جنتل توكسيك مان

By NairaSherif112

1.1M 70.3K 16K

" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب... More

1- حفلة خطوبة
مهم قبل ما تقرأ
2- محاولة إقناع
3- عودة للصيدلة ولا للعمل
4- علاقة غير شرعية
5- مقابلة عمل
6- من هي تلك المحامية؟
7- حفلة سنوية
8- اُكتشف أمرها
9- أُصيب بالنيران
10- ذكريات طفولة أبناء الجيران
11- لا أريدك
12- خطب غيري
13- جريمة لم تنتهِ بعد
14- التقيت بقاتل أمي
15- الثقة أولًا
16- يهددها من جديد
17- يتقدم لخطبتها
18- خطوة لبداية جديدة
19- يطاردها في خطبتها
20- إنه كابتن موسى
21- البشهندسة هَنا
22- ناصر يضايقها
23- مريض سكري
24- كتب كتابها
25- ثري عربي
جروب رواية جنتل توكسيك مان
26- ليس طبيعيًا
27- الشيخ يريد زيجة
28- حتى لو كِل العالم بايع
29- قاتل مأجور
الرواية
30- النهاية «نهاية الجزء الأول»
31- شخصية معادية للمجتمع
32- لا تحاولي
33- اتنين حلبسة وطعنة
34- لسه بتحبيه؟
35- الكيَّادة وخالها
36- زواج سري ليس عرفيًا
37- تعايره ويعايرها
38- فرحات يريد العلاج
39- لوحة وسلسلة وصندوق
تنويهات لو بتقرأ الرواية
40- فريق عمار vs فريق فرحات
41- الثلاثة يعترفون
- جاوب
42- والدتها تطلب الطلاق
43- رمضان كريم
44- يعتبر نفسه ضحية
اعتذار
دعنا نتخيل
45- حساب تم تصفيته
ما هو اضطراب ASPD
46- يحاول من جديد
47- زوجة صالحة
48- عمار خائن؟
49- حنيته تأسرها؛ فهو المأوى
50- يحكي لها كيف مَر كل المُر
51- طفلة تشوهت حياتها
52- يرسم لفراشته فراشة
53- صديق عدو
مهم
54- أصبح مأمنها
55- أنتِ طالق
56- هُدنة وعِتاب
57- ذهب ولم يُعد
تاني تاني
58- جاء العيد ولم يأتِ هو
59- عودة العلاقات
اقتباس «خطة تخريب زواج»
اقتباس «نقطة رابحة لعدوه»
60- بداية النهاية لحقها
61- محاولات من التودد
62- حريق في منزل آل جوهري
63- تخيره فهل سيختارها؟
64- لم يكن الفراق هينًا
65- حادث سير مقصود
66- الخاطف مُتوقَع
67- اعتراف سبق موعده
68- هل ظَلَمْتهُ؟
69- لم يكن لهم نصيبٌ
70- خرج عن القانون
اقتباس من «ضد معلوم»
71- منحنى جديد
72- نقطة رابحة لعدوه
73- وقعت بين براثنه
74- من هي فريسته؟
75- انتقال جديد
بمناسبة النصف مليون قراءة
77- بريء داخل عناقها
78- أنهارُ أنا وتحتويِني هي
79- لمَ تؤذوني فيها؟
80- أنا المذنب يا "عنود"
81- مرض نفسي متوارث
81- مرض نفسي متوارث (الجزء الثاني)
82- كل الطرق تؤدي إلى قلبك
83- إتهام لا نجاة منه
84- لم نفعلها سيدي القاضي
85- ما الخطتان؟
86- ابتعد يا ديسمبر
87- كل شيء خرج عن السيطرة
88- النهاية (نهاية الجزء الثاني)
89- ما وراء اضطرابه؟
90- وألمحك في كل شارع

76- الانهيار قادم على يده

12.2K 694 278
By NairaSherif112

٧٦- الانهيار قادم على يده
- جنتل توكسيك مان
- نيرة شريف.

﷽ وبه نستعين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين. 💖

شوفوا أخر الفصل التنبيه لما تخلصوا الفصل.

بجد متنسوش تفاعل من فضلكم
النجمة والكومنتس. 🦋

________________________________________

بهتت ملامحها لكن قطع هذا الصوت حين سمعت صوت دق على الباب، لم يكن الطارق والده ولا والدته لكن من؟

توجه هو للخارج حتى يفتح الباب، كان يعتقد أن والده أو والدته واحد منهما هو الطارق لكن تفاجئ حين دخلت أخته "مريم" وهي ترحب به قائلة:
ده البيت نوّر بجد.

- بنورك يا "مريم".
نطق بها ولم يتحرك من مكانه فطالعته بتعجب قائلة:
مش هتدخلني؟

هز رأسه بابتسامة لم تظهر غمازته وقال بنفي:
لا إزاي.. اتفضلي.

دخلت هي ثم انتظرت أن يستدير إليها وتساءلت بلطافة معتادة:
ينفع تناديلي مراتك أسلم عليها؟

- ينفع.
تفوه بها ثم دخل لغرفته وقال وهو يستكمل ارتداء قميصه:
روحي اقعدي برا، دي "مريم".

ابتلعت ريقها بصمت واطمنئان ثم قالت وهي تهز رأسها:
حاضر.

- متخافيش ها.
نبهها بها فابتسمت وقالت:
حاضر.

خرجت من غرفتها وعدلت من منظر ثيابها ثم توجهت نحو المكان التي تجلس فيه "مريم" وهي تناديها بتوجس قائلة:
مريم!

سمعت الأخرى اسمها فوقفت من فوق الأريكة التي كانت تجلس عليها واقتربت منها بخطواتها حتى وصلت لها وقالت والابتسامة تشق ثغرها:
عاملة إية؟

ابتسمت لها "منار" بعفوية ثم قالت وهي تمد يدها لها:
أنا الحمد لله بخير وأنتِ؟

قابلت "مريم" تلك اليد الممدودة بضيق مصطنع قائلة بشقاوة:
لا أنا مبسلمش كده، هاتي حضن ولا بوسة بقى علشان يكون سلام على حق.

ضحكت "منار" متذكرة شيئًا فاستنكرت الأخرى لذا ردت عليها "منار" وهي تهتف بمزاح:
بتفكريني بحركات فرحات.

ضحكت هي الأخرى ثم قالت بعدم تصديق وبتكشيرة بسيطة:
فرحات؟ فرحات أخويا؟!

هزت "منار" رأسها بإيماء وهي تبتسم بإحراج فردت "مريم" قائلة بتحقق:
لا هو فعلًا يعملها مش بعيدة عليه.

أتاها صوت أخيها من الداخل وهو يهتف بنبرة عالية:
ما تقوليلها يا "منار" إن الموضوع مش واقف عند الحضن بس، الأحضان دي استفتاح لكل غير مباح.

أحرجهما بقوله الخالٍ من ملامح الحياء، تمنت شيئًا أكثر من أن تنشق الأرض وتبلعها، واحمرت وجنتيها بشدة خصوصًا مع بشرتها البيضاء التي ساعدتها في إبراز لون الاحمرار، كان الخجل باديًا على ملامحها بشدة فهزت "مريم" رأسها بعدم تصديق وهي تهمس قائلة:
أنتِ عملتي في الولد إيه؟

كبتت "منار" ضحكاتها كذلك الأخرى فخرج "فرحات" وهو يمسك بهاتفه ثم وقف أمامها وقال بنبرة جادة موجهًا حديثه لزوجته:
مش هنخف بقى؟

طالعته "منار" باندهاش فوبخته أخته قائلة بعدم تصديق:
هي اللي تخف؟؟ أنت شايف حد قليل أدب وحيا هنا قدك؟

- أه أنتِ.

قال كلمته لكن لم يصدمها، فهزت رأسها بإتفاق ثم نظرت لمنار وقالت:
بجاحة وسفالة بجد، طايقاه عادي كده؟؟

ضحكت "منار" وتوجه هو نحوها ثم جلس بجانبها وقال:
هروح المعرض كام ساعة كده ولو هتأخر هرن عليكِ، عايزه حاجة يا بابا؟!

هزت رأسها بالنفي بابتسامة بسيطة فابتسم لها ثم مرر نظراته على "مريم" وقال بمشاكسة:
لاء مش هسألك أنتِ.

- مش عايزه منك حاجة، أغنانا الله عنك.

وقف من مكانه وهو يضحك ثم أشار لزوجته وقال بتريقة:
هتستلمك حصص دينية متسمعيلهاش.

- يا ابني اتقي الله.. إيه ده متحملاه إزاي يا منار؟؟
تفوهت بها "مريم" بغيظ منه فتركهما وذهب وظلت هي معها.

في معرضه وبعد أن وصل في حوالي عشرين دقيقة، جلس على مكتبه في الدور العلوي منتظرًا "رضوى" تلك التي هاتفها منذ قليل وأخبرها أنه يريدها فردت على الفور بأنها ستأتي له في أقرب وقت، ومخططه اليوم مختلف، مخططه هو تدمير صديقه السابق الذي بدأ يظهر له من العدم، انتهز فرصة أنها لازالت مغرمة فيه وهنا يكمن المكر في أبهى صوره، إذا أردت أن تحقق نواياك الخبيثة فتخبأ خلف النساء الغبيات.

دقت على الباب ودخلت، كالعادة كانت تخطف الأنفاس بخطواتها ونظراتها ومشيتها وابتسامتها، فيها كل ما يريده أي رجل إلا هذا الذي يجلس، لم يكن يريدها أبدًا في أي يوم من الأيام ولم ينفتن بها لكن لم ينكر إعجابه بمظهرها، وصلت له أمام مكتبه ثم جلست أمامه ونطقت بسعادة غمرت ملامحها الجميلة:
مبسوطة إن كلمتني.

