المشاكسة المتمردة - ملحق غير...

Oleh ManalSalem175

39.6K 1.7K 27

الجانب الآخر لرواية غير قابل للحب من وجهة نظر الصغيرة آن، تلك البريئة التي جاءت محملة بغضبها لتصطدم برجل فولا... Lebih Banyak

المقدمة
تمهيد
المشهد الأول
المشهد الثاني
المشهد الثالث
المشهد الرابع
المشهد الخامس
المشهد السادس
المشهد السابع
المشهد الثامن
المشهد العاشر
المشهد الحادي عشر
المشهد الثاني عشر
المشهد الثالث عشر
المشهد الرابع عشر
المشهد الخامس عشر
المشهد السادس عشر
المشهد السابع عشر - الأخير

المشهد التاسع

1.3K 83 0
Oleh ManalSalem175


لم أعرف إن كنت على صوابٍ أم خطأ حينما أعطيتُ تلميحًا خلال حواري الفاتر مع شقيقتي عن مضايقات البغيض "لوكاس" لشخصي؛ لكني أدركت في اللحظة التي ثارت فيها ثائرتها أني تسرعت في إبلاغها بذلك دون أن أتولى بنفسي زمام الأمور، شاهدتها من أعلى الشرفة وهي تتقاتـــل معه، فلم أقف مكتوفة الأيدي كثيرًا، بل اندفعت بعنفواني للأسفل لأتشارك معها في مواجهته الدامية، وإن كانت العواقب وخيمة، تصاعدت الدماء الفائرة في عروقي عندما رأيتها مستلقية على العشب الأخضر وهو على وشك الاعتداء عليها.

لم أفكر مرتين، بل ركضت تجاهه بأقصى سرعة أملكها، لأقفز فوق ظهره، وألتصق به كالعلقة، باغتته مفاجأتي غير المتوقعة، فمنحتني الأفضلية عنه، لأنهال على رأسه بلكمات قاسية متتابعة، للدرجة التي لم أعد أشعر فيها بالألم العاصف في قبضتي، وصوت صراخي يكاد يصم أذنيه:

-ابتعد عن شقيقتي!

سمعت "ريانا" تصيح في فزعٍ:

-"آن"، لا تتدخلي.

تجاهلتها تمامًا، وواصلت اللكم بكل شراسة، رغم قيام ذلك اللعين بالدوران حول نفسه لإسقاطي عمدًا، وهو يسخر مني:

-القطة البرية جاءت...

استفزني تعليقه، فخمشته في جلد عنقه بأظافري، فضحك هازئًا، وتابع:

-المتعة ستزيد الآن.

لم أكترث لما يفوه به، وأكملت تفريغ غضبي الأهوج به، لأجد بعدها شقيقتي تشاركني في الاعتداء عليه، ومع ذلك كان متمرسًا، محترفًا للغاية، ومعتادًا على مواجهة الكثيرين، لهذا لم نصمد كثيرًا في مجابهته، حيث تخلص من "ريانا" أولًا، ثم حاول الإمساك بي وجذبي من كتفي بشراسةٍ ليقذفني بعيدًا عنه. لم أسهل عليه الأمر، ظللت أكيل لرأسه من اللكمات ما سيسبب له صداعًا مزمنًا لبعض الوقت.

كررت شقيقتي محاولة الهجوم عليه، ورغم هذا لم تفلح، حيث قام بصد هجمتها في براعةٍ وطرحها أرضًا، ليتمكن بعدها من جذبي، وإلقائي من فوق كتفه ناحيتها، لأسقط عليها، ونتدحرج معًا على العشب الرطب في شكلٍ شبه مهين.

حينما رفعت بصري لأنظر إليه، وجدته في ذروة غضبه، عيناه تشعان شررًا مستطيرًا، ووجهه يفح نارًا، أما قميصه الذي يرتديه فقط تلطخ بالدماء، يبدو أن "ريانا" نجحت في إصابته، مما أشعرني بالسرور. أطلق علينا وابلًا من السباب البذيء، وهمَّ بالانتقام من كلتينا، ما منعه من الاقتراب منا هو تواجد "فيجو"، حيث صاح متسائلًا في انزعاج واضح:

-ما الذي يحدث هنا؟

في لمحة من التهكم أجابه ذلك المقيت وهو شبه يلهث:

-كانتا تحاولان قتلي .. على ما أظن.

