنـهُـم الـىٰ أمـاكِـنـهـم الـسـابِـقَـة ، مـا تَـبَـقـىٰ مِـنـهُـم رافِـقـوه حَـتَـى سَـيـارتـه ، سَـحـبـت جَـسَـدي الـىٰ غُـرفـة الـطَـعـام و جَـلـسـت حَـيـثُ كُـنـت مُـنـذ قَـلـيـل ، تَـعَـلَـقـت نَـظـراتِـي بـ مِـقـعَـده ، احـدق بـه بـ ثَـبـات و قَـليـل مِـن الـغَـرابَـة ، زَفـرت انـفـاسـي بِـمَـلَـل ثُـم اسـتَـقـمـت ابـحَـث عَـن مـيـر فـي زوايـا هَـذا الـقَـصـر  .

اخَـذتـنـي خَـطـواتـي نَـحـو الـمَـطـبَـخ لـكِـنَـنـي لَـم اتـعَـدى حِـدودي ، بَـقَـيـت واقِـفَـة بـ الـقُـرب مِـن رواقـه فَـقَـط ، نـادَيـت عَـلـيـهـا عِـدة مَـرات و لَـم يَـأتـيـنـي أيّ رَد ، بَـعـد عِـدَة لَـحـظـات أتَـت لـي فَـتـاة اخـرىٰ مِـن طـاقِـم الـعَـمَـل مُـسـرعَـة تَـنـحَـنـي أمـامـي .

- أعـتَـذر سَـيـدتـي عَـن تَـأخُـري فـي الـقـدوم الـيـكِ ، كَـانَـت يَـدي مَـشـغـولَـة فـيّ بَـعـض الأشـيـاء .

كُـنـت بِـصَـدد الـرَد عَـلـيـهـا قَـبـل ان تَـذهَـب انـظـاري نَـحـو الـمَـدعـوَة بـ تـيـانـا ، تُـخـرج مِـن الـمَـطـبـخ و تَـسـتَـنـد عَـلـىٰ احَـد الـحـوائِـط .

نَـظَـراتِـهـا الـمُـعـتـادَة الـمَـمـلـؤة بـ الـكُـره و الـحِـقـد فَـقَـط ، لاحـظـت ارتِـبـاك الـفَـتـاة الأخُـرىٰ عِـنـدَمـا وجَـدَتـنـي احـدق بـ تـيـانـا فـ ادركـت انـهـا الـسَـبَـب فـي عَـدم اسـتـجـابَـة احَـد لـي قَـبـل قَـلـيـل .

اسـقَـطـهـا مِـن عَـيـني و اتَـجَـهـت بِـهـم الـىٰ الـفَـتـاة الأخـرىٰ .

- هَـل هَـذه الأشـيـاء لَـديـهـا أهـمـيَـة اكـثـر مِـنـي ؟

عَـقَـدت ذراعَـيّ اسـفَـل صَـدري اتـجـاهِـل تـيـانـا .

امّـا بِـخـصـوص تِـلـك الـفَـتـاة ، تَـحـول ارتِـبـاكِـهـا الـىٰ ذُعـر و خَـوف ، الـتَـمَـسـت فـي عَـيـنـاهـا الـرجـاء ، تَـفَـهـمـت خَـوفـهـا مِـن اخـبـار الـسَـيـد جـيـون عَـن مـاحَـدث ، اخـفَـضَـت رأسـهـا تُـعـبـر عَـن اسَفِـهـا .

- بـالـتَـأكـيـد لا سَـيـدتـي ، اقـدم اعـتـذاري مُـجَـدَدًا فـ هَـذا لَـن يَـتَـكَـرر مَـرة اخـرىٰ ، ارجـوكِ لا تَـخـبـري الـسَـيـد بِـمـا حَـدث .

رَفَـعـت يَـدي الـيُـمـنـىٰ اضَـعـهـا فَـوق ذراعَـهـا اطَـمـئـنـهـا .

- لا عَـلـيـكِ و لَـكِـن الـمَـرة الـقـادمِـة لا تَـسـمَـحـي لـلـغُـبـار ان يُـلـوث افـكـارك فـ الـغُـبـار عـابِـر عَـكـس اثـاره فَـهـي بَـاقـيَـة عَـلـى مَـن سَـمِـح لَـه بـالـمـرور .

تَـزامَـن قَـولـي مَـع الـنَـظَـر الـىٰ تـيـانـا الـتـي تَـفـاقَـم غَـضَـبِـهـا و قَـررت الـعَـودَة مِـن حَـيـثُ اتَـت .

أومـأت الـفَـتـاة تُـحـنـي رأسـهـا ، انـزَلـت يَـدي بِـجـانِـب جَـسَـديّ .

- و الآن اخـبـريـنـي ايـنَ تَـتَـواجَـد مـيـر ؟

رَفـعَـت عَـيـنـاهـا تُـحَـدق فـي مُـسـتَـوى بَـصَـرهـا .

- مـيـر فـي هَـذا الـوَقـت تَـكـون مُـتَـواجِـدَة فـي غُـرفِـة الـصَـغـيـر سَـيـدتـي .

اجـهَـل ايـن تَـكـون غُـرفِـة جـيـان كَـمـا لَـيـسَ مَـسـمـوح لـي ايـضًـا الـتَـجَـول فـي امـاكِـن اخـرى غَـيـر غُـرفـتـي لِـذَلـك لَـجـأت الـيـهـا .

- هَـل يُـمـكِـنـكِ اخـبـارهـا بـ الـقـدوم الـىٰ غُـرفَـتـي ؟

انـحَـنـت بـ جـذعَـهـا انـحِـنـاء بَـسـيـط قَـبـل ان تُـجـيـبَـنـي  .

- بـالـطَـبـع سَـيـدتـي .

غَـادَرت فَـورًا و ذَهـبـت الـىٰ الـعُـلـيـا ، بَـقَـيـت فـي مَـكـانـي لِـعِـدَة لَـحـظـات احـاول تَـشـتـيـت افـكـاري حـيـال جُـمـلَـتـه الأخـيـرة قَـبـل ان يَـذهَـب ، عِـنـدَمـا فَـشَـلـت فـي فِـهـمَـهـا تَـحَـركَـت انـا ايـضًـا اغـادِر الـرواق ، بِـخَـطَـوات سَـريـعَـة نَـوعًـا مـا تَـوجَـهـت الـىٰ الأعـلـىٰ حَـيـثُ غُـرفَـتـي .

عِـنـد دخـولـي وَجَـدت مـيـر تَـقِـف فـي احَـد زوايـا الـغُـرفَـة تُـراقِـب ڤـالـيـريـن بـ ابـتِـسـامَـة هـادِئَـة .

اتَـجَـهـت مُـبـاشَـرة الـىٰ طِـفـلَـتـي احـمـلـهـا بَـيـن احـضـانـي .

- تَـنـاولـتـي طَـعـامـك الـيـس كَـذلـك ڤـالـي ؟

كَـانَـت مُـنـشَـغِـلـة فـي الـلـعـبَـة الـصَـغـيـرَة بَـيـن يَـداهـا فَـتَـدخَـلـت مـيـر .

- واجـهـنـا بَـعـض الاخـتِـلافـات فـي أرآنـا انـا و ڤـالـيـريـن و لَـكـنَـنـا تَـوصَـلـنـا الـى حَـل يُـنـاسِـب كِـلانـا و تَـم تَـنـاول الـطَـعـام بـ نـجـاح .

تَـركـت ڤـالـيـريـن تَـلـهـو بـ لُـعـبَـتِـهـا الـصَـغـيـرَة فَـوق الـفِـراش ، اقـف مُـتَـجِـهَـة نَـاحـيَـة مـيـر .

- اعـلَـم ان ڤـالـي صَـعـبَـة الـمـراس مَـع الـغُـربـاء فَـهـي لَـم تَـتَـعـامَـل مَـع احَـد غَـيـري انـا و يـورثـا لـذَلـك اشـكُـرك عَـلـى صَـبـرك و حُـسـن تَـعـامُـلـك مَـعـهـا .

بـادَلـت حَـديـثـي بـ ابـتـسـامَـة لَـطـيـفَـة .

- هَـذا عَـمَـلـي ، لَـيـس هُـنـاكَ داعـي لـ الـشُـكـر ايـلـيـروڤـا كَـمـا ان ڤـالـيـريـن لَـطـيـفَـة لـلـغـايَـة لا تَـقـلَـقـي .

هَـزَزت رأسـي مُـتَـفَـهِـمَـة انـتَـقـل الـىٰ الـجِـهَـة الاخـرىٰ مِـن الـغُـرفَـة حَـيـث غُـرفَـة مَـلابِـسـي .

