| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثا...

By EekaUa

2K 232 83

هل يمكنك أن تتخيل أنك داخل عالم ليس له وجود إلا بخيالك؟، عالمٌ ينقلنا إليه بطريقة غير مفهومة، بوابة زمينة تضع... More

|مقدمة|
1- | البداية |
2- |عودة اليافعان|
3- |قبيلة آڤاي|
4- |البَحث عن المَجهول|
5- | الماضي|
6- |الساحة القديمة|
7- | وادي تيلان المفقود |
8- | تواصل أخوي|
9 - | نِصفُ حقيقة |
10- | صاحب الوجه المُلثم |
11- | عودة الفَارس |
12- | قلائد الأحجار |
13_ | رسالة من أوين|
14- | أسرار |
15- | بِخفة القِطة! |
16 - | ثلجٌ وتعويذة! |
18- | صديق الرِحلة |
19 - | عَريق العَراف |
20 - | الأبيار |
21- | روح ثمينة وضحية إحياء |
22-| ذهاب الأحبة|
23- | ابنًا لمَن؟|
24- | عودة الأمل!|
25- | النصر|
26- | النهـاية |
الغاء نشر العالم المعكوس الجزئين.

17 - | أخرق بالكهف |

37 7 0
By EekaUa

شق مغيب الشمس الأفق ليعلن انتهاء اليوم، وهم يجلسون قرب بحيرة بمنتصف الغابة، هنا "منيرة" و "نور" تحاولان صنع حساء ساخن يُدفيء افئدتهم قليلًا، وهناك "أنس" برفقة "خُضير" يتبادلون بعض الأحاديث الجانبية بعد نجاحهم في اشعال النار أخيرًا، وشاركتهم "قُوت" الجلسة وهي تُقهقه على "خُضير" الذي كان يحاول تقليد بعض الأصوات الخاصة ببعض الحيوانات التي وصفها له "أنس"..

على اليمين "تَيم" يلثم هيئته بالرداء الثقيل خاصته، كان يمسك طرف غصن نحيف ويرسم به بعض الأشكال العشوائية على الأرض، علها تساعده في اخراج تلك الأحجيات المعقدة التي بعقله..

تارة يشرد فيما هو به، وتارةً أخرى يراقب حالتها الملثمة قرب الفتيات، تشغل عقله أكثر، وكأنها جائت لتختتم الأمر الناقص وتكمل قائمة المعضلات التي بحياته، ولكنها كانت أجمل معضلة بينهم!

_روز _

لم أشعر بذاتي التي احتلها الدوار فجأة إلا على الأرض، لا أعلم ما سبب هذا ولكني ما اذكره جيدًا أنني لم أقدر على تحمل صوت الهواء في أُذناي، ورأيت قبل الإنهيار صورة والدتي وهي تنثر كفيها فالهواء في محاولة منها لإحتضاني، كانت دامعة العينين وحزينة كما في أحلامي دائمًا..
هذه الذكرى اللعينة لا تريد الاختفاء، استطعتُ التأقلم على العديد من الأشياء والتخطي لأكثر، إلا تلك..

لليوم تحاول هذه الذكرى ايقاعي كلما اقتربتُ من نسيان ذلك المشهد..
تحاول تذكيري بمأساة خيبتي حين قتلهم ذلك اللعين "سلاف"، أبي وأمي وبقية عائلتي ذُبحوا أمام عيني، لازلتُ أذكر جيدًا تلك الصرخة البريئة التي خرجت من بين أضلعي وكأنها البارحة، صرخة تغير بعدها كل شيء بحياتي؛ حتى أنا!

كم هو قاسي شعورك بالعجز!، كبقعة كاحلة ترافقك أينما حللت نتيجة تعرضك لمعضلة لست قادرًا على حلها، ورغم كون الأمر خارج عن سيطرتك، إلا وأن ذلك الوحش الخفي داخلك -الضمير- يستمر في جلدك..

رغم حتى كوني لم استسلم لماضيَّ بعد، إلا وأنه يستمر في ملاحقة مستقبلي لتخريبه كالعادة..

وصدقوني أن كان بإمكاني اقتلاع ذلك الشعور من جوفي لفعلت..
وإن كان شيئًا ملموسًا لجذبته من أعماق ذكرياتي وقتلته..
وإن كان أقوي مني لترجيته ليتركني وشأني، ليتني استطيع فعل شيء لنفسي، ليتني انقذني!