رمقها بثبات وبنظرة ضيقة وهو يبتسم بجاذبية شديدة قاصدًا بها أن يجعلها تغرم به ثم تحدث بالقليل وهو يعلم أن قلة الحديث ستجذبها أكثر لذا فقال:
كويس.

ابتسمت "رضوى" ثم قالت بفضول رافعة إحدى حاجبيها:
عندي فضول أعرف جبتني ليه؟

- لسببين، الأول عايزك ترجعي لجمال والتاني قصاده اللي عايزاه هعملهولك إلا حاجة واحدة مش هقدر أعملها.

تشتت وظهر هذا جليًا على ملامحها حين تفوهت بكلمات مضطربة:
مش فاهمة؟ ارجع لجمال؟؟ ليه؟

- ببساطة "جمال" عبيط من الناس اللي قلبها طيب، وهيرجعلك بسهولة ورجوعك ليه هيوفرلي كتير بصراحة.

"زي؟"

أراح ظهره على كرسيه وقال وهو ينظر لها بتسلية:
جمال بينكش عندي الأيام دي وأنا مش فاضيله وورايا الأهم فعايزه يبعد عن سكتي شوية.

مطت شفتيها بتفهم ثم تساءلت بترقب وهيام وهي تطالعه:
إيه الحاجة الوحيدة اللي مش هتقبل بيها؟

- أنتِ عارفة أقصد إيه..
قالها بابتسامة سمحت لغمازته أن تظهر فهزت رأسها بنفي قائلة:
لا مش فاهمة وضح؟

- بصي يا "رضوى" أنا مش محتاج أقولك إنك هتلاقيني معاكِ في أوقات كتيرة لو طلبتيني وكنت فاضي لكن بصراحة مقدرش أعمل حاجة غير كده وغير لما نخلص من "جمال" خالص وفي اللحظة اللي هعرف إنك اتجوزتي "جمال" وبعد عن طريقي هتلاقيني معاكِ واللي أنتِ عايزاه أنا معاكي فيه، بس المهم يديكي الأمان.

أنهى حديثه وظنت أنه توقف عن الحديث لكنه فاجأها حين قال:
شرط إننا نبقى سوا بالروح والجسم جوا علاقة هو إنك تخليه خاتم في صباعك ويكِن شوية بعيد عني، وده وعد مني ليكي.

قالها ولم تتوقع في أسوء تخيلاتها أن يفصح أمامها عن شيء هكذا بوقاحة تخطت كل الحدود، رمقته أخيرًا بحدة وهي تسأله بشيء من الضجر:
أنت واعي قولت إيه؟

هز رأسه بالبسيط ثم قال وهو يبتسم بملامح باردة:
يعني واحدة سابت خطيبها علشاني ولغاية دلوقتي متجوزتش وأول ما قولتلها تيجي جت، عايزاني أتوقع إيه تاني منها؟

- الظاهر إني قليت بنفسي معاك لدرجة إن عقلك وصلك التفكير الز**** ده.

تغيرت نظراته للحدة وحدقها قائلًا بجمود وغرور أعمى:
رضوى اتكلمي كويس واعرفي بتتعاملي مع مين.

تنهدت بضيق ونظرت في الفراغ المقابل لها فعاد
يقول بنبرة قاسية لم تخلُ من حديثه الوقح والماكر
لإيقاعها:
بلاش نستعبط على بعض، إحنا أكبر من كده وأنا عارف إنك بتحبيني من زمان بس معلش القدر والنصيب بقى، أنا مبحبش مراتي واتجوزتها لظروف لكن هي مش مناسبة أبدًا، هي مش شبهي يا "رضوى" ومقدرش أسيبها دلوقتي ولو سيبتها وجيتلك هيفضل "جمال" قارفنا.

رمقته بعدم تصديق قائلة بتساؤل يحمل بعض من السخرية:
مراتك اللي مشيت وراها لما كنا موجودين؟ علشان متزعلش؟؟!

برغم أنه انصدم من السؤال ولم يفكر في رد سريع لكنه نظر لها بثبات مدعيًا عدم الاهتمام ثم فجأة فتح إحدى الأدراج وهو يبحث عن علبة سجائره حتى تغيب نظراتها عنها ثم قال بعد أن وجد خدعةَ مناسبةً ورفع نظره لها ليكذب عن حقيقة أنه لحق زوجته بالفعل:
بيقولوا احترام الراجل لمراته ده احترام ليه هو في الأول ومكانش ينفع أقل من نفسي وهي نكدية.

- أممم ومكمل ليه؟

أشعل سيجارته وهو ينظر لها ثم قال بعد أن وضعها في فمه:
بيزنس مش أكتر ومصالح، تعرفي الأفلام اللي بتلاقي راجل فيها متجوز واحدة منصب أبوها عالي؟ أهو نفس الكلام هي من عيلة مستريحة.

- على فكرة هي حلوة.
كانت نبرتها نبرة سؤال أكثر من كونها رد عليه، تصنَّع اللامبالاة وهو يقول في استدعاء الكذب:
شكلًا بس لكن اللي جواها طافح عليها برا.

- للدرجة دي تعبان ومكمل؟!

"ومش مستحمل."
تفوه بها بنبرة حزينة ماكرة شعرت هي بالحزن فقط ولم تنتبه لشباكه ثم وقف هو من مكانه وتحرك نحوها حتى الكرسي اللي تجلس عليه وقال بعد أن جلس وأمسك بيدها:
أنا الفترة دي محتاج مساعدتك يا "رضوى" وقصاد ده هعملك اللي عايزاه ولما نخلص من كل حاجة هكون معاكِ، حتى لو كل واحد متجوز حد تاني.

بدى سحره عليها واضحًا من ملامحها التي تأثرت، هامت بين يديه برغم بساطة كلامه، كان سحره أقوى مما يمكنك تخيله، تلك الوسامة الطاغية والملامح المبهرة والعيون العسلية التي يطالعها بها في براءة تامة وتلك القُرب المهلك كانوا جميعهم سببًا حتى تستسلم له وتذعن لطلبه، وقفت تطالعه وجه لوجه، فهمس لها يسألها:
ها؟ قولتي إيه تساعديني؟

- موافقة يا "فرحات"، موافقة أنا بحبك أوي.
قالتها واقتربت منه باندفاع للأمام حتى وقفت فجأة وأنفاسها تتداخل مع أنفاسه، لم يبدِ أي ردة فعل لكن نظراته كانت كفيلة حتى تفهمها أنه لا يريد، وجدها تقترب أكثر وقد أغمضت عينيها وبداخلها رغبة شديدة بتقبليه في هذا الوقت، شعر هو بها حين تمسكت به من عنقه جاذبة إياه لها لكنه أبعدها عنه بهدوء وهو يحاول أن يرسم الابتسامة على وجهه قائلًا باعتذار:
سيبيها لوقتها.

تفهمت هي رفضه وقابلته بقليل من الشك الذي لاحظه هو لذا سأل قائلًا بغرابة:
مالك؟

لم ترد عليه بالقول إنما احتضنته على حين غرة ولثوانٍ ثم ابتعدت عنه بأعين تسللت إليها الفرحة.
___________________________

كانت تجلس وبحوذتها أخت زوجها الجميلة، تلك التي تنشر بهجة غير طبيعية، فتاة مسلمة لكن ليست كأي فتاة فهي في زمن قَّل فيه الفتيات التي يتقينَّ الله ورسوله ويمتثلون لأوامره بخضوع دون جدال.

مر بينهم الكثير من الأحاديث حتى سألت "منار" بفضول قائلة:
أنا عايزه أعرف طفولة "فرحات" كانت إزاي يا "مريم"؟

رفعت "مريم" رأسها وحركت عينيها أعلى يسار وهي تحاول التذكر حتى جاوبت وهي تضحك قائلة:
طفولة مشردة بجد.

ضحكت "منار" فأردفت الأخرى قائلة:
بصي هو أصلًا زمان تحسيه شريد كده وغريب معرفش ليه.

- لا وضحيلي شوية.

" طيب ننزل نفطر ونبقى نحكي؟ "

هزت "منار" رأسها بالرفض قائلة بنبرة مرجوة وهي تطلب منها بعينيها فأومأت لها الأخرى قائلة بإذعان:
طيب قولي عايزه تعرفي عنه إيه؟

- كل حاجة.

" فرحات عسول من زمان بس بدماغ، بصي هو الموضوع كبير أنا خايفة أحكي أي حاجة تفهمي الموضوع غلط. "

كشَّرت "منار" وحلّ القلق على ملامحها ثم قالت بتصميم قوي:
لا قولي.

- هو في حاجة صح؟ حاجة حصلت؟

وقفت "منار" بغضب مصطنع وهي تهتف بحنق منهما:
أنا كنت فاكرة "فرحات" بس اللي شخصية غريبة طلعتوا كلكم غريبين.

ضحكت "مريم" وتناولا المزاح حتى توجهت "منار" لداخل مطبخها لتحضر لهم فطورًا، عاد "فرحات" في الوقت ذاته التي كانت انتهت فيه هي من تحضير الفطور، دخل الشقة وقابل "مريم" أمامه، التي كانت تجلس منشغلة في هاتفها وحين أتى لمسامعها صوته وهو ينادي عليها رفعت وجهها له فقال:
إيه؟

- إيه؟
نطقت بها ببراءة فنطق وهو يشير لها:
لسه قاعدة؟

فغرت فاها وهي تطالع شقيقها فأتى لها صوت "منار" وهي تحمل في يديها طبقين وتوبخه بإحراج قائلة:
عيب يا "فرحات" الهزار ده مع أختك، متاخديش على كلامه يا "مريم" هو دمه تقيل علطول.

