Everything is fair in love an...

By dilara_jk09

155K 6.2K 4K

[ADULT CONTENT] كثيرا ما قرأت مقولة "ابقِي اصدقائك قريبين منك وأعدائك أقرب" لذلك أقسمت على دخول وكر الوحش... More

|Love and War| 00
|Love and War| 01
|Love and War| 02
|Love and War| 03
|Love and War| 04
|Love and War| 05
|Love and War| 06
|Love and War| 07
|Love and War| 08
|Love and War| 09
|Love and War| 10
|Love and war| 11
|Love and War| 12
|Love and War| 13
|Love and War| 14
|Love and War| 15
|Love and War| 16
|Love and War| 17
|Love and War| 18
|Love and War| 19
|Love and War| 20

|Love and War| 21

6.8K 314 118
By dilara_jk09

Everything is fair in love and war

كل شيء مباح في الحب و الحرب

...

✨Vote + comment ✨

Part twenty one

....

حالما فتحت الباب تاراءت لي هيئة موظف التوصيل يحمل ظرفا بين يديه طالبا مني التوقيع في الورقة التي يحملها .

اغلقت الباب ثم فتحت الظرف بفضول كونه مزين يوحي بأنه لمناسبة موجهة الى عائلة كيم بما في ذلك أنا و هانا و تايهيونغ .

لكن حالما أبصرت محتواه اعتلت الصدمة ملامحي و ضربة قاسية وجهت الى قلبي الذي ضاق فجأة و من دون سابق انذار مخلفا ألما رهيبا ، أرتعش بدني بينما أمسك تلك الدعوة و اُعيد قراءتها ربما أتوهم أو ما شابه لكن الحروف أبت عن التغير و ظلت على حالها توحي بأنه على بعد ثلاثة أيام سيقام حفل زفاف السيد جيون جونغكوك و الآنسة مين اونمي بعدما تم تسريعه فجأة دون سابق انذار .

شعرت بأن هنالك أسياخ من الحديد تسري في عروقي لينتهي مطافها بعد كل دورة دموية تنغرس في قلبي بحدة بالغة مخلفة نزيفا حادا موجعا، لو قلت بأنني لم أهتم للأمر سأكون كاذبة ، عاد كل ذلك الألم و الخذلان السابق ليعتلي روحي و يسقيها من نبع القهر أضعافا مضاعفة .

أردت أخذ فاصل زمني قصير أستوعب فيه مدى ثقل هذه الكلمات المسطرة ، يراودني هذا السؤال مرارًا ، لماذا عندما ينكسر القلبٌ ، لا يتوقف هذا الكوكب اللعين لثانية من الزمن احتراماً لكارثية الأمر ؟ لما لا يمهلنا ثوان اخرى لندرك فيها جروحنا و نعالجها لما يظل يتسابق مع نفسه و يتسارع في تعاقب الأيام ؟ لن تشفى الصدمات القاهرة و الجروح العميقة بسهولة لتزيدها جرعات أخرى من الأسى فتطفئ آخر فتيل شعلة فينا .

قواي خارت و ركبي ضعفت و سيقاني ارتجفت لذلك توجهت نحو الأريكة المقابلة و جلست عليها اسند جسدي المنهار بها .

وضعت البطاقة و الظرف جانبا و أسندت رأسي على كفي و مرفقي على فخذي و بدأت أدعك فروة رأسي أخفف عنها الوجع ، كرهت نفسي كثيرا عندما تسللت تلك الدمعة المتمردة من مدمعي ، إنني أبكي الآن لأني لم أنل شيئا بل كل شيء نال مني و فتك بي .

شعرت بأحد يقف خلفي و لم أعره انتباهي إلا انه فعل ذلك عندما صرخ .

"ماذا ، مستحيل كيف حدث بهذه السرعة؟"

حالما التقطت مسامعي صراخ تاي المندهش التفتت له على جنب فلاحظت بأنه ينقل بصره بين البطاقة و بيني .

وضعها جانبا على المنضدة ثم جلس بجانبي و عانقني بقوة .

"لا بأس أظنه رد فعل منه فقط ربما يريد حرق قلبك كما فعلت معه ، حركة متوقعة أساسا فـ فعلتك ليست بهينة"

ذلك العناق جعلني أنهار وكان دافعا و محفزا لذلك ، فأحكمت القبض على قميصه بينما أغمغم و الدموع تتساقط قسرا .

"لقد عجزت عن استيعاب الأمر حتى عقلي أبى الإعتراف بأنه أدرك الحقيقة ، لا أعلم حقا لما آلت بنا الأمور الى هذا المنحى"

خلل أنامله وسط خصلات شعري ربت على فروته بحنان و تهدئة لأعصابي .

"كلاكما تتسابقان على من يقوم بإيذاء الآخر اكثر و الحب لا يتضمن هذا المفهوم بل الأنانية من طغت على قلوبكما"

سكتت لبرهة ثم فارقت حضنه و عدلت من جلستي ثم مسحت تلك الغشاوة المتشكلة في عيوني كي أراه جيدا .

"أعلم أن فعلتي شنيعة ، لا أصدق حقا أنني أصبحت شخصا سيئا يفتعل الباطل و الشر في حق الناس ، أعلم أن قلبي تحطم و تألم كانت تلك الطريقة الوحيدة التي بها أشفي غليلي ، أعلم أنه يتألم بمقدار تألمي ، لقد كان يتباهى بأذيته لي أمام أعيني و الجميع ، لم يحسب حسابا لروحي المكسورة بل كان يستمر في كونه لئيما غير مراع"

التقط كفي بين خاصته و شرد يحدق في الأرض يفكر في الموضوع برواق .

"ألم تسأليه عن السبب الذي دهاه للإنفصال؟"

قطبت حواجبي ثم نفيت برأسي بينما أتنهد بضيق عندما تذكرت رده على تساؤلي آنذاك .

"كان يتهرب من إجابته عبر عذر أن اونمي تناسب شخصيته أكثر مني"

أوسع جفونه بدهشة ثم بدى الإستنكار على ملامحه .

