قَتَام

By lusaeev

19.9K 1.1K 1.1K

[مكتمل]- بعد ان عاش سيهون حياتهُ يبحث عن قاتل والدهِ الحقيقي ، يُدرك مشاعره لشقيقه الاكبر بالتبني ... فيصبح م... More

مـقدمـة
الجـزء الاول
الـجزء الثانـي
الـجزء الـثالث
الـجزء الرابع
الـجزء الخامس
الـجزء السادس
الجـزء السابع
الـجزء الثامن
الـجزء التاسـع
الـجزء العاشـر
الـجزء الحادي عـشر
الـجزء الثاني عـشر
الـجزء الثالث عـشر
الـجزء الرابع عـشر
الـجزء الخامس عشر
الـجزء السـادس عـشر
الـجزء السـابع عـشر
الـجزء التاسـع عشر
الـجزء العـشـرين
الـجزء الواحد والعشرين

الجـزء الثـامن عـشر

472 41 52
By lusaeev











اهـلاً ~








قراءة ممتعة + اعتذر في
حـال وجود اخطاء املائـية 💕✨.











—•••—








- اوه سـيهون -








بَـقيت اُعانق جسد لوهان
بين اذرعي التي ترتجـف
اخشى ان اتركه قليلاً فيتلاشى
كما كان يحدث في ايامي الماضية
كلها ...

غمـرت انفي في عُنقه
ولا استطيع السيطرة على دموعي
فهو هنا معي ..

بعد غيابنا الطويل عن بعضنا
وانا الذي ظننت ان هذا لن يحدث
مجددًا .. انني لن استطيع رؤيته
مرة اخرى ...

تغيبنا عن بعضنا للحد الذي اعتقدت
فيه ان لوهان كان وهمًا في كل اوقاتي
وسيبقى وهمًا لا استطيع الوصول إليه
مهما فعلت ..

ويده السليمة احاطت بي
بكل ضعف ، تتشبث بي بضعف
شديد ..

فـ اخذت بيده وتراجعت عن احضانه
اُقربها الى شفتاي ، امنحها قُـبلاً صغيرة
على طول اناملهِ الرقيقة والمصابة
بجروح متفرقة ..

وانتبهت لدموعهِ اسفل عيناه
ويداي اقتربت بحذر شديد لمسح
هذا البلل في وجههِ ..

خِفت ان اجرحه ، خفت ان
ينكسر مابقي بخير فيه ..

وبتردد ... رفع رأسهُ
لتلتقي اعيُننا ... ووجدت فيها
ألمًا وحزنًا عظيمًا لم اعهدهُ فيه ..

وكأن عيناه تشكتيني .. تعاتبني
وتخبرني عن الايام الصعبة التي
عاشها صاحبها ...

ولكنه اشاح بعيناه سريعًا
يتهرب عن الافصاح عن ألمه

ووضعت يداي على وجههِ
برفق ، ليُغمض عيناه تزامنًا
على وقع قُبـلاتي الصغيرة على
عيناه واسفلها .. وقُبـلة طويلة
على جبينه ...

يُقاطعنا دخول الطبيب
الذي لم يتوقع استيقاظ لوهان
في وقت قريب ..

وابتعدت عنه مُجبرًا ..
ينظر للطبيب بهدوء ، ويجيب
على اسئلة الطبيب بطريقة مختصرة
جدًا ..

سأله الطبيب عمّا اذا كان
يتذكر كل شيء ، وبالفعل لوهان لم
يُعاني من اي فقدان في الذاكرة

ولم يُجب لوهان ابدًا على سؤال
الطبيب عندما سأل عن سبب فعلتهِ
هذهِ ..

بل اشاح بناظريه بعيدًا
تنـهد الطبيب بعمق وتفهم
وعاد للكشف على لوهان للمرة
الاخيرة قبل ان يغادر الغرفة

يستمر في توصيتنا على
لوهان في الجانب النفسي كثيرًا
وانه مازال في نقطة الصفر نفسيًا
وما تحسن فيه هو جسده ..

ورغم تأخر الوقت ، جلست
انا ولينو امام لوهان على سريره
بجانب قدمه المكسورة

كان لينو يثرثر بشكل مستمر
وبـلا توقف ، وانا استمر في مراقبة
تعابير وجه لوهان

الذي بالكاد يظهر اي ردة فعل
على ثرثرة لينو ، وان ابتسم سيبتسم
مُجبرًا ..