التفت لها وقابل حديثها بنظرة منتبهة مريبة محذرة أقرب للتوعد، شعرت وكأنها مهددة منه لكنها اطمأنت حين قال بنبرة مازحة بعض الشيء:
دمي تقيل؟

ردت "مريم" بإتفاق قائلة بحكمة:
بجد بني آدم مستفز وقليل ذوق جدًا حتى لو كنت بتهزر معايا من شوية فهزارك قليل ذوق وبعدين أنت بتخوفها؟

- عارفه أنا الجو ده.
تفوه بها بابتسامة باهتة وبتشدق ثم أخذ من زوجته الأطباق وجلس على السفرة فدخلت "منار" لتأتي بباقي الأطباق وجلست أخته بجانبه تتابعه بغيظ، تابعها هو باستفزاز وهو يتناول شريحة من الجبن الرومي وعلى شفتيه شبح ابتسامة فنطقت هي بتهكم قائلة:
مستفز.

ضحك عليها ثم قارص خدها بين أنامله وهو يبتسم قائلًا:
بنكشك يا "مريم".

طالعته وهي ترد عليه بفظاظة قائلة بعد أن أبعدت يده عنها:
استغفر الله العظيم، ابعد يا حبيبي إيدك.

- أنا حبيب "منار" بس.
قالها وهو يبتسم بهيام فضحكت "مريم" رغمًا عنها وجاءت زوجته ثم جلست معهما تقطع لهما الخبز، ساعدتها "مريم" وجلس الأخر يتصفح هاتفه حتى أخيرًا فتحت معه مريم الحديث قائلة:
جدو هيجي هيقعد هنا كام يوم.

توقفت أنامله عن التصفح وتصلبت ملامحه لوهلة كذلك جسده، لحظة واحدة لا أكثر وتبدلت ملامحه للشيء الطبيعي ثم نطق بقرف:
والعجوز ده لسه مامتش؟!

رمقته كل من "مريم" و"منار" بدهشة فأكمل تناول طعامه بتقزز ثم ترك شطيرة الخبز ووقف أخذًا هاتفه للداخل معه ودخل وهو يصفع الباب خلفه، انتفضت كل من "منار" و"مريم" وعلى الفور تساءلت "منار" بتوجس:
هو في إيه؟!!

- هو وجدو تحسي بينهم عداوة مش بتنتهي برغم إن جدو بطّل ده، لكن كان شديد معاه وعلطول بيضايقه من زمان فعلشان كده "فرحات" مبيحبهوش.

طالعتها "منار" بغرابة وهي تستشعر وجود شيء خاطئ
فوقفت الأخرى ثم قالت بابتسامة محرجة ولطيفة كعادتها:
معلش مضطرة أنزل، ومش هينفع أقعد كده وهو مضايق جوا فقومي شوفيه وهنتقابل يا عسولة بالليل وعلى فكرة عيونك جميلة ما شاء الله، حبيتها أوي زي ما حبيتك ومتزعليش مني الفترة اللي فاتت كان عندي مشاكل كتيرة أوي في الشغل ولسه متجوزة جديد فالأمور مكانتش أحسن حاجة لكن مش مبرر طبعًا إني اتعافل عنك، متزعليش مني.

تفهمت "منار" حديثها وبادلتها ابتسامة راضية فابتسمت الأخرى براحة بال واستأذنت وخرجت، تنهدت الأخرى ثم وقفت لثوانٍ وتوجهت "منار" نحو غرفة زوجها الذي كان يتمدد على السرير بملامح مقتضبة وحين دخلت فتحت الباب بهدوء ثم قالت:
قومت ليه كده؟

لم يرد فكان الضيق يتملكه خصوصًا أنَّ لا أحد يعلم وقع خبر مجيء هذا الرجل على بيته، اقتربت منه وجلست على الفراش بجانب جسده الممدد وأردفت متسائلة في استنكار:
في إيه يا "فرحات"؟!

- في إني طفشان وكملت إن الراجل ده يجي يعيش معانا.

طالعته بعدم فهم واستنكار لحالته فاستكمل حديثه
قائلًا بملامح ممتعضة بان فيها شدة ضيقه:
غبي وبكرهه، فاكرلي نفسه علشان كان لواء يبقى هيعاملني معاملة ميري وأسكتله.

- ميصحش كده ده جدك.
تفوهت بها بلين ونبرة لم تكن حادة لكنه طالعها بنظرة صامتة خافت منها للحظة ورد هو عليها بحدة شديدة:
ده راجل عجوز، غبي وملعون ومتخلف، لو شوفته هقتله.

لثوانٍ لم تستوعب حديثه المرعب، ابتلعت ريقها بصدمة شديدة وتيبس جسدها للحظة فنهض هو من فوقه فراشه يغير قميصه بغضب شديد، شريط من الماضي يمر أمامه، لم يكن منتبهًا لأزرار قميصه وهو يفكها لذا تعثر ولم يخلع قميصه، لم يستطع التحكم في أعصابه فاستدار لينفس غضبه في زوجته اللي تطالعه برعب وحيرة من حالة التشنج التي بدت على ملامحه فصاح هو ولم يستطع كبح جماح غضبه حين قال:

- راجل و**.

تحملت هي سماع كل هذه السباب في حالة من الخوف تريد أن تحادثه بعقلانية لكنها تعرف ردة الفعل، منذ فترة وهو يعاملها بلين والأن هي خائفة من خسارة وده.

من جديد عاد يصيح بجنون لا مثيل له:
أنا مبحبش الراجل ده يا "منار" كنت ما صدقت إنه غار سافر برا مصر، دلوقتي راجع ليه؟؟

حين شعرت بهدوء حديثه معها، اقتربت منه بخطوات متمهلة متريثة ثم قالت بتوتر:
هو بس عملك إيه؟

على حين غرة فاجأها بقوله غير المرتب وغير المعقول حين نطق بأعين يتطاير من الشرار:
كان بيقلل مني وشايف إني فاشل في كل حاجة حتى لما دخلت حقوق كان شايفني فاشل وشايف إن "مريم" أحسن مني علشان بقت دكتورة وأنا لا، كان من زمان مبيتعاملش معايا وبيتريق عليا وعايزني أبقى زيه وفعلًا بقيت أو** منه، كان بيدلع "مريم" أكتر مني وإحنا صغيرين ومكنتش أنا حاجة ساعتها، عامل زي بابا وماما وكلهم بيهتموا بمريم علشان شايفينها بني آدمة كويسة لكن أنا ملقتش ده منهم، أنا ملقتش حد منهم أصلًا.

هذه بالفعل أسباب ناتجة عن بعض الأمراض النفسية فالإهمال والمقارنة والتحيز كلهم أسباب مدمرة لنفسية الأطفال والسبب في تكوين شخصيتهم بنسبة كبيرة، لكن كانت أسبابه غير مقنعة لها مقارنة بكل هذا الكره الذي تمادى فيه برغبته في القتل فقط لأجل إحساسه بأنه منبوذ؟
كان هذا غير معقول لها لكن لاضطراب فرحات رأي أخر فالنرجسية الزائدة للحد أصبحت تقنعه أن ليس من حق أي شخص أن يُحقر منه أو يعامله بأقل ما يستحقه أما رغبته في القتل فهو مجرد رغبة لكن لن ننكر إذا جاءت له الفرصة لن ترمش له عين حتى يقتل.

أمسكت به من كتفيه ثم وجهته على الأريكة المقابلة لهما وقالت بهدوء تحلت به برغم خوفها وتوترها الذي بدى في لمسة جسدها له.

"عرفني يا "فرحات" إيه كان بيحصلك. "

نظر له من وسط غضبه، عيناه التي اختلطت بلهيب من النار المذعورة، ارتعبت من تلك النظرات برغم أنها كانت موجهة لما عاناه في ماضيه وليس لها هي، أتت له فرصة سانحة خاصة أنه يرى تعاطفها معه من ملامحها التائهة فيه، ووجدها فرصة وليس مثلها فرصة فقرر أن يتلاعب بها خاصة وهو يعلم أنها ستصدقه حين يستطع حبك الدور عليها حتى ملامحه وغضبه سيساعدانه لذا نطق بكلمات محتقنة وهو يبرع في إظهار مدى ألمه من جده أمامها وكل هذا من تأليفه الخاص:
أنا كنت بتعذب على إيده، كل ده محدش شافه غيري ومحدش كان عايش ده غيري أنا، لما كان عايش معانا كان كلامه وأفعاله و*** زيه، بس أبسط حاجة كان بيعملها أنه كان بيحرمني أخرج مع أهلى ويقعدني معاه في البيت وكان بيضربني وعمل حاجات تانية.

لم ينجح بالشكل الكافي فكان ردها عليها بمثابة فشل ذريع حين تفوهت بشيء من المنطقية قائلة:
متزعلش بس ده موجود في الجيل القديم بشكل كبير، في ناس كتير كنت بتتعامل معاملة وحشة زي دي وأنا فاهماك بس مينفعش تفكر فيه كده وتشتمه بالشكل ده وتقول هتقتله.

تبدلت ملامحه من حالة الاستعطاف التي كان فيها لحالة من التهكم المصحوب بنظرات نارية حادة فحاولت أن تعتدل في حديثها معه قائلة بهدوء:
بص أنا كمان عانيت كتير ومن بابا نفسه ومراته بس ده مش سبب يخليني اتمنى أقتلهم بقلب جامد.