"من المستحيل حدوث ذلك ، إنه صديقي منذ أزيد من عقد أعلم جيدا أنه لا يطيقها و لا يحبها ، أخبرني برغبته الشديدة بالزواج بك قبل أن يطلب ذلك منك بمدة طويلة ، تكتمت عن الأمر كي لا أفسد حلاوته"

رفعت كتفي بجهل و عدم إهتمام مزيف و في داخلي رغبة مميتة لمعرفة السبب فقد أصبحت معلقة بخيوط رفيعة أتأرجح من الجهتين في كل مرة ، جهة يتحكم بها العقل و الأخرى القلب .

"لا اعلم حقا كلما طرحت هذا التساؤل داخل عقلي أتلقى الصداع و الضياع فحسب"

ناظرني مطولا يخمن في توقعات تبرر السبب لكنه في كل مرة يخفق و يجعلني أحبط من جديد .

"أعتقد بأنه حدث سوء تفاهم ، ربما هنالك من كذب عليه في موضوع ما و أراد تفرقتكما ذلك وارد جدا"

نفيت تلك الفكرة من رأسه و رأسي فهي شبه مستحيلة بالنسبة للمعطيات التي أملكها .

"لا أعتقد ذلك فهو يحب المواجهة لو افترى علي شخص الكذب لواجهني بذلك و أراد معرفة الموضوع بنفسه"

إلتقط كفي الأخرى لتصبح كلتا يداي حبيستين مع خاصته ثم ربت عليهما قبل ان ينبس ما زاد حيرتي و خوفي .

"لا أريد أن تَصْدُقَ شكوكي لكنني أرجح بأنه ربما علم برغبتك السابقة في الإنتقام منه و تدمير حياته هذا السبب الوحيد الذي يستحق تبرير ردود فعله تلك"

دفعته من كتفه بعنف غير راغبة بجلب سيرة الموضوع حتى و الذي انطوت صفحته بالنسبة لي .

"من أين تأتي بأفكارك تاي لا ترجح و لا تعتقد شيئا من اليوم فصاعدا فترجيحاتك فاشلة مثلك ، من الذي سيخبره مثلا ، أنت أو هانا ؟ ذلك الإحتمال مستبعد جدا"

أمسك كتفه بتألم يهرب بجسده من بطشي مخلفا مسافة بيننا على الأريكة .

"إذا حاولي أن تفهمي السبب منه ، أعلم أنك سترفضين حتى الإستماع لي بجحة كرامتك لا تسمح ، لكن لتريحي قلبك فقط ، إسأليه عن السبب ببرود تام لا تظهري له معالم الإنكسار حتى و إن رفض للمرة الأخيرة سيسقط الذنب عن عاتقك و لن تلومي نفسك ثانية"

فكرت لبرهة ثم همهمت موافقة عكس التردد الذي بداخلي و الذي يمنعني .

"سأفكر حيال ذلك الأمر"

اقترب مني ثانية ثم طبع قبلة لطيفة على وجنتي و ضمني إلى صدره فمكثت هنالك لبعض من الوقت حتى قاطعتنا هانا .

"ييدو أنكما وسط لحظات عائلية مؤثرة ، شاركوني أريد البكاء أيضا"

فركت عيوني الشبه محمرة ثم ناظرتها بحدة .

"كفي عن الإستهزاء هانا الوضع لا يستدعي ذلك بتاتا"

"مالذي حدث ؟"

أشرت لها بعيوني الى تلك المنضدة فالتقطت البطاقة و بدأت بقرائتها ، شهقت مصدومة ثم أغلقت ثغرها بكفها مناظرة اياي بعيونها التي تكاد تخرج عن مكانها .

"لا يعقل كيف أمكنه ذلك؟ ظننته يغيضك فحسب و لم أعتقد ابدا أنه سيتزوج حقا"

تنهدت بضيق و تحسر نابسة بصوت خافت .

"ذلك الأحمق"

زمت شفتيها بيأس على حالي المزري ثم أردفت بتلعثم خاشية رد فعلي .

"مالذي ستفعلينه الآن ؟ هل ستذهبين الى الحفل؟"

أومأت برأسي موافقة مع ابتسامة جانبية مخالفة لتوقعاتهما .

"جميعنا سنذهب لن نجعله يصل إلى مبتغاه"

تعجب تاي من قراري فأعاد صياغته بمفهوم آخر كي يحثني على إعادة النظر من جديد .

"هل تستطيعين تحمل رؤيته بذلك الوضع؟"

ابتسمت بفتور مجبرة و أومأت له .

"طبعا كما تحملت كلماته اللاذعة و أفعاله لما لا؟"

استنشقت ماء أنفي ثم نظرت الى ساعتي اليدوية ، تأخر الوقت بعض الشيء لذلك استقمت ناوية الرحيل بعدما إستأذنتهما لكنني جذبت ذراع هانا معي الى الخارج .

"أريدك أن تسدي لي معروفا"

كانت طوال الطريق تسألني عن السبب الذي دهاني لجرها خلفي لكنني تكتمت الى أن وصلنا في المكان المناسب .

"بالطبع تفضلي"

أخرجت تلك الرقاقة الإلكترونية من حقيبتي و بسطها في كفي في الهواء .

"ان حدث و رحلت قبل اكتمال مراسم الزواج ، أريدك عرض محتواها في شاشة العرض قبل أن يتزوجا ، حاولي منع زواجهما بهذه الطريقة"

كانت تصغي إلي بينما تقرن حواجبها بعدم فهم .

"مالذي تحتويه؟"

نبست بصوت عالي فسارعت بغلق ثغرها بيدي أحثها على التزام الهدوء .

"يمكنك الإطلاع على محتواها عندما تكونين وحيدة ، اياك و إكتشاف تايهيونغ للأمر"

أومأت برأسها ثم همست بنبرة خافتة بالقرب من أذني .

"ماذا إن علم جونغكوك بفعلتنا أو واصل الزواج رغم ذلك"

ذلك الإحتمال الذي كنت أخشاه و أطرده من بين ثنايا عقلي ، قامت بغرسه أعمق هذه المرة و ما كان علي سوى التنهد بأسى .

