♤ سمفونية الارواح ♤

By 77Dalidah77

6.3K 525 707

فتاة مهتمة بالفن والموسيقى بحياة هادئة مملة تتحول حياتها بعد ان وقعت في عالم لا تعلم عنه شيءا ... More

{ مُقَدِمَة }
الفَصل الاوَل <->[حَفْل زِفَاف أَم مَاذَا ؟]
الفَصل الثَالِث <-> [ مَا هَذا الإحسِاس ؟ ]
الفَصل الرَابِع <-> [ التَّغييرْ الأوَّل ]
الفَصل الخَامِس <-> [ بِدايَة آلحَرب ]
الفَصل السَادٍس <-> [ دِمَاء عَلى رُقعَة شِطرَنج ]
الفَصل السَابِع <-> [ آلغَاية تبَرِر الوَسيلَه ]
الفَصل الثَامِن <-> [ حَنِين الذِكرَيَات المَفقُودَه ]
الفَصل التَاسِع <-> [ قَاعَة الثّأر المُشتَعِلة ]
الفَصل العَاشِر <-> [ آلحَبل القَصِير للنَجاة ]
الفَصل الأَخِير <-> [ خَوف ~ ]

الفَصل الثَانِي <->[ الأذَاء الأَخِير ]

541 52 78
By 77Dalidah77


















.
.
.
.
!
~ اٌلصَديق الوَفِّي نِعمَة لاَ يَنعَم بِها كُلَّ شَخصِِ ...

¡
.
.
.
.































《 المانيا / برلين 》
7:30 pm

كل الصحف والجرائد والقنوات التلفيزيونية يتحذثون عن شيء وشخص واحد ،، ( فيليب فون براونشفايغ ) لكن الفرق الان انهم يتحذثون عن فضيحة له ....

بعد ان تدمر ذلك الزفاف والتقطت الصحافة ما يكفي لاعوام واعوام من الشائعات ،، غادر الجميع وكل منهم ما يقوله ،، هناك من يلعنهم ،، وهناك من كان قلبه مع إيما المسكينة ،، لكن من سوف يصدق انها ليست ك امها؟
او حتى ماذا لو ان هذا انتقام منها بسبب أفعال امها ؟
كل شخص و نوع الإشاعات التي يطلقها ولا احد يعلم بالحقيقية التي يخفيه قصر فون براونشفايغ ....

نزلت اسهم شركة فيليب بسرعة البرق ليس فقط بسبب ما حدث ،، لا ،، لكن بعد ثواني من الفاجعة ،، نشرت صور لنيكولاس يتقرب بقذارة من فتاة ما
بزي زفافه ! ،، كانو بشارع خالي تم ادلفو لمكان ما حيت الباقي بث بالزفاف ....

الجميع كان غاضبا لان المقطع المخل بالحياء ذلك عرض حتى امام الاطفال ،، شاهده من يريد ومن لا يريد ! ،، اما عن نيكولاس فلا اثر له عائلته باكملها تبحث عنه لكن بلا جدوى ،، هوية الفتاة لم تعرف لحد الان ويقال بأنها ابنة احد الاعداء ...

كانت تلك بمثابتة ضربة قاضية للعائلتين ،، والمستفيد الاول من هذا كله هو الفاعل !

__flashback__
( بعد وصول نيكولاس للزفاف بدقائق )

-> ركنت سيارة بي ام دبليو بلون اسود فاخر أمام حفل الزفاف ...
" إنزلي الان ،، لا اريد منك ولو خطأ واحد ها "

قالها شاب بالمقعد الأمامي بدون ان يلتفت لها حتى ،، يبدو بأنه من يقود ،، بدلة رسمية ،، تظهر منه فقط تلك الوشوم المخيفة التي تتسلل حتى ظهرت ب رقبته ،، ذلك ما يظهر ايضا للجالسة بالخلف مظهرتا مفاتنها بذلك الفستان الشبه عاري ،، نظرت الى عيناه ب مرآة السيارة الامامية ،، وهو لم يكثرت لها اصلا ،، لتنبس :

" يبدو ان سفرك الطويل ذلك انساك من هي ماريا ايها الدوكس القديم "

فتح لها احد الحراس ،، لتنزل وهي تمشي بكل انوثة ،، تجعل كل من يراها يفتن ،، و كل من يشتم رائحة عطرها يتبعها ،، اتجهت للداخل تلقي نظرة عابرة على المكان لتتقدم لطاولة يستطيع نيكولاس رؤيتها منها ،، لتبدأ باحتساء نبيذها ببطىء وهي تتكىء على الطاولة ودرجات جسمها تظهر للعيان ...

كان نيكولاس ينتظر إيما وابوها ان يأتو وهو يقلب عيناه بملل ،، يتمنى فقط ان ينتهي هذا الزفاف بسرعة ،، ليبحث عن عروسة البحر الهاربة ...

نظر للجانب ينفث دخان سيجارته اذا به يرى قوامها ! ،، كيف له ان ينسى شيء حدده بيده ،، ظن للوهلة الاولى انه يتوهم بسبب انه يفكر بها كثيرا مؤخرا ،، لكنه رمى كل شيء عرض الحائط وتوجه اليها ،، وقف امامها واخيرا اطمأن قلبه انها هي ....!