" أرَدت اخـبـارك انَـنـي سـأضـطَـر لـلـذهَـاب الـىٰ مَـكـانًـا مـا الـيَـوم ، اعـنـي مِـن اجـل ڤـالـيـريـن ، اريـد الإطـمـئـنـان عَـلـيـهـا اثـنـاء غـيـابـي و الـتـأكُـد مِـن انـهـا مَـعـكِ انـتِ و لا يَـتـعَـرض لـهـا شَـخـصًا اخَـر .

اوصَـلـت لـهـا خَـوفـي و قَـلـقـي عَـبـر تِـلـك الـجُـمـلَـة الـمُـبَـعـثِـرة .

اكـتَـسَـبَـت مَـلامِـحـهـا بَـعـض الـجِـديَـة مَـع لـيـن نَـظَـراتِـهـا .

- تَـقـصـديـن تـيـانـا ؟

ظَـهـرت الإجـابَـة عَـلـىٰ وجـهـي ، حَـركـت رأسـي بـشَـكـل مَـلـحـوظ اؤكـد لَـهـا .

- نَـعَـم ، هـي او غَـيـرهـا ، لا اثـق فـي احَـد هُـنـا سِـواكِ .

اغـلَـقـت عَـيـنـاهـا بـ امـتِـنـان .

- لا تَـقـلـقـي بـخـصـوص هَـذا الأمـر ، الـسَـيـد يَـمـنـع تـيـانـا بـالـتَـحـديـد مِـن الإقـتِـراب مِـن جـيـان و حَـتـىٰ غُـرفَـتـه و بـات هَـذا الامـر سَـاريًـا عَـلـى ڤـالـيـريـن مُـنـذ الأمـس لـذلـك تَـم نَـقـلـهـا الـى غُـرفَـة الـصَـغـيـر لَـيـلَـة أمـس عَـقِـب نَـومِـهـا .
 
احَـتـل الـفـضـول عَـقـلـي و افـكـاره ، تَـركـت مـا بـيَـدي و ذَهَـبـت الـيـهـا بـمَـلامِـح سـائِـلَـة .

- لِـمَ ، لِـمَ هـي بـالـتَـحـديـد ؟ غَـريـب هَـذا الأمـر .

انـتَـبـه كِـلانـا لـ ڤـالـي و هـي تَـزحَـف بـ جَـسَـدهـا فَـوق حـافَـة الـفِـراش مِـن اجـل الـنـزول ، بـخـطـوات صَـغـيـرة و لَـطـيـفَـة اتَـت الـيّ ، وَقـفَـت بِـجـانـب اقـدامـي تَـرفـع ذراعَـيـهـا الـصَـغـيـرَة نَـحـوي .

اسـتَـجَـبـت الـيـهـا بِـشَـكـل سَـريـع الـتَـقِـطـهـا مِـن فَـوق الأرض ، احـمِـلـهـا عَـلـى ذراعـيّ الأيـمَـن و بـيَـدي الـيُـسـرى اربـت فَـوق ظَـهـرهـا ، ارخَـت هـي رأسـهـا اعـلـىٰ كَـتـفـي تَـنـظُـر الـىٰ لُـعـبَـتـهـا تـارَة و الـىٰ مـيـر تـارَة اخـرىٰ .

داعَـبَـت مـيـر وجـنَـتِـهـا ثُـم تَـوجَـهَـت الـيّ بـمـلامِـح تَـحـمُـل اجـابَـة سـؤالـي .

- جَـمـيـع مَـن بـ الـقَـصـر يَـعـلَـم بـنَـوايـا تـيـانـا الـخَـبـيـثَـة و لَـكِـن الـسَـيـد يُـبـقـيـهـا مِـن اجـل غَـايَـة لا يُـدركـهـا احَـد سـواه .

فـاه ثَـغـري بـ ضِـحـكَـة سـاخِـرَة .

- وفـائِـهـا و اخـلاصـهـا لـ سَـيـدة الـمَـنـزل الـحَـقـيـقَـيَـة صَـحـيـح اذًا .

مَـلامِـح مـيـر تَـدل عَـلـى الإحـاطَـة عِـلـمًـا بِـمـا نَـبَـسـتـه و عِـنـدمـا رَكـزت بـ نَـظـراتِـهـا عَـلِـمـت ان هُـنـاك الـمَـزيـد .

ابـتَـسـمـت تُـخـفـض رأسَـهـا .

- هَـذا مـا تُـحـاول اظـهـاره لَـكِ و لـلـجَـمـيـع فـي مُـحـاولَـة اخـرىٰ لـ اخـفـاء مُـبـتـغـاهـا الـحَـقـيـقـي ، لا تَـنـطَـلـيّ عَـلـيـك تِـلـك الـحِـيـلَـة .

انـكَـمـشَـت مَـلامِـحـي ، تَـعـجَـبـت مِـن ادعـائـهـا الـقَـوي حـيـنـهـا و تَـصـديـقـي لَـهـا .

لَـبَـت مـيـر رغــبَـة فِـضــولـي و اكـمَـلَـت .

- تـيـانـا كـانَـت تَـطـمـح فـي مَـكـانَـتـكِ الآن و مَـازالـت ، لـذَلـك تَـسـتَـخـدم خِـطَـتـهـا الـبَـديـلَـة فـي مُـضـايَـقـتـك او بِـمَـعـنَـىٰ اصـدَق ، تُـحـاول اظـهـار حِـقـدهـا تِـجـاهـك خَـلـف سِـتـار الـسَـيـدة لـيـدنـا .

مَـلأت صَـدري بـ الـهـواء ، امـحـي مَـلامـح الإنـزعـاج الـتـي داهـمَـتَـنـي فـي غَـفـلَـة مـنـي فَـور نُـطقـهـا بـ تِـلـك الـجُـمـلَـة مِـن اعـلـىٰ وجـهـي .

تَـحَـمـحَـمـت اعـانـق ڤـالـي .

- و هَـل سَـيـدكُم لَـديـه عِـلـمًـا بِـمـا تَـطـمـح الـيـه ؟

اومـأت مـيـر بـ الإيـجـاب

- سَـيـدنـا يَـعـلـم بـخـفـايـا الـعـقـول و لَـكِـن كَـمـا اخـبَـرتـك مُـنـذ قَـلـيـل ، لَـديـه غَـايَـة مِـن كُـلّ هَـذا .

هَـمـهَـمـت بـعَـدم مُـبـالاة ، اطـرح سُـؤالًا اخـر .

- هَـذا يَـعـنـي ان زوجـتـه الـسـابِـقَـة لَـيـسَـت سَـيـئَـة كَـمـا فَـهـمـت ؟

اقـتَـربـت تـأخُـذ ڤـالـيـريـن مِـن بَـيـن ذِراعَـيّ تَـسـتَـمـر فـي الإبـتـسـام بـ هـدوء .

- لَـم اقُـل ذَلـك .

اجـابَـتـهـا الـمُـخـتَـصـرة نَـفَـت مـا طَـرحـتـه لـلـتَـو بِـشَـكـل غَـيـر مُـبـاشِـر فَـعـادَت مَـخـاوفـي تِـجـاهـهـا مُـجـددًا بـداخـلـي .

- سَـنـدعـك تَـتَـجَـهـزيـن بــراحَـة اكـبـر كَـي لا تَـتـأخـريـن عَـن مَـوعِـدك .

تَـركَـتـنـي لـ عَـقـلـي و ذَهـبَـت ، تَـتـزاحَـم بِـداخـلـه الآن الـكـثـيـر و الـكَـثـيـر مِـن الأفـكـار الـسَـوداويَـة حـيـال تِـلـك تـيـانـا و سَـيـدتِـهـا الـحَـقـيـقـيَـة الـمَـدعـوَة بـ لـيـدنـا .

قـررت ارتـداء مَـلابـس بـالـلـون الأسـود ، بِـنـطـال اسـود ضَـيـق و قَـمـيـص قُـطـنـي ذو اكـمـام طَـويـلَـة ، بـ يـاقَـة واسِـعَـة تُـكـشـف عَـن عُـنـقـي و تُـرقـوتـي ، يـأتـي بـ أزرار أمـامـيـة مِـن بِـدايـَـتـه حَـتـى الـنِـهـايَـة ، تَـركـت شَـعـري مُـنـسَـدلًا فـوق اكـتـافـي و ظَـهـري .

حَـمَـلـت حَـقـيـبَـتـي بَـعـد ان تـأكـدت مِـن وجـود جَـمـيـع اوراقـي الـشَـخـصـيـة الـمُـتَـعَـلِـقَـة بـي و بـ دراسَـتـي .

