The secret room

By kokyjeon916

802K 29.7K 15.4K

[ADULT CONTENT] يجمعنا العمل نهارا وليلا تجمعنا غرفتنا السرية لاعبان يجمعهما مكان واحد تلونا العهود بعدم ال... More

intro: the secret room
part 01: أوراق علي الطاوله
part02:مشاعر دافئة
part03:فرصه أخرى
part04:غيرة قاتله
part05:قاعة الروليت
part06:فتي الملاجئ
part07:قبلة بالتراضي
part08:الغرفة السرية
part09:القفص الذهبي
part10:ندوب الماضي
part11: عودة
part12:مواجهة
part13:جذور الحب
patr14:عرض زواج
part15: لا تلمس جروحي
part16:حارس الملجأ
part17:الليلة الأولي للحب
part18:أريدك
part19: اعتراف
part20:هوس الحب
part٢١:متيمة بك
part22:مواعده في العلن
part23:شد وجذب
part24:سباق دراجات
Part25:هل تقبلين الزواج بي
part26:قهر الرجال
part27:رومانسية الحب
part28: حفل توديع العزوبيه
par29:الوداع الأخير للحب
THE END: إلي آخر العمر

part30:رحيل

11K 499 263
By kokyjeon916


البارت الواحد والثلاثون| رحيل
_______________

تتساقط أوراق الحب ورقة خلف ورقه لينبِت خلفه نبتةً جديدة خضراءُ ويانعه

الحزن حكاية طويلة يتم حياكتها من صبرك، من وقتك ومن جُهدك

مر أسبوعين وهي تجلس بمكانها بعين تلمع بلمعة الحزن، حال جونغكوك لايقل عن حالها.. حينما رأته  لأول مرة بعد عودتها بمساعدة السُلطات إرتمت بأحضانه وهو تنفس بعناقها كان كمريض وجد طبيبه، أو كفاقدٍ للنبض وبطريقة ما عاد نبضه بآخر لحظه

إعتنت به واعتني بها ولكن مازالت تشعر بغصة تتملك قلبها، أيعقل أن تكون بطريقة ما هي السبب بوفاته

شئ ما بداخلها كان يتوهج، يشتعل، يُضاء بشعلة من نار يتأجج بداخلها ولكنه للحقيقة  كان يحرقها

نوافذ بيت السقيفه مُغلقه حتي الستائر مُسدله تجلس علي الأريكة بين أحضانه، تتوسطها وترجِع رأسها للخلف، يعقد ذراعيه حولها بقوة وهي تتمسك بكفوفه ترسم بأناملها شيئاً عليه، خصلاتها تحت فمه الذي يقبلها كل ثانية كأنه يتأكد من وجودها بعناقه وبين أحضانه، يخاف أن تسرقها الحياة من جديد من بين يديه، لذا فقد تمسك بها أكثر وأكثر بطريقة أعجبتها ونالت رضاها

_ماذا تفعلين بيدي لافيرا؟

تنهدت وأرجعت رأسها جانباً لتراه يتأملها بعين هادئه يترقب جوابها فنظرت لعينيه بصمت كأنها تُقبِّلهم بخيالها

_أرسم شيئا يخصنا عليها، أتمني أن يصبح حقيقه لهذا فأنا أرسمه علي يديك.

رفع بصره لخصلات شعرها ولاعبهم تركهم علي أصابعه وتابعها بعينيه بتركير

_أخبريني عن ماهية الرسمه تلك، قوديني للمعرفه لعلي أحققها لك.

أرجعت رأسها للأمام وسرعان مانفت له برأسها ووضعت كفه علي وجهها تتمرمغ به  كالقطط وبطريقة جعلته يضم خصرها باليد الأخري أقوي من ذي قبل

لافيرا سارقه، هذا ما تفلح به تسرق القلوب، وتسرق الأعين، تسرق الإنتباه، لم تترك حتي الفتيات بحالهم، وأحيانا تسرق أعينهم التي ينظرون بها لجونغكوك

_لن أخبرك أريد أن تكون مفاجئه أعلن بها  مدي حبي لك، كفاك إحضاراً للهدايا لقد حان دوري.

همهم لها جونغكوك بعدم رضا ووضع كفه الأخري علي وجنتها حتي يديرها له وباستياء نطق مع نبرة منزعجه

_حبيبتي سأفعل ذلك طول عمري فلا بأس أن أظل لك حبيباً يشتري لكِ الهدايا، يفترس شفتيك، أو حتي يعانقك، أنتِ بكل الطرق تردين الدين، لا دين بين الأحبه لكني سأكون سعيداً لو كان وفاء الدين قُبُلاً بطعم فمك.

_أنت تكثر الكلام قلت لك أنها هديتي فاقبلها بفم مغلق، تتحدث كثيراً كامرأة بفترة...

قلب عينيه بملك ثم قرص شفتيها بخفه ونطق يكمل جملتها

_كامرأة بفترة حيضها، بلا بلا بلا.

راقب تفاصيلها  وهي قريبة من شفتيه فأعقب بصره هناك لفترة، سرعان ما قابل عينيها وأكمل حديثه

_أنت لا تفعلين شيئا سوي السخريه أنتِ إمرأة متنمرة.

ابتسمت له بحزن وبادلها، هي تتذكر ماحدث وهو يراجع خيبته بعدم نجاحه بإعادتها

_تعلم أنى أحبك؟، أقصد أني أرغب دوماً كطفلة صغيرة بالانتماء إليك، لا أعلم شخصاً حنوناً ومعطاءً أكثر منك، تجعل الجميع بمنزلة أعلي من نفسك، تهتم بحبيبتك وبتفاصيلها بطريقة تتمناها نساء الأرض جميعهن، أنت كأبٌ حاني للجميع، بالأصح أنت عرابهم.

تشكلت غصة مريرة بحلقه ونظرة برياح الألم تحتوي قلبه من كل إتجاه

_تحاولين مواساتي يا جُلّ أمنياتي، تحاولين معالجة جرح قلبي من عدم الحفاظ عليك؟

تنهيدة مثقلة بالهموم صدرت من فوهة فمه فأصبح ينظر لكل إتجاه عداها، يتأمل الظلام الذي تم صنعه بالغرفة  حولهم، تأمل حتي أنهكه التأمل وغاص بتخيلاته وبدوامة فكره بطريقة عذبتها وأرقت فكرها

_ربما أستحق عقاباً من الإله علي تفريطي بك، لقد تمت مكافئتي بك ولا أفلح سوي بتضييعك من بين يديّ.

نفت برأسها والتفتت لتحيط قدميها بخصره وترتمي بوسادة صدره تلتحف بعناقه سرعان مابدلت وضع رأسها لعنقه وأناملها تلاعب خصلاته السوداء والطويلة

_وربما أنا السيئه تخطفك الحياة مني كلما سنحت لها الفرصه، أو لنقل أن البشر يحقدون علينا سوياً، لا يريدون رؤيتنا سعداء أبداً.

تأملته بشغف تتناوب مقلتيها بين عينيه، فداعبت خصلاته برفق من جديد كأنها وجدت هوايتها الجديده بين يدي جونغكوك.

_ذلك القرب  لم أعلم بمدي أهميته حتي سُحب من بين أناملي، ملامسة خصلاتك، تفحصي لعينيك عن قرب كأني أسرق منهما القبلات ، تخطفينني بلا هوادة،  تسحقين قوتي كلها بنظرة من عينيك، قلبي كان متصلا بروحك توقفت حياتي حالما اختفيتي من أمام ناظري، أخاف أن تهربي مني بإرادتك ذات يوم فأنا رجل لا أستحقك.