لأنظر بعدها لراحة يده وهو يبسطها بالمقص عندما أضاف في نبرة مستخفة:

-بهذا الشيء.

بدا تعبير "فيجو" مدهوشًا وهو يعقب باقتضابٍ:

-المقص؟

وجدتُ "ريانا" تسحبني خلفها بعدما نهضت، وكأنها تحاول حمايتي بطريقتها الخاصة، ومع ذلك كنتُ متأهبة لتكرار الهجوم على أي منهما إن فكرا في الاقتراب من إحدانا.

رأيتُ ذلك البغيض يشير إلينا بالمقص هاتفًا في استهزاءٍ:

-من الأفضل في المرة القادمة أن تستخدما غيره، فقد أثبت فشله معي.

ثم شاهدناه جميعًا وهو يزيح الجزء الممزق من القميص ليتحسس جرح صدره، ويمزح دمائه النازفة قبل أن يقول بوجومٍ:

-سأحتاج لضمادة فقط، فالجرح غير عميق.

للغرابة وجدنا "فيجو" متحيزًا لجانبنا، فهتف في استياءٍ، وكأنه يوبخه:

-لماذا تتم مخالفة أوامري؟ ألا تصغي إلي؟

اختطفت نظرة سريعة نحو شقيقتي فرأيت كيف تبدو مأخوذة هي الأخرى مثلي بموقفه، ما لبث أن تحولت بناظري تجاهه عندما تابع وصلة تقريعه لابن عمه المزعج:

-ألم أطلب منك الاهتمام بعملك بعيدًا عنهما؟

شعرت بيد شقيقتي تشتد على ذراعي وهي لا تزال تدفعني خلفها حينما صاح "لوكاس" في صوتٍ أشبه بالزمجرة الهازئة:

-كنة العائلة من جاءت إلي، تريد قتلي، وأنا تركتها تمرح، لأقتــل شعورها بالضجر في يومها الكئيب.

خفقة مفزعة قصفت في قلبي وقد قام بتوجيه باقي كلامه إلي على وجه الخصوص، ونظراته مسلطة بالكامل علي:

-لكني تفاجأت بهذه القطة الجامحة تقفز فوقي، إنها شرسة بحق!

الابتسامة الماجنة التي تشكلت على زاوية فمه جعلت دواخلي تضطرب كثيرًا، خاصة وهو يتم جملته بخبثٍ، ونظراته الشهوانية لا تفارقني:

-وأنا أحب ذلك.

وقتئذ صرخت "ريانا" تحذره في غلظةٍ وبلهجة معادية، وهي تلوح بيدها في الهواء:

-إياك أن تقترب منها!

تحداها قائلًا بجراءة جعلت وجهي يشتعل بحمرة ساخنة، لا أدري إن كانت بسبب غضبي أم خجلي:

-وأنا أفكر في أكثر من مجرد الاقتراب.

لحظتها خرجتُ عن طور صمتي لأهدده في غير مبالاة:

-سأنهشك قبل أن تفعل.

يبدو أنه انتشى لذلك النوع المثير من المواجهات المحفوفة بمخاطرٍ أخرى غير ســـفك الدماء، فقال مبديًا ترحيبه بالأمر، وهو يفرد ذراعيه على طولهما:

-أوه، رائع، المزيد من الإثارة.

وليستثير في نفسي المزيد من التوتر الممزوج بالخوف أضاف باسمًا، ونظراته لا تكف عن التهامي:

-أريدك أن تجربي.

كنت على وشك الرد عليه؛ لكن تدخل "فيجو" وحذره بصوتٍ مغلف بالصرامة:

-"لوكــــــاس"!

كذلك خاطبتني شقيقتي في صوت خفيض:

-لا تتفوهي بشيءٍ أحمق، إنه لئيم.