رفع رأسها اليه ،، بعيناها النائمتين المحددة بقلم ابيض ،، يزيدها من الجما جمالا ،، يبدو انها ثملة وكثيرا ،، اقترب منها لينبس :
" هل انت بخير ؟ "

اجابت وهي تحاول الحفاظ على توازنها :
" لا اظن ذلك ،، فان من احبه على وشك الزواج "

اتسعت مقلتيه من ما قالته ،،ليتجاوز قلبه الخفقتين ،،
تحبه ؟؟ ،، هذه الفاتنة هنا تحبه؟؟ ،،
عروس البحر التي كان يبحث عنها بكل مكان ؟؟

كاد ان يقفز من الفرح بسبب ما انبسته به اذا به يقترب منها ببطىء سامحا لعطرها باختراق رئتيه ،، احاط خصرها بعد ان وقف خلفها ،، تم همس بجانب اذنها :
" اتسمحين لي بتصحيح اخطائي ؟"

نظرت اليه من ذلك للقرب لتبعد يده عنها بعنف تم استدارت له ،، هاهي الان امامه تترنح يمينا ويسارا :

" لن افعل ،، لا اريد "

قصدت الخروج وهي كورقة ساقطة من الشجر ،، يأخدها الرياح يمينا ويسارا
،، لعن في نفسه ليخبر احد حراسه ان له شيء مهم لينجزه
و سيعود بعد اكماله ،، تم لحق بها ....

بقيت تتصنع البكاء وهو ورائها يحاول ان لا يلفت الانظار ،، لكنه لا يعلم انها تقوده الى نهايته ،، بقي يلاحقها حتى دخلت ب شارع شبه خالي ،، ليسرع اليها ليحاصرها على الحائط خلفها لتنبس له :

" ابتعد عني ،، اذهب هيا اذهب لزوجتك هيا "

بقي يحملق بها وشهقاتها الطفولية تلك ارهقت قلبه وشتتت تفكيره ،، رموشها المنسدلة والتي اصبحت اجمل بسبب الدموع ،، شفتيها المرسومتين بجدارة كبيرة ،، كل شيء فيها مثالي بطريقة خيالية ،، بعد تأمله لها لبعض الوقت انبس وهو يرفع وجهها باصبعه لتناظره :

" ان كانت هي زوجتي ،، ف انتي مالكة قلبي وتفكيري يا جميلة "

ابتسامة زينت محياها لتبوز شفتيها بطفولة تم اجابت :
" تقول الحقيقية اليس كذلك ؟"

مباشرة اجابها ويده تسبح بظهرها :
" الا تقرئين كمية المشاعر بهذه العيون هممم ؟ "

رفعت كفها لتتحس وجنته تم نزلت لتتحسس تفاحة ادم الخاصة به
التي كانت الشيء المفضل لها عند الرجال على ما يبدو ،، تم انبست :

" ماريا ،، اسمي ماريا ايها المثير "

اجابها وهو لا يزال يكمل عمله :
" نيكولاس ،، ناديني لأرى "

عبثث بازرار قميصه لتنبس بعدها بتردد :
" نيكو .. عزيزي نيكولاس "

لم تكمل جملتها لانه قد سلبها انفاسها ،، ما هذا المغناطيس الذي سيطر عليه ...

⚜___End of flashback__⚜

فتحت عينان ب ضيق شديد ،، اشعر بجميع اطراف جسدي تتألم ،، اوو اشعر بالغثيان ،، كأنني اكلت للتو لحم جرو ،، رأسي يهتر بقوى ...

ااا لحظة هناك صوت ما قادم ،، كانت هانا ،، تتحذث بسرعة كبيرة ،، لا اسمع ماذا تقول بالضبط ،، كل ما اراه ان ابي غاضب وهو يضرب برجله باب غرفتي ،، اما عن هانا فكانت تمسك بكتفاي وتحركني لكي استفيق ،، لكنني مستيقظة ...
ام
انني
اتوهم
فقط ؟

~ لطالما قرأت عن الخدلان ،، لكن مثل ما فعلته بي لم اقرأ ...

لن اقول بانني اتمنى لك السعادة معها ابدا ،، كما يقولون ان احببت شخصا ستتمنى له السعادة حتى وان لم تكن انت تلك السعادة ،، لكن لا !

ها يبدو ان جانبي السيئ بدأ بالظهور ،، اي يكن علي العودة للعالم الحقيقي اظن ...

تبا لازلت بنفس النقطة ...

ايقظني صوت هانا وهي تصرخ ودموعها تبلل ملامحها :
" اسفة اسفة لانني لم اتي بالوقت المناسب اااسفة "

بدأت تعانقني مرارا وتكرارا ،، احسست بدموعها الحارقة على ملابسي ،، رفعت يدي قصد التربيت عليها ،، لكن ....

وما فائدة تربيت مكسور على اخر ؟

بقيت متصنمة اراقبها ،، الدموع من عيناي تنزلان كنهر جاري ،، ولا تنقطعان ،، اشعر باحتراق بهما حقا الان ،، توقفت نشرة بكاء هانا بينما خاصتي ابت قطع جريانها ،، نظرت لها بعينان ممتلئتان يفيض منهما كل ما اريد قوله ،، وما يجول بخاطري ...

انبست هانا بعد ان قبلت خدي برفق :
" أنظري ،، لديك مبارات اليوم حلمك بين يديك اليوم ،، عليك تحقيقه من اجلي ،، من اجلك ... "

مسحَت عيناي برفق ،، لكنني ذلك لم يزدني الا وهنا على وهن ،، تكمشت ملامحي وبدأت ابكي واصوات شهقاتي تتعالى بالمكان ،، لتحتويني صديقة عمري بين اضلعها الضعيفة التي بالنسبة لي كانت العالم ،، تبا فقط ،، كيف انساني ذلك الوغد ان اخبرك بانني ممتنة لك فقط ،، للمرة الثانية تتحمليني رغم انطفائي ...

بقيت تربت على شعري ،، بينما تتعالى شهقاتي ،، وتزداد وثيرة بكائي ،، حتى ادلف ابي للداخل يكسر صفو المكان ...