فُتحت عيناي على مشهد لم أتوقع يومًا أن استيقظ عليه، أربعة أعين تحملقان بي وكأنني إبرة في كومة قش، فُزعتُ لوهلة ثم أخليتُ سبيل الهواء الموصد داخل رئتاي بعد أن أدركتُ أنهما ملكًا لِـ  "فچر" و "آزاد"..

أعلن "فچر" استيقاظي بضرب كلتا حوافرة الأمامية بالأرض اصتحبه صهيلٌ سعيد..

لن أنكر أنني كنت أحتاج إلى المزيد من الوقت للراحة ولكن لعقة لطيفة بلسان "آزاد" على جبهتي كان مُرضيًا لي.

-" اصبحتِ بخير؟"
سألني ذو الرماديتين بفضولٍ فأجبته ببرودٍ معتاد:
-" بخير."

-" ماذا حدث لكِ؟"

-" لا أعلم فقط مجرد دوار."

أجبتُ على سؤال "قُوت" سريعًا وأنا اتغاضى عن أمر الحُلم..

-" مجرد دوار سببه التعب، لذلك قمنا بصناعة الحساء لكِ أنا ونور."

تناولته من يدي "مُنيرة" بعد أن ابتسمت لي بتخفيفٍ..
-" شكرًا لكما."

دقائق مرت وكانت كافية لشرودي كالجميع، كل منهم بعالمه يحمل أعتاق تفكيره وأحمال خيباته دون الإفصاح بها، مثلي..

لا أحد يكترث بالمستقبل الهالك، فقط نفكر فالماضي آملين أن نصحح الأخطاء الغارقة بالقاع..

كان هو يسرق النظر إلى حالتي المنهكة كل دقائق، لا أشك بأنني بدأتُ الشعور بأنه يحمل بداخله بعض القبول لي، ولكنه يستمر في دفن هذا الشعور من داخله وكأنه خطيئة، ولا الومه على ذلك فأنا بنفسي لا اتقبلني.

_تَيم_

لا أعلم سبب قلقي الذي ينبع فجأة من قلبي بين الحين والآخر، لا أعلم حتى ماهية ذلك الشعور الدافيء الذي احتل سقيع مشاعري الهالكة منذ زمن، رُبما ما يجذبني لكِ هي قوتك الكامنة داخل عينيكِ!، وذلك الإصرار الذي ينهمر من بين حديثك، أعلم جيدًا حجم جهدك لنسيان شيء مر عليكِ..
استطيع رؤية الأمر روز، ولكنني لا استطيع معرفته!

_قُوت_

لا أنكر أنني اصبحت بحالٍ أفضل من قبل، ولكني مازلتُ لا أفهم سبب كل هذا!، أشعر بالضيق يعصر رئتاي تارة، وتارةً أُخرى يتحول ذلك الضيق إلى امتنان..
لا أعلم لايٌ مما يحدث امتن، ولكني ما أعلمه جيدًا أنني ممتنة لنفسي..

أُحبني، وأُحب محاولاتي البائسة، بقدر السماء وأكثر أقدر الجهد الذي ابذله بحياتي، فأنا وحدي من أعلم أن ما مررتُ به لم يكن سهلًا، وأعلم جيدًا مأساة أن أشعر بالخوف بدلًا من الطمأنينة..

البعضُ يُضييع ذلك الجهد المبذول بلحظة حماسية وهمية تجعلهم ينسبون الفضل لأناسٍ لم يقوموا بفعل أي شيء للمساعدة، تلك الفئة التي تظل صامتة طوال الوقت حتى وإن شهدت صراعاتك بالطريق تتمسك بالصمت، لا داعمة هي، ولا حتى مُساعِدة، فقط ماهرون في الوقوف خلف الستار للترقب، وللأسف ينجحون في خدع البعض بأنهم كانوا هنا بالجوار، وأنهم السبب بكل شيء.

لولاي لما كنتُ أقف كل يوم أطالع انعكاسي بالمرآة بفخرٍ، سأظل أنا الداعم الوحيد لي، مهما كثُرَ عددهم من حولي!

•••

-بالليلة ذاتها.. قُرب شروق الشمس-

كانت تجلس بالمكان ذاته، تتقمص نفس هيئته الخالية للتأمل، علها تشعر بتقليدها له أنه قريب!
اعتادت هي فعل ذلك مؤخرًا؛ أن تداول نشاطاته وكأنها هو!، كم تحبه وتشتاق له، فقط شاردة ببعض الأفكار والذكريات الخاصة به، تبًا أصبح محورها بوقتٍ قصير..