كانت محقة في تحذيري، فذلك البغيض يسعى لاستدراجي لأقع في حبائله الماكرة، وسكوتي يعني إفسادي لمخططاته، فأخبرتها همسًا:

-إنه من يستفزني.

بدا وكأن عدوى الخوف تنتشر كسرعة البرق، حيث ارتجفت كما فعلت شقيقتي عندما سمعنا "لوكاس" يهدر في بُغض صريح:

-"فيجو"، أنا أرد على القطة الشرسة، فإذا أرادت مناطحتي، عليها تحمل العواقب.

هوى قلبي بين قدمي رهبة من طريقته في الحديث، وبشكل غريزي تمسكت بذراع شقيقتي، كأنما أفتش عن حمايتها لي. كان "فيجو" غير راضٍ عما يدور، فلم تلن نبرته وهو يرد عليه:

-ماذا قلت؟ هل تعصي أوامري؟ كف عن مضايقة كلتيهما!

جاء تعليقه ساخطًا، وكأنه يظهر نقمه على موقفه غير المحايد:

-لا تقل أنها نجحت في التأثير عليك؟!!!

ثم انتقل بنظراته المستشاطة نحو شقيقتي وهو يتابع في صوتٍ جهوري حانق:

-إياك أن تعطيها وجهًا، ستغدر بك.

ليشير بيده تجاهه مؤكدًا أنه يقصدها تحديدًا:

-إنها تنتمي للخَوَنة.

جاء تعليق "فيجو" هادئًا، ومحيرًا في نفس الوقت:

-لا تقلق، أنا أعرف كيف أدير شئوني.

بالطبع لم يكن ذلك ليرضي شخصًا مثله، ظهرت بوادر الخلاف بينهما، وانعكس كامل الضيق في نبرة "لوكاس" وهو يشير لابن عمه بإصبعه:

-حسنًا أيها الزعيم، أريد أن أذكرك ألا تجعل هذه الساقــطة تدخل بيننا في يومٍ ما، نحن أبناء دمٍ واحد، تشاركنا كل شيءٍ معًا منذ أن أتينا إلى هذه الدنيا، وهي قاتلة أبي، لا تنسى ذلك أيضًا، وأنا أرجأت ثأري احترامًا لقرارات عمي "مكسيم".

في هذه اللحظات شعرت بالخوف على شقيقتي، فهي تقف بمفردها في عرين الأسد، والقطيع بأكمله يحاول تمزيقها، اتجهت بنظري نحو "فيجو" حين علق عليه:

-أعلم هذا...

سكت لهنيهة، فأشحت ببصري عنه لأنظر لموضع يد شقيقتي على ذراعي وهي تزيد من إمساكها بي، لأصغي إلى "فيجو" عندما تحدث مجددًا في صوت جاد:

-لكنها ستصبح زوجتي، عليك احترامها، أنا لا أطلب الكثير.

تفاجأت تمامًا من موقفه المؤازر لشقيقتي، وحملقت فيه مبهوتة قبل أن تتبدل نظراتي للخوف الجسيم حين تكلم "لوكاس" في عداء صريح:

-حسنًا، لك ما تريد، أنت حر معها، وأنا أيضًا لي مطلق الحرية في التصرف مع من يتجرأ علي.

جملته الأخيرة أظهرت نوايا غير محمودة تجاهي، تلقائيًا نظرت إليه لأجد في عينيه إصرارًا عظيمًا على الانتقام مني، لذا جزعت أكثر، والتصقت بـ "ريانا" لتحميني من بطشه، فتراجعت معي للخلف وهي تهتف في صوت مرتفع لكنه مشوبٍ بالذعر:

-إيـــاك أن تقترب!

في لمح البصر كان يقف في مواجهتها، نظراته الشريرة مسلطة علي، وملامحه القاسية تشي بوحشية مهلكة، انفلتت مني صرخة مفزوعة للغاية عندما قبض على ساعدي ليجذبني منه، قاومته بكل ما أملك من طاقة وأنا أسبه في هلعٍ آخذٍ في التزايد:

-أنت خنزير، لعين، لا تقترب مني.

