"لا، لا، لااا، ليس هكذا! لا تفعل! أرجوك، فقط..." زمجر جونغكوك ريثما يراقب تايهيونغ يُسقِط الكثير من الفلفل الحرّيف الذي قام بتقطيعِه في الحساء، "سنموت بعد أكل هذا حتماً.." تنهد مُربتاً على كتف تايهيونغ قبل التحرك نحو الحساء وإمساك ملعقةٍ محاولاً إلتقاط القطع التي إستطاع رؤيتها. يمكنه المحاولة أليس كذلك؟
"آسِف،" تمتم تايهيونغ مُراقباً جونغكوك ريثما يحاول إنقاذ عشائهما.
نفى جونغكوك رأسه، "آه لا بأس! أيُمكنك جلب الكزبرة وتقطيعها لقطعٍ صغيرة؟"
بالحُكم على نظرة الإرتباك على وجه تايهيونغ، هو لا يمكنه، تنهد جونغكوك مجددا، "الثلاجة. الشيء أخضر اللّون في الدرج الثاني... اللّعنة لمَ أعرف محتويات ثلاجتك أفضل منك هَه؟"
"لأنني في العادة أخرج لتناول الطعام،" جادل تايهيونغ محاولاً إيجاد ذلك الشيء الأخضر. وعندما وجده سحبه وإلتفت نحو جونغكوك بفخر، "هذا؟"
رافعاً عينيه عن الحساء، أومئ جونغكوك وشتم عندما تطايرت بعض المياه الساخنة على يدِه ليركض تايهيونغ إليه قلِقاً، " أنت بخير؟ يُمكنني إستلام زمام الأمور!" عاين الأكبر يد جونغكوك باحِثاً عن اي علامات حرقٍ حمراء.
"آوه لا بأس،" قهقه جونغكوك مُسترجعاً يده ويقوم بإستخدامها لدفع خصلاتِ شعرِ تايهيونغ عن وجهه، "هيّا، إذهب وقُم بوظيفتك." أشار إلى العشبة الخضراء في يدِه.
أومئ تايهيونغ بقوة وبدأ بتقطيعها تحت ناظريّ جونغكوك الذي كان يتأكّد كل ثانيتين من عدم قطع تايهيونغ لأصابعِه بدلاً من العُشبة. لَم يكن تايهيونغ الأفضل حتماً من ناحية الطهو، ولكنه لم يكن سيئاً بالنسبة لشخصٍ لا يفعل ذلك عادةً.
ترك جونغكوك الحساء ليرتاح على الموقد وإقترب أكثر من تايهيونغ، شرح له كيفيّة إمساك سكّينٍ وقطع الطعام بشكلٍ أسرع وأكثر أمناً كي لا يؤذي نفسه، "راقِب... عليك إمالة يدك هكذا. بهذِه الطريقة من المستحيل أن يقترب السكّين من أصابعك."
أمسك جونغكوك بالسكّين وجعل تايهيونغ يراقب طريقة إمساكِه قبل تحريك يدِه ببطء وتقطيع نصف الكمية قبل إعادة السكّين إلى تايهيونغ، "الآن دورك."
أومئ تايهيونغ وأخذه بيده ووضع يديه بالوضعية التي أراه جونغكوك إياها. قام تايهيونغ بخطأٍ بسيط لذا أحاطه جونغكوك بجسدِه وأمسكت إحدى يديه بظهرِ يد تايهيونغ بينما إرتاحت الأخرى ضد صدرِه، شعر تايهيونغ بأنفاسِ الفتى ضد عُنقِه ليقوم بإغلاق عينيه للحظة ويبتلع، "هكذا." همَس جونغكوك بصوتٍ عميق ودام الامر لبِضع ثوانٍ أُخرى قبل أن يبتعد جونغكوك مُجدداً بإبتسامةٍ ويترك بقية العمل للفتى الأكبر.
