ممرضة البراتفا (#4 سلسلة إخوة...

By _Victory_4love

140K 7.6K 2.8K

صوفيا فتاة تحلم بأن تعمل في وظيفة أحلامها (التمريض) بعيدا عن عالم عائلتها المظلم ، ذات شخصية عفوية ، متحرشة... More

ممرضة البراتفا (#1 سلسلة أميرات بلا تاج )
1•| Mosco_ 🦋
2|• Milano_🦋
3|•PSKOV_🦋
5•|Brask_🦋
6•|Gênes_🦋
7•|kazam-🦋
8•|BARI_🦋
9•| smolensk_🦋
10•|Venise_🦋
11•| Omesk_🦋
12•| ROME.P1_🦋
13•|ROME.P2_🦋
Epologue_♕
What's next?!
•♡ بارت إضافي •♡

4•|Naples_🦋

7.6K 482 213
By _Victory_4love

He is the man , but she got the power ✨_____

.


صوفيا ____________الشعلة .

بروده مستفز ، هو يتصرف بشكل طبيعي كما لو أنه حقا لم يقم توا بضرب إخوته الأصغر سنا بسبب شجار تافه في المدرسة اللعينة ، و من الواضح أنه يحتاج الى لفة أذن لأذكره بشيء مهم و جدا عني .

مهما كنت أنت في عالمنا الغبي هذا فأنا لا أهتم و سأحصل على إنتقامي منك ، و طريقتي ستكون صادمة له و خادشة للحياء .

" إنتظر و سترى ما سأفعله !" قلت و نيران التحدي تشتعل في عيناي ، هو حقا لا يعرف مع من يلعب الأن ، أنا الشعلة أنا قاتلة مأجورة سمعتي في العالم السفلي ليس شيئا يستهان به ...حسنا !، أنا لدي إسم و ترك إيفان فاردين يفلت بما فعله للتوأم لن يمر بسهولة و بساطة !....

هل يظن أنه قادر على فعل ما يشاء فقط لأنه الأخ الأكبر ؟!...

اذا كان الأمر كذلك فهو مخطئ و بشكل سيء ، و سيدفع ثمن هذا ، أيام إيذاء التوأم قد ولت ...في وجودي ممنوع حتى النظر لهما بطريقة سيئة .

ليس فقط إيفان من سيقع في المشاكل بل جميع المشاركين في طردهما من المدرسة من الطالبان الآخرين الى مدير المدرسة اللعين.

و إيفان سيكون أشدهم ندما !.

" لا أكترث لما ستفعلينه! و ليس لدي الوقت لتفاهتك آنسة فابيان !" نبس دون حتى النظر لي ...هذا اللعين يتعمد تجاهلي ، هو يعتقد أنه يقوم بإزعاجي أو التصغير مني الأن ، لكنه لا يعلم أنه يلعب بقيد حياته .

ثم ماذا قال ؟...تفاهتي ؟!...

تفاهتي يا إيفان ستجعلك تندم !...

حسنا ، سترى ما ستفعل تفاهتي بك ، إنتظر فقط .

لقد كان يعمل على ملفاته الغبية تلك و كان ذلك مستفزا بشدة لي و لكياني ، أعني أنا هنا لأتحدث معه و أحصل على تفسير لفعلته المشينة لكنه يستمر في إغضابي ، و لهذا إقتربت من طاولة مكتبه و بذلك رفع نظره مستغربا من الإبتسامة المتكلفة على وجهي .

" إن لم يكن لديك ما تفعلينه غير التدخل في شؤون عائلية لا تخصك فرجاءا غادري و لا تدخلي مكتبي مجددا دون موعد محدد أو على الأقل دون الطرق ألم يعلمك أحد حسن التصرف؟ !!"

حسن التصرف ؟!... موعد ...؟!

_صوفيا إهدئي ...! تنفسي و إهدئي ! لا تغضبي ! ..تذكري أنت لا تستطيعين قتله ...تذكري أطفالك زاين ، زايد ، و لوسيا ، هم يعتمدون عليك في إحظارهم لهذا العالم ، إن حشرت المقص الموضوع في حافظة الأقلام المدورة التي أمامك الأن في منتصف قلبه فلن يحصل أطفالك على الحياة التي تريدينها !

قلت في نفسي قبل أن أضع كلا باطن يداي على سطح طاولته ، نظرت له بإبتسامة عريضة قبل أن أمسك ملفاته اللعينة بعنف و أرميها على الأرض جميعها ، ليس مستنداته ما هو الأن الأرض بل جميع أشيائه التي كانت فوق مكتبه ، أقلامه ، هاتفه ، ساعة يده الفاخرة ، زينة المكتب ، كل شيء كان موجودا أمامي قمت برميه .

حركة طفولية لكنها أوصلتني الى غايتي و هي رؤية تعابيره الباردة تلك المستفزة تتحول الى صدمة ، فكه سقط من ما فعلته ، لابد أنه غير معتاد على أن يفعل به هذا ، لا بأس هو سيعتاد .

نهض من مكتبه صارخا .

" هل أنت معتوهة !!"

هو غاضب الأن ، حسنا جيد .

" أكثر من ما تتصور !"

عانقت ذراعاي نحو صدري مع إبتسامة مستفزة ، الأن إنقلبت الأدوار عزيزي.

" هذا مجرد إفتتاحية لمسلسل الرعب الذي ستعيشه لذا إبقى حذرا مني يا فاردين !" ألقيت عليه نظرة إستعلاء و إحتقار قبل أن أهم بالخروج ، لكن و قبل أن أفتح الباب إستدرت لأنظر الى وجهه الذي لا يمكن تفسير ملامحه الضائعة من تصرفاتي .

للحظة فكرت في أن أغادر و حسب و أشرع في رسم خطة إنتقامي منه لكن النار التي تحترق داخلي منعتني من ذلك ، كل ما أفكر به الأن هو نفث هذه النار عليه مثل التنانين في القصص الخيالية و أجعل جسده المثير ذاك يصبح رمادا ، لكني و لأنني لست تنينا و لا في قصة خيالية إتخذت أكثر خيار واقعي لإخماد غضبي و بكل بساطة خياري كان شتمه بكل ما يخطر على بالي من شتائم .

" مكتبك بشع مثل مؤخرتك السمينة أنا أشعر بالأسف على ذلك الكرسي المجبور على تحملها كل يوم ! ...أنظر الى نفسك لا شيء بك يستحق النظر إليه ما عدا منصبك ، لعلمك عليك شكري لأني أشفقت عليك و أعطيتك بعضا من الإهتمام ! يا صاحب شعر الإندومي ! يا أيها الروسي المتخلف ، يا صاحب الأنف الذي يشبه حنفيات المراحيض العامة ، يا من ثدياه أشبه بأثداء الماعز !!"

