My Infinity

By shahinaz000

7.8K 527 160

يَشاَاء القَدَر أن يكون زوج وزوجة بعقد مشروط ، الزوجة أميرة المملكة والزوج من حي الفُقراء لا يَجِب أن تُحبه... More

00
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
17
18
19
Note
20 the end

16

287 24 11
By shahinaz000




تجاهلوا الأخطاء الإملائية رجاءً

حاولوا تدعموني بالفوت والكومنت لو سمحتوا

قراءة ممتعة💜





"أُحبِك وأتَمَنَى تَكْسِير جَميع القِيود , تالله لَو وزعتِ حُبّي لكِ على سُكان مملكتك جميعهم ,لأكفاهُم جميعًا وزاد من حُبي لكِ الكثير "

"أُحبِك دُون رَقَابة ودُون حِساب , أحبّك حتّى بعد آخر نفس من أنفاسي وبعد آخر دقّة من دقات قلبي , أُحبك حتى بعد مَمَاتِي , أحبك في الدقيقة القادِمة أكثر من التي مرّت , سأقول أحبك دائمًا ولو كانت آخر كلمة لي "

بسرعة كبيرة قالها , عَبّر عن حُبّه الشّدِيد لَهَا , هو يُحبها , ولا يُريد أبدًا إخفاء الأمر أكثر يُحبها وانتهى , حتى لو كانت الكلمة الأخيرة في حياته هو سَيَقُولها , نَعَم هو يُحبّها حتّى بَعْد مَمَاته .

صدمة أصابتها , تَجَمدَت أوصالها عَن الحركة , هل الاعتراف بالحُب بِهذا الجمال , لم تُدرك صاحبة العيون الزرقاء أنَّ سَماع كلمة أُحبك مِن الشخص الذي تُحبه بهذا الجمال .

لا أحد غيرهما يَقِف على كُوكَب الأرض , كأنّها وحدها لا غيرها هُنا , لا تَسْتَمِع لكلمة واحدة , الضَّجة التي كانت تَمْلَئ المَكَان من الخَارِج اختفت , لا تسمع أيّ كلمة إلّا كلمات الحُب خاصته هو , ان ماتت الآن ستموت سعيدة .

نظرت إليه جيدًا, عيناها وصلت إلى أكثر مناطِق عِينيه عُمْقًا ,رَفَعَت يَدَاها لِتُحاوِط وجهه ,دموعها تنسكب على خديّها بسرعة كبيرة , دموع الحب واللّهفة والسّعادة لا أكثر , أمسكت وجهه كامل تَتَحَسْسه بإبهامها تتأكد هل ما يحدث حقيقة أم أنّها بأحد أحلامها الجميلة

بِنبرة مهتزة "أعِدّ ما قُلته "

"أُحُبِك"

لا تتوقف دُمُوعها عَن السَيَلَان , لا تُدِرك ما المُوقِف المُناسِب , لا كلام يخرُج مِنها , لا مشاعر تُصِف مشاعِرها , ثواني قليلة مرّت على اعترافه المُفاجِئ , جَعَل من قلبها ينبُض بطريقة وحشية , جعلها غير قادرة على الحركة , غير قادِرة على استيعاب أيّ شيء بالوجود غيره هو , هو وهي وفقط .

من فرط المشاعر لم تَسْتَطِع أقدامَها حَمْلَها , شَعَرَت بأنّ جسدها وقلبها أثقل بكثير من قُدرتها على التوازن .

فقدت توازنها ,لكنّه أسرع من جَسَدها, يستطيع قراءة تَحرُّكَاتها ببراعة , اسشتعر عدم قُدرتها على التوازن وفورًا أسندها لكي لا تَقَع , أسندها وَوَضَعَها على الأريكة .

حاله لا يَخْتَلِف عَنْ حالها كثيرًا , تَنَفّسه أصعب بكثير , كما قدرته على الحركة شبه معدومة , ردّة فعلها جعلته مُتوتر أكثر , شعر بالخوف بعد اعترفه ,خوف معلوم من المستقبل .