سمع كلاهما صوت طرق قطرات المطر علي زجاج النافذه فتوجه بصرهم إليه، كان الجو نقياً رغم العاصفه كان كل شئ مناسباً لنقاء تلك اللحظه وخلوها من الزِيف

تأمل كل منهما عيني الآخر ليشبعا الإشتياق الذي لم ينطفئ

الجو كان دافئاً رغم برودته وهادئاً رغم هيجانه، الكل يركض بالشوارع ليحتمي بظلٍ أو بيت وهما يلتحفان ويبحثان عن الدفأ بأجساد بعضهما

الأنامل تلعب دوراً هاماً في تغيير مسار فكر العالم عن الجو القارس بالخارج

فإن كان الجو ممطراً بارداً بالخارج فبين عناقه كان دافئاً وحاراً لربما يحتاجان لبعض الهواء ليطفئ لهيب العناق وحرارته ربما يحتاجان عربات الإطفاء لكي تعالج مشكله اللهفة  هنا...

كليهما مشرد، دون عائلة،  لربما كانا يحتاجان  معطفاً تمت حياكته من صوف علي يد عجوز تجلس علي كرسي وبجانبها كأس  مشروب ساخن  تتجرعه بين الحين والآخر

ربما كانا يحتاجان سترة صوفيه مطرزة بأنامل دافئة لم تعجز  يوماً  عن إحتضانهم 

لكن إحزروا ماذا!، لقد لجأ الإثنان لبعضهما، حاكَ كليهما قصصاً مشوقة من المغامرات

لم يحصل أحد منهما علي سترة مطرزة بالحب أو كأس حليب ساخن ليدفئ أجسادهم ولم يخبز أحد الكعك لأجلهما..

عاشا طفولة قاسيه مليئة بالعنف وحينما شبّ جونغكوك صنع لها الكعك، وحينما وجدته يطرز لها الحب بأنامل دافئة حاكت له العناق وطوقته حول جسده فصار هناك مفهوم آخر للدفأ، معني جديد للحب، سوار يحوم حول النبض يتوصل لشرايين القلب فنبض الإثنان بنبض الحب...

ألصق وجنته بخاصتها وأنفه يتلاعب بالأنفاس عند العنق أزاحت خصلاتها لتنعم بالقبلات الأثيريه التي يلقيها كلعنة أصابتها ولا إنفكاك منها

بعد لحظات كانت شفاهه فوق فمها بثبات بعثر أركانها وحرك مشاعرها، كان يداعبها بشاعريه والضوء  الخافت حولهم لم يساعد أبداً علي لم شتاتهم

كان يبعثرها بلمسات بسيطه أفضت بها إلي الهلاك وغيرت حالها مخلِّفة بقلبها زهوراً ذات بهجه

وأخيراً خطف آخر ذرة ثبات لها حينما حرك جزءاً بسيطاً من شفتيه بطريقة رقيقة تذوب لها القلوب، وليس القلب فقط فلقد تحكم بجسدها الذي أصبح خاملاً بين يديه بلحظه،  تلك القبلات الناعمه واللمسات الحانية تخطف دون إستئذان

وبوقت الرومانسيه المتساقطة فوقهم كحبات المطر إختطف قُبلة كامله من فمها وسط أنينها البسيط الذي داعب قلبه وزعزع أركانه

فقرر الخلاص بين جنبيها يلقيها بعناقه، تنفس بقوة بعناقها يوصل لها مشاعره عبر أنفاسه المهتزة بداخلها فابتسمت بإشراق، أنامله إتجهت لظهرها بعدما اكتشف أنها تحب حينما يمسح علي ظهرها برقه، وعندما إكتشف ذلك إحمرت وجنتيها كأنهم لم يمارسوا شعارات الحب الكاملة منذ قليل

أخبرته وهي بين أحضانه أن يرفع كفه إلي ظهرها ليمسح عليه حينما ملّت الإنتظار أن لا يفعل

قطب حاجبيه ونظر إليها بعدما أبعد رأسه عنها فأخبرته وهي غائبة عن الوعي وعارية بعناقه وثملة بنظراته أنها تحب ملامساته هناك، تحب الشعور بدفأ أنامله علي ظهرها ويربت عليه صعوداً ونزولاً بوتيرة بطيئه

ومن وقتها وهي تخجل عندما يفعل تلك الحركة معها فتتمسك بظهره جيداً وهو يبتسم لفعلتها حينما يعلم أنها خجلت، سحقاً كم تكره أن يُكشف أمرها.

_ما رأيك أن آخذك برقصة لنعتبرها تدريبا لرقصة الزفاف موافقه؟

أبعدت رأسها عن كتفه ونظرت إليه متساءله مع رفعة حاجب بسيطه

_أنت تبتكر الحجج لتراقصني.

مسح علي طرف شفاهها ثم حبس ذقنها بين سبابته وإبهامه يلاطفهم

_أنتِ لا تعلمين أني أبتكر الحجج من اليوم الأول الذي قابلتك فيه فقط لأراكِ، أما الآن وأنتِ بين يديّ فأستطيع فعل ما هو أكبر من مراقصتك.

أرجع خصلة خلف أذنها ليستطيع مطالعة وجهها خلف ستائر شعرها المُسدلة

_لن أبتكر الحجج بعد الآن، يكفي أن أسألك لتجيبي علي بالموافقه.

رسمت إبتسامة ماكرة علي محياها  وهي تسأله

_ماذا وإن رفضت؟

نفي برأسه وقد هدأت ملامح وجهه حالما قابل عينيها، أقصد تعمقه بهما

_أستطيع أن أري الموافقة بعينك قبل جسدك، إن نظرتي لأسفل قليلا ستشاهدين قدميك التي تحركت لأسفل حالما سألتك، أنتِ لا ترفضين  شيئا أطلبه منك، وإن رفضتي سيخالف جسدك الأمر. 

تنهدت بخفة فانتشرت أنفاسها علي وجهه داعب أنفها بخاصته وألقي بيديه حول خصرها يشدهم وهو يحملها بين ذراعيه وهي لم تناقشه بالإتجاهات ولا تريد أن تعلم إلي أين يتجه بها

وحينما كانت قدميها تلتف حول خاصرته كان هو متجها ناحية الإسطوانات يشغل إحداها فانطلقت الموسيقي بركنهم الفارغ

أنزلت قدميها وشغَلت نفسها بعينيه فتناغمت أجسادهم مع اللحن الموسيقي، لاعبت الموسيقي مشاعرهم وحركت قلوبهم، أتعبهم البُعد كثيراً حتي أنهم لم يفعلوا شيئا حينها سوي إنهاك أعينهم بالتواصل، لقد كان تواصل أرواح إن صح القول

كان يحدثها بعينيه عن إشتياقه لها وكم كان مريضاً دون رؤية عيناها دون إحتضانها وسماع خفقات قلبها المضطربه حين إقترابه، وهي تشتكي له ضعف حيلتها وقوتها وإستشعار الخطر دونه، كم أنه هو مصدر أمانها وصاحب اللجوء الوحيد حين الخطر، وأخبرته أيضاً أنها إشتاقت، إشتاقت إليه كثيراً..