إنفجرت في وجهه بصوت عالي مفرغة كل الغضب و الطاقة السلبية به ، ألقيت نظرة أخيرة على وجهه المصدوم تماما من حديثي المهين له ....

نظرت له للحظة غضب و إستصغار لوجوده ذاك ثم إلتفت نحو الباب لأغلقه بقوة خلفي ، بعد أن أصبحت أقف خارج مكتبه أطلقت زفيرا حادا أخرجت به كل مشاعر الغضب و السلبية تلك التي جعلني أكنها إيفان له في بضع دقائق فقط ، مستفز لعين ! .

نظرت حولي بإستطلاع الى أن وقع نظري على على التوأم اللذان يقفان في الزاوية بعيدا عن الباب ، لوكا كان ملتصقا بذراع أخيه محاولا إخفاء وجهه عني كما لو كان خائفا مني ، أحمق ! ، أما سيلاس فكان واقف بثبات حاشرا كفيه في جيوب سرواله الأمامية و على وجهه شبح إبتسامة لم أستطع تحديد نوعها لكن سرعان ما أزالها فور ملاحظة أني أنظر بإتجاههما .

إتجهت نحوهما بخطوات سريعة ، فور أن وقفت أمامهما أمرتهما بأن يتبعاني و لم يعارضا و ذلك جيد لهما لأني لست في مزاج جيد حقا !

إتجهت بهما لأقرب غرفة فحص ، أمرتهما بالجلوس على السرير جنبا الى جنب مثل طفلين مطيعين هادئين .

باشرت في تنظيف الدماء من على وجه سيلاس و تظميدها أولا ثم إنتقلت إلى أخيه .

" أنتما الإثنان ستعودان للمدرسة يوم الإثنين ! " قلت بهدوء بينما أضع المعقم على جرح لوكا بقشة مقطنة في حوافها و التي أمسكها بين إصبع إبهامي و سبابتي اليمنى بينما أمسك بذقنه بأطراق أنامل يدي الثانية .

" لكننا فصلنا بالفعل !"

تأوه لوكا من الألم قبل أن ينبس معارضا حديثي .

" سأتكفل بموضوع إعادتكما للمدرسة ، الإمتحانات إقتربت و إن غبتما تجارتكما ستتضرر أليس كذلك ؟!... و ذلك سيهدد سمعتكما أيضا بين المدارس و أنتما لا تريدان هذا صحيح ؟! ..."

نظرا لبعضهما بريبة ، و من خلال تحديقاتهما علمت أنهما أكلا الطعم بسهولة شديدة .

" و ما المقابل ؟!" سأل سيلاس ناظرا بإمعان لوجهي ، لقد كنت مركزة مع جروح وجه لوكا لكن هذا لم يمنعني من الإبتسام على ذكاء سيلاس ، هو يعلم أهم قانون في مجال إسداء المعروف ،
_ لا شيء دون مقابل _ ألقيت نظرة خاطفة عليه ثم قلت .

لكني و لسبب مجهول تجاهلت هذا القانون عندما عرضت علي بيلا المساعدة في الهرب ...و هذا ما يخيفني حاليا .

" بسيط جدا ، أريد في المقابل معرفة معلومة بسيطة عن إيفان !"

أطلق لوكا ضحكة ساخرة ، ثم سألني بينما وجهه لا يبعد عن خاصتي غير بإنشين فقط .

" هل تريديننا أن نصبح جواسيسا لصالحك ؟!.. أنت حقا لا تعرفين مع من تتعاملين !"

أنا أعرف جيدا مع من أتعامل عزيزي ، أعرف ذلك جيدا و ربما سأندم .. لكني لا أهتم ، إن كنتم براتفا أو الجحيم السابع فأنا أريدكم و بشكل سيء .....حسنا ليس جميعكم بنفس الطريقة ، في البداية سأكسر شوكة غرور إيفان ثم أهتم بأمركما .

.

" نحن لا نعمل ضد عائلتنا مطلقا برتقالة !"
قال سيلاس بهدوء كعادته ، لقد لاحظت تغير نبرة صوته كثيرا من أول مرة إلتقينا بها ، في البداية كان هجوميا جدا معي لكن الأن هو فقط هادئ و مسالم .

" أنا لا أطلب منكما أن تعملا لدي أو شيء ما ، أريد فقط معرفة الوقت الذي سيخرج به إيفان من المشفى اليوم فقط !"

أجبت بهدوء بينما أضع لاصقا طبيا على جرح حاجب لوكا .

إبتسمت لهما و لأول مرة من بعد خروجي من مكتب ذلك الروسي المستفز .

&-&

هل توجيه بندقية قنص لرأس الشقراء هو من الحكمة في حالتي ؟!..

لا ! .

لا مطلقا ليس من الحكمة .

أنا الأن جذبت بكل غباء إنتباه إيفان لكن ليس بالطريقة التي أريدها .

هو سيتساءل من أين لي بالبندقية أولا و ثانيا من أين لي القدرة و الشجاعة على توجيه البندقية ؟!.

أظن أنه بدأ بحثه بالفعل عني و عن خلفيتي و ليس لدي أي فكرة في إنقاذ نفسي من هذه الورطة الكبيرة التي أنا بها الأن ....

كل ما يمكنني التفكير به هو أن رؤيته في ذلك الموعد الرومنسي مع تلك الشقراء جعلني أحس بسهم صوب لمكان قلبي مباشرة.

خطتي الأولية كانت تطبيق بعض الحيل النفسية لإسقاط إيفان راكعا على قدميه أمامي ، و إسم هذه الطريقة هي خطة الواحد و العشريين يوما .(21days)

و تطبيقها كان سهلا جدا و بدأت في ملاحظة نتائج إيجابية لكن هذا الموعد اللعين دمر كل شيء .

لنجعل الأمور تتوضح للعلن و نشرح خطتي العظيمة .

الخطوة الأولى: عشرون يوما كاملة من الإزعاج و التنمر و الكثير من التلمس إضافة الى اللعب على مستوى اللاوعي الخاص بإيفان بجعل فكرة أنه مهتم لي و يريدني بشكل جنوني كل يوم و في كل مكان يذهب إليه تترسخ في ذهنه .

الخطوة الثانية :في اليوم رقم واحد و عشرون أتجاهله بشكل تام كما لم يكن موجودا قط ، لا أظهر أمامه مطلقا أو حتى أمر بجانبه و لو عن طريق الصدفة ...لماذا ؟!...