وشيء فشيء حتى حَـل الصباح
لتعود السيدة تشوي الى المستشفى
ولم تتوقع ان تجد لوهان مُستيقظًا

كان مندهشًا من وجودها هنا
ربما اعتقد انه تم التخلي عنه
من قبلها حقًا

احتضنتـهُ لفترة طويـلة وهي
تبكي ، ولكن لوهان لم يكُن يظهر
ردة فعل مُبهرة بعد رؤيته لوالدته
بعد هذا الغياب الطويل

وكلما مضت الساعات اكثر واكثر
كلما تـلاشت مقاومة لوهان ليظهر
ردود افعال حول كل شيء حوله

كان يحاول ان يكافح ويظهر
نفسه بخير امامنا ولكن كل هذا دون
جدوى ..

وقبل حلول الظهر ، اخرجت
السيدة تشوي الاطعمة التي قامت
بإعدادها قبل قدومها الى
هنا

رفض لوهان تناول الطعام
ولكنه تناول القليل من الحساء
بعد اصرار والدتهِ ..

وقليلاً فحسب حتى تحرك
لوهان بعجز وهو يُغطي فمه
يحاول الذهاب الى الحمام ولكن
مع قدمه المكسورة ويده كذلك

كان عاجزًا عن هذا تمامًا
مما جعله يتقيأ في سريره ..

لم يكُن حزينًا من حالتهِ
بقدر حُزنه على عجزه ووضعه
هذا ...

نُساعده في غسل جسده
وتنظيف سريره ، وهو لم بتفوه
بحرف واحد ..

ابلغنا الطبيب بحالتهِ
وقد جاء طبيب الباطنية ليخبرنا
انه سيعاني من عجز في تناول الطعام
لفترة .. وسيستبدل المستشفى النقص
الغذائي بالمغذيات الوريدية

كيف اصبحت حالتهُ بهذا السوء
خلال ساعات قليلة؟ عندما استيقظ
كان يبدو افضل بكثير .. وقد بكى
واظهر ضعفهُ ومشاعره امامي انا
ولينو

ولكنه الان وكأنه يذبل اكثر
مع مرور الوقت


- لتتحدث معه -
طَلبت مني السيدة تشوي بعجز
وهي تراقب تعابير وجه لوهان
الذي يحدق في الفراغ

- ولكن .. لا اشعر بالثقة
للتحدث معه .. تعلمين ان نصف
الذنب ذ-ذنبي -
بتردد قُلت لها ونحن
نقف في الخارج نحن الثلاثة معًا
لا نعلم ماذا نفعل

- ولكن قد يستجيب لك اكثر-
لينو قال ، يتجاهل رنين هاتفهُ
المستمر ..
- سوف اجيب عليه .. اعتني بلوهان
اثناء ذلك -
يُشير لهاتفه بذلك ويذهب

لفـظت انفاسي بعمق
ودخلت للغرفة ، نظرت للممرضة
التي تزيح محلول المغذي جانبًا
بعد ان انتهى لوهان من اخذهِ

- لو-هيونغ -
قُلت وانا اُمسك بيده
لتنظر لي عيناهُ بضياع وتشتت
- اترغب بالتحدث ؟ معي ؟ -
سألتهُ وهو لفظ انفاسهُ بعمق

- اريد مغادرة الغرفة -
طلب لوهان وهو يُشيح بعيناه
بعيدًا عني ..
- اشعر بالاختناق هنا -


- فهمت .. اتريد ان احملك بين
اذرعي ؟ -
حاولت تلطيف الجو المحيط بنا

- هناك الكرسي المتحرك -
اجاب بهدوء وانا ابتسمت مُجبرًا

اعلم ان مايمُر به لوهان ليس
سهلاً وليس بسيطًا ، من حُسن
حظي ان لوهان استقبلني بالاحضان
بعد استيقاظهِ

والان علينا ان نصبر ونتحمل حتى
نُعيد لوهان الى سابق عهدهِ ، وهذا
سيستغرق وقتًا طويلاً ..

ساعدتهُ على الوصول الى
الكرسي ، ادفعهُ الى خارج
الغرفة

نسير في ممرات المستشفى ، حتى
اخبرني لوهان عن رغبتهِ في الذهاب
الى سطح المستشفى

بقي يُراقب السماء مع تعابير
وجههِ الهادئة ..