ضرب برجله باب غرفتي لانتفض من مكاني والهلع يسيطر علي :
" اجمعي اغراضك وواخرجي من بيتي ! ،، حالا "

بدون مقدمات قالها ،، هكذا فقط؟ ،، اخرج لانني لم اعد ذات قيمة
صرخت هانا باعلى صوتها :
" ايها الوغد ،، الا ترى حالتها ؟؟؟ ،، اخرج انت ان اردت "

قالتها وهي تقف مواجهة له ،، لم تكن من قالت ذلك صديقتي هانا ،، بل كانت هانا هوفمان ،، مهوسة الأسلحة ،، وابنة شوارع المخدرات ...

كنت اعلم ذلك مسبقا ،، هذا يفسر سلوكي مع فيليب ،، اعلم بان عمله افضل له من كل شيء ،، حتى من حبه ! ،، تزوج من سوف تجعله اشهر ،، وترك حبيبته لاخر ،، بدم بارد ...

وكيف يتهمونني بعصيان الوالدين وهم لا يملكون فيليب ابا لهم ؟

لم افعل شيءا بقيت فقط ابكي كالاطفال ،، لم اكن اعلم ابدا ما مقدار غبائي بتلك اللحظة ،، بدأ ابي يصر ويصرخ وهانا مثله ليدخل حراسه بعد ان أمرهم برمي خارجا أنا وهانا ...

تحت ضربات هانا للحراس وبكائي المستمر تم رمينا بالرواق وملابسي واقعة بكل ارجاء المكان ،، كنت انظر لهانا فقط ،، كيف لها ان لاتبكي؟ ،، فعلت ما كان سيفعله رجل ،، واجهتهم لاخر لحظة ،، وبالاخير جَمعَت اغراضي وخرجنا بكرامتنا المتبقية من ذلك القصر ،، تحت نظرات فيليب وبكاء الخادمات في صمت ،، اتمنى فقط ان اكون مثلها !

امسكت يدي وباليد الاخرى كانت تمسك حقيبة ملابسي ،، ووجهتني للخارج ،، كان الجو بارد بعض الشيء ،، بينما كنا ننتظر سائق هانا ،، اعطتني معطفي من الحقيبة وانبست وهي تلبسه لي :

" الحياة ليست سهلة لدرجة ان تحققي كل ما تريدينه فقط بالدموع !"

نظرت الى عيناها المضلمتين ،، كانت تعطيني نظرة حادة دليل على جذية ما تقوله ،، لم ترامقني بهذه النظرة بالداخل امام ابي ،، لا بل دافعت عني حتى انفردنا تم واجهتني بحقيقة انني ضعيفة !

نظرت للاسفل تم انبست بصعوبة ،، تلك الغصة تمنعني من التحدث :
" ك ك ك كيف لا اكبح دموعي ؟ هءهءهء "

ختمت جملتي وانا اشهق كالمجانين رفعت رأسي اليها ،، لكي انظر صوب اعينها ،، تم ربتت على كتفي و اجابت :
" ان تكوني قوية له ثمن باهض جدا ،، الان دورك لتدفعي ذلك الثمن "

من الصعب جدا فهم كلام هانا فكل كلامها فلسفي بامتياز ،، لكنني استوعبت ما ارادت قوله ،، انني بعد هذه الصدمة الفضيعة سوف اصبح اقوى مثلها ...

بقيت اتأملها لامسح دموعي وانبس :
" بعد انتهاء العرض سوف تخبريني بالثمن الذي دفعتِه "
انهيت جملتي لارفع لها خنصري مثل المسلسلات الكورية ،، بمعنى اقطعي لي وعدا
..

قهقهت هانا لتصافح خنصري بخاصتها وتلتقي ابهاماتنا ،، تم انبست :
" أخبرتك ان تقطعي الكدراما الرومانسية ،، جربي مشاهدة مسلسل mouse "

ابتسمت لها لانبس:
" mouse ?? لا اعرفه "

اتسعت مقلتيها لتقول :
" اهناك شخص بالعالم لا يعلم بأمر تلك العظامة ؟ الهي امنحني الصبر "

رفعت لها كتفاي بمعنى ( وما ادراني ) لتنظر الى السائق الذي قد وصل ...

ركبت واياها بالخلف ،، اشعر بتحسن الان ،، لكن لا رغبة لي بان ارقص التانغو امام الملايين ،، ذلك يذكرني به ...

كانت هانا من سوف تبدأ اولا مع 9 ،، وذلك يوثرني لانها سوف تتركني بمفردي لساعة كاملة ،، اتمنى فقط ان يمر كل شيء بخير ....

ذهب بنا السائق الى الفندق الذي تبقى فيه المتنافسات هو بجانب المسرح تماما ،، كنت الوحيدة التي ليست به لانني اقطن اصلا بالمانيا ،، وصلنا و ادلفنا اليه لاجد متنافساتنا القديمات على وشك الرحيل ،، بدأ الجميع يلقي التحية على هانا ويتمنون لنا التوفيق الليلة ،، اقتربت مني الفتاة التي كانت تمثل روسيا ،، كانت صهباء مثلي ايضا لتنبس بالانجليزية المثقنة :

" عليك الفوز لكي تظهري له انك افضل حال بدونه .."

كلماتها لامست قلبي حقا ،، الهذه الدرجة كل الفتيات هن ضحايا للحب ؟ ،، ام ان كل صهباء لا حظ لها مع الحب ؟ ، اكيد انها علمت ما حدث لي بزفافي ،، وعلمت ايضا ان ذلك اثر بي بسبب ملامح وجهي المكتئبة بعد ان
كنت الحورية الالمانية اصبحت الجثة الالمانية ...

حاولت ان اجمع شتات نفسي واجبتها بالانجليزية ايضا :
" أي كان ما حدث لك ،، فأنا آسفة من أجلك ،،
ان لم يكونو هم اسفون فأنا أفعل .."