حاولت "ريانا" صده، وإبعاد ذراعه عني وهي تصرخ به:

-اتركها، لا تلمسها.

كنجدة من السماء تدخل "فيجو"، وأمسك به من ذراعه يأمره بصوته الصارم:

-ابتعد عنها.

نظرة الإصرار في عينيه أوحت أنه لن يتراجع بسهولة، فقال بعنادٍ مملوء بالتصميم:

-لن يحدث، احمي من تعدها زوجتك، ودع لي هذه.

ثم مــال على أذن ابن عمه يهمس له بشيءٍ، ليبقى الأخير في موضعه دون حراك. لحظتها أدركت أني سقطت في هوة الجحيم. رسم "لوكاس" ابتسامة ماجنة على زاوية فمه ازدادت اتساعًا وهو يقوم بجذبي بقوةٍ، مما دفعني للتعلق بشقيقتي والتشبث بها، لم تتوقف هي الأخرى عن محاولة منعه من أخذي قسرًا، وبذلت قصارى جهدها لإقصائه، إلا أن "فيجو" أمسك بها، وأوثق معصميها بيديه ليتمكن من إبعادها عني، لأصبح فعليًا أسيرة ذلك العتل الخطير!

جذبني من ذراعي ناحيته في غير صعوبةٍ، ثم انحنى قليلًا ليرفعني من خصري عن الأرض العشبية، ليلقي بي على كتفه، وكأني لا أزن شيئًا، صرخت مستنجدة بشقيقتي العاجزة مثلي:

-"ريانا"، لا تتركيني.

ركلت بقدمي في الهواء، ورحت أضرب ظهره بكلتا قبضتي لأوجعه، وصوت "ريانا" يجلجل من خلفي:

-لا تلمسها يا نذل، إنها أطهر من أن تضع يدك عليها.

كلامها المدافع عني حفزني أكثر لأتحرر منه، فلم أكف عن خمشه، وخدشه، وجذبه من شعره، بجانب وكزه بهياجٍ في كتفه وظهره، ومع ذلك بدا غير مكترث بما أفعل، وقال مخاطبًا ابن عمه:

-لقد قامت عروسك المصون بمحاولة قتلي، ولم أقتلها إكرامًا لك، فكيف ستعاقبها؟ ولا تقل إنها طائشة، أريد الثأر.

أجابه في هدوءٍ جاد:

-"لوكاس"، سأهذبها، ثق بي.

كدت أنجح في الإفلات منه بعد أن نالت منه ضرباتي؛ لكن ذلك اللعين رفعني للأعلى، وألقاني على كتفه بعدما أمسك بذراعي ليلفه حول عنقه، ليضمن تحجيمي، ثم استمر في الحديث إلى "فيجو" بنبرة قذفت الرعب في قلبي:

-كما تشاء، لكني سأخذ ثأري من شقيقتها، فهذا مشوق أكثر.

كلماته الموحية زادتني فزعًا على فزع، فثرت أكثر، وانتفض بكامل جسدي في هياج محاولة الهروب منه قبل أن أنكوي بنيران انتقامه الأرعن، لمحت من موضعي شقيقتي وهي تندفع تجاهي رغم تقييدها لتصل إلي وهي تصيح فيه:

-دعها تذهب، لا تلمسها.

بأسلوبه الازدرائي المهدد حادثها:

-أخبرتك منذ البداية ألا تعبثي معي...

ثم شدَّد من قبضته على ساقي، ليوجه كلامه إلي في أسلوب عبثي ماجن وخطير:

-لنرى كيف ستصمدين أيتها القطة في الفراش.



يتبع >>>>>

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

1.3M 103K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
148K 9.7K 14
لكلّ شيء ثمن، وكلما عزّ المراد ارتفع ثمنه. كأن همًّا واحدًا لا يكفي، أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض، فلا تنزل على الناس إلا معًا. العمر حين يطول يق...
2.3M 47.4K 73
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
361K 13.9K 46
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...