"هل أنت بخير سموك"

نظرت إليه ما زالت عيناها مَليئة بالدموع , لا تستطيع التوقف نظرت إليه وهو جالس بجانبها على الأريكة "ناديني فيديل , عبّر لي عن مشاعرك باستخدام اسمي"

ارتجف قَلْبه , صحيح انه اعترف لكن ما زالت كلمة أحبك ثقيلة على لسانه , لكنه يُحبها بصدق , لا يستطيع لسانه أنْ يخون حُبّه لها ولا يستطيع النطق إلّا بحقيقة حُبه

"أُقسم أني أٌحبك فيديل "

"أقسم أنّنَي لا أعرف الحُب إلّا مِن عينيك , أقسم أيضًا أن قلبي لم يُحب إلّا أنت , أُحبك من أعماق قلبي , أحبك من أعمق نقطة في قلبي , كل دَقَة من دقات قلبي تَنْبض من أجلك, قلبي أنت مَلِكه , أُحبك بصدق , أقسم أنني لم أقلها لأحد إلّا لك , أقسم أنني لن أقولها لأحد إلّا لك , يا الهي أنا تائهة لا أعلم ما أقوله "

ابتسم على كل كلمة خرجت منها ابتسامة البَلاهة , حتّى هو شعر بماء خفيف انسكب من عّيْنَيْه وما كانت إلّا دموعه التي تجمّدت منذ زمن , لكن الآن كل شيء بات مختلف , لا جمود أبدًا , أميرته تُحِبُه وهو يُحبها , عليه أن يَبْقى بخير من أجل نفسه ,من أجلِها, من أجل حبهما .

لكنّ السلبية تأخُذ جانب كبير من تَفْكيره, يكاد يَنْدَم على مَشاعِره الذي اعترف بها الآن , ما هذا الألم , هل مِن المُمْكِن أن يكون الاعتراف بالحُب بمثل هذه السعادة والألم , هل الحُب مؤلم , لماذا تُرَاوِده غصّة , هل لأنّه يعلم أنّ محبوبته ليس من الممكن أن تكون له أبدًا , مُنذ متى الحُب مؤلم , حب مُتبادل ومِن الطّرَفِين , والطرفين بهيام بعضهما البهض , لم الألم؟ .

لم يستطع التعبير بعد أكثر , اكتفى من الحياة , هي الحياة لمْ تُنْصِفه أبدًا , بمجرد ولادته غير نقي الدّماء كان عدم انصاف له أبدًا , يَعْلَم تَمَامًا أنّ حُبْهما سام وأنّ علاقتهم لا تدُم هو مُتأكد أنّ نِهايتُهما الهَلاك .

لم يستطع أن يتحمل أكثر , ومشاعر الاشتياق سيطرت عليه لهذا اعترف , اعترف لها دون وعي منه , والآن وَعْيه يَعُود إليه تدريجيًّا ,والظّلَام الذي يَمْلئ حَيَاته بدأ يشعر به من جديد واستحالة علاقته بالأميرة واضح نسبة إليه , هذا تمامًا ما يؤلم قلبه .

"علاقتنا مستحيلة"

شعرت أنّها جالسة مع رجل مختلف عن الرجل الذي اعترف لها بكامل الحب والهيام ,أكمل كلامه السّام لها

"اعتقد أنّ لِقاءنا الآن كان خاطئًا أيضًا , أنا أعتذر مِنك سموك , انسي ما قُلته , دعينا نعود للواقع"

أغضبها تردده الواضح لهذا نَبَسَت بطريقة حادّة "لم التّردد جونغكوك , لماذا كلما تتخذ خطوة اتجاهي تتراجع فورًا "

استقام سريعًا من الأريكة , لا يُريد الاقتراب من ملامحها , كلما اقترب كلما أصبح أضعف

"أليس واضح السبب؟"

ما زالت تجلس على الأريكة , وما زالت عيناها دامعة "ليس واضح أبدًا "

التفت إليها , واقِفًا أمامها , يُحاوِل أن يكون بارِد الوجه والمشاعر ,لكن مشاعره هزمته من جديد قائِلًا بلين

"أنت أرق من أن تُحبي شخص مِثلي ملاكي , أنا ملوّث غير نقي مُشرد , بارد يتصرف عكس مشاعره وأنت ,سُحقًا أنت الأرق في الوجود "