ثم وقفا هناك في صمت، يستمتعان بالأفكار والأحلام التي تروادهما حتى تحدث تايهيونغ مجدداً، "آمم.. ما أخبار شقيقك؟ أنت لا تتحدث عنه كثيراً."
رفع جونغكوك عينيه عن الأرز الذي تأكّد من كونه مطهواً جيداً للتو، "هو... كيف أقولها؟ مجرد فتىً في سنّ المراهقة. أظن بأنني قمتُ بتدليلِه قليلاً ولكن لا يُمكنني رفض أي طلبٍ له فحسب."
شعر تايهيونغ بالغيرة لمدى الدِفء الذي حملته حدقتيّ جونغكوك عند التكلم عنه.
"هو محظوظٌ لكونه يمتلك شقيقاً أكبر مثلك. ماذا عن والديّك؟ أين هما؟"
لسببٍ ما هو ندم فوراً وتوقع أن يحزن جونغكوك بعدما قام بذكرهما، فبعد كل شيء هو لا يراهما في الأنحاء، ولكن جونغكوك إستمر بوضع الأرز في الطبقين أمامه ريثما يجيبه، "لَم نعرفهما أبداً، كِلانا كبر في الميتم وفور بلوغي خرجتُ وأخذته معي. لطالما كُنت أنا وهو معاً ضد العالم."
أومئ تايهيونغ بتفهم قبل التحرك لقدر الحساء، "لن أكذب، أنت رائعٌ فعلاً."
بدا جونغكوك مُتفاجئاً للإطراء قبل أن تنتشر إبتسامةٌ دافئة على ملامحه، "شكراً لك. وأنت كذلك أيضاً، بطريقةٍ مختلفةٍ ربما ولكن حياتك ليست سهلةً كذلك. أعني، رأيتُك تتهرب من العمل بِضع مراتٍ ولكن بدلاً من اللّعب على هاتفك أو شيئاً ما قد يفعله أي إنسانٍ طبيعي، أنت تقرأ تلك الكُتب المملة عن التسويق والتجارة أو ما شابه." إنكمش أنف جونغكوك في تقزز وإنفجر تايهيونغ ضحكاً لرؤية ذلك الوجه اللّطيف.
"أعلم أنّه على الأرجح.. هنالك الكثير من التوقعات التي عليك بلوغها وما شابه. الحياة ليست سهلةً أبداً."
تنهد تايهيونغ والإبتسامة لا تُغادر وجهه وقام بسكب بعض الحساء في وعائين آخرين. راقبه جونغكوك وهو يفعل، " هذا صحيح. ولكن أنا مستقلٌ مالياً على الأقل. حتى وإن إنتهى الأمر بي بخسارة كل أموال عائلتي فسيبقى هناك المال الكافي كي لا أرفع إصبعاً في حياتي مجدداً."
"وهذا يدعو للطمأنينة؟" أخذ جونغكوك أوعية الحساء من يدي تايهيونغ ووضعهما فوق الطاولة إلى جانب أوعية الأرز.
"ليس حقاً،" إعترف تايهيونغ وجلس إلى جانب جونغكوك.
"أترى؟ أظن أنّ هذا القدر من التوتر والخوف الذي نعيش فيه مُريحٌ نوعاً ما،" قال جونغكوك مُلتقطاً ملعقته وأخذ القليل من الأرز قبل تغطيسِه في الحساء وإمساك الملعقة أمام فوه تايهيونغ الذي لم يُفكّر حتى قبل فتح فمِه.
قهقه جونغكوك، "لَم أظن فعلاً أنّك من النوع الذي يدع شخصاً آخر يُطعمه."
رفع الأكبر كتفيه قبل البدء بأكل حصتِه الخاصة، "هذا جيّد،" همهم تايهيونغ قبل حشو ملعقةٍ أخرى في فمِه للذّة الطعام.
"وأنت لم تقتلنا أيضاً!" أشار جونغكوك بإغاضةٍ لحادثة الفلفل الحرّيف.
"كان ذلك وشيكاً للغاية." وافق تايهيونغ.