- هل انت بخير ؟ اتشعر
بالتحسن الان ؟ -
سألتهُ وانا اضع يدي على
كتفه

- اتريد الحقيقة او الكذب؟ -

- الحقيقة طبعًا -

- لا اشعر اني بخير -
قال لوهان وهو يبتسم مُجبرًا
- كيف من المفترض ان
اكون بخير ؟ لقد نسيت هذا الشعور -

لم اعلم ماذا اقول حقًا
ولكنني جلستُ مقابلة الان
لتلتقي اعيُننا بدلاً من تأمله للسماء

- اكنت بخير ؟ في ذلك
الوقت ؟ -
سألني وهو يُبعد عيناه عني
- وهل تشعر انك بخير بالقرب
مني ؟ او منا جميعنا ؟ الا تشعر انك
مجبر على الوجود هنا؟ -

- لم اكُن بخير .. ولكنني
كذلك الان بسبب وجودي بالقرب منكم
مجددًا -
اجبته بكل صراحة
- ظننت ان هذا البُعد سيُفيدني
وسيعطيني شعورًا بالاستقرار اكثر
ولكن كل هذا هراء ... وعلى الرغم
من عدم شعوري بالراحة تمامًا بالقرب
من السيدة تشوي ... الا انني انسى
حقيقة ماحدث عندما اشعر بحنانها
معي -

- وماذا عني ؟ -
سأل وهو يواجهني مجددًا

- لقد كنت اشبه بالمجنون
بسبب تغيبي عنك .. لو-هيونغ
انت تعلم اني كنت اعتمد عليك بكل امور
حياتي ... كوني احاول العيش لوحدي
لا فائدة منه .. كنت اعتقد انك بجانبي
دائمًا في نومي واستيقاظي ... كنت
معي كالوهم الذي يتلاشى في كل
مرة احاول الوصول إليه ... حتى
ظننت اني اصبت بالجنون -

اومأ لوهان مع ابتسامة صغيرة
- اذًا انت لم تنسى امري .. وتحاول
تجاوزي -

- كلا! بالطبع لا -
قلت بشيء من الغضب
- وماذا عنك ؟ -

كنت احاول اجتذاب الكلمات منه
فبادرت بالتحدث اولاً حتى يقتنع ويتحدث
ايضًا

- ان كنت انت اشبه بالمجنون
فـ انا المجنون الحقيقي هنا -
قال بعد صمتهِ الطويل
- كُنت مريضًا نفسيًا .. لم اكن
قادرًا على النوم ولم اكن قادرًا
على تناول الطعام .. لم اكن
قادرًا على اظهار وجهي في الخارج
اشعر ان العار يتلبسني .. لا استطيع
ان اواجه حياتي بعد معرفتي ان
ابي قاتل ...

ولكن في كل مره افكر بهذا ..
اعتقد اني لا امتلك احقية الانهيار
مقارنة بحالتكِ ... انت .. انت
خُذلت منه وبقوة -

- صحيح انا خُذلت منه ..ولكن
هذا لا يعني ان ألمك اقل من ألمي
فخذلانك من والدك ربما اعظم
من خذلاني ... لانه والدك وكنت
تعتقد انه شخص رائع ومذهل .. -

ارى رعشة يده بكل وضوح
مع وقع كلماتي على مسامعهِ


- و... لماذا فعلت هذا ؟ -
سألتهُ بعد مرور بعض الوقت
وكِـلانا يدرك مقصدي .. لماذا اختار
الموت كخلاص له؟

تقابلني اعيُنه بكل ثبات
- لم ارغب بالعيش اكثر... انفاسي
كانت تخنقني ...ولا زالت تفعل -

وانا؟ من انا لاستطيع ان اسمع
كلمات مثل هذهِ من الشخص الذي اُحب ؟
لم اقوى على سماع كلماتهِ .. فنظرت
للسماء ايضًا كمهرب لي ..

