ممرضة البراتفا (#4 سلسلة إخوة...

By _Victory_4love

141K 7.6K 2.8K

صوفيا فتاة تحلم بأن تعمل في وظيفة أحلامها (التمريض) بعيدا عن عالم عائلتها المظلم ، ذات شخصية عفوية ، متحرشة... More

ممرضة البراتفا (#1 سلسلة أميرات بلا تاج )
1•| Mosco_ 🦋
2|• Milano_🦋
3|•PSKOV_🦋
4•|Naples_🦋
6•|Gênes_🦋
7•|kazam-🦋
8•|BARI_🦋
9•| smolensk_🦋
10•|Venise_🦋
11•| Omesk_🦋
12•| ROME.P1_🦋
13•|ROME.P2_🦋
Epologue_♕
What's next?!
•♡ بارت إضافي •♡

5•|Brask_🦋

7.7K 507 180
By _Victory_4love

You can run from your fears , but not from your destiny.

يمكنك الهروب من مخاوفك لكن
   لا يمكنك الهرب من قدرك . √


  ______إيفان_______________

  
رأسي ....

صداع قاتل !

فتحت عيناي ببطئ شديد  ، رمشت عدة مرات محدقا بالسقف ذو طلاء وردي بسبب الضوء الذي إخترق بصري مسببا غبشة و ألم من نوع آخر  ، .....وردي !....لا أذكر أن سقف غرفتي كان وردي اللون .

، هل يعقل أن ديميتري غير طلاء غرفتي دون علمي ؟! مستحيل هو يعلم جيدا أن غرفتي محرم دخولها  على الجميع ، ليس هناك أي شيء وردي في حياتي و حتما لن يكون سقف منزلي ...ذلك مستحيل.

إستقمت هلعا من بعد عرض شريط آخر ما أتذكره على خلايا ذاكرتي ، لحظة ...أين أنا ؟!...و مهلا! لما أنا عاري  الصدر ؟!!!!

  رفعت غطاء السرير الذي كان يستر جزئي السفلي ليعبر على جسدي رعشة أشبه برعشة الفزع و الضياع معا في نفس الوقت ، جحظت مقلتاي من هول ما رأيت تحته...

  لماذا أنا عاري تماما مثل اليوم الذي ولدت فيه بحق السماء و الجحيم معا ؟!....

شددت على اللحاف لأحكم ستر جزئي السفلي ، وزعت نظري حول الغرفة المجهولة التي أنا بها الأن ، لقد كانت تمتاز بطابع أنثوي بإمتياز ، هذه الغرفة حتما تعود لإمرأة ما ، يمكنني جزم ذلك من مساحيق التجميل الكثيرة و قارورات العطر الزجاجية على طاولة التجميل المقابلة لي ...

   أين أنا ؟!.. و كيف أتيت الى هنا ؟!...

بحث حولي عن شيء من ملابسي و شكرا للرب أني وجدت سروالي موضوع بشكل مرتب على الكرسي الصغير أمام طاولة التجميل ، إرتفعت عن السرير لأتجه بخطوات واسعة  نحو سروالي الرسمي ، أسرعت في إرتدائه قبل أن تدخل صاحبة هذه الغرفة و تراني بهذا الشكل ....

جحظت سوداوتاي للمرة الثانية من الصدمة بعد وقوع نظري على إنعكاسي في المرآة ، تبا !! ما اللعنة التي أراها الأن ؟!... صدري و رقبتي مشوهين ببقع ذات ألوان متمايزة الألوان  ، أحدها زهرية و الأخرى بنفسجية داكنة دون نسيان ذكر طبعة عضة أسنان بشرية تتوسط جانب عنقي الأيسر ...

ما اللعنة التي حصلت لي ؟!...

ما الذي حدث لي ؟!...

لما جسدي بات مشوه بهذه الطريقة المخيفة ، مررت رؤوس أناملي على آثار الأسنان التي و بكل وضوح لم تكن رحيمة مطلقة ، مجرد التحديق بها يجعل الناظر يتألم و ربما يذرف الدموع تعاطفا مع بشرتي البيضاء التي تم تشويهها بهذه الطريقة أو لنق إغتصابها ...

  خللت أنامل يدي الأخرى في خصلات شعري السوداء التي كنت عازما على قص أطرافها صباح هذا اليوم في منزلي و حمام غرفتي لكن يبدوا أن للقدر رأي آخر .

الأن و بكل جدية أين أنا بحق كل ما هو ملعون في هذا الكوكب ...؟!

 

  سألت في داخلي متزامنا مع لف قفل الباب و دوي صدى فتحه خلفي ، إلتفت نحوه لأشبع فضولي نحو من هذا الشخص الذي يبقيني تحت سقف بيته و في سريره عاريا تماما .

  " اووه ! إستيقظت عزيزي ؟!"

هذا صوت أنثوي مألوف و جدا بالنسبة لي ، شتمت في داخلي محاولا نفي جميع السيناريوهات التي تتضارب في نفسي حول هوية الأنثى التي دخلت الغرفة....

رجاءا و لكل من في السماء أو أي طاقة ربانية موجودة حقا حولي النجدة ! SOS ! أرسلوا المساعدة !.

    " حسنا ! هذا منظر جميل لأبدأ به يومي !" ضحكت في آخر كلامها بينما تتمعن في النظر لعضلات صدري كوحش مفترس و أنا الفريسة ، نبرة صوتها المستمتعة و العابثة جعلتني ألتفت لها بشكل كامل لأبقى محدقا بملامحها الجائعة نحوي بفراغ تام .

  هي تقف على بعد خطوتين من الباب في داخل الغرفة ، تمسك بيديها خلف ظهرها و هي تنظر لي بعيونها الزمردية الخضراء الجميلة ، شعرها البرتقالي يتنافس مع طول مرفقيها ، و اووه يا إلاهي ! الرحمة ! كانت ترتدي قميصا رجوليا. بلكاد يخطي نصف فخضها ، جميلة و فاتنة !...

لحظة ...ذلك قميصي !.