جلس راكعًا أمامها وهي ما تزال جالسة على الأريكة

"أنتِ أميرة وأنا غير نقي , اجتماعنا صعب أميرتي , أنا أُحبك , أُقْسِم لكِ أنني لم أقلها لأحد قبلك ولن أقولها لأحد بعدك , لكن لنكن واقعيين , لا شيء ممكن أن يَجْمعَنَا , الشيء الوحيد الذي جَمَعَنَا هو الشَّرط , والآن انتهى الشَّرط , علاقتنا مستحيلة واجتماعنا من عجائب الدنيا "

نَزَلَت إلى مُسْتَوَاه , قائِلة له بكل ثقة

"أنا مستعدة للقتال من أجلك "

"لا تكملي , نحن لسنا في رِواية , لا تتخلِ عن شيء من أجلي , دعينا نكون واقعيين ,أرجوكي لا أُريد أن تكوني في القاع , يكفيني أنني بالقاع ولا استطيع سحب أحد إلى القمّة "

"لنبقى معًا جونغكوك , لنبقى معًا إلى آخر الدُّنيا , لنُقاتِل مِن أجل حُبّنا , لنقاتل حتى نجد حل لحبّنا , لنكن قوة لبعضنا البعض , لا تَظُن أنني سأتخلى عنك بهذه السهولة , لنكن سويًّا حتى بعد مماتنا "

اقتنع بكلامها , يُرِيدها ويُريد أن يبقى قوّتها , وحبها الأبدي , قَلْبُه يُرِيد الاقتناع قبل عقله

"لن أتخلى عنك ملاكي , سنبقى سويًّا ,لنُقاتل من أجل بعضنا , سنكون لبعضنا في النهاية , لُغَة الحُبّ خاصتنا ستكون أقوى , سأكُون إيجابيًّا , أعدك أنّها المرّة الاخيرة للسلبيّة خاصَتِي , سأُدافِع عن حُبّي لك كدفاعي عن روحي , أموت فدائًا لك و لحبنا "

تعانقا , عِناق العُشاق , وعدا بعضهما البعض , لا حُب في قلبوبهما بعد حُبّ بعضهما , لا رجل في حياتها قبله ولا بعده, ولا امرأة في حياتُه قَبْلَها ولا بَعْدَها ,هُما قَدَرَ بعضهما , حتّى ان عاندتهُمَا الحَيَاة , سَتكون النّهاية لَهُما هُم , حتى استحالة علاقتهما سيواجهوها هذه الاستحالة من أجل بعضهما .

.

.

.

.

.

"لِتَكُن صَرِيحًا مَعِي, مَتَى قُلْت لأَحدهُم أنَّك تُحبه "

هي ليلة من ليالي العِشْق خاصَتَهُم , تَخْرُج من القَصْر هربًا حتى من حَرَسَها للسّير مع حبيبها , مَرَتْ خَمْس أشْهُر بالفعل , علاقتهم دخلت منحنى جديد مُختلِف عَن مُنْحَنَى الزَّواج والعَقْد المَشْرُوط مُنْحَنَى العُشّاق , حديث العُشاق , عِناق العُشاق , الحُب هو كل حياتهم .

لا تخاف مِن أَحد , ولا تَخَاف مِن حَيَاة الأميرة , يُوجد بِجانبها حَاميها الأول وحبيب روحها الحقيقي , أسّعد لَحَظَات حَيَاتها تِلك اللحظات التي تُشارك بِها حبيبها غير النقي, الكلام

"قَلتها لكِ , أم أنّك تريدين سماعها دائمًا , أخبريني فحسب , سَأَمُوت وَأنَا أُخْبرك بِمِقْدَار حُبّي لكِ , أُحبّك أكثر مِمَا تُحْبِين نفسك "

"كفاك ,لا أتحدث عَن نَفْسِي , أُرِيد سَمَاعَها مِنْك حتّى عِندما نَبْلُغ الخمسين ,صحيح إيّاك ألّا تُحبني عند بُلُوغنا الخمسين"

"سأحبّك حتّى بَعْد وُجُودي تَحْت التُّراب "