- عندما.. علمت انك بخير
ولينو كذلك .. وامي ايضًا بخير
شعرت ان مهمتي انتهت ، فوجودي
وموتي لن يشكل فارقًا حقًا ... -

- لا تتفوه بالهراء ارجوك -
ونظرت إليه بغضب مع عيناي
التي تبذل جهدها لحبس الدموع

- عن اي مهمة تتحدث ؟؟ انت—
انت حقًا لا تُصدق ... لماذا لم تفكر
بنفسك ولو قليلاً ؟ لماذا لم تفكر انك
لست بخير ؟ -

- انا لست بخير حقًا ! -
صاح بي لوهان بغضب
- انا لست بخير ! -
صاح بها مجددًا وجسده يرتعد
في الكرسي

- حاولت وكافحت لاعيش
مع وهم اني بخير ولكن كل هذا هراء !!
كنت افقد عقلي يومًا بعد الآخر ... حاولت
ان ابقى بخير وانا انتظر عودتك ولم استطع!!
لانني— .. لانني لم امتلك ذرة ثقة حول
محبتك لي بعد الان .. كل شيء حولي
كان خانقًا ...

اخبرني .. الا يعتبر الموت
خلاص لامثالي ؟ بلى ...
انه كذلك -


انفعل لوهان كثيرًا وهو يصرخ
بكلماتهِ عليّ .. وانا اقتربت منه
اجلس على ركبتاي بالقرب من كُرسيه
المتحرك

واضع اذرعي حول جسده
لاجذبهُ الى عناق ضيق ، عناق
حاولت فيه ان انتزع حُزنه منه لاخذه
الى دواخلي ..

هذا الكم الهائل من الحزن والالم
لا يليق بهِ وبرقته وهشاشتهِ ، اريده
ان يكون بخير ... اريده ان يكون كذلك

- ابتعد عني! -
صاح بي وهو يدفعني بيده الضعيفة
ولم اتزحزح ولو قليلاً

- ابتعد عني .. ارجوك
ابتعد -
وصرخاته كانت حادة ولكنها
ضعيفة ايضًا

- ا-انت .. ابتعدت عني كل
هذا الوقت ... انا— بشكل مثير
للشفقة كنت اتشبث بمعطفك الذي نسيت
امره ... في كل ليلة اتشبث فيه محاولاً
النوم ولم استطع فعل ذلك ... حاولت
ان استمد القوة من ممتلكاتك التي بقيت
حولي ... ولكن دون جدوى -

تتبعثر احرفهُ بمنتصف غصة
البكاء ، وقبضته الضعيفة مازالت تحاول
دفعي ..

- انا اسف -
قُلتها واذرعي تشتد حوله

ولحظات فحسب حتى توقفت
يده عن محاولة دفعي ، وشعرت
برعشات جسده وشهقاتهِ ..

- ل-لقد تأخرت .. كثيرًا -
عاتبني ويدهُ تجذبني نحوه الان
- تأخرت ... كثيرًا -
كَـرر من بين شهقاتهِ

- انا اسف .. -
ولم استطع قول اي شيء
غير هذه العبارة العقيمة .. ولكنها
كانت كافية لجعل لوهان ينفجر باكيًا

اكان يريد مني اعتذارًا ؟؟

- لقد فقدت الثقة ح-حول علاقتنا
ظ-ظننت انك ت-تكرهني الان -
من بين كلماته الغير مفهومة
قال عبارته هذهِ

- لستُ افعل .. اقسم لك
بالكاد كنت اقاوم نفسي من القدوم
إليك ... -

وابتعدت عنهُ ، اقابل
ملامح وجهه المحمرة والمتورمة
من كثرة البكاء ، امسح دموعه برفق
واضع يدي على صدره

لعل شهقاتهُ تهدأ قليلاً
وبيدي الاخرى استمر في مسح دموعهِ

استمع لي دون قول اي شيء
اخبرته اني كنت خائفًا من اذيتهُ
اذا بقينا معًا ، اخبرته عن معاناتي
والشكوك التي تسيطر على تفكيري
وتشعرني بالقلق والتوتر من اي بشري
يقترب مني ..

واخبرته اني ذهبت لقبر والدي بعد
كل هذه السنوات الطويلة ، اخبرته
بما كنت اقوله لوالدي .. واعيُن
لوهان لم تتوقف عن ذرف الدموع
اكثر واكثر مع كلماتي


شعرت ببعض السكينة تُحيط
بنا بعد كل هذا الوقت الطويل ، اجلس
انا على ركبتاي امامهُ

يدي تعانق يده ، وعيناي لا تنفك
عن معانقة عيناه .. اسمح لعيناه
ان تخبرني عن حُزنها .. واطلق
سراح مشاعري عبر عيناي

وهل يوجد لغة ابلغ من المشاعر
التي تُظهرها العيون ؟ كـلا

انها تجعلنا كالعراة مهما حاولنا
اخفاء ما تحمله دواخلنا .. ستشكوا
اعيُننا للعالم عن حزننا ..