"المهم أن تتشوه سمعة تلك الحقيرة "

وصلت الى منزلي على الساعة الثامنة مساء و الذي حالما دلفته أخبرتني عمتي هيوناي بأن السيدة جيون بإنتظاري و لأن بطارية هاتفي نفذت لم أتلقى اتصالاتها .

ترددت في لقاءها و رفضت ذلك في قرارة نفسي لكنني تذكرت بأنها بريئة عن أفعال إبنها و من العيب تجاهلها بسببه لذلك دخلت الصالة بهدوء و رحبت بها .

"سيدة جيون أهلا بك ، تسرني زيارتك"

إبتهجت حالما رأتني و إستفامت من الأريكة لتعانقني .

"ديلارا ابنتي كيف حالك"

ابتسمت ابتسامة دافئة على فعلتها اللطيفة و أجبتها بنبرة تشبه خاصتها .

"بخير شكرا لك"

امسكت كفي ثم جذبتني قليلا بإتجاه الأريكة .

"تعالي لنتحدث قليلا"

اومأت لها و جلست بمحاذاتها و التردد يغلبني شابكت اناملي ببعض وسط حجري بينما اهز قدمي مرارا بتوتر .

"خجلت كثيرا من محادثتك حول ما قام به جونغكوك لم أجرؤ على مقابلتك و التحدث معك سابقا"

نقلت بصري لها أتحرى صدق قولها و كان ذلك ما حدث ، الخوف و الخذلان ظاهران في نبرتها و ملامحها .

"خشيت أن ترفضينني و تفضلي عدم ملاقاتي أو ما شابه ذلك ، كوني على يقين أنني رافضة قطعا ما قام به ابني ، تحدثت معه بلين فلم يجدي الأمر نفعا حتى إضطررت مقاطعته و رفض رؤيته حتى ، لا أعلم ما أصابه أو اللعنة التي حلت على حبكما"

لا أنكر أنني تعجبت كثيرا من اتخاذها موقفا كهذا أمام إبنها و فضلت مقاطعته على دعم قراره المتعسف

"صدقيني جونغكوك يحبك كثيرا بل يعشقك ، أخبرني طبيب العائلة أنه لم يغادر البلاد تلك الفترة بل كان في حالة يرثى لها "

ألجمني حديثها و منعني من نبس حرف ، لم يخطر على بالي شيء كهذا أبدا ، مالذي تعنيه بأنه لم يغادر البلاد ، أطيلة ذلك الأسبوع الذي كان يتجلهلني فيه كان يتنفس نفس الهواء الذي أتنفسه ؟ لما فعل ذلك و الهدف من كذبته على الجميع عقلي تشوش حقا لكن البرود فقط من كان يظهر على ملامحي الخارجية .

"لقد كان طريح الفراش عند انفصالكما و حالته حرجة كان يلهوس باسمك في نومه و الحمى لا تفارقه بتاتا ، بات ضعيف الجسد و البنية منطفئ الروح"

تتالت الصدمات القاهرة عليَّ لم أستطع استيعاب هذه الأحرف ولم أقدر على فك شفرتها ، ما دام يلهوس بإسمي و لا يزال لي تأثير قوي عليه لما تركني ؟ مالذي دهاه أساسا ؟

"ربما حدث بينكما سوء فهم أو ربما أحدهم أراد تفرقتكما فاختلق الأكاذيب و إشاعات ارجوك إفهميني و حاولي معرفة الأمر منه هو شخصيا ، انه شخص عنيد جدا عناده يرميه الى الهاوية في كل مرة ، لقد بدى شخصا سويا فقط عندما أحبك و ارتبط بك"

تلك الترجيحات الني اقترحتها هي بحد ذاتها بدأت تتغلغل إلى عقلي حتى أصبحت أشك في حدوث شيء من ذلك القبيل .

"اني اناجيك بقلب أم محروق على ابنها و سعادته ، تلك اونمي ستدمر حياته ، سعادتي الآن مربوطة بكما ، حرام ان يندثر ذلك الحب بسبب سوء فهم"

نبرتها الراجية أحزنتني كثيرا على حالها ، تيقنت أنني لست الوحيدة التي خذلت من هذا الإنفصال .

"سيدة سويون اقدر حقا رغبتك في جمعنا ثانية ، سأترك كبريائي جانبا و أحاول معرفة الموضوع منه لآخر مرة ، إن أبى البوح بما في ذاته فالذنب سقط مني"

أومأت بسعادة غير مصدقة لما سمعته مني فكوبت وجنتي بين كفها تربت عليها بحنان .

"أجل حبيبتي فقط هذه المرة ، مينا أرادت التكلم معك أيضا منذ مدة و لكنني نهيتها عن ذلك كي اتحدث معك شخصيا بعقلانية ، جميع من في المنزل خاصموه حتى والده منعه من دخول القصر ثانية و جميعنا رافضون حضور حفل زفافه"

وقوفهم ضد ابنهم يعني الكثير ، يعني أنه مخطئ في وجهته و قراره و غير راضين عنه ، وذلك كفيل بجعلي أتيقن بوجود دافع لفعلته .

"إنه إبنكم بالأخير و عليكم دعم قراره ، برأيي احضروا الحفل و لربما يرفض الزواج"

ناظرتني بشك تفكر قليلا ثم استقامت ناوية الرحيل .

"نحن لا ندعم قراراته التي تنهي سعادته و حياته ، سنفكر في الأمر ثانية و نعلمك"

استوقفتها ماسكة ذراعها أحثها على البقاء أكثر فبالرغم من كل شيء إلا أنه من العيب أن ترحل دون تناول العشاء .

"لا يمكنك الذهاب قبل تناول العشاء انت معزومة اليوم"

بعدما وافقت على عرضي ، تناولنا العشاء وسط أحاديث جانبية مغايرة تماما عن ذلك الموضوع الذي أتت من أجله و بعدما رحلت السيد جيون خلدنا جميعنا الى النوم .

كنت أستيقظ طوال تلك الثلاثة أيام و التردد يخنقني كلما اخطو خطوة نحوه لأكلمه في الموضوع أتراجع ، بأي وجه سأقابله بعد فعلتي لكنه يستحق على كل حال .

كان التجاهل يسود جلساتنا التي نعقد فيها إجتماعات و لم يتبرع حتى بنظرة خاطفة لي .