التفتت إليه "أنت تَحْصُل علَى العَلَاَمَات الكَامِلة أيّها الطبيب صاحب الكلام المعسول , من علّمك هذا الكلام"

"لا أحد "

"قُل الحقيقة"

" لا أحد , حقًّا , آخر أشخاص وجدتهما يعشقان بعضهما البعض والداي"

"هل كانت قصة حُبّ كَبِيرة "

لمعت عَيْنَاه بِحُزن , مُنْذ زمن لم يتذكر والداه أو بالأحرى تعمّد عدم تذكرهم , الحُب والحنين يجعله يتذكر الحب والحنين الذي أُحِيط به من قِبَل والداه

"والدتي من المَمْلَكَة ,و َوَالدِي كان يعمل فِي هذه المملكة , هو من مملكة أُخرى , أحبّا بعضهما , تخلّت والدتي عن عائلتها من أجل والدي كما فعل والدي المثل تخلّى عن عائلته وتزوجا"

"لماذا تخلّا عن عائلتهما , هل هذا لأنهما من مَمَالِك مُختلفة وفقط "

"نعم , قوانين الممالك هذه هي عدم قدرتهم على الزواج من غير المملكة زواج شخص من خارج المملكة يعني إنجاب أطفال غير أنقياء , كان العَار الحقيقي إنجابي أنا وأخوتي غير الأنقياء"

من يتخيل أنّ إنْجَاب شَاب مِثله يُوضَع تحْت قائِمة العَار , لَمْ تَتَوقّع محبوبته الأميرة , أن الشّهم أمامها يُمكن أنْ يندرِج تَحْت مُسْمَى العَار , هُو نَبِيل التّصرُّفَات نَقِي القَلب والرّوح , من يُضحي بأغلى ما يَمْلك من أجل أحبّائه عار .

"ان كان حبيبي عار , فماذا سأقول عن باقي البشر "

"أشكر حَبِيبَتي التي تُعطِيني ثِقَة بِنَفسي مُضَاعفَة "

"كيف ماتَا والداك؟"

توقف يَجْلِس عَلَى أحد كراسي الحدِيقة التي دخلوها بعد مُنتصف الليل , وَصلوها سيرًا على الأقدام دُون إحْسَاس بِالوَقت , المُهم أنّهما سويًّا

"أهل والدتي أرادوا التّخلص مني بِقتلي , تَقدّم والدي للدفاع عني ,فَدَخلت الرصاصة قَلْبه عِوضًا عن قلبي , بصراحة لا أدري بالضبط مِمَن يُريدُون التّخلُّص لكن الموت كان مِن نصيب والدي"

"ماذا!"

بمُفاجأة كَبيرة نظرت إليه غير مُصدِّقة كلامه

"إنجاب غير نقي عَار على العائِلة , كان عليهم التّخلُّص مني أو من أخوتي أوالدي , لكنّ الرصاصة اخترقت جسد بوالدي ,حاولت انْقاذه , لكن دِفَاعُه عنّي كان أقوى من مُحاولتي , حاول جاهِدًا التّمسُّك بي خوفًا من ذهابي وعودتهم لِقتلي , كان خوفه علي أشدّ بِكثير من الرصاصة التي اخترقت قلبه , وقتها مات بين يداي ,لم يقل كلمة واحدة غير أن عليّ الاعتناء بأُمي الحامِل وأخوايّ جُورن وأيان"

"كان صعبًا عليك أليس كذلك ؟"

"جُدًا"

"الواضح أنه كان شهمًا يبدو أنّه كان رجل مِثَالي , لروحه الرحمة"

"هو كذلك كان حنون معنا ومع والدتي , شاء القَدَر ومات مبكرًّا"

"هل استطيع السؤال عن والدتك؟"

.

.

.

.

والدته بالتحديد , كان السّؤال عنها صَعبًا , مات تدريجيًّا بعد موت والدته , موت والده كان صَعبًا عليه , لكنّ المَسؤولية الحقيقية بدأت بعد موت نبع الحنان خاصته , تذكر تلك الليلة المشؤومة , تذكر الثلج على الطرقات , تذكر صرخات والدته ,عاد بذاكرته إلى تلك الليلة .