فكرت للتو بأنها وقعت بفخٍ لعين ولكنه لطيف بالقدر نفسه، ولو أتى لها سابقًا أحدًا من المستقبل ليخبرها بأنها ستهيم بِحب عدوها لما صدقت!

تدور وتدور حتى تقع طريحة أفكارها وتقول:
-" أشفق على حالي، هو لا يعلم حتى حقيقة مشاعري!"

ولكنها على الأقل تحلُم!، فالأحلام دائمًا ما كانت سهلة ومجانية لأصحابها.

-" ماذا تفعلين هنا؟"

كان سؤال "سلاف" بصوته المليء بالجفاف كافيًا لافاقتها من وحل الخيال..

-" أجلس، كنتُ اتأمل."

ضحك باستهزاءٍ بينما هي هبطت بمهارة من فوق السور تستفسر:
-" ماذا تفعل أنت هنا، وبهذا الوقت؟"

طالعها بمللٍ وادار ظهره لها:
-" لا شأن لكِ فقط عودي للقصر، ولا تخرجي منه إلا بأمرٍ مني."

ترجلت تتحرك خلفه:
-" ماذا تقصد؟، أين ستذهب؟"

-" إلى مملكة الرموز."

-" ماذا؟، أعني.. وحدك؟"

تلعثمت فالحديث أثر مطالعته المريبة بها عن سؤالها للسبب بفزعٍ هكذا، ولكنه على أي حال رد بصوتٍ حالمٍ:
-" أجل، لدي بعض الأعوان بالبرج هناك سيتكفلون بدخولي آمن من حدود الصحراء، ابشري دارلين، اقترب موعد النصر."

أومأت ببسمة مصتنعة ثم اختتم بعد أن ربت على رأسها بمشاعر خاوية:
-" عودي الآن، سأتواصل معك عن قريب، ودورك أن تأتي برفقة الجيش، لا وحدك!."

-" ولكن مازلتُ لا أفهم، كيف ستذهب بمفردك هكذا الأمر خطير!"

حاولت جاهدة جذب بعض الأمور التي يغلق عليها فمه ونجحت بالفعل حين قال:
-" ما بالبرج يكفي لأن احتل القصر، وبعدها سأرسل لك ظلي للتحرك وبعدها سأذهب أنا للبحث عن حجر چماڤيّ."

-" ماذا إن سبقوك؟"

-" من؟"

-" الجيش، و اليافعون!"

-"كيف عملتي بأمر اليافعون؟"

حافظت على الثبات بقولها:
-" كنتُ أُرسل أوين من حينٍ لآخر خارج هاكوب للمعرفة ما يحدث."

قهقه بفخرٍ متعالٍ  ثم اختتم الأمر متفاديًا النقاش:
-" إلى اللقاء دارلين."

حركت رأسها باستيعاب وتصنعت الحراك بضع خطوات حتى لا يشك بأمرها، ثم عادت إلى السور ذاته ودونت تلك الرسالة بأطرافٍ مرتجفةٍ ووضعتها بقدم "أوين" ليرفرف بها عاليًا إلى "تَيم"..

وبعد استغراق الوقت المناسب كالعادة لوصول الغراب هبط على ساعد "تَيم" وكأنه كان يحمل شروق الشمس معه لا رسالة..

تمتم "تَيم" بعد قراءته لمحتوى الرسالة بخوفٍ مُخبأ:
-" تسوء الأمور يارفاق!"

سرد ما قرأه للتو عليهم، ما عاد الوقت حليفهم من الآن، تسوء الأحوال عادة بعد وصول "سلاف" إلى القصر، كما حدث منذ أعوام..

-" هذا يفسر ما يحدث بالبرج إذًا!"

نبست بها "قُوت" بعد أن تذكرت رسالة "فارس" الأخيرة وسرده لها عما يحدث من تغييرات مريبة داخل البرج..

-"حسنًا لا وقت للراحة من الآن، أمامنا وجهتين قريبتين من بعضهم، علينا أن نسرع."

أطلقها "أنس" بينما أضافت له "نور"..
-" لا تنسوا التدريب أيضًا، كل هذا سيستغرق وقت، علينا الإسراع بالفعل."

جمعوا حقائبهم الملقاة كل منها على جانب وبدأوا بشق الطريق آملين الوصول قبل "سلاف" وأعوانه..