عندما أحسست بكبر الذنب الذي اقترفته تواصلت مع الصحيفة التي نشرته و كذبته و أخبرتهم أن هيئة الرقابة لم تفحص المشروع و كان ذلك من محض الكذب و الإفتراء ، كذلك اتصلت على هيئة الرقابة و توسطت لهم عبر معارفي كي يقوموا بدورية الى الميناء و يقدموا تقريرهم الذي كذب الإشاعات .

كان بإستطاعة جيون فعل كل ذلك الأمر لكنني تكفلت به أولا كإعتذار .

كاشف الحمل ذاك كان ليونجين ، علمت الأمر عندما وجدتها تبكي في مكتبها المجاور لمكتبي ، لقد كانت مرتبطة بأحدهم ، قام بخداعها و تركها لذلك بصعوبة أقنعتها ألا تجهض الجنين و أن تلده و تقوم بتربيته و سأساعدها في ذلك و أقدم لها الدعم الكافي .

طوال تلك الأيام لم أقدر على مفاتحة الموضوع مع جونغكوك بل كل يوم أقوم بتأجيله الى اليوم الموالي الى أن أتى يوم الزفاف و لم أفعل .

استيقضت اليوم بروح مكسورة و كبد مفتور و عقل يأبى تصديق الحقيقة ، قلب مؤلم يحثني على الإستماع له و الرأفة بحاله و التحدث مع جيون كان كل ما يكلمني به عبر نبضاته المشفرة ، كبرياء طاغي يرفض فعل ذلك و التحلي بالشجاعة و الصمود كان مبتغاه المعاكس .

و لكن منذا يطيق القلب اذا التهب ؟.

كنت أقف أمام المرآة أناظر هيئتي المبعثرة و المثيرة للشفقة تساءلت في قرارة نفسي حول ماذا لو أن خدوشي الداخلية ظهرت على ملامحي ، ماذا لو ناظرني الجميع نظرة شفقة أو انتصار و استهزاء .

اكتفيت من مناظرة نفسي و التحدث معها و اتجهت الى الحمام لأفعل روتيني اليومي .

عدت من الحمام بنشاط مؤقت سرعان ما إندثر عندما تذكرت انني قضيت عمرًا كاملًا في المحاولات، أحاول أن أنجو أخبر نفسي كل صباح أن هناك أشياء جميلة تنتظرني، هناك لحظات سعيدة قادمة، ولكن في النهاية أفشل كعادتي، لا يوجد شئ هنا يستحق كل تلك المحاولات، كل لحظة هي حرب لا أستطيع الفوز بها، كل لحظة هي معاناة جديدة علي أن أمر بها، ولقد سئمت كل تلك الحروب، أريد أن أستريح اريد أن أنال قسطا من الراحة لست مجبرة أن أكسر بخاطري أكثر و احضر الحفل في سبيل رضا كبريائي .

لقد بدأت العزله تحيط جدراني و انعدام الرغبة كان الشعور الذي يفتك بي حتى أصبحت مخيلتي تجبرني على الأبتعاد عن كل شيء يؤرقني و يكربني .

كل شيء بات مرا و ثقيلا علي ، كل ألفاظ الوداع مُرة، ‏والنوم في غير وقته مُر ، و الإستيقاظ في صباح يوم لا ترغب في حلوله أبدا مر ، ‏الموت مُر، ‏والإنتظار مُر، وكل شيء يسرق الإنسان من الإنسان مُر .

كل شيء كان باهتا واسودا في عيني لم يعد هناك ما يبهرني گأنني انتهيت لذلك اخترت اللون الأسود كي أرتديه فاليوم هو يوم جنازة قلبي .

صففت شعري و وضعت مساحيق التجميل على وجهي و ارتديت فستانا أسودا طويل عديم الأكمام به فتحة عند الصدر و قفازات سوداء تصل الى المرفق بالإظافة الى طوق رقبة كذلك أسود .

لم تكن لي شهية لتناول الغداء فقط اكتفيت بالفطور و في المساء اتجهت نحو الفندق الذي سيقام فيه حفل الزفاف ، رفضت الذهاب مع تاي و فضلت فعل ذلك بمفردي .

كانت على عتبة بوابة القاعة والدة اونمي التي قابلتها في محل الفساتين ترمقني بنظرة انتصار و شفقة ، تجاهلتها ثم تقدمت نحو الطاولة التي بها تايهيونغ و هانا و جيمين .

كانت أرضية القاعة زرقاء سماوية متلألاة تعكس لونها على الأرجاء و من السقف تنسدل مجموعة من زينات الورود البيضاء بالإضافة الى الثريات الضخمة لم أشأ التمعن أكثر في الأجواء و فورا أكملت سيري .

جلست دون القاء سلام انتظر بالثواني انتهاء هذه المهزلة و أعود الى المنزل ، كانوا ينظرون نحوي بإستغراب لملامحي المتكشرة .

"ما بك لارا لا تعبسي و تثيري شكوك الناس حولك ، تنتظرنا قنبلة موقوتة علينا جمع حماسنا كي نفضه في تلك اللحظة"

همست هانا بخفوت بالقرب مني تذكرني بذلك الأمر فغزت الشكوك مخيلتي العقيمة .

"هانا إنني متوترة للغاية ماذا إن لم تجدي نفعا خطتنا ؟"

قامت بقرصي على فخذي لتنبهني فتكشرت ملامحي إثر الألم الذي داهمني .

"تفائلي خيرا رجاء لا تحبطيني معك"

هززت رأسي أومئ لها بينما أربت على فخذي ثم التفتت الى تايهيونغ حالما شعرت بكفه تمسك خاصتي .

"لا تقلقي تحلي بالشجاعة مثلما عهدتك سابقا"

زممت شفتي بيأس و إمتعاظ فنظرات الشفقة التي يناظرني بها الجميع لم أستطع تحملها أبدا .

"ما بكم ؟ لما الجميع يواسيني أنا بخير "

تلقيت السكوت منهم و تلك النظرات لم تنفك عن تركي لذلك إستقمت أستأذنهم .