تلك جلسة العشاق لا يطفئها حتي النظرات، ولا يكفي العناق للتعبير عن إشتعال الكلمات فوق الألسنه التي أصبحت كلهيب ينير عتمة الظلام

ضوء الشموع لا يضاهيها وأنوار العالم لاتكفي لتضيئ جزءاً قد أنار بشعلة حبهما

إبتعد بخطوات أقرب لشخص ثمِل ونطق بنبرة ملتهبه يخاطبها

_جائعة يمكنني تحضير بعض الطعام لأجلك أخبريني بما تريدين.

تقدمت الخطوتين اللتين إبتعد بهما عنها وحامت حول عنقه بذارعيها

_قربي يرهقك، أم أنفاسي تتعبك؟

بلل شفتيه وهو يسدل رموشه بطريقة ناعسه فعلمت جوابه قبل أن ينطق

_كليهما فيرا كليهما.

قرب أصابعه من عينيها فأغلقتها وأسدلت جفنيها ليمسح بإبهامه وبرفق فوقهما

_تعلمين كم أحبهما، كزجاجتيّ خمرٍ  يسقيانني دون توقف.

قبّلَهما بخفه وابتعد بإنشات قليله ليتابع إنهيارها بين يديه فابتسم وأعطاها بظهره يواصل بخطواته تجاه المطبخ، فتحت عينيها لتتحمحم بخفه وتمسح علي شعرها، تبِعت مسار جسده حتي وقفت أمامه فنظر إليها يرفع حاجبيه متسائلاً فعلمت مايريد فأجابته بنبرة هادئه

_معكرونه بالصوص الأبيض.

أنزل جسده بطريقة لطيفه متخذاً وضعية الإنحناء وهو يضع ذراعه عند معدته ثم رفعها تتالياً

_أمرك سيدتي وتذكرى دوماً الطباخ جونغكوك تحت أمرك سيدتي.

حاولت ضم شفتيها حتي لا تُسمِعه ضحكاتها لكنها لم تستطع فانطلقت الضحكات من شفتيهما سويا لتنتشر بالأرجاء مع صوت الموسيقي المنبثق من الجهاز

حضّرَ الطبق وصبّ لها القليل وزينه ببعض الخضرة وبعض الفُطر لأجله وعلي طبقه

_صار الطبق جاهزاً أحتاج فقط لـ...

قاطعته لافيرا بقُبلةٍ علي الخد قوية وهي تصدر صوت تمطق سُمِع صوتها بأرجاء المطبخ، نظر لها متعجباً سرعان ما وضع يديه فوق خاصرته

_لا نريد ترك الطعام لأحملك فوق السرير بتهمة إختطاف قلبي بقبلة علي الخد، كوني فتاة مراعية وكُفِّي عن اختطاف قلبي.

أخذت قطعة من الجزر بفمها وهي ترفع كتفيها بعدم اهتمام تغادر المطبخ

_ليس ذنبي أنك سريع الإشتعال وتهوى قبلاتي.

أغمض عينيه بنفاذ صبر وهو يحمل الأطباق يتجه بهم للمائدة

_اللعنة عليّ هل أنا خفيف معها حقاً؟، حتي ولو... أنا خفيف مع حبيبتي فقط هذا مؤشر جيد فأنا لست كذلك مع بقية النساء، هاي لافيرا ألا تريدين مساعدتي بحمل الأطباق؟

_إحملها بمفردك ليس وكأنك ستكون مُتعباً من حملها.

حالما وضع الأطباق علي المائده أحاط كفيه بكرسيها وطبع عدة قبلات علي وجهها فابتمست تمسك بكفه الذي انتقل لكتفها

_طفلي الصغير أنا جائعة.

همهم لها وهو يكمل مسير القبلات لعنقها باشتياق وإرهاق

_وأنا أيضاً لاتعلمين إلي أي حد أنا جائع.

إمتص عنقها فأصدت صوتاً متأوهاً بصخب

_جونغكوك يكفي قلت لك، لنؤجل هذا الجوع لوقت آخر،  هيا قبل أن يبرد الطعام.

أدار وجهها بأصابعه وعض سفليتها وهو يمط شفاهها للخارج فارتدت لفكها، أغمضت عينيها وهي تنتحب بصوتها

_جونغكوك.

رفع عينيه لخاصتها وهو يبادلها نظراتها الناعسه

_شقيّتي،  أنتِ من بدأتِ الأمر.

لاطف أنفها بخاصته يرميها بنظرات حب أخرجت عشقه بطريقة أخضعت حصونها لعظمة حبه

_ أنا بارع بتقبيل شفتيكِ أولست؟

أعاد تقبيل شفتيها ببراعه بين نعومة خاصته

_فاكهتي التي لا تنضب، شفتيك موطني ولقد رسمت خريطته  ونقشته بجدران قلبي.

داعب وجنتها بأصابعه ثم مال ليقَبِّل وجنتها

_أول أنثي يشتهيها قلبي.

أظلمت عينيه ونطق بنبرة متملكه

_وآخرهم، أنتِ سيدتي التي خُلقت لتقع بحبي وما أنا إلا رجل خُلق لأجل حبك وصُنع من أجلك.

نظراتها تعاقبت بين مُقلتيه وشفتيه وأنفاسها الفاترة تلامس قلبه وروحه أهلكته وهلكت معه

_أنا جائعة جونغكوك.

عض سفليتها يجرها خارجاً بلطف فتماسكت حتي لا تهوي السقوط بين يديه

_إلهي، وأنا أيضاً.

إلتفتت لطعامها وهي تتحمحم بنبرة خفيضه تنظر لما يليها بنظرة خجِله

_أنا أقصد الطعام.

جر كرسيه للخلف وجلس بجانبها يضع يديه تحت ذقنه ليستند عليها وهو يراقبها

_وماذا توقعتي غير ذلك، أنا أيضاً جائع مثلك، إلا إن كنت تفكرين بشئ آخر.

لم تنطق بكلمه ولم ترفع بصرها إليه بل أدارت الشوكه بطعامها وتوجهت به لفمها لا يسمع بغرفة الطعام سوي طرقها الشوكة بالطبق، كانت لحظات حتي ضربت أدوات الطعام بالصحن والتفتت له بغضب

_الطعام ليس علي وجهي جونغكوك.

كانت تنظر له بحنق وضِيق، وهو ينظر لها كشخص ضائع وهائم بين ملامح وجهها ولقد كان كذلك

لاطف وجنتها بالإبهام والسبابه نزولاً لذقنها وهو يتأملها

_أُنظري لنفسك جيداً لافيرا، كُلُّكِ صحن فاكهة لا تنتهي، بداية من منبت رأسك مروراً بعينيك وصولاً لشفتيكِ، شهيه.

لانت نظراتها نحوه ومالت لكفه الذي داعب وجهها وأغمضت مُقلتيها وسرعان ما فتحتها حتي تُطِل علي مشهدٍ أفضل، مشهد وجهه ومطالعته.

_لقد أكلت بحياتي  وتمتعت بالملذات بما فيه الكفايه، سأقضي بقية حياتي أتأملك، حتي أموت.

تذكرت لحظة موت سونجين بين يديها وكم تألمت ففرت دمعة من عينيها فداءً لجونغكوك، لقد إنطفأ الحب تجاه سونجين وتألمت كثيراً حين موته، فماذا إن مات هو بين يديها هي لن تستطيع...