قـابـلَـنـي رجـالـه فَـور خـروجـي مِـن الـبـاب الـرَئـيـسـي ، وقـفـوا جَـمـيـعًـا امـامـي يَـخـفـضـون رؤسِـهـم .

اعـتَـقـد ان هَـذا امـر روتـيـنـي ، تَـجـاهـلـتَـهـم و اكـمَـلـت سَـيـري نَـحـو بَـوابـة الـقَـصـر ، تَـقـدم الـبَـعـض مِـنـهُـم يَـسـيـرون أمـامـي فـ اضـحَـيـتُ مُـحـاصـرَة بَـيـنَـهـم .

وَقـَفـت عَـلـىٰ حـيـن غُـرَة احـدق بِـهـم ، لَـم يُـقـابِـلـنـي احَـد بـوجـهـه قَـط ، مَـظـهـرهـم مُـخـيـف مَـع لِـبـاسِـهـم الـعَـسـكـري الاسـود .

- هَـل يُـمـكِـنَـنـي مَـعـرفَـة سَـبَـب لـحـاقَـكـم بـي ؟

حَـدقـت بِـهـم جَـمـيـعًـا انـتَـظـر ان يُـجـيـبـنـي احـدًا .

- اذا كَـان هَـذا مِـن اجـل مُـرافَـقـتـي فـ أنـا لا أريـد ذلك ، سـأغـادر بـمُـفَـرَدي .

الـتَـفَـت الـى الأمـام اكـمِـل الـسَـيـر ، عِـنـد خـروجـي مِـن الـبَـوابَـة لاحَـظـت وجـود سَـيـارة سَـوداء تَـشـبَـه سـيـارتـه واقِـفَـة امـامـي و بـجـانِـبـهـا بَـعـضًـا مِـن جِـنـوده ، يَـرتَـدون زيَـهـم  الـعَـسـكَـري بِـشَـكـل كـامِـل .

- اخـبـرت زُمَـلائَـكـم مُـنـذ لَـحـظـات بـ انَـنـي اريـد الـذهـاب بـ مُـفـرَدي ، هَـل عَـلـيّ اعـادَة كَـلامـي لَـكـم ايـضًـا ؟

قـام الـشَـخـص الـقَـريـب مِـن الـسـيـارة بـ مَـد يَـده يَـقـوم بـ فَـتَـح بـاب الـسـيـارَة و الـنَـظـر امـامِـه .

تَـمـالَـكـت نَـفـسـي احـتَـفِـظ بـ غَـضـبـي داخِـل صَـدري .

- لا ضـيّـر فـي تِـكـرار حَـديـثـي عَـلـىٰ كُـلّ حـال ، قُـلـت لَـكُـم انَـنـي لا اريـد مُـرافَـتـكـم تِـلـك لـي ، سـأذهَـب بـ مُـفـرَدي .

اسـتَـمـروا فـي تَـجـاهُـلـي و هُـنـا فـاق حَـنـقـي مُـسـتَـوى تَـحَـمُـلـي ، ابـعَـدت شَـعـري عَـن وجـهـي بـ قَـلـيـل مِـن الـقـوَة خَـلـف اذنـي و اتَـجَـهـت الـى حَـقـيـبَـتـي انـتَـشِـل مِـنـهـا هـاتِـفـي .

- يـورثـا ، هَـل تَـسـمـعـيـن صَـوتـي ؟

اردفـت فَـور ان اسـتـقـبَـلَـت مُـكـالـمَـتـي ، صَـوتـهـا الـمُـتَـعـجِـب اتَـانـي مِـن خَـلـف الـسَـمـاعَـة .

- نَـعـم اسـمَـعـكِ و بِـشَـكـل جَـيـد ، مـاذا يَـحـدث مَـعـكِ ؟

نَــظَـرت لَـهُـم جَـمـيـعًـا بـ حِـقـد اعـقـد ذراعـيّ اسـفَـل صَـدري .

- جـنـود الـقـائـد تَـتـجـاهَـلـنـي ، لا عَـلـيـكِ سـأتـحَـدث مَـعـكِ فـي وقـتًـا لاحِـق ، انـتَـبـهـي الـى حـالـك انـتِ و الـصَـغـيـر .

اغـلَـقـت مَـعـهـا الـمُـكـالَـمَـة ابـحـث عَـن رقَـمـه تَـحـت مُـسَـمـىٰ الـقـائـد ، غَـضـبـي انـسـانـي انَـنـي قُـمـت بـتَـغـيــيـره ، قَـبـل خـروجـي الـىٰ مُـسَـمـى اخَـر " الـسُـلـطَـة الـبَـغـيـضَـة " .

اخـذت بَـعـض الـوَقـت حَـتـىٰ ادرك ذَلـِك ، عِـنـدَمـا وَصـلـت الـيـه رفَـعـت الـهـاتِـف الـى اذنـي ، لَـم انـفَـك عَـن اغـراقِـهـم بـ نـظَـراتـي الـحـاقِـدَة .

تأخَـر عَـلـى اسـتِـجـابَـة مُـكـالَـمَـتـي ، قَـبـل ان انـزع الـهـاتِـف فـاقِـدة الأمَـل فـي الـتَـحَـدث مَـعـه ، غَـمَـر صَـوتـه الـخَـشِـن مَـسـمَـعـي .

- اصـعـدي الـى الـسـيـارَة فَـلَـيـس هُـنـاكَ ذَهـاب بـدونِـهـم ، او عـودي ادراجـك الآن الـىٰ الـداخـل .

اغـلـق الـمُـكـالَـمَـة عَـلـى الـفَـور يُـفـشـل ايّ مُـحـاولَـة فـي الـرَد عَـلـيـه .

ابـقـيـت الـهـاتِـف عَـلـىٰ اذنـي ادعـي عَـكـس مـا حَـدث ، تَـحَـرَكـت بـجَـسَـدي بِـشَـكـل عَـشـوائـي ، ضـغَـطـت عَـلـى زر الـصـوت فـي الـهـاتِـف اخـفـضـه ، امـتَـثـل الـتَـحـدُث مَـعـه .

- هـمـم ، حَـسـنًـا .

بَـعـد مـرور عِـدة لَـحـظـات انـزَلـت الـهـاتِـف مِـن فَـوق اذنـي اضـعـه بِـداخِـل حَـقـيـبَـتـي ، و بِـيـدي عَـدلـت خُـصـلات شَـعـري .

- حَـسـنًـا لَـقَـد اقـنَـعـنـي بِـكُـم ، لـنَـذهَـب .

صَـعـدت الـىٰ الـسـيـارَة اضـغَـط عَـلـى شِـفـاهـي ، انـفـض مِـن رأسـي شـعـوري بـ الـخَـجَـل .

...

اصـطَـفـت سَـيـاراتـه امـام الـجـامِـعَـة يَـضـع الـهـاتِـف فَـوق الـرَف الـمـتَـوسِـط اريـكَـة سـيـارتـه الـخَـلـفـيَـة ، ثُـم تَـرَجَـل مِـنـهـا بـمَـظـهَـره الـمُـهـيـب ، يَـسـيـر بـ وقـار خَـلـفـه ثَـلاث مِـن جِـنـوده فَـقَـط ، امَـر الأخَـريـن بـ الـبـقـاء فـي الـخـارج .

اتَـى عَـمـيـد الـجـامِـعَـة مُـهـرولًا لِـكَـي يَـسـتَـقـبـلـه ، اخـبـره احَـد حُـراس جـامِـعـتـه بِـقـدومـه عَـبـر الـهـاتِـف ، ظَـنَ ان هُـنـاكَ خُـطـبًـا او شَـيئًـا ما سَـيء قَـد حَـدث و هـذا هو سَـبَـب قِـدومِـه الـمُـفـاجـئ لَـهـم ، بَـقـي يُـرحِـب بِـه اثـنـاء سَـيـره بـجـانِـبـه بَـيـنَـمـا الـقـائـد عَـيـنـاه تُـدقِـق فـى جَـمـيـع زوايـا الـمَـبـنـى .

- ايَـن تَـقـع غُـرفَـتـك ؟

تَـقَـدم عَـمـيـد الـجـامِـعَـة بَـعـض الـخَـطـوات يُـشـيـر بِـيَـده الـى الـمَـصـعـد الـكَـهـربـائـي .

- مِـن هُـنـا سَـيـدي .

صَـعـدوا جَـمـيـعًـا حَـتـى جِـنـودِه ، وَقَـف الـقـائـد فـي الـمُـقـدمَـة بَـيـنَـمـا تَـوسَـط الـعَـمـيـد الـحَـيـز الـفـارغ بَـيـن رجـالِـه .