"عن إذنكم سأذهب للحمام"

غادرت الطاولة تحت انظارهم المستغربة ، كنت بصدد البحث بمفردي عن غرفة العريس لكن تراجعت عندما لمحت مينا و توجهت إليها .

"مرحبا مينا"

نقلت انظارها من هاتفها الي متفاجأة و فورا عانقتني بقوة .

"ديلارا كيف حالك ؟ اشتقت لك حقا"

ملامح التردد كان بادية بوضوح على وجهها بالإضافة الى الرغبة بمفاتحتي الموضوع لكن الخجل منعها من ذلك ، ترجمته عبر نقل أنظارها بين و بين الأرض .

"بخير ، أيمكنك ارشادي الى غرفة شقيقك ؟"

أوسعت عيونها بدهشة ثم نمت إبتسامة سعيدة على ثغرها و الحماس إقتحمها .

"طبعا ، في الطابق الرابع الغرفة الرابعة و الخمسين"

اومأت برأسي ثم اشحت وجهي عنها و صعدت السلم المؤدي الى المصعد لكنها استوقفتني قائلة .

"آمل أن تسير الأمور على ما يرام و تنتهي هذه المهزلة حالا ، أثق بك ديلارا"

شردت قليلا أفكر في السبب الذي جعلني أتجه نحوه ثم منحتها ابتسامة دافئة و استكملت طريقي .

مع كل درجة أصعدها كانت الذكريات تظل تجرني أسفلا كلما حاولت الارتفاع ، ثقل كبير على كاهلي قمت بجره معي الى المصعد .

تارة تمكثُ فوق صدرك الفراشات، وتارةً تشعر بثقل الأفيال وإنها أيام و ستمضي رغم ذكرياتها المؤرقة .

و قفت أمام تلك الغرفة و بصعوبة بالغة و بعد تردد و معركة طاحنة مع عقلي ضد قلبي نقرت على الجرس فسمعت صوته يحثني على الدخول .

دلفت الغرفة بخطوات وئيدة اناظر أرجاءها و هيئته الذي يقابلني بظهره يرتدي بذلة زرقاء داكنة و حالما سمع صوت طرق كعبي التفتت موسعا بين جفونه من هول الصدمة سرعان ما تلاشت تلك الملامح و حل محلها البرود .

"أي رياح رمت بك الى هنا؟"

انتصبت أقابله بثبات و رأس شامخ كي لا يعطي مظهري هيئة شخص منكسر .

"رياح العتاب من أجبرتني على الوقوف أمامك"

ابتسم بجانبية ثم إستكمل غلق أزرار أكمامه .

"لم يعد هنالك عتاب بيننا كل شيء يصبح أكثر تعقيدا يوما بعد يوم"

لمحت ربطة عنقه الموضوعة على السرير فالتقطتها بين أناملي و لففتها حول كفي بينما أتقدم منه بخطواتي .

"سؤال أخير حاربت كبريائي و ها أنذا أمامك بسببه ، ما رأيك بأن تجيبني بصدق بما أننا وصلنا إلى نهاية المطاف حقا؟"

رفع حاجبه بدهشة ثم بسط ذراعيه في الهواء .

"أبشري ، ما عليك سوى طرحه"

أحطت الربطة حول عنقه و بدأت بطيها و أخيرا أحكمت شدها حد الإختناق تزامنا مع طرحي تساولي عليه .

"لما إنفصلت عني فجأة ، لما حدثت كل تلك الأحداث دون سابق إنذار ؟"

شخر بسخرية و إستخفاف مناظرا إياي عن قرب ثم همس بصوت خافت مع ملامح وجهه المتجهمة .

"ربما لأنني إكتشفت حقيقتك "

قطبت حواجبي بحيرة و عدم فهم لم أستطع إستنباط مغزى حديثه و عندما تلقى سكوتي تكفل بذلك .

"أقصد حقيقة تقربك مني ، أنت بلسانك من اعترفت بأنك أردت تدميري و جعلي أقع في عشقك كي تهجرينني لاحقا ناهيك عن كرهك لي ، لم أسمح لك بنيل مبتغاك لذلك سبقتك في فعلها"

أفلتت الربطة من بين اناملي ثم تراجعت إلى الخلف ، قواي خارت وعجزت عن الصمود كنت سأهوى بجسدي لولا نسبة الثبات الضئيلة المتواجدة فيَّ .

"ماذا ؟ مالذي تهذي به من أين لك بهذه الأقوال؟"

تهربت من مغزاه و لربما ما فهمته ينافي مقصده لكنه أكد لي شكوكي و مخاوفي أكثر .

"سمعتك ديلارا ، سمعتك بأذني التي تمنيت تلك اللحظة بأن تصاب بالصم ولا أسمع ذلك الإعتراف اللاذع"

بدت كل الخيوط ترتبط مع بعضها تدريجيا الى أن استنبطت ان في ليلة عرضه الزواج علي إستمع الى حديثي مع هانا و أن حفيف صوت الأقدام الذي شعرت به يعود له .

لا أعلم لما شعرت بأنني مذنبة في عدم اكتشافي الأمر ، ماذا سأبرر له الآن ، هل أخبره الحقيقة أم أتستر عليها و لن أكترث لرأيه حولي بعد الآن كل تلك الدوامة شكلت زوبعة افكار داخل رأسي و أشعرتني بالدوار .

"أيمكنني تبرير موقفي؟"

ارتجفت أواصلي و ناجيته بتقديم فرصة لأوضح الأمر من وجهة نظري ، بروده أصابني بالحيرة لما أصبح مسالما هكذا فجأة ؟

"تفضلي ، كلي آذان صاغية"

تحمحمت أنظف حلقي بعدما كونت جملة مفيدة في مخيلتي و طرحتها عليه .

"أنت تعلم الحادث الذي حصل لوالدي قبل سنتين ، علمت من الشرطة أنها مسكت عليك دليلا حول تورطك في مقتله ، تلك الرسالة التي أخبرته فيها بأنها ستكون آخر أيامه جعلتني أتيقن بأنك الفاعل رغم برائتك حينها إلا انني اعتقدت بأنك ارتشيت الشرطة و استطعت النفاذ بفعل معارفك و أموالك ، تولد الحقد في قلبي نحوك و رغبة الإنتقام كانت الشيء الوحيد الذي أصبح و أمسي عليه "

ملامحه المصدومة خير دليل على أنه لم يسمع الحديث الذي دار بيني و بين هانا لآخره ، يناظرني بحيرة و عدم تصديق مسلطا حواسه جميعا نحوي ينتظرني إستكمال حديثي .