ركضت تجلس  بين قدميه وتنعم بأحضانه لم يهدأ كليهما أبداً  من وقت رجوعها إما أن تكون هي من تحتضنه أو العكس، ترك جونغكوك كل أعماله لأجلها وتركت هي كل شئ لأجله

إشتعل الحب بينهم مع كل موقف سئ يمران به،  حينما تذكرت طفلها لجأت إليه ونامت بعناقه رغم أنها لن تفعل ذلك مع أيٍ كان، سمحت لدموعها أن تنسدل من ستار مُقلتيها رُغم أنها تكره الضعف، سمحت لنفسها أن تنام بجانبه رغم أن آخر مرة نامت بجانب حبيبها إغتصبها، لم تراودها ذكرياتها السيئة معه، توقفت كوابيسها الداخليه معه، إنتهت ذكرياتها السيئة أيضاً معه، كان يعالجها رغم جروحه وألمه، حتي أنها عشِقت من جديد كأنها لم تتأذي من الحب يوماً

والآن يريد أن يتركها ويرحل؟، حتي لو كانت كلمة عفوية لمَ عليه أن يذكرها أنه سيرقد تحت التراب يوماً، ولهذا السبب أمسكت بعنقه كأن الموت حين يأتي سيطرق بابها ليستأذنها بقبض روحه، ولكنها فقط أطاعت جسدها وروحها وأحكمت العناق بقوة..

مسح علي ظهرها ليبادلها بل ليعطيها الأمان، ليخترق الخوف بأنفاسه ويفتته لأجزاء تنثرها الرياح فتهوِي مع الريح بعيداً عنها، لقد كان جونغكوك معطاءً، يعطي بسخاءٍ ودون مقابل، ولهذا كانت حبيبته التي يبحث عنها منذ الصغر مكافئته علي مثابرته وعلي صبره علي مشاق الحياة

_جيمين لما لا تفهم هذا المكان لا يناسبني بأي شكل من الأشكال.

قلّب الآخر عينيه من تذمر صديقه وتوجه به ناحية ساحة الرقص كان شكلهم كالثنائيات وهما هناك بمفردهم دون رفقه

_هوسوك قف هنا ولا تتحرك، هنا منبع الجمال كله لن أتحرك من هنا حتي تخرج بفتاة تكون عروسك المستقبليه.

تنهد الآخر بغضب وهو يضرب رأس جيمين بأصابعه

_حبة الفستق تلك لا تستوعب شيئا ما بالتأكيد، نحن لانأتي للمهلي الليلي لنحصل علي زوجات هذا ليس المكان المناسب حتماً!

أشار له جيمين بأصابعه كتحذير وتهديد

_تحرك من هنا وسأخبر الملهي كله أنك شاذ وتبحث عن رجل لتقضي معه ليلة حمراء.

كشر هوسوك ملامحه بتقزز  فابتسم جيمين برضا بعد أن علم أنه لن يتحرك من مكانه كما أمره وتوجه للبار يقف هناك يعطي البار بظهره ويستند بمرفقيه عليه

توالت الفتيات ولم تنل واحدة إعجابه هو لا يبحث عن فتاة جميلة وفقط بل يبحث عن فتاة تناسب صديقه حقاً، هو صديق مراعٍ أليس كذلك!  ، إلهي صديق مثل جيمين.

فتاة صهباء، خصر نحيل، وجه لطيف ومسالم مع نظرة حادة وبسيطه تزين عينيها والأهم ليست كوريه، مسلٍ.

تلبس جيمين القناع وتلبسه الحزن وتنهد بألم حتي أن قطرة دموع تلمع بعينيه، أنا لا أعلم حتي كيف صنعها!

إلتفتت له الفتاة وهي تقطب حاجبيها وتقترب  منه ببطأ

_سـ.. سيدي أنت بخير؟

إلتفت للجهة الأخري ليظهر لها حزنه ورفضه للحديث وبذات الوقت يكتم أنفاسه المهزوزه لمحاولته كتم إبتسامته، سرعان ما التفت إليها وأشار لصديقه الذي يقف بساحة الرقص وحده، كان هوسوك بزواية  جانبيه رأي رسالة لصديقه يخبره أنه دمر سيارته فوضع يده علي جبينه يكتم حزنه وغضبه بذات الوقت، إبتسم جيمين لأن الوقت كان مناسباً جداً، فقد كانت تلك اللحظه التي التفتت بها تلك الفتاه ورأته بتلك الحاله

_إلهي ما به هل أنتم أحباء وانفصلتم أم ماذا؟

كاد جيمين أن يقع علي الأرض من غبائها ولكنه تمالك نفسه وهو يعض علي شفتيه

_هو صديقي، لقد إكتشف للتو أن حبيبته تخونه،  قابلها عشيقها بساحة الرقص فذهبت معه وتركته وحيداً.

إستنشق ماء أنفه بقوة وهو ينظر لهوسوك الذي ينظر حوله باستياء

_أنظري إليه كيف يتلفت حوله كعاهر.. أقصد يبدو وحيداً وينظر للثنائيات حوله.

تنهد بحزن وهو يمسح دموعه الوهميه

_أنا لا أستطيع فعل شئ لأجله، هو يعتقد أن السبب قبحه وأنا أخبره لا بأس فأنا أراك جميلاً، تكفي إبتسامتك التي تخطف القلوب، لا بأس صديقي ستجد من يرافقك ويراقصك، لكنه يستمر بتكذيبي ويخبرني  أنه لا يستحق فتاة جميله ولا حتي قبيحه، لقد تعبت معه.

نظر لعينيها وهو يسألها

_هو ليس قبيحاً أليس كذلك؟

كانت الفتاة تتأمل هوسوك بلهفه لا تري أنه قبيح حتي لو كان كذلك فهذا ليس معياراً للعلاقه

تأملت خصلاته الناعمه حتي إبتسامته الساحره عينيه التي تخطف من ينظر إليها

_أمامي صورة حية للجمال، مثل هذا الشخص يجب ترتمي النساء تحت أقدامه.

أفاقت من شرودها به لتعي علي ما نطقت به فنطقت بنبرة مهزوزه

_أ.. أقصد.

إبتسامة خبيثه زينت ملامحه أخفاها سريعاً ثم نبس

_حقاً؟  شكراً لكِ، في الحقيقه لا أريد أن أثقل عليكِ بكلماتي أو بطلباتي، ولكن ما رأيك أن تشاركيه برقصه أو تحاولي التخفيف عنه،  لا بأس إن رفضتي لن أضغط عليكِ بشئ لا تريدينه.

أطلقت الفتاة العنان لكفيها وهي تنفي له بها

_لا.. لا بأس أنا أيضاً أتيت وحيده لا مانع بمشاركته رقصة للتخفيف عنه.

أعطاها إبتسامه وديعه ليحثها علي التقدم إليه وهي لم تكذب خبراً وإتجهت له بسرعه ووقفت أمامه، فنظر لها هوسوك بتساؤل، وسع عينيه حينما علم أن تلك الفتاة تطلبه للرقص حتي أنها أمسكت يديه وحركته بخطوات ناعمه فنظر هو لجيمين وهو يضحك ويبتسم علي صديقه الـ.. لنقل الخبيث فهو خبيث حقاً

تنهد جيمين براحه وما زال علي وضعيته لم يتحرك

_ألا أستحق النعيم جزاءً لي علي كل تلك الخدمات التي أقدمها لأصدقائي؟

بنبرة مغرورة نطق  ، فسمع نبرة أنثويه تجيب عليه لينتفض من مكانه

_بل تستحق الجحيم علي كل أفعالك جيمين.