ابتسامة صادقة زينت محياها تظهى بذلك غمزتيها اللطفتين ،، لتجيب :
" دمرتهم كلهم بنجاحي ،، افعلي ذلك ايضا عزيزتي فلا مكان للفتيات الضعيفات بهذا الزمن "

راقتني تلك الفتاة حقا ،، توادعنا وسلمت مع الاخريات كن يريدن الذهاب الى اماكنهن وسط الجمهور ،، حقا ان الجميع يشاهدنا ...

التقيت ايضا بتلك الفتاة الارجنتينية من البارحة واعطتني ايضا الكثير من النصائح واخبرتني بان الارجنتين سوف تسعد بقدومي لها ،، هانا ايضا متبارزة من الارجنتين ،، دائما تتأهل فتاتان الى ثلاث فتيات من الارجنتين
لانها الدولة المعروفة بهواية التانغو ،، كم ان اغلبية الجوائز تذهب لها ،، اظن انني سوف اتبع الان حلمي اخيرا ..

كانت هانا ابدا غير متوترة لدورها الذي يسبقني ،، اما عني فلا اعلم ماذا عساي افعل بعد ان تدخل هانا للمسرح وتتركني لوحدي ....

بعد لحظات من جمع احتياجات هانا من غرفتها بالفندق ،، اتجهنا الى المسرح ،، وصلنا بسرعة ،، كانت هانا سوف تتوجه لتغير ملابسها ،، فقد حان دورها ،، قبل ان تذهب عانقتني و انبست بجانب اذني :
" انا أؤمن بك ،، ولو كان العالم بأسره لا يفعل "

ابتسمت لها ،، لتعانقني مجددا تم همت بالرحيل ،، كنت خلف الستائر الجانبية اراقب المسرح غير عالمة بماذا سيحدث به بالضبط ،، دقائق حتى بدأ الجميع بالتصفيق ،، لتدلف هانا للمسرح وتبدأ بالأداء ،، كالعادة هانا تتقن أدائها وتضيف له لمسة خاصة من عندها ،، لا ترقص كالمعتاد بل تتفنن وتبدع في الاختراع ،، سريعة على المسرح وتغطي دائما عجز شريكها ،، لكن الان هي لا تحتاج لذلك لان الشريك الذي اخترته موهوب بالفعل ...

عن ذكر الشريك لم احضى بواحد ،، لم اجد احدا ولم يكن لي وقت لذلك اصلا ،، لذا قررت الرقص بمفردي رغم صعوبة الامر ....

كان اذاء هانا هذه المرة أكثر ابداع من المرة السابقة ،، لقد قامت بحركات خاصة بها ودمجتها بالحركات السابقة بطريقة مذهلة ،، كما انها تتقن حركات الساقان ،، اما عني فاحاول ما امكن تفاديها بسبب ركبتي ....

مر اذاء هانا بسرعة البرق ،، جعلت الكل مذهولا من ابداعها ،، والخوف ظاهر على وجوه الالمانيين ،، يعلمون جيدا بأن متبارزتهم ليست بحالة جيدة ،، ويعلمون جيدا مالذي تعيشه الان ،، و مع هذا الاذاء المثالي والعالي الذقة فان الخوف اجتاحهم اكثر...

انحنت هانا وبدأت تشكر المشاهدين ،، تحت تصفيقهم الصاخب ...

وكانت من ضمنهم فتاة صغيرة ترتدي قميصا مرسوما عليه
صورة إيما تحمل جائزة النصف النهائي ،، كانت تبكي وتردد :
" هل الحورية الالمانية مجروحة؟ ،، هل سوف نخسر ؟"

بدأت تربت عليها امها التي كانت تبكي كذلك ليقاطعهما صوت شاب يجلس بجانبهما ،، بذلة رسمية ،، ساعة يد تغطي ما تحتها من وشوم ،، يبدو ان جسده كله موشوم فلقد اصبحت تلك الرسومات الغريبة تتسلل لعنقه بطريقة مخيفة ،، عروق يده بارزة وهيئته العضلية حاضرة بقوة بالرغم من بدلته :

" سوف تحقق الحورية الألمانية المعجزات كما تفعل دائما ،، اوليس ؟ "

قال كلمته الاخيرة ليحول نظره للفتاة الصغيرة مانحا اياها ابتسامة دافئة
جعلتها تتوقف عن البكاء ،، مسح دموعها باكمام قمصيها لتقترب منه بتردد ،، قامت بالعبث بقميصها تستجمع شجاعتها ،، لتنبس اخيرا :

" حقا ؟ "

وضع ذلك الشاب يده على فروة رأس الفتاة الصغيرة يربت بخصلات شعرها بحنان ،، تحت نظرات امها المتئملة لتصرفات هدا الشاب اللطيف ،، لينبس :
" أكيد ،، سننتظر حملها للجائزة بفارغ الصبر "

اومأت له الفتاة الصغيرة بسرعة تجعل خصلات شعرها تتبعثر بفوضة
لتعود لوجهها الصغير الابتسامة من جديد ،، التفتت الفتاة الصغيرة
لأمها تمسح دموعها ببطىء وتقول
" سوف تحقق الحورية المعجزات كما تفعل دائما اوليس"

شبح ابتسامة ظهر على وجه الشاب ليحول نظره للمسرح
منتظرا العرض الأخير ...

.
.
.

كنت متوثرة جدا ،، ونبض قلبي لا يساعد البثة ،، يزداد مع كل خطوة أخطوها بطريقي للمسرح ،، بدأ الجميع بالتصفيق لادلف وصوت كعبي العالي يحطم صمت المكان ،، اكيد الكل متفاجىء من ما ارتديه ...

صمت قاتل حل بأرجاء المكان وكأن الجميع قد نبذو ،، اجل ارتديت فستان زفافي لكن أضفت عليه بعض اللمسات البسيطة ،، لكي يلائم مشاعري
لطخته باللون الاحمر قليلا كذلك لطخت رقبتي وفخدي اللذي يظهر ..