"رغم محاولة تايهيونغ بإقناعي ببراءتك إلا أنني لم أصغي اليه ، انتظرت لحظة تخرجي بفارغ الصبر كي أطلب منه منحي أسهمه في شركتك و بصعوبة نجحت"

بدى و كأنه يتلقى صاعقة تلوى الأخرى من خلال دهشته و حيرته لذلك قررت ترطيب الجو قليلا و التخفيف من حدته .

"لكنني منذ ان وصلت الى حضن ذراعيك أدركت بأن رحلتي قد انتهت هناك ، رحلة انتقامي التي بدأت منذ أن عرفتك و انتهت عندما أحببتك ، لقد كان العشق تعبيرا ركيكا أمام هول المشاعر التي كنت أكنها لك تيقنت بأنك بريء لكن الخوف من خسارتك كانت حائلا أمام إعترافي بذلك ، تسترت عن الأمر خاصة عندما آلت علاقتنا الى منحى الزواج ، رفضت تحطيم سعادتنا و فضلت كتم ذلك السر بداخلي"

تسللت دمعة متمردة عندما إسترجعت الذكريات الجميلة و إسترجعت شعور خوفي من خسارته في السابق .

"أعلم أنني تماديت بأفعالي مؤخرا فلتعذرني و لتغفر لي ، أعلم أنه تصرف طفولي خلطت حياتي الخاصة مع الأمور العملية ، لقد كان فقط وسيلة لإخماد نيران قلبي المضرمة ، كان كرد فعل على فعلك الشنيع في حقي "

أمسكت كتفه بعد تردد طويل أرجعه الى الواقع بعدما كان شاردا في عيوني ملجم اللسان و التحرك .

"لقد كنت مثلك ظننت أن التلاهي بحياة الطرف الآخر يسلهيني عن حروبي الداخلية، لكنني كنت مخطئة ، لا يسده شيء ذلك الثقب الذي يتسرب منه الإحباط الذاتي"

نظراته الغاضبة التي لمحتها أول مرة دخلت فيها الغرفة لانت و تحولت الى أخرى يكسوها الإحباط ، تقدم مني بخطوات متثاقلة ثم حاصرني عند المنضدة واضعا ذراعيه على الحواف في الجهتين ثم هسهس بخشونة يناظرني من تحت أهدابه .

"أكنت تعتقدين حقا بأنني قاتل والدك ؟ انه لشيء ثقيل على القلب حقا ، لقد تم تبرأتي من تلك التهم في نفس اليوم الذي حققت فيه الشرطة معي و مع ذلك ظللت تكنين الحقد لي ؟ لما لم تصارحيني كنت سأتخذ منك موقفا لكن لم تكن الأمور ستندرج الى هذا المنحى"

أنزلت بصري الى الأسفل و همست بنبرة خافتة خائفة من ذلك القرب الذي يجعل أنفه يلامس خاصتي .

"أخبرتك انني خشيت ردة فعلك"

انتفضت عندما أحسست بقبضته تضرب المنضدة بخشونة ينفس من خلالها عن غضبه .

"لما لم تخبريني قبل اليوم ؟ لما أخبرتني في آخر لحظة يصعب التراجع فيها؟"

نقلت بصري من قبضته الى وجهه ثم دفعته قليلا كي يتسنى لي التحدث بثبات و تأنيبه .

"لست الملامة الوحيدة جونغكوك ، لطالما كنت تتغنى بأنك عندما تقع في سوء فهم تحل الأمر بالحوار و التفاهم ، لما في تلك المعضلة بحد ذاتها قررت التراجع عن مبدؤك و سلك طريقا معادية ؟ كلانا اقترف ذنوبا في حق الآخر مثلما كانت فعلتك ثقيلة على قلبي افتعلت بك نفس الشيء كي اذيقك القليل مما أشعر به"

كان يراقب تحركات يدي التي اشير بها الى نفسي بينما أتحدث معه .

"أعرف بأنني لست في نظرك سوى رجل معسور جبار و متمرد لا يعرف الرحمة ولا الرأفة بالأحاسيس و المشاعر ، تظنين بأنني أستمتع بإيذائك ولا تدركين كم أخاف عليك وكم أخشى أن يمسك أي سوء بسببي فرغم الأذى الذي ألحقته بك إلا أنني عشت الويل جراء ذلك و كلفني الأمر قساوة قلبي"

خطى خطوة واحدة نحوي فتراجعت الى الخلف تلقائيا ثم أكمل سلسلة عتابه .

"كنت مستعد لمحاربة الأهل و القبيلة و العشيرة كلهم أجمعين في سبيلك ، أما الآن فلو جئتني بالمبررات الموجودة في العالم بأسره  بعد أن خذلتني لن أفعل ذلك مجددا ، كفاية ما عشته بسببك لا طاقة لي للتحمل أكثر ، علاقتنا باتت كمخاض متعسر طويل بطيء و مؤلم حد اللعنة"

عيونه بدأت بالتلألئ بفعل تراكم الدموع التي أبت عن الهطول .

"أعترف أنني ذلك الرجل الذي بات لا يملك شيء من بعدك و الذي كان يملك كل شيء بوجودك معه لكن علاقتنا أصبحت شبه مستحيلة فات الأوان"

وجهت سبابتي نحو صدره أنقره بخشونة و بتأنيب و خيبة أمل .

"هل كانت علاقتنا هشٌّة و رثة جداً ، قابلة للتخلي عنها في أول مشاحنة حتى ينهيها سوء فهم بسيط أو كلمةٌ مندفعة ، عتابٌ عابر ؟ هل كنا نستند على جدار الحب المائل و المهترئ منذ البداية ؟ اجبني هيا"

صرخت نهاية عتابي لشدة نفاذ صبري و طاقة تحملي ، بروده هذا كان كوقود يشعل نيراني أكثر .