تجمد مكانه وتحركت رقبته بارتباك مع ضحكة متشنجه.

_ريڤين عزيزتي كيف حالك؟

بنبرة مهزوزه كان يخاطبها وهي تعطي وجهها للبار وتشرب من كأسها قطرة بقطرة تشرب بيد ويدها الأخري تستند علي البار، حالما نطق نظرت إليه بطرف عينيها وابتسمت إبتسامة بسيطه يكاد أن يراها

_إقترب من عزيزتك جيمين.

نظف حلقه وسرح شعره للخلف إقترب منها فعاينت هيئته كان يرتدي قميصاً أبيض يفتح أزاراه العلويه يُظهر شِق صدره وبنطالاً من الجينز

كان الضوء امام البار باللون الأحمر فأضفي  عل هيئتهما جواً مشحوناً بالإثاره.

_عزيزي ألم تخبرني أنك ستخرج لزيارة عمتك المريضة؟

إلتفتت خلفها لتري هوسوك والفتاة معه  وقد تناغمت أجسادهم بالرقصه حتي بعد أن تغيرت الأغنية ما زالو يراقصون بعضهم كلعبة تحمل عبقاً موسيقياً لا ينتهي

_أتلك عمتك التي ترقص هناك، ذوق عمتك جيد بالفساتين  توقعت أن تمتلك عمتك صدراً مترهلاً، لكن صدرها  المشدود يهتز مع كل دَفعه.

كانت تقصد دفعات الرقص والإهتزاز لا تقصد بالتأكيد أن تثير جيمين بأي طريقة أبداً

إبتلع ريقه واقترب منها فنظرت لشفتيه بفتور ثم رفعت بصرها لعينيه ولاطفت أنفه بخاصتها فأصبحت نظراته لها ناعسه تكاد قدميه تحملانه

_حسناً لقد كنت أحاول المساعدة، لم أقصد الكذب عليكِ أبداً حبيبتي.

رفرف قلبها لتلك الكلمه لكنها لم تظهر أيٍ من ذلك علي حركات جسدها  ليسهل علي زير النساء ذاك اكتشافه

_أنت فتيً سئ ويجب عليك أن تُعاقب.

بلل شفتيه  يتنفس بأنفاسها ويقترب منها حتي أنه يتحدث الآن أمام شفاهها وينظر إليهم بقلة صبر

_علي حسب العقاب حُلوتي.

داعب خصلات شعرها وأرجعهم خلف أذنها ليري وجهها بوضوح

_أثق بأنه سيعجبك، فأنت تحب أن توفق بين رجل وامرأه وأنا جئت لطلب إستشارة منك بما أنك مصلح إجتماعي ومتخصص بالعلاقات.

قطب حاجبيه حتي نطقت بنبرة عاليه تشير لأحد خلفها بالمجئ

_ستيڤن.

عبثت ملامحه ورفع حاجبه باستنكار

_ستيڤن؟

أومأت له بالإيجاب وهي تنظر له حتي وقف ستيفن بجانبها يضع يديه حول كتفها فأعقب جيمين نظره هناك

_أعرفك بستيفن رفيقي لليله، تعلم فخالي مريض.

ضرب باطن وجنته بلسانه وبصعوبه نقل عينيه من موضع يديه وصولاً لعيني الميت بعد قليل

فرد كفه علي وجه ستيڤن وهو يعتصره ويرميه للخلف وما زال  يقف مكانه وعينيه لم تعد تبصر سواها

_ستيڤن أعلم أنك مجرد قطعة شطرنج تحركها سيدتك ولكن من الأفضل لك أن ترحل.

رجع ستيڤن بقدميه واقترب من ريڤين مرة أخري

_لن أرحل حتي تخبرني هي بذلك.

نظرت لجيمين  نظرة  إنتصار ولأنه ليس متفرغاً للتفاهات فقد أشار لأحد خلف  ريفين ليتقدم ويمسك بالرجل الذي يحوم حول إمرأته.. نظرت للخلف  فوجدت حارس الملهي قد أخرجه بطريقة أقل ما يقال عنها حقيرة أمام كل من بالملهي

إلتفتت بغضب تنظر لجيمين  وهي تسكب باقي المشروب بفمها دفعة واحده  سرعان ما ضربت الكأس علي البار بقوة

_من سمح لك بأن تأخذ مرافقي خارج الملهي هل جننت أنت لا تطاق بتصرفاتك العاهرة أيها الكاذب مرافق النساء.

ضربته بالحقييه علي صدره وخرجت من المكان باتجاه الرواق شعرت بيد تسحبها فجأه تضرب ظهرها بالحائط

إستطاعت أن تري  وجهه بسبب الإنارة الخافته بعد ثوان أصبحت يده بمنتصف عنقها يضغط عليها بخفه ليثبتها، فهو يعلم مكرها وأنها ستحاول الهروب.

_أنتِ لم تري مني سوي الجانب اللطيف  أنظري بعيني جيداً هل ترين فيهما جيميني!

إحتدت نظراته حتي  أرتعبت منها، ماكان عليها العبث بإحضار رجل للملهي أبداً

  _أم بارك جيمين؟

أنفاسه الهائجه أحرقت نسيج بشرتها تصِف لها ما يشعر به من غيرة أحرقت جسده لتخرج عليها وتعبث بها دون رحمه

_أنا لم آتي لهنا لأعبث بالنساء، تحليلك خاطئ ياكونتيسه، عليك مراجعة حساباتك قبل أن تحاولي إشعال نارٍ لن يقدر أحد علي إطفائها مهما فعل.

مسح بإبهامه علي عنقها فارتخت ملامحها وهدأت نيرانه حالما تلاقي بصره مع مقلتيها الناعستين

_لم لا تفهمين أصبحت ملكك  منذ زمن، هاتين العينين لم تعد تبصر سواكِ.

وضع جبينه علي جبينها وهو مغمض العينين

_لم تعد هناك حاجة للألاعيب، وليس عليك أن تخافي مني بعد الآن، ليس بعد أن وجدتك.

فتح عينيه ولاطف شفتيها بإبهامه

_ليس بعد أن وقعت بحبك.

رفرف قلبها مئات المرات علي يديه ووقعت لنغمة صوته وبحاته كان الجو رومانسياً وحاراً بذات الوقت.

_أنا لست خائفة منك،  لا أخاف من أحد.

إبتسم لها فنظرت لشفتيه الممتلئة وكم أصرت شياطين عقلها أن تنسي كل شئ وتُقبِّله

_لم أقصد الخوف الجسدي  أنتِ لاتهابين أحد وهذا ما يروقني بك،  ولكنك تخافين من شئ واحد.

نظر لشفتيها وكم راقت لها نبرة صوته

_لا تحبين أن تدخلي بعلاقة محكوم عليها بالفشل، لهذا أنتِ خائفه، لا تريدين خسارتي، لا تريدين أن يفوز عقلك بمراهنة  مع قلبك، لكن هل أخبرك شيئاً سيئاً؟

أنهي الصبر بالتحام الشفاه فتنهدت بمتعة أمام فمه كأنها وجدت السُقيا التي تبحث عنها، كانت ترتشف الخمر قبل قليل ولم يرتوي أي جزء منها لتكتشف الآن أنها كانت تشرب السائل الخاطئ، سائل فمه يفوز بلا شك.

_لقد فاز قلبك بالرهان فسُحقاً للعقل وما يمليه علينا.

