|| مفتون ||

By _Heyv_

37.8K 3.1K 1K

لقد سئمت من مصاصي الدماء... (نقية) 9.12.2023 More

البداية
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
النهاية ٢١

١٥

1.3K 123 70
By _Heyv_

صعدنا القطار السريع، مشينا بين مقاعد الركاب ومن بين الجميع وقعت عيني على عيون حمراء غير كايلر على متن هذا المركبة، كان رجل أشقر شاحب ويقرأ الجريدة، نظر إلي بخطفة عين وكانت ابتسامة صغيرة تظهر على زاوية شفاهه، كايلر لم يعره انتباه وتخطيناه لنصل إلى مقاعدنا.

كايلر هو من حجز أماكننا، في مقاعد رباعية رغم أننا شخصان فقط، ولكن لسبب ما جلست بجانبه، كنت أراقب الخارج من النافذة، نحن نقترب من ماتيلدا أكثر وأكثر، أدعو أن تكون بخير وأن خاطفها كانت فيه بعض الرحمة مثل كايلر. مثل كايلر!؟

أدركت للتو أنه كان فعلاً يحاول أن يجعل الأمر أقلّ إيلاماً قدر المستطاع عندما اختطفني، أدرت رأسي إليه بعفوية، إنه الآن هنا ويحاول إصلاح خطأه، ابتسم لي وحرك شفاهه "هل تجدين مكانكِ جيد؟"

أبعدت تلك الفكرة من رأسي كما أبعدت أنظاري عنه "أجل… لا تقلق" بدأ كايلر يعديني، يتفشى بداخلي، أنا ضعيفة أمام كل هذا… أنا ضعيفة حتى لو أراد قتلي يوماً، أصنع له الأعذار بمجرد أن يعاملني بشكل جيد، لماذا علي أن أكون هكذا؟

عضضت شفاهي السفلية بندم لأستطرد "أحتاج الحمام" نهضت بسرعة وابتعدت عنه، مجدداً مشيت بين الركاب ثم وصلت هناك وأقفلت الباب، لم تكن هنالك مرآة هنا، لكني مازلت أستطيع رؤية انعكاسي المثير للشفقة على صنبور المياه، انعكاس ملتوي تماما مثل قراراتي وأفكاري، بدأت أفقد عزيمتي على الانتقام أمام حُبه لي، لست أفهم أين وِجهتي بعد الآن…

غسلت وجهي حتى أزيل تلك الأفكار بمحاولة فاشلة وأستمتع برحلتي، رحلتي هذه سوف توصلني إلى صديقتي ولكن… هل حقاً سأتمكن من إبعاد كايلر بعد الحصول على مرادي؟

عدت أدراجي إلى مقعدي لكني شاهدت من بعيد ذلك الرجل الآخر، مصاص الدماء الذي لاحظته فورما صعدنا، كان أمام كايلر هذه المرة ويتحدث إليه، كان وجهه يبدو في قمة الجدية.

اقتربت بريبة ولم أسمع سوا حافة كلام كايلر "أعتقد أنك تستعمل قدرتك في المكان الغير مناسب"

سرعانما جلست في مكاني، كايلر وضع ذراعه حولي وشدني نحوه "هذه كيت، حُب حياتي"

تجمعت الدماء في خدودي وشعرت بالحرارة ترتفع في بدني، الرجل ابتسم لي "تشرفت بمعرفتك آنسة كيت، آمل أن نلتقي مجدداً يوماً ما" نهض من مكانه وحادث كايلر "أراك في الجوار"

هو لم يعرفني عن نفسه وهذا فظ بالنسبة لي، كايلر دفن نصف وجهه في شعري واستنشقه بقوة لتسير رعشة بداخلي وأبتعد عنه بسرعة "ماذا تفعل!"

"أستمتع باللحظة" همس بخفوت.