لأنه الفعل الصحيح ، هذه خطتي التي أتبعها كلما التقيت برجل عنيد كإيفان فاردين ، ألتف حوله مثل الأفعى و أخنقه بوجودي ثم و عندما يوشك على الإنفجار أتركه لحال سبيله .

..

و لماذا كل هذا الجنون بالرجال ؟!.

الإجابة بسيطة .

لأني لن أستطيع الحصول على رجل يخصني و أريده من كل قلبي في حياتي هذا ما تمت نشأتي عليه ،لذا إبتكرت خططا و ألعابا نفسية أطبقها على جميع من يعجبني من الرجال .

بعد أن يقعوا في شباكي أتركهم في سم عشقي يموتون ، كسرت الكثير من القلوب و قلب إضافي لن يضر...أظن أنه سيضر يشكل سيء لأن صاحب القلب ليس شخصا عاديا ...لكن لا يهم حقا المهم أن يرضخ لي و أحصل على ما أريده .

هل هذا جنون ؟!.

نعم إنه كذلك ، لكني أحب القيام بهذا ...إنه يسد الفراغ بداخلي و يعطيني رضا عن نفسي ، ربما يكون إستمتاعي بكسر القلوب مؤقت لكنه يبقيني على قيد الحياة معضم الوقت و يتركني مشغولة عن واقعي المغتصب .

لكن و لأكون صريحة ، أنا لا أريد إيفان لأكسره ، بل أريده حقا و بشكل سيء جدا ، ربما سأكسره أولا ثم أصلحه بعدها ، هذا يعتمد عليه صراحة ، كلما عاند كلما زاد ألمه ..

..

أظن أني وقعت في هوسه من أول نظرة ... الحب لم يكن خيارا مطروحا في حياتي و أيضا بات حاليا شيئا شائعا جدا و أنا لا أحب أن أكون مثل الجميع ، أعشق التميز حتى في مشاعري .

إيفان لي أنا وحدي ، هو يحتاج فقط بعض التعديلات في تصرفاته ....تعديلات صغيرة في سلوكياته سأحرص بنفسي على إصلاحها و تقويمها .

سيكون أجمل بكثير إن تناقص هرمون البرود داخله على الأقل نحوي فقط .

..

•°•°•°•°•°•°

الحاضر:


إيفان فاردين ___________الترويكا

_إذا إيفان كيف كانت حياتك من بعد آخر جلسة لنا ؟!..

_ مثل الجحيم أقسم !..

_ اووه حقا ، هل بسبب ضغط العمل ؟!.

_ لا بل بسبب الإغتصاب الذي تعرضت له .

-( بفففت ) ، ما اللعنة ؟!... عفوا إعذرني !... لقد صدمني ردك ، هل أنت جاد في حديثك ؟!.

أجل ، و لا أعرف كيف أتعامل مع الأمر الأن !...

_مهلا! ...مهلا!! إيفان على رسلك ! ، من فعل ذلك بك ؟! و كيف ؟! ....

_ ليس غيرها ! آنا !... لقد حدث كل شيء بسرعة و لم أستطع إستيعاب كيف حدث ذلك ، و هي الأن عادت لتجاهلي بعد أن حصلت على ما تريده مني ....جسدي !.

_اووه تبا ! هذا رائع ! ...أحم !!عذرا منك أنا أقصد رجاءا أريد تفاصيل ... إبدأ في سرد واقعة "الإغتصاب" رويدا! رويدا !.....و رجاءا لا تتجاهل ذكر أي تفصيل صغير .

_ كل شيء بدأ في اليوم الذي تشاجرنا فيه ! .

_تشاجرتما ؟!...

_ أجل ! لقد إنتهى الشجار بتنمرها على شكلي بشكل سيء جدا !...... هل يمكنني أن أسألك أيتها الطبيبة ؟!.

_ بالطبع تفضل ؟!.

_هل أنا قبيح ؟!...هل يشبه أنفي حنفيات المراحيض العامة حقا ؟!.

_ ماذا ؟!..بالطبع لا ، سيد فاردين و بكل صدق أنت رجل وسيم جدا و لا يشوب شكلك شائبة ، هل قالت لك المدعوة آنا أن شكل أنفك قبيح أو شيء ما !؟

_ هي قالت الكثير من الأشياء عني ، أنا لم أنم طوال ليلة ذلك اليوم الذي قالت فيه ما قالته ، أصبحت أتفقد شكلي في مرآة غرفتي و حتى مكتبي ...لقد وصل بي الأمر لإستشارة طبيب تجميل لأتأكد من صحة كلامها .

_ لماذا إيفان ؟!... لما قمت بكل هذا ؟! هل رأيها مهم لهذه الدرجة بالنسبة لك ؟!...

_(صمت) .... لا أعرف ! لا أعرف حقا! ...كل ما أردت معرفته هو إن كان كلامها صحيحا أم لا !..

_ حسنا ! ، ما رأيك أن تخبرني كيف إستدرجتك و (بففت)... عفوا ...كيف هي إستدرجتك و إغتصبتك ! .

_ لا داعي لمحاولة حبس ضحكتك ، لقد أصبحت أضحوكة بين إخوتي على أي حال و أنت لا تفرقين عنهم !.

_ آسفة حقا أعرف أن هذا ليس إحترافيا لكن أنت أول حالة أستمتع حقا بتشخيصها.

_ على الأقل هناك أحد يستمتع بسماع حديثي عن حياتي .

_ رجاءا إيفان أجبني عن سؤالي ، كيف حدث الأمر ؟.،...و بكل جدية أنا أسألك الأن !.

_ حسنا حدث كل شيء في نهاية الأسبوع من نفس اليوم الذي تشاجرنا فيه ، و سبب الشجار عائد لأني ضربت إخوتي التوأم لأنهما أثارا مشكلة في مدرستهما ، .....ها، أنا أخبرك بسبب الشجار قبل أن تسألي !.

_ حسنا ، و ماذا بعد ....

•°•°•°•°•°√°•

خرجت من المشفى كالمعتاد متجها لسيارتي ، وجهتي كانت بالتأكيد المنزل تحديدا سريري لكن و بعد قيادة السيارة من الموقف الأرضي الى الباب الأمامي للمشفى ، لاحظت وقوف فتاة بشعر أصهب ترتجف من شدة البرد في الخارج ، كانت تضم ساعديها الى صدرها بينما ذقنها محشور في صدرها ، لقد كانت درجة الحرارة تحت الصفر و لم تكن ملابسها تساعد في تلك الظروف مطلقا ، كنت سأتجاهلها و أكمل قيادتي للمنزل ، لكن ما شد إنتباهي نحوها هو ماسك شعرها الأخضر ، لم أستطع تحديد هويتها إلا عن طريقه .