.

.

.

"اتصل بالإسعَاف حَبيبي جونغكوك "

"أنا أتصل أُمي لكن الخطوط لا تعلق يبدو أنه بسبب الثلج الخطوط مقطوعة بسبب العواصف "

استقامت الأمّ الحامل تُحاوِل جاهدة لربما تستطيع العثور على أيّ سيّارة تَقُلَّها إلى أقرب مستشفى , هي حامل بتوأم ,ولادتها ليست سهلة كما شعور الطَلْق لديها قاتل إلى حدّ كبير , لا أحد معها إلّا طفلها صاحب 11 عامًا , الأولاد الصغار نيام الآن .

"أبقي جالسة أمي , سأذهب أنا لإيجاد سيارة"

"هيّا بني أنا انتظرك أرجوك لا تتأخر "

تلك الأيام لم تكن سهلة على الأم أبدًا , فقدان حبيبها كان مثل الخنجر الذي طعنها بمنتصف صدرها , دموعها لا تتوقف من فرط الألم , إضافة إلى فرط الحزن على زوجها الذي مات قبل شهر لا أكثر , قلبها حزين غير مستوعبة أبدًا فكرة خسارته ,تذكرته بشدة أثناء ولادتها , دائمًا يَكون معها فِي وِلادة جميع أبناءهم , ويكون أول المُعانقين للأولاد , الآن هو غير موجود , فراغ شديد في قلب الأم إضافة إلى شعور مضاعف بالمسؤولية

"أمي باب المنزل لا يفتح "

صدمة كبيرة هزّت كيانها , كيف أُغلِق الباب , لا بد أنهم أحد العائلتين ,إما عائلتها أو عائلة زوجها , أمْضيَا عُمْرهما وَهُما هارِبان مِنهما , انتقلا مِن مَدينة إلى مدينة هربًا من العائلتان وحفاظًا على عائلتهم الصّغيرة الدافئة , لكن ما ان عَثَروا عليهم , حتّى قَتَلوا زَوجها أولًا وتهديدات لها ولأولادها , والآن أغلقوا الباب عليها وعلى أولادها , لا عمل , طفلها ليس بالقوة الكبيرة لكسر الباب , وهي غير قادرة على النُّهوض , كما صُراخها لربما يَسْتَمِع إليها أحد الجيران شبه مستحيل , فهم تقريبًا وحدهم بالجوار إضافة إلى أنّ منزلهم مستقل ,الحل ليس إلّا ولادة نفسها بنفسها .

"لا بَأس صَغيري تَعال جَانبي أنا ألد أُريدك أن تَكُون رَجُلي الآن"

مرت أكثر من ساعة وساعتان وثلاثة وأربعة حتى عشر ساعات وأخيرًا بعد عناء شَديد وضعت التّوأم , التّوأم فَتَحَت أعْيُنَهُم إلى الحياة وهي تُحاوِل الصِّراع لِتَبْقَى على قيد الحياة

"تعال صغيري , تعال واحمل الصغيرتان انظر ما أجملهما "

تقدّم جونغكوك نَحو والدته الذي حَضَر وِلادتها للتوأم كاملة ,بخوف شديد يسيطر عليه , يُشاهد وهو واقف بأحد زواية الغرفة كمية الدماء التي خرجت من والدته , شاهد قوّة والدته وصَبْرَها حتّى الولادة , امرأة جبارة استطاعت أنْ تَلِد وَحدها واستطاعت فك المَشِيمة ليس لطفل واحد بل لطفلين .

"أنّهما صغيرتان مثل جورن وأيان عندما وِلادا"

عيناها مُرهقتان وصَدْرَها يَعْلُو ويَهْبِط بقوّة شديدة , وجهها شاحب بطريقة مريعة ,وضعت طفلتاها بأحضانها ثم أعطت واحدة لأخاها الكبير ثم الثانية ليمعن النّظر بهما

"عزيزي جونغكوك افتح باب الغرفة لجورن وأيان يبدو أنّهما خافا من صوت صراخي"

أعطى الطّفلتين لوالدته ثم فتح الباب للصغار, دخلا الغرفة حيث والدتهما

"تعالا صِغاري تعالوا حولي جميعًا "

بتعب كبير وبإرهاق قاتل تتكلّم , وَجهها يزداد شُحوبًا وقوتها تتناقص بسرعة كبيرة ,كمية النزيف التي ما زالت تشعر بها كبيرة جدًا .