صوت لحن حزين وهادىء كان عليه سوف ترقص ،، بدأت بالترنح كعادتها من دون شريك ،، ولا تظهر انها اصلا تحتاجه ،، كانت موسيقى كئيبة بعض الشيء توصل كل مشاعر إيما للجمهور ،، الكل ثأتر حقا من لباسها ومن رقصها الحزين على تلك النغمات ،، وكأنها ترقص على قلوبهم ،، بدأ الجو يصبح باردا بسبب تحركاتها المبهرة كالعادة ،، وترنحاتها الاعجوبية حتى مع تقل وطول الفستان لم تخطأ ابدا باي حركة من الحركات ...

كان كل شيء جيد حتى الان تلك الحورية تؤدي دورها وتسرق دقات قلوب الجمهور منهم لتأخدها اليها تفعل بها ما تشاء ،، حتى وصل الجزء الاصعب ،، اللحن اصبح اعمق ،، لكنها واكبته ببراعة ،، ترفرف كالطيور ،، وتبدو كالملاك المجروح بذلك الفستان ...


رقصت تلك الرقصة التي كنت أتدرب عليها طوال هذه السنين
رقصة الملاك المحطم كنت دائما اخفيها ليوم كهذا وهاق...

ازدادت وثيرة نبضي لدرجة انني بث استشعرها داخل أذناي ،، احسست بالحرارة تمتلك كامل جسدي ،، ولم يعد يصلني اي صوت ...

حتى صوت الموسيقى ،، كأني انعزلت عن العالم ،، لأتجمد في مكاني قصد التأكد من ما لمحته عيناي ،، كان هو بلحمه وشحمه يقف وراء الجمهور ،،
ب اخر صف ،، وابتسامة ساخرة مرتسمة على ملامحه ،، لم اعلم ماذا حدث لجسدي ،، لكنني تجمدت وامتنعت كل مفاصيلي عن التحرك !

.
.
.

لم يفهم اي احد مالذي يحدث ¿
كانت ترقص كالمعجزة حتى تصلبت مكانها ،، وبدأت تنظر للامام كأنها لمحت ملك الموت ،، الوقت يمر وهي على تلك الحالة ،، بدأت هانا تصرخ من وراء الستار بإسمها لكي تستفيق لكن بلا جدوى ...

تنادي وتنادي بكنها حقا ليست بهدا العالم ،، اصبح التوثر سيد المكان ،، والكل يدعو لكي يمر كل شيء بخير ،، اي ما كان ،، الكل يتمنى فقط ان تتحرك من مكانها وتفعل شيء ،، لان الوقت ينفذ وبلا جدوى ...

فاستجابت لرغاباتهم وتحركت ،، لتقع ارضا وهي تتزحزح للخلف بهلع ،، حتى وصلت لنقطة معينة تم قامت بضم ركبتيها إلى صدرها وهي تتحرك بهستيرية

بدأت تبكي وشهقاتها تتعالى ،، والدليل الوحيد على ذلك هو جسمها الذي يعلو ويهبط ،، لان صوت الموسيقى كان يطغى على كل الاصوات ،، بدأت هانا تطلب من المسؤولين ان تدخل للمسرح فقط لدقيقة واحدة لكنهم اجابوها برفض قاطع ،، الصراخ لا يجدي نفعا والوقت يمر ...

قلوب الناس بدأت تتحطم ،، وتم فقدان الامل بالجائزة ،، اطفال يبكون ويصرخون " افعلو شيءا "

ورجل يربت على زوجته ،، عائلة تبكي من وراء شاشة التلفاز ،، طفلة صغيرة تمسح دموع ابيها ،، وعجوز تحتظن التلفاز وتتمنى حدوث معجزة ،،
توأمين يواسيان بعضهما ،، رغم ان كلاهما محطم ،، شاب يحتسي من قنينة شراب بشراهة ويجاهد حتى لا يحطم ذلك التلفاز الغبي ،،
الام الغير مهتمة بالمسابقة تختلس النظر من المطبخ لتعرف هل من جديد ،، وكل شخص وما حالته بتلك اللحظة ...

الامل الذي زرع بقلوبهم كل هذه الايام ،،
قد تبخر في الهواء بهذه اللحظة ،، كل شخص يتمنى في سره ان تقف فقط وتقوم باي شيء حتى وان لم يكن رقصا ،، الوقت يمر والجميع استسلم للواقع الاليم ،، هانا التي كانت تصرخ فقد جف حلقها ،، لكن لا جديد ...

يقال ( لا يقفل القدر بوجهك بابا حتى يفتح ملايين الابواب )

استقام الشاب المجهول صاحب الوشوم من مضجعه
مبتعدل عن الجمهور ليتوجه بكل ثقة للمسرح وجميع الانظار عليه
الى اين ؟؟ ،، صعد السلم الخاص بالمسرح بخطوات هادئة لكن المفاجئة ،،
ان أحدا لم يمنعه ،، وصل اليها ليضع يده المليئة بالوشوم على كتفها ...

.
.
.

المكان بارد مظلم وكئيب لا اشعر بأي شيء ولا اسمع اي صوت ،، هل رحل الجميع وتركني هنا ؟ ،، بمفردي ؟ ،، اين هانا واين الجميع ،، اظن انني احتضر ،، ام ان هذه اثار ما بعد الموت ؟

احسست بيد دافئة توضع على كتفي ،، رغم برودتها الا انها كانت دافئة بطريقة ما ،، رفعت رأسي للفاعل ،، لاجده شاب وسيم تكتسيه وشوم عدة ،، خصلات شعره الامامية تتمرد على جبينه لتبرز عيناه المظلمة ،،
بدلة رسمية ،، وهالة مخيفة تحيط به ...