"توقف نحن لسنا وحدنا هنا! ثم من يكون هذا وماذا يريد؟"

ابتسم ولم يجب عن السؤال الحقيقي "توقفي كيت، ألم يحن الوقت لأن تعتبرينا حبيبان"

ابتلعت ريقي بتوتر "لا، نحن لم نعترف لبعضنا بشكل لائق حتى"

تنهد بتملل "أنا أعترف لك في اليوم الواحد خمس مرات على الأقل ألا يكفيكِ ذلك؟ ثم أن عدد القبلات وصل إلى المئتين في الأمس"

كنت مثل إبريق الشاي على وشك الغليان "ما الذي تفعله عندما أنام!"

صنع ابتسامة شريرة وأجاب "لدي هوايات تظهر فقط عندما تنامين"

أنا لم أعرف من قبل أنه توجد فعلاً مرحلة كهذه من الخجل، لم أعد أرى أو أتنفس بشكل جيد، كان علي تذكير نفسي بأخذ كمية كافية من الهواء، كنت بالفعل ألتصق بالنافذة التي بجانبي، اقترب هو إلي أكثر وهمس "أحب كيف يصبح وجهكِ أحمر هكذا"

انتفضت من مكاني عندما وصلت لحدّي الأقصى ومشيت بسرعة مبتعدة عنه، كنت أتنفس بصعوبة وأمشي في ذلك الممر بين الناس، أخذت نفس عميق ووضعت يد على صدري، إنه يفقدني صوابي، ذلك المنحرف.

لاحظت كرسي ذلك الرجل السابق، مايزال هناك ويقرأ الجريدة، لكن عينيه لم تكن في الأوراق بل كانت معلّقة بي، ابتسمت له كتحية وحاولت التواصل معه "أعتقد أننا سنلتقي كثيراً في هذه الرحلة"

"صحيح"

"أين تتجه؟" سألته بفضول.

"إلى العاصمة، وأنت؟"

ماذا علي أن أقول، المكان الذي نحاول الوصول إليه ليس موثق على الخريطة حتى.
"أجل نحن أيضاً، لزيارة صديقتي"

وضع الصحيفة جانباً وازدادت تظراته حِدّة "أتعرفين، أكره هذه التصرفات، دائماً يعتقدون أن بإمكانهم الكذب علي"

رفعت حاجبي باِستغراب "أستميحك عذراً!؟"

"كل أوراقك مكشوفة أمامي، أنا أقرأ الأفكار يا آنسة كيت، حاولت تحذير كايلر منكِ لكنه مفتون ولا أستطيع فعل شيء حياله بعد الآن، ولكن أنتِ، يمكنني التحدث إليك، توقفي عن خداعه وعن كل ما تخططين له، عندما تصلين إلى آخر خطتك سوف تكونين قد صنعتِ حرب لن تعيشي بعدها"

حركت رأسي بتساؤل بعدما تجعدت ملامحي من الغضب "ما الذي تهذي به؟ هل تهددني الآن؟"

"أنا أحذرك، هو لديه قريبة تستطيع التلاعب بالذاكرة، يمكنه محو المشاعر نحوك بلحظة إذا اكتشف خداعك، عندها لن تبقى في قلبه أي رحمة تجاهك"

شددت قبضتي وقلت "أنت لا تعرف أي شيء عني! لا تتدخل في ما لا يعنيك"

ابتسم بسخرية "يجب أن تكوني شاكرة أن أفعاله توقفت عند هذا الحد، عبيد الدماء لا يحصلون على أي فرصة في العادة"

"توقف عن قراءة أفكاري، أخبرتك أن هذه أمور لا تخصك"

زفر أنفاسه واستطرد "تمسكي بالمشاعر التي تملكينها نحوه، هو يستحقها بعد كل ما فعله لأجلك"

مازلت أشد على قبضتي حتى عندما شعرت بالعجز أمام الحقائق التي كشفها لي "أتعتقد أنه فعل ما يكفي؟ أنت لا تفهم الألم الذي مررت به حتى"

شيء ما تغير بتعابيره، ابتسامة غريبة ارتسمت على زاوية شفاهه مجدداً "ولكنه تخلى عن أقصى شيء قد يتمناه المرء، تخلى عن الخلود لأجلك"