الأمّ تشعر أنّ آخر دقائق حياتها قادمة , هي مُدركة تمامًا أنّها على مَشارِف المَوت , لكنّها تُكابِر , تُكابر من أجل التوأم اللتان أبْصرتا الحياة الآن ومن أجل الطّفلان اللذان يُريدان النوم بأحضانها الآن , من أجل ابنها البكر , ماذا ستفعل بأطفالِها الحياة , هم أصغر من تحمُّل عواقِب الحياة , جميهم غير أنقياء , سيْتعرض أطفالها للموت ألف مرة قبل المُوت الحقيقي , لهذا هي بدأت بالبكاء , تدرك تمامًا لأنّ نِهايتها وشيكة وأنّ نهاية سَعَادة أولادها بدأت

"لم البكاء أمي؟"

"جونغكوك , أنا اعتذر يا بني , اعتذر لأنّك سَتُكمل حياتك بدوني , أنا آسفة لأني سأطلب منك هذا الطلب "

"إلى أين ستذهبين أمي , عن ماذا تتكلمين ؟"

بهلع شديد يُخاطبها , بِبُكاء هِستيري وصراخ يتحدّث , لا يريد أن يُكرر مشهد موت والده أمامه

"عزيزي استمع إليّ , عِدني جونغكوك , عِدني حبيبي أنّك سَتحمي أخوتك الصغار , هم ضِعاف حبيبي , عِدني أنّك ستُعامِلهم جيّدًا عٍدني أنّك لَن تتخلى عَنهم , حبيبي عِدني أنْ تكون سَنَدهم وقوّتهم , عزيزي انا آسفة أنا احبك كثيرًا , لكن حُبي لك ليس كافي لاستطيع الاستمرار بحياتي , أرجوك عدني بحماية اخوتك أنا اسفة حبيبي اسفة ,أنت أصغر من أنْ تتحمل هذا , تذكّر دائمًا أنا أُحبك"

بكلمات سريعة وشهقات مُرتفعة تتحدث إلى وَلَدها البِكر , أولادها حولها يبكون لأن والدتهم تبكي جميعهم يبكون بصوت صاخِب , صاخِت , تدل على عدم الأمان ,

جونغكوك كحال الصِغار يبكي بصوت مُرتفع لم يتوقع يومًا أن تكون الحياة بهذه القَسوة

"عِدني هيا جونغكوك"

"أعدك أمي , أعدك أنني سأحميهم بروحي , أنا أحبك أمي , لا تذهبي , أرجوكي أمي لا تذهبي وتتركيني كما فعل أبي , أمي أنا أحبك , أمي أمي أمي "

يَهِز والدته بقوة كبيرة , لكن الروح فارقت والدته , لم تَسْتَمع إليه أبدًا , لكنه لا يمل من هزها ومُناداتها , جَمِيع الصِّغار يبكون بصوت عالٍ جدًا , التوأم جورن , أيان وجونغكوك , كُلّهم يُنادي والدته بطريقته الخاصة , لكن لا فائدة , أمه فارقت الحياة , ولن تعود مرة أخرى .

لم يُدرك يومًا جونغكوك أنّها المرة الأخيرة التي سَيَبْكِي بِها والمرة الأخيرة التي سيُعبّر عن حُبّه لأحدهم , لم يُدرِك أنّه مات يومها مع والدته ,وأنّ حياته بعدها كانت حياة المشردين حرفيًّا

.

.

.

.