بعد أن أخفضت سرعة السيارة مقتربا ببطئ نحو مكان وقوف الفتاة تأكدت من أن شكوكي حول هويتها كانت صحيحة .

لقد كانت الفتاة هي نفسها آنا ، البرتقالة الغاضبة .

هي غاضبة مني هذا كان واضحا من طريقة تعاملها معي طيلة اليوم، كلما رأتني تشيح بوجهها عني تارة و تارة ترسل لي نظرات حاقدة _هي لم تأتي الى مكتبي اليوم أيضا -

" برتقالة~! " ناديت بإسمها بعد أن أوقفت سيارتي بجانبها و أنزلت زجاج النافذة التي تخص الطرف الثاني من السيارة بضغطة زر من مكاني ، أخفضت آنا جذعها لتتقابل نظراتنا أخيرا .

" أنت ؟!...ما الذي تريده ؟!"

اووه تبا !!

هي حقا غاضبة مني و بشدة .

نبرة صوتها الهجومية و تكشيرة الغضب اللطيفة تلك على ملامحها تثبت أني في قائمة الأشخاص الذين لا تريد التحدث معهم و لا لقاءهم مطلقا الأن ! .

" هيا ! إصعدي الى السيارة سأوصلك قبل أن تصبحي عصير برتقال مثلج !" قلت بوجه جاد ، محاولا منع ظهور أي علامة إستمتاع حول موضوع البرتقال هذا الذي أصبحت حياتي تتمحور عنه بشكل سيء بفضل التوأم في المنزل و آنا في العمل .

" أفضل التجمد هنا على أن أكون معك في نفس المكان !"

وااو ...تغير ملحوظ في موقفها نحوي .

في البداية كان همها الوحيد هو لمسي و البقاء معي في مكان معزول لتفعل ما تشاء بي و الأن هي لا تريد أن تقترب مني مطلقا .

" برتقالة ! لا تكوني عنيدة هيا إصعدي !... لعلمك أننا في نهاية الأسبوع و لن تجدي أي سيارة أجرة أو حافلة تعمل في هذه الساعة أنت ستموتين بردا لو بقيتي لنصف ساعة أخرى! أنا وسيلتك الوحيدة الأن !"

إن الوقت متأخر بالفعل .... و رغم أني لربما لا أستلطف هذه المرأة لا شكلا و لا تفكيرا ، إلا أني لن أتركها تتجمد من البرد خلفي ، نحن في عز الشتاء و كلما تأخر الوقت ليلا زادت برودة الجو أكثر .

" أليس موتي هو ما تريده ؟! إذا لما لا تتركني و شأني هكذا ستتخلص مني دون الحاجة لتلطيخ يداك بدمائي !" هي ستبكي ... نبرتها كانت إشارة على أنها ستذرف الدموع بالفعل من شدة البرد ...ربما ! من يدري النساء مخلوقات هرمونية يصعب تفسير تصرفاتهم أو ردود أفعالهن .

و تبا !...

مالذي قالته ؟!...من أخبرها بهذه الكذبة الشنيعة ! من قال لها أنني أريد موتها أو أبتغيه!؟!..

اووه.... لا برتقالتي !.

موتك ليس شيئا مسموحا بحدوثه حاليا ! أنا لن أستطيع التجرأ على تخليك و أنت مجروحة بخدش صغير حتى ...ذلك غير ممكن.

ذلك الجسد و تلك البشرة الجميلة التي تشبه خرائط الكنوز التي أهوى تأمل كل سنتيمتر منها محرم أن يمسهما أي شخص بأذى !...

" آنا ! لا تكوني عنيدة و إدخلي السيارة اللعينة !" رفعت نبرة صوتي بعد نفاذ الصبر في داخلي معها ، عنادها ذاك و في هذه الظروف ليس شيئا حكيما تقوم به في وجودي .

" لن أفعل ، و أنت لا تستطيع إجباري على ذلك !"

إبتعدت عن السيارة ووقفت على الرصيف ، الأن هي تنظر لكل شيء غيري ، تبا !!... هذه الفتاة ستكون نهايتي .

لكن مهلا لحظة ! لما يبدو كلامها بالنسبة لي كإعلان تحدي صريح لي ؟!

هو كذلك بالفعل .

لأن ما إستخلصته خلايا عقلي من جزء حديثها "لا يمكنك إجباري " هو و بصوتها الأنثوي المزعج " اووه ! هيا إيفان تعال و إصفع مؤخرتي العنيدة هذه حتى أصبح أكثر طاعة " ...

..

" أيها اللعين أتركني !!! دعني !! ساعدوني ، النجدة !! "

لقد كنت أحاول أن أكون لطيفا معها لكنها لا تريد أن تكون فتاة مطيعة ، لهذا ثاني ما قمت به بعد خروجي من السيارة هو التوجه نحوها و حملها على كتفي .

لقد صرخت طالبة النجدة لكن حرفيا لا أحد إهتم لأمرها ، حراس المشفى لم يتجرؤوا حتى على النظر لنا من خلف الواجهة الزجاجية ، هم يعلمون جيدا أنني لست بذلك الرجل الذي سيأخذ تدخلهم بنية حسنة في ما أفعله .

الجميع يعلم من أكون و إلى أي عشيرة أنتمي ، لا أحد سيعبث مع أموري لا الأن و لا مستقبلا....

" أيها الروسي اللعين أتركني أنا لا أريد الذهاب معك " الأن هي غاضبة جدا و لا تكف عن ضربي ظهري بكلا كفيها الصغيرتين الناعمتين ، سرت بها نحو السيارة متجاهلا محاولات إفلاتها الفاشلة مع إبتسامة إنتصار تعلوا ثغري .

" وفري طاقتك برتقالتي ، لدينا أشياء أهم لجعلك تصرخين من أجلها !" قلت صافعا مؤخرتها أنا هذه المرة و بشدة جعلتها تتأوه من الألم بشكل مسموع و غير جيد بالنسبة لي ....

تبا !!!!.....

هل آلمتها حقا ؟! ...لا أظن ذلك ، أنا أضع قفازات مبطنة من الداخل و جلدية من الخارج ، لا أظن أن صفعي لمؤخرتها المدورة الجميلة مؤلم لتلك الدرجة .

" هذا كان مؤلما يا لعين !!!"

ردت بعد صفعها ردفي الأسر بكل قوتها ، تبا !!.... و أخيرا فعلتها !.

لقد صفعت مؤخرتي أخيرا و بعد دهر ، لكن هذه المرة الصفعة لم تكن موجعة لكنها أقوى بكثير من سابقاتها .