بدأوا بالتحرك وهو كالعادة بالخلف، يتأمل الشمس التي ظهرت من بين الجبال كالعروس الخجولة، منذ مجيئه إلى هنا وهو يتأمل الشمس في كل أوقاتها بحبٍ وسكونٍ زائدٍ ساعده في الوصول إلى درجة مرضية بينه وبين نفسه.

-" أصبحت بشرتك طبيعية مثلنا، تهانينا."

أومأ لها بعد أن طالع كفيه ببسمة ممتنة لعودة مظهره الطبيعي إلى حاله..

على بعد خطوتان منهم كانت "قوت" قد كتبت رسالة لِـ "فارس" تخبره عن الجديد ثم وضعتها بقدم "أوين" ليرسلها بطريقه له..

أما بالأمام فكانت "نور" تطالع كفيها بغرابة وهي تحاول تحريكهم بنفس الطريقة التي افتعلتها منذ قليل بتلقائية، ونجحت بالفعل بعد أن قامت بثني الخنصر والبنصر وقامت برفع الوسطى والسبابة بنفس المستوى ثم صنعت دائرة وهمية فالهواء، وفجأة نتجت شرارة حمراء من كفها وكان مصيرها الارتطام بالشجرة التي أمامهم وقامت باشعالها فالحال، كان صوت الإنفجار كافيًا لجذب انتباه الجميع لها، أما هي فكانت تطالع "أنس" بملامح مذبهلة وكأنها لا تعلم كيف حدث الأمر!

-" يمكنك اشعال النار من كفيكِ وجعلتينا نحاول ثلاث ليالي لإشعال كومة من الاغصان؟" تمتم "خُضير" بحنقٍ..

-" كيف فعلتيها؟"

تساءلت "مُنيرة" بفضولٍ بينما قامت هي بشرح الأمر لها ولكن محاولة "مُنيرة" بائت بالفشل!

فالوقت ذاته ضوى الكتاب الخاص بِـ " الأساطير الوقتية" بيد "روز" وقامت بقراءة ما كتب بصوتٍ مرتفع..

-" كتب هنا، أن لكل يافع منكم طريقة مختلفة في استحضار القوى."

تفهموا الأمر واكملوا السير الشاق لمدة نصف اليوم تقريبًا دون راحة، وصلوا بالأخير إلى ذلك الكهف الحجري الذي يحتل زاوية الخريطة التي بيد "أنس"، كهفٌ عملاق بنيَّ بالأحجار البيضاء المتراصة بعشوائية فوق بعضها البعض، وحوله العديد من الشجيرات الصغيرة التي نَمى القليل منها بين شقاق الأحجار بحرية..

كان الكهف مهيبًا بالنسبة لحجمه، ولكن جذب انتباههم عن الأمر الضوء البرتقالي الذي كان يخرج من الداخل، ولأن لا أحد منهم يشعر بشيء الآن..

تقدموا برفقة بعضهم إلى الداخل للبحث عن سبب الضوء، ممرٌ طويل صخري لا تمل الخُطى من عدم انتهاءه، الكثير والكثير من العظام الملقاة على الأرض هنا وهناك، عظام خاصة بحيوانات صغيرة مثل الطيور والقوارض..

بعد انتهاء الممر، وعند ملاحظهم لقوة الضوء تزيد شعرت "مُنيرة" حينها بوخذة أصابت أوصالها والقليل من الألم احتل رأسها، وعندما اقترب ذلك الدوار ليأخذه دوره ساعدها زوجها ومنعها من السقوط بعد ملاحظته..

-" ماذا هناك؟" تساءل..

-" يبدو أنه دوري!" ردت بكل بهجة كتعابيرها..

ابتسم باعجاب واستمر في التقدم خلفها برفقة الجميع، لحسن الحظ أن "أنس" اقترح ترك كلًا من "فچر" و"آزاد" بالخارج، فهم لم يستطيعوا السيطرة على غضبهم أن حدث شيء مفاجيء هنا!

لم تُتيح لِـ "منيرة" الفرصة لأن تعبر الممر التالي حتى انقض عليها نمرٌ صخم ذو مخالب وأنياب حادة، صاح بوجهها بقوة جعلتها ترتعش خوفًا وهي ماكثة أسفله تحاول التماسك من الصُراخ حتى لا تزيد من سوء الأمر..

-" مهلًا مهلًا يا صغيرة، أنا منيرة ألا تذكرينني؟"

نطقت بصعوبة ولا زالت على هيئتها، أما النمرة فأذبهلت ملامحها وكأنها تعجز عن التفكير ولكنها على أي حال تراجعت  إلى الوراء فساعد ذلك "منيرة" على الوقوف وأكملت:
-" سيدرا!، أنا مُنيرة!"