ايعقل ؟ انه ملك الموت ؟ ،، اعاد يده من على كتفي ليمدها لي لامسكها ،،
لم اعلم ماذا يقصد بذلك وهل يريدونني ان اذهب معه للجنة ؟ ،، اتبث لي العكس بعد ان انبس بصوته الرجولي يخرجني من قوقعة افكاري :

" هيا بنا ،، لا تفعلي بقلوبهم ما فُعل بقلبك "

وقعت تلك الجملة على رأسي كالحجرة ،، ايقضتني من سهوي وتسلل لمسامعي اخيرا صوت الموسيقى تم بعدها صوت صراخ هانا من الجانب ،، استوعبت الان انني وسط عرضي النهائي !

امسكت يده وانا لا اعلم حتى كم تبقى من وقت كل ما اعرفه هو عيناه التي تبث بي الطمأنينة وصوته الذي كسر علي خوفي حين قال :
" لا تخافي هناك دائما وقت ،، اتقبلين بي شريكك ب الرقصة ؟ "

احسست بتحسن عند سماعي ذلك وعلمت بأنني لم اغفو كثيرا ،، اومأت له وابتسامة حزينة تزين محياي ،، تم بدأنا بالرقص ،، كان موهوبا لن انكر ذلك ،، وحركاته كلها غير متوقعة ،، يعجبني ذلك لذا رحت اريه ابداعي انا ايضا ،، لطالما كان التانغو لغة روحانية بين جسدين لكنني لم اجرب ذلك قط ،، كان يأخدني لعالمه واجره لخاصتي ،، كأننا وسط بمعركة ،، كان يحملني من خصري كالريشة ،، وهيئته العضلية تلك لا تحي بانها تجيد الرقص ...

بدأ الجمهور يستعيد لونه الطبيعي ،، حتى وان لم يفهمو ذلك الشاب كيف صعد هناك لكن همهم الوحيد هو ان تنهي رقصتها قبل نفاد الوقت !

كانا تنائيا رائعا بتلك الرقصة الاسطورية ،، التي سوف يخلدها التاريخ ،، كان ذلك كالمعجزة ،، والجميع يمسح دموعه والفرحة تزين وجوههم ،، كان الجميع يتبع حركات هذين الاثنين بعين واحدة وبالعين الاخرى يراقب الوقت ...

التانغو هو لغة صامتة تعبر عن المشاعر التي لا يمكن التعبير عنها بالكلمات وهو يعكس العاطفة والشغف بطريقة فريدة ،، انه بمثابتة حوارا شغوفًا بين الجسد والروح ،، حيث يتم تبادل الحركات والتفاعل بين الراقصين بشكل متناغم ،، إنه رقص يجمع بين الجمال والعاطفة ويمكن أن يلهم المشاعر العميقة والتواصل العاطفي ،، بين جسدين !

التانغو يعتبر رقصة تعبيرية تواصل روحاني بين العشاق ،، يتميز بالقرب والتلاحم بين الراقصين ، ويعبر عن الشغف والانسجام العاطفي بينهم ،، يمكن أن يكون للتانغو تأثير قوي على العلاقات العاطفية بشكل فلسفي عميق ،، وليس الجميع يجيد ممارسة تلك الفلسفة !

صوت تصفيق حار وصراخ الجمهور بعد انتهاء تلك الرقصة تماما مع اخر ثانية من الوقت بقي الاثنين بحالة الوضعية الاخيرة :

كانت انفاسي تضرب عنقه بينما يده وضعت على بطني ،، يحاوطني من الخلف لم استطيع حتى التمسك بها جيدا ،، لانني حقا كنت تحت تأثير غريب ،،
كنت اسمع صوت التصفيق لكن الحق يقال راقني قربه ...

كانت يدي متجمدة في حالة صاعقة ،، كل ما استطعت فعله هو تحسس خاصته لا ضمها ،، اما عن يدي الاخرى فكانت غارقة وسط خصلات شعره الطويلة ،، كان ببدلة رسمية وانا بفستان زفاف دموي ،، انه كزفاف تانغو وحشي ...

اعلم بانني ابدا غير مؤهلة لاخد الجائزة بعد الغباء الذي ارتكبته لكنني على الاقل كسبت كل قلوب هؤلاء الناس ،، الجميع كان يصرخ باسم
(الحورية الالمانية ) بصوت موحد جعلني اشعر بالندم ،، كنت على وشك
ان اخدل هذا الكم الهائل من الناس ،، من اجل وهم لا يوجد اصلا ،، لم يكن هناك نيكولاس حقا كنت اتوهم !

قمت بالانحناء للجمهور وشكرتهم تم اتجهت لخلف الستار مع ذلك الشاب المجهول ،، ارتميت بحضن هانا ولا اريد افلاتها ،، كانت الابتسامة تزين محياها وهي تردد :

" فعلتيها فعلتيها يا حبيبة قلبي فعلتيها "

سقطت دمعة من عيني بسبب كمية الفرحة التي على عيناها وكلها من اجلي ،، كان هذا ما على امي ان تفعله ،، وفعلته هي ! ،، لست ممتنة لاحد غيرها ،، اه وذلك الشاب ...

نظرت واياها اليه كان يتحدث مع احد المسؤولين الكبار ،، لكن يبدو بانه هو المسؤول هنا ،، الجميع كان يخاطبه باحترام شديد ،، لتنبس هانا بحرارة :

" ايتها الوغدة الحقيرة ،، اهو من رقصتي معه ؟؟؟ لا وحظنتيه ولمستيه ؟؟؟ "

اومأت لها غير دارية للموضوع برمته لتقرصني تم انبست :

" رقصتي مع حلم كل فتاة بالعالم ؟؟؟ ،، لا اصدق كمية الجبر على قلبك يا فتاة ،، ياربي انا ايضا خد ما تريده مني واعطيني مثله امين امين "

رفعت يديها للاعلى كالحمقاء تدعو وتعيد ،، بينما انا لم افهم اي شيء ،، لانبس وانا انظر اليه :

" من يكون ؟ "