أطبقت فمي وتراجعت خطوة للخلف بصدمة، لم يكن الإدراك مؤلم يوماً، الرجل أمسك جريدته واستطرد "أنا لا أكرهك ولا أحاول إيذائك آنسة كيت، بل على العكس كلامي فائدة لك لتحافظي على حياتك"

تهربت من هناك، لقد سمعت ما يكفي، ونفسي تؤنبني أكثر وأكثر، عاودت الجلوس في مكاني ونظرت إلى كايلر بطرف عيني، هل من الممكن أن يؤذيني مجدداً…

ذلك الرجل أخبره عن كل أفكاري ورغم ذلك لم يصدقه وطرده، يجب أن أثبت له العكس، سأحسن معاملته على الأقل حتى أعثر على ماتيلدا، تنفست الصعداء وقرّبت رأسي منه "أتسمح لي بالنوم؟"

"أجل" وضعت رأسي على كتفه سرعانما أجاب وأغمضت عيني، قبّل شعري ووضع ذراعه حولي وهذا تسبب بهيجان فراشات في بطني، كنت أطبق شفتي بقوة، لا أستطيع فعل هذا بعد الآن… سئمت من مصاصي الدماء.
أنا أكره نفسي لأني أحبه.

***★_Heyv_★***

بعد رحلة طويلة وصلنا، الأمر كان كأني لم أنزل من المركبة بعد، المكان هنا معزول ومظلم، أستطيع رؤية ضوء ضئيل هناك، ربما صديقتي هنا… آمل أن تكون بخير.

كايلر وضع يد على كتفي عندما كنت أراقب ذلك المنزل الكبير من بعيد وهمس "كيت… لا تقلقي سأفعل ما بوسعي"

وصلنا إلى سرايا معزولة، في طرف شارع ما حيث الطريق السريع يقع خلفه، حديقة شاسعة ومصابيح مضاءة، كان الحراس بالفعل على علم بقدومنا واستقبلنا الجميع بشكل طبيعي، تمت مرافقتنا إلى غرفة المعيشة حيث كان رجل ما يقف أمام باب الحديقة الخلفية وينظر في الأفق.

استدار إلينا وقال بصوت مرهق "أهلاً بقدومكما، أنا ليون" قال ومد كفه أمام كايلر، صافحه مجيباً "كايلر"

"رجاءً تفضلا بالجلوس" بسكل ما كان صوته يصبح متوتر أكثر وأكثر.

ألقيت نظرة واحدة فقط على كايلر ليومئ لي ويكلم ليون "شكراً لك، ولكن نحن على عجلة، نرغب برؤية ماتيلدا"

ألقى ليون نظرة خاطفة علي حيث كنت أضم ذراعي لصدري بقلق شديد، أومأ وأشار إلى الباب "إتبعاني رجاءً"

مشينا خلفه، كان قلبي يخفق بعنف مع صوت خطواتنا، إنها قريبة جداً… سأراها مجدداً وأمسك يديها، هناك الكثير من الكلام الذي أريد إخبارها به… أتمنى أن تكون بخير.

توقف ليون أمام أحد الأبواب وفتحه ليشير الداخل "تفضلا"

ابتلعت ريقي بخوف عندما نظرت هناك، لهذه الغرفة ضوء خافت جداً، لا يوجد أي صوت من الداخل، مشيت ببطء إليها، كانت كبيرة جداً وشله فارغة، كان هناك صندوق أسود طويل على الأرض في الوسط.

أطلق قلبي خفقة قوية وشعرت بجفاف حلقي، أصابني الذعر بعدما تعرفت على هذا الصندوق، إنه تابوت، وضعت كلتا يدي على فمي واندفعت الدموع بسرعة إلى عيني وتدفقت.