تَـوَقَـف بِـهـم الـمَـصـعَـد فـي الـطـابـق الـثـالِـث ، فـور خـروجِـهـم قـابَـلـتـهـم غُـرفِـة الـعَـمـيـد الـذي سَـبـق خَـطَـواتِـه مِـن اجـل فَـتـح بـابِـهـا مِـن اجـلـه .

قَـبـل ان يُـدلـف الـىٰ الـداخـل الـتَـفِـتَ لـ جـنـوده يُـشـيـر لَـهُـم بـ اصـبَـعـيـه الـسـبَـابَـة و الـوسـطَـىٰ مَـعًـا بِـشَـكـل افـقـي و رأسـي ، يـأمُـرهُـم بـ الـبـقـاء فـي مَـكـانِـهـم .

انـتَـظـر الـعَـمـيـد ريـثُـمـا يَـجـلـس الـقـائـد عَـلـى احَـد الـمـقَـاعِـد الـمُـتَـواجِـدَة امـام مَـكـتَـبـه و مِـن بَـعـدهـا تَـوجـه الـى كُـرسـيـه يَـجـلـس امـامِـه .

- هَـل لـي ان اعـرف مـا هـو سَـبـب هَـذه الـزيـارة الـقَـيـمَـة لـلـحَـرَم الـجـامـعـي سِـيـادة الـقـائِـد ، هَـل اخـطـأ ابـنـي فـي شَـيـئًـا ما ؟

كَـان مُـتـخَـوفًـا مِـن امـكـانـيَـة حـدوث هَـذا الأمَـر كَـون ان ابـنـه يَـعُـدّ احَـد جِـنـوده فـي الـمَـقَـر الـعَـسـكَـري .

اخـرَج الـقـائـد مِـن جَـيـب سُـتَـرتـه سِـيـجـارَة يُـشـعِـلـهـا و مِـن ثُـمَ دَفـنِـهـا بَـيـن نَـسـيـج شِـفـاهـه الـثَـخـيـنَـة .

- جـيـون ايـلـيـروڤـا طـالـبَـة لَـديـكُـم فـي تَـخـصـص الـمُـحـامـاة .

عَـكَـفَ الـعَـمـيـد حـاجِـبـيـه .

- لا اعـتَـقـد انَـنـا نَـمـلُـك طـالـبَـة بـهـذا الـنَـسَـب سَـيـد جـيـون .

نَـفـث دُخـان سِـيـجـارَتـه الـرُمـادي فـي خَـط مُـسـتَـقـيـم امـامـه .

- لَـكـنَـنـي قُـلـت ان لَـديـكُـم طـالـبَـة بِـهـذا الـنَـسـب بـالـفـعـل ، هَـل مـازال هُـنـاكَ شَـكًـا حـيـال ذَلِـك ؟

رَجـع الـعَـمـيـد بَـعـض الإنـشـات الـى الـخَـلـف يُـنـفـي بـ يَـده قَـبـل لِـسـانِـه .

- لَـم اقـصـد ذَلِـك سَـيـدي ، تَـنـاولـت الأمـر بِـمَـحـض الـدَهـشَـة فَـقَـط .

هَـمـهَـم الـسَـيـد جـيـون يُـنـزع الـسـيـجـارة مِـن فَـمِـه يَـجـعَـلـهـا حَـبـيـثَـة اصـبَـعـيـه .

- سَـتـأتـي بَـعـد قَـلـيـل الـىٰ هُـنـا مِـن اجـل تَـقـديـم اوراق اسـتـئـنـاف دراسـتـهـا ، انـتَ مَـن سَـتَـهـتَـم بِـهـذا الأمـر .

انـتـهـىٰ مِـن جُـمَـلـتـه يُـرمـي سِـيـجـارَتـه بِـداخـل الـصَـحـن الـمُـخـصـص لـ بـقـايـهـا ، حَـدث ذَلـك تَـزامُـنًـا مَـع وقـوفـه يـصـوب انـظـاره عَـلـىٰ مَـهـبَـط اصـابِـعـه الـتـي تَـسـحَـق مُـخـلـفـات تِـلـك الـسِـيـجـارَة اسـفـل انـامِـلـه .

انـتَـفـض الـمُـعـيـد مِـن فَـوق كُـرسـيـه يَـقـف مُـقـابِـلًا لـلـقـائِـد .

- كَـمـا تـأمُـر سَـيـدي .

سَـحـبَ الـقـائِـد يَـده يُـشـيـر يـ اصـابِـعـه الـتـي يُـغـلـفـهـا رَمـاد حَـريـق سـيـجـارتـه .

- نَـبـرة صَـوتـك مَـعـهـا هـي مَـن سَـتُـحَـدد مَـصـيـرك انـتَ و جـامِـعـتـك تِـلـك .

نَـقـل ذلـك الـعَـمـيـد نَـظـراتِـه بَـيـن وَجـهـه و اصـابِـعـه الـمُـصَـوبِـة نَـحـوه .

- تَـمـتَـلـك زَوجـتـي نَـبـرَة هـادئَـة ، حـاول تَـجـاوزهـا فَـقَـط ، وقـتـهـا سَـتـصـبـح انـت و هَـذا الـحَـرَم الـجـامـعـي رمـاد شَـبـيـه لـ رمـاد سـيـجـارَتـي .

تَـدخَـل اصـبـعـه الإبـهـام يُـزيـل ذَلـك الـرمَـاد مِـن فَـوق بَـشـرَتـه فَـوق مَـكـتـب مَـن يَـقـف مُـرتَـعـدًا يُـحـاول بَـلـع مـاء جَـوفـه و الـوقـوف بـشَـكـل ثَـابِـت امـامِـه .

خَـرج مِـن الـغُـرفَـة بـدون ان يَـمـنـح ذلـك الـرجُـل فُـرصَـة لـ استيـعـاب مـا امـره بـه لـلـتَـو .

قـابِـل رجـالـه عـنـد خـروجـه مِـن الـغُـرفَـة، فَـسـاروا خَـلـفـه تِـجـاه الـمَـصـعـد يُـغـادر الـحَـرم الـجـامـعـي مُـتَـجـهًـا الـى الـمَـقَـر الـعـسـكَـري .

...

طـوال الـطَـريـق الـخَـوف و الـقَـلـق يَـلـتَـهـمـانـي ، خـائِـفَـة مِـن ان يَـتِـم رفـض ذَلـك الإسـتِـئـنـاف ، او مِـن تَـعـلـيـقـه بِـدون سَـبَـب ، وضَـعـت كُـلّ الإحـتـمـالات أمـامـي حَـتـىٰ الـسَـيـئَـة لأنـهـا الـوَحـيـدَة امـامـي كَـونـي حـاولـت عـدَة مَـرات مِـن قَـبـل و فَـشَـلـت .

تَـوقَـفَـت بـي الـسـيـارة بِـداخِـل الـحَـرَم الـجـامـعـي عَـلـى غَـيـر عـادَة ، امـسَـكـت بـ حَـقـيـبَـتـي اسـتَـعـد لـ الـتَـرَجُـل مِـنـهـا لَـكـنـهـم لَـم يَـتَـوقَـفـوا الا فـي الـداخِـل .

وَضَـعـت يـدي عَـلـى مِـقـبَـض الـبـاب وَجَـدتـه عـالـق لا يُـفـتـح ، تَـقـدم احـد الـجِـنـود مِـنـي و قـام بِـفَـتـحـه مِـن الـخـارج و بَـقـىٰ واقِـفًـا يَـنـتَـظِـر خـروجـي مِـنـهـا ، يَـضـع كَـفَـة يَـده عَـلـىٰ سَـقـف بـاب الـسـيـارَة .

خَـرَجـت مِـن الـسـيـارَة احـمـل حـقـيـبـة ظَـهـري بَـيـن يَـدي ، عِـنـدمـا حَـطَـطـت بـ قَـدمـي عَـلـى الأرض الـتَـفَـت الـيـهُـم ارتَـدي حَـقـيـبَـتـي .

- الـىٰ هُـنـا تَـنـتـهـي صَـلاحـيَـتـكُـم ، يُـمـكـنـكُـم الـذهـاب .

اغــلـق بـاب الـسـيـارَة يَـتـقَـدم مِـنـي .

قَـلَـبـت عَـيـنـي بـ مَـلَـل ، اكـره لَـفـت الإنـتِـبـاه كَـمـا يَـحـدث الآن ، لا اريـد ان اكـون مـحـطَـة لـ الأنـظـار .