انبست هانا :
" ماذا ؟؟ لا تعلمين صاحب اكبر شركة بالعالم !! ،، اغنى رجل بالعالم واجمل رجل بالعالم؟؟؟"

نفيت لها برأسي لتضرب بكفها جبينها تم انبست :
" سوف اشرح لك اذا "

اومأت لها لتكمل :
" تخيلي انك معجبة بفرقة بتس الكورية تخيلي "

اجبتها وانا اتبع كلامها :
" اجل بتس العالمية "

اجابت وهي قريبة من وجهي :
" انتي الان ايتها الغبية رقصت مع جونكوك "

اتسعت مقلتي ووضعت كفي على فمي لانبس :
" ما ما ماذا ؟؟ هل هو بتلك الشهرة "

اجابتني وهي تومأ برأسها تأكد كلامي :
" هو اكثر من ذلك حتى ،، انه ملاكم ويهوى ركوب الخيل ويتقن عزف البيانو ،، والان اصبح راقص تانغو بارع ياالهي ظننت انه سوف يفجر رأسك فوق ذلك المسرح حقا "

بقيت متصنمة كالحجر من هول الصاعقة ،، لهذا اذا لم يتجرأ احد من الاقتراب اليه ،، عندما صعد للمسرح ،، كنت سوف اموت بين يديه بسبب اذائي الميت ،، هل هو هنا للتقييم ؟؟

دهبت هانا بسرعة لتلتقط صورة معه بعد ان انهى حديثه مع المسؤولين ،، ليقترب مني بعدها ،، يجعلني اتوثر ،، لينبس يخاطبني :

" سوف ينشرون بان عرضك كان يضم وقوعك وخروجي من الجمهور ،، لان كشف الحقيقة سيشكل خطر عليهم "

بقي ينظر لي بعيناه المضلمتين تلك لاومأ بتفهم تم ادلفت :
" فهمت ،، اشكرك على ما فعلته هناك "

أجابني وهو يحافظ على نظرته الثقيلة :
"لا احتاج شكرك ،، اريد رؤيتك مع الجائزة الليلة ،، فيمكن ان اكون من معجبيك ،، من يعلم "

قال جملته الاخيرة ليقلب عيناه للجهة الاخرى مشيرا لشخص ما بالقدوم ،، تلك الجملة لامست قلبي حقا ،، لم تكن من شريكي بالرقصة او صاحب نفوذ ،، بل كانت من احد معجبيني الاوفياء ...

لأول مرة اتحدث مع احد منهم بشكل منفرد ،، كان كل همي هو وغد حقير ،، لا يهتم بي اصلا ،، لقد غفلت عن الكثير والكثير في مسيرتي الفنية ،، لم أحظى حتى بحديث لائق مع معجبيني ،، لكن كما قال احدهم
(هناك دائما وقت)

بقيت انظر اليه حتى اشار لحارسيه ان يقومو بتصويرنا لينبس لي :
" هل لي بالتقاط صورة مع راقصتي المفضلة ؟ "

اومأت واللبتسامة تزين ملامحي ،، لاقترب منه ،، بينما يضع يديه بجيوب بنطاله ،، خطفت نظرة على ملامحه ونسيت ان الصورة تلتقط
لاعيد رأسي بسرعة للامام ...

انتهى الحارس من التصوير لالتفت له ،، اسأله :
" اين تعلمت رقص التانغو ؟ "

اجابني وهو ينظر لحارسه يشير له مجددا بشيء ما :

" لقد احببت تلك الهواية بالحقيقة ...
بسببك ،، لقد جعلت من المعجزة تحصل ،، بتقدمك للنصف النهائي "

فلتت من بين شفاهي ابتسامة صادقة ،، ونظرت له والتساؤلات تحيط بي لانبس :
" ماذا ؟ لماذا هههه "

أجابني بعد ان حول نظره لي مرة اخرى :
" لان المانيا لا تنجب الفنانين ،، بل تنجب فنانين جريمة "

نظرت له بعدم فهم لانبس :
" اولست فنانا ؟"

" من يعلم "
مباشرة اجابني وعيناه لا تفارق عيناي لابعد عيناي اوجهها ل هانا التي اتت :
" علينا الذهاب للمسرح ،، انت ايضا "

اشارت اليه ،، ليومأ تم توجهنا للمسرح ،، حتى الان لم اعرف اسمه وهو يعلم عني الكثير ،، وهدا مزعج ...

وصلنا للمسرح ،، الجائزة تمنح على حساب نقاط تلاث مراحل :

-> المرحلة للاولى للجنة الكبرى : التي تنقط حسب السرعة بالحركات ،، وتركز اكثر على عدم جعل فراغ كبير بين حركة واخرى ...

-> المرحلة الثانية للجنة الصغرى : التي تنقط حسب حسن اختيار الموسيقى وتطابق الحركات معها ،، تم تنقط على توافق ثنائيات الرقص ،، تم تركز اكثر على سرعة الاداء ...

-> المرحلة الاخيرة فهي للجمهور ...

بدأت تعرض نقاط المرحلة الاولى على التلفاز ،، نقاط هانا اولا كانت :
100 نقطة
بدأ عرض نقطتي بينمة رأسي اصبح مزدحما بالافكار ،، لتكتب بالشاشة :
20 نقطة

احسست بالحرارة تجتاحني حرفيا ،، ماذا؟؟ فارق 80 نقطة !!!!!!!...

بدأ الجمهور بالتصفيق ،، ليبدأ عرض نقاط المرحلة الثانية :
بدأت تعرض نقاط هانا لكن الصدمة ان النقاط تتخطى 100
200
300
400
500
600 نقطة !!!!؟!؟!؟؟!!

بدأ الجمهور الارجنتيني بالتصفيق وضراخاتهم تتعالى ،، اما عن الجمهور الالماني فلقد انقطعو عن الاتصال ،، او عن التنفس حتى ،، فارق 680 نقطة !!