ابتسمت بعد ثرثرة طويلة ، ويدي
الاخرى ما زالت على صدرهِ .. للتخفيف
من شهقاتهِ

اقتربت منه مجددًا ، احاول احتواء
هشاشتهِ وضعفهُ عبر احتضاني له
ولجسدهِ ، وكأن جسدي يتعافى
عبر هذا العناق

اسمع صوت ضجيج قلبهِ عبر
عناقنا ، واغادر هذا العناق
مُتلهفًا ..

اضع يدي على ذِقنه ، واُغمض
عيناي تزامنًا مع اللحظة التي احتضنت
فيها ارتجاف شفتيه بشفتاي ...

ولم نتحرك للحظات ، ولكنني
شعرت بدفء انفاسهِ العميقة التي لفظها
على شفتاي ... وجسده الذي ارتخى
بين اذرعي ..

اُفرق بين شفتيهِ ، لاتناول
ثِغرهُ المتلهف لقُبلاتي .. امتص
شفتيه بشيء من الرقة خوفًا من جرحها ..

ويده السليمة شعرت بها
على عُنقي ، تُقربني إليه
ليمنعني من الابتعاد

وشعرت بها ..
ان قبلتنا هذهِ ، كانت كالوسيلة التي
اعادتنا للحياة ، كالشيء المبهر الذي
انعش دواخلنا المعتمة

كلانا نتشبث بها بقوة
يدفعني نحوه ، واُقربه إلي
اتعمق في تقبيله .. لعل جزء
بسيطًا من شوقي له يرتوي

كان صوت قُبلاتنا المرتفع
يبعث فيني شعورًا حلوًا في داخلي
ويحثني على تناول المزيد والمزيد منه

حتى شعرت بدموعهِ تلوث
قُبلاتنا ، فـ تراجعت مبتعدًا
وقلقًا

ولكنه قربني إليه ، يضع
جبينهُ على جبيني .. وشفتي
تلامس شفتيهِ ... انفي على
انفهُ وهذا القُرب الذي كنت احتاجه
في ايامي الماضية ..

يُغمض لوهان عيناه
برفقة دموعه التي عادت لتبعثر
وجههُ المحمر ..

وبشفتيه .. يضع قُبلة
صغيرة على شفتاي ..

- انا ... احبك -

همس بها وارتعش كامل جسدي
بعد سماعها ... يقولها للمرة الاولى لي
يعترف بمشاعره بشكل صريح للمرة
الاولى

- س-سامحني .. لانني لم اخبرك
بهذا من قبل ... ظننت ان ا-ايامًا
سعيدة تنتظرنا ..و-وانا شخص مبتذل -

وفي كل مره يتفوه بـ احرُفه
كانت شفتيه تُقبل شفتاي ..

- اردت اخبارك بهذا بطريقة
مميزة ... وانظر كيف اخبرك الان..
كشخص عاد من الموت .. مُصاب وهزيل
وشاح— -

وابتلعت كلماتهُ بين شفتاي
امتص علويتهُ برفق ، وبالكاد
استطيع اهمال شفتهُ السفلية
حتى اصبحت اُقبلة بقوة

اسمع صوت انينه الضعيف
وسط عُنف قبلاتي له .. لا اعلم
هل اوبخه لانه تأخر بالاعتراف؟ او
اوبخه لانه يتحدث عن نفسه بهذه
الطريقة؟

- وانا احبك ايضًا .. احبك
كثيرًا ... انت اعظم واثمن شخص
في حياتي كلها -

اخبرتهُ بهذا وانا اطلق سراح
شفتيهِ ، اراقب احمرارها وتورمها
بكل فخر ..

ويبتسم لوهان ، يبتسم بوسع
كما اعتاد ان يفعل .. كـ لو-هيونغ الذي
عهدتهُ ..

كنت اريد العودة الى تقبيله
فـلا اشعر بالاكتفاء ابدًا .. الا ان
صوت باب سطح المستشفى الذي
فُتح بقوة افزعنا

ليظهر لينو وهو ينظر للارجاء
بفزع ، ويتهاوى جسده
بعد رؤيته لنا ...

- ا-الهي... لم يحدث
اي شيء صحيح؟ -

سأل وهو بعيد عنا ، ولم
تستطع قدماه ان تحمله ..