تبا !... لقد كدت أنسى كم أن هذا مثيير !

•°•°•°•°•°•

_ لحظة ! ...آسفة لمقاطعتك إيفان ! لكن هل قلت أنك حملتها على كتفك ؟!...

أجل ، حملتها لأنها رفضت ركوب السيارة ...أنا لم يكن لدي حل سوى إجبارها على ذلك حسنا ...لقد كانت ترتجف من البرد! ، هي بعنادها أرغمتني على ذلك !!و.......

_ لا! ...لا !..إيفان أنا لا أقصد هذا !...بل ما أعنيه أنك أمسكتها بيديك و حملتها على ظهرك ! هذا تطور مبهر و جدا في حالتك !! .

_ (ينظر الى كفيه ) اووه...أجل ، لقد حملتها بيداي هاتين على ظهري !!!! و لم أهلع أبدا ! ...لم أشعر بشيء أيتها الطبيبة ! ...تبا !! أنا لم أفكر بهذا مطلقا !.

_ إيفان هل تعلم ما يعنيه هذا ؟!...

_ لا !...ماذا يعني ؟!.

_هل تذكر عندما قلت لك في بداية العلاج أن شفاءك سيكون سيره أبطئ بكثير و نسبة الشفاء أو حتى تناقص مستوى النوبات لا يكون الى عبر مواجهة سبب النوبة ؟!

_ أجل و في كل مرة نحاول ينتهي بي الأمر على وشك قتل مساعدتك الصهباء ...

_ .....حسنا ، هذا أيضا ! ، حسنا ذلك لا يهم حاليا هي تجاوزت الأمر منذ زمن ....

_ تجاوزته بعدم العمل في الأيام التي تخص حصصي العلاجية معك صحيح ؟!.

_ حسنا إيفان ! هي لم تتجاوز حادثة محاولتك إنهاء حياتها ، لكن لا يمكننا لومها !.... هي ليست موضوعنا على كل حال ، إسمع إيفان بسبب الفتاة آنا~ حالتك الأن تتطور بشكل سريع نحو الإيجابي ، وجودها حولك طوال الفترة الماضية و فرض نفسها عليك جعلك تتقبل وجودها بشكل مبهر و صدقا أنا أعتبره غريبا و جدا و ليس شيئا عاديا مطلقا .

_ هل يمكننك شرح الأمر لي أكثر ؟!...

_ معنى كلامي بالمختصر يا إيفان وجود هذه الفتاة حولك جعل من علاجك يقفز نحو الأمام بخطوات واسعة ، و وفر عليك سنوات طويلة من الحصص و التدريب على تقبل أي امرأة صهباء حولك .... و إن أردت نصيحتي ، فلا ترفض وجودها و حاول تقبله أكثر ، هذه الفتاة هي ستساعدك أكثر مني شخصيا في تجاوز معضلتك النفسية .

_ هل أنت جادة في حديثك أم أنك مللتِ مني و تريدين التخلص من حالتي و بسرعة ؟!.

_ إيفان (تبتسم)! ، في الحقيقة أنت و طوال سنوات علاجك هنا في عيادتي أنا لم أرى حالتك إلا على أنها أكثر شيء مثير للإهتمام في جميع الحالات التي تعاملت معها و في آخر الحصص التي أخذناها لقد كانت الأمتع على الإطلاق .

_ هل علي أن أشعر بالإطراء أم الإهانة لأن حالتي عندك شيء تستمتعين بالضحك عليه ؟! ...

_ اووه إيفان ! أنت تستمتع بالحديث معي أكثر من ما أفعل أنا ! ....

حسنا هيا أخبرني ماذا حدث بعد أن أجبرتها على دخول السيارة ؟!...

_ لو لم تكوني صديقة العائلة لظننت أنك تشمتين بحالتي .....

_ اووه هيا إيفان لا تجعلني أنتظر .... رجاءا !.

•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°

" أوقف السيارة جانبا !"

نظرت لها بإستطلاع للحظة ثم أعدت نظري للطريق أمامنا .

" إن كنت تفكرين في الهروب فأنا لن أسمح لك !" قلت بهدوء و تركيزي كله على القيادة .

" لن أهرب ، أنا فقط أريد شراء شيء ما هيا أوقفها الأن !" في البداية تحدثت بصوت بالكاد يسمع ، لكنه في نهاية الحديث أخرجت حموضتها نحوي.

لقد كنا قريبين من موقع منزلها بالفعل ، ألقيت ببصري لجانب الطريق لألمح محل بقالة مفتوح لذا أوقفت السيارة مثلما طلبت .

" إبقي في السيارة إياك أن تخرجي !"

أمرتها بصوت جاد ، لكنها تجاهلت أمري و بدأت تحاول فتح الباب من جانبها بعنف ، أنا بلكاد نزعت حزام الأمان و ها هي تفعل عكس ما طلب منها بالضبط .

رفعت حاجبي بإستنكار من ما تفعله ، إستدارت لنظر لي بعيونها البريئة كما لو أنها لم تفعل شيئا ، جيد أني أقفلت السيارة ، لو لم أفعل لأظطررت للركض خلفها في هذا المكان المجهول محاولا إمساكها.

" هل إنتهيت من محاولة الهرب الفاشلة !!" قلت محاولا عدم الضحك على تعابيرها الغاضبة و خدودها المتوردة من الحرج ،برتقالة شقية عنيدة تحتاج تقشيرا ....

'" لقد ظننت أن الباب مفتوح... حسنا هذا لا يهم ! أنا حقا بحاجة لشراء أشياء للمنزل لذا إفتح السيارة !" قالت في آخر كلامها مترجية ....ربما ، بعد حركتها الأخيرة بات صعبا تصديقها ، هي تريد الهرب مني كما لو كان بي طاعون أو مرض معدي ...لكن ليس هذه المرة ، إنه دوري في جعلها تتذوق مرارة ما تفعله بي في كل مرة نلتقي .

لم أرد بشيء على كلامها ، فتحت باب السيارة ثم أغلقته خلفي ، سرت نحو جهتها من الباب و فتحته .

" هيا أخرجي !" أمرت بحدة مشيرا لها برأسي نحو الخارج .

" لقد ظننتك رجلا نبيلا للحظة لكني أتراجع عن ذلك !" قالت بينما ترمقني بنظرات تظهر مدى إنزعاجها و مقتها لفكرة إيصالها للمنزل بأمان بدل أن تكون شاكرة لي .