بالعودة إلى الواقع نَزَلَت دُموع الأميرة بعد محادثته لها عن يوم مَوت والدته كان حدثًا صعبًا عليه , كيف يمكن أن تكون عائِلتها هي القاتلة , كيف هانت عليهم ابنتهم , كان هذا عقاب حُبّهَا , مَوت حبيبها ثم موتها وبعدها تشرُّد أطفالها ,أدرك حبيبته الأميرة سبب تردده الدائم , موت والداه بهذه الطريقة كان كافيًا بأن يكون بهذا التردد

"أحضرت لك هدية "

مسحت دموعها بسرعة

"حقًا "

"نعم بالطبع , هي ليست بالقيمة الكبيرة , أعدك أن أحضر لك الأفضل بعد انتهائي من الاختصاص"

أخرج من جيبه علبة تحتوي على سلسلة وعَليها تَعْلِيقة أجنحة تُشبه أجنحة الملائكة

"لا شيء يمثلك غير الملائكة حبيبتي الأميرة "

"انه جميل جدًا , سأعتز به كثيرًا , ألبسني إيّاه "

التفتت ليضع السِلْسِةل على رقبتها يُلْبسها أيّاه , زَيّنت عُنقها سِلْسة عليها أجنحة الملائكة تمامًا كالاجنحة التي يتخيل أميرته بهم

.

.

.

.

نائِم عَلى الأريكة كعادته الساعة تُعانِق الثّالثة فجّرًا , رَنّ هاتفه مرة ومرتين فتح عينيه ناعِسًا ليجد أميرته تتصل به , بخوف شديد فتح الخط

"حبيبتي؟"

لا يستمع إلّا لصوت شهقاتها وبكائها الصاخب

"ما الذي حدث حبيبتي أخبريني"

قلبه سقط من محلّه , أميرته ومحبوبته تبكي بشكل صاخِب ولا يعلم السبب

"والدي , والدي جونغوك"

كل ما خطر بعقله الذّكي أن والدها اكتشف علاقتهم , دائمًا كان خائف من اكتشاف والدها علاقتهم ويبدو أن هذا ما حصل

بخوف شديد سألها "ما به ؟"

"والدي تُوفِي جونغكوك"

خبر كالصّاعِقَة نَزَل عَليه , هو لم يكتشف علاقتهم لكنّه مَات , لم يحزن عليه بمقدار ذرّة واحدة يكرهه بشدة , كُلّ تَفْكيره الآن بات على أميرته , أميرته التي كان يرى علاقته بها مسحيلة وهي أميرة فكيف الأمْر سَيَكون عليهم وهي ملكة , يا الهي الآن ستصبح ملكة البلاد عليها الزواج وإنجاب ولي عهد للملكة بِشِكل سريع , وهو بنظر المجتمع ملوث الدماء, مٌعقّم لا يُنجب الأولاد , إن كانت علاقِتهم مستحيلة وهي أميرة سَتُصْبِح أكثر استحالة وهي ملكة , شعر بالحُزن ليس على المًلِك بل على قلبه وقلب محبوبته التي تشاء
الأقدار دائمًا بابتعاد القَلْبِين عن بعضهما




بتمنى يكون البارت عجبكم , شكرًا على دعمكم وبحبكم كتيير

.

.

.

رأيكم بالأحداث ؟

.
.

.

توقعاتكم ؟

Continue Reading

You'll Also Like

16K 1.2K 24
أميرٌ ألقى بِنَسبِهِ، وعائِلتِهِ، وعَشيرَتِهِ، وأرضِهِ عَرضَ الحَائِطِ في سَبيلِ حبّهِ لِفتاةٍ بشريّة .... لمْ يَشهدِ العَالَمُ حُبّاََ كَـ حُبّهِ...
1.9K 161 4
أنت لستَ مجنوناً، أنتَ هو المارسيلينو الذي سيُحررنا من المجانين. - تم النشر: ٢٠٢١/١٢/٣٠ - تم الإنتهاء: ٢٠٢١/١٢/٣١ - حاصلة على أعلى نسبة تصويت في مسا...
16.9K 1.2K 12
هنا في روسيا عندما يغيب آخر شعاع للشمس الدافئة يحل البرد القارس تتساقط أرضا معه الثلوج تتساقط أرضا في بعض الغرف الملابس و تتساقط في بعض الاروقة...
623 99 12
انت تبدو هادئا انت تبدو مجتهدا انت تبدو محترما انت تبدو مهذبا و لبقا انت خجول جدا انت لست اجتماعي بالمرة انت تردع جميع الفتيات اللوات يردن التقر...