فجأها بدفعه القوي لها وهو يقول بسخرية لاذعة:
وكان معاكِ جدك والعيلة وكلهم عوضوكي، أنا مين عوضني؟؟؟

كادت تقع لكنها اتمسكت بحافة الأريكة واعتدلت وهي تتطالعه بصدمة قائلة:
بس أنا يا "فرحات" عيشت الأصعب منك، أنا اللي كان بيعذبني هو أبويا نفسه، كنت محبوسة ومبتكلمش ومتعالجتش ولسه لغاية دلوقتي بتعذب، لسه متأثرة بكل حاجة وكوابيسي مخلصتش، ومهما جت ناس وراحت ناس فأنا متعوضتش، أنا كنت محتاجة أم وأمي اتقتلت قدام عيني وكنت محتاجة أب وأبويا هو اللي قتل أمي.

وقف من فوق الأريكة وأعطى لها ظهره وهو يقول باستهزاء لا مثيل له:
بلاش نزايد على بعض، أنتِ عندك عيلة عوضتك عن كل حاجة، عندك خال كان واقفلي زي اللقمة في الزور، شوفته خايف عليكي مني، ومش عايز حد يمسك، كنتِ محتاجة إيه أكتر من كده؟؟ أنا احتاجت حب وحنان وأبسط حاجة يستحقها أي بني آدم وده مشوفتوش لا من أهل ولا من صحاب ولا منك حتى، أنتِ أنانية ومبتحبيش غير نفسك.

هزت رأسها بيأس شديد وهي تسمتع له بإنزعاج شديد، شعرت بالجنون يعتريها، تارة يقارنها به وتارة يوصفها بالأنانية وتارة يقلل من ما عانته! ما هذا الإنسان؟
من أي نوع من الكائنات ينتمي؟

تركته ولم ترد عليه بل وقفت متوجهة للخارج لكنه أمسك بها وشدد من قبضته عليه فصاحت بشراسة قائلة:
سيب إيدي أحسنلك.

- ما تردي، أنانية ولا مش أنانية؟؟؟

دفعته من صدره بيديها وبقوة، صارخة فيه بقهر وهي تهتف بدموع حارة قد تجمعت في مقلتيها:
أنا فعلًا أنانية، مبحبش غير نفسي وبعد ما خالي مدلي إيده وقدملي حياته ليا، جيت أنا بموقف غبي غلطته وكسرته وقهرته وحسسته إن كل اللي عمله كان على الفاضي، مبقتش قادرة أبص في وشه ولا هو قادر يسامحني وبتقول أنانية في معاملتي ليك أنت؟؟

هنا تشابكت كل الطرق في بعضها وأخطأت حين ذكرت أمامه من تمقته، علم أنها اختارته تلك المرة فقط لكونه زوجها ليس إلا وبالأصل كان يريدها أن تصدقه كسذاجة منها لكن أصبح هو الساذج حين علم أنها تشعر بالندم ولربما تريد أن تقف بصف خالها لذا توصل عقله لشيء خبيث لإنهاء النقاش وكمثله كمثل أي شخص نرجسي حين يحب أن يخرج من مواجهة يجب عليه أن يُبدل الأدوار فيصبح هو الضحية لذا قال:
أنتِ شايفة إني خسرتك خالك؟؟
شوفتي بس ده ومشوفتش كام مرة قهرني ومشوفتيش إزاي كان بيشمت فيا وهو والو*** بتاعته؟ كان عارف إيه ممكن يقهرني ويعمله وكنتِ واقفة معاه وسيباه برغم إني كنت بحاول أكون كويـ..

رفعت كفها بانتباه وهي تحذره قائلة:
لا أنا فايقة كويس وكنت حاضرة من أول يوم كتب الكتاب اللي حاولت تقتل فيه "عمار" وروحت ورا "عنود" تهددها وكله كان قدام "عمار" و"عنود" فبلاش شغل قلب الترابيزات ده علشان أنا واقفة جنبك دلوقتي بإرادتي.

- وأنا مبتهددش يا روح أمك.
تفوه بها بنبرة عاد فيها جبروته وجحوده فطالعته بقرف وقالت بنبرة قوية تماثل قوة مواجهته لها:
وأنا بهددك وحاجة علشان تكون في خيالك، أنا مش هسيب خالي كده وهرجع وهصالحه وهعتذر لو فيها ذُلي علشان هو حذرني وأنا اللي حيوانة مش بسمع الكلام.

حدقها باستخفاف وابتسامة باهتة من أعلاها لأسفلها وهو يقول باستفزاز كعادته:
متشتميش نفسك يا روحي، أعصابك بس.

- النهارده كتب كتاب جدو تجهز على بالليل.
قالتها وأنهت الحديث وخرجت من الغرفة تاركة إياه في حالة من الهياج العاطفي تعلم أنها تفوهت بالكثير لكن لم تخطئ!

__________________________

في طريقها من مطار الإسكندرية إلى بيت جدها، كانت جالسة ومعها طليقها والاثنان في طريقهما لبيت جدها حيث اليوم يوم عقد القرآن، الاثنان في صمت تام في الأن لم تعد زوجته، عادت ذاكرتها لشيء من الماضي وأخذت تتذكر.

بداخل القفص الزوجي التي يحاوط روحها كانت تجلس في غرفتها، لازالت جالسة منذ أن قررت تعود لزوجها لأخر مرة، أتى دورها كيوم يجب تقضيته مع زوجها بالفعل ناهيك عما تعانيه من أوجاع نفسية، توسعت فكرة الطلاق في عقلها واستطاعت أن تأخذ القرار هذه المرة بمفردها حتى إن لم تجد دعمًا وحتى إن خافت من لقب المطلقة، اللقب الذي أصبح وصمة عار لعديد من السيدات المصريات اللاتي يعتقدن أن طالما كُتب لهن الطلاق فانتهت هنا الحياة ويجب الذل والارتضاء بأي شيء مهما كان وأوهم جهلاء العقل العديد من المطلقات أن عليهن إما الزواج من شخص مطلق إما شخص يكبرها بالسن أو ربما شخص به العيوب وهذا فقط لكونها مطلقة وكأنها فعلت فاحشة،
لكن الزواج من رجل يقاربها في السن ويكون هذا الزواج الأول له فلا وإطلاقًا لا يجوز عند بعض البشر!
فأنتِ مطلقة؛ لإنك غير صالحة للزواج وربما تكوني لستِ على خلق أو الكثير من المعتقدات الدنيئة التى يرواها الوسواس الخناس في عقولهم.

انتظرت وصوله على أحر من الجمر، لكن وصل متأخر ووقتها كانت بلا تردد ستخبره برغبتها وإن لم يتقبل ستخبر خالها بالأكيد.

- كيفك يا "هند"؟
تفوه بها "سلمان" بعد أنا أغلق الباب فردت بفظاظة قائلة:
زي الزفت.

" شو صار؟ "

طالعته بحيرة واستهزاء ثم نطقت قائلة:
هو أنت شايف علاقتنا دي عادية كده؟
مش حاسس إني قرفانة ومش طايقة لمستك ليا وعايزه أطلق؟ يعني مش حاسس إني مشاعري وقفت من قبل حتى لما ضربتني بالقلم قدام مراتاتك؟
أنت شايف إن علاقتنا دي علاقة بشر ببعض؟
أنت علاقتك بيا واضحة يا "سلمان"، أنت راجل معجون بحبك للستات ومعرفتش تعدل ما بينا ودلوقتي جيه وقت الحساب، على الأقل لو مش هتعرف تسعدني يبقى تسيبني مش تعذبني في سجنك ده.

كعادته حاول أن يحتوي الموقف فأوقفته بإشارة من يديه وهي تصرخ قائلة بألم شديد وكأن روحها كادت تخرج منها:
لا كفاية علشان خاطري، أنا زهقت ومش قادرة أكمل، أنا سيبت بلدي وجيت هنا برجلي اتحبس، وأنت مش قادر تقدملي لا حب ولا حنية وأنا مطلبتش غيرهم، مطلبتش غير إني أكون مميزة يا "سلمان" وأه بغير من مراتاتك علشان بيشاركوني فيك، يمكن هما متقبلين الوضع ده لإن كل واحدة منهم خدت حب كبير لكن أنا مأخدتش.

اقترب منها حتى يهدئها لكنها ابتعدت بجسدها عنه وقالت وهي تستدعي الإتهام في كلماتها:
أنت يا "سلمان" عمرك ما شوفتني غير متعة ليك، اعترف وقول أنك اتجوزتني علشان شوفتني حاجة جديدة فقولت لما تجرب.

" بلا يا "هند" القصة مانا هيك، كلا توهمات من عقلك، أنتِ زوجتي وأنا ما طلقتك ولا مليت ولا قلتلك ما بدي نكمل زواج فمستحيل كون عم جرب شي جديد."

لم تقتنع بحديثه بل ردت عليه بجمود وهي تطالعه بثبات:
أنا شايفة حاجة ومش هغيرها، أنت للي متجوزهم وعمرك ما كنت ليا وأنا مش عايزه أكمل، يعني تطلقني ومن غير نقاش زيادة.

- يا "هند" بس أنتِ..

قاطعته بصياح مقهور وهي تتحدث من بين دموعها قائلة:
هند طفشت، هند طلع عينيها علشان تعيش زي البني آدمين ومعرفتش، مبقتش عاملة أي حاجة في حياتي ولا حققت أي إنجاز، أنا فاكرة اليوم اللي عرضت عليا الجواز، من البداية وأنا عارفة إنه جواز بفلوس، واحد فلوسه كتيرة ومش عارف يودي فلوسه فين فقال لما يزغلل عنيا بيهم وأنا زي الهبلة فرحت، قولت ده هيجي اللي يعملي قيمة واكتشفت في الأخر إن اللي بيعمل قيمة للإنسان هو نفسه وعمرها ما كانت بالفلوس أو إني أتسند على راجل وعلى فلوسه فشكرًا لغاية كده، طلقني.