" أنا رجل نبيل مع الفتيات المطيعات فقط !" قلت بنبرة صوت باردة كالعادة تخفي نواياي الحقيقية من خلف ما تفوهت به و التي كانت جعلها تتحدث أكثر لتعاندني في حديثي ، هي لم تزعجني منذ فترة طويلة ، و آخر حديث لنا لم ينتهي بشكل جيد حقا !.

سارت تحت نظري الى البقالة حاملة حقيبتها الصغيرة تلك ، و تبا!! هي تبدوا بغاية الظرافة و هي تمسك بحقيبتها بكلا يديها و التي تضعها على كتفها الأيسر كما لو أن حياتها تعتمد على ذلك .

هي تمشي بنفس طريقة جيري الفأر عند يغضب من توم و ينوي الإنتقام ....اوووه تبا ! علي التوقف عن مشاهدة الرسوم المتحركة مع ليون الصغير _ إبن أخي ديميتري_ أو سينتهي بي الأمر أفقد جميع خلايا الرجاحة في داخلي .

لكن على من أكذب أنا أحب مشاهدة برامج الأطفال معه ، هو بعمر السابعة فقط لكن عندما ينظر لي بعيون الجراء الكبيرة خاصته و يطلب مني مشاركته التلفاز تمحى كل كلمات الرفض من قاموسي ، بل أعجز عن الرد حتى ، هو حرفيا يمسك إصبع سبابتي و يجرني خلفه نحو غرفته كما لو كنت منوما مغناطيسيا ، ذلك الطفل و هذه الفتاة بالتأكيد هما نهايتي و إذا إجتمعا رباااه لا أريد تخيل ذلك ! ....

" تبا لك و لفتياتك"

همست تحت أنفها الذي ترفعه بشموخ في الهواء لتظهر مدى إنزعاجها مني و الذي حاليا أنا مستمتع به و كثيرا ، هي تحدثت بلغة أجنبية جزمت أنها لغتها الأم .

" هل شتمتني توا ؟!" سألت بإبتسامة متكلفة ، غير آبه إن لاحظتها هي أم لا .....

" بالطبع فعلت !" إلتفت نحوي لتلقي نظرة جانبية محتقرة قبل أن تسحب أو تحاول سحب الباب الزجاجي للخارج لتدخل المحل .

...وقحة ، صريحة ، لا تهابني مطلقا ، و لا تخجل من مواجهتي ، هذا بالضبط هو نوعي تماما ....

هي كانت ستكون نوعي المثالي لولا شعرها البرتقالي ذاك و أصولها أيضا ....

قصيرة القامة ، تشبه اللعبة بين يداي ، شعرها طويل يصل لمرفقيها ، ذات ملامح ملائكية لكن عقل إجرامي فاسد تماما ....

هي نوعي تماما ! .

" أنت في روسيا ! الأبواب تدفع و لا تسحب !" قلت ساخرا من محاولاتها الفاشلة في فتح الباب ، وضعت كفي على الزجاج لأدفعه أمامها وسط تحديقاتها المحرجة من غباءها ، كادت تسقط الى الداخل لو لم أحكم إمساكها من خصرها النحيل الجميل ذاك بسرعة بذراعي الحرة .

" على الأقل أشكريني !" قلت بسخرية بعد صفعها ليدي التي أنقذتها ، لقد دخلت تاركة إياي واقفا عند الباب ، تبا !!! هي حقا ليست كما كنت أعتقد ....عندما تغضب تصبح أكثر جمالا و إمتاعا أيضا!.

لكن لحظة !....

هل هذا ما هددت أنها ستقوم به؟! ، و أنا الذي سأندم عليه ؟!

هل كانت تقصد تجاهلي ؟!...

إن كانت تفكر أنني سأهتم فهي مخطئة و جدا ، أنا عكس ذلك تماما ، حاليا إيفان فاردين مستمتع بكل لحظة من" إنتقامها السخيف هذا " .

" Bastardo russo!!"

روسي، سافل !.

همست مجددا ، لتجعلني آخذ مسألة تعلم لغتها تلك بشكل جدي ربما أو على الأقل التمكن من الشتائم على الأقل .

تجاهلت شتيمتها تلك، أنا متأكد أنها شتمتني ، لأن ما تلفظت به مفهوم و بشكل واضح لي دون حتى تعلم لغتها أو الإطلاع على قاموس الشتائم لديها .

لقد نعتتني بالسافل الروسي ، هي حتى لا تتعب نفسها في إستخدام شتائم صعبة الفهم ، هي تريدني حقا أن أفهم كل كلمة و شتيمة تقولها لي ....

سرت خلفها بين بين أقسام الرفوف حولنا ، رأيتها تتجه لمكان معين في الزاوية لتعود حاملة سلة صغيرة لتضع فيها أغراضها، يبدوا أنها تزور هذا المحل بكثرة .

بدأت تأخذ من هنا و هناك أشياءا للأكل ....أقصد بذلك كل ما به سكريات و طعم شكولاطة ...

" ألا تأكلين غير الحلويات؟! ألا تخافين من السمنة ؟!" .....

تبا !

لم أعرف غباء ما سألته حتر رأيت المرأة البرتقالية تلتفت إلى بالعرض البطيئ على بعد مترين ، و أناملها لاتزال تلمس لوح الشكولاطة الكبير الموضوع على الرف ، كانت ستضعه في سلتها مع بقية مشترياتها لولا أني لم أفتح فمي الكبير .

هي تنظر لي بعيون جاحظة ، حاجب مرفوع مع جانب شفتها العلوي ، تبا ! هل دخلت لأحد أفلام الرعب الأن هي تبدوا مثل شبح سيدة شرير يريد قتلي الأن و فورا !.

" ما الذي تفوهت به الأن ؟!... " سألت بنبرة منخفضة لكن مسموعة بشكل جيد بالنسبة لي ....علي إنقاذ الموقف و بسرعة ..

فكر إيفان ....فكر !.

" هل قلت عني سمينة أم أن النساء يجب أن يبقين نحيلات دائما ليصنفن على أنهن بشر ؟!"

لا هذا و لا ذاك ، تبا !

مهلا لحظة ...كيف فسر عقلها سؤالي على هذا النحو ..أنا فقط سألت سؤالا بريئا!!....

سؤالها ذاك مجرد إشارة لي أن ما سيليه هو شيء سيء حقا بالنسبة لي ، لقد عبثت بعداد عمري ...

كان ديميتري يقول أن أكثر المواضيع محرمة لدى النساء هو الحديث عن السمنة ، فلا يجب أن أتلفظ بهذه الكلمة مطلقا أمام أي إمرأة مهما كانت ....

و ربما الأن أنا أختبر صحة قوله ، ملامح وجه آنا تغيرت من الفتاة التي لا تلقي بالا للعنتي لأخرى تريد تمرير سكين تحت رقبتي .