إندفع لسانه داخل فمها ولم تعلم بأي لجام تُمسك

إندفعت أصابعها داخل  خصلات شعره لتشد عليه بقوة وهي تبادله خطف الأنفاس

ألقت حقيبتها أسفل قدمها وأمسكت بيدها الاخري رقبته، لم يُعلم أيٍ منهما المتحكم لكن للحقيقه لم يكن هناك من متحكم حقيقي سوي الحب...


لطالما آمنت أن الوحدة قاسيه وأنه عقاب مجحف بنظري، أرى أن الموت عقاب سماوي حينما تتخلله الوحده، رغم أننا مذنبون ونستحق العقاب..

أرى أن الأمهات مثل الملائكة تماماً لا يحملون سوءاً بداخل قلوبهم أبداً ولا يستحقون أن يُعاقبوا

مهما فعلوا أراهم أيقونة لا يُسمح لها بأن تُصاب بسوء، لكن إن أثبتنا عكس تلك النظرية وكانت هناك أمٌ مخطأه سيُحكم عليها بالموت وحيدة، فهل ستلين القلوب عند لحظات الوفاة؟!

علي سرير ناعم  ترقد يونا وخلاف سريرها الناعم والمُهيأ للراحه لم تكن هي كذلك أبداً، كانت تتألم وحيدة وتنظر لسقف غرفتها بشرود، وجهها شاحب وشفتاها كصحراء جافة، يديها ترتعش كلما تتذكر صيحات صغيرها بالغرفة المجاورة بطفولته

تتذكر هروبها وركضها تجاه غرفته، إحتضانها له، تتذكر نومه بداخل عناقها، كان يغط بنوم عميق كأن جسده قد تعرف علي القابعة بجانبه.. كالطفل الصغير الذي لا يفقه أمراً بالحياة يصرخ حتي يأتي له أحد بوالدته لتضمه

عيناها جافة كفّت عن ذرف الدموع واستسلمت لحقيقة أن ابنها لن يعفو عنها، أن لحظاتها الأخيرة ستقضيها بمفردها

دخل تايهيونغ لغرفة والدته بالمشفي يعلم ما ستؤول إليه الأمور خلال ساعات جثي علي ركبتيه أمامها وهو يمسك بكفها يقبِّلها

أدارت وجهها لطفلها وهي تبتسم له وتمسح علي شعره بيدين مرتعشتين

_صغيري، أتبكي لأجلي؟

إنتفض قلب تايهيونغ لعيني أمه الغائرة كأن أحمال الدنيا كلها وضعت بداخلها

_هل أستحق دموعك تلك، يجدر بك أن تحافظ عليهم لأجل أشخاص يستحقون جواهرك الغاليه بني.

قبّل باطن كفّها مراراً وهو يتأملها ويبلل كفها بدموعه

_ أمي!

_يا لعذوبة تلك الكلمة علي لسانك، أمي، كلمة تضخ مشاعراً بقلب عجوز حمقاء سترحل عن دنياها بعد قليل ولكنها حصلت علي نعيم  يقبع بثلاث أحرف خارجة من فمك.

إلتفتت له وهي تنظر للحائط أمامها بشرود خجلة منه، سرعان ما نزلت دموعها والتفتت له، وضعت كفها علي خده فمال كطفل بالغ يريد الشعور بالحنان من والدته، يريد الشعور بآخر لمساتها

_جونغكوك، تايهيونغ أرجوك أحضر لي  جونغكوك حقق لي آخر مطلب لعيناي التي يجرفها الشوق لرؤية مطلع وجهه فقط.

نظر لوالدته يتأمل مقلتيها الحزينه ووضع كفه علي خاصتها المرفوعة لوجهه وأومأ لها فابتسمت له بسعاده، لا يهمها وإن أتي يحمل بداخله نظراته القاسيه والمجحفه، لا يهمها وإن كانت كلماته لاذعه المهم أن تراه لآخر مرة فقط.

توجه تايهيونغ للخارج وبرواق المشفي يحمل الهاتف بين يديه ينتظر من أخيه أن يرد عليه

_تايهيونغ ما بك لمَ تتصل بي في ذلك الوقت المتأخر من الليل أنت بخير صحيح، لا تقل لي أنك خضت شجاراً أو..

قاطعه أخاه بنبرة متألمة ومهزوزه

_أخي أنا بالمشفي وأريدك أن تأتي.

علي الجهة الأخري إنتفض جونغكوك من علي سريره فابتعدت لافيرا عن صدره ترمقه بتفحص

_أنت بخير صحيح أخبرني أنك كذلك؟

تنهد الأخير بألم ونظر لكل مكان حوله ودمعة شاردة هربت من عينه

_أنا بخير لكني أحتاجك أرجوك جونغكوك.

كان الإنتظار حليف تايهيونغ يجلس علي المقاعد بخوف وبجانبه السيد جيون الذي لم يتحرك ولم يترك يونا بتلك الحاله كانت قدميه تهتزان بتوتر وعينيه تنبض بعروق حمراء، جسده هزيل، وقلبه يصرخ من الفزع، لم تتقبله يونا ولا حتي تايهيونغ الذي ينظر له بازدراء كلما سنحت له الفرصه

_لم لا ترحل قبل أن يأتي جونغكوك لا أحد يريدك هنا علي أى حال!

نظر له الآخر بطرف عينيه عاضاً علي شفتيه بندم وحزن

_لن أرحل من هنا دونها، لن أتركها وأرحل، لن أعيد خطأي حتي ولو فات الأوان علي تصحيحه.

زفر تايهيونغ أنفاسه بغضب وهو يلعنه حتي يتعب لسانه من اللعن

سمع الأخير وقع خطوات سريعه تتجه نحوه فرفع رأسه ليجد لافيرا وجونغكوك قادمين باتجاهه

كان جونغكوك يمسك بيدها بقوة كأنه يخشي أن يسرقها منه أحدهم  وهي لم تمانع تملُّكه علي جميع أركان جسدها

حالما وقف جونغكوك أمام أخيه إحتضنه بقوة وهو يغمض عينيه لم يفتحهما سوي علي وجه أخيه الذي إحتضن جونغكوك وجهه بين يديه

_حمداً لله أنك بخير، لقد...

وبلحظة ما لاحظت أعين جونغكوك شيئاً فتركت عينيه  أخيه ليري وجه من خلفه، وقعت عينيه علي  وجه أبيه فتبدلت ملامحه لغضب أحرق الجالس بهدوء يتابع فتاهُ الذي يحتضن اخاه كأنه ليس الشخص الذي فضلته أمه عليه وتركت الآخر بالملجأ

_ماالذي يفعله هذا الرجل هنا، هل أنتما علي علاقة وِدية أم ماذا؟

إبتلع تايهيونغ ريقه وحاول تنظيم دقاته حتي يخبره أخاه دون تأخير فلقد ضاع الكثير من الوقت بالفعل

_جونغكوك أ.. أمي بالداخل إنها مريضه وتريد رؤيتك بشده.

أطلق شرارات الغضب التي بداخله تجاهه ونبس بنبرة غاضبه رغم أن صوته كان منخفضاً إلا أن نبرته كانت حادة

_هل أيقظتني من نومي لأجل تلك المرأة.

اشار بذراعيه للغرفة التي يقفان أمامها قبضته تشتد داخل كفه   يحاول أن يكظم غيظه ولافيرا تحاول معه بالفعل وهي تربت علي ظهره برفق ولكنها بذات الوقت خائفه أن تضغط عليه بشئ قد يوتر اعصابه ويفقده صبره، تخاف أن تري ألمه، ترى أن ذلك أبشع شئ يمكن أن تحط عيناها عليه

_أخي أرجوك إسمعني الأمر ليس كما تعتقد.