علم أنَّها بالفعل أصرت ولن تتنازل عن قرارها خاصة أنه كان يشعر بها كل الفترة الماضية عن تذبذها معه واختلاقها لأي مشكلة، ومن الواضح أنها أخذت القرار أخيرًا، أيضًا هو سأم من تعاملها الفظ معها طوال الفترة الماضية فنظر لها بصمت لثوانٍ، طالع وجهها الملئ بالدموع الحارة ومقلتيها التي كادت تنزف بدلًا من الدموع دم، علم أنها بالفعل تتعذب معه، هو يعرف جيدًا أنه ليس جديرًا بكونه الرجل الوحيد التي يمكنه أن يسعدها، لذا نطق وهذا ينظر بجمود قائلًا:
أنتِ طالق يا "هند"، الله يوفقك ويعينك على حياتك.

خرج وترك لها الأوضة، ضحكت بالفعل ضحكت وهي تبكي، الحالتان سويًا امتزجا، ابتسمت وهي تحمد ربها ولأول مرة تأخذ قرار مصيري مهم لها دون الندم.

________________________

يجلس الاثنان على تمام الساعة السابعة مساءً بداخل الورشة، هو يصلح إحدى السيارات وهي تتصفح هاتفها فلقد طالت مدة مكوثه هُنا معها أو ربما اعتادت على أن تجده هنا وسط الحارة يساعدها، كانت تحتسي الشاي وهي تتنعم بالجو الرائق حتى انتهى هو من تصليح إحدى السيارات وتوجه للداخل ليغسل يده ثم خرج وجلس مقابلًا لها يطالعها بهيام، كانت هي تضحك ومستمرة في الضحك حين رأت مقطعًا كوميديًا يمثلهما فتوجهت نحوه دون إدراك وهي تمد يدها له بالهاتف حتى يأخذه ويراه، فأمسك به وجلس يستمع له حتى ضحك بقوة وهو يشير لها عليهما قائلًا:
دول مش بيقولوا غير يا "روح أمك" زينا.

أومات له بالتأكيد فأعطى لها الهاتف ثم قال:
شبهنا.

- فعلًا.
قالتها وهي تبتسم ثم أشارت على كوب الشاي الموضوع على المنضدة وقالت وهي تمد يدها له:
الشاي هيبرد.

أخذه منها وهو يبتسم بعذوبة هاتفًا بود:
تسلم إيدك يا "هنا".

طالعته باستغراب للحظة فغمز بمشاكسة قائلًا:
عايزاني أقولك "هنايا" ولا إيه؟

ابتسمت بخجل على محاولاته التي لن تنتهي فابتسم لها بشغف وهو يقول:
اضحكي اضحكي، خلى الليل ينور مش واخدين من الهم حاجة.

ضحكت بالفعل فأخذ نفسًا قويًا ثم نظر لها بابتسامة محرجة واعتدل في جلسته ثم عاد ينظر لها لكن كانت نظرة مطولة متوترة فقال:
كنت عايزه أقول حاجة.

كشَّرت باستنكار على حركاته فحمحم بين نفسه ثم قال:
بصي هو الجو مش مناسب بس أنا قولت نلحق المصيبة يعني وأقولك، وعارف إنه كله على دماغي بس مش مشكلة فداكِ فداكِ.

هنا تشنجت ملامحها لتعبر عن موجة غضب في طريقها للانفجار بداخلها فردت عليه بنبرة متحشرجة وهي تقول:
ما تقول في إيه؟؟

ابتسم بتوتر، ابتسامة لم تكن حقيقة أظهرت توجسه وتوتره لكن بالأخير قال:
بصراحة كده جدي وستك ربنا يباركلهم هيكتبوا الكتاب دلوقتي، فعقبالنا.

- قول إنك بتهزر.

رفع كتفيه بخيبة قائلة:
معلش يا عين أمك بس نعمل إيه، اللي معرفناش نعمله هما هيعملوه.

- لو طلع كلامك صح هزعلك.

رمقها باستغراب قائلًا وهو ينظر لها بامتعاض:
وأنا مال أمي يا "هنا"؟؟

- تلاقيك أنت اللي مظبطها علشان يتجوزوا فننجبر إحنا كمان مش كده؟؟؟

شهق ببراءة وهو يحدقها بحزن قائلًا:
أنتِ فهماني صح كده علطول.

- قوم وصلني يا "عمر"، قوم.

مرر عينيه عليها من أعلاها لأسفلها في نظرة سريعة بانتباه فشعرت هي بالخوف رغمًا عنها لذا صاحت بصوت جهوري وبتوبيخ قائلة:
في إيه بتبص كده ليه؟؟

- مفيش بس هتروحي إزاي بالبدلة دي؟
لازم حمومة علشان شكلك متبهدل يا أُسطا "هنا" بعدين ما تسيبهم يتجوزوا وخليكِ فريش كده يا بومة.

" بومة في عينك يا قمور. "
قالتها باندفاع وهجوم وهي تسخر منه فرد بزهو قائلًا:
ليكِ حق أنا طول عمري قمور.

- أنت تور مش قمور.

اتسعت عيناه برعب وطالعها بغيظ شديد لكن لم يرد ثم وقف وقال:
طيب نسيت أقولك يا بنبوناية إني بحبك و لسه عاوز اتجوزك برغم محاولة تفريق الحاقدين لينا.

- والله؟؟
قالتها وانقطع النور فجأة في القرية بأكملها، انفزعت هي بصدمة فقال بهدوء:
افتحي الكشاف بس.

- طيب.
قالتها وفتحته ففتح الأخر كشافه ووجد أن لا أحد بداخل الشارع، لم يرى إلا السواد فتوجه للداخل ثم أمسك بالباب الحديدي وبكل قوته سحبه للأسفل حتى انغلق عليهما الباب واحتبسا بالداخل.

____________________________

بداخل بيت الجوهري كانت تجلس كل عائلة "محمد" ويجلس الابن الوحيد لزينات وهو "مرسى" وزوجته "نشوى".

وبالخارج كان الكثير من المعازيم الخاصة "بمحمد" فقط لكن "عمار" والباقية لم يعزموا أحد، حضر "عاصم" و"رشاد" و"سريا" الثلاثة أخواته وكان "عاصم" و"رشاد" على خلاف معه منذ فترة لكن "سريا" للتو عادت من السعودية، وحضر بعض من أولادهم حتى أتى المأذون وكان كل أولاد "محمد" ألا وهم "عمار" و"عامر" و"عابد" و"ليلى" و"خديجة" و"عائشة" كلهم جالسين على المقاعد بجانب بعضهم والأحفاد كل منهما في مكان غير الأخر، وعلى المقابل لهم "محمد" و"زينات" سويًا جالسين على الأريكة وبينهما بُعد مناسب، دخل "كرم" و"رضوان" والاثنان كانا على علاقة قديمة وطيدة مع "محمد" حين كان يعمل معهما بمجال الصيدلة ولم ينقطع الاتصال بينهما، دخل أيضًا بعض أصدقاء "محمد" وونادى "محمد" على أبنائه الرجال كي يرحبوا بأصدقائه.

كانت "هيا" بالخارج في طريقها للدخول ومعها "شاهين"، توجها للداخل ودخلا، مع أول خطوة انتبه أغلبية الجالسين وهم يرون خطواتها خلف والدها متوجهة نحو "محمد" وهي تخطو بخطوات واثقة ومِشية معتدلة مع صوت كعبها الذي دوى في كل أرجاء البيت، تبادلت التهاني بينها وبين "محمد" ثم جلست على إحدى الكراسي وحين شعرت بالملل من كونها تجلس بمفردها خرجت إلى الجنينة حتى تدخن، وصلت للخارج ثم أمسكت بعلبة سجائرها الفخمة البُنية الرفيعة وأخرجت منها لفافة تبغ واحدة ثم أشعلت فيها النار ووقفت تنظر للمنزل من حولها حتى وضعتها في فمها وبدأت تشربها بهدوء، وجدت تربيزة أمامها يحاوطها مقاعد وأريكة فتوجهت نحو الأريكة وجلست براحة، لم تمر إلا ثوانٍ وكان جلس بجانبها شخص، رفعت عينيها له وهي تتطالعه بنظرة جامدة فنظر هو للعُلبة التي هي بيدها وقال:
هاتي واحدة.

حركت إحدى حاجبيها للأعلى بانبهار وعيناها لازالت تستنكر فعله فابتسم لها وقال وهو يعرف نفسه:
آسر ياسين.

ظنته يمزح على اسمه ففهم هو نظرتها تلك لذا قال بتكبر:
لا أنا آسر ياسين الحقيقي، إنما التاني معرفوش.

- على أساس هو قاتل نفسه عليك!

"هاتي سيجارة بس."
نطق بها مرة أخرى فطالعته باستغراب أشد لكن بالأخير أخرجت له سيجارة وقالت:
اتفضل.

- متشكر كلك ذوق.
تفوه بها ثم أخرج قداحته وعلبة سجائره فنظر لهما باحتقار وقال وهو يتعمد مشاكستها بنظراته التي تتفحصها:
لا بس أنا بحب المستورد والمنتجات اللي من برا والناس بتوع برا.