" لا ...بالطبع لا! أنا أعني ... " نظرت حولي محاولا إيجاد شيء ما لأنقذ به نفسي .

نظرت للرف الثاني ، عبرت ببصري حوله الى أن وقع نظري على منتج ما ، اتجهت نحوه لأمسكه بين أنامي و أمده لها ، بقيت يدي معلقة في الهواء ، و آنا لا تبدوا راضية عن تصرفاتي ، هي تنتظر إجابة ربما .

" كنت أقصد أن هذا النوع من الشكولاطة خال من الكالوريز~ أي أنه يحافظ على رشاقة الجسم و صحته !"

ضيقت عيناها بشك ، محاولة إنقاذ فاشلة أنا أعرف ، لكن هذا الشيء الوحيد الذي خطر في ذهني ، أمسكت اللوح ثم وضعته في سلتها دون زحزحة نظرها عني .

تبا ! هي حقا مخيفة عندما تغضب ، و مثيرة أيضا ! .

" سأنسى موضوع السمنة هذا الأن ،.... لكن لعلمك قائمة أخطائك أصبحت تطول و بشكل سيء !"

نبست قبل أن تسير نحو قسم آخر من المحل ، بالضبط حيث يوجد ما يسمى بالمعجنات ، و أنا طبعا لم أفارق جانبها مطلقا .

كأي إيطالية عادية في العالم أول ما إختارته ليوضع في سلتها التي قاربت على الإمتلاء كان السباغيتي ...

" ألا تأكلون في إيطاليا سوى هذه المعجنات المضرة بالصحة ؟!" رفعت حاجبي و نظري معا من البقالة أمامي الى وجهها الذي لم يكن مسرورا كثيرا بتعليقي .
.

وضعت سلتها أرضا لتكتف ذراعيها لصدرها و تنظر لي بملامح جادة و ربما منزعجة هذا ما يشير إليه إرتفاع حاجبها و جانب شفتها العلوية الأن .

" هل و بأي فرصة هذه الليلة أنت تريد أن تموت ؟! " سألت مجددا ، و نعم هي لم تكن سعيدة مطلقا .

" أنا فقط سألت ، أنت تأخذين الأمر بحساسية زائدة !" قلت بتعابير تثبت براءة سؤالي و أن ليس خلفه أي نوايا سيئة أو تنمرية برغم من أنه كان سؤالا ...حسنا ساخرا قليلا ! .

" إحمل السلة عني و إتبعني " إلتفت لتكمل سيرها نحو قسم آخر .

" هاي ! أنا لا لست خادما هنا !" قلت دافعا السلة بقدمي لتنزلق بسلاسة و تتوقف عند أقدام البرتقالية التي كانت تتفحص منتجا ما باللون الزهري .

" أنت من أصريت على القدوم الى معي لذا على الأقل كن نافعا بشيء ما ! " نبست بنبرة هادئة كما لو كانت تشعر بالملل من ردي أو من وجودي بينما تقرأ محتوياتي المنتج الزهري اللعين ذاك .

حملت السلة و بدأت في تتبعها بين الرفوف لعدة دقائق أخرى مستسلما لأمر أنني أنا من حشرت نفسي في هذا الموقف.

" هذا ممل !" قلت مطلقا زفيرا حادا ، شكلها و هي تنتقي هذه المنتجات الغبية بتمعن و حذر لا يساعد مطلقا في كسره .

" إعتبره تدريبا !" قالت ببساطة ملقية نظرة عابرة علي بينما كنت أتكئ على جدار المحل منتظرا أن تنتهي و نرحل من هنا .

آنا~ هادئة على غير العادة ، و هذا الهدوء مخيف ... ليس مخيفا حقا ، لكنه يشبه الهدوء قبل العاصفة الذي لا أرتاح عادة بوجوده حولي .

" تدريب ؟! على البقالة ؟!.. لماذا قد أتدرب على شراء هذه الأشياء ؟! . " سألت بريبة من آخر ما خرج من بين شفتيها .

" لأنه سيكون أحد مهامك بعد زواجنا دين~دين !"

فتحت فاهي من هول ما سمعت ، يا إلاهي ! هذه الفتاة معتوهة تماما ! ....

" أنا لن أتزوجك مطلقا !" قلت بشكل دفاعي ، ملامحي و نبرتي تظهر جليا رفضي لموضوع أن أكون مع هذه المرأة في أي علاقة ، مستحيل ، لا يمكن ! ، أنا وهي مثل النار و الماء إن إجتمعنا فسنهلك كلانا بالمعنى الحرفي و المجازي.

" مهما يكن ما تقوله عزيزي !" الأن هي تنظر لي و أخيرا بشكل مباشر لكن مع إبتسامة مستفزة على وجهها الجميل ذاك...تبا ! .

نظرتها الساخرة نحوي جعلت نار التحدي توقد داخلي ، و الرغبة في نفي الأمر مجددا تولدت بالفعل و لم يبقى علي سوى إظهارها جليا لها لتفهم أنني و من المستحيل أن أرتبط بها أو حتى أفكر بها كإمرأة حقا !.

" أنا جاد ! أنا لن أوافق على الزواج بك !" كنت جادا في قولي ، لكنها لم تغير من ملامحها الساخرة قيد شعرة .

" و من قال إن رأيك مطلوب عزيزي ، لعلمك الشيء الوحيد الذي يمنعني من سحبك من شعرك لمكتب الزواج هو هذا الشتاء ، نحن سنعقد قراننا فور أن يصبح الجو أكثر دفئا و أنا لا أطلب رأيك في ذلك !"

ما هذا بحق الجحيم ؟!...

هل هي في كامل قواها العقلية !.

و تبا هي لا تزال تبتسم بتلك الطريقة المستفزة !.

" هل أنت معتوهة ؟!" قلت دون تفكير من صدمتي بما سمعته ...

" معتوهة لكن أحبك !" قالت قبل أن تأخذ السلة من يدي و تتجه قافزة مثل الأرنب نحو مكان الدفع جاعلة من شعرها الأصهب يذهب يمينا و شمالا .

أحبك !....

تحبني ؟!..

ما اللعنة الملعونة التي تفوهت بها الأن ؟!

كيف لها أن تقول شيئا كهذا بكل بساطة دون الشعور بالحرج أو حتى الخجل ؟!...أليس لديها ما يمنعها عن قول كل ما في نفسها عني؟... لما هي تملك هذه القدرة على جعلي دائما مشغولا بتحليل تصرفاتها اللامبالية ؟!...

_ هذه الفتاة حقا ستكون نهايتي ! ...