"أنا مُتعب،" تمتم جونغكوك لاعباً بخصلات شعرِ الأكبر الشقراء الذي كان يُريح رأسه داخل حضنِ جونغكوك، يكاد يستسلِم للنوم للطريقة التي مرّر فيها جونغكوك أصابعه في شعره.
"إفعل ما أفعله ونم هكذا فحسب،" همس تايهيونغ بنُعاس وأحاط جسد جونغكوك بذراعيه.
"أوامر جلالتك مطاعة، أليس كذلك؟" سأل جونغكوك رافعاً حاجِبه وتجرأت يده على التوقف عن اللّعب بخصلاتِ تايهيونغ بعد الآن.
كان لذلك ردّ فعلٍ فوري، "لااا لا تتوقف، إستمر،" إنتحب الأكبر مُمسكاً بيد جونغكوك ووضعها على رأسِه بنفسِه.
"آسِف، ولكن عليّ العودة للمنزل،" تنهد جونغكوك مُعيداً خصلات شعرِ الفتى الشاردة في مكانها ثمّ قام بتكويب وجه تايهيونغ العبوس، "ماذا؟"
"لا ترحل.. يُمكنك البقاء والمبيت. سأدفع للوقت الإضافي.. أرجوك؟" توسّل تايهيونغ وإلتف حول نفسِه لينظُر إلى جونغكوك بأعيُن كبيرةٍ كخاصة الجراء.
أراح جونغكوك رأسه للخلف وزمجر في إحباط، "آهغغ لا يُمكنني. حدثت الكثير من المشاكل بسبب بقائي اللّيلة في منزل زبونٍ ولا أريد المخاطرة بحدوث شيءٍ كهذا مجدداً. لا أنام في بيت أي شخصٍ أبداً."
كان تايهيونغ الآن ينظُر إليه كجروٍ مجروح يتألم، "ولكِن.. ألا تثِق بي؟"
كان الإحباط واضحاً على وجه جونغكوك، "كلّا، أنا أثِق بك تايهيونغ.. الأمر فقط... أنا لا أشعر بالإرتياح فحسب ولن أتمكن من النوم بأي حال."
"ألا يمكننا التجربة؟ أعدك بألا أحاول فعل أي شيء."
كان هنالك لحظةٌ طويلة من الصمت ريثما فكّر جونغكوك بالأمر. إن إنتهى الأمر بعدم مقدرته على النوم، فعلى الأقل هو سيمتلك سبباً مُقنعاً ليخبر تايهيونغ به المرة القادمة.
تنهد الأصغر.
"حسناً سأرسل لشقيقي رسالةً سريعة،" قام بدفع تايهيونغ عن وسادتِه المُريحة، أي حضنه، قبل المشي للغرفة الأخرى لإحضار هاتفِه.
إستطاع سماع صوت خطوات تايهيونغ خلفه قبل أن يقوم تايهيونغ بلفّ ذراعيه حول خصرِه وإراحة ذقنِه ضد كتفِ جونغكوك، أنفاسُه تلفح شعر الفتى الأصغر، "هل يعني عدم فعل أي شيء أنه لا يُمكنني تقبيلك؟"
أنهى جونغكوك كتابة الرسالة سريعاً قبل رمي هاتفِه على الفِراش وإراحة رأسِه للخلف ضد كتف تايهيونغ، "يُمكنك تقبيلي إن أردت."
كون ذهن تايهيونغ مُتعباً كما هو الآن، هو نطق بسؤالٍ لن يقوم بطرحِه على الأرجح ما إن كان يفكّر بشكلٍ صحيح، "أتُحب ذلك؟ أتُحب تقبيلي لك؟"
حلّت لحظة هدوءٍ وكاد تايهيونغ أن يستسلم عن الحصول على إجابة قبل أن يهمِس جونغكوك، "كثيراً."
ثم قام بالإلتفات وإلتقاط شفتيّ تايهيونغ بين خاصتِه.
___________________
كيفكم؟
⊂((・▽・))⊃
Show Me Some Love,
Joomie..💛