فهمت أنه يغازلها فرمقته بثبات ثم أخرجت دخان سجائرها في وجهه قائلة بابتسامة باهتة:
ميرسي على الـ compliment دي بس أنا مبحبش المعاكسة.

ضحك عليها في استغراب وهو بشعر بالغموض من نحوها وهتف بإعجاب شديد:
بحب أقدر الجمال وأنتِ جميلة.

"شكرًا يا أستاذ ياسين."

- إيه يا عنيا؟؟؟ أنا اسمى" آسر ياسين" ومبقولش الكلمة مرتين.

ابتسمت له قائلة في تعمد لاستفزازه:
أستاذ "ياسين" بتضايق؟

أخذ أنفاسه للداخل وأخرج دخان سيجارته من أنفه وهو يبتسم لها ثم قال بتكرار:
أه، أنا اسمي "آسر ياسين"!

وقفت من جانبه ثم توجهت نحو الداخل فأوقفها بسرعة قائلًا:
اسمك إيه؟

لم تلتفت إنما ابتسمت في مكانها وقالت وهي تقلده:
آسر ياسين.

فرد هو الأخر وهو يبتسم قائلًا بنفس التقليد:
ماشي يا أستاذ "ياسين".

دخلت هي وابتسم على أثرها حتى رأى في طريق للداخل"قصي" وأخاه، نفسه الذي رأه من قبل يقف مع "تقى" فتوجه للداخل والشياطين تتراقص حوله في حالة الهياج التي شجعته على ارتكاب مشكلة هنا أمام الكل.

توجه "قصي" للداخل قاصدًا "محمد" وبارك له وتبادلا التهاني وحين رأه "عمار" توجه هو الأخر نحوه وتبادلا السلام، حتى أتى المأذون وتم كتب الكتاب.

كان الجو رائقًا يملؤه السعادة والبهجة بزواج "محمد" و"زينات" وحين انفض المكان من حولهم حادثها هو بابتسامة لطيفة قائلًا:
مبارك عليكِ أنا يا "زينة".

ابتسمت هي بحياء شابة صغيرة قائلة بأعين مرتبكة:
الله يبارك فيك يا "محمد".

تفحصها بعينيه وضحك قائلًا بنبرة صبيانية مرحة:
يعني مش هتقوليلي حموكشة زي ما "تقى" الصغيرة بتقولي؟؟

ضحكت "زينات" بخجل ولم ترد عليه فقال وهو يضحك:
بلاش حموكشة، كلمات صايعة ومقرفة خلينا "حمد".

ابتسمت هي وقالت بنبرة هامسة:
ماشي يا "حمد".

ساد جو من الهرج بتوزيع الحلويات والمشروبات على الحاضرين وانتظرت "عنود" اللحظة الذي وقف فيها "عمار" بمفرده فجاءت بجانبه ووقفت وهي تهمس له بحماس:
أبوك فرحان أكتر ما أنت كنت فرحان بيا.

استدار ينظر لها ثم رمقها بنظرة غير مصدقة وهو يهتف بالحق قائلًا:
كذابة محدش كان مبسوط قدي.

- لا بجد والله مبسوط عنك وعنده شجاعة مش طبيعية إنه يعزم كل دول.

" لو مكانه وجيت اتجوز تاني هعمل كده عادي. "
قالها قاصدًا إثارة غيرتها وبالفعل نجح حين رمقته بحنق قائلة:
لما أموت أبقى اتجوز ده لو عرفت تحب غيري.

- بعد الشر عليكِ يا مغرورة.
نطقها وهو يرمقها بابتسامة مستفزة فطالعته بضجر وأتى من جانبه صوت "شاهين" وهو يبتسم قائلًا بشر واضح من بين عينيه الخضراء:
عامل إيه؟

لم يرد "عمار" بل اكتفى برمقه بصمت لثوانٍ، استنكرت "عنود" ردة فعل زوجها، وبان عليها استغرابها فوجه "شاهين" حديثه لها قائلًا وهو يضحك:
بقى ينفع كده يا مدام معرفش إنك مراته غير بالصدفة دي؟ وهو أعز أصحابي؟

طالعه "عمار" بأعين جامدة ثابتة قائلًا بنبرة ساخرة دون أن يبدى بملامحه أي ردة فعل بعد أن وجّه وجهه ناحيته:
بص ناحيتي أنا.. الأشكال اللي زيك أنا مبصاحبهاش، وتعرف أو متعرفش ملكش فيه.

- بقى كده يعني؟؟ شوفتي يا مدام؟!
شخصيته صعبة أوي، ما تقوليلي بتتعاملي معاه إزاي يمكن نتعلم منك يا جميل؟

ابتسم "عمار" وفهم غرض "شاهين" حين علم أنه يريد استفزازه أمام الجميع لذا قال:
طبعًا أنت فاكرني مش هتكلم علشان مش هعرف وقاعدين في مناسبة مش كده؟

رمقه "شاهين" باستفزاز أشد وعلى شفتيه أسخف ابتسامة يمكنك رؤيتها، تمنى "عمار" لو لحظة أن يزيلها وقبل أن ينفعل أشار له "فرحات" من بعيد بيده كإشارة على السلام فانتبه له وأتى الأخر لينضم في محاولة لمضايقة "عمار" ثم قال وهو يمد يده لشاهين:
واحشني يا "شاهين" يا جامد.

- "فرحات" باشا هنا بنفسه؟
استدار "شاهين" ناحية صاحب الصوت متجاهلًا "عمار" الذي يقف ينظر لهما والغضب يتسارع في عروقه، أمسكت "عنود" بكف زوجها فسحب يدها عنه، غضبه الأن أشد خصوصًا رؤية من حاولا تدميره أمامه يبتسمان ويحاولان إثارة غيظه بكل استفزاز، مرَّ "فرحات" بعينيه على "عمار" يطالعه بكيد وهو يعلم تمام العلم أنَّ "عمار" لا يستطيع أن يفرغ غضبه بالضرب كعادته، لم يستحمل الأخر تلك النظرات الشامتة المتشفية التي تظهر في ضحكاتهم ولن يستطيع إقامة حرب هنا لذا صاح قائلًا بنبرة عالية:
يا منار.

كانت نبرته جهورية عالية، تفاجئ بها الجميع وأتت هي على أثرها فأشار لها على زوجها ثم مال عليها وهو يهمس لها في أذنيها بصوت سمعه كل من "شاهين" و"فرحات" و"عنود"، انصدم الأربعة حين سمعه يقول:
خدي الـ*** بتاعك بعيد علشان تكة وهفرجلك عليه الناس اللي هنا.

علم "عمار" بهذه الطريقة أنه كسر غرور تلك الذي يتباهى بنفسه ويفتخر بل حطمه خصوصًا كان الحديث أمام "منار" وحبيبته القديمة وبنداء أخر نادى "عمار" قائلًا:
آنسة "هيا".

كانت كلمة واحدة كفيلة بجعل "شاهين" يحاول الفرار لكن أمسك به "عمار" وهو يبتسم بشر اكتسبه من خبرته في التعامل مع الأوغاد التي تماثلهما وقال:
رايح فين يا "شوشو" رايح فين؟ أنا من الأول عارف إن الحركات بتاعتكم نفس حركات النسوان الفراكة اللي بتفضل تفرك يمين وشمال وميلمش حرمة غير حرمة زيها فقولت أجيبلكم حريمكم.

انسحبت "منار" بعد كل الإهانة الموجهة لها هي
وزوجها وسحبت زوجها بالمعنى الفعلي بعيدًا عنهم وأتت "هيا" فطالعها "عمار" قائلًا بابتسامة حلوة:
أنتِ وأبوك وعمك على عيني تحضروا وتشرفوني لكن الدلدول بتاعك ده تاخديه في إيدك وتخلصينا من قرفه علشان محدش مستحمل نفسه علشان يستحمل أبو *** ده

انصدمت "هيا" و"عنود" ووقفت "هيا" تنظر له بعدم تصديق حابسة أنفاسها من الضحك فضحك "عمار" وهو يربت على صدر الأخر باستفزاز قائلًا:
بهزر معاك يا شوشو، أنت دمك واقف ولا إيه؟

ابتسم له الأخر بتوعد رافعًا إحدى حاجبيه واندفع للخارج بغيظ وخلفه "هيا" في طريقها لتوبخه؛ لأنها تعلم أنه وبالأكيد السبب في اختلاق أي مشكلة.

تبقت "عنود" بجانب زوجها تطالعه بضيق ثم اندفعت فيه قائلة:
دي مش أخلاقك على فكرة، أه تقدر تاخد حقك لكن مش بالإسلوب ده.

- واحد بيقولك يا جميل والتاني جاي عايز يكيدني، عايزاني أخدهم بالحضن؟

همت بالتوضيح لكنه تركها ولم يرد عليها وتوجه للخارج في الوقت نفسه التي اندفعت فيه "هند" للداخل ورأته أماها فقالت بنبرة عالية وبابتسامة سعيدة لا تناسب الخبر التي أتت به.

- أنا أطلقت..

صدمة حلت على الجميع، سمع من سمع والبعض الأخر لم يسمع لكن الأهم هو أن والدتها سمعت فصرخت بعويل نسائي وهي تقول:
يا مصيبتك يا "خديجة".

لم تهتم "هند" بردة الفعل المتوقعة بل طالعت خالها الذي كان في أوج غضبه لكنه تماسك وقال بابتسامة مشجعة:
مبارك عليكي الطلاق يا قلبي.

- الله يبارك فيك.

توجهت هي للداخل وبحث "عمار" عن "قصي" ثم توجه نحوه وأخذه للخارج معه وهو يقول بعملية:
بقولك في أدوية في المخزن اتطلبت النهارده فكنت بقولك علشان تعمل حسابك.