نَـفَـخـت و جـنـتـاي ازفـر امـامـهم .

- عَـلـى الأقَـل حـاوَلـت .

تَـقَـدمـت و انـا اشـعـر بِـهـم خَـلـفـي ، اخَـفَـضـت رأسـي هـاربِـة مِـن انـظـار الـجـمـيـع ، حَـتـى خَـطـواتـي اسـرَعـت بـهـا كَـمـا لـو انَـنَـي هـاربَـة مِـن شَـيـئًـا مـا .

عِـنـد دخـولـي الـىٰ الـمَـبـنـىٰ الـرَئـيـسـيَـة قَـابَـلـت عَـمـيـد الـجـامِـعَـة الـذي قـام بـ رفـض ورقـي ثَـلاثَـة مَـرات عَـلـىٰ الـتَـوالـي .

وَقَـفـت فـي مَـكـانـي و الـيـأس تَـمَـلـكـنـي ، فَـقـدت ايّ امـل قَـد بَـنَـيـتـه امـام هَـذه الـلـحـظَـة .

رأيـتـه يَـتَـقَـدَم مِـنـي تَـعـتَـريـه بَـسـمَـة غَـريـبَـة و كَـثـيـرًا ، وقـفَ امـامـي يُـرَحـب بـي و كـان هَـذا الـتَـصَـرف مُـريـبًـا اكـثَـر مِـن ابـتـسـامَـتـه .

- مَـرحَـبًـا بِـكِ سَـيـدة جـيـون .

رَمَـيـت نَـظـرَة الـىٰ جِـنـوده و انـا فـي حـالَـة مِـن الـدَهـشَـة و الـغَـرابَـة .

فَـرَجـت بَـيـن شِـفـاهـي بـ نـيـة الـحَـديـث و انـكـار هَـذا الـنَـسـب و لَـكِـن هَـذا الـجُـنـدي الـذي قَـام بـفَـتـح الـسـيـارَة لـي تـدخَـل يَـقـف بِـجـانـبي .

- اذا سَـمـحـتِ سَـيـدَتـي ، تَـفـضـلـي مَـعـنـا .

تَـحـاشَـى الـنَـظَـر الـيّ ، يَـصـوب بَـصـره نَـحـو الـعَـمـيـد بَـيـنَـمـا تَـقَـدم يَـقـودنـا الـىٰ الـمَـجـهـول بـ النِـسـبَـة لـي .

دَلـفــنـا الـى غُـرفَـة ذلـك الـعَـمـيـد  و حـيـنَـهـا داهَـمَـتـنـي رائِـحَـة لَـيـسَـت بـ غَـريـبَـة عَـلـي لَـكِـنَـنَـي اجـهَـل هَـويـة صـاحِـبـهـا .

جَـلَـسـت امـامـه اجـمَـع انـفـاسـي و جُـمَـلـي ، هَـذه الأجـواء اضـيـفَـت عَـلـى قَـلـقـي شِـعـورًا بـ عَـدَم الـراحَـة .

ابـتَـلَـعـت مـاء جَـوفـي احـدق بِـهـم جَـمـيـعًـا قَـبـل ان افـتَـح بـابًـا لـلـنِـقـاش مَـعَ الـعَـمـيـد .

- بـخـصـوص قِـدومـي الـىٰ هُـنـا الـيَـوم ، انـا كُـنـت طـالـبَـة هُـنـا تَـخَـصُـص مُـحـامـاة مُـنـذُ اربَـعَـة اعـوامًـا و سَـبِـعَـة اشـهُـر و لَـكـن قـابِـلَـتـنـي عِـدَة عَـوائـق مَـنَـعَـتـنـي مِـن اكـمـال دراسَـتـي ، عَـامـي الأخـيـر بِـشَـكـل اوضـح ، حـاولـت الـرجـوع و امـتـثـال اخـتـبـاراتـي الـنِـهـائـيـة و لـكـن اسـتَـمـر رَفـض طَـلـبـي فـي كُـل مُـحـاولاتـي ، لِـذَلـك اتَـيـت الـيـوم لـ اكـرر ذَلـك الـطَـلـب لـ الـمَـرة الـرابـعَـة و اتـمَـنـى ان يَـتـم قِـبـولـه حَـقًـا هَـذه الـمَـرَة .

ابـتـسـامَـتـه الـمُـريـبَـة اصـبَـحَـت تُـضـايـقـنـي حَـقًـا ، انـتَـظَـر ريـثَـمـا انـتَـهـيـت مِـن اخـراج اوراقـي الـمُـتَـعَـلِـقَـة بـ دراسَـتـي مِـن داخِـل حَـقـيـبَـتـي اضَـعـهـا امـامـه .

امـسَـك بـهـا و بـدون الـنـظـر الـيـهـا وضَـعـهـا بِـجـانـبـه اعَـلـىٰ مَـكـتَـبـه .

اقـتَـربـت بـجـذعـي مِـن الـمَـكـتَـب عِـنـدمـا فَـشَـلـت فـي سَـمـعـه ، شِـفـاهـه تَـتَـحـرَك فَـقـط و لا يـخـرج مِـنـهـا ايّ صـوت .

- عَـفـوًا مـاذا قُـلـت لـلـتَـو ، اعـتَـذر لَـم اسـمَـعـكَ بـشَـكـل جَـيـد .

اسـتَـمَـر فـي الإبـتـسـامَـة يَـنـفـي بـ رأسـه .

- هَـذا خَـطَـئـي انـا سَـيـدة جـيـون لـيـس هُـنـاكَ داعـيّ لـ الإعـتـذار بَـتـاتًـا .

و اخـيـرًا تَـمَـكَـنـت مِـن الـتِـقـاط جُـمَـلَـة مِـنـه ، فَـهـو لا يَـتـحَـدث بـل يَـقـوم بـ الـهَـمـس ، اومـأت لـه انـتَـظـر اعـادَة الـحَـديـث الـذي لَـم اسـمَـعـه

رٕبـت فَـوق وَرقـي و لَـم يَـنـزع عَـيـنـه مِـن فَـوف وجـهـي .

- ارَدت اخـبـارك بـ انـه تَـم قـبـول طَـلـبـك و يُـمـكـنـكِ الـحـضـور مُـنـذ الـغَـد اذا احـبـبَـتِ بـ الـطـبـع .

شَـقَـت الإبـتـسامَـة وجـهـي و اصـبَـحـت عـاجـزة عَـن الـتَـعـبـيـر بـ امـتِـنـانـي ، بَـقـيـت ابـتَـسـم فَـقـط غَـيـر مُـصَـدقَـة انَـنـي حَـصـلـت عَـلـى هَـذه الـفُـرصَـة اخـيـرًا .

رَفـعـت يَـدي بَـعـد ان وَقَـفـت لـكـي اشـكُـره .

- اشـكُـرك حَـقًـا سَـيـدي .

بَـقـيَـت يـدي عَـالـقَـة امـامـي بِـدون ان يُـبـادلـنـي ، نَـظـراتـه كـانَـت مُـتَـرددة و مُـصَـوبَـة نَـحـو جِـنـود ذَلـك الـقـائـد ، ذَهَـبـت بـ عـيـنـي الـيـهُـم وجـدتـهـم جَـمـيـعًـا يَـنـظـرون الـيـه بِـحـدة .

قُـمـت بِـ سَـحـب يَـدي تَـدريـجـيًـا اصـفـهـا بـجـانـب جَـسَـدي ، الـتَـقَـطت حَـقـيـبَـتـي و بَـقـيـت فـي مَـكـانـي احـدق بـ الـعَـمـيـد .

- عَـفـوًا لـكِـنَـنـي بـحـاجَـة الـىٰ مـا يُـثـبـت انَـنـي عَـلـىٰ قَـيـد الـدراسَـة مِـن اجـل الـتَـدريـب و الـعَـمَـل اذا امـكَـن بـ الـطـبـع .

حَـافَـظ عَـلـىٰ نَـظـراتـه الـغـريـبَـة نَـحـوهـم يـمـد يَـده فَـوق الـجـانِـب الأخَـر مِـن الـمَـكـتَـب يَـحـمـل مَـلـفًـا مُـغـلـق يـأتـي بـه الـيّ .

- انـه جـاهـز بـالـفِـعـل .

الـتَـقَـطـه مِـنـه و انـا لا افـهَـم شَـيـئًـا ، كَـيـف حَـدثَ هَـذا و مَـتـى ، اخـذتـه و تَـوجَـهـت الـىٰ الـخـارج و مَـلامِـح الـذهـول تَـعـتَـري وجـهـي .