ذهبت إليه وانا قلق عليه
وجدت عيناه لا تنفك عن النظر
الى لوهان بتوتر

- ه-هل حاول فعل شيء
بنفسهِ م-مجددًا ؟ -
سألني لينو وهو يحاول الوقوف
بمساعدتي ..

فتوسعت عيناي ، ادركت
مخاوف لينو من ان يفعل لوهان
بنفسه اي شيء آخر يُلقي به الى
التهلكة ..

- لا .. لا تقلق كنا نتحدث
فحسب -

ساعدته على السير ، وبالفعل
بالكاد استطاعت قدماه ان تحمله
فهل يُلام؟ كلا .. لقد شهد بعيناه
اللحظة التي القى بها لوهان نفسه
من الطابق الرابع ..

- انا اسف لانك تعاني بسببي -
قال لوهان عندما اقتربنا منه
ولينو كان يحاول اخفاء سبب خوفه
هذا ، لم يرغب ان يعلم لوهان بـ افكاره

- نحن تجمع كبير من الامراض
النفسية -
بهدوء قالها لوهان ، وقليلاً
فحسب حتى انفجر ضاحكًا

ولم استطع منع نفسي من مشاركته
بالفعل نحن نحمل مخاوف وامراض
نفسية لن نتمكن من تجاوزها بسهولة ..

- هذا ليس مضحكًا ؟؟ -
تذمر لينو وهو يجلس على احد المقاعد

ولكن رؤية لوهان ورؤيتي
ونحن نضحك بصخب وسط هذه
الكوميديا السوداء

لم ينتظر لينو للحظات اخرى
حتى شاركنا الضحك الاحمق

لا نعلم مالمضحك حقًا ، ولكن
اعيننا ذرفت الدموع من فرط الضحك

حتى توقفنا بصعوبة بعد بضع
دقائق

- انا .. -
قال لوهان بعد صمتنا الذي استمر لبعض
الوقت
- اريد منكم مساعدتي .. لاكون
بخير -

طلب بكل صراحة وهو ينظر
لنا مع ابتسامة صغيرة

- قد يكون ذلك صعبًا .. ولكنني
اريد ان اتعافى وانتم معي ... اريدكم
بقربي حينما تراودني افكار قاتمة..
وان اتناول الطعام برفقتكم حتى نتحدث
ولا افكر في اشياء لا فائدة منها ... و..
واريد النوم بين احضانكم كالسابق حتى
اشعر بالامان -

وبعد ان ذرفت اعيننا الدموع
قبل لحظات من فرط الضحك ، عادت
الان لذرف الدموع ليس للسبب ذاته
بل حزنًا لحالتنا .. او لحالة لوهان

او اشتياقنا لهذا القرب
بيننا ..

- وانت ايضًا لست بخير -
قال لينو وهو يُشير لي
- قد .. اكون كالطرف الثالث
بينكما .. ولكنني لن اسمح لكما
بركلي بعيدًا ... سوف احشر نفسي
بينكما في وقت النوم وسنتحدث طويلاً
قبل ان ننام ... سنخبر بعضنا عمّا
يحزننا ... وسنتعافى معًا يومًا بعد الآخر -

ابتسمنا ثلاثتنا وسط دموعنا
نقترب لمعانقة بعضنا بقوة ..
ونلفظ انفاسنا بعمق ... وكأن
كل ذلك الثقل الذي يُشعرنا بالضيق
قد غادر مع انفاسنا الثقيلة ..

- اوه صحيح .. -
قال لينو وهو يتراجع عن
هذا الحضن الثلاثي ..

ينظر إلي والى لوهان
بتوتر وتردد ..
- لا اعلم اذا كان من الجيد
اخباركم بهذا الان .. ولكن .. -

- تحدث لا بأس -
اخبرتهُ بذلك وانا اضع ذراعي
على كتفهِ

لفظ لينو انفاسهُ بعمق واومأ

- ابي .. لقد اتصل قبل قليل
من السجن ، اخبرني انه يريد
رؤيتنا نحن الثلاثة ... وبالاخص
سيهون -

اشاح لينو بعيناه بعيدًا عني بعد
رؤيته لملامح وجهي التي اظلمت ..
شعرت بالغضب يجتاح قلبي ...