بدأت تعرض نقاط المرحلة الاخيرة وحلقي قد جف ،، احسست بدوار خفيف ،، لكنني تحاوزت ذلك ،، يكفيني ما انا على صدد رؤيته ،، حتى وإن لم يكن أذائي بالمستوى لكن ربح هذه الفرصة حقا يعني لي الكثير ،، لقد حرمت منها بسبب شيء خارج سيطرتي ،، والان ومجددا الواقع يعيد نفسه ...

نقاط هانا بدأت بالعرض على الشاشة :
100
200 300 400 500
500 نقطة

فلتت دمعة من عيني على الفور ،، بينما اشعر بان كلا الجمهورين اصبحا يصفقان ويصرخان ،، لم اعد اريد النظر لتلك الشاشة ابدا بل انني لا استطيع ،، خائفة جدا من النتيجة ،، لا اريد رؤية حلمي يتحطم بهذه الطريقة المأساوية ،، احتاج وبشدة لهذه الجائزة لانها الان املي الوحيد ...

بدأت نقاطي بالظهور :

80 90 100
لتتجمد الشاشة ،، صمت قاتل عم المكان ،، يسمع فقط صوت ضربات قلبي التي اشعر بها بأذنياي ،، اعدت نظري للامام بقلة حيلة ،، ياله من يوم بائس ،، لقد كنت اخطط لزفاف تم الفوز بحائزة ،، لكنني ابدا لم أضع بالحسبان فكرة أنني قد اخسر الاثنين ،، ماذا الان ؟ ،، هل كل تلك التضحيات دهبت هباءا ؟ ،، كل ذلك التدريب ؟ ،، هل أنتظر لست سنوات أخرى ،، لا يمكنني بل مستحيل أن أبقى راقصة تانغو لست سنوات بهذه الساق ،، التي حالتها تسوء شيءا فشيء ...

لتتغير تلك 100 الى 50.000 نقطة وباسفلها كلمة winer وبجانبها تاج ،، بدأت هانا تتدفعني لكي انظر للشاشة للتتسع مقلتي من ما رأيته ،، صوت صراخ الجمهور العالي و هتافاتهم ايقضتني من هفوتي ،، كانت هانا تعانقني وتبكي بنفس الوقت ،، هذا ما نحن عليه نفرح للناس قبلنا ،، اقترب مني الفتى المجهول ،، ليقترب من اذني قصد سماعه جيدا :

" لقد فعلتيها ،، ايتها الحورية الالمانية "

منحته ابتسامة دافئة ليستأذن ،، تم انصرف يحتفي وسط الحشد ،، تابعته بعيناي حتى اختفى ونسيت حتى سؤاله عن اسمه ...

وهكذا مرت الليلة ،، استلمت جائزتي ليهجم الجمهور على المسرح يحملونني وهانا كذلك فوقا ،، ويرددون اسم الحورية الالمانية ...

كان الجميع مبتسمون ويضحكون ،، لاول جائزة المانية ،، تجعل من تلك النظرة الناقصة تجاه المانيا حول الفن تقع ارضا !

لقد استمتعت بوقتي كثيرا واكتشفت ان معجبيني كانو حتى من خارج المانيا ،، التقطت الكثير من الصور ،، وتحدث مع الكثير من الناس احتفلنا حتى 3:00 صباحا تم توجهنا أنا و هانا للفندق لكي نرتاح لكننا تفاجأنا بحفلة اخرى بالفندق نظمتها الفتيات ...

بقينا حتى ثملنا ووقعنا مستسلمات للنوم ،، حتى وان كانت هانا سعيدة لي فانني اردت فوزها كثيرا لكنني لا اريد خسارتي بنفس الوقت ! ،، لكن لو كانت هي من فازت لكنت لافرح لها من كل قلبي وانسى بؤسي تماما كما فعلت معي الان ...

بقيت افكر لوهلة في المكان الذي سابقى فيه من الان فصاعدا ،، حظيت بالجائزة وحضيت بأموال سوف تجعلني اعيش حتى اخر يوم بحياتي ،، لذا ساعيش كما اريد وبالمكان الذي اريد ومع من اريد ...


يتبع ....

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

اهلا يا اصدقاء كيف احوالكم ♥️♥️♥️ ،، لنحلل فصلنا :

💣💣💣💣
🔰 الفصل الثاني هو دواء الفصل الاول 🤭🌹
🔰 الفتى المجهول خطف قلبي 🥵♥️
🔰 إيما بدأت تتغير كما يبدو 💃💫
🔰 شخصية هانا 🔥🔥🔥
🔰 سلوك فيليب 🙂🙂🙂🙂
🔰 تتوقعون وين راحت جوليا ههه سوف تنصدمون 🤏✍
🔰 الفصل الجاي 🔥🔥🔥🔥🔥🙏
💣💣💣💣

تابعو حسابي على الانستغرام لمشاهدة فيديوهات عن الرواية : (dali._dah)

دمتم في رعاية الله والى اللقاء في فصل جديد 🌹

Continue Reading

You'll Also Like

23.5K 1.5K 26
هي قاست فصبرت .. تألمت بعدما ظنت أنها شفيت ..لاأحد استطاع وصف معاناتها أو الشعور بها .. أغلقت أبوابها صادةً لِمشاعرها بِكتمانِها .. هي فتاة تشبثت بشع...
2.4K 304 3
مجموعة من القصص القصيرة التي لاتنفع لأن تكونا كتابا لحالها لكنها تأبى الانسحاب إلى سلة المهملات
3.2K 209 3
جريمة قتل بشعة بلا ادلة تحدث تحت ستار الليل وفي ليلة باردة كبرود ذاك الجسد الذي فارقته الروح .. داخل احد الازقة القديمة وفي مدينة ما ان ينزل الليل ف...