أسرعت إلى التابوت، كان مفتوح وفي داخله ترقد ماتيلدا بهدوء، لمست وجهها البارد لتتدافع الشهقات في حلقي، ظننت أني سوف أرى ابتسامتها مجدداً، كانت تستحق أن تعيش…

سقطت على ركبتي وأنا أشد على حافة التابوت بكلتا يدي بقوة، كززت على أسناني بغضب ونهضت، نظرت إلى ليون القابع في المدخل وتقدمت إليه وأنا أصيح به "قاتل مثلك يعيش، وفتاة بريئة مثلها في تابوت!؟"

"ما الذي فعلته بماتيلدا!" صرخت به ودفعته بقوة ما جعله يخفض عينيه أرضاً "أنا آسف… لم يكن من المخطط حدوث هذا"

"لم يكم من المخطط؟ لقد قتلت صديقتي!"

ابتلع ريقه بصعوبة وقال بتوتر وندم "أنا لم أقتلها! هي نزفت كثيراً وأنا كنت خائف حسناً!"

كايلر كان يقف لجواره، كان يقول شيء ما ولكن في تلك اللحظة لم أسمعه نهائياً.

"كان عليك أن تخاف قبل أن تفعل بها هذا!" كنت أنظر إليها راقضة في تابوت، عدت إليها بخطواتي المتكسرة، فراشتي الجميلة سقطت الآن ولم تعد ترفرف حولي، جثوت أرضاً وأمسكت وجهها البارد لأتمتم "لقد فرّطوا بك وبشبابك…"

حركت يدي إلى رقبتها وعثرت على عضات كثيرة، ذلك الوغد سلبها الكثير من الدماء والآن يظن أنه نجى بتبريراته هذه… أنا أكرهه… أكره مصاصي الدماء.

سمعت صوته خلفي "عندما فقدت السيطرة… حاولت جعلها مصاصة دماء لتعيش لكنها لم تفتح عينيها حتى الآن، رغم أن علامات نجاح تحولها واضحة"

"أتحاول تبرير فعلتك بهذا الكلام، ستندم على كل هذا!"

خطوات أخرى تقرّبت إلي، استدرت ووجدته كايلر، فتح ذراعيه لي "كيت!"

ربما سحبني هو وربما أنا من رميت نفسي بحضنه واعتصرت سترته بقبضتي وبكيت على صدره بلا أي تفكير، كان يمسح على ظهري ويضع وجهه على رأسي "أنا آسف…"

"إنها ميتة…" قلت بحشرجة.

"أنا آسف… لم أرغب بحدوث هذا" قال ليون بخفوت.

"إخرس! كل ما يحصل هنا بسببك" كايلر صرخ به.

ليون استمر بتبرير نفسه "عندما أدركت أنها على وشك الموت، جعلتها واحدة منا، لكنها لم تستيقظ، أنا لم أرد قتلها أساساً"

فصل كايلر العناق فجأة وألقى نظرة على التابوت ثم أعاد عينيه علي "كيت… الخطوة التي سأقوم بها تعتمد على الخالق فقط، ربما ليس من المقدّر لها أن تكون واحدة من شعب الظلام"

"ماذا ستفعل؟"

"سأعطيها دمائي… ربما لم تعمل طريقة ليون لأنه ليس مصاص دماء أصليّ… لنأمل ذلك على الأقل"……

Continue Reading

You'll Also Like

50.9K 3.3K 11
بعد قراءتك لهذة الرواية.. سيزورك في المساء. إنتهت في 14/12/2017
188K 10K 32
جونغكوك و الذي فقد كل عائلته في حادث مرور اجلى بحياتهم ليتم رميه في ميتم و بطبيعة الحال من يبلغ 18 سنة يتم اخراجه ليتولى مسؤوليته بنفسه و هذا ما حدث...
88.3K 4.3K 14
واحد ، اثنان ، ثلاثه اختبئو.. اربعه ، خمسه ، سته ضعوا ايديكم على اعينكم.. سبعه ، ثمانيه ، تسعه لا تتنفسو.. عشره .. انا آت اليكم.
3.7K 558 6
وضعَت يدها علىٰ أوتَـار قيثارتها فتبسَّم مَن كان يبكِي . 29 - 9 - 2017. 12 : 00. AM. Friday 💕.