لم تتغير "سيدرا" كثيرًا عن قبل، فقط تغيرت تعابير وجهها لأخرى أحدَ وأشرس، كما أنها كَبُرت بالحجم أيضًا بشكلٍ مخيف!

بعد دقائق تعرفت "سيدرا" على "منيرة" بطريقتها الخاصة وقامت بالهجوم على وجهها لتلعقه كتعبيرٍ عن مدى سعادتها برؤيتها مرة أخرى، وسرى الأمر -تقريبًا- على أكمل وجه وتهيئوا يستعدون للخروج..

ولكن "سيدرا" أصرت على الوقوف بمكانها تسلط نظراتها على صخرة كبيرة بالزاوية..

-" ماذا هناك؟"

لا اجابه، فقط هدوء الكهف صاحبه أنين "سيدرا" القلق ونظرات أعينها تتسلط على الصخرة، فتقدم من بينهم "خُضير" ليتفحص ما خلفها ولكنه وجد حاله يطالع ثعبان ضخم يرتفع لأعلى وهو يكرث نظراته الغير مبشرة عليه..

ولكنه صاح بسعادة وهو يفرد كفيه فالهواء وكأنه سيحتضن عصفور:
-" كوبر!!"

وكان انقضاض الثعبان عليه ردًا مناسبًا أكثر، صاحوا الجميع بخوفٍ، بينما استطاع الثعبان بتحريك مؤخرة ذيله وقام بِـامساك "خُضير" ويتهيء لالتهامه..

وسط الأجواء التي يشوبها الخوف والفزع زئرت "سيدرا" عليه بقوة جعلته يتوقف من رفع "خُضير" إلى فمه وثبتت ملامحه قليلًا ليأتيه زئيرٌ متقطع وهجومي آخر منها وكأنها تحاول أخباره بشيء..

وقع "خُضير" من ارتفاع الثعبان بعد أن فك وثاقه وتقدم ناحية رفاقه بفزعٍ، بينما تقلص حجم الثعبان سريعًا ليصبح بطول "سيدرا" تقريبًا، ثم أخذ ينثر لسانه عدة مرات متتالية مع بعض الحركات العشوائية التي يفتعلها برأسه تجاه "خُضير"؛ الذي ما أن شعر بأنه أخيرًا تعرف إليه صاح بقوة..

-" لا تحاول حتى أيها الأخرق اللذج، تريد التهامي!!، لا أريده سأبحث عن حارس غيرك أيها المتوحش القذر!"

انفجر الجميع بالضحك على طريقته الطفولية بالانفعال، تالله لو تمكنوا من الصمت بضع دقائق لأن يستمعوا إلى دقات قلبه المتسارعة لاستمعوا، ولكن "كوبر" لم يهمه ما تفوه به منذ قليل وتقدم يتصلقه حتى أصبح على كتفيه يسايره بنظراتٍ بريئةٍ عله ينجح في اصلاح الأمر، وبعد محاولات كثيرة بائت بالفشل ارتخت ملامح "خُضير" الغاضبة وترك العنان لمشاعره مُلبيًا..

-" حسنًا، سامحتك."

-" على الأقل هناك واحدٌ منا لم يشعر بألم فالرأس!"

نثرتها "مُنيرة" وهي تُربت على رأس نمرها وخرجوا وهم يقهقون على ما حدث لِـ "خُضير" منذ قليل..

__________
يُتبع..
لِمنار نجدي.


Continue Reading

You'll Also Like

3.8K 231 9
ماذا لو انقلبت حياتك فجأة رأسا على عقب... ماذا لو اصبحت غير قادر على الحركة بالرغم من نيلك الحرية المطلقة... ماذا ستفعل كي تسترد قواك هل ستفعل تماما...
1.8K 236 10
_ عندما يعيش چايكوب بصراع بين حزنه و آلمه علي فراق زوجته ، و بين النهوض لمواجهه الواقع من اجل صغيرتهم ! _ قصه ‎قصيره بتُحاكي اجزاء من حياه چاي...
29.4K 3.7K 38
تم نشرها مرة أخرى مؤقتًا.
2.1K 207 30
قالوا لك أن طرقكم لا تتلاقى وأن الحب لا يليق بنا .. وأنا أخبرك سراً " رغم البُعد الذي بيننا لا يوجد أقرب منك لقلبي " . وإن زاد البُعد وألهتنا الحياة...