رد عليه "قصى" قائلًا بإتفاق:
أنا وقتها هكون موجود عادي ولازم نكون موجودين علشان نمضي الاستلام وربنا يسهل.

- تمام.

"مالك حارق دمك مع شاهين وفرحات ليه؟"
نطق بها "قصي" فأبعد الأخر نظره عنه وقال بقرف واضح:
تحس الدنيا مبتضيقش عليا إلا بسبب ولاد الناس الطيبة دول.

ضحك "قصي" بشدة ورغمًا عنه فضحك الأخر ثم قال بضيق:
استغفر الله العظيم.

ربت الأخر على كتفه وقال بدعم:
أنت شايل كتير قوي شكلك.

- صح.
قالها "عمار" ثم انتبه أنه ترك "هند" بالداخل فقال بنبرة مسموعة:
نسيت موضوع "هند" يارب سهّل.

- معلش اعذرني لو بدخل بس هو الموضوع إيه؟

مط "عمار" شفتيه بحزن قائلًا:
واحدة حياتها خربانة فقالت لما اتجوز وأسافر وخربتها أضعاف أضعاف، فأنا داخل أشوف النهاية إيه؟

- طب ناديلي على "ماهر" بقى علشان عمال أرن ومبيردش.

أومأ له ثم توجه للداخل باحثًا عن "ماهر" الذي كان واقفًا يتشاجر مع "آسر" وعلى دخوله انتهى المشهد الهجومي بضربة قاسية تلقاها "ماهر" في جانب عينه من "آسر" الذي يسبه قائلًا:
ظابط على نفسك يا روح أمك.

أتى "محمد" وهو يصيح في الجميع قائلًا بغضب ونبرة قوية:
إيه التهريج والسفالة اللي بتحصل هنا دي؟؟

نظر "آسر" لتقى التي تقف بجانب "رقية" وقال بغيظ منها:
شوف العسل اللي متربتش فرحانة إنها صغيرة وفاكرة محدش شايفها بس مش عليا أنا أعرف أظبطها.

لحسن الحظ أن الحاضرين كانوا قد مشيوا وتبقت العائلة فقط، لم يصمت "ماهر" عن فعل الأخر فسدد له الضربة بأخرى وساد الهرج حين أمسك "ماهر" به من قميصه وهجم عليه بالقفز ليكيل له الضربات فقلب الأخر الوضع ولم يستطع أحد التدخل من شدة عنف "آسر" والتي تحولت وابتلعت في طريقها "ماهر" وأخيرًا انفض النزاع بينهم حين دخل "قصي" وسحب "آسر" بكل قوته في مشهد يقشعر له الأبدان وهو يكتفه بمحاوطة قوية عليه وحين اطمنئن أنه ابتعد عن أخيه تركه برغم أنه كان يعلم أن أخاه يستطيع الدفاع عن نفسه لكن هذا شعور أخوي لم أحد يعلمه إلا الأخوة.

صاح "آسر" بغضب جهوري قائلًا:
واقفين تتفرجوا على إيه، ده بدل ما تربوا اللي كانت واقفة معاه من شوية؟؟؟

صفعة تلقاها "آسر" من خاله "عابد" الذي توجه له وقال:
احترم نفسك ولما تتكلم عن بنتي تحترمها فاهم ولا؟؟

ابتسم "آسر" وهو يهز رأسه بشر كبير قائلًا بتوعد:
بنتك دي هتكون مراتي وأنا بربيها.

ضحك "عابد" باستخفاف قائلًا وهو يرمقه بتقزز:
وأنا يوم ما أسلم بنتي لواحد يبقى الواحد ده أنت يا همجي يا قليل التربية؟؟ وتربيها ليه هو أنا مت؟؟ ولو مت حتى محدش ليه كلمة على بنتي، أنا كفاية ربيتها أحسن تربية في الدنيا.

حدقه "آسر" بالكثير من السخرية ثم همس في أذن خاله وهو يدس العديد من الخبث قائلًا:
حيث كده دور تاني وشوف وهتعرف إنك معرفتش تربي.

كاد خاله أن يمد يده عليه مرة أخرى لكن ابتعد بجسده وخرج ووقفت "تقى" في موقف متوتر وهي في حالة من الارتباك التي أثارت الشك في نفس والدها، حاول "عمار" أن يعتذر لقصي لكن الأخر كان غاضبًا وبشدة وشكر لله أنه رأى أخاه واقفًا يشير لتقى بتوديع وسلام فعلم أنه بخير.

أخيرًا مشى الجميع وأتت "بسملة" مع "كريم" في دخول مضطرب بعد انتهاء الحفل، توجهت هي ناحية أمها وعلى وجهها أثار بكاء فأمسكت بها "عائشة" وهي تسألها باهتمام قائلة:
مالك يا "بسملة" في إيه؟؟

همَّت "بسملة" أن تحكي لكن شعرت بغصة قوية تبتلع حلقها لذا سحبتها أمها للداخل وخلفها فتيات الأسرة يحاولن معها حتى يعرفن ما أمرها ووصلت للداخل وهي تبكي قائلة بقهر لهن جميعًا دون الوعي بما تنطق به:
مبخلفش أنا مبخلفش، أنا عملت إيه في حياتي علشان مبقاش بخلف؟؟

لحظة بكيت فيها بانهيار بعد أن وقعت على الأرض تبكي بانهيار ونحيب وتجمعت أيضًا العائلة فشعر "محمد" أن العائلة أصابتها عين قوية.

_________________________

- أنت اتجننت ولا إيه؟ قفلت علينا ليه؟؟
تفوهت بها "هنا" التي سرعان أن وقفت من مكانها فاستدار نحوها وهو ينبهها قائلًا:
شششش لو حد عرف إننا هنا لوحدنا هقوله كانت بتتحرش بيا.

صاحت باعتراض شديد قائلة بتوبيخ وهي تضع هاتفها على المنضدة:
يا "عمر" مينفعش كده ومش كل حاجة هزار، لو حد عرف هنتبهدل هنا.

وضع هو الأخر هاتفه ثم اقترب منها وأمسك برأسها بهدوء شديد وهو يهمس لها قائلًا:
بس يا "هنا" وكفاية لمرة واحدة.

أبعدته عنها على الفور قائلة بهجوم:
أنا متربتش على الو**** اللي أنت عايز تعملها، افتح لأما هنادي على كل الحارة.

ضحك هو بقوة حين علم أنها فهمته بالخطأ فأشار على رأسها وهو يرمقها بتقزز قائلًا:
الدماغ دي فيها إيه يا بت؟؟ أنا قافل عادي علشان هحكيلك حكاية نوصل بيها لحل.

- مفيش ما بينا حكاوي ولا عايزه أوصل لسكة، افتح أم الزفت ده بدل ما أفتح دماغك بالمفك.

ضحك مرة أخرى باستفزاز ثم قال لها:
عيب إنك تحب واحدة الزمان هدها هو إنك مصاحب محسن طيخة.

- مقرف في كلامك.
نطقت بها بغيظ فابتسم هو بزهو ثم جلس على الأرضية وقال:
الله يسترك.

ظلت هي تطالعه بضجر فأشار لها على الأرض وقال:
كده كده هتسمعيني، فتسمعيني وإحنا حلوين ولا تسمعيني وإحنا وحشين؟

- أنت مبتعرفش تكون وحش يا "عمر".

لحظة ابتسم فيها على جملتها بحب وساد صمته لثوانٍ ثم هز رأسه بإيماء قائلًا وهو يضيق عينيه بفرحة:
طول عمري قلبي طيب بس مش عارف ليه باخد على قلبي كده لغاية ما هلك.

جلست هي الأخرى على الأرض، تعرف أن النهاية أنها ستذعن له مهما حاول العقل أن يتغلب على القلب، نظرت له بالكامل لكن لم تكن تعابير وجهه واضحة؛ لأن رأسه موجهة للأسفل، رفعها فجأة فوجدها تطالعه لذا ابتسم وقال:
حلو أنا مش كده؟

- زي الـ..

" قولي كلمة حق يا "هنا" علشان مش ناقصة. "

لوت فمها بابتسامة مكتومة ثم قالت بصدق:
زي القمر.

- ميرسي.
تفوه بها بحياء لا يناسبه فابتسمت هي الأخرى وفاجأها هو بقوله:
أنا تعبت يا "هنا" أنتِ متعبتيش؟

- أنت عايز إيه يا "عمر" علشان عايزه أروح.

حاوط ركبتيه بساعديه ثم نظر لها وهتف:
أنا عارف إنك قاعدة هنا بإرادتك ولو عايزه تمشي هتمشي وده معناه إنك عايزاني.

- عايزه نوصل لحل علشان تعبك ده فعلشان كده لسه موجودة.

طالعها بصمت حتى طال صمته وساد بينهما، صمت محرج لها، شعرت أنها مخترقة بسبب نظراته وتمنت لو تحدث ونزع عنها هذا الحرج حتى أخيرًا قال:
اللي أنتِ عايزاه عنيا ليكِ فيه بس متعجزنيش.

رغم عنها لم تستطع أن تقسو عليه أكثر من ذلك وأخيرًا أعطت له فرصة جديدة حين خيرته قائلة:
تعيش معايا في الحارة ونتجوز هنا.

تعجيز؟ تعجيز فقط؟
هذا شيء أكبر بكثير من كونه تعجيز، لا يمكنه تقبل الوضع هنا مهما صار لذا صاح على الفور قائلًا:
لا يا "هنا" في فرق إني أعمل اللي يريحك لكن مش اللي يجي على راحتي أنا.