وصَـلـت الـىٰ الـسـيـارَة و مـازلـت لَـم اسـتَـوعـب مـا حدـدث لـلـتـو ، جَـلَـسـت انـظُـر الـى الأوراق بـ يـدي صـامِـتَـة

عَـنـدَمـا تَـحَـركَـت الـسـيـارة عَـاد الإدراك لـي ، وضَـعـت كُـلّ شَـيء جـانـبًـا و رَفَـعـت يَـدي اشـيـر لَـهـم .

- اريـد الـذهـاب الـىٰ مَـنـزل الـسَـيـد وايـن .

اردَفـت و انا شـبـه مُـتـأكِـدَة مِـن رَفـضـهـم لـ ذلـك .

- نَـعـتَـذر سَـيـدتـي نَـحـنُ لا نَـمـلُـك ايّ تَـعـلـيـمـات بـشـأن هَـذا .

كَـمـا تَـوقَـعـت تَمـامًـا لـذَلـك لَـجـأت الـىٰ الـهـاتِـف مِـن اجـل الـتَـواصـل مَـعـه

- اخـبـر جـنـودك انَـنـي اريـد الـذهـاب الـىٰ يـورثـا ، فَـهَـذا امـر لا يُـحـتـمَـل حـقًـا ، هَـل سـأخـذ اذن مـوافَـقـتَـك فـي كُـلّ خَـطـوة اخـطـيـهـا ؟

سَـمـعـت انـفـاسـه قَـبـل ان يُـقـرر اغـلاق الـمُـكـالـمَـة لـلـمَـرة الـثـانـيـة اثـنـاء تَـحـدثـي .

تَـعـامَـلـت بـشَـكـل طَـبـيـعـي ارمـي انـظـاري خـارج الـنـافِـذَة ، حَـتـىٰ. سَـمـعـت بـ صـوت رَنـيـن هَـاتـف احَـدهـم ، نَـظـرت الـيـهـم نَـظـرات جـانـبـيـة و كـارهَـة لـهـم هُـم و قـائـدهـم الـمُـتـغَـطـرس ذاكَ .

- كَـمـا تـأمُـر سَـيـدي .

نَـبـس هَـذه الـجُـمـلَـة ثُـم اخـفـض الـهـاتِـف بَـعـد ان تَـم اغـلاق الـمـكـالَـمـة مِـن الـطـرف الأكـثَـر غَـطَـرسَـة .

- حَـول الـمـسـار الـىٰ مَـنـزل حَـضـرة الـكـولـونـيل وايـن .

غَـمَـرتـنـي لَـذَة الإنـتـصـار فـ تـبـاهَـيـت بـذلـك مِـن خـلال الـنَـظـر الـيـهـم بـ كـره اكـبـر عَـن مـا قَـبـل .

اسـتَـغـرق الـوصـول الـىٰ هُـنـاك خَـمـسَـة عَـشـر دَقـيـقَـة عَـلـىٰ الأقَـل ، عِـنــد خـروجـي بَـقـيـت واقِـفَـة بِـجـانـب الـبـاب حَـتـى ابـتَـعـد هَـذا الـجُـنـدي عَـنـه ، اسـتَـغَـلـيـت هَـذا و امـسَـكـت بـطَـرف الـبـاب ا غـلـقـه بـ كـامِـل قـوتـي .

لَـم يَـكـن هَـذا كَـفـيـلًا فـي الـتَـعـبـيـر عَـن غَـضـبـي لَـكـنـه كَـانَ الـمَـطـروح الـوحـيـد امـامـي .

حـيـنَـمـا تَـعـديـت بَـوابَـة الـمَـنـزل سَـمِـعـت صَـوت مُـغـادَرة الـسـيـارة

عُـدت ادراجـي اتـأكَـد مـمـا سَـمـعـت وجَـدتــهـا غَـادَرت بـالـفـعـل ، تَـعَـجَـبـت قـلـيـلًا و لَـكِـن مِـن جـانِـب اخَـر سـأحـصُـل عَـلـىٰ بَـعـض الـحُـريـة بـعـيًـدًا عَـنـه و عَـن اتـبـاعـه و ذَلـك جَـعـلـنـي اشـعُـر بـ شـعـور جَـيًد .

لَـم اخـبـر يـورثـا بـ قـدومـي لـذَلـك لَـم تَـكـن هـي اول مَـن استَـقـبَـلـنـي ، قـامـت احَـد الـعُـمـال بـ اصـطـحـابـي الـىٰ غُـرفـَة يـورثـا كَـونـهـا لَـم تـخـرج مِـنـهـا طِـوال الـيَـوم ، هَـذا هـو مـا اخـبَـرتـنـي بـه الـعـامِـلَـة اثـنـاء صُعـودَنـا الـىٰ الأعـلـىٰ .

عِـنـدمـا دَخـلـت الـيـهـا وجَـدتـهـا تَـجـلـس فَـوق الـفِـراش و تَـلـهـو بـ هـاتِـفـهـا .

فَـور ان لاحَـظَـت وجـودي وقَـفـت تَـسـتَـنـد عَـلـىٰ كَـفـة يَـدهـا تُـحـاول الاسـتـقـامَـة مِـن اجـلـي ، اسـرَعـت خَـطـواتـي نـاحـيـتـهـا امـنـعـهـا مِـن ذَلـك .

- لـمَ لَـم تَـخـرجـيـن مِـن غُـرفَـتـكِ الـىٰ الآن ؟ هَـل انـتِ بـخَـيـر ، اهـنـاكَ شَـيـئًـا يـؤلـمـكِ ؟

نَـفَـت تَـرجـع بـ ظَـهـرهـا الـى الـخَـلـف ، مَـلامِـحـهـا لَـيـسـت مُـبَـشـرة بـ ايّ خَـيـر .

اثـنـاء فَـحـصـي لـ مَـلامِـحـهـا اخَـفَـضَـت رأسـهـا و بَـدأت ذَقـنَـهـا فـي الإرتـجـاف ، هَـرعـت الـيـهـا ادفَـعـهـا بـ مَـهـل داخِـل عِـنـاقـي .

- مـا الـذي يَـحـدث مَـعـكِ ؟ اخـبـريـنـي .

بَـادلَـتـنـي الـعِـنـاق تَـدثـر وجـهـهـا بـداخـل عُـنـقـي و اجـهَـشَـت فـي الـبُـكـاء .

- يـورثـا ارجـوكِ لا تـُـقـلـقـيـنـي عَـلـيـكِ و تَـحَـدثِ مَـعـي .

اكـره شـعـوري بـ الـخـوف بـشَـكـل مُـسـتَـمـر ، حَـاوَطـت جَـسـدهـا اكـثـر امـسَـح عَـلـىٰ طـول ظَـهـرهـا تَـحـسُـبًـا اذا كَـانَـت تَـشـعُـر بـ الألم .

تَـمَـسَـكَـت بـمـلابِـسـي بـيـن يَـدهـا الـيُـسـرىٰ و بـدأت فـي تَـهـدئَـة نَـفـسـهـا بـداخِـل ذراعَـيّ .

- تَـشـجـارت انـا و وايـن لَـيـلَـة امـس و مـنـذُ ذَلـك الـوَقـت لَـم يـأتـي الـىٰ الـمَـنـزل .

مَـسَـحـت عَـلـىٰ شَـعـرهـا و بــيَـدي الأخـرى احـاوط جَـسـدهـا .

- هَـل حَـاولـتِ الإتـصـال بِـه ؟

رَفـعَـت رأسـهـا تـنَـظـر الـيّ ، وجـهـهـا غَـارق بـ دمـوعِـهـا .

- لا ، هَـو مَـن يُـحـاول الإتـصـال بـي لَـكـنَـنـي ارفـض الـتَـحَـدث مَـعـه .

عَـجـزت عَـن فِـهـمَـهـا فَـطَـرحـت سـؤالًا اخَـر عَـلـيـهـا .

- لِـمَ ، هَـل اغـضَـبـك الـىٰ هَـذا الـحَـد ؟

نَـفَـت تَـهـز رأسـهـا .

- انـا مَـن اغـضَـبـتـه و اردت تَـرك الـمَـنـزل .

مَـسَـحـت عَـلـىٰ وجـهـي بـعـدَم فِـهـم .

- ثُـمَ ؟

جَـمـعَـت اصـابـع يَـداهـا اسـفَـل انـتِـفـاخ بَـطـنـهـا تَـلـهـوا بِـهـم .

- رَفـض ذلـك و تَـرك هـو الـمَـنـزل بَـدلًا مـنـي .

عَـضـضـت عَـلـى سُـفـلـيَـتـي احـاول جـمـع مـا قـالـتـه .