"عشقتك منذ البداية ولايزال قلبي بإسمك مختوم لكن الأمر صعب لقد كنت مثخنا بجراح الحياة و صعب علي أن أتجاوز ذلك بسهولة ، لو أنك أخبرتني بكل شيء من قبل ، لما مضيت في العبث معك على هذا النحو"

شخرت بسخرية و ناظرته بإستخفاف و إستحقار ، كيف له نسيان كل شيء و المضي إلى سبيل آخر مادام حبه لي حقيقي و موجود بالفعل .

"انعدام رغبتك هي من تجعلك في التخمين بصعوبة التجاوز ، جئتك فقط كي أستفسر عن الأمر لا أكثر لم أطلب منك أساسا التراجع في قرارك ، ليكن في علمك أنني لست ممن يدعسن على كبريائهن و كرامتهمن في سبيل ما يسمى بالحب حتى لو كنت اقرب من الوريد مستعدة لقطعك و سأنزف بكل رحابة صدر فسلام عليك و كأنك لم تخلق "

تمكنت من الجرأة و التقط فكي بين أنامله رافعا رأسي ليوازي خاصته .

"أتعرفين ما الفرق بين حزني وحزنك ؟ حزنك حكاية من عالم آخر على عكسي تماما و كأنه حزن أميرات مدللات مترفات ، تنهارين أمام أول بوادر الرفض ،  فتثور معدك و تنتابك نوبات الهلع المرضية ، تقعين في غيبوبة حزن من الصعب أن ينتشلك أحد منها ، أما أنا فحزني حكاية طويلة واقعية أكثر ، حكاية لا يعرفها غيري ولن يفهمها يوماً أحد حتى أنت ، أنا رجل لا ينهار حينما يحزن رجل يزداد صلابة يزداد قسوة مع كل وعكة مرض بسبب الحزن ، يزداد خشونة وجفافاً وأنتِ تعرفين بأن مصير كل عود يابس هو الكسر ولن يلين مجددا ، كنت احاول ان اوقف توغلك فيَّ ، أن احدَّ من سبركِ لأغواري و في كل مرة أخفق في ذلك "

لا أعلم لما حديثه هذا ذكرني بخديث والدته عندما أخبرتني بأنه إنهار و أصابه المرض في غيابي ، هذا التناقض ولد صراع بين افكاري من منهم صادق أكثر ، هل والدته كذبت علي كي تحثني على الحديث معه أم هو يتهرب من الحقيقة عبر التحلي بالصمود و الثبات ؟

"خَسِئتَ جيون ، تعلم جيدا بأنني فتاة لا يقدر انسان على سلبي شئيا لا أمنحه طواعية و إن سبق و أن سلب مني فإنني تخليت عنه و فضلت عدم التشبث فهو لا يستحق محاربتي في سبيله"

رفعت رأسي عاليا بشموخ دعست على قلبي و رحبت بكبريائي و أطلقت العنان لما يمليه علي عقلي .

" مثلما لن يعود الشيطان الى الجنة مرة أخرى ، أنت لن تستطيع العودة الى حياتي مجددا حتى ولو صار الندم ينهش قلبك بعدما أقدمت على فعلتك و إن اشتقت لنا يوما تذكر أنك من أخلفت بالوعد و تركتني"

طبطبت على كتفه مرارا بإستفزاز لأهنئه بزفافه قبل رحيلي .

"مبارك عليك مسبقا تستحق التعاسة ، اونمي خيار موفق لك فالطبول على أشكالها تقرع و الخبيثون للخبيثات"

رفعت سبابتي في وجهه محذرة إياه للمرة الأخيرة .

"اياك و محاولة إغاضتي أو التلاعب بخيوط عقلي ، 
أنصحك بتجنبي من الآن فصاعدا ، أستطيع فعل مالا يتخيله عقلك الصغير ذاك"

ولأن القلب مات فضلت السكوت فلا فائدة من هدر حروف الأبجدية في ساحة مات من كان فيها ، لممت شتات نفسي و حزني خلفي و رحلت تاركة إياه يتخبط وسط معركة بين قلبه و عقله .

و يا لسوء حظي العكر صادفت عند المخرج والدة اونمي و لأن القدر قرر أن يقف ضدي رأتي في لحظة انكساري و الدموع تنهمر على وجنتي ، تجاهلتها و تخطيتها لكنها استوقفتني ماسكة ذراعي .

"آنسة كيم لا يزال الوقت مبكرا لم تعقد مراسم الزفاف حتى لما غادرت الحفل ؟"

قلبت عيوني بتملل و ضجر ليس وقتها بتاتا .

"ما شأنك بي؟"

مثلت الصدمة من جوابي عليها و لعبتور البريئ الذي لا يفقه شيء تمام مثل إبنتها نسخة طبق الأصل .

"لم تتناولي الحلويات حتى ، يقولون انه فال خير يجلب العريس المناسب"

غمزت نهاية حديثها فإقتربت منها و همست بخفوت .

"لتكن سما زعافا عليك و على ابنتك "

حالما اردفت ما خطر ببالي رحلت من الفندق هاربة الى أي مهرب و لم يكن لي سبيل غير ملجأي عند حزني .

لمحت سيارة يونغي مصفوفة في موقف الفندق ، توقفت قليلا منتظرة إياه الدخول الى القاعة كي لا يلتصق بي و يحدثني حول تجاهلي رسائله اللامتناهية ، ثم إنطلقت نحو وجهتي .

ركنت السيارة ثانية أمام تلك المقبرة التي لم يمض أكثر من أسبوع على زيارتي لها و اتجهت نحو قبر والدي ، لكن المرة الماضية كنت منهارة ابكي و اخرجت من احزاني القليل أما الآن فإنهياري الداخلي أخرجته عبر ابتسامة فاترة فقط .

جلست فوق ذلك القبر و الذكريات تجرني الى القاع ، الزمن يعيد نفسه و أتيت هنا بنفس الخيبة من نفس الشخص .

مالذي يفعله الآن يا ترى هل وافق على الزواج أم ماذا ؟ فعلا الصفعة التي لا تتعلم منها تستحقها لقد كانت مستحقة أيضا هذه المرة .