- مين قالك مش هترتاح؟ مش يمكن أنا لما ارتاح هنبطل مشاكل وهتحب العيشة هنا؟

شهق باندهاش وهو يحكي لها قائلًا:
مين أنا؟ أنا اتربيت طول عمري على العز، يوم ما اتخرجت وكنت زيي زي أي خريج هندسة مش لاقي شغل لقيت أبويا ساعدني من غير ما أطلب وفتحلي ورشة كبيرة واتيسرلي كل حاجة فأنا متعودش على الشقا مش علشان أنا مدلع بس علشان اتخلقت في بيت زي بيتي فمتجيش بعد العمر ده كله تقوليلي أعمل كده، ممكن عادي نعيش في مكان بعيد عن أهلي، يا سيتي أخدلك شقة بعيد أو بيت كمان ومش هنشوف حد لكن حارة لا، نعيش فين؟؟ في حارة جوا قرية أنتِ هتجلطيني يا "هنا"؟؟

- لو عيشت معايا هنا هيكون إثبات للناس إني مش طعمانة فيك.

ضرب كف على كف بقوة أحدثت من الضجيج ضجيج ثم صاح صارخًا فيها بسخط وهو يقول:
يلـ** أم الناس اللي حرقتي دمي علشانهم، ما يغوروا واللي يتكلم يتكلم، أنا وأهلي معندش مشكلة ومش بنفكر فيكي وشايفينك حالة خيرية زي ما أنتِ حاسة واللي يتكلم أنا قادر أحط صوابعي في عينه ده أنتِ هتكوني مراتي.

وقفت وهي تتوجه نحو الباب قائلة بغضب شديد ناهية للنقاش الذي سيتحول في طريقه لجدال.

- صدقني أنا قولت اللي عندي شوف أنت عايز إيه، افتح الباب أرجوك.

" حاضر يا هنا. "

___________________________

لازالت الأحداث مشتعلة هنا ويبدو أنها لن تهدأ، بالداخل "بسملة" تبكي بقلة حيلة وعدم رضا وبالخارج كلما يتحدث أي فرد من العائلة مع "هند" تنهار هي في الضحك قائلة بفرحة عارمة:
والله اتطلقت ومش هتجوز تاني.

كانت "عنود" جالسة بجانبها تحاول جعلها تصمت في هذا الوقت الملىء بالصدمات المتتالية حتى بالأخير صاحت "هند" قائلة بنظرة مشتعلة اختفت منها كل البرود التي تصنعته.

- اسكتي بس.
قالتها في نبرة هجومية جعلت "عنود" تتصلب في مكانها ثم أدارت هي رأسها وقالت بقهر وهي تنظر للكل بنظرات متساوية مرعبة:
محدش حاسس بالقرف اللي كنت عايشة فيه، محدش يتكلم ولا حد يخلي أمي تتكلم علشان متجننش عليكم.

صرخت فيها "خديجة" التي كانت تجلس مع أبيها الذي يحاول تهدأتها وجاءت من أخر البهو وهي تهتف بتعنيف قائلة:
ضيعتي نفسك، كنتِ متجوزة راجل متحلميش بيه وكان هيعيشك حياة معشتيهاش قبل كده بس الفقري فقري من يومه وحسبي الله ونعم الوكيل فيكي.

وقفت "هند" من مكانها وهي تصرخ بنفس العنف عليها قائلة بانفجار يماثل انفجار البراكين:
أنتِ أكتر واحدة متتكلميش، كل اللي أنا فيه بسببك، أنا حياتي اتدمرت على إيدك ومن كل قلبي بكرهك وبتمنى يجي اليوم اللي أخلص فيه من عقدك اللي حاوطيني بيها وخلتيني اتجوز واحد علشان فلوسه وعلشان يعملي قيمة وبرضو خلتيني شايفة إن شكلي أوحش حاجة في الدنيا بالرغم من إن أي حد كان بيشوفني كان بيحبني ومحدش حسسني بنقص بالعكس ده حتى "سلمان" كانـ...

حاول "عمار" أن يفض النزاع بينهما حين أمسك بها فدفعته بقوة قائلة:
سيبني أكمل سيبني ده أنا معبية، "سلمان" مشافش فيا أي عيوب وأنا لما اتجوزته كان السبب الأول إنه الراجل اللي عايزني زي ما أنا، حتى "كريم" خلتيني بلعب في دماغه وعايزه أخطفه علشان عارفة أنه راضي بيا وبقت سمعتي هنا في العيلة إني أز** بناتها وغلاوية بس الحقيقة مش كده الحقيقة إن الغل اللي ربتيني عليه طفح عليا وبيه كنت هخرب حياة كل الناس وأولهم أنا خربت خلاص، ده أنا حتى تعليمي مسلمش منك، لمجرد إن ولاد خالاتي وأعمامي دخلوا كليات مش لايقة عليا وعالية عني بقيت في نظرك فاشلة وكان لازم يأما أكون دكتورة أو مهندسة لكن أدخل تجارة إزاي؟؟ وأنتِ تقبلي بيها إزاي؟ فتكرهيني في حياتي كلها بسبب تجارة وخلتيني مش عايزه لا اشتغل ولا أعمل أي حاجة في المجال اللي كان المفروض أحبه.

انتهت "هند" من إلقاء كل ما عانت منه والمواجهة أصبحت مرعبة، الكل ينتظر رد خديجة، توقعوا الهجوم أو الصراخ منها لكن بكل نرجسية ردت دون الشعور بالذنب وقالت:
أنتِ بعد ما تدمري نفسك تقولي أنا السبب؟ أنا السبب في إيه؟ أنا قولتلك خدي الشهادة واقعدي في البيت ولا حبستك؟ ولا أجبرتك وضربتك علشان تتجوزي؟
وهو لما أقولك تغيري من شكلك علشان تكوني حلوة يبقى أنا كده بكرهك وبخليكي مش عاجبك شكلك؟؟
أنتِ اللي واهمة نفسك بكل ده وحاطة جواكي لكن أنا أم يعني في الأول وفي الأخر عايزه مصلحتك مش أكتر.

هنا تراقصت الشياطين أمام ابنتها التي شعرت بشيء أقرب للجنون، فماذا سيدفعها للجنون أكثر من أن أمها تستدعي اللامبالاة وهي الوحيدة المسئولة عن تخريب حياتها، نزلت الدموع من عينيها بحسرة على حالها لكن وقفت ثابتة تطالع والدتها بصمت حتى نطقت بقرف قائلة:
حتى ابنك، ابن أمه حياته خربانة بسببك، معرفتيش تطلعيه راجل.

كان أخوها بالخارج طوال هذا الشجار الحاد ولم يكترث للأمر نهائيًا حتى أتت باسمه أخيرًا أمام الجميع فوقف يطالعها بنظرة قاتلة تميل للبرود ثم قال باستحقار:
أنا راجل غصب عنك، روحي لمي أنتِ نفسك شوية وأنا بعيد حواراتك أصلًا فمبروك عليكي الفشل في كل حاجة.

- أنت فعلًا بعيد عن حواراتي وحوارتك كلها للستات يا مقرف.

"ده أنتِ دماغك تعبانة."
تفوه بها وخرج من الشقة وخرجت خلفه "خديجة" ولم يتبقَ الكثير وانتهى اليوم المشؤوم الذي لم يكن بالمتوقع أن يحدث فيه كل ما مر اليوم!

_________________________

تمر فترة من الأيام، فيها مر الكثير من أعمال مهمة بداخل الشركة التي يترأسها "قصى" و"عمار" حتى جاء أصعب خبر يمكن سماعه، الخبر الذي خرب من عمل أبيه الذي ظل طوال حياته يعمل ويكافح كل العواقب بالجد والاجتهاد ليكون عمله ورثًا وسيرة حسنة له بعد مماته.

أربعة محاضر تم رفعها على "عمار الجوهري" و"قصي العمري" بتهمة الغش والتدليس وخداع المتعاقدين، وثلاثة من المتعاقدين معهما بالعمل قاموا بإيقاف العمل وطلب تعويض مادي باهظ ولا أحد يعلم هل كانت الأدوية سببت عاهة مستديمة أم كانت السبب في وفاة شخص؟
سيكون وقتها الجزاء هو الحبس ربما سنين أو بالمؤبد.

ربما ينتهي كل شيء في لحظة، تنتهي أيام سعيدة ويحل محلها أيام تعيسة!
سواء كانت في السجن أو من دون السجن، فالوقوع لا صعود منه هذه المرة، الأن بدأ "عمار الجوهري" في طريقه للانهيار وهذه المرة بالأخص.

___________________________

الرواية متوقفة لغاية ما كلنا نخلص امتحانات نظرًا إن كلنا مشغوليين وأنا مشغولة جدًا.

فالعودة ١/٢٥ غالبًا وربنا يسهل ونرجع بسلام. 💖

Continue Reading

You'll Also Like

287K 14.8K 53
قلبي مِلكك إنتِ ، حتى لو إختلفت الطباع والأفكار ، سأظل أُحبك حتي يوم وفاتي, ستظلين صديقتي ورفيقة دربي . تدور أحوال قصتنا عن شاب في منتصف العشرينات يض...
2.3M 150K 102
ظننت أن قلبي هذا لم يخلق لهُ الحب ، ونسيت أن بعض الظن أثم
374K 8.6K 35
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
412 75 4
مش كل حاجه عوزينها بتحصل...ومش حاجه احنا فاكرينها وحشه هتفضل وحشه.....كل شيء بيتغير من الثانيه للثانيه اللي بعديها، بس لازم نكون احنا قد التغيير دا...