ضحكة ساخره فرت من فمه وهو يضع كلتا يديه بجيوبه …إقترب من أخيه حيث لم تبقي مسافة بينهم

_أنت تعتبرها والدتك ولا بأس معي بذلك، لكنها ليست كذلك بالنسبة لي، أنا حتي لا أراها كما كنت أراها من قبل وأعني بذلك أنها مجرد مربية.

إلتفت بجسده يهم بالرحيل ولكنه تايهيونغ أمسك بكف يده وما صَعق جونغكوك وجعله يلتفت هو بكاء تاي وهو يركع أمام قدميه، رفع وجهه الملئ بالدموع ويتمسك بأنامل أخيه بقوة

_أمي تموت جونغكوك، أمي سترحل عن هذا العالم.

تصلب جسد الآخر بمكانه ينظر  لأخيه بصمت، لم تكن لافيرا مصدومة وفقط، بل توجهت بنظراتها تجاه غرفة والدته وتريد لو تذهب إليها لكنها تخشي من ردة فعل حبيبها

لقد رأيتم مقاطعة الأم لطفلها لكنكم لا تعلمون شعور مقاطعة الطفل لوالدته، لربما ذلك أقسي شعور تشعر به الأم، قاسية مقاطعة الأم لطفلها نعم، لكن العكس أشد ووقعه أكبر..

شعر جونغكوك بأنه رجل هَرِم يقف علي بعد خطوات من المشرحة  ليحين  دوره، شعر أنه يموت واقفاً ومازالت روحه تتردد علي جسده لتشعره أنه مازال علي قيد الحياه، أمه تخونه وتهدده بالرحيل للمرة الثانيه..

لم يعلم كيف سارت به قدماه للغرفه يتقدم خطوه ويتراجع الأخري ولكنه بنهاية الأمر وصل لسريرها

كان يراقب عينيها المغلقتين بشرود جلس علي الكرسي يتأملها حتي فتحت عينيها وأدارت رأسها علي اليمين لتقع عيناها عليه

استغرقها الأمر لحظات لتتأكد من صحة ماتراه كانت تعتقد أن المرض أثر بها حد الجنون

علاقتهم المتذبذبه و المشاعر  المتناقضه كانت حاضرة أمامه، عقله يتلاعب به، وقلبه يوقظ ذكرياته معها، حرب أليمه أنهتها أصابع والدته المرتعشه التي تلمست وجهه أو تكاد تتلمسه فهي لم تقدر علي التمكن من ملاطفة وجهه، وحينما رأي ضعفها وهو يتأملها دون حراك إقترب منها حتي لا تتعب في الوصول لطفلها

تقطّع قلبُه وإنكسر عدة مرات  حالما سمع شهقاتها الصاخبه ودموعها التي أغرقت روحها قبل وجهها

_جونغكوك هل هذا أنت حقاً؟!

بنبرة باكية نطقت فاقتحمت قلبه دون إستئذان لتفجر شيئا ما بداخله، إهتزت مقلتيه لمشاعره التي إنبثقت فجأه تجاهها فلامس يدها المثنية فوق وجهه

_كم إشتقت إليك صغيرى والدتك إشتاقت إليك، لمَ يبدو عليك الإرهاق، أأنت بحال سيئة بسببي؟، علي أي حال لقد إنتقم لك الرب مني، سأموت دون عناقك ودون الشعور حتي بشفقتك تجاهي.

نزلت دموعها لرقبتها فراقب جونغكوك رقبتها المبتله، لم تكف عن النواح والصياح باسمه كامرأة فقدت طفلها ولا أمل بملاقاته ولا إيجاده

لا مناص من تفكيرٍ إستحوذ علي عقله وقلبه بهذا الوقت، يحبها وإن كانت السبب بمقتل روحه بيوم من الأيام

_سامحني بنيّ، أعفُ عن أمك أخبرني أنك لا تحمل الضغائن تجاه والدتك، أخبرني أنك تحبني، أخبرني وإن كان كذبا.

نظر لها بصمت مرت الثواني حتي نطق

_سأسامحك ولكن بشرط واحد.

وبلهفة مريض  أخبره الطبيب أنه سينجو باللحظة الاخيرة أومأت حتي ظنت أنها علي مشارف الهلاك وهي تنتظر شرطه...

تردد لسانه قبل أن ينطق بتلك الحروف ولكن قلبه كان المتحكم فأطلق تلك الكلمات دون تفكير ودون تردد

_ ضميني إلي صدرك أمي، ضميني كأنه النَزْع الأخير لجسدي، ألقيني بعناقك كأنك وجدتي طفلك الضائع.

كان ينطق بكلماته وهو يحتضن كفها بيد ووجهها باليد الأخري، عينيه تذرفان دموعاً لا تُحصي، يشارك أمه حبل الفراق.

لم ينتظر موافقتها ولم تعلم أن ذلك الطلب البسيط هو شرطه للعفو عنها، آثار الصدمة ظلت علي وجهها حتي إنكمش جونغكوك بداخل أحضانها كطفل صغير ويائس.

مسح علي ذراعها وارتفع بوجهه لها فوجد لمعة الدمع بداخل عينيها، رفع أكفه ومسح لها ما تبقي من دموع وضغط علي جبينها بقبلة أغمضت بسببها عينيها وتركت روحها تهيم بسبب حبه

مسح علي خدها بكفه ثم ببراعة جعل أمه تبسم لأول مرة بعد فترة طويله وهي تقبل يديه

_أمي أتتذكرين تلك الأغنية التي غنيتها لي بطفولتي حينما أمر بكابوس ليلي حتي أنام بين يديكِ؟

أمي!  يا ليته يكررها حتي اللحظة الأخيرة، حتي النفس الأخير

قبّلت رأسه وهي تنظر لطفله الذي يلقي بذراعه حول جسدها ويضمها إليه كأن تلك المريضة ستفر هاربة إن لم يُحكم عناقها، وكم أحبت منه ذلك وتساءلت إن كانت قد فعلت شيئا يستحق كل تلك السعادة التي طرقت بابها فجأه

كانت حائرة وبنفس الوقت سعيدة لدرجة أنها شعرت أنها ستموت من فرط سعادتها

_أجل يا عزيزي الصغير أتذكر هل تريد من أمك أن تغنيها لك؟

نظر لها وهو يمسح علي شعرها ومقلتيه غارقتان بالدمع

_لا بل سنتشارك غناءها أنا من سأبدأ وأنت ترددين ورائي حسناً؟

لاعبت شعره وربتت فوق  رأسه بحنان تحثه علي البدأ.

_Bu ask böyle bitemez.. Birakma terk etme beni, aah! Bu ask böyle bitemez, birakma terk etme beni!

"لا يمكن لهذا الحب أن ينتهي هكذا لا تتركني لا تهجرني"

نطقت أمه  بعده بنبرة خافته وهي مازالت مستمرة بملامسة شعره

_Atma beni ölümlere atma beni zulümlere götür beni gittigin yereee,,

لا تدعنى اموت لا تقسو على خذنى إلى حيث تذهب

_Sensiz ben nefes alamam buralarda hic duramam, tek basina yanliz kalamam
فبدونك لا استطيع ان التقط انفاسى لا استطيع ان ابقى هنا، لا استطيع ان اظل بمفردى وحيد

      
      
_Senin kokunu özledim hep yollarini gözledim, götür beni gittigin yere..