لم أنس هدير صوته آنذاك ، لم أنس الشرر المتوقد و المنبعث من عينيه ، لم أنس الغضب و الخذلان و الكراهية التي رأيتها في ملامحه كل ذلك كان يتردد في مخيلتي .

أعلم أن في قلب المأساة ثمة خطوط من البهجة ، أعلم أن كل هذه الأحداث ستنطوي تحت ما يسمى بالذكريات المؤلمة ، مات الكثير بداخلي لكنني لازلت بخير على كل حال و لازلت أقاوم .

لكنّه كان يعرف من نبرة صوتي أي شعور يخيّم علي، ولمثل هذه المعرفة أخترته سابقا في كل مرة ، كان بإمكانه التقصي عن السبب الذي جعلني أتحدث ما سمعه ، كان بإمكانه نسيان تلك الصعوبات ، أعلم انه يستحيل رجوع علاقتنا كالسابق لكن على الأقل يلغي الزفاف و يحاول معنا ثانية .

بقيت على ذلك الحال الى أن أحسست بصوت أوراق الأشجار المتساقطة على الأرض تم دعسها بواسطة أقدام و ظل شخص ضخم يقف ورائي .

خفت كثيرا من الإلتفات الى الخلف لكنني تشجعت بصعوبة و استدرت ورائي .

حالما أبصرت جسده اوسعت عيوني بدهشة و صرخت بإنفعال .

"مالذي تفعله هنا ، أجئت تغيضني بزواجك أم ماذا"

انحنى بجذعه و جلس على المساحة المتبقية من القبر ثم ضمني بذراعه .

"لم أفعل ، لم أستطع فعله ، لم أستطع فعل ذلك بحبنا"

لا أنكر أنني فرحت كثيرا بعدم زواجه لكنني لم أجعل تلك الفرحة تبدو علي بل إستبدلتها بعدم إكتراث و إنتفضت منه مبعدة إياه عني .

"أيفترض بي أن أفرح أم ماذا ؟ كيف وجدتني أساسا؟"

باغتني بفعلته عندما قام بقرص أرنبة أنفي فأضحيت متفاجئة غير قادرة عن إتخاذ موقف .

" ألا تعلمين بأنك بستان أزهار الكرز تلاحقني رائحته أينما ذهبت و يعيدني إليه مكبلا مثل أسير حرب ؟"

ابتسمت بفتور عندما ربطت الأحداث ببعضها تلك الرائحة المألوفة التي علقت بي تعود له هذا يعني بأنه من أنقذني عندما أغمي علي في مثل هذا المكان ، ولكن السؤال الذي راودني طالما يخاف علي الأذى و بحث عني إلى أن وجدني هنا لم قام بكسر قلبي و روحي في نفس اليوم ألا يعلم بأنه الوحيد الذي تمكن من إيذائي ؟

"ا أخبرك إعتراف صغير ؟"

منحته الإذن بالحديث عندما هززت رأسي بالموافقة .

"لقد كنت احارب اشتياقك لكن في كل مرة اخفق ، أفشل فشلا ذريعا بصعوبة بالغة تمكنت من الثبات عن موقفي ، لقد كانت مقاومتي لك ماهي إلا محاولة يائسة للنجاة منك "

إلتقط كفي بين أنامله فخيم علي شعور عجيب عندما تلاحمنا بعد مدة من الفراق .

"كنت احاول أن اوقف تورطي في الوقوع لك أكثر  لكنني كالعادة دائما ما أفشل في محاولاتي ، أنت اقرب من حبل الوريد الى قلبي ديلارا"

أشحت يدي عنه بهدوء و ببطئ كي لا يكون رد فعل عنيف .

"جونغكوك ، تعلم جيدا أن علاقتنا لا يمكن ان تستعيد عافيتها بين ليلة و ضحاها فالثقة عندما تكسر لا يمكن جبرها ثانية حتى ولو صار الندم ينهش قلوبنا و أردنا إصلاح الوضع ففي نهاية الأمر دائما ما يبقى هنالك ثغرات من الصعب إلتآمها"

همهم بتفهم ثم لاطف وجنتي و باليد الأخرى أزاح خصلات غرتي التي حجبت الرؤية عني بوضوح .

"قلبي و روحي لا يزالان منكسران و من الصعب التعامل و كأنه لم يحدث شيئا ربما نحن بحاجة الى أيام ، أسابيع أو حتى أشهر كي نستطيع النسيان ، إنني على يقين تام بأننا سنرجع بالوصال أحبة فقلوبنا رغم التباعد أقرب من أجسادنا "

التقط كفي ثانية ثم قبلها على باطنها ما تسبب بتحرير سرب الفراشات الذي كان حبيسا .

"و إن إشتقتِ لنا يوما فحضني موجود لإحتوائك ، تعالي لي دون سرد لائحة من العتابات ، لا تبحثي عن أخطائي حتى لا تتسع فجوة الغياب بيننا أكثر و أعدك أنني لن أفعل كذلك ، فقط أخبريني بإشتياقك لي و سأخبرك بأنني أعشقك ديلارا"‎‎


....

The end of the twenty first part ✨

....

كيفكم يا حلوين ؟

رأيكم بالبارت ؟

و أخيرا الفجوة إلتأمت ، هرمناااااا 😭😭

القفلة ؟

وقت الصور

ملابس ديلارا


مكان الحفل


البعض من صور البطلة


الى الملتقى في الفصل القادم بإذن الله ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

50.6K 3.1K 22
- ان كُنتُ سَأؤذيكِ ، اذا لِمَ حَرِصْتُ علي دِفئكِ ؟. - أ هذا ما يُقال لمن انفذكِ ؟. -و لما انتقذتني ؟؟ لما لم تتركني اغرق و ارحل من هنا !! - بلا ان...
1M 101K 32
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
3K 185 3
[روايــــة جــــيــــون جــــونــــكــــوك] فـتاة تعمل حارسه شخصيه عند بنت الجنرال فكيف ستبدا قصتها مع المشير جيون جونغكوك والذي يكون صديق الجنرال ا...
1.9M 36.9K 70
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...