ماذا يريد؟
ماذا يريد مني اكثر ؟

الا يكفيه مافعله بي؟
ايرغب في تدميري اكثر واكثر؟

حقًا؟ كيف يتجرأ على
طلب رؤيتي مجددًا ؟ الا يشعر
بالخزي؟؟

تسارعت انفاسي ، وشعرت
برغبة شديدة بالهرب من هنا
ومن ذكر اسمه .. ومن كل شيء
يخُصه

الا ان يد لوهان التي امسكت بيدي
اعادتني لصوابي ..

- سيهون-اه -
بنبرة صوتهِ الرقيقة قال
- تمالك نفسك -

يطلب مني هذا ، ويده التي
تمسك بيدي ترتعش بقوة
ولينو لم يكُن حاله افضل

- بماذا اخبرك ايضًا ؟ -
سأل لوهان وهو ينظر الى لينو

- فقط.. اخبرني انه يريد
رؤيتنا فقط .. واصرّ على ذلك -

لفظ لوهان انفاسهُ بعمق ونظر
إلي ..

- اتريد نصيحتي ؟ -
سألني ولم اُجب عليه

- ربما الموت ليس الخلاص
كما اعتقدت .. ربما الخلاص من
كل هذا هو سماع مالديه .. -

اقترح لوهان وبالكاد تمالكت
نفسي حتى لا اصفع يده بعيدًا عن
يدي

- مالجنون الذي تتفوه به ؟ -
ولكني رفعت صوتي وانفعلت

- لنذهب ... ربما ما يخبرنا
به سيساعدنا على المُضي قدمًا ...
اعلم ان قلبك مغمور بالكراهية تجاهك..
ولكنه لم يذكر امري حتى ... ولكنه
ذكرك وطلب رؤيتك انت تحديدًا -

قال لوهان وانا انزعجت
لاني شعرت بالاقتناع نوعًا ما
بكلماته

لا رغبة لي برؤية تشوي تشانغسو
مجددًا ، لا اريد تذكر اسمه
ولا تذكر الايام التي امضيتها بالقرب
منه ..

فكـيف برؤيته مجددًا؟


- لا... يستحيل ان اذهب -
قُلتها ولينو اومأ بتفهم

- انا سأذهب -
قال لوهان بإصرار
- لدي الكثير من التساؤلات
التي لن احصل على اجاباتها الا منه -

وانا شعرت بالضيق .. شعرت
بالقلق يتناولني ... لماذا سيذهب
لوهان لرؤيته؟ الا يعني هذا
انه سيسامحه ؟ سيغفر له
فعلته؟

الا يعني هذا خيانة قضية
ابي ؟ الا يعني هذا—

- سيهون -
قال لوهان بصوت مرتفع
ليقاطع شرودي وانا احدق في
الفراغ

- قد تكون رؤيتك له .. طريقة
للتخلص من مشكلتك هذهِ -

وعلمت ان لوهان فهم مايدور
في عقلي ، مما اشعرني بالضعف والهزيمة
فجلست ارضًا بالقرب من لوهان
ووضعت رأسي على قدمهِ السليمة

- ارجوك... لن اذهب
ولا اريد رؤية وجههِ مجددًا -

بإصرار قُلت ، واغمضت
عيناي بكثير من الراحة
بعد ان شعرت بكف لوهان
تُبعثر شعري بلُطف



- حسنًا .. كما تريد -








—•••—
الجزء الثامن عشر ، انتهى.










- "-

Continue Reading

You'll Also Like

604K 29.4K 53
كام جاب سجينه جبيره زحفت وابجي ::- شتريد سوي شتريد ::- تبقين مالتي تعجبيني بكلشي وراح اسوي طول عمرج مراح تفكرين اصلاً برجال غيري همست بوجع ::- شاه...
20.6M 1M 56
صغيرةٌ فاتنة تخرج من قاع و تدخل آخر تَلف بها الدُنيا تقع بغرام تاجر أسلحة برَقبته ثأر مُخيف
460K 23.2K 30
ذهبت في رحلة ظنت أنها ستنجني من ورائها مالاً كثيراً لكن فجأة وجدت نفسها أسيرة في أرضه بين شعبه حيث لا وجود ولا أمان لذوات البشرة البيضاء ،أسروها...
15.6K 468 6
فتى في 18 من عمره ✨ يمر بمشاكله الحياتيه🎆 ودخول شاب غير حياته 💥 هل سيقع هذا الفتى في حب هذا الشاب؟💙 وهل هذا الشاب يحب هذا الفتى 🥺💚