أشتاق لرائحتك دائما انتظر مجيئك خذنى إلى حيث تذهب

_Askindir beni yasatan,beni hayata baglayan,.! Atma beni ölümlere atma beni zulümlere götür beni gittigin yere..

حبك هو الذى جعلنى أعيش هو من ربطنى بالحياة لا تدعنى اموت لا تقسو على خذنى إلى حيث تذهب

توقفت  حركة يديها فجأه علي رأسه فلم يحرك ساكناً، صمت يلتقط أنفاسه ثم وبنبرة متآكله نطق

_أمي لقد حان دورك بالغناء لما توقفتي!

غمر وجهه بصدرها وكتم أنفاسه بأحضانها

_لن أكملها لوحدي أمي، لا تكوني مخادعه أنا... أنا لن أُكملها دونك...

عض علي شفتيه وهو يغمض عينيه بحسرة ويكمِل الأغنيه عنها

_ لا تدعني أموت لا تقسو عليّ خذني حيث تذهب،فبدونك لا استطيع أن التقط انفاسى لا أستطيع ان أبقى هنا، لا أستطيع أن أظل بمفردى وحيد،  أشتاق لرائحتك دائما انتظر مجيئك خذنى إلى حيث تذهب.

إنطلقت الشهقات من فمه... ورأسُه كأنها قد شُلت حركتها، لا يريد أن يرفع رأسه منذ الوقت الذي وقعت فيه كفها من فوق شعره وهو يحاول أن يتماسك

دموعه تسابقت علي وجنتيه، الحرارة تُلهب روحه  وتسرق أنفاسه

رفع ليراقب عينيها المُغلقه، شفاهها الباهته، روحه قد إنشقت لنصفين جزء معها وجزء حيّ يعاتبه ويصرخ أمامه

_أمي، إستيقظي، أقسم لن أتركك مرة أخري حسناً، مابك لما تغلقين عينيك، أنتِ نائمة صحيح؟

إبتلع ريقه وجلس بجانبها يضع يديه علي وجهها يمسح عليه برفق

_ألم تخبريني أن أسامحك!، أمي لقد فعلت لقد سامحتك، أمي ستصيرين جدة عما قريب، إستيقظي لتحضري زفاف إبنك، سأحضر لك طفلتي أيضاً لن أتركك وحدك ثانية، لقد كانت فترة عتاب بسيطه، كنت سأرجع  لأحضانك أقسم لك بهذا، أنا لا أنسي لحظات عطفك وحنانك لم أنسي أبداً.

نظر حوله وكأن الغرفة تقلبه رأساً علي عقِب وأنهارت أعصابه

_لما تخلفين بوعدك معي، لما تكررين خطأك من جديد، لما سترحلين لما، هل كنت تخدعينني، أتيتِ بي إلي هنا لأشاهد رحيلك لمَ أنتِ قاسيةٌ إلي هذا الحد؟ أنا أتعرض للخيانة بسببك مرة أخري، أنتِ تتركيني مجدداً، سترحلين!، لا تموتي أمي أرجوك لا تموتي، أنتِ تؤلمين خافقي تؤلمينني أمي.

ولا بأس معكم بالفراق أليس كذلك؟

ذلك الفراق  الذي يشبه الحشرة التي تقتات وتعيش علي جراحنا وهمومنا، الفِراق الذي عذب جونغكوك بطريقة إقتلعت روحه من مكانها، جذبت آخر حبل لصبره علي تلك الحياة

كم كان العيش بين جدران الحياة مؤلماً، والأكثر إيلاماً أنك ستعيش، وسُتعايش كل ذرة ألم تعطيها لك

وستظل توزع الإبتسامات بعدها علي الخَلْق وتخبرهم أنك بخير، ويصبح وجهك كوجه المهرج يخفي الوجه الآخر والحقيقي له

ستظل تخبر الناس أن لا بأس وأنت البأس بذاته.

بعد مرور شهر..

يجلس علي كرسي متحرك بعد أن شُلّت جميع أطرافه، حتي أن لسانه كفّ عن الحديث ولكن عينيه من كانت علي قيد الحياة

وكأن تلك  الحياة تسخر منه تركته يعيش حتي تتلاعب به وتذيقه مرارة العيش

كأنه يبحث بعينيه عن السعادة بهذا المحيط ولكنه لم يستطع إيجادها أو الإمساك بها

بمصحٍ عقلي جالس يراقب ضوء الشمس المنتشر بالأرجاء لكن عينيه لم تتوقع ما رأته أمامها

جلس ابنه الوحيد أمامه ليخفي عنه ضوء الشمس الساطع، يخفي عنه الصباح المُشرق، لقد أتي ليعاتب والده وقبل أن يتكلم جونغكوك نظر له بهدوء ثم تحرك لسانه ليخاطبه

_ما رأيك الآن سيد جيون، كيف هي حالتك وقد دمرت عائلتك الوحيدة  ، لقد ماتت أمي، وألقيتني انا بالملجأ مع ماضٍ لا يرحم، وأنت هنا جالس أمامي تتحسر علي ماضيك وتتراسل الذكريات أمامك  ، ولكنك وحيد دونها دون حبيبتك، أنت تقاسي ألماً من نوع خاص، حيٌ ولكنك فقدت حياتك منذ وفاتها وغيابها عنك.

نظر بحدة إليه يحاول أن يرأف بحاله ولكنه لم يستطع..

_أنت هنا والحياة تأكلك كوجبة شهيه لا تنتهي، أنت وحدك دون عائلة تحضنك وتضمك، رجل بلا وطن وكان بمقدورك أن تُصبح العكس، لكنك ضيعت عائلتك منذ زمن وها أنت هنا دونها، لقد فرّقت بين أحبائك كلٌ بمكان، فلا تبحث بعينيك عن السعادة وقد أضعتها بيديك، لقد فات الأوانُ يا أبي.

إستقام من أمامه راحلاً يتركه وحده ليفكر بكلماته جيداً

وبلحظة ما رأي جيون طيف يونا يلوح أمامه بالأرجاء، ولقد سقطت دمعة دون شعورٍ منه وأغمض عينيه حينما إختفت ليُكمل صورتها بخياله، أغمض عينيه و لم يعلم أسيستيقظ بعدها أم سيظل نائماً للأبد.

_______________

نهاية الفصل الواحد والثلاثون

نهاية الحزن بتلك الروايه فأخبروني برايكم عنها

كم من مرة أدمعت عيناي حينما كتبت الكلمات فأخبروني بشعوركم وآرائكم

الأهل والأبناء صراع لا ينتهي...

لم تنتهي القصة بعد كما لم تنتهي دموع الكاتبه...

.
.
.
.
.
.

إلي لقاء آخر عزيزاتي...

       
     

   

Continue Reading

You'll Also Like

12.1K 706 20
" ولو كان الـقدر كُتب على بعدكِ مني، فأن من سيغيره" بـيـن البـعد والـألم، تعـانقنـي ريـاح الـشـوق والـاشـتياق، أنـا وحـدي أحـمل عـبء الفـراق وأهـزم...
491K 37.1K 62
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
5.8M 167K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
15.4K 1.9K 24
- مُكتلمـة . - He says : « همَا نسختينْ ، أحداهنَّ كانت عابرَة و الثانيَة تكدسَت في عمقِ الشرَيانْ »