- فَـلـهَـذا انـتِ تَـبـكِ الآن ؟ تَـبـكِ لأنـه لَـم يـأتـي الـىٰ الـمَـنـزل لـكِـنـه يُـحـاول الـتـواصـل مَـعـكِ و انـتِ مَـن تَـقـومـيـن بـرفـض ذلـك .

اسـتَـمـرت فـ اخـفـاض رأسـهـا و الـنَـظَـر الـى اصـابـعـهـا .

- لا اريـد الـتَـحـدث مَـعـه ، اريـده ان يـأتـي الـىٰ الـمَـنـزل .

زَفـرت بـ ضـيـق امـسـك بـ يَـدهـا .

- مِـن اجـل ذَلـك عَـلـيـكِ الـتَـحَـدث مَـعـه و الـطَـلـب مِـنـه الـعَـودَة الـىٰ الـمَـنـزل .

عَـادَت تُـجـهـش فـي الـبُـكـاء مُـجـددًا ، تَـراجـعـت عَـن مُـحـاولَـة الـتَـحًدث و ارجـعـتـهـا الـى احـضـانـي .

عـنـدهـا اهـتَـز هـاتِـفـهـا يُـعـلـن عَـن اسـتـقـبـال مُـكـالمَـة مـا ، الـتَـفَـت لـكـي ارى هَـويَـة الـمُـتَـصـل ، كَـمـا تَـوَقَـعـت انـه الـسَـيـد وايـن .

- هَـل اجـيـب انـا .

حَـرَكَـت رأسـهـا فَـوق كَـتـفـي تَـمـنَـحـنـي الإذن .

الـتَـقَـط الـهـاتِـف بـ يَـديّ الـيُـمـنَـىٰ اسـتَـقـبـل الـمُـكـالَـمَـة .

- يـورثـا ، حـبـيـبَـتـي ، انـا اعـتَـذر .

صَـوتـه الـشَـغـوف و الـقَـلـق سَـمـعـه كِـلانـا كَـونـي ضَـغـطَـت عَـلـىٰ مُـكَـبـر الـصـوت مِـن اجـل ان تَـسـمَـع يـورثـا مـا سَـيـقـولـه .

- انـهـا انـا ايـلـيـروڤـا ، سَـيـد وايـن .

نَـظـرا كِـلانـا الـىٰ بَـعـضَـنـا الـبَـعـض ، وقـتـهـا امـسَـكـت بـ الـهـاتِـف مُـسـرعَـة قَـبـل ان تَـلـتَـقـطـه يـورثـا و تَـقـوم بـ اغـلاق الـمُـكـالـمَـة .

- ايـلـيـروڤـا ! هَـل يـورثـا بِـخَـيـر ؟

انـتَـقَـلـت بـ الـهـاتِـف مـن جـانـبـهـا و ذَهـبـت نـاحـيـة الـنـافِـذَة  .

- لا ، انـهـا لَـيـسَـت بـخـيـر و لَـم تَـتـوَقَـف عَـن الـبُـكـاء ايـضًـا .

زفـيـره الـقَـلـق و الـخـائـف كَـان عـالـيًـا فَـتَـسـنَـىٰ لـي سَـمـاعـه .

- ابـقـي مَـعـهـا رجـاءً ايـلـيـروڤـا ، فـي غِـضـون سـاعـة او اقـل سـأكـون بـ الـمَـنـزل .

سَـلَـطـت بَـصـري عَـلـيـهـا عِـنـدَمـا لاحَـظـت ابـتـسامَـة عـيـنـاهـا فَـور سَـمـاع تِـلـك الـجُـمـلَـة .

- حَـسـنًـا سَـيـد وايـن لا تَـقـلـق ، نَـحـنُ فـي انـتِـظـاركَ .

اغـلَـقـت الـمُـكَـالَـمَـة و اتـجَـهـت الـيـهـا اجـلـس بـجـانِـبـهـا عَـلـىٰ الـفـراش .

حـيـنَـمـا جَـلـسـت وضَـعـت رأسـهـا فَـوق فَـخـذي تُـغـلـق عَـيـنـاهـا .

غَـلـغَـلـت اصـابِـعـي بَـيـنَ خُـصـلات شَـعـرهـا اراقـب مَـلامِـحـهـا الـهـادئَـة .

رَفَـعـت يَـدهـا تـأخُـذ يَـدي مَـعـهـا مِـن فَـوق رأسـهـا تُـعـانـقـهـا .

- الا تَـوديـن الـتَـحَـدث مَـعـي بـشـأن جـنـود هَـذا الـقـائـد و هَـذه الـمُـكـالَـمَـة الـغَـريـبَـة صَـبـاحًـا؟

نَـفـيـت لـهـا مُـبـتَـسِـمَـة .

- لَـيـس الآن ، نَـتَـحَـدث عَـنـهـا فـيـمـا بَـعـد عِـنـدَمـا تَـكـونـيـن فـي حَـالَـة احـسَـن .

انـتَـقَـلـت بـ عَـيـني حَـيـثُ الـحَـقـيـبَـة .

- سَـأتَـحَـدث مَـعَ مـيـر مِـن أجـلّ الإطـمـئـنـان عَـلـىٰ ڤـالـيـريـن  ، اعـطـيـنـي تِـلـك الـحَـقـيـبَـة .

وَضـعَـتـهـا امـامـي اخـرج الـهـاتِـف و مُـهـاتَـفَـة مـيـر .

- مَـرحـبًـا ايـلـيـروڤـا ، هَـل كُـلّ شَـيئًـا بِـخَـيـر ؟

تَـنَـهـد بـ راحَـة .

- نَـعـم لا تَـقـلـقـي ، كَـيـف حَـال ڤـاليـريـن و جـيـان ؟

استـقـامَـت يـورثـا مِـن فَـوق فَـخـذي تَـنـظـر الـي نَـظـرات خَـبـيـثَـة .

تَـجـاهَـلـتـهـا اركـز مَـعَ مـيـر .

- كِـلاهُـمـا بـخـيـر مُـنـذ قَـلـيـل تَـنـاولا قِـطـع الـفـاكِـهَـة و الآن يَـلـهـون مَـعًـا بـداخِـل غُـرفَـة جـيـان و انـا مَـعَـهـم ، لا تَـقـلـقـي .

نَـفـيـت انـفـخ وجـنـتـاي .

- لا اسـتَـطـيـع ، مِـن الـجـيـد انَـهـمـا بِـخـيـر ، لا اسـتَـطـيـع الـعَـودة مُـبَـكـرًا الـيـوم ، لـذلَـك مـيـر ، انـا ارجـوك ...

قَـاطَـعَـت جُـمـلَـتـي فَـجـأة .

- اخـبَـرتـك مـن قَـبـل اطـمَـئـنـي فَـهـي لا تَـقـتَـرب مِـن هَـذا الـقِـسـم مِـن الـقَـصـر .

اخـرَجـت انـفـاسـي بِـبُـطئ .

- حَـسـنًـا مـيـر شُـكـرًا لَـكِ .

رَمَـيـت الـهـاتِـف الـتِـفـت الـىٰ يـورثـا ، اسـتَـقـبَـلَـتـنـي بـ طَـريـقَـتـهـا الـمُـعـتـادَة .

- كَـيـف حـال ڤـالـيـريـن و جـيـان ! اراكِ تَـقَـمَـسـتِ دور الأم بِـهَـذه الـسُـرعَـة .

اسـتَـلـقـيـت عَـلـى الـفـراش بـ عَـشـوائـيَـة ، انـظُـر الـىٰ سَـقـف الـغُـرفَـة .

- لَـيـسَ كَـمـا تَـظُـنـيـن ، انا اكـره ذلـك الـرَجـل و امـقـت بَـقـائـي فـي مَـنـزلَـه ، عَـكـس الـصَـغـيـر فَـهـو لَـطـيـف لـلـغـايَـة لا يَـشـبَـه والـده الـفَـظ ذاك .

تَـقَـلَـبـت فَـوق الـفِـراش اقـابِـلـهـا بـ وجـهـي حـيـنَـمـا اسـتـلَـقـيـت عَـلـىٰ جـانـبـي الأيـمَـن .

- قـامَ بـمـنَـاداتي بـ امـي .

وجَـدت نَـفـسـي ابـتَـسـم بـعـفـويَـة بـدون ان اشـعُـر .

مَـرت هَـذه الـسـاعَـة سَـريـعًـا ، نَـتـحَـدث عَـن امـور عَـشـوائيـة و كَـثـيـرة ، كُـنـت فـي قِـمَـة سَـعـاداتـي و انـا ارىٰ يـورثـا تَـضـحَـك بِـهـذا الـشَـكـل و تَـوقَـفـت عَـن الـبُـكـاء .