   الأن هي تهز جذعها يمينا و يسارا بينما خضراوتيها معلقة بي بعد أن علمت أني لاحظت قميصي عليها  .

  " آنا !.... ماللعنة التي حدثت البارحة ؟! و لماذا ترتدين قميصي؟!" سألت و الغضب يتسلل لنبرة صوتي شيئا فشيئا .

أتمنى أن لا يكون ما ليس في بالي ... أتمنى أن لا يكون الأمر كما تشير اليه هذه البقع و العض الوحشي على رقبتي .

  " حسنا!....." إسترسلت بنبرة لعوب تختبئ وراء لطافة و براءة مزيفة ، أشاحت بنظرها عني الى الجانب للحظة ثم رفعته لمستواي مجددا لتبدوا كفتاة مشاكسة إقترفت ذنبا و ليست نادمة عليه لكن في نفس الوقت هي تطمع في الحصول على الغفران دون عقاب  .

   " لقد حدثت الكثير من الأشياء المثيرة و صعب جدا إعادة سردها لكن إن أردت يمكنني إعادة تمثيل ما حدث ليس لدي مشكلة في ذلك!" أضافت ، مدت شفتها السفلية في آخر حديثها لتزيد الطين بلة علي .

    لم أستطع التفوه بشيء من صدمتي بعد إدراك ما حدث ...أو لنقل حزر ما حدث ، هذه الفتاة ذات العقل الفاسق قامت بالإعتداء على حرمة جسدي !!!!..... تبا !!.

لكن كيف و متى ؟!...

نحن في لحظة كنا نقف بجانب السيارة و بعدها هي تفوهت بشيء ما لا أستطيع تذكره ثم إقتربت مني ثم بعدها غرز شيء ما على رقبتي بضبط منطقة أسفل أذني ، و كل شيء بعدها أصبح ظلاما دامسا .

" و بشأن قميصك ! ..أنا فكرت بما أننا سنتزوج قريبا فمن الجيد أن نبدأ في التدرب على مشاركة أشياءنا ...تعرف لزيادة طاقة الحب و التفاهم بيننا و تقوية رابطة الزواج! "

تفوهت بهذا الهراء في منتصف وجهي و دون خجل ، إبتسامتها التي ظهرت في آخر كلامها .

ه..هذ..هذه الفتاة معتوهة تماما ! لا و بشكل جاد هي تجاوزت كل مراحل الإختلال العقلي تماما .

ما اللعنة ؟! لا حقا ما اللعنة ؟!...

  " ما بك عزيزي خجل الى هذه الدرجة ؟!...اووه هيا لا تخجل ! نحن سنقوم بهذا كثيرا مستقبلا ! ..."

  هذه المرة قالت مقتربة مني أكثر ، هي تقف على بعد إنشيين مني الأن  .

هي أساءت تفسير إحمرار وجهي ، أنا غاضب الآن و أكاد أنفجر .

    " آنا !! ... قولي لي الأن أنك لم تفعلي هذا كي يكون عقابك أخف ! " أشرت لصدري و رقبتي ممررا أناملي بشكل دائري على الفراغ أمام صدي و الذي لم تستطع شغله بسبب فارق الطول بيننا .

  " اووه هل تقصد قبلات الحب و عضة التملك ؟!...." همهمت للحظة و هي لا تزال رافعة وجهها لتقابل خاصتي الذي أنزلته لدرجة أن ذقني يلمس مقدمة صدري بالفعل بسبب فارق الطول اللعين .

" حسنا ! أنا فعلته حقا و لعلمك هذا إجتهاد شخصي أقسم ! "

  إجتهاد....إجتهاد شخصي ... هي فخورة بما فعلته بي إذا  ، إبتسامة الفخر و العزة تكاد تشق وجهها .

   قضمت لساني من شدة الغيض و اللامبالاة التي تمتاز بها هذه المرأة الواقفة أمامي، إمرأة بطول حبتي أرز تفعل هذا بي ؟!....

  تشوهني بهذه الطريقة الهمجية و هي وحدها من تعلم إن فعلت شيئا آخر لي بينما أنا غائب عن الوعي .

هذه القزمة البرتقالية إستدرجتني ، ثم قامت بتخديري ، بعدها خطفتني الى وكر جرائمها  الوردي هذا لتفعل بي ما تشاء بعيدا عن الأعين المتربصة .

ليس سيئا بالنسبة  لمقر جرائم الفساد خاصتها هذا أعني بالنسبة الى إمرأة ، غرفة نوم .....

  
  وضعت كفاي علا وجهي محاولا كتم الغضب الذي بداخلي و شعور الإستياء من حالة الإذلال الذي أنا به الأن ، أنا لا أريد إيذاءها ، حقا لا أريد أن أفعل ذلك و هذا سبب صبري على جنونها طوال الفترة الماضية لكن ما فعلته هذه المرة هو نهاية لصبري  ...

      النهاية التي أفاضت كأس  تحملي لكل هراء هذه الإيطالية غريبة الأطوار التي لا تكف عن ليس فقط إزعاجي بل و إقتراف أخطاء فادحة في حقي  ، و الأن وجب محاسبتها عليها .

   " من أنت ؟! و ما الذي تفعلينه هنا بالذات ؟!" سألت بشكل مباشر دون لف أو زخرفة  مستغنيا عن رغبتي السابقة في البحث عن خلفيتها في الخفاء أولا و الإطلاع عليها قبل أن أواجهها  ...

   " أنا.. آنا~ !...و أعيش هنا ، هذا منزلي تحديدا غرفتي !"

نبرة صوتها إرتفعت في منتصف حديثها و نفسها إحتبس أثناء تلفضها بإسمها ....النتيجة هي تكذب !.

هي كاذبة ، و إن كان هناك شيء لا أحبذه في هذه الحياة ، فإنه الكذب و الأسوء من ذلك هو الكذب في منتصف وجهي .

قبل أن تفكر بكذبة لعينة أخرى لتبزقها نحوي جعلت أناملي تلتف حول عنقها و حلقها الذي لا يخرج منه الا الألفاظ النابية و التلميحات اللا أخلاقية ، ضيقت على قبضتي قليلا لأجعلها تدرك أن وقت المزاح إنتهى و حان وقت الإعتراف بأسراره حاولت جعلي أفلتها لأنها تختنق بالفعل بأناملها الصغيرة التي تترجاني لأسحقهم واحدا تلو الآخر  .

" من أنت ؟! ما هي هويتك الحقيقية؟! ، تحدثي بما أني لم أقرأ ملفك آنا ! إعترفي قبل أن تخسري فرصتك في النجاة من عقابي !... من تكونين ؟!و لماذا أنت هنا ؟!"

   من تكون هذه الفتاة ؟!.... حقا من تكون ؟! .

كل ما أعرفه هو أنه تم إدخال إسمها في نظام الحماية لدى المنظمة من العدم ، تم إرسالها تحت رقابة من أحد أهم عناصرنا من إيطاليا الى حدودنا ، ثم بعدها و أول ما فعلته على أرضنا هو الإلتصاق بي ...هناك شيء خاطئ و سأعلمه الأن  .

   أشتم رائحة شيء خبيث يطبخ و حان وقت كشف غطاء القدر لمعرفة الطبخة التي أشتم رائحتها العفنة .

  يد على رقبتها تضغط على أحبالها الصوتية و اليد الثانية تجذب خصلات شعرها الأصهب ، اللعنة على كل شيء الأن ، اللعنة عليها و على نوباتي و حتى جثة المرأة المشنوقة في غرفة النوم الباردة المظلمة .....

  " أ...أ..أنت تخ..نقني ..." حروف و كلمات بلكاد مفهومة ، تخرج من بين شفتيها ، هي تصارع لتفلت نفسها مني ، عيونها الخضراء أصبحت الأن تحتقن باللون الأحمر مع دموع تسقط من جفونها دون إرادتها ، هي تحاول إنقاذ نفسها مني ، من بين قبضتاي ، لكنها لن تستطيع ذلك ، الأن هي عالقة معي حتى تنطق بما أريد معرفته منها......

خطتها الغبية و مهما كانت لن تنتهي كما خططت له مطلقا .

  " من أنت ؟!...من تكونين ؟!" سألت مهسسهسا بنفاذ صبر أمام شفتيها ...من تكون بحق الجحيم .

" ص..صوفيا ! " .

صوفيا ؟! ...

" صوفيا ..أنا إسمي صوفيا ، رجاءا أنت تخنقني !" أفلتها لتسقط أرضا ، باشرت في محاولة إلتقاط أنفاسها بوتيرة مظطربة ، صدرها يرتفع و بنخفض بشكل جنوني لينبئ بشدة ضغطي على رقبتها الجميلة تلك سابقا ، سعلت عدة مرات ممسدة مكان خنقي لها .

  نزلت لمستواها لأنحني برأسي للجانب واقفا على ركبة واحدة أماما ، أحكمت فكها بين أناملي لأرفع نظرها نحوي .

  " صوفيا من ؟!... "

سؤالي كان مطالبة بإسم عائلتها و الحقيقي .

  لدي شك حول هويتها بالفعل ، لكني حاولت دفعه بعيدا عني و تكذيبه ربما ، لأني لم أرغب في أن أصدق  الحقيقة الواضحة أمامي لسبب غريب لم اعرفه ....

أثناء جلسة سحب المعلومات من الإيطاليان و التي لم تنتهي بشكل جيد لهما ، توصلنا لشيء مهم جعلني أتحقق من صحة النظرية التي كنت قد رسمتها سابقا حول موضوع أسيادهم  .

الكامورا _,المافيا الإيطالية- يبحثون عن شخص محدد و مميز في جميع أقطار الأرض و هذا الشخص كان أميرتهم الهاربة  أم هل  علي القول "العروس الهاربة" و التي يصادف أن إسمها الأول هو صوفيا  .

أحد عائلات الكامورا هربت منهم أميرة صغيرة في حفل زفافها لهذا و طوال الأشهر الماضية تجندوا مثل كلاب المطاردة في كل مكان لمحاولة إعادتها و لا أظن أنهم لديهم نية في إعادتها حية ترزق .
و لأن أراضينا محرمة عليهم بشكل قاطع أرسلوا بعضا من رجال حلفائهم لكي لا يثيروا الشكوك لكن مع الأسف نحن لا نقبل أي أحد من طرفهم لدينا حاليا .

المافيا الصقلية مع مافيا مدينة ميلانو و البقية يتحدون فيما بينهم لأجل إعادة بناء مجلس العائلات مثلما كان في زمن سابق و الذي تدمر بسبب الحرب العالمية الثانية و بعض المشاكل الداخلية في بلادهم اللعينة ، هم يتحدون مجددا و هذا ليس بالخبر السار لي و لا لكل روسيا ، هم لم يتحدوا من أجل لا شيء أو لأنهم إشتاقوا لأيام الخوالي ، أيام كانوا يجتمعون حول طاولة واحدة و يستمتعون بحكم الطرق البحرية في مياه المتوسط ....     

" صوفيا موريس !" همست ببحة نتيجة الخنق لكن صوتها كان مسموعا بشكل جيد لي ، مثلما توقعت و يا للأسف .

   
"  إذا أنت هي العروس الهاربة صحيح ؟!" سألت بوجه فارغ من التعابير نحوها ، بين لحظة و أخرى تغيرت حالتها من  العابثة الى أخرى باكية .

جسدها يرتجف بشكل ملحوظ ، هي خائفة .....، و تبا مني أنا!.

هي خائفة مني ! .

   " و ما الذي تفعله أميرة عائلتها على أراضينا الروسية ؟!"
سألت بالرغم من أن الإجابة محفورة في عقلي بشكل واضح .

" إسمع إيفان ! أنا أستطيع الشرح ! ما تفكر به ليس صحيحا !" قالت بينما تحاول نزع يدي التي تعتصر فكها بقوة ، هي تحاو و بشدة أيضا إستمالتي و ربما كسب تعاطفي بملامحها الباكية البريئة هذه ، ذلك الوجه الجميل الباكي هو سلاحها الوحيد أمامي ، لكن مع الأسف أنا لن أتأثر به مطلقا ، أنا أعرف أمثالها من النساء يستغلون جمالهن البريئ في الحصول على ما يردن لكن ليس معي ....

  ما أفكر به الأن هو أن عائلتها أبدعت في رسم خطة قصة العروس الهاربة بشكل مبهر حقا  ثم تم إرسالها عن طريق شخص موثوق لدينا من بلادها اللعينة الى هنا من أجل الإلتصاق بي و سلب أي شيء نافع من أجل الإضرار بنا ، شخص ما أدرجها في نظام مشفى عائلة فاردين بالذات و هذا وحده ليس مزحة ! ...اوووه تبا ! كل شيء مخطط له بشكل مثالي ، تم زرع الخونة داخل النظام و بهذا تسللت هذه البرتقالة بيننا .

  بداية شكوكي نحوها كانت من اليوم الذي وجهت فيه بندقية قنص نحو رفيقتي في موعد العشاء ذاك  و من الجيد أني بدأت النبش من قبل أن تتمادى ....

أنا لا أرى الأن كتعريف لهويتها في عقلي إلا  أنها خائنة ،

هي تقربت مني من أجل إيقاعي  ، هي مجرد كاذبة مخادعة مثل عائلتها تماما ، كذبت بشأن كل شيء ، إسمها و مهنتها التي أدتها بشكل إحترافي لتضيعنا عن محاولة البحث في كفاءتها في العمل في أي لحظة مستقبلا ، لابد أنها خضعت لتدريب جيد جدا لتكون بارعة في وظيفتها بهذا النحو .

لكن أكثر ما يثير هيجاني الأن من شدة الغضب هو أنها و فقط البارحة قالت أنها تكن لي مشاعر الحب و بكل بساطة ، هل تم تدريبها على أن تتلاعب بمن حولها أيضا ، هي ممثلة جيدة جدا ، لقد جعلتني أصدق أنها تحبني بالفعل .

زرعت بداخلي أملا يائسا ، لقد كنت غبيا بتصديق أنه هناك فرصة واحد بالمئة أنه قد يحدث أو يتغير شيء ما بيننا...

المرأة الوحيدة التي غيرت شيئا ما  بداخلي دون أن تعلم إتضح أنها شخصية مزيفة صنعت لإيقاعي فقط ، لقد تم إرسالها خصيصا لتحطيم جدراني الجليدية التي بنيتها من زمن طويل حول قلبي لتطعنه ببرودة قلب و ترحل كما لو أنها لم تفعل شيئا .

لجزء من الثانية مر على نفسي شعور أن ما يحدث بيننا هو شعلة قد تؤدي الى الى لهيب مشتعل سيذيب حصوني ، لكن إتضح أنها عاصفة نارية تحاول إحراقي عن قصد .

" حقا ؟! هل تفكيري خاطئ؟!.. اذا صححيه هيا...!"

تبا !... ما فعلته خطأ كبير ...لقد أعطيتها فرصة لتنسج كذبة أخرى لتخدعني بها و بهذا تعطيني سببا لقتلها .
..

لكن هناك شيء غريب في موضوع هذه الأميرة الهاربة ... شيء مفقود بالرغم من أن مكانه معلوم ، و هذا المكان هو ما بين عدم مقاومتها و إعترافها المباشر بمن تكون لي و ببساطة ، هذا ليس من شيمهم ليس من شيم الإيطاليين الذين نعرفهم إطلاقا ، في العادة يأخذون منا أياما للإعتراف بما لديهم أو البوح بأسرارهم ، لكن آنا_ اووه لا عفوا  أنا أقصد صوفيا ! _إسم جميل يناسبها_ لم تأخذ مني سوى نبرة مهددة و نظرة قاتلة مع بعض من الخنق الذي في العادة يكون مداعبة صغيرة لغيرها في سردابي الجميل...

   _ أنا عاجز كسافل لعين  عن لمسها بأي أذى جسدي أو نفسي في هذه اللحظة   ، أنا ليس لدي مشكلة في تعنيف النساء مطلقا ، إن  تعذيبهن لدي مثل الرجال تماما ، أنا شخص متحضر يؤمن بالتساوي بين الجنسين حتى في سردابي الملعون ، لكن صوفيا و الذي يبدوا تلفظ إسمها الحقيقي أغرب شيء قد خرج من ثغري يوما ،...لا أعرف كيف أشرح الأمر لكن إنكشاف حقيقتها و بهذه البساطة أمامي ليس مريحا بالنسبة لي .

  " لقد هربت من زفافي حقا ، لقد كنت سأتزوج من رجل سافل ...."

كما هو متوقع ، ستسرد قصة حزينة يذوب لها القلب لتنال بعض التعاطف مني  لكن مع الأسف هذه المرة لن يحدث ما تريده ، لقد عبثت مع الشخص الخطأ .

  " كنت مجبرة على الهرب حسنا !...لقد كانوا يريدون قتلي بذلك الزواج أقسم ! أنا أردت فقط العمل كممرضة لكن جميعهم وقفوا ضد ذلك و كلُُ فعل بطريقته و جميعها كانت مؤذية جدا  لي...ذلك الإسباني الحقير ...."

   الأن هي تبدوا كما لو أنها تتحدث مع نفسها ، تكورت حول نفسها لتجعل من ذراعيها و ساقيها درعا لفؤادها مني ربما أو لكي تحمي نفسها من الإنفجار من يعلم ؟!...

  " لم أطلب منهم شيئا غير الإذن لي لكي أعمل بعد الزواج ، تجاهلت خيانته ، إحتقاره الدائم لي ، مقارنته بيني و بين كل امرأة تمر بجانبه ...جميعهم كانوا يقولون عني أني ناقصة ، ناقصة في كل شيء ! مهما حاولت الإشارة لأخطائه هم يقفون الى جانبه و يتجاهلونني تماما  ...."

  ااه ....مهلا ....ما اللعنة؟! .

بقيت في ركوعي صامتا منتظرا بترقب كل كلمة تخرج من ثغرها ، مالذي حدث لهذه البرتقالة الأن بين لحظة و ضحاها ، في البداية كانت تبكي طالبة فرصة للتفسير ، لكن بعد حصولها عليها هي أصبحت تتصرف كما لو أنها عصفور صغير تم كسر جناحه عن عمد من طرف صاحبه و في محاولته الطيران مجددا سقط في حضن قط جائع لن يتردد في إفتراسه مطلقا ، و هذا القط يكون أنا ...

  " لقد قلت لهم ... طلب و رجوتهم، قلت أني سأفعل كل ما يريدون و مهما كانت شروطهم أنا موافقة ! كله من أجل أن لا يحرموني من التمريض ، إنه حياتي ، حياتي كلها تعتمد على علاج الجروح و ترميم الكسور ، أنا أردت هذا منذ نعومة أظافري ، أردت أن أكون ممرضة جيدة ...لكنهم قالوا أن قدري هو الزواج بذلك العاهر لا غير!... أقسم  أنا كنت سأوافق على كل أوامرهم ، حتى أني كنت سأوافق على القيام بعملية تجميل لكل عيوبي الظاهرية...لكن و رغم عملي الجاهد في إثبات نفسي هم لم يهتموا ..."

إعتصرت القبضة التي ترتخي على طول جذعي ، هل أنا غاضب ؟! أجل ...أنا غاضب و بشدة ...

   لست غاضبا من صوفيا ... بل أنا غاضب من من تسبب لها بكل هذا الألم ، هي ترتجف و تبكي في صمت دون إدراك منها بينما تسرد أسبابها في المجيئ الى روسيا.

  هي صادقة و هذا ما ينهش داخلي ، هي صادقة في كل كلمة لعينة تخرج من بين نعيم شفتيها ذاك ، لايمكن أن تكون كاذبة أنا أعرف الكاذبين من نظرة واحدة ..

هي صادقة و هذا يجعل داخلي يصبح أكثر سوداوية و بدل البرود الأن أنا أحمل عاصفة جليدية تريد إهلاك جميع من إشترك في جريمة كسر هذه الصغيرة القابعة أمامي ...

_ صغيرتي صوفيا !.

برتقالتي الجميلة ، هلاكي ذو العيون الزمردية تعاني بألم أمامي و أنا لا أستطيع فعل شيء غير التحديق بها بينما تتفوه بأشياء تقع علي مثل الصفعات المتتالية .

" هو...هو ...هو أراد زوجة جميلة ، هو لم يردني قط لكني تحملت و رسمت إبتسامة عريضة مزيفة أمامه.... كنت أظن أن ذلك هو الفعل الصحيح لكني أحرقت روحي من الداخل في سبيله ، كانت والدتي تتمنى لو أنها حصلت على فتاة أجمل بدل التي تملكها ...قالت أني أحتاج الى الكثير من الإصلاحات ... الكثير ..."

  تلك العاهرة ...كيف تفعل ذلك بإبنتها الوحيدة !!.

هذه الفتاة مكسورة من الداخل بشكل سيء جدا ، أسوء من أي شيء رأيته قبلا ! ، ما هذا الألم الذي تحمله داخل جسدها الصغير ذاك ، ما هذا الحزن الذي في داخلها الذي يجعلها تبدوا كلعبة زجاجية مكسورة الساق التي تإن في صمت تحت الضوء المسلط عليها في الظلمة .

  إنها حزينة ... إنها حزينة بصفة يصعب تحديد إن كان تركها هكذا سيفيدها أم فقط سيزيد الأمر سوءا في داخلها .

في لحظة كنت فيها أن الشخص الذي تم خداعه تحولت الى الشخص الذي يريد إيذاء الكثير من البشر الذين تشترك معهم في رابطة التي تجمعها معهم .

هي فتاة حزينة ، لكني لا أريدها أن تكون كذلك ، في داخلي ...في أعماقي أنا لا أريدها أن تكون هكذا .

هذا ليس ما أنا معتاد على هذا الجانب منها مطلقا ، أنا لم أكن أعرف أنه موجود حتى !... هذا لا يبدوا متناسقا مع الصورة التي في رأسي عنها .

كل ما يخطر في بالي عن التفكير بها هو برتقالة منعشة ...ذات إبتسامة جميلة ، يرتاح و يهدأ شيء ما بداخلي و يهمس لي أن كل شيء بخير ، كل شيء جيد .

لكن الأن أنا لا أسمع شيئا غير هسهسات الإنتقام تحوم حولي ...هي تبكي ...

هي تبكي ، و لا يبدوا أن إبتسامتها ستعود مطلقا !..

و هذا ليس جيدا بالنسبة لي .

إشراقها في وجهي ، ضحكاتها، مزاحها الثقيل ، دلعها المستفز و حتى تنمرها اللعين .

أنا لا أستطيع تحمل رؤيتها بهذا الشكل ، أنا حقا حقا حقا حقا حقا أريد تمرير خنجر على حنجرة كل سافل جعلها بهذا الضعف الداخلي ..بهذا الإنكسار الذي يكسرني بمليون مرة مضاعفة منها .

   فليكن ما يكون ...برتقالتي... لا تكذب مطلقا ...يستحيل أن تفعل ، أنا أعرف هذا جيدا .

  " أردت العمل ، الحصول على أصدقاء ...أنا أعني فقط حياة طبيعية  ، لكن الحياة كانت دائما تقدم لي لكمات مؤلمة في كل مرة أفكر فيها بطريقة لتغيير واقعي ، و عندما هربت أنا لم أجد غير وطنك هذا ليحميني ، رغم أنه  بارد قليلا _ضحكت بإنكسار في وسط حديثها_ لكني أستطيع التحمل ...بعد الوصول الى هنا أنا إلتقيت بالتوأم ثم بك أنت ، و هناك و فقط شعرت أن هروبي كان القرار الصحيح ! ..."

    الوحدة... هذا ما أستطيع أن أقوله بشأن طريقة حديثها الأن ، في البداية كانت دفاعية بشكل مبالغ فيه كما لو أنها تريد حماية نفسها من الجميع ، لكن الأن هي تتحدث بإستسلام تام ، كما لو أن ما سأفعله بها أنا كواحد من أعداء عائلتها هو شيء بسيط أمام ما عاشته قبلا منهم .

تتصرف الأن و كأن التعرض لخيبات الأمل لم يعد يؤثر بها مطلقا أو كما لو أنه شيئا قديم الطراز و هي على أتم الإستعداد لما هو أسوء مني و رغم أن هذا ما يقوله جسدها لكن خضراوتيها التي و أخيرا تحدق بي فيهما لمعة فتاة صغيرة يتيمة ، لمعة أمل طفيف في أن لا أكون مثلهم ، أن لا أخذلها مثلما فعل الجميع ، أن أكون الضوء في آخر النفق .

  هذه الفتاة تجعلني أشعر كما لو أني مقدس ، كما لو أني طاهر من الآثام كما لو كنت الملجئ الذي تريده و تحتاجه  ، تقودني لفعل أشياء من أجلها لم أقم بها مطلقا .

هي تريد و بشدة شخصا ما كي يفضلها عن الجميع رغما عن الأوهام الذي زرعت داخلها و التي تهمس كشياطين لعينة في الظلال بأنها ...ناقصة ، أقل من عادية ، لا تستحق حتى نظرة عابرة .

و بالرغم من أن هناك بعض المستحيلات بيننا إلا أني و برغبة عميقة لا متناهية أريد أن أكون ما تريده .

ليس من الواقعية أن تتعلق بشخص يعاني من رهاب من تفاصيلها التي لا تشعر بالأمان و لا الرضى عنها ...لكن ماذا لو ؟!.

ماذا لو أني و رغم كل هذا ، أنا أريد المحاربة من أجلها ، نعم أنا أريد ذلك ...هذه المرأة و التي هي محرض لكل عقدة نفسية داخلي أنا أريدها ، أريد أن أرعاها بشكل خاص عن الجميع ، أن تكون مقدستي الأبدية .

أنا أريد هذه المرأة المثالية المبجلة لتكون لي ، أنا و كامل رغباتي العميقة أنا أريدها بشكل ربما ....هوسي .

  نعم ...هذه هي لحظة إدراك مني ، تبا ! أنا الأن و بشكل عكسي أرغب بها قريبة .

  جلست بجانب البرتقالة الباكية و عانقتها إلي ، نعم لأحيط ذراعاي حول جسدها الصغير  بتملك شديد و أدخلتها في صدري العاري ، الأن جسدي يقبل كل أنواع التلامس بشكل غريب ، كما لو أن أحدم ضغط على زر عكس المفعول بداخلي ....

تم عكس مفعول لعنتي ليصبح بدل النفور من برتقاليات الشعر أصبح الرغبة المميتة في جعل هذه البرتقالية خاصة أقرب و أقرب .

أنا أريد ضمها بطريقة تجعلها تلمس روحي من الداخل .

  أرغب بها بشكل سيء و قاتل ...

      

  " لا تبكي ...أنت تؤذينني!"

لست ذلك النوع الذي له القدرة على قول كلمات جميلة لطيفة لإيقاف أحزان من حولي ، أنا دائما كنت إما المتسبب فيها أو حافزا على جعلها أعمق ليتألموا بشكل أكبر و أستمتع بذلك .

كانت تلك هي متعتي و شيء أتطلع له دائما ، لكن الأن أنا لا أستطيع ...

لا يمكنني فعل ذلك بمن تعانقني الأن بشدة كما لو كنت طوق النجاة الخاص بها  ...

هي تتشبث بي مثل ما تفعل أي أميرة بلا تاج لفارسها و بطلها المغوار  الذي سينقذها و العالم من الشرير.

لكن هي لا تعلم أني الشرير الذي سيقدم لها العالم بأكمله إن أرادت و سيحارب الآلاف من الأبطال لأجل إبقاءها معه و إلى جانبه دائما .

هي أزالت لعنتي و الأن عليها التكفل بأمري بعد ولادتي من جديد  , قد تكون هي الأن المنكسرة لكن صدقا و للأمانة أنا من يتألم مكانها هنا .

" كل ما قلوه عنك برتقالتي لا يمثلك مطلقا ، أنت مثالية بطريقة تهلكني و تستهلك كل خلية إستيعاب داخلي ، كل شيء بك يصرخ بأنوثة طاغية تدمر رجولتي  من الداخل و أنا لا أعارض ذلك مطلقا ! "

  إبعدتها عني لأستطيع إمساك وجهها الفاتن ذاك بين كفاي ، هي حقا صغيرة بشكل مثالي ، أنا أحب حتى شكل رأسها الجميل ذاك بين كفاي يصرخ بكم أنها هي الكمال بحد ذاته ، الأن أنا حريص على أن لا تبتعد خضراوتيها عني مطلقا و سأعمل جاهدا لفعل ذلك إنتباهها و أن أكون محوره هو ما سأفني ما هو قادم من عمري لأجله ، قد يبدوا أن ما أقوله و أرجوه محرم لكني لا أهتم ، أنا لا ديني على أي حال و أي شيء محرم لا يعنيني .

" كل شبر منك أنت يفيض جمالا ، شكلا و روحا ، أنت مميزة بطريقة تجعل كل من يحصل على شرف معرفتك يقف راكعا على ركبتيه تبجيلا لما أنت عليه !...لا أعرف كيف جعلوا منك لا ترين هذا لكني أعدك و بشرف عائلة فاردين برتقالتي على جعلك ترينه و تصدقينه ...."

  قربت وجهها لأحصل على شرف تقبيل عيونها الباكية ، حرصت على مسح دموعها بقبلاتي .

    لقد قطعت لها وعدا بالفعل ، لكن في داخلي إنه قسم روسي أن أجعل كل داعر شارك في تدميرها يندم عليه أضعافا ، جميعهم ، واحدا واحدا .

إنه قسم و عهد مقدس و أنا من عشيرتك عريقة لها سمعة و إحترام ذات مع فخر لا يمكن تصوره ، قطع العهود و عدم تنفيذها كما يجب ليس من شيمنا ، فليشهد هذا المكان على صدق ما أقوله الأن  .

  " هل تصدق ما قلته لك حقا !" سألت واضعة كلا كفيها على صدري ، كانت تنظر لي بإنكسار كما لو أنها هي نفسها لا تصدق ما يحدث ، هي ربما لم تتوقع أن أن أرى الصدق بتلك العيون الباكية ... هي لا تعرف شيئا عني مطلقا .

   " أنا أفعل أكثر من ذلك الأن !"

لا رجعة من هذا إيفان فاردين ، أنا الأن أعلنت الحرب على شيء إن لم يتقبل أمرنا هذا الذي لم أعثر على تسمية مناسبة له فأنا سأحرقه من بكرة أبيه أو أحترق أنا في النهاية .

لا شيء الأن ...لا شيء سيقف بين ما بيننا ، حتى غروري و ما هو مخفي في ثنايا عقلي الأن لن يستطيع مواجهتي بينما هي الى جانبي .

    لعنتي أصبحت مصدرا لقوة عظيمة ستدفعني لجعل كل من يجرأ و يحكم عليه بالفناء سيزول من الوجود .

  هي لي الأن !.

هي نوعي ....

هي قطعة من تاريخ سأطوي صفحته أخيرا لأصنع تاريخا جديدا يتحدث عنه كل عاهر في هذا العالم بكل مشاعر ذهول و صدمة .

  أنا سأحارب من أجل برتقالتي .

لأني لايمكنني رفضها بعد الأن لا أستطيع الإنكار ، أنا أريدها من زمن طويل لكن خوفي كان هو عقبتي الوحيدة ، هي أصلحت ما هو مكسورا ما بداخلي .

  ____________________

  _ و هذا ما حدث ...

_ إيفان أنا صديقة لوالدك الراحل من زمن طويل ، و كإبنة سابقة لعائلة من عشيرتنا الملعونة ، فأنا لن أمنعك من ما أنت مقدم عليه لكني سأحذرك ، هي أميرة إيطالية و المحاربة من أجلها قد يكون رقصتك الأخيرة في عالمنا هذا  .

_ أعرف ...و أعرف جيدا ما أنا مقبل عليه .

_ حمايتها سيكون عملا صعبا ، هل دروعك جاهزة لتحمل ضربات عدوك ؟! .

_ جاهز تماما ! دروعي جاهزة لفداءها بكل شيء أملكه .

_ من حديثك هذا يمكنني القول أنك لا تحبها إيفان ..إذا لما تفعل كل هذا ؟!.

_ أنت طبيبتي منذ زمن طويل و لديك خبرة كافية لمعرفة أن أمثالي لا يقعون في الحب أبدا ، نحن لا نستعمل قلوبنا مطلقا الا في ضخ الدماء في عروقنا ...نحن و جميعنا عقولنا هي من تتحكم بنا كيفما تشاء ...و أنا شيطان عقلي الأن لا يريد غيرها !...و هذا خطأك أنت !

_ خطأي ؟!.. كيف يكون إنقلاب إضطراب هلعك لهوس إيفان ؟!

_ أنت طبيبتي كان عليك تحذيري من وقوع هذا ! لما لم تحذريني أن الإكثار من جرعة الدواء قد تفقد المريض صوابه ؟!

_ حسنا أنا طبيبة نفسية و لست عرافة أو منجمة عزيزي إيفان ، على كل حال أنا سأستمتع برؤيتك تحاول الوقوف ضد جماعة المخبولين الذين ينتمي كلانا إليهم .

_ تأكدي من الحصول على مقعد جيد يظهر لك كيف سأنحر كل من يتجرأ على الإقتراب منها .

_ حسنا سأفعل ...مع أني أشك في حدوث ذلك .

سأستمتع بتفنيد نظرتك حولنا  طبيبتي .

____________________________

  
  إنها إستراحتها الثانية بالفعل لكنها لم تحظر لمكتبي بعد ، فتحت حاسوبي على أجهزة المراقبة في القسم الذي تعمل فيه بحثت في جميع الغرف و الزوايا لكن لا أرى أي أثر برتقالتي كما لو أن موسمها إنتهى بالفعل .

ما اللعنة التي أقولها الأن ...

البحث في أشرطة المراقبة لم يفيدني بشيء .

بما أن الطرق المتطورة لم تفيدني في شيء ، لربما الأجدر بي إستخدام طرق المطاردة التقليدية .

خرجت من مكتبي متوجها لقسم الإنعاش ، و لأول مرة منذ دخولي هذا المشفى لدي رغبة شديدة في زيارة ذلك القسم الذي لا يتواجد به سوى مرضى بين اللاوعي و ممرضون يهتمون بحالة أجسادهم النائمة الى أن يستيقظوا في لحظة ما ...

  عبر نظري بين كل موضف و ممرضة تظهر أمامي لكن لا شيء ..لم أجدها أبدا ، هي عادة ما تتجول مثل نحلة في الحقل في هذا المكان لكن و في اليوم الذي أنا من يبحث عنها و يلاحقها لم أجد أي أثر .

توجهت مباشرة نحو إدارة قسمها سائلا عنها و شاتما في طريقي حول موضوع مغادرة منزلها تحت صدمة شريكة سكنها التي سألت بفم تسربت منه شربة الماء التي كانت بفمها لحظة رؤيتي أخرج من المنزل .

"من أين أحظرت هذا الرجل !"

و كان رد صوفيا و التي بدأت في إستلطاف إسمها الحقيقي أسرع من ما توقعت  .

" من البقالة !"

نعم لقد أحظرتني من البقالة ، لكن بالمجان و هذا ما يزعجني في الموضوع ، تم تخديري بإبرة منوم صغيرة  فقط رخيصة الثمن  .

تكلفة خطفي مهينة  لرجل بمستواي حسنا ! هي حتى لم تتعب نفسها في إستأجار شخص ليقوم بالعمل هي تكفلت بكل شيء ، لكن لا بأس سأتغاضى عن هذا حاليا .

لأن لدي شيء آخر أكثر إزعاجا مثلا رؤية سفلة فاردين لعلامات الحب على جسدي و التي في الحالة الطبيعية أنا من يجب أن أمنحها لشريكتي ، لا زلت أعاني من تعليقاتهم السخيفة حول الأمر و هذا مزعج لأنه من يقوم بذلك ليس التوأم ، هما حرفيا لو فكرا في ذكر أمر علاماتي الجميلة سيموتان على يداي ، لكن من يتصرف بخساسة معي هما الأكبر سنا ، ديميتري السافل و نيكولاس الفاسق و هما يشكلان حلفا ضدي حاليا ......

سافلان !

  بعد سؤالي كانت الإجابة غير مرضية لي مطلقا ، هي لم أخذت عطلة مرضية ...عطلة مرضية ؟!..

تبا هي مريضة ؟!.....!!! .

    غادرت المشفى تاركا كل شيء ليحترق في لعنته خلفي ، برتقالتي مريضة ! يا للهول !! يا للهول !!.

   أحرقت عجلات سيارتي لاعنا كل سافل يعرقل طريقي و يؤخرني عن الوصول لها بسرعة .

 
لم أعرف مدا جنون سرعتي حتى أوقفت سيارتي بشكل جعل صوت العجلات يزمجر أمام بناية سكنها ، كل ما أهتم له الأن هو الوصول لباب شقتها ، هرعت للمصعد لأضغط على زر النزول عدة مرات ، أخيرا فتح الباب  .

كدت أموت من جلطة قلبية بسبب بطئ تحرك المصعد اللعين الصاعد لطابق منزلها ، أخيرا .

9_10_11 .

أخيرا الطابق الحادي عشر ، فتح الباب و قبل أن يفتح تماما خرجت لأتجه لباب الشقة المطلوب ، نفس الباب الذي تفوح منه رائحة السلام منه ...سلامي أنا ....

دققت الباب متجاهلا وجود زر الجرس تماما ، بضع لحظات مرت قبل أن يفتح و ألمح فروة الشعر الأصهب الذي أريد رؤيته دائما و في كل لحظة يظهر جليا أمامي.

" برتقالتي ! " زفرت براحة متزامنا مع تلفظي للقب الذي لا أعرف كيف التصق بها لكنه يناسبها ، شكرا للتوأم .

هما يستطيعان منادتها ببرتقالة لكن حروف التملك محرمة بشكل قاطع عليهما لأنها تخصني أنا .

     " إيفان..." نطقت بإسمي لكن على غير العادة ، هي لا تتلفظ بإسمي بشكل جاف هكذا دون النظر في منتصف وجهي مع إبتسامة مشرقة كشمس الصباح .

هي تتحاشى أي تواصل بصري بيننا ، و هذا ما جعلني أضع سبابة يدي اليمنى تحت ذقنها لأرفع وجهها نحوي بلطف شديد .

  و ما هذا بحق الجحيم السابع ؟!.

" من فعل هذا لك !" سألت مغيرا نبرتي لما يشبه من هو عازم على القتل و الأن و فورا عندما وقع نظري على الكدمة البنفسجية التي تتوسط بشرة خدها ....هناك من لمس برتقالتي !!.... من اللعين الذي لمس برتقالتي ؟!... هو لم يلمسها فقط بل إبن العاهرة قام بضربها ؟!..

من عنف حلوتي ؟! من يجرأ على النظر لها حتى ؟!.

" لا أحد ..لقد إصطدمت بالباب!"

عذر أقبح مليون مرة من ذنب .

" صوفيا هذه ليست كدمة تشبه الإصطدام بباب أو حائط لعين ! مهما كان من تحاولين حمايته فأنا سأجده و لن أظمن بقاءه قطعة واحدة !... هل هي شريكتك في السكن ؟!" سألت مع أني متأكد أن الفرنسية يستحيل أن تسبب كدمة من هذا النوع و لو حاولت .

أنا المسؤول عن التسبب في هكذا أشياء و أعرف و أميز الكدمات و الجروح بأنواعها ، هذه الكدمة نتيجة صفعة يد رجولية و التي سأحرص بشكل شخصي على  تعليم صاحبها عواقب لم ما هو لي ، ملكي ، يخصني و إلي يعود و يكون و لغيري لن يكون .

  " إيفان... هو يلاحقني ! هو يريد إيذاءك أيضا !" قالت بعد أن إختبأت في جسدي و لثاني مرة هي تبكي و بشكل سيء .

لففت ذراعاي حولها مربتا على فروة شعرها الذي أخبئ جديلة صغيرة منه داخل محفظتي ، هي لا تعلم بذلك لأني أخذت الخصلة بينما كانت تصرخ بإسمي تحت جسدي و على مكتبي .

.

"من عاد ؟!"

" جيوفاني ! و هو ليس وحيدا !"  

.

  
'''''''''''''''''''''''''''''''''

نجمة ✨ 🦋

" سنعيد بناء مجدنا من جديد و أنت ستكونين شاهدة على ذلك !"

  " و مالذي يجعلنا نفعل الجنون الذي تتفوه به "

" لأنها زوجتي !"

  " لو خذلك الجميع أنا لن أفعل مطلقا !" .

" سيلاس!! لوكا !! الأن !!".

"

     

   

.......................


  

Continue Reading

You'll Also Like

693K 14.8K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
72.7K 5.1K 19
"سيدة جراي، هل تقبلين شراكتي؟" "لا." ~ رئيس عملها سابقًا، وطواقًا لِمشاركتها الكثير مِن الأشياء حاليًا. هڨين فتاةٌ تَسعى لِلوصول إلى مُبتغاها، لكنها...
6.3K 496 4
"لففتُ حَول عنقكِ وشَاحِي لأحميك من البرد، فمالي أَجدُ سَيفكِ حَول عُنقِي؟ أيتهَا المرأة التي أخذتْ فؤَاد شخصٍ لايفتَرض أن يُحِب، ولا حتّى أن يعرفَ م...
2.7K 104 1
هذا سيئ ، هو سيئ مظهره لا يساعد و قلبي اللعين يركض . ليس من العدل أن أكون منجذبة إلى الوحش ليس و عيونه تشتعل حدقا لي ..