أفضل الموت برصاصة مسدس على أن أبقى معها في مكان مغلق ، على الأقل الرصاصة ستنهي حياتي فورا دون عذاب أو تفكير فيما هو قادم و لن أظطر للبقاء دائما متأهبا لما سيخرج من فوهة فم تلك البرتقالية ....

نفضت أفكاري المتضاربة حول ثبات صحة البرتقالة العقلية ، ثم تبعتها لمكان وقوفها ، كانت ستخرج محفظتها لتدفع لكني أوقفتها بمد بطاقتي السوداء نحو الرجل الخمسيني و قد كنت أسرع منها .

" أنا سأتكفل بالدفع ! " قلت بإعتيادية نحو موضوع الدفع هذا ، ناظرتني للحظات بإستغراب ثم ذهول قبل أن تبتسم و تفتح ثغرها الذي كلما فتحته يبعث ما بداخلي من ما تبقى لي من ثبات و إتزان عقلي ...ربما .

" وااو ! أنظر إليك كيف تتعلم أن تكون زوجا جيدا بسرعة ! " قالت بنبرة تدعي بها الإنبهار بأمر دفعي لأشياءها .

أن أدفع لها ليس له علاقة بأمر أن أكون زوجا صالحا مطلقا ...بل إنه يتعلق برجولتي ، لا يمكنني ترك إمرأة تخصني تدفع أمامي من مالها الخاص ، هل تمزح معي ؟!... هذا مهين جدا لي ، و غير مقبول هنا لا إجتماعيا و لا ثقافيا .

الرجل هو من يدفع ، هذا هو القانون هنا .

تجاهلت وجود الرجل الذي كان يلملم أغراض المرأة المجنونة بجانبي لأتلفظ بأحرف إسمها بنبرة منزعجة لكني حاولت إخفاءها في تعابير وجه بارة كالعادة .

" آنا !"

ناديت منزلا نظري نحوها ، لقد كانت ترفع وجهها بشكل كامل لتقابلني بتعابير بريئة ، لقد رمشت عدة مرات بخضراوتيها الجميلة محدقة بي مع إبتسامة صغيرة ملائكية تخفي بها فسوق ما تفعله الأن .

" نعم !" أجابت و هي لا تزال تفعل ما تفعله و في مكان عام دون خجل .

" أبعد يدك عن مؤخرتي ! " قلت مرسلا إبتسامة مصطنعة لها يتخللها التهديد في نظراتي نحوها .

تبا و بدل إفلاتي ، هي صفعتني بقوة هذه المرة قائلة " عليك أن تتعود على هذا أيضا !"

حشرت مصاصة حلوى بثغرها ثم أخذت أكياس بقالتها بين أنامها من عند الرجل الخمسيني ، شكرته ببساطة ثم خرجت مودعة الرجل .

مهلا !.

من أين أحظرت المصاصة تلك ؟!.

لا يهم ..نحن في محل بقالة ، أكيد إلتقطتها من مكان ما من المحل ! أو من سلتها ....لا يهم حقا .

..

بعد خروجنا من البقالة ، أسرعت هي في السير الى السيارة ، الجو بارد بالفعل و هذا ما دفعني للسحب مفتاح سيارتي من جيب معطفي و فتحها لها بضغطة زر بسيطة عن بعد قبل أن أصل إليها ، هي الأن تقفز من شدة البرد خارجا كالأرنب، لقد كانت تنتظر قدومي لءا أسرعت في خطواتي مستغربا من تصرفها هذا .

" لقد فتحت السيارة لماذا لم تدخلي ؟!"

ناظرتها بإستغراب لآخذ أكياس بقالتها تلك البلاستيكية ثم وضعتها في الكرسي الخلفي للسيارة ، فور إغلاق الباب ، طالعت معالم وجهها بشك في ما يدور في عقلها الصغير ذاك و من وقوفها أمامي بثبات مثل الصنم بإبتسامة شيطانية على وجهها .

" وقت عقابك قد حان دين~دين!!"

راقبتها رافعا حاجبي بغير فهم من الذي تفوهت به توا...

لكن و قبل أن أحصل على مفتاح يدلني على مالذي قصدته ، حل ظلام على بصري جعلني لا أعرف ما حدث لي بعدها .....

•°•°•°•°•°•°•°•°•°

_ اووه يا إلاهي! هذا أفضل من الأفلام حتى ! من الجيد أني أضع بعضا من أكياس البذر هذه في مكتبي .... أكمل ! إيفان ماذا حصل بعدها !.

لقد رن منبه الوقت ، إنتهت حصتنا بالفعل ! .

_ ماذا !!... لا ! هيا ! أكمل سأعطيك حصة إضافية مجانية ، فقط أكمل !.

أشعر الأن و كأنك تأخذين من موضوعي تسلية لكِ !.

_ بالطبع ...أقصد لا إيفان ، أنت فقط مريضي المفضل حاليا ، عليك أن تكون ممتنا لذلك ، و أنا أعطيك حصصا إضافية و مجانية ، غيرك يتضرعون لي لأقبل النظر في ملفاتهم حتى !.

ليس هذا ما يبدوا عليه الأمر بالنسبة لي .

_ بربك إيفان ! لا تجعلني أنتظر أكثر !.

حسنا ...ما حدث بعدها كان ....

•°•°•°•°•^

نجمة ✨

" كيف تعرفين مكاني دائما و بهذه الدقة ؟!"

..

" من فعل هذا بكِ ؟!"
..

" أنت لست غبيا لتذهب و تخبرهم عن من أكون ...هم سينهون أمر كلينا معا !"

..

" من أين أحظرت هذا الرجل ؟!"

" من البقالة !" .

حساب انستغرام:

_victoria_books ✨

..... ..... ..... .... .... .... ..... ....

تنويه ❤️: ترقبوا فصل قريب إنشاءلله ...ممكن ينزل الجمعة إنشاء لله ✨ .

شكرا للقراءة 🤝 ✨ .

Continue Reading

You'll Also Like

14K 1K 11
شاب في فترة تعلم عن ثقافات الدول الأخرى يرسله قدره إلى بوابة القارة السمراء البلد العربي المتواجد في أقصى شمال افقريا فيتعرف على تلك الثقافة الجديدة...
1.9K 137 4
«عزيزتِي، أنتِ حُلوة كالسُكر، ولاذِعة كالنبيذ.» مُرسل مِن هاري كلارك.
205K 8.7K 34
هي ليست قاتلة تسعى لسفك الدماء و تخليد اسمها بعالم المافيا... امرأة أعمال طالما رددت الصحف أخبارها نجاحها و خساراتها التي لم تكن أبدا... لكن مالا يع...