انـتَـفَـضـت فَـجـأة بـ هَـمَـجـيـة مِـن فَـوق الـفـراش حَـيـنَـمـا سَـمِـعَـت صَـوتًـا بـ الأسـفَـل ، نَـسـيـت حَـمـلَـهـا و هَـمـت مُـهـرولَـة عَـلـى الـدَرج ، خَـفـت عَـلـيـهـا فـ ذَهـبـت خَـلـفـهـا الـىٰ الأسـفَـل كَـانَـت هَـي قَـد سَـبَـقَـتـنـي كَـونـي عُـدت لأخـذ حَـقـيـبَـتـي و هـاتِـفـي .

عِـنـد وصـولـي الـىٰ الأسـفَـل رأيـتــهـا تُـعـانـق الـسَـيـد وايـن تُـكـمِـل نَـحـيـبـهـا ، لَـم اعـي عَـلـىٰ نَـفـسـي و انـا احـدق بِـهـم مُـبـتَـسِـمَـة .

جَـفـلـت فَـجـأة عِـنـدَمـا شَـعـرت بِــ مَـلـمَـس خَـشـن يُـحـاوط يَـدي الـفـارغَـة .

كَـدت ان اقـع مِـن فَـوق الـدَرجَـة الاخـيـرة لـولا تَـمـسُـكـي جَـيـدًا ، نَـظـرت الـىٰ الـخَـلـف رأيـتـه واقـفًـا و يَـسـتَـنـد عَـلـىٰ الـحـائـط يُـشـاهـد نَـفـس الـمَـشـهَـد الـذي جَـعـلـنـي شَـاردَة بـه .

بَـقـيـت انـظـر الـيـه و الـى يَـده الـتَـي غَـلَـفَـت كَـفـتـي يَـسـحَـبـنـي مِـن فَـوق الـدرج حَـتـىٰ اصـبَـحـت واقِـفَـة امـامـه  .

- سـيـد جـيـون ! مـاذا تَـفـعـل هُـنـا .

لَـم تَـتَـخَـلـىٰ يَـده عَـن قَـبـضـتـهـا فَـوق كَـفَـتـي بَـعـد ، تَـوقَـفَـت عَـن الـرَمـش او الـتَـنَـفـس مَـع قـدومـه بـ عـيـنـاه يَـنـظـر بـ عُـمـق داخِـل مـقـلـيـتـاي .

ضَـغـط عَـلـى يَـدي بـقـوَة ، شَـعـرت بـبـعـض الألـم لَـكـنَـنـي لَـم اعـبـر عَـنـه امـامـه .

نَـظـراتـه كَـكـل مَـرة غَـريـبَـة و حـادَة ، يَـتَـنَـقـل بَـيـن عَـيـنـاي و ثَـغـري .

- اتَـيـت لـ اخـذك .

ابـتَـعـد عَـن الـحـائـط يَـتَـجـه نَـاحـيَـة الـبـاب يَـسـحَـبـنـي خَـلـفـه ، وَصـلـنـا الـىٰ سَـيـارتـه و هُـنـا اسـتَـوعَـبـت مـا حَـدث ، نَـظَـرت حَـولـنـا كـان بـمـفـرَده بِـدون رجـالـه .

لَـويَـت يَـدي بـداخِـل كَـفَـتـه احـاول تَـحـريـرهـا مِـن قَـبـضـتـه .

- لا اريـد الـذهـاب مَـعـك ، مِـن فَـضـلـك اتـرك يَـدي .

و كـأنَـنـي لَـم اقـل شَـيـئًـا و هـذا ازعَـجـنـي ، يُـذَكـرنـي بـمـا فَـعـلـه مَـعـي فـي الـهَـاتِـف طـوال الـيـوم .

وَقَـفـت فـي مَـكـانـي ارفـض الـتَـحـرك مَـعـه .

عَـاد الـيّ بـ وجـهـه الـمُـتـهَـكـم دلِالَـة عَـلـى غَـضـبـه مِـن تَـصَـرفـي هَـذا .

تَـجـاهَـلـت نَـظـراتـه الـتـي تَـبـعَـث بـداخـلـي الـرَهـبَـة ، احـدق فـي الـفـراغ .

- اكـثَـر شَـيئًـا اكـرهه هـوَ الـتـجـاهـل لـذلـك عِـنـدمـا اخـبـركَ بـ تـرك يَـدي ، عَـلـيـك بـ فـعـل هَـذا عَـلـىٰ الـفَـور .

تَـحَـدثـت بـ عَـصَـبـيـة حَـتـىٰ نَـسـيـت ان الـتَـقِـط انـفـاسـي بَـيـن حُـروفـي .

سُـحـبـت مِـن يَـدي بـقـسَـوَة مِـن قِـبَـلـه ، يَـدفَـعَـنـي عَـلـىٰ هَـيـكَـل الـسـيـارة ، كـان تَـصـرف عَـنـيـف ، ارتَـطـم ظَـهـري بـ الـسـيـارَة فـ اغـلَـقـت عَـيـنـي بـ ألـم .

مَـلـمَـس اصـابِـعـه الـبـارِدَة عـانـق فَـكـي يُـرفـع ذَقـنـي الـىٰ الأعـلـىٰ .

- عَـيـنـاكِ جـيـون ايـلـيـروڤـا .

اسـتـنَـدت بـ يـدي الأخرى عَـلـىٰ الـسـيـارَة افـتَـح عَـيـنـي عَـلـىٰ وجـهـه الـغـاضـب و حـيـنَـهـا نَـدمِـت عَـلـى فَـتـحـهـا .

يَـصـك عَـلـى اسـنـانـه ، فَـكـه الـحـاد مِـن شِـدة ضَـغـطـه عَـلـيـه كَـان يَـرتَـجِـف .

- مـاذا تُـريـد مِـنـي .

انـتَـقـل ابـهـامـه مِـن فَـوق فَـكـي ، يَـسـيـر فَـوق بَـشـرتـي بـبـطء ، مَـهـبَـطـه الأخـيـر كَـان شِـفـاهـي ، مَـنـعَـنـي مِـن الـتَـحـدُث مُـجـددًا ، يُـفَـرق بَـيـن شِـفـاهـي بـ ابـهـامـه ذلـك ، يَـدفـعـه بَـيـنَـهـم .

- انـتِ بـلاءً حَـل عَـلـيّ و انـا لا امـلُـك ذرَة صَـبـر تِـجـاهـك ايـتـهـا الـثـرثـارَة .

عَـيـنـاه اربَـكَـتـنـي مَـعَ حَـديـثـه و لَـكـن اقـتـرابـه بـ وجـهـه مِـنـي و تَـحَـرك ابـهـامـه بَـيـن شِـفـاهـي هُـم مَـن جَـعـلـوا مِـنـي جـامـدَة لا اتـحَـرك .

.
.
.
.


.
.
.
.

...........

الـبـارت الـرابـع مِـن formal assumption  ضـن 🫶🏻

ان شاء الله يكون عَـجبـكُـم

- الـسُـلـطـه الـبَـغـيـضـه هتبوسـهـا و لا لا ؟

- انتـوا عاوزينـهـا يـبـوسـهـا و لا لا ؟

القائـد عَـنـيف بس ليه حركات 🫠🫠

المهم

الرواية هيبقى ليهة موعد ثابت مجرد ما even my hate wants you  تنتهي

الرواية مستمرة في رمضان ان شاء الله

لو احتاجتوا حاجه كلموني انستا اللينك بتاعي في البايو و رجاءًا فرقوا بيني و بين نينا اختي

متنسوش تدعوا لـ اخواتنا في غزه و السودان و اليمن و سوريا 🫶🏻

خلوا بالكم من نفسكم


ده لبس ايليروفا اليوم


و ده القائد بتاعي

بس كدااا

Continue Reading

You'll Also Like

13K 1K 33
وان كانت دروبنا لا تلتقي سوف اضل معك للنهاية 🥀 حتى ونحن بعالمان مختلفان الا ان قلبي بعالم 🦋 لابأس ففي هذا العالم الكبير تحدث مثل هده الامور الصغيرة...
247K 6.1K 33
❝ إذا زوَجـتُك لا تُمـتِعُك يا اخَـي ، انا سـأفَعل ❞ بـارك بيـكهيون. أحـببُت اخـي حُـباً مُـحرم قـذراً بِـه مـن الدنـاسَه والنجـاسه والقـذاره كـماً...
31.6K 3.9K 12
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
